بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
دخول
قراءة فى كتاب العقاد حقيقة مفاجئة أقدم الثقافات الثلاث
صفحة 1 من اصل 1
قراءة فى كتاب العقاد حقيقة مفاجئة أقدم الثقافات الثلاث
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة مفاجئة أقدم الثقافات الثلاث
تحت هذا العنوان بدأ العقاد كتابه مجملا ما جاء فى فصول الكتاب وقد بين فى تلك الصفحات على حد قوله"إن الإشاعة الموهومة كثيرا ما تطغى على الحقيقة المسجلة "والإشاعة هى سبق ثقافة اليونان وثقافة العبريين للثقافة العربية والحقيقة هى أن الثقافة العربية هى الأسبق وأجمل العقاد البراهين فى أن قدموس الفينيقى علم اليونان الأبجدية اليونانية التى هى عربية الحروف فى الشكل والمعنى وفى تصريح سفر التكوين وسفر الخروج بتعلم إبراهيم (ص)وموسى(ص)من العرب ممثلين فى ملكى صادق ويثرون وبين العقاد أن الأوربيين هم الذين أشاعوا هذا الخطأ ولم يشر إلى أن هذه الإشاعة المسيطرة على الكثير فى بلادنا سببها هو الترجمات فأهل الترجمة هم الذين نقلوا لنا هذه الإشاعة من اللغات الأخرى وكذا أهل النفاق ولولا هذا ما كانت لتعشش فى النفوس
من هم العرب ؟
ابتدأ العقاد هذا الفصل بقوله "وجد العرب فى ديارهم قبل أن يعرفوا باسم العرب بين جيرانهم "وهذا القول يبين لنا أن الوجود يسبق الإسم وكرر العقاد ذلك بقوله فى نفس الفصل "إن وجود العرب فى ديارهم سابق لها متقدم عليها"وهذا القول يصدق فى أحيان ويكذب فى أحيان بدليل أن الله سمى يحيى (ص) بن زكريا قبل ولادته وهى وجوده فقال بسورة مريم "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى "وبدليل أن الله سمى المسيح عيسى (ص)قبل وجوده فقال بسورة آل عمران "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم "وبدليل أن إبراهيم (ص)سمانا المسلمين قبل وجودنا وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل "
بعد هذا ذكر العقاد أمثلة على قوله فى الأمم هى الهند والحبشة والسكنداف وانجلترا وذكر الخلافات فى تسمية البلاد وذلك تمهيدا لما يعرضه فيما بعد وهو الخلافات فى اسم العرب وذكر الإحتمالات التالية :
-أن اسم العرب محرف عن الغرب فى لغة بلد يحل فيها حرف العين محل حرف الغين
-أن الاسم من العرابة بمعنى الجفاف أو الصحراء فى لغة بعض الساميين بشمال الجزيرة –أن الاسم نسبة إلى عربة من أرض تهامة
-أن الاسم نسبة ليعرب بن قحطان
ولم يذكر الإحتمال الواضح الوحيد الراجح وهو أن الاسم بمعنى الواضحين أى المبينين أى المظهرين للحق بدليل أن معنى قوله بسورة يوسف "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون "هو أنا أوحيناه حكما واضحا أى عادلا لعلكم تفهمون
وبعد ذلك عاد العقاد للتسميات الأخرى للعرب فذكر أنهم سموا شرقيين وسراتيين ثم تحول إلى سراسين بلغات الأوربيين وبين العقاد بعد ذلك إجابة سؤال طرحه هل العرب كانوا قبل ثلاثين قرنا مقيمين فى الجزيرة أم كانوا فى بلد أخر ثم هاجروا إليها والإجابة بينت أن العقاد لا يقول بفكرة الهجرة بدليل قوله "هنا تختلف الأقوال بين مواطن ثلاث هى الحبشة وبادية الشام وأعالى العراق "ثم بين مجيئهم من الحبشة ضرب من الخيال فليس معقولا عنده أن يكونوا فى بلاد العرب أكثر مما هم فى بلدهم الحبشة ثم بين أن الهجرة من بلاد الخصب فى العراق والشام إلى بلاد الجدب والصحراء غير معقول وهذه الإستدلالات ليست إحتمالية لأن العرب الآن أكثر فى خارج موطنهم الأصلى وهو الجزيرة عند العقاد ولأن إبراهيم (ص)هاجر بابنه إسماعيل (ص)وأمه لمكة الصحراوية من بلاد الخصب ولأن يعقوب (ص)وبنيه سكنوا الصحراء بدليل قول يوسف (ص)"وجاء بكم من البدو "رغم أن جده ووالده (ص)كان يسكنان فى بلاد الشام الخصبة تاريخيا وبدليل أن بنى إسرائيل هاجروا لصحراء التيه بعد أن كانوا فى الوادى الخصيب ومن ثم فالعقاد يؤمن بأن العرب لم يأتوا من خارج الجزيرة وهى وجهة نظر لها ما يرجحها رغم خطأ ما استدل به على أمر الهجرات وبعد أن انتهى العقاد من سؤال المكان تحول للبحث فى لغات أهل الجزيرة القديمة فبين أنها ثلاث لغات سامية هى اليمنية والكنعانية والآرامية ولنا هنا وقفة مع أمر السامية فليس فى الحقيقة شىء اسمه سام ولا حام ولا يافث أبناء لنوح(ص)بدليل أن الله بين لنا أن بنى إسرائيل هم ذرية من حمل الله مع نوح (ص)من المؤمنين فقال بسورة الإسراء "وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا ذرية من حملنا مع نوح"فنوح(ص)لا يمت لبنى إسرائيل بصلة الأبوة ومن ثم ليس هناك سام ولا حام ولا حتى يافث فهى خرافة من خرافات اليهود وبين العقاد بعد ذلك أن اللغة الآرامية شاعت وطغت إلى غيرها ثم خرجت منها النبطية التى هى أم لهجات الحجاز وينقل العقاد بعد ذلك عن تاريخ سنى الملوك لحمزة الأصفهانى أن العرب البائدة ينسبون إلى إرم ويسمون بالأرمان ثم يجوز أن يكون الآراميون من سلالة الأرمان وهنا نسى العقاد أن من العرب البائدة عاد وثمود وأهل مدين ولم ينسب العرب لهم وبعد هذا ينقل كلاما من كتاب الأبجدية مفتاح تاريخ الإنسان يستشهد فيه المؤلف بالتوراة المحرفة ويذكر فيه آرام بن سام وبعض الخرافات الأخرى ثم يذكر لفظة غامضة فى الحفائر الأكادية ثم يذكر ما جاء عنهم فى رسائل تل العمارنة ثم يذكر قيام الإمارات الآرامية التى أصبحت موحدة ثم غزت البلاد الأخرى ثم أدوار ضعفها ثم بين أن اللغة الآرامية أصبحت اللغة الدولية حتى فى عهود الضعف وأكمل العقاد القول بأن وضح أن الآرامية نازعت العبرية عند اليهود واستشهد بما جاء فى التوراة والإنجيل المحرفين من كلمات تنسب إلى الآرامية مثل يجر شهدوتا أى حجر الشهود وطليثا أى لك أقول وحقيقة هذه الكلمات الآرامية هى أنها مثل أى كلمة أجنبية ترد فى كتاباتنا ثم نكتب معناها بجانبها والسؤال إذا لم تكن هذه الكلمات كما نقول فى السطر السابق كيف تركت دون غيرها رغم أن المتكلم كان يتكلم نفس اللغة الآرامية فى كلامه كله هذا إن صح إنها كانت الآرامية ؟خلص العقاد من ذلك إلى ما يريد وهو "إن الآرامية هى عربية تلك الأيام فى مواطنها "ولسنا معه فى ذلك فالعربية فى تلك الأيام هى العربية وليس أى لغة غيرها ومن الجدير بالذكر أن العقاد ناقض نفسه فى هذه المسألة فقد قال أن أهل الجزيرة تكلموا ثلاث لغات فقال "وهى اليمنية والآرامية والكنعانية مما يدل على أنها نبتت فى الجزيرة من الجنوب إلى مواطن الهجرة"ثم قال أنها لغة واحدة فقال "وعلى ذلك يصح أن نقول أن الآرامية هى عربية تلك الأيام فى مواطنها "ثم ذكر العقاد عن كتاب الكنز فى قواعد اللغة العربية ما يبين الصلة بين العربية والآرامية التى يسميها المؤلف البابلية خاصة فى الإعراب وحركاته
أسماء أخرى :
استطرد العقاد لتحقيق أسماء البلاد التى عرفها اليونان وعاصرت أممها العرب وذكر أن السبب الداعى لذلك هو "لمعرفة المدى إلى أن اليونان اتبعوا نظامين فى التسمية الأول يطلق الاسم على البلد وما جاورها كإطلاق اسم سورية على الشام والبلد المجاورة آشورية واسم فينقية على شاطىء فلسطين حتى مدينة صور مع أنها تشمل كل بلاد النخل فى الإقليم كله وهذا هو النظام الثانى الذى يطلق فيه الإسم على جزء من البلد وقد ذكر العقاد أسماء بلاد أخرى كأثيوبية ومصر والهند والأولى تتبع نظام التسمية الأول والأخريين تتبعان النظام الثانى ومما يؤخذ على العقاد فى هذا الفصل الآتى :
الأول اعتقاده أن تسميات البلاد بأسماء فى اللغة تدل على معرفتها وكذلك الاتصال بها فنحن نعرف بلاد يأجوج ومأجوج كأسماء ولكننا لم نتصل بها ولم نعرف فى اتصالاتنا والمسلمون حسب التاريخ الكاذب كانوا يسمون المحيط الأطلسى بحر الظلمات والبحر المحيط مع أنهم لم يعرفوه فى اتصالاتهم حسب التاريخ الكاذب والثانى ترجيحه أن كلمة قرطاجة هى كلمة محرفة من الكلمة الآرامية قارة حداثة أى القرية الحديثة والسؤال لماذا لا تكون محرفة من أى كلمة عربية أو أعجمية مثل قرط أجة أو قيراطاجة أو غير هذا ؟
الكتابة العربية :
استهل العقاد مقاله بأن كتابة المصريين تطورت من رسم الصور إلى رسم المقاطع لرسم الحروف الأبجدية التى تسمى فى أوربا حروف الألف باء تاء نقلا عن العربية ومن كلامه التالى انتهى إلى أن حروف مختلف اللغات مأخوذة من حروف هى الحروف المصرية القديمة الموجودة فى ألواح سيناء الحالية وليست الحقيقية
وبين سبب إنتشار هذه الحروف بعد أن كانت قاصرة على كتابة الدين وكتابة الدواوين وما شابهها وهو نقلها لبلاد التجارة الشرقية فى بلاد العرب وكانت التجارة بحاجة لتوثيق العقود ومن أجل هذا ظهرت الخطوط المسمارية والنبطية والمسندية والصفوية والثمودية واللحيانية فى البلاد الواقعة على خط مواصلات التجارة وقطعا ليس السبب فى انتشار الكتابة التجارة وإنما تحتاج الدولة للكتابة فى مختلف أنشطة أفرادها ومؤسساتها حتى تحكم حسب القوانين وحتى تنظم ميزانيتها وبعدها انتهى العقاد للتالى "أن الغالب على التجارة العربية أنها تسلك طريق البر على ظهور الجمال ولكنها لم تكن معزولة عن البحر كما يتوهم الكثيرون "ووضح أن العرب ركبوا المحيط الهندى على شاطئيه الأسيوى والأفريقى وكانت صناعة السفن فى بلاد العرب فى العقبة وعمان وعلى شاطىء فلسطين ولبنان واستشهد بأقوال الطبرى والمسعودى على هذا والمأخوذ عليه هنا هو أن سليمان(ص)الحكيم ليس أول من بنى سفنا فى العقبة ولكنه وجد هذه الصناعة قائمة فعمل سفنه فيها كما جاء بسفر الملوك الأول وسليمان(ص)لم يكن يبنى سفنا كسفن البشر لأن البناة عنده كانوا الجن وفى هذا قال تعالى بسورة ص"فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص "فهو لم يكن محتاج للسفن فى النقل فى وجود الجن الذين ينتقلون بقواهم التى أعطاها الله لهم كما حدث فى نقل كرسى ملكة سبأ .
