متخيلة الوصول للهلاك

                       
متخيلة الوصول للهلاك  
1-جلس وزير التقنية مع رئيس وكالة الموارد الأرضية فى مكتبه بمبنى الوزارة ثم بادر صاحبه فقال :
- ها ما الموضوع الذى طلبت مقابلتى من أجله ؟
- تدور فى عقول الباحثين فى الوكالة عدة مشاريع للقيام برحلات عبر طبقات الأرض
- وما أهداف تلك الرحلات ؟
- لها أهداف عدة أهمها الوصول للثروات فى باطن الأرض والتعرف على كيفية تكون المعادن وغيرها مما يوجد فى باطن الأرض والإتصال بأى مخلوقات قد توجد فى باطن الأرض
- تعلم أن ما يهمنا هو شىء واحد
- ما هو؟
- أن تكون عائدات الرحلات أكثر أو على الأقل تساوى تكلفة هذه المشروعات
- هل المال حرام علينا حلال على وكالة الفضاء ؟
- ليس القصد ولكن الجديد هو طلبكم ولابد من الحذر عند الجديد
- عموما لن نطلب مالا كثيرا لأن الرحلة للأرض مأمونة من نواحى كثيرة على عكس الفضاء
- كم تكلفة المشروع تقديرا ؟
- حوالى عشرة مليارات
- يبدو أنكم قنوعون فهذا مبلغ صغير يمكن تدبيره بسهولة ولكن اسمح لى بسؤال
- تفضل
- فى كم سنة سيتم تنفيذ المشروع ؟
- الشق المعروف زمنيا هو شق صناعة السفن التى ستتم بها الرحلات وهو حوالى ثلاث سنوات حسب التمويل المتوافر والشق المجهول هو زمن الرحلات نفسها عبر طبقات الأرض      
  2-وقف المعلم فى احد فصول مدارس الدولة الإسلامية أمام التلاميذ فى المدرجات وقال درسنا اليوم أيها الأحباب هو طبقات الأرض وعدد الطبقات سبع وفى هذا قال تعالى بسورة الطلاق "الله الذى خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن "وهذه الطبقات لا يدرى كم عمق الواحدة منها سوى الله وما يهم الإنسان هو القشرة السطحية للطبقة الأولى والتى يعيش عليها الإنسان منذ أن انزله الله للأرض فرفع طالب يده طالبا الحديث فقال له المعلم تفضل فسأل ما مكونات هذه الطبقات ؟فأجاب المعلم وهو يشير للطالب بالجلوس أخبرنا الله أن هذه الطبقات تتكون من أثقال وذلك فى قوله تعالى بسورة الزلزلة "إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها "فرفع طالب أخر يده فأشار له المعلم بالكلام فسأل ما المراد بالأثقال ؟فقال المعلم مبتسما الأثقال هى الأجسام ومفردها ثقل وهو كل ما شغل حيز مكانى سواء كان صلبا كالصخور أو سائلا كالماء أو هوائى كالغاز الطبيعى فوقف طالب أخر وقال هذا يعنى أن طبقات الأرض ليست كلها صخرية فقال المعلم بالضبط فطبقات الأرض بعضها صلبة وبعضها سائل  وبعضها هوائى ومما ينبغى ان نشير له أن الله أخبرنا فى القرىن أن أى محاولة لإختراق طبقات أى أقطار الأرض مصيرها الفشل حيث يلقى المخترقون الهلاك بالنار والنحاس  فى إنتظارهم وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من اقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذوا إلا بسلطان فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران "فوقف تلميذ أخر فقال بعد إذن المعلم فأشار له المعلم بالحديث فقال هذا يعنى أن المسموح به للجن والإنس هو الطبقة الأولى من الأرض ففيها حياتهم فقال المعلم هذا صواب
3-فى مبنى وكالة الموارد الأرضية جلس على مائدة البحث كل من رئيس الوكالة ورئيس فرع التغذية ورئيس فروع الشراب ورئيس فرع التصميم ورئيس فرع التنفس ورئيس فرع التدريب ورئيس فرع التعدين وابتدأ رئيس الوكالة الحديث فقال :
أود أن يخبر كل واحد منا الأخرين عما وصل له مع باحثيه حتى نتم المشروع فقال رئيس فرع التغذية مشكلة التغذية لها حلول عدة أهمها إقامة نظام بيئى داخل المركبة كسفن الفضاء وهذا الحل عيبه هو أنه سيزيد من حجم المركبة ومن ثم تكلفتها والحل الثانى هو تخزين الغذاء فى السفينة مع مرعاة استفادة الرواد بأن يكون طعامهم إذا كانت الرحلة ستبدأ من البحر من طعام البحر وفى حالة مرورها بآبار نفط يتم استخدام الآلة المصنعة للطعام من النفط فى صنع أطمعة الرواد وخزين الغذاء يعتمد على عدد الرواد ومدة الرحلة وكل هذا سيؤثر على حجم السفينة وتكلفتها
وقال رئيس فرع الشراب مشكلة الماء حلولها أولها استخلاص الماء من العرق والبول وثانيها استغلال الماء فى طبقات الأرض وثالثها تركيب جهاز تحلية للماء المالح فى حالة بدء الرحلة من البحر ورابعها استغلال جهاز تركيب وفصل الغازات فى تصنيع الماء
وأما رئيس فرع التصميم فقال التصميم يعتمد على تقسيم المركبة لأربعة أجزاء متماثلة لكل ربع منها سن خارق للصخور وهذه الأسنان تعمل بطريقة لولبية فى الخرق واحد منها هو الظاهر والثلاثة الأخرى احتياطية تعمل عند تعطل السن الرئيسى وهذه الأسنان فى التصميم تكون مخفية فى باطن المركبة وتخرج آليا عند طليها وينقسم كل ربع لمسكن للرواد ومخزن للأشياء ومعمل للبحث ومكان المحركات ومولدات الطاقة
وقال رئيس فرع التنفس مشكلة التنفس حلها الأول جهاز فصل الغازات والثانى النظام البيئى والثالث إيجاد خزين للأكسجين
وأما رئيس فرع التدريب فقال يعتمد اختيار الرواد على أهداف الرحلة وطولها وما دمنا لم نحسم الزمن فلا أقدر على إعطاء قرار سوى الإستمرار فى تدريب بعض العاملين بالوكالة
وقال رئيس فرع التعدين المطلوب من فرعنا لم يقل لنا أحد عليه ولكن الباحثين معى أثاروا عدة نقاط أهمها هو المعادن التى ستصنع منها السفينة وإحضار عينات من الصخور الموجودة فى باطن الأرض
عند هذا قال ريس الوكالة هذا يعنى وجود تقدم وواجبنا استكمال خطوات مشروع إنشاء المركبات على الورق مع الباحثين وأرجو إعادة تكرار التنبيه على أن المشروع سرى ومن ثم يحرم الحديث عنه حتى مجىء الإذن بهذا.
4-أمسك وزير التقنية سماعة الهاتف وخاطب رئيس الوكالة قائلا :
-صباح الخير يا رفيق
-صباح الخير يا وزيرى
-ما أخبار مشروعكم ؟
-لقد وضعنا التصور المبدئى ويقوم الباحثون الآن بعمل التصور النهائى حتى يمكن البدء فيه مع مطلع العام الجديد
-اسمع أريد أن تؤكد على العاملين معك ان المشروع كما قلت لك سرى ويجب أن يظل كذلك حتى تظهر نتائج طيبة عند ذلك يتم الإعلان عنه دون خوف من أى حساب
-وهو كذلك وقد أكدت عليهم أكثر من مرة بدليل أن أحدا لم يعلن عنه حتى الان
-الجواسيس من أتباع الدولة الملعونة لا يغفلون عن أعمالنا فى أى مجال ولذا يجب الحذر وأهم ما يجب فعله هو أن تعلن فى وسائل الإعلام أنك ومن معك بصدد القيام برحلات لأعماق البحار والمحيطات والبراكين الخامدة للقيام ببعض الدراسات المفيدة للبشرية
-سأعمل بقولك بسرعة .
5-فى مبنى وكالة الموارد الأرضية جلس الباحثون فى فرع التصميم مع بعضهم وفجأة دخل رئيسهم وجلس على الطاولة وقال ها ما أخر الأخبار ؟فقال كميل السفينة يجب أن تعمل بطرق مختلفة فى الرحلة فقال الرئيس ماذا تعنى ؟فقال كميل وهو يحك ذقنه بيده أعنى أن تعمل كغواصة أحيانا وكطائرة أحيانا وكسفينة أحيانا  فقال الرئيس وما أسباب هذا ؟أجاب كميل لأن طبقات الأرض منها الغازى بدليل وجود بحار الغاز الطبيعى وما دامت ستدخل فيها يجب أن تستعمل أجنحة كالطائرة ومنها السائل بدليل وجود النفط والماء فى الأعماق وما دامت ستدخل فيه ستعمل كغواصة ومنها الصخرى بدليل ما تقذفه البراكين من صخور فى ثورانها وما دامت ستدخل فيها يجب أن تعمل كسفينة تحمل أسلحة مدمرة أو ككاسحة صخور أو جليد فابتسم الرئيس هذا كلام جيد ولكن ما معنى المدمرة ؟فقاطعه كميل قائلا لا نعرف صلابة الصخور التى فى باطن الأرض فقد يكون هناك ما هو أصلب من الماس ومن ثم نحتاج لمفجرات للمرور منه فقال الرئيس بقت نقطة عملها كطائرة ويمكن حلها بتزويد السفينة بأجنحة مروحية تخرج عند دخول أى منطقة هوائية فقال دان وهو يشمر أكمام القميص يجب أن تكون للمركبة دروع واقية فتساءل الرئيس ماذا تقصد؟فقال أقصد أن نجعل لها صدفة كصدفة السلحفاة وإن كانت تختلف عنها فى أنها ستكون طبقات منفصلة وفى أنها ستحيط بها من كل الجوانب إذا السن المدبب فقال ديجر لماذا الصدفة ؟فقال دان لأنها ستقابل فى الأعماق مخاطر كإنهيار كتلة صخرية أو دخولها كتلة نارية عند هذا ستحمى الصدفة جسم السفينة من أى إحتكاك يعطبها فقال الرئيس وماذا عنك يا ديجر فرفع ديجر حاجبيه وأنزلهما وقال ليس لدى سوى نقاط أطرحها عليكم لنفكر معا فى حلها وهى مشكلة الرؤية فى الطبقات ونوعية الأسلحة التى ستحملها السفينة وتصميم جزء لها فى المخزن ومشكلة المعدة الذى سنصنع منه المركبة ومشكلة الإتصال بالسفينة عبر طبقات الأرض فقال الريس مبتسما سيفكر كل واحد منا فى هذه النقاط ويقترح الحلول لها وسنعقد يوم الخميس اجتماعا لمناقشة تلك الحلول .