الأبجدية اليونانية :
ابتدأ العقاد بذكر أن اليونان أخذوا الكتابة من قدموس الفينيقى كما اعترفوا بذلك فى كتبهم وأساطيرهم ودلل على هذا بتسميتهم الأبجدية بألفا بيتا فتبدأ بالألف والباء والتاء ثم تتوالى الحروف الكثيرة بلفظها العربى كما أن كتابتهم تشبه الخطوط العربية القديمة وذكر بعد هذا وجود احتمالين لانتقال الأبجدية لليونان هما
الأول أن رواد الرحلات من اليونان لبلاد العرب اقتبسوها فى رحلاتهم والثانى وجود حضارة عربية قديمة فى بلاد اليونان ثم ذكر أن مرجليوث فى كتابه الصلة بين العرب وبنى إسرائيل ذكر وجود أسماء بلاد يونانية هى أسماء عربية مثل عسكرا أى المعسكر وفندس أى الفند وهو الجبل هو الدليل على وجود هذه الحضارة التى سبقت الفينقيين ثم ذكر وجود آثار خطوط عربية فى جزر الأرخبيل غير أبجدية الفينقيين الكتابية وانتهى إلى أن اليونان تعلموا العلوم على يد العرب وإن لم يذكر التاريخ شىء عن هذا فذلك يعلم بالبداهة ولكن التاريخ ذكر هذا وخرج العقاد من العلاقة بين الكتابتين العربية واليونانية لذكر ما لا علاقة له بذلك وهو معانى الحروف العربية وأشكالها وهى نظرية خاطئة فهو يقول "وحرف العين من عين والفاء من فم "و"وشكل العين وشكل الفم "فهل يوجد شبه بين الفم والعين فى الكتابة والجسم ؟
ومن العرب الأقدمين تعلم اليونان صناعات الحضارة :
استهله العقاد بالإستشهاد بأقوال هيردوت فى الكتاب الخامس من تاريخه عن إدخال الفينقيين الذين أتوا مع قدموس لليونان صناعات كثيرة منوعة منها صناعة الكتابة التى نقلوها بغير تصرف والتى نقلها الآيونيون مع تعديل بسيط فى رسم بعضها وسموها بالفينقية إنصافا لمن نقلوها إليهم وبعد هذا بين لنا العقاد أن دخول القدموسيين فى أساطير اليونان دليل على قدم العلاقة بين العرب واليونان ثم ذكر من أخبار التاريخ بناء قدموس لمدينة بوطية ومن الأساطير أن قدموس كان من أصحاب المعجزات ومنها قتله للتنين الحارس لبعض الينابيع ونثر أسنانه التى خرج منها مردة أرادوا قتله فأوحت له الربة –كذبا -أثينا أن يلقى إليهم بجوهرة كريمة فانشغلوا بها وتقاتلوا عليها وبعد ذلك قتل قدموس من بقى منهم ومن هنا جاء المثل الشائع فى أوربا نصرة قدموسية الذى يطلق على النصر الآتى بعد الخسارة الفادحة ويقول العقاد نقلا عن المعجم الأثرى أن اليونان عبدوا قدموس أى هرمز رب الحكمة والمعرفة وهو عندهم مخترع الزراعة والصناعة والحدادة وصناعات الحضارة على التعميم ثم بين العقاد أن مما يدل على تعلم اليونان من العرب وهو تشابه الحروف اليونانية القديمة مع الحروف العربية وبدء كتابتهم من اليمين للشمال كالعربية ووضح أن انتقال الكتابة كان مقرونا بانتقال صناعات الكتابة وأدواتها لليونان مع الصناعات الأخرى المتصلة بها والنقوش العربية وأسماء المواقع فى البلاد العربية الاسم فى اليونان واقتباس اليونان لكثير من كلمات العربية مثل برجوس أى برج وكلموس أى قلم وكسمبة أى قصبة وسيرا أى سير وأيام الأسبوع التى غيروا منها السبت والأحد بعد ظهور النصرانية وقد سبق ذكر كثير من الأدلة فى فصول سابقة
والفلسفة :
بدأ العقاد مقاله بقول خلاصته أن اليونان تعلموا الفلسفة ممن سبقهم من الأمم واستدل على صحة قوله أن نقل من كتاب المرشد إلى من قبل سقراط من الفلاسفة أقوال أهمها قول الكتاب "إن المصادر تنبئنا بأنه تعلم الهندسة من المصريين وأنه وخلفاءه كانوا تلاميذ للمصريين والكلدانيين "ثم ذكر أن هيئة الحكماء السبعة مقتبسة من بلاد ما بين النهرين الذين كانوا مولعين بالعدد 7 فالسيارات 7 والأيام السبعة وغيرها ثم أنكر أن اليونان امتازوا بالفلسفة لكونهم أبناء أوربا لعدم انفرادهم بها فى كل العصور وإنما عهدها عندهم 3 قرون وبين أن سبب ازدهار الفلسفة فى ذلك العهد هو وجودهم فى بلاد ليس بها دولة حاكمة عريقة يتحكم فيها الكهنة ولذا انطلقوا فى الدرس والبحث غير خائفين من السلطة ولكنهم عند قيام الدولة اصطدموا بها فقتل سقراط وتشرد أفلاطون وانعزل أرسطو وهرب الكثير منهم وأرجع عدم وجود فلسفة للشرقيين لوجود الكهنة فى تلك البلاد وهم الذين صبغوا الفلسفة بصبغة الكهنوتية
تلاميذ أبديون:
بدأ مقاله بذكر أن موقع اليونان سهل اتصالها بالحضارات الشرقية وجعلها تلميذة لها فى كل شىء ثم فصل مراحل التلمذة وهى1-على يد الآباء الذين قدموا من آسيا بعقائدهم الروحية وذكر مثل هو أن الإله زيوس إله هندى مأخوذ من كلمتين داوس باتر أى أبى الأرباب 2- مرحلة الكتابة والصناعة وهى مرحلة هجرة قدموس أو هجرة مماثلة لها 3- مرحلة النصرانية فقد أخذوها من الشرق فالمسيح(ص)شرقى 3-الفتوح العثمانية وكادت تغير الديانة لولا تحريم فتاوى العلماء لإكراههم على دخول الإسلام على يد السلاطين وناقش العقاد خطأ تفوق الجنس الآرى على الجنس السامى-وقد سبق أن قلنا أن السامية وغيرها خرافات-مبينا أن الآرية صفة اكتسبها اليونان من الشرق وليس من الغرب فهم من سلالة آسيوية هاجرت لأوربا الشرقية والوسطى وهذا سر امتيازهم على الآريين فى الغرب بدليل أنهم فى الغرب ظلوا فى تأخرهم وجهلهم ولو كانوا جميعا من أصل واحد لتقدموا وتفوقوا جميعا على اعتبار تفوق الجنس الآرى وانتهى لكونهم تلاميذ أبديون للشرق بحكم الموقع الطبيعى لبلادهم المجاور للشرق
ثم الثقافة العبرية :
استهل العقاد الجزء الثانى من الكتاب بأن سبق العرب للعبريين فى الثقافة الدينية أوضح من سبقهم لليونان وبين نشأ العبريين فبين أنهم وجدوا من40 قرنا فى جنوب بلاد العرب الشرقى ثم انتقلوا لوادى النهرين وهم قبيلة بدوية صغيرة ومما لا شك فيه أن تحديد بداية الوجود ب40قرنا خطأ حسب ما ورد فى الإنجيل فمن إبراهيم (ص)لعيسى(ص)حسب إنجيل متى28جيلا وبمتوسط عمرى 100سنة لكل جيل رغم اختلاف الأعمار-ففى رواية عمر إبراهيم(ص)200سنة وفى رواية عمر داود(ص)60سنة- يكون المجموع العمرى 2800سنة وقد قاربنا على سنة 1997م يكون المجموع 4797سنة وحتى هذه الحسبة يخرج منها آزر والد إبراهيم(ص)ومع هذا لا أقيم لهذا وزن لوجود أكاذيب تاريخية كثيرة ثم تكلم العقاد بعد ذلك عن تدجين العبريين للحمار المأخوذ اسمه من احمرار لونه ولون الرمال التى يعيش عليها عند العقاد والذى تولدت منه بعد ذلك الحمر البيضاء التى أصبحت مطايا الرؤساء والأغنياء كما فى سفر القضاة واستدل العقاد من استعمالهم للحمار بأنهم كانوا يعيشون قرب الشاطىء قريبا من الحاضرة فلا هم بدو ولا هم حاضرة يعملون بأعمال الوساطة والسمسرة وهم فى استكانة يطلبون رضا الأقوام من حولهم ويخالف ما قاله العقاد القرآن فقد ذكر يوسف(ص)أن أهله كانوا بدوا فقال "وجاء بكم من البدو"كما أنهم استعملوا البعير كما ورد بنفس السورة "ونزداد كيل بعير "إذا فالحمار ليس هو ما يستدل به على طريقة المعيشة وإلا فما قوله فى أننا نستخدم الخيل والبغال والجمال فى بيئة زراعية ؟