6-فى حديقة وكالة الموارد الأرضية جلس رئيس فرع الشراب مع أحد مساعديه يتناولان العصائر وقد بدأ الرئيس صاحبه قائلا :
-هل يمكن أن نجد أفكار تسهل عملية وجود الماء دوما فى الرحلات
-نظام توفير الماء لابد أن يعتمد على مصادر عدة
-أيوجد غير التخزين واستخلاص الماء من العرق والبول وجهاز فصل الغازات وجهاز تحلية الماء المالح ؟
-أقترح تخزين الماء فى حالة جامدة أى ثلج لأن كمية الثلج الموضوعة فى حيز ما يزيد الماء المتولد منها عن كمية الماء الأصلية قليلا وثانيا أن يكون لمرحاض السفينة أجزاء ثلاثة الأول خاص بالبول والثانى خاص بالمياه المستخلصة من البراز عن طريق عصارة والثالث للبراز والمياه الناتجة من الأجزاء توصل بجهاز فصل للمكونات الضارة ثم بجهاز تحلية الماء
-هذا حمام مجهز ولكن المشكلة فى تقبل الرواد لشرب هذه المياه
-لا داعى لإخبارهم  لأن هذه المياه ستكون طبيعية بأكثر من 95%
-أيوجد  مصدر أخر ؟
-يقول المسلمون أن قرآنهم يقول "وجعلنا من الماء كل شىء حى "وهذا يعنى أن أى مخلوق حى فيه ماء ومن ثم فإن أى مخلوقات حية فى طبقات الأرض يمكن القبض على بعضها وعصرها فى آلة العصر للحصول على سوائل يتم الإحتفاظ ببها وعدم شربها إلا فى حالة نفاد المياه الطبيعية ثم إن معنى وجود مخلوقات حية داخل طبقات الأرض يعنى بالضرورة وجود مصادر للمياه تشرب منها تلك المخلوقات .
7-ذهب ريس فرع التغذية لبيت مساعده بيتر آلان وجلس معه بحجرة الجلوس وبدأ بيتر الحديث فقال :
- ما سبب الزيارة المفاجئة ؟
- مللت من التفكير الفردى فجئت لنفكر سويا فيما يجب عمله لنجاح تغذية الرواد
- المشروع ليس واضحا حتى الآن
- ماذا تريد قوله ؟
- نحن لا نعرف مدة كل رحلة  وعدد روادها وعملنا متوقف بسبب عدم التحديد
- عملنا يتوقف على زمن الرحلة وعدد الرواد ومكان التخزين لذا لابد أن نفترض عدة افتراضات
- ما هى ؟
- بناء على ما قال رئيس فرع التصميمات فإن عدد الرواد سيكون4أو8 نظر لإنقسام المركبة ل4 أجزاء والفرض الأول فى حالة كون العدد4 ومدة الرحلة 5 سنوات يكون نصيب الواحد من الطعام 6 أطنان بإعتبار الواحد سيأكل حوالى 4 كجم فى اليوم وبذا يكون الطعام المطلوب 24 طن وبالتالى 48 فى حالة كونهم8 رواد
- هذه افتراضات سليمة ولكن يجب أن نجيب على عدة أسئلة ما طرق حفظ الأغذية ؟ما شكل الأطعمة التى ستقدم للرواد هل طبيعية كمطابخنا أم لا ؟
- طرق حفظ الأغذية يجب أن نراعى فيها إنقاص حجم الغذاء الذى يعود لحجمه الكبير بعد ذلك عند الأكل
- لا توجد طريقة لهذا سوى حقن الهواء فى الغذاء ليزداد حجمه
- وأما شكل الأطعمة فهو الشكل الذى يوجد فى بيوتنا لأن الطبيعة البشرية لا تتحمل ما ينشر فى حكايات الخيال من أشكال كالأقراص والحبوب
- هناك نقاط قد تفيدنا
- وما هى ؟
- الأولى أن يكون ضمن الغذاء دقيق يعجن بالخميرة والخميرة كما تعلم تزيد من حجم الدقيق عند العجن وهذا يضمن لنا الشرط الذى قلته مسبقا والثانية فهى أن يكون أكثر الغذاء من السكريات التى تشبع بسرعة عند تناولها
8-ركب سام لى الباحث السيارة مع زميله كوزنتسوف وقد تولى الأخير قيادة السيارة فقال سام:
-ما رأيك فى الحلول المقترحة مشكلة الأكسجين ؟
-حلول معيبة فالتخزين يعيبه انتهاء الكمية عند حد معين والنظام البيئى يعيبه المساحة التى يشغلها وحاجته للماء وتعرضه للتلف بسبب تسوس البذور أو فسادها
-هل عندك جديد ؟
-جهاز فصل وتحليل الغازات إذا تم تطويره والعقبة هى فى تحويل الكربون الغازى لأكسجين فلو فهمنا تحويل الرئات بعض الأكسجين لكربون وتحويل أوراق النبات له لأكتشفنا الشىء المحول وطبقنا مثله فى الجهاز
- لا يمكن معرفة عمل الرئات ومن الممكن معرفة عمل الأوراق بالملاحظة
- هناك أسطورة تقول أن هناك بلاد يتجمد فيها الهواء والكلام فلا يصل لمسامع الأخرين وعندما يذوب يصل لمسامع الناس
- هل تريد تجميد الهواء ؟
- ولما لا ؟
- سيتم تسييل الهواء وبعد أن يصبح سائل نجمده كما نجمد أى سائل
- سأفرض صحة هذا ولكنه يصبح غير مفيد لأننا نكون بهذا عدنا لفكرة التخزين ومن ثم فإن تخزينه فى صورة غاز يكون أفضل لأنه لن يكون مكلفا
أوقف كوز نتسوف السيارة وقال هيا بنا نكمل كلامنا فى البيت فقال سام وهو يفتح الباب ويخرج من السيارة هناك شىء لم ننتبه له فتساءل كوز نتسوف وما هو ؟فأجاب أن سطح الأرض هو المكان الوحيد الصالح لحياة الإنسان .                    
9-جلس ياكوف كونين الباحث بفرع التدريب مع زميله سميرنوف تحت إحدى مظلات النادى الرياضى فى منطقة سكنهما فقال ياكوف ماذا يمكننا تقديمه من التدريبات للرواد
-لا يمكننا تقديم شىء سوى ما نقدمه لعمال المناجم
-نحن لا نعرف شىء عما فى باطن الأرض كما يعرف الفضائيون إنعدام التوازن
-الأعماق مجهولة فهناك كما يقال جاذبية وهناك فرض يقول بوجود قوة مضادة للجاذبية فى الأعماق تعمل على بعد مئات الأمتار وهذا يعنى أننا لا نقدر على شىء
-كما قيل إذا كان أعمى يقود أعمى فهما يسقطان معا فى حفرة ونحن والرواد من العمى نقودهم وفى النهاية سنسقط جميعا فى حفرة اسمها الفشل
-ليس أمامنا سوى التركيز على زيادة الجرعة التدريبية من أجل زيادة قوة تحمل الرواد فى كل الجوانب والتأهيل النفسى على أساس أن الرحلة مغامرة تحتمل ضروب كثيرة من المخاطر يمكن النجاة منها عن طريق الإعتصام بالصبر
-ما رأيك فى أن نجرى بعض التجارب على على الحيوانات لمعرفة مدى تأثير المجال المغناطيسى والجاذبية على الكائن الحى ؟
-قد يساعدنا هذا ولكن التجارب ستأخذ وقتا
-يمكنهم إيقاف الرحلات حتى تنتهى التجارب ويتم تدريب الرواد فذلك أفيد لنجاح الرحلات وإذا كانوا متعجلين فعلى نفسها جنت براقش
10-فى قاعة فرع التصميم جلس رئيس الفرع مع معاونيه كميل ودان وديجر وماك ألين وقد أخذ دان المبادرة فى الحديث فقال مشكلة الرؤية فى بحار النفط والغاز حلها فى حكم المستحيل بصريا لأننا حتى الآن لم نستطع حل مشكلة الرؤية البصرية فى الضباب وأمثاله من الظواهر المناخية على سطح الأرض فتساءل كميل ماذا تقترح لحلها ؟فأجاب دان فقال الحل يتمثل فى عدة أمور أولها استخدام جهاز صدى الصوت لقياس المسافات فى البحار ومعرفة الحواجز فيها وثانيها استخدام أشعة الليزر فى معرفة المسافات والحواجز وهذا يعنى وجوب إجراء تجارب على ما يحدث أثناء مرور الشعاع فى بحار الغاز والنفط وثالثها إنزال قوارب استطلاع صغيرة فى البحار تسير أمام السفينة ويكون بها جهاز يصدر أصوات عالية التردد يصمم على أساس إصدار نغمة معينة عند الإصطدام بشىء فقال رئيس الفرع ومشكلة الأسلحة ما حلها ؟فأجاب ماك حمل أسحة عادية تقليدية هو جنون لأنها ستأخذ مكانا كبيرا داخل السفينة وتعرضها للإنفجار محتمل خاصة أننا لا نعرف حتى الآن ماذا فى باطن الأرض من المؤثرات فقال الرئيس الحل فى حمل الأسلحة الإشعاعية فهى خفيفة وصغيرة وذات فاعلية فى التفتيت عند هذا قال ديجر ومشكلة المعدن فى صناعة جسم السفينة فشرطيه مقاومة الحرارة الشديدة والضغط الشديد فقال الرئيس اعتقد أن الجسم سيصنع من خليط من المواد التى اقترحتها فى سياق تقريرك الذى أرسلته إلى وعلينا نحن تركيب الخلطة فقال ديجر تبقى مشكلة الإتصال فقال ماك ضاحكا هى أم المشاكل فقال الرئيس ماذا عندكم فيها ؟فقال ديجر بفرض وجود حل فلن نستطيع معرفة صحته من عدمه إلا عند دخول السفن للطبقات فقال الرئيس الصوت ينتقل فى الهواء والماء وأما عبر الطبقات الصخرية والسوائل الكثيفة فهو صعب أو محال فتساءل دان وماذا عن الإشارات ؟فقال ماك الإشارت الضوئية وغيرها تنتقل عبر فضاء وجو وأما عبر الصخور والسوائل الكثيفة فهذا محال فقال ديجر يوجد لدينا أملين فقال الرئيس وما هما ؟فقال ديجر الأول أن يكون الطريق الذى تسير فيه السفينة ثقب يستمر مفتوح وعند هذا سيكون الإتصال متيسرا بسبب الفراغ وهو أمل ضعيف والثانى أن تحمل السفينة عدد كبير من الكرات الصغيرة التى هى مرسل ومستقبل وتزرعها على مسافات متقاربة كلما سارت وعند هذا يكون الإتصال سهل فقال الرئيس فرحا الأمل الثانى أفضل وإن كان لا يعنى إهمال الأول فقال كميل وما رأيكم فى إجراء تجربة على هذا فقال ماك نحن نقول باستحالة مرور الصوت عبر الصخور وذلك دون تجارب مسبقة ولكننا لو أجرينا عدة تجارب كما يقول كميل فقد تكون الحقيقة شىء أخر فقال الريس ليس هناك مانع من إجراء التجارب .