والعقاد خالف القرآن حين ذكر استكانة العبريين رغم أن الله ذكر شجاعة كثير منهم كإبراهيم(ص)وغيره كيوسف (ص)وموسى (ص)وهارون(ص)والعبريين-وهم فى رأيى قبيلة من العرب-منهم من كان صالحا عزيزا قويا ومنهم دون ذلك وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وقطعناهم فى الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك"إذا فتعميم الحكم عليهم كلهم خطأ وبعد هذا ناقش اسمهم وذكر احتمالين 1-نسبتهم لعابر بن سام2-لأنهم عبروا نهر الفرات بعد قدومهم لوادى النهرين كما فى سفر يشوع وبين أبرز هجراتهم وهى هجرتهم لوادى النهرين ثم لأرض كنعان ثم لأرض مصر ثم لأرض الميعاد وبين أن اليهود يتشاءمون بأيامهم فى مصر رغم تعلمهم وتحضرهم فيها ويجعلون يوم خروجهم منها عيدا وانتهى العقاد للسبب فى قيام دولة اليهود وهو ما تعلموه فى إقامتهم فى مصر من الصناعات والفنون والمهارات وهذا ليس السبب وإنما السبب كما قال الله الإمداد بالأموال والبنين وكثرة العدد وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا"وذلك أثناء حديثه عن إفسادهم فى الأرض وانتهى العقاد إلى أن سبب فشلهم هو نظام الأسباط القبلى ولم يكن هذا هو السبب لأنه نظام حكم أوحاه الله لهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا "وقال بسورة البقرة "فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم "والنظام الإلهى لا يكون سبب الفشل وإنما من يطبقونه وهذا هو ما فعلوه وقال الله فيه"لتفسدن فى الأرض مرتين "وأنهى العقاد مقاله بذكره أن اليهودية ليست رسالة عالمية وإنما هى رسالة قبلية وهذا صحيح لأنهم لا يدعون أحد إليها بذكر ذلك رغم أن الرسالات التى كانت فى بنى إسرائيل كلها كانت عالمية لأنها كانت تدعو للإسلام وليس لليهودية التى هى تحريف لتلك الرسالات
العبرية والعالمية :
خلاصة المقال هو إنكار أن العبرية نهضت بأمانة الرسالة العالمية فى تاريخ الإنسان وأن حضارات الشرق لم تحفل بالأخلاق والعدل مثل العبرية ومما ينبغى ذكره أن العقاد يتكلم فى المقال عن أنبياء بنى إسرائيل كلاما خاطئا مستمدا ذلك من أسفار التوراة والإنجيل المحرفين رغم أنهم غير ذلك فى القرآن ووضح أن طاعة الرب فى عرف العبريين مسألة علاقة بين رب عبرى وشعبه المختار وليست فضيلة واستشهد على هذا ببعض ما جاء فى أسفار التوراة المحرفة ووضح بعد ذلك أن القوم اعتمدوا على خرافة الصفوة المختارة فكل جيل يضيق الخرافة على فصيل معين إرضاء لكهان الهيكل ودعاة النبوة وبعد هذا أخطأ فقال"وكان بعض أنبيائهم من حين إلى حين يفطنون لوبال هذه العصبية ويعترفون للأمم بشىء من الحق فى النعمة الإلهية "ثم يقول "ولكنها فلتات تعرض لأولئك الأنبياء "والأنبياء (ص)كلهم يقرون بالمساواة بين الأمم لمن يطيع نعمة الله وقد طلب الله منا ألا نميز أحد منهم فقال بسورة البقرة "لا نفرق بين أحد من رسله"ثم تعرض العقاد للقول بأن أنبياء العبريين اختصوا بنى إسرائيل بالدعوة وأكد ذلك وضرب أمثلة كالمسيح(ص)ونقل نصوص من أسفار الإنجيل تدل على الخلاف فى دعوة الأمم الأخرى ومما لاشك فيه أن العقاد نسى أن رسالة موسى(ص)كانت لفرعون كما قال تعالى بسورة طه"اذهبا إلى فرعون إنه طغى "وبدليل إيمان زوجة فرعون والسحرة ومؤمن آل فرعون وكلهم ليسوا من العبريين كما نسى رسالة يوسف (ص)حين دعا أهل مصر ومنهم المساجين معه فى السجن كما نسى سليمان(ص)حين دعا ملكة سبأ وقومها وهناك أمثلة كثيرة أخرى ثم بين السبب فى عدم انتشار رسالة العبريين للأمم وهو أنهم لا يدعون غيرهم لها ثم وضح أنهم فى أدوار حياتهم الثلاثة البداوة والمملكة والشتات لم يصدروا ثمرة نافعة فى الأدب والفن والعلم والفلسفة فلم يعرف منهم عالم أو أديب أو فيلسوف أو فنان وكل ما عندهم هو المواعظ والترانيم وانتهى العقاد لأمرين1- أن عدد نوابغهم رغم تاريخهم الطويل أقل من أى أمة أخرى 2- أنهم كانوا مستهلكين مستفيدين من الثقافة العالمية وليسوا منتجين
الدين
قام المقال على أسس ثلاثة :
1-نقل العبريين لدينهم أشياء كثيرة من الأديان الأخرى وضرب مثل لذلك بنقلهم كلمة النبى من العربية ونقل العقاد ذلك عن هولشر وشميدت وكانوا يسمونه رجل الله والرائى والناظر2- تعلم أنبياء بنى إسرائيل من العرب وذكروا أن موسى(ص)تتلمذ على نبى مدين وهو خطأ وذكروا غيره مما نتعرض له قادما 3- صلة أنبياء بنى إسرائيل بالتنجيم ونقل العقاد عن أخبار صموئيل وعن كتاب تنجيمات يعقوب بعض النصوص الدالة على اشتغالهم بهذا وأخطأ العقاد بقوله "ولم يرتفع كبار أنبيائهم ورسلهم عن مطلب الإتجار بالكشف عن المغيبات والإشتغال بالتنجيم "فهو إتهام لرسل الله (ص)بالتجارة فى رسالة الله رغم أن الكل يقولون كما القرآن عنهم "ولا أعلم الغيب "
إبراهيم (ص)وموسى(ص)وداود(ص)يتعلمون :
ركز العقاد فى مقاله على النقاط التالية :
1-أن إبراهيم(ص)تعلم على يد ملكى صادق واستشهد على هذا بسفر التكوين من التوراة وسفر العبرانيين من الإنجيل وهو لم يتعلم على يد المذكور وإنما الله هو من أرشده وعلمه كما قال بسورة الأنبياء "ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل"ومما ينبغى قوله أنه (ص)كان عربيا بدليل إسكانه ذريته فى مكة فليس معقولا أن يسافر لها والعرب فى طريقه ولا يتكلم العربية كما أنه أقام بمكة وبنى القواعد كما أن هاجر كلمت العرب فى الروايات التاريخية- والله أعلم بصحتها من بطلانها- لما أرادوا القعود معها كما أنه تكلم فى تلك الروايات مع زوجتى ابنه وهن عربيات حسب الروايات التاريخية
2-أن موسى(ص) تعلم على يد نبى مدين وعلى يد الخضر ونقل العقاد من سفر الخروج ما يفيد هذا والخطأ الأول هنا هو تعلمه على يد نبى مدين فلم يكن فيها نبى فى ذلك العهد وإنما كل ما وصف به الرجل أنه شيخ كبير كما قالت ابنتاه فى القرآن زد على هذا أن الله كان قد علمه قبل ذهابه لمدين وفى هذا قال تعالى بسورة القصص "ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما "زد أن شعيب (ص)لم يكن معاصرا لموسى(ص)وإلا وردت الصلة بينهما فى أى سورة حتى ولو تلميحا والثانى أن اسم العبد الصالح الخضر ولم يرد هذا فى القرآن وموسى(ص)كان عربيا بدليل حديثه مع ابنتى الشيخ الكبير والشيخ نفسه بمجرد وصوله لمدين وليس معقولا أن يتحدث معهن بغير العربية لكونهن راعيات لم يتعلمن لغة أخرى كما أنه تحدث مع العبد الصالح(ص)دون ترجمان
3-أن داود(ص)اقتبس مزاميره من إخناتون واستشهد بالمقارنة التى عقدها هنرى برستيد وآرثر ويجال بين المزامير وترانيم إخناتون ويخالف هذا أن الله أعطاه الزبور فقال بسورة النساء "وآتينا داود زبورا "ثم أين ذهب عقل العقاد حين اعتقد أن المسلم ينقل عن الوثنى عابد الشمس أناشيده
4-أن اليهود ضموا سفر أيوب العربى لأسفار التوراة واعتراف اليهود بعربية أيوب(ص)هو دليل على كونهم عرب لأن الله ذكر أن أيوب (ص)من ذرية إبراهيم (ص)فقال بسورة الأنعام"ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون "فإذا كان أيوب عربيا فهم عرب لاشك فى هذا
5- أن العبريين تعلموا من بلعام وهو لقمان(ص)العربى فى أيام موسى (ص)ومما ينبغى ذكره أن لقمان(ص)لم يعاصر موسى (ص)لأنه لم يذكر فى ذرية إبراهيم (ص)ومن ثم فقد يكون قبل إبراهيم(ص)ومن هنا نعلم أن العبريين ليسوا سوى قبيلة عربية أرادت التميز على باقى القبائل ففعلت ما فعلت من تحريف الدين
6-سبب تناسى العبريين لأنبياء العرب وهو جعلهم مصيرهم بعد قيام المملكة مرتهنا بمصير بيت المقدس وأشار العقاد لعادة التوجه للجنوب قد ظلت عند رسلهم فيما بعد قيام النصرانية واستشهد بقول لأرميا وقول لبولس فى رسالة غلاطية