11-فى مكتب رئيس وكالة الموارد جلس الرئيس مع رئيس فرع التعدين يتناولان بعض العصائر فقال التعدينى لماذا استدعيتنى لمكتبك ؟
رد الرئيس ما هى المرحلة التى وصلتم لها فى صناعة السفن الثلاثة حتى أستطيع تحديد مواعيد بدء الرحلات فقال التعدينى نحن فى التشطيبات النهائية فقال الريس كم تستغرق ؟فأجاب حوالى شهرين على أسوأ تقدير فقال الرئيس فلنقل ثلاثة أشهر ومن ثم تبدأ الرحلات بعد ثلاثة أشهر فقال التعدينى لماذا التسرع فى البدء؟فقال الرئيس ضاحكا مضت سنة منذ بدء العمل وتقول تسرع والعمر يمضى وقد لا نعيش لوقت عودة السفن فقال التعدينى أخشى أن تكون الرحلات مآسى خاصة أن بدايات الأشياء تكون مآسى فالمناجم كانت فى الماضى تمثل قمة من قمم المآسى قبل الإختراعات الحديثة فقال الرئيس إذا كنت أنت تقول هذا وأنت واحد من المشاركين فى المشروع فكيف بالأخرين ؟فقال التعدينى ساخرا أنت تعرف حقيقة ما أقول فبدايات الأمور غالبا مآسى وخذ مثلا ما حدث فى بداية عصر الطيران احتمال الفشل فى البدايات كبير هذه حقيقة علمية مسلم  بها فقال الرئيس مقطب وجهه حتى ولو كان ذلك حقيقة فيجب ألا تثير هذا الكلام أمام أى إنسان ممن يعملون معنا حتى لا تثير شغبا نحن فى غنى عنه فقال التعدينى شىء واحد يجب عليك عمله وهو أن الرواد الذين سيذهبون فى الرحلات يجب أن يكونوا على دراية بخطورة الأمر .
12- فى أحد أبهاء الوكالة تم تعليق إعلان على اللوحات الحائطية واثناء مرور هرشل وويليام وياكوفسكى لاحظوا وجود الإعلان فقال هرشل هل قرأتم هذا الإعلان الجذاب ؟فقال ياكو فسكى مبتهجا تطلب الوكالة عددا ممن يحبون المغامرة ليكونوا ضمن أطقم الرحلات التى ستجوب أعماق البحار والمحيطات بالسفن الجديدة فضحك ويليام وقال الشروط سهلة وتنطبق عليها علينا فهم يطلبون أناس يحبون المغامرة ولديهم استعداد بدنى لتحمل المخاطرة إضافة إلى أن يكونوا من العاملين بالوكالة فقال ياكوفسكى هل نتقدم للإختبارات سنكون طقما فريدا من المغامرين فابتسم هرشل وقال فلنجرب حظنا فى هذا المشروع فقد يكون الباب الذى ندخل منه للشهرة والتاريخ فقال ويليام هيا بنا إذا لفرع التدريب لملء الإستمارات فضحك ياكوفسكى هيا بنا ندخل التاريخ من أضيق أبوابه التى تتسع للأغنياء فقط وتضيف على الفقراء .
13-جلس رئيس الوكالة على كرسيه فى مكتبه ومعه الخبير الأرضى هوايت جيل جالس فى مقابله فسأل الرئيس الخبير ما هى أنسب المواضع لبدء الرحلات ؟
-البحر والمنخفضات والبراكين الخامدة
-وضح
-السفينة فى حالة ذهابها من البحر ستذهب لأعمق نقطة معروفة عندنا فى المحيط وهى خليج ماريانا ومن هذا الخليج تبدأ فى حفر طريقها فى الطبقة الصخرية تحت البحر وفى حالة ذهابها عن طريق المنخفض فسنضطر لحفر طريقها منذ البداية وحبذا لو اخترنا منخفض به منجم لتدخل من المنجم وفى حالة ذهابها من فوهة بركان خامد فستجد طريق سهل فى البداية
-لماذا هذه المواضع؟
-ستوفر وقتا فلو أننا بدأنا من قمة جبل مثلا فسنحتاج للوصول لمستوى سطح الأرض الذى نعيش عليه لأيام وأما من خلال تلك الطرق فستمرق السفن بسرعة كبيرة خاصة فى الماء والبركان الخامد ومن ثم توفر وقتا ومالا
-إذا قررنا بدء الرحلات فى توقيتات متقاربة ومن الجهات الثلاث هل يعتبر هذا مغامرة أم نرسل واحدة وننتظر النتائج وبعد هذا نقرر إرسال الأخريات من عدمه ؟
-هذا يعتمد على ما تريده أنت
-ماذا تعنى ؟
-اعنى هدفك الشخصى
- الوكالة لا تسير حسب هدف شخصى
- لا تغضب سأقول رأيى إذا أرسلت واحدة وهلكت فستعتبر الأخريات فى حكم الهالكة لأنها ستظل فى المخازن دون استعمال وأما إذا أرسلتها كلها فإما تنجح وإما تفشل ومن ثم يستوى الإرسال بعدمه
- هذا صواب
14-فى إحدى الدارات بإحدى القرى الإسلامية جلس ضابطين من ضباط المخابرات الإسلامية هما على بن عبد الجليل ومفرح بن مصطفى فقال على :
-أشك فى أهداف مشروعهم
-إن معرفتنا بمشروع اختراق الأعماق السرى يعتبر نصرا ولكن كيف تمكنتم من الحصول على هذه المعلومات ؟
- استغللنا المناسبات التى يحتفلون بها مثل أعياد ميلاد رؤساء فروع الوكالة ورئيسها وأرسلنا لهم هدايا عبارة عن ساعات بها جهاز إرسال مفتوح وكان المرسل هم أصدقاء انقطعت صلاتهم أو أصدقاء لا يعلمون أنهم ماتوا ومن خلال استقبالنا للإرسال حصلنا على المعلومات صحيح أن المصابرة هى التى أدت بنا للعلم الكامل بالمشروع  لأننا لو لم نستمر فى متابعة الإرسال لمدة سنة ما قدرنا على ذلك
- ولكن لماذا تشك فيهم ؟