7-أن تركيز القداسة فى أورشليم شىء طارىء بعد أيام موسى (ص)بزمن طويل والسبب فى رأى العقاد ارتباط الهيكل ببيت داود(ص)وتعليق أملهم فى الخلاص بعودة الملك لذلك البيت فى أخر الزمان وهنا نسى العقاد أن موسى(ص)طلب منهم دخول الأرض المقدسة فقال كما بسورة المائدة "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم "فكان ردهم "يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها "إذا فالقدس وهى مكة مقدسة من قديم الزمان
اللغة والكتابة :
فى بداية المقال ذكر أن أصل العبريين هو جنوب الجزيرة وهذا يعنى كونهم عرب – ثم هاجروا منها وكانت لهم لهجة قريبة من الآرامية والكنعانية وقد تتبع العقاد فى هذا المقال حالة اللغة فوضح لنا التالى :
أن اللغة كانت تبتعد عن مصدرها الأول كلما ابتعد أهلها عن الجنوب وأنهم كانوا يتكلمون بأسماء وأعلام لا يفهمونها ولكنها فى لغة سبأ مفهومة مما يدل على إنتقالها لفلسطين من سبأ كما قال مرجليوث
أن كلما انعزل اليهود عمن حولهم بسبب دينهم انعزلت اللغة حتى أنها تحجرت ورغم ذلك عاشت فى عصر المملكة ولكن فى الهيكل والكنيسات عند الأحبار والرهبان وأما خارجهم فقد كان القوم يتكلمون بغيرها واستشهد العقاد على تحجر العبرية بما قاله فولتير فى المعجم الفلسفى تحت كلمة آدم(ص)حيث قال 000وبلغ من فقرها أنها لا تحتوى كثيرا من الأزمنة فى أفعالها "
أن اللغة العبرية أخذت من اللهجات السامية ولم تعطها شيئا
أن اللغة العبرية انهزمت فى الهيكل والمعابد وحلت محلها الآرامية بعد انهزامها خارجها وأرجع العقاد السبب فى ذلك إلى عجز العبرية عن الإنتاج بمعنى أن أهلها لم يقدروا على كتابة الكتب فى مجالات الحياة حتى تتم القراءة بها وبعد ذلك ناقش العقاد موضوع الكتابة فبين أن العبريين رغم إقامتهم الطويلة فى مصر لم يستطيعوا اقتباس الكتابة منها خاصة أن الوحى الإلهى لموسى(ص)كان مكتوبا فى الألواح وهذا ما يدعو لاهتمامهم بالكتابة
أن العبريين كانوا يكتبون بالحرف المسمارى كما فى رسائل أمراء فلسطين لحاكم مصر ووجدت بعد ذلك حروف عبرية تشبه الحروف الموجودة على ضريح هيشاع ملك موآب وفى سبى بابل نقلوا الحروف المربعة عن الحروف البابلية وزادوا عليها حروف الحلق وقد حفظ المزمور 116 أسماء الحروف العبرية فى عهد المملكة وهى فى هذا المزمور على ترتيب (أبجد هوز حطى كلمن سعفص قرشت)وعددها 22 حرفا وأبان العقاد بعض الحروف التى اقتبسوها فمثلا أخذوا الغين من العربية وسموها غيمل وكتبوها كالجيم وحذفوا نقطة الإعجام للتفرقة بينهم وجعلوا للخاء حرف سموه الخاف وكتبوه كالكاف بعد حذف نقطة الإعجام ولما اتصلوا بأعاجم الشمال أخذوا بنطق الواو فاء وجعلوا لها حرف مماثل بعد حذف النقطة وأخذوا السين الآرامية المسماة سمخ وأما الحروف التالية ث ذ ض ظ فليست عندهم ولكنهم يقربون حروفهم منها بالتفخيم ومن هنا حدث اللبس عندهم فى معانى بعض الكلمات ككلمة الناصرة وعاد العقاد مرة أخرى فذكر تعديل العبرية فى عصر الميلاد على هدى الكتابة الآرامية ومع هذا ماتت العبرية وزاد من نسيانها هدم الرومان للهيكل وتفرق اليهود فى البلاد وفى القرن10 الميلادى اجتمع الأحبار لإعادة الحياة للغة العبرية فوجدوا الحل فى النحو العربى فكتبوا أجروميتهم الأولى بالعربية مقرونة فى أحيان بترجمة عبرية ثم اجتهد بعضهم فى تحرير كلماتها وجمعها ومنهم سعيد بن يوسف الفيومى صاحب معجم الآجارون وكتاب الفصاحة ثم تكلم عن علم الكلام عند اليهود ومن علمائه ابن جبيرول وابن عزرا الغرناطى وابن ميمون وكانوا تلاميذا لمدرسة الرشدية العربية فى الأندلس وأهم كتب ابن جبيرول ينبوع الحياة واقتبس فيه من التصوف الإسلامى ووضح أن أشهر فلاسفتهم هو باروخ سبينوزا المولود فى ألمانيا
الشعر :
صال العقاد وجال فى الشعر عند الأمم فبين التالى :
أن هناك صلة وثيقة بين الشعر العربى والحداء وضرب أمثلة على هذا
أن المشاهد فى أشعار الأمم فى لغات متعددة هو إلتزام القافية فى الشعر المنفرد وأما الشعر الجماعى كما عند اليونان والعبريين فتهمل القافية
أن القافية فيما يسمى اللغات السامية ليس قاعدة وكذلك البحور ليست قاعدة
وأرجع العقاد السبب إلى أن الإنشاد مختلف عند العرب وسائر الشعوب السامية فالعرب ينشدون فرادى وغيرهم جماعيا
أن كلمة الشعر مأخوذة فى تلك اللغات من العربية بعد التحريف فنقل عن كتاب المعجميات لمرمرجى هذا التحريفات ففى الأكدية شيرو وفى العبرية شير وشيره ومعنها الهتاف ثم الغناء
أن الشعر تطور فى اللغات السامية الآرامية والعبرية كالأتى فقرات مسجوعة ثم سطور متوازية
أن الشعر العربى تطور فى الجزيرة فأصبح فن له أوزان وقواعد
أن الشعر الغربى سبب خلوه من القافية كما نقل عن جلبرت مورى يعود إلى وضوح الأوزان ثم فى رأى العقاد للغناء الجماعى للشعر
أن لا شعر فى لغة بلا إيقاع
أن العبرية الحالية خالية من الوزن والقافية فقد استعاضتهم عنهم بالأسطر المتوازية والكلمات المترددة بين السطر الأول وما يليه
أن قوام الشعر عند العبريين هو سطر يرددونه لأغراض ستة هى المجاز والإستطراد والتفسير والمبالغة والمقابلة والمقارنة كما قال لوث
أن اللغة العربية امتازت فى حروفها بالحساسية الموسيقية ونهاية المطاف الحمد لله
حقيقة مفاجئة أقدم الثقافات الثلاث
تحت هذا العنوان بدأ العقاد كتابه مجملا ما جاء فى فصول الكتاب وقد بين فى تلك الصفحات على حد قوله"إن الإشاعة الموهومة كثيرا ما تطغى على الحقيقة المسجلة "والإشاعة هى سبق ثقافة اليونان وثقافة العبريين للثقافة العربية والحقيقة هى أن الثقافة العربية هى الأسبق وأجمل العقاد البراهين فى أن قدموس الفينيقى علم اليونان الأبجدية اليونانية التى هى عربية الحروف فى الشكل والمعنى وفى تصريح سفر التكوين وسفر الخروج بتعلم إبراهيم (ص)وموسى(ص)من العرب ممثلين فى ملكى صادق ويثرون وبين العقاد أن الأوربيين هم الذين أشاعوا هذا الخطأ ولم يشر إلى أن هذه الإشاعة المسيطرة على الكثير فى بلادنا سببها هو الترجمات فأهل الترجمة هم الذين نقلوا لنا هذه الإشاعة من اللغات الأخرى وكذا أهل النفاق ولولا هذا ما كانت لتعشش فى النفوس
من هم العرب ؟
ابتدأ العقاد هذا الفصل بقوله "وجد العرب فى ديارهم قبل أن يعرفوا باسم العرب بين جيرانهم "وهذا القول يبين لنا أن الوجود يسبق الإسم وكرر العقاد ذلك بقوله فى نفس الفصل "إن وجود العرب فى ديارهم سابق لها متقدم عليها"وهذا القول يصدق فى أحيان ويكذب فى أحيان بدليل أن الله سمى يحيى (ص) بن زكريا قبل ولادته وهى وجوده فقال بسورة مريم "يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى "وبدليل أن الله سمى المسيح عيسى (ص)قبل وجوده فقال بسورة آل عمران "إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم "وبدليل أن إبراهيم (ص)سمانا المسلمين قبل وجودنا وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل "
بعد هذا ذكر العقاد أمثلة على قوله فى الأمم هى الهند والحبشة والسكنداف وانجلترا وذكر الخلافات فى تسمية البلاد وذلك تمهيدا لما يعرضه فيما بعد وهو الخلافات فى اسم العرب وذكر الإحتمالات التالية :
-أن اسم العرب محرف عن الغرب فى لغة بلد يحل فيها حرف العين محل حرف الغين
-أن الاسم من العرابة بمعنى الجفاف أو الصحراء فى لغة بعض الساميين بشمال الجزيرة –أن الاسم نسبة إلى عربة من أرض تهامة
-أن الاسم نسبة ليعرب بن قحطان
ولم يذكر الإحتمال الواضح الوحيد الراجح وهو أن الاسم بمعنى الواضحين أى المبينين أى المظهرين للحق بدليل أن معنى قوله بسورة يوسف "إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون "هو أنا أوحيناه حكما واضحا أى عادلا لعلكم تفهمون
وبعد ذلك عاد العقاد للتسميات الأخرى للعرب فذكر أنهم سموا شرقيين وسراتيين ثم تحول إلى سراسين بلغات الأوربيين وبين العقاد بعد ذلك إجابة سؤال طرحه هل العرب كانوا قبل ثلاثين قرنا مقيمين فى الجزيرة أم كانوا فى بلد أخر ثم هاجروا إليها والإجابة بينت أن العقاد لا يقول بفكرة الهجرة بدليل قوله "هنا تختلف الأقوال بين مواطن ثلاث هى الحبشة وبادية الشام وأعالى العراق "ثم بين مجيئهم من الحبشة ضرب من الخيال فليس معقولا عنده أن يكونوا فى بلاد العرب أكثر مما هم فى بلدهم الحبشة ثم بين أن الهجرة من بلاد الخصب فى العراق والشام إلى بلاد الجدب والصحراء غير معقول وهذه الإستدلالات ليست إحتمالية لأن العرب الآن أكثر فى خارج موطنهم الأصلى وهو الجزيرة عند العقاد ولأن إبراهيم (ص)هاجر بابنه إسماعيل (ص)وأمه لمكة الصحراوية من بلاد الخصب ولأن يعقوب (ص)وبنيه سكنوا الصحراء بدليل قول يوسف (ص)"وجاء بكم من البدو "رغم أن جده ووالده (ص)كان يسكنان فى بلاد الشام الخصبة تاريخيا وبدليل أن بنى إسرائيل هاجروا لصحراء التيه بعد أن كانوا فى الوادى الخصيب ومن ثم فالعقاد يؤمن بأن العرب لم يأتوا من خارج الجزيرة وهى وجهة نظر لها ما يرجحها رغم خطأ ما استدل به على أمر الهجرات وبعد أن انتهى العقاد من سؤال المكان تحول للبحث فى لغات أهل الجزيرة القديمة فبين أنها ثلاث لغات سامية هى اليمنية والكنعانية والآرامية ولنا هنا وقفة مع أمر السامية فليس فى الحقيقة شىء اسمه سام ولا حام ولا يافث أبناء لنوح(ص)بدليل أن الله بين لنا أن بنى إسرائيل هم ذرية من حمل الله مع نوح (ص)من المؤمنين فقال بسورة الإسراء "وجعلناه هدى لبنى إسرائيل ألا تتخذوا من دونى وكيلا ذرية من حملنا مع نوح"فنوح(ص)لا يمت لبنى إسرائيل بصلة الأبوة ومن ثم ليس هناك سام ولا حام ولا حتى يافث فهى خرافة من خرافات اليهود وبين العقاد بعد ذلك أن اللغة الآرامية شاعت وطغت إلى غيرها ثم خرجت منها النبطية التى هى أم لهجات الحجاز وينقل العقاد بعد ذلك عن تاريخ سنى الملوك لحمزة الأصفهانى أن العرب البائدة ينسبون إلى إرم ويسمون بالأرمان ثم يجوز أن يكون الآراميون من سلالة الأرمان وهنا نسى العقاد أن من العرب البائدة عاد وثمود وأهل مدين ولم ينسب العرب لهم وبعد هذا ينقل كلاما من كتاب الأبجدية مفتاح تاريخ الإنسان يستشهد فيه المؤلف بالتوراة المحرفة ويذكر فيه آرام بن سام وبعض الخرافات الأخرى ثم يذكر لفظة غامضة فى الحفائر الأكادية ثم يذكر ما جاء عنهم فى رسائل تل العمارنة ثم يذكر قيام الإمارات الآرامية التى أصبحت موحدة ثم غزت البلاد الأخرى ثم أدوار ضعفها ثم بين أن اللغة الآرامية أصبحت اللغة الدولية حتى فى عهود الضعف وأكمل العقاد القول بأن وضح أن الآرامية نازعت العبرية عند اليهود واستشهد بما جاء فى التوراة والإنجيل المحرفين من كلمات تنسب إلى الآرامية مثل يجر شهدوتا أى حجر الشهود وطليثا أى لك أقول وحقيقة هذه الكلمات الآرامية هى أنها مثل أى كلمة أجنبية ترد فى كتاباتنا ثم نكتب معناها بجانبها والسؤال إذا لم تكن هذه الكلمات كما نقول فى السطر السابق كيف تركت دون غيرها رغم أن المتكلم كان يتكلم نفس اللغة الآرامية فى كلامه كله هذا إن صح إنها كانت الآرامية ؟خلص العقاد من ذلك إلى ما يريد وهو "إن الآرامية هى عربية تلك الأيام فى مواطنها "ولسنا معه فى ذلك فالعربية فى تلك الأيام هى العربية وليس أى لغة غيرها ومن الجدير بالذكر أن العقاد ناقض نفسه فى هذه المسألة فقد قال أن أهل الجزيرة تكلموا ثلاث لغات فقال "وهى اليمنية والآرامية والكنعانية مما يدل على أنها نبتت فى الجزيرة من الجنوب إلى مواطن الهجرة"ثم قال أنها لغة واحدة فقال "وعلى ذلك يصح أن نقول أن الآرامية هى عربية تلك الأيام فى مواطنها "ثم ذكر العقاد عن كتاب الكنز فى قواعد اللغة العربية ما يبين الصلة بين العربية والآرامية التى يسميها المؤلف البابلية خاصة فى الإعراب وحركاته
أسماء أخرى :
استطرد العقاد لتحقيق أسماء البلاد التى عرفها اليونان وعاصرت أممها العرب وذكر أن السبب الداعى لذلك هو "لمعرفة المدى إلى أن اليونان اتبعوا نظامين فى التسمية الأول يطلق الاسم على البلد وما جاورها كإطلاق اسم سورية على الشام والبلد المجاورة آشورية واسم فينقية على شاطىء فلسطين حتى مدينة صور مع أنها تشمل كل بلاد النخل فى الإقليم كله وهذا هو النظام الثانى الذى يطلق فيه الإسم على جزء من البلد وقد ذكر العقاد أسماء بلاد أخرى كأثيوبية ومصر والهند والأولى تتبع نظام التسمية الأول والأخريين تتبعان النظام الثانى ومما يؤخذ على العقاد فى هذا الفصل الآتى :
الأول اعتقاده أن تسميات البلاد بأسماء فى اللغة تدل على معرفتها وكذلك الاتصال بها فنحن نعرف بلاد يأجوج ومأجوج كأسماء ولكننا لم نتصل بها ولم نعرف فى اتصالاتنا والمسلمون حسب التاريخ الكاذب كانوا يسمون المحيط الأطلسى بحر الظلمات والبحر المحيط مع أنهم لم يعرفوه فى اتصالاتهم حسب التاريخ الكاذب والثانى ترجيحه أن كلمة قرطاجة هى كلمة محرفة من الكلمة الآرامية قارة حداثة أى القرية الحديثة والسؤال لماذا لا تكون محرفة من أى كلمة عربية أو أعجمية مثل قرط أجة أو قيراطاجة أو غير هذا ؟
الكتابة العربية :
استهل العقاد مقاله بأن كتابة المصريين تطورت من رسم الصور إلى رسم المقاطع لرسم الحروف الأبجدية التى تسمى فى أوربا حروف الألف باء تاء نقلا عن العربية ومن كلامه التالى انتهى إلى أن حروف مختلف اللغات مأخوذة من حروف هى الحروف المصرية القديمة الموجودة فى ألواح سيناء الحالية وليست الحقيقية
وبين سبب إنتشار هذه الحروف بعد أن كانت قاصرة على كتابة الدين وكتابة الدواوين وما شابهها وهو نقلها لبلاد التجارة الشرقية فى بلاد العرب وكانت التجارة بحاجة لتوثيق العقود ومن أجل هذا ظهرت الخطوط المسمارية والنبطية والمسندية والصفوية والثمودية واللحيانية فى البلاد الواقعة على خط مواصلات التجارة وقطعا ليس السبب فى انتشار الكتابة التجارة وإنما تحتاج الدولة للكتابة فى مختلف أنشطة أفرادها ومؤسساتها حتى تحكم حسب القوانين وحتى تنظم ميزانيتها وبعدها انتهى العقاد للتالى "أن الغالب على التجارة العربية أنها تسلك طريق البر على ظهور الجمال ولكنها لم تكن معزولة عن البحر كما يتوهم الكثيرون "ووضح أن العرب ركبوا المحيط الهندى على شاطئيه الأسيوى والأفريقى وكانت صناعة السفن فى بلاد العرب فى العقبة وعمان وعلى شاطىء فلسطين ولبنان واستشهد بأقوال الطبرى والمسعودى على هذا والمأخوذ عليه هنا هو أن سليمان(ص)الحكيم ليس أول من بنى سفنا فى العقبة ولكنه وجد هذه الصناعة قائمة فعمل سفنه فيها كما جاء بسفر الملوك الأول وسليمان(ص)لم يكن يبنى سفنا كسفن البشر لأن البناة عنده كانوا الجن وفى هذا قال تعالى بسورة ص"فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب والشياطين كل بناء وغواص "فهو لم يكن محتاج للسفن فى النقل فى وجود الجن الذين ينتقلون بقواهم التى أعطاها الله لهم كما حدث فى نقل كرسى ملكة سبأ .