- لو صح شكى فإن هذه السفن ستخترق الأعماق وفجأة نجدها صعدت من الأعماق لأرضنا للتجسس أو تدمير بعض الأهداف
- هذا صواب ولكن التسجيلات التى سمعناها لم يخطر على بالهم ومن ثم على لسانهم هذا الإستعمال الحربى ولو كان هدفا لأعلنوه لأنهم لا يعلمون بتجسسنا عليهم
- المهم الحذر وإبلاغ القيادة أولا بأول بالمستجدات لعمل الحماية اللازمة لأمننا
- وما هى ؟
- إرسال سفن متابعة لتلك السفن والقضاء عليها إذا أرادت العدوان
- هذا هو الصواب
- والحل كما قال رجلنا أن نزرع أنفسنا فى كل مكان من أرض الإسلام لأن تواجدنا فى كل أرجائها يحقق لنا تعمير الأرض و الأمن حيث لا يجد العدو مكانا يدخل منه دون مقاومة
- أتقصد أن فى حالة انتشارنا سنقابل العدو إذا خرج من تحت الأرض أو أتى من البحر أو من الجو
- الإنتشار يحقق لنا قلة الخسائر كما يحير العدو ويخيفه من أى محاولة للعدوان علينا .
14-فى مكتب رئيس الوكالة جلس الرئيس ومعه رئيس فرع التصميم الذى قال :
-لقد خطرت ببال أحد العاملين معى فكرة حسنة أرجو أن تنال إعجابك وموافقتك
-ما هيه؟
-أنها فكرة تسمى شاحنات الإمداد
-وضح الفكرة
-الفكرة قائمة على بناء عدد من الشاحنات التى تحمل المؤن والأطعمة وخلافه للمركبة الرئيسية مع إرسالها خلف المركبة
-هل تقصد أن نرسل هذه السفن الصغيرة كل فترة للمركبة الرئيسية كما كانوا يفعلون مع محطات الفضاء ؟
-لا ليس هذا المقصود أن الشاحنات ستكون متصلة بالمركبة الرئيسية من الخلف كنظام القطارات
-السبب الأول هو أننا لو بعثنا المركبة فى وقت والشاحنات فى وقت لاحق فلن تلحق بالمركبة أبدا لوجود فرق فى السرعة والزمن والسبب الثانى أن ليس لدينا وسيلة لمعرفة مكان المركبة فى باطن الأرض ومن ثم لو أرسلنا الشاحنات فقد تضل الطريق إليها والسبب الثالث هو توفير المال حيث أننا لو أرسلنا كل شاحنة بمفردها سيلزمنا تركيب محرك ومولد وأجهزة واقية لها بينما لو قطرت المركبة الرئيسية الشاحنات لن نحتاج لصرف أموال على تركيب تلك الآلات
-فكرة حسنة يجب الإسراع بها قبل بدء الرحلات سأعطى  الأوامر للبدء فى تصميمها وصناعتها
-التصميمات جاهزة وهاهيه أمامك
15-جلس جميل بن معروف وخليل بن إبراهيم ويونس بن إسماعيل أمام دار جميل بعد العصر وقد أمسك خليل بصحيفة الخلافة وجعل يمر بعينيه على سطور الصفحة الأولى وفجأة قال لهم :هل عرفتم ببيان الخليفة المنشور فى الجريدة ؟قال جميل هل جد جديد حتى يصدر الخليفة بيانا ؟فضحك يونس وقال اقرأ لنا البيان يا خليل وتمهل فى القراءة حتى نفهم فقال خليل وهو يعدل من جلسته اسمعوا قال الخليفة الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد وصل لمسامعنا أخبار موثوق بمصادرها وهى قيام إحدى المؤسسات بدولة لا داعى لذكر اسمها بمشروع سرى هدفه اختراق طبقات الأرض من أجل أغراض عدة أهمها الحصول على الثروات والإتصال بمخلوقات الطبقات وإننا لنسدى النصح للقائمين على المشروع وللمشرفين على تلك الدولة بأن يتركوا العمل بهذا المشروع القائم على إرسال ثلاث مركبات من ثلاث مواضع مختلفة لإختراق الطبقات والسبب فى نصحنا لهم هو معرفتنا بأن اختراق الطبقات أمر ممكن ولكن نتيجته هى هلاك الرواد وفى ذلك قال ربنا بسورة الرحمن "يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأى آلاء ربكما تكذبان يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران "وأناشد سلطات تلك الدولة إيقاف المشروع وعدم التحقيق مع أى إنسان بتهمة إفشاء سر المشروع لأننا علمنا به عن طريق آلات تصنت زرعت بطريقة خفية فى آلات أخرى أننا نقول هنا الحق فإن أردتم إتهام أى إنسان عندكم فأنتم أحرار واعلموا أنه لا يوجد متهم فى هذا الأمر والحمد لله أولا وأخرا
عند هذا صاح يونس لماذا لم يذكر اسم الدولة ؟فقال خليل مبتسما سيان ذكرها أو عدمه فقال جميل القصد من عدم الذكر  هو أن تصلح من شأنها دون أن يدرى الأخرون ومن ثم لا نسبب لها حرجا خاصة أن المشروع لا يخص أناس دون أناس فقال خليل متسائلا ماذا تقصد بقوله لا يخص أناس دون أناس ؟فأجاب جميل المقصود أن هدف المشروع هو الحصول على ثروات الأرض وهى تخص كل البشر على الأرض فقال يونس والعجيب فى كلامه أن لا أحد أفشى السر وإنما انكشف عن طريق آلات فضحك خليل هذا يعنى أننا جواسيس آلية فقال جميل إن المخابرات الإسلامية تعمل بمبدأ احصل على المعلومات دون أن تستخدم جواسيس ممن ينتمون للعدو وهذا يعنى أنهم يستخدمون طرق آلية عن طريق استغلال فرص تتم دراستها بعناية للحصول على المطلوب دون أى مخاطر .