الأبجدية اليونانية :
ابتدأ العقاد بذكر أن اليونان أخذوا الكتابة من قدموس الفينيقى كما اعترفوا بذلك فى كتبهم وأساطيرهم ودلل على هذا بتسميتهم الأبجدية بألفا بيتا فتبدأ بالألف والباء والتاء ثم تتوالى الحروف الكثيرة بلفظها العربى كما أن كتابتهم تشبه الخطوط العربية القديمة وذكر بعد هذا وجود احتمالين لانتقال الأبجدية لليونان هما
الأول أن رواد الرحلات من اليونان لبلاد العرب اقتبسوها فى رحلاتهم والثانى وجود حضارة عربية قديمة فى بلاد اليونان ثم ذكر أن مرجليوث فى كتابه الصلة بين العرب وبنى إسرائيل ذكر وجود أسماء بلاد يونانية هى أسماء عربية مثل عسكرا أى المعسكر وفندس أى الفند وهو الجبل هو الدليل على وجود هذه الحضارة التى سبقت الفينقيين ثم ذكر وجود آثار خطوط عربية فى جزر الأرخبيل غير أبجدية الفينقيين الكتابية وانتهى إلى أن اليونان تعلموا العلوم على يد العرب وإن لم يذكر التاريخ شىء عن هذا فذلك يعلم بالبداهة ولكن التاريخ ذكر هذا وخرج العقاد من العلاقة بين الكتابتين العربية واليونانية لذكر ما لا علاقة له بذلك وهو معانى الحروف العربية وأشكالها وهى نظرية خاطئة فهو يقول "وحرف العين من عين والفاء من فم "و"وشكل العين وشكل الفم "فهل يوجد شبه بين الفم والعين فى الكتابة والجسم ؟
ومن العرب الأقدمين تعلم اليونان صناعات الحضارة :
استهله العقاد بالإستشهاد بأقوال هيردوت فى الكتاب الخامس من تاريخه عن إدخال الفينقيين الذين أتوا مع قدموس لليونان صناعات كثيرة منوعة منها صناعة الكتابة التى نقلوها بغير تصرف والتى نقلها الآيونيون مع تعديل بسيط فى رسم بعضها وسموها بالفينقية إنصافا لمن نقلوها إليهم وبعد هذا بين لنا العقاد أن دخول القدموسيين فى أساطير اليونان دليل على قدم العلاقة بين العرب واليونان ثم ذكر من أخبار التاريخ بناء قدموس لمدينة بوطية ومن الأساطير أن قدموس كان من أصحاب المعجزات ومنها قتله للتنين الحارس لبعض الينابيع ونثر أسنانه التى خرج منها مردة أرادوا قتله فأوحت له الربة –كذبا -أثينا أن يلقى إليهم بجوهرة كريمة فانشغلوا بها وتقاتلوا عليها وبعد ذلك قتل قدموس من بقى منهم ومن هنا جاء المثل الشائع فى أوربا نصرة قدموسية الذى يطلق على النصر الآتى بعد الخسارة الفادحة ويقول العقاد نقلا عن المعجم الأثرى أن اليونان عبدوا قدموس أى هرمز رب الحكمة والمعرفة وهو عندهم مخترع الزراعة والصناعة والحدادة وصناعات الحضارة على التعميم ثم بين العقاد أن مما يدل على تعلم اليونان من العرب وهو تشابه الحروف اليونانية القديمة مع الحروف العربية وبدء كتابتهم من اليمين للشمال كالعربية ووضح أن انتقال الكتابة كان مقرونا بانتقال صناعات الكتابة وأدواتها لليونان مع الصناعات الأخرى المتصلة بها والنقوش العربية وأسماء المواقع فى البلاد العربية الاسم فى اليونان واقتباس اليونان لكثير من كلمات العربية مثل برجوس أى برج وكلموس أى قلم وكسمبة أى قصبة وسيرا أى سير وأيام الأسبوع التى غيروا منها السبت والأحد بعد ظهور النصرانية وقد سبق ذكر كثير من الأدلة فى فصول سابقة
والفلسفة :
بدأ العقاد مقاله بقول خلاصته أن اليونان تعلموا الفلسفة ممن سبقهم من الأمم واستدل على صحة قوله أن نقل من كتاب المرشد إلى من قبل سقراط من الفلاسفة أقوال أهمها قول الكتاب "إن المصادر تنبئنا بأنه تعلم الهندسة من المصريين وأنه وخلفاءه كانوا تلاميذ للمصريين والكلدانيين "ثم ذكر أن هيئة الحكماء السبعة مقتبسة من بلاد ما بين النهرين الذين كانوا مولعين بالعدد 7 فالسيارات 7 والأيام السبعة وغيرها ثم أنكر أن اليونان امتازوا بالفلسفة لكونهم أبناء أوربا لعدم انفرادهم بها فى كل العصور وإنما عهدها عندهم 3 قرون وبين أن سبب ازدهار الفلسفة فى ذلك العهد هو وجودهم فى بلاد ليس بها دولة حاكمة عريقة يتحكم فيها الكهنة ولذا انطلقوا فى الدرس والبحث غير خائفين من السلطة ولكنهم عند قيام الدولة اصطدموا بها فقتل سقراط وتشرد أفلاطون وانعزل أرسطو وهرب الكثير منهم وأرجع عدم وجود فلسفة للشرقيين لوجود الكهنة فى تلك البلاد وهم الذين صبغوا الفلسفة بصبغة الكهنوتية
تلاميذ أبديون:
بدأ مقاله بذكر أن موقع اليونان سهل اتصالها بالحضارات الشرقية وجعلها تلميذة لها فى كل شىء ثم فصل مراحل التلمذة وهى1-على يد الآباء الذين قدموا من آسيا بعقائدهم الروحية وذكر مثل هو أن الإله زيوس إله هندى مأخوذ من كلمتين داوس باتر أى أبى الأرباب 2- مرحلة الكتابة والصناعة وهى مرحلة هجرة قدموس أو هجرة مماثلة لها 3- مرحلة النصرانية فقد أخذوها من الشرق فالمسيح(ص)شرقى 3-الفتوح العثمانية وكادت تغير الديانة لولا تحريم فتاوى العلماء لإكراههم على دخول الإسلام على يد السلاطين وناقش العقاد خطأ تفوق الجنس الآرى على الجنس السامى-وقد سبق أن قلنا أن السامية وغيرها خرافات-مبينا أن الآرية صفة اكتسبها اليونان من الشرق وليس من الغرب فهم من سلالة آسيوية هاجرت لأوربا الشرقية والوسطى وهذا سر امتيازهم على الآريين فى الغرب بدليل أنهم فى الغرب ظلوا فى تأخرهم وجهلهم ولو كانوا جميعا من أصل واحد لتقدموا وتفوقوا جميعا على اعتبار تفوق الجنس الآرى وانتهى لكونهم تلاميذ أبديون للشرق بحكم الموقع الطبيعى لبلادهم المجاور للشرق
ثم الثقافة العبرية :
استهل العقاد الجزء الثانى من الكتاب بأن سبق العرب للعبريين فى الثقافة الدينية أوضح من سبقهم لليونان وبين نشأ العبريين فبين أنهم وجدوا من40 قرنا فى جنوب بلاد العرب الشرقى ثم انتقلوا لوادى النهرين وهم قبيلة بدوية صغيرة ومما لا شك فيه أن تحديد بداية الوجود ب40قرنا خطأ حسب ما ورد فى الإنجيل فمن إبراهيم (ص)لعيسى(ص)حسب إنجيل متى28جيلا وبمتوسط عمرى 100سنة لكل جيل رغم اختلاف الأعمار-ففى رواية عمر إبراهيم(ص)200سنة وفى رواية عمر داود(ص)60سنة- يكون المجموع العمرى 2800سنة وقد قاربنا على سنة 1997م يكون المجموع 4797سنة وحتى هذه الحسبة يخرج منها آزر والد إبراهيم(ص)ومع هذا لا أقيم لهذا وزن لوجود أكاذيب تاريخية كثيرة ثم تكلم العقاد بعد ذلك عن تدجين العبريين للحمار المأخوذ اسمه من احمرار لونه ولون الرمال التى يعيش عليها عند العقاد والذى تولدت منه بعد ذلك الحمر البيضاء التى أصبحت مطايا الرؤساء والأغنياء كما فى سفر القضاة واستدل العقاد من استعمالهم للحمار بأنهم كانوا يعيشون قرب الشاطىء قريبا من الحاضرة فلا هم بدو ولا هم حاضرة يعملون بأعمال الوساطة والسمسرة وهم فى استكانة يطلبون رضا الأقوام من حولهم ويخالف ما قاله العقاد القرآن فقد ذكر يوسف(ص)أن أهله كانوا بدوا فقال "وجاء بكم من البدو"كما أنهم استعملوا البعير كما ورد بنفس السورة "ونزداد كيل بعير "إذا فالحمار ليس هو ما يستدل به على طريقة المعيشة وإلا فما قوله فى أننا نستخدم الخيل والبغال والجمال فى بيئة زراعية ؟والعقاد خالف القرآن حين ذكر استكانة العبريين رغم أن الله ذكر شجاعة كثير منهم كإبراهيم(ص)وغيره كيوسف (ص)وموسى (ص)وهارون(ص)والعبريين-وهم فى رأيى قبيلة من العرب-منهم من كان صالحا عزيزا قويا ومنهم دون ذلك وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وقطعناهم فى الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك"إذا فتعميم الحكم عليهم كلهم خطأ وبعد هذا ناقش اسمهم وذكر احتمالين 1-نسبتهم لعابر بن سام2-لأنهم عبروا نهر الفرات بعد قدومهم لوادى النهرين كما فى سفر يشوع وبين أبرز هجراتهم وهى هجرتهم لوادى النهرين ثم لأرض كنعان ثم لأرض مصر ثم لأرض الميعاد وبين أن اليهود يتشاءمون بأيامهم فى مصر رغم تعلمهم وتحضرهم فيها ويجعلون يوم خروجهم منها عيدا وانتهى العقاد للسبب فى قيام دولة اليهود وهو ما تعلموه فى إقامتهم فى مصر من الصناعات والفنون والمهارات وهذا ليس السبب وإنما السبب كما قال الله الإمداد بالأموال والبنين وكثرة العدد وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا"وذلك أثناء حديثه عن إفسادهم فى الأرض وانتهى العقاد إلى أن سبب فشلهم هو نظام الأسباط القبلى ولم يكن هذا هو السبب لأنه نظام حكم أوحاه الله لهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا "وقال بسورة البقرة "فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم "والنظام الإلهى لا يكون سبب الفشل وإنما من يطبقونه وهذا هو ما فعلوه وقال الله فيه"لتفسدن فى الأرض مرتين "وأنهى العقاد مقاله بذكره أن اليهودية ليست رسالة عالمية وإنما هى رسالة قبلية وهذا صحيح لأنهم لا يدعون أحد إليها بذكر ذلك رغم أن الرسالات التى كانت فى بنى إسرائيل كلها كانت عالمية لأنها كانت تدعو للإسلام وليس لليهودية التى هى تحريف لتلك الرسالات