16-جلس وزير التقنية ومعه رئيس وكالة الموارد الأرضية فى الوزارة واستهل الوزير الكلام قائلا لقد حذرتك وقلت لك أن المشروع سرى ولكن ها هو الخير قد تسرب للعدو وها هو خليفتهم يحذرنا من القيام بالمشروع ترى من سرب الخبر من رجالك فحاول رئيس الوكالة تصنع الهدوء وقال لم يتسرب عن طريق أى إنسان فى الوكالة ولكن كما قال خليفتهم السبب آلات التصنت فاحتد الوزير قائلا هل تصدق هذا التخريف ؟فأجاب ولما لا أنت تعرف فآلات التصنت من الممكن أن تكون أقلام أو يايات السترات أو سلاسل الصدر أو المعصم فقال الوزير ولكن كيف؟فقال رئيس الوكالة هذا أمر سهل فقد يكون الشىء وصل كهدية أو رمى فى سيارة أمام المقود أو يكونوا دخلوا بعض بيوت العاملين فى الوكالة ووضعوا آلات تصنت فى ملابسهم ومن ثم لما ارتدوها وهم قادمون للوكالة تم النقل عن طريقها فقال الوزير إذا لابد من نقطة نظام هى ايجاد زى موحد للعاملين فى الوكالة يتم لبسه عند دخول الوكالة مع خلع كل شىء يرتدونه فى حجرات خلع الملابس عند بوابات الدخول فتساءل الرئيس وماذا سنفعل فى المشروع؟فأجاب سنتمه بسرعة حتى نضع الكل أمام الأمر الواقع فقال رئيس الوكالة ولكن ما رأى الرئيس والحكومة فى هذا ؟فابتسم الوزير وقال أنا ممثل الحكومة يا أحمق وما أقوله لك هو رأى الحكومة والرئيس نفسه فقال رئيس الوكالة ولكن ماذا سنفعل أمام الرأى العام إذا أعلنت الدولة الإسلامية عن قيامنا بالمشروع فضحك الوزير وقال الرأى العام سيثور قليلا ثم يهدأ وأنت تعرف أن لدينا مسكنات للرأى العام أهمها إسالة لعابهم حول الثروات التى سيأتى بها المشروع بعد هذا .
16-جلس الضابط عبد الله سومايلا مع الضابط جهاد كريموف فى الدارة التى يقطنان بها فى المدينة التى بها مبنى وكالة الموارد الأرضية وبعد أن استمعا لأجهزة التسجيل فى الثريا المعلقة فى قاعة الدارة ثم قال عبد الله لجهاد :ما رأيك فيما سمعت ؟فقال جهاد ضاحكا ما سمعناه له دلالات فقال عبد الله ما هى ؟فأجاب جهاد أولها أن القوم لم يخلعوا الساعات التى بها أجهزة التصنت وثانيها أن القوم مصرون على القيام بهذه الرحلات بأقصى سرعة فقال عبد الله وهو يحك ذقنه بيده إذا فالواجب إبلاغ القيادة لإتخاذ قرار سريع فى الأمر فقال جهاد كيف ؟فقال عبد الله وهو يضرب جهاد على ظهره بطريقين فقال جهاد مبتسما وما الشفرة هذه المرة ؟فقال عبد الله ضاحكا الشوق للمحبوب ستكتب رسالة عادية للحبيبة تبث فيها شوقك لها وأما أنا فسأكلم الحبيبة هاتفيا وأبثها شوقى فقال جهاد فالشوق يعنى استمرارية القوم فى المشروع والغضب يعنى توقف المشروع  فقال عبد الله وهو يهز رأسه هيا اجلس واكتب .