العبرية والعالمية :
خلاصة المقال هو إنكار أن العبرية نهضت بأمانة الرسالة العالمية فى تاريخ الإنسان وأن حضارات الشرق لم تحفل بالأخلاق والعدل مثل العبرية ومما ينبغى ذكره أن العقاد يتكلم فى المقال عن أنبياء بنى إسرائيل كلاما خاطئا مستمدا ذلك من أسفار التوراة والإنجيل المحرفين رغم أنهم غير ذلك فى القرآن ووضح أن طاعة الرب فى عرف العبريين مسألة علاقة بين رب عبرى وشعبه المختار وليست فضيلة واستشهد على هذا ببعض ما جاء فى أسفار التوراة المحرفة ووضح بعد ذلك أن القوم اعتمدوا على خرافة الصفوة المختارة فكل جيل يضيق الخرافة على فصيل معين إرضاء لكهان الهيكل ودعاة النبوة وبعد هذا أخطأ فقال"وكان بعض أنبيائهم من حين إلى حين يفطنون لوبال هذه العصبية ويعترفون للأمم بشىء من الحق فى النعمة الإلهية "ثم يقول "ولكنها فلتات تعرض لأولئك الأنبياء "والأنبياء (ص)كلهم يقرون بالمساواة بين الأمم لمن يطيع نعمة الله وقد طلب الله منا ألا نميز أحد منهم فقال بسورة البقرة "لا نفرق بين أحد من رسله"ثم تعرض العقاد للقول بأن أنبياء العبريين اختصوا بنى إسرائيل بالدعوة وأكد ذلك وضرب أمثلة كالمسيح(ص)ونقل نصوص من أسفار الإنجيل تدل على الخلاف فى دعوة الأمم الأخرى ومما لاشك فيه أن العقاد نسى أن رسالة موسى(ص)كانت لفرعون كما قال تعالى بسورة طه"اذهبا إلى فرعون إنه طغى "وبدليل إيمان زوجة فرعون والسحرة ومؤمن آل فرعون وكلهم ليسوا من العبريين كما نسى رسالة يوسف (ص)حين دعا أهل مصر ومنهم المساجين معه فى السجن كما نسى سليمان(ص)حين دعا ملكة سبأ وقومها وهناك أمثلة كثيرة أخرى ثم بين السبب فى عدم انتشار رسالة العبريين للأمم وهو أنهم لا يدعون غيرهم لها ثم وضح أنهم فى أدوار حياتهم الثلاثة البداوة والمملكة والشتات لم يصدروا ثمرة نافعة فى الأدب والفن والعلم والفلسفة فلم يعرف منهم عالم أو أديب أو فيلسوف أو فنان وكل ما عندهم هو المواعظ والترانيم وانتهى العقاد لأمرين1- أن عدد نوابغهم رغم تاريخهم الطويل أقل من أى أمة أخرى 2- أنهم كانوا مستهلكين مستفيدين من الثقافة العالمية وليسوا منتجين
الدين
قام المقال على أسس ثلاثة :
1-نقل العبريين لدينهم أشياء كثيرة من الأديان الأخرى وضرب مثل لذلك بنقلهم كلمة النبى من العربية ونقل العقاد ذلك عن هولشر وشميدت وكانوا يسمونه رجل الله والرائى والناظر2- تعلم أنبياء بنى إسرائيل من العرب وذكروا أن موسى(ص)تتلمذ على نبى مدين وهو خطأ وذكروا غيره مما نتعرض له قادما 3- صلة أنبياء بنى إسرائيل بالتنجيم ونقل العقاد عن أخبار صموئيل وعن كتاب تنجيمات يعقوب بعض النصوص الدالة على اشتغالهم بهذا وأخطأ العقاد بقوله "ولم يرتفع كبار أنبيائهم ورسلهم عن مطلب الإتجار بالكشف عن المغيبات والإشتغال بالتنجيم "فهو إتهام لرسل الله (ص)بالتجارة فى رسالة الله رغم أن الكل يقولون كما القرآن عنهم "ولا أعلم الغيب "
إبراهيم (ص)وموسى(ص)وداود(ص)يتعلمون :
ركز العقاد فى مقاله على النقاط التالية :
1-أن إبراهيم(ص)تعلم على يد ملكى صادق واستشهد على هذا بسفر التكوين من التوراة وسفر العبرانيين من الإنجيل وهو لم يتعلم على يد المذكور وإنما الله هو من أرشده وعلمه كما قال بسورة الأنبياء "ولقد أتينا إبراهيم رشده من قبل"ومما ينبغى قوله أنه (ص)كان عربيا بدليل إسكانه ذريته فى مكة فليس معقولا أن يسافر لها والعرب فى طريقه ولا يتكلم العربية كما أنه أقام بمكة وبنى القواعد كما أن هاجر كلمت العرب فى الروايات التاريخية- والله أعلم بصحتها من بطلانها- لما أرادوا القعود معها كما أنه تكلم فى تلك الروايات مع زوجتى ابنه وهن عربيات حسب الروايات التاريخية
2-أن موسى(ص) تعلم على يد نبى مدين وعلى يد الخضر ونقل العقاد من سفر الخروج ما يفيد هذا والخطأ الأول هنا هو تعلمه على يد نبى مدين فلم يكن فيها نبى فى ذلك العهد وإنما كل ما وصف به الرجل أنه شيخ كبير كما قالت ابنتاه فى القرآن زد على هذا أن الله كان قد علمه قبل ذهابه لمدين وفى هذا قال تعالى بسورة القصص "ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما "زد أن شعيب (ص)لم يكن معاصرا لموسى(ص)وإلا وردت الصلة بينهما فى أى سورة حتى ولو تلميحا والثانى أن اسم العبد الصالح الخضر ولم يرد هذا فى القرآن وموسى(ص)كان عربيا بدليل حديثه مع ابنتى الشيخ الكبير والشيخ نفسه بمجرد وصوله لمدين وليس معقولا أن يتحدث معهن بغير العربية لكونهن راعيات لم يتعلمن لغة أخرى كما أنه تحدث مع العبد الصالح(ص)دون ترجمان
3-أن داود(ص)اقتبس مزاميره من إخناتون واستشهد بالمقارنة التى عقدها هنرى برستيد وآرثر ويجال بين المزامير وترانيم إخناتون ويخالف هذا أن الله أعطاه الزبور فقال بسورة النساء "وآتينا داود زبورا "ثم أين ذهب عقل العقاد حين اعتقد أن المسلم ينقل عن الوثنى عابد الشمس أناشيده
4-أن اليهود ضموا سفر أيوب العربى لأسفار التوراة واعتراف اليهود بعربية أيوب(ص)هو دليل على كونهم عرب لأن الله ذكر أن أيوب (ص)من ذرية إبراهيم (ص)فقال بسورة الأنعام"ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون "فإذا كان أيوب عربيا فهم عرب لاشك فى هذا
5- أن العبريين تعلموا من بلعام وهو لقمان(ص)العربى فى أيام موسى (ص)ومما ينبغى ذكره أن لقمان(ص)لم يعاصر موسى (ص)لأنه لم يذكر فى ذرية إبراهيم (ص)ومن ثم فقد يكون قبل إبراهيم(ص)ومن هنا نعلم أن العبريين ليسوا سوى قبيلة عربية أرادت التميز على باقى القبائل ففعلت ما فعلت من تحريف الدين
6-سبب تناسى العبريين لأنبياء العرب وهو جعلهم مصيرهم بعد قيام المملكة مرتهنا بمصير بيت المقدس وأشار العقاد لعادة التوجه للجنوب قد ظلت عند رسلهم فيما بعد قيام النصرانية واستشهد بقول لأرميا وقول لبولس فى رسالة غلاطية
7-أن تركيز القداسة فى أورشليم شىء طارىء بعد أيام موسى (ص)بزمن طويل والسبب فى رأى العقاد ارتباط الهيكل ببيت داود(ص)وتعليق أملهم فى الخلاص بعودة الملك لذلك البيت فى أخر الزمان وهنا نسى العقاد أن موسى(ص)طلب منهم دخول الأرض المقدسة فقال كما بسورة المائدة "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم "فكان ردهم "يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها "إذا فالقدس وهى مكة مقدسة من قديم الزمان
اللغة والكتابة :
فى بداية المقال ذكر أن أصل العبريين هو جنوب الجزيرة وهذا يعنى كونهم عرب – ثم هاجروا منها وكانت لهم لهجة قريبة من الآرامية والكنعانية وقد تتبع العقاد فى هذا المقال حالة اللغة فوضح لنا التالى :
أن اللغة كانت تبتعد عن مصدرها الأول كلما ابتعد أهلها عن الجنوب وأنهم كانوا يتكلمون بأسماء وأعلام لا يفهمونها ولكنها فى لغة سبأ مفهومة مما يدل على إنتقالها لفلسطين من سبأ كما قال مرجليوث
أن كلما انعزل اليهود عمن حولهم بسبب دينهم انعزلت اللغة حتى أنها تحجرت ورغم ذلك عاشت فى عصر المملكة ولكن فى الهيكل والكنيسات عند الأحبار والرهبان وأما خارجهم فقد كان القوم يتكلمون بغيرها واستشهد العقاد على تحجر العبرية بما قاله فولتير فى المعجم الفلسفى تحت كلمة آدم(ص)حيث قال 000وبلغ من فقرها أنها لا تحتوى كثيرا من الأزمنة فى أفعالها "
أن اللغة العبرية أخذت من اللهجات السامية ولم تعطها شيئا
أن اللغة العبرية انهزمت فى الهيكل والمعابد وحلت محلها الآرامية بعد انهزامها خارجها وأرجع العقاد السبب فى ذلك إلى عجز العبرية عن الإنتاج بمعنى أن أهلها لم يقدروا على كتابة الكتب فى مجالات الحياة حتى تتم القراءة بها وبعد ذلك ناقش العقاد موضوع الكتابة فبين أن العبريين رغم إقامتهم الطويلة فى مصر لم يستطيعوا اقتباس الكتابة منها خاصة أن الوحى الإلهى لموسى(ص)كان مكتوبا فى الألواح وهذا ما يدعو لاهتمامهم بالكتابة
أن العبريين كانوا يكتبون بالحرف المسمارى كما فى رسائل أمراء فلسطين لحاكم مصر ووجدت بعد ذلك حروف عبرية تشبه الحروف الموجودة على ضريح هيشاع ملك موآب وفى سبى بابل نقلوا الحروف المربعة عن الحروف البابلية وزادوا عليها حروف الحلق وقد حفظ المزمور 116 أسماء الحروف العبرية فى عهد المملكة وهى فى هذا المزمور على ترتيب (أبجد هوز حطى كلمن سعفص قرشت)وعددها 22 حرفا وأبان العقاد بعض الحروف التى اقتبسوها فمثلا أخذوا الغين من العربية وسموها غيمل وكتبوها كالجيم وحذفوا نقطة الإعجام للتفرقة بينهم وجعلوا للخاء حرف سموه الخاف وكتبوه كالكاف بعد حذف نقطة الإعجام ولما اتصلوا بأعاجم الشمال أخذوا بنطق الواو فاء وجعلوا لها حرف مماثل بعد حذف النقطة وأخذوا السين الآرامية المسماة سمخ وأما الحروف التالية ث ذ ض ظ فليست عندهم ولكنهم يقربون حروفهم منها بالتفخيم ومن هنا حدث اللبس عندهم فى معانى بعض الكلمات ككلمة الناصرة وعاد العقاد مرة أخرى فذكر تعديل العبرية فى عصر الميلاد على هدى الكتابة الآرامية ومع هذا ماتت العبرية وزاد من نسيانها هدم الرومان للهيكل وتفرق اليهود فى البلاد وفى القرن10 الميلادى اجتمع الأحبار لإعادة الحياة للغة العبرية فوجدوا الحل فى النحو العربى فكتبوا أجروميتهم الأولى بالعربية مقرونة فى أحيان بترجمة عبرية ثم اجتهد بعضهم فى تحرير كلماتها وجمعها ومنهم سعيد بن يوسف الفيومى صاحب معجم الآجارون وكتاب الفصاحة ثم تكلم عن علم الكلام عند اليهود ومن علمائه ابن جبيرول وابن عزرا الغرناطى وابن ميمون وكانوا تلاميذا لمدرسة الرشدية العربية فى الأندلس وأهم كتب ابن جبيرول ينبوع الحياة واقتبس فيه من التصوف الإسلامى ووضح أن أشهر فلاسفتهم هو باروخ سبينوزا المولود فى ألمانيا
الشعر :
صال العقاد وجال فى الشعر عند الأمم فبين التالى :
أن هناك صلة وثيقة بين الشعر العربى والحداء وضرب أمثلة على هذا
أن المشاهد فى أشعار الأمم فى لغات متعددة هو إلتزام القافية فى الشعر المنفرد وأما الشعر الجماعى كما عند اليونان والعبريين فتهمل القافية
أن القافية فيما يسمى اللغات السامية ليس قاعدة وكذلك البحور ليست قاعدة
وأرجع العقاد السبب إلى أن الإنشاد مختلف عند العرب وسائر الشعوب السامية فالعرب ينشدون فرادى وغيرهم جماعيا
أن كلمة الشعر مأخوذة فى تلك اللغات من العربية بعد التحريف فنقل عن كتاب المعجميات لمرمرجى هذا التحريفات ففى الأكدية شيرو وفى العبرية شير وشيره ومعنها الهتاف ثم الغناء
أن الشعر تطور فى اللغات السامية الآرامية والعبرية كالأتى فقرات مسجوعة ثم سطور متوازية
أن الشعر العربى تطور فى الجزيرة فأصبح فن له أوزان وقواعد
أن الشعر الغربى سبب خلوه من القافية كما نقل عن جلبرت مورى يعود إلى وضوح الأوزان ثم فى رأى العقاد للغناء الجماعى للشعر
أن لا شعر فى لغة بلا إيقاع
أن العبرية الحالية خالية من الوزن والقافية فقد استعاضتهم عنهم بالأسطر المتوازية والكلمات المترددة بين السطر الأول وما يليه
أن قوام الشعر عند العبريين هو سطر يرددونه لأغراض ستة هى المجاز والإستطراد والتفسير والمبالغة والمقابلة والمقارنة كما قال لوث
أن اللغة العربية امتازت فى حروفها بالحساسية الموسيقية ونهاية المطاف الحمد لله
مواضيع مماثلة
» قراءة فى كتاب موقف المسلمين من الثقافات
» قراءة في كتاب حقيقة شركات التأمين
» قراءة فى بحث عين الشيطان في الثقافات القديمة حول العالم
» نقد كتاب المرأة الجديدة لقاسم أمين خطأ أن الأمة المصرية من أقدم الأمم
» قراءة فى درس حقيقة الإنسان وما يبقى منه
» قراءة في كتاب حقيقة شركات التأمين
» قراءة فى بحث عين الشيطان في الثقافات القديمة حول العالم
» نقد كتاب المرأة الجديدة لقاسم أمين خطأ أن الأمة المصرية من أقدم الأمم
» قراءة فى درس حقيقة الإنسان وما يبقى منه
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود سبب رزقنا ونصرنا هو الضعفاء
اليوم في 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى لون راية الرسول(ص)
اليوم في 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود دخول الناس المسجد بالسلاح
اليوم في 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود ادخال الأفراس فى الرهان سواء أمن أو لم يؤمن
اليوم في 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود إباحة الرهان وهو السبق و
اليوم في 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الأرض تطوى بالليل
اليوم في 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الإبل خلقت من الشياطين
اليوم في 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وسم الأنعام
اليوم في 6:10 am من طرف Admin
» نظرات فى كتاب موقف علي في الحديبية
اليوم في 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الناقة ملعونة
أمس في 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود النهى عن ركوب الجلالة
أمس في 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الجرس شيطان
أمس في 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قرب الملائكة من الناس
أمس في 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العين لها تأثير مؤذى
أمس في 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود معجزة كلام الجمل
أمس في 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كراهية الشكال فى الخيل
أمس في 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود التفضيل فى ألوان وبركة الخيل
أمس في 6:11 am من طرف Admin
» عمر الرسول (ص)
أمس في 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود من تمنى الجهاد ولم يجاهد فمات فهو شهيد
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:48 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عدم رد الدعاء فى أمرين أو ثلاثة
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:47 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عامر له أجره مرتين بعد استشهاده من دون بقية المسلمين
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:46 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تعجب الله
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:45 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو الخلافة ودنو المصائب
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:44 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المسلمين بعضهم أبرار وبعضهم فجار
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود القول أمتى
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الخروج بالنساء مع المجاهدين
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:42 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو فتح الأمصار
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:42 am من طرف Admin
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:28 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود حدوث معجزة النور على قبر النجاشى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كون الشهيد من ثوابه الشفاعة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المولود الميت والوئيد فى الجنة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:10 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فيمن هو المجاهد
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:08 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود التواجد فى مكانين فى وقت واحد
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:07 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود نزول الوحى فى أثناء النوم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:06 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود خلاف فيمن لم يحدث نفسه بالجهاد
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:05 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الميت دون تحديث نفسه بالغزو منافق
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:04 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بما فى الغد
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:03 am من طرف Admin
» ترك العمل والرياء
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود نمو عمل المرابط ليوم القيامة
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:20 am من طرف Admin