18-فى أحد البيوت بالدولة صاحبة المشروع جلست العائلة تشاهد المسرة وهم يتناولون بعض المسليات وفجأة ظهر المذيع على الشاشة وقال إليكم هذا الخبر الهام انطلقت بعد ظهر اليوم ثلاث سفن بحرية مجهزة بأحدث الأجهزة التقنية لأعماق المحيطات وذلك لدراسة قاع المحيطات والسبب كما يقول رئيس الوكالة هو دراسة إمكانية الحصول على ثروات تفيد الناس سواء معادن أو مصادر غذاء أو أدوية أو غيره مما فى قاع المحيطات هذا وسوف نذيع عليكم برنامجا مسجلا عن انطلاق هذه السفن التى هى أمر غير مسبوق فى تاريخ البشرية ويتضمن البرنامج لقاءات مع العاملين فى المشروع ولقطات مصورة للسفن من الداخل وأيضا لقطات لها لحظة إنطلاقها
19-فى إحدى القاعات بمبنى وزارة الإعلام بدار السلام بالولاية التنزانية ألقى وزير الإعلام الإسلامى بيانا قال فيه :    
  الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم نلقاه وبعد لقد تلقينا خبر إرسال السفن البحرية – إن جازت التسمية- من تلك الدولة رغم تحذيرنا من القيام بهذه الرحلات وإننا من منطلق الحفاظ على أموال الشعوب وجهودها نعلن أن السفن لم ترسل للبحار وإنما لأعماق الأرض واحدة من البحر وهى التى شاهد الناس انطلاقها وواحدة من فوهة برهان خامد وواحدة من منجم لقد كذبت الحكومة على شعبها مضيعة أمواله على سراب يجرون خلفه وتوجد لدينا الأدلة المدينة للحكومة وهى تسجيلات صوتية ومصورة لعمليات بدء الرحلات ونحن على إستعداد لتسليم هذه الأدلة لمن يريدها من شعب تلك الدولة وفى الختام نقول كان الأولى بتلك الحكومة أن تنفق تلك الأموال فى إيجاد مساكن ووظائف لجموع العاطلين والسلام عليكم ورحمة الله .
20-فى أحد النوادى بإحدى مدن تلك الدولة جلس جمع من المواطنين يتحدثون فى موضوع السفن قال أولهم وهو استروفسكى من نصدق حكومة بلدنا أم الدولة الإسلامية فرد لى يانج أفضل شىء ألا نصدق هؤلاء ولا هؤلاء فقال فريدرك وهو يضحك أليس عجيبا أن تدافع الدولة الإسلامية عن مواطنينا ومصالحهم ؟فقال سون باجيو هناك احتمالين لا ثالث لهما فى الموضوع فتساءل لى يانج قائلا وما هما ؟فأجاب سون قائلا الأول أن حكومتنا صادقة والدولة الإسلامية كاذبة والثانى أن حكومتنا كاذبة والدولة الإسلامية صادقة فقال دون مورياك لقد قالوا إن عندهم أدلة تدين حكومتنا وهم مستعدون لتسليمها لمن يريد محاكمة الحكومة على كذبها وتضييعها لأموال الشعب فى مشروع لا يمكن معرفة نتائجه فقال استروفسكى لابد من تنظيم مظاهرات واستجواب الحكومة لإقالتها إن ثبت كذبها فابتسم فريدرك وقال وما الفائدة من الإقالة لا شىء فالمشروع نفذ ولا يمكن إيقافه لأن الوكالة لا تملك وسيلة إتصال بالسفن فى الأعماق فقال سون وهو يقطب جبينه لابد من محاكمة قضائية لسجنهم فقال فريدرك وهل سيعيد سجنهم المال للشعب فقال سون للمحكمة مصادرة أموال المتسببين فى المشروع فضحك لى يانج وقال وكم تبلغ الأموال المصادرة ؟إنها لن تتعدى 5%من تكلفة المشروع فقال استروفسكى لو ذكر خليفة المسلمين اسم الدولة لأوقفنا المشروع قبل البدء فيه فقال لى يانج المهم أن تشعر الحكومة أن الشعب موجود وأنها لا حق لها فى إضاعة أمواله بلا حساب .
21-جلس الخليفة فى المسجد بعد فوات وقت طويل على صلاة العشاء ولما أتى رئيس المخابرات ووزير الدفاع وبعد التحية والسلام قال الخليفة ماذا تم بخصوص تلك السفن ؟فقال الوزير تمت عملية المراقبة بنجاح فتساءل الخليفة كيف؟فقال المخابراتى عن طريق إرسال مركبة صغيرة مجهزة لإختراق الطبقات وراء مركبة البحر وأما أصعبها فهو إرسال المركبات وراء مركبتى البركان والمنجم وقد نجحنا فى إرسالهم مفككين لأولادنا فى تلك الدولة حيث ركبوها هناك وأطلقوها من نفس المناطق فقال الخليفة الحمد لله على الحذر من تلك السفن فقال الوزير اعتقد أنك بحاجة للنوم الآن هيا بنا
22-فى الطريق للعمل اشترى اليكسى الكسندر الصحيفة وسار هو وزميله جيرى واين فى طريقهما فقرأ إليكسى العناوين الرئيسية وقال هل عرفت بهذا الخبر يا جيرى؟
-أى خبر ؟
-إقالة رئيس الوزراء ووزير التقنية ورئيس وكالة الموارد الأرضية من مناصبهم ومصادرة أموالهم وسجنهم
-المهم أنهم سيجدون فى السجن مسكنا ومطعما وأما من تعمدوا إضاعة أموالهم فلن يجدوا هذا ولا ذاك
-من الأفضل أن يرتكب العاطل جريمة ليدخل السجن ليجد فيه ما عجز عن الحصول عليه وهو خارجه
-إذا كانت الحكومة ملزمة بإطعام المساجين وهم يرتكبون الجرائم المخلة بالأمن والأمان فكيف لا تكون ملزمة بإطعام العاطلين وهم ملتزمين بالقوانين أليس هذا جنونا ؟تطعم من يخالفها وتجيع من يطيعها ؟!
-إننا نعيش فى عالم مجنون
-كان هناك شريط عرض فى التلفاز اسمه إنك لا تستطيع إيقاف الموسيقى والأحق أن نطلق على عالمنا وعلى كل واحد منا إنك لا تستطيع إيقاف الجنون
23-فى غرفة القيادة بسفينة المنجم جلس الرائد سيرجى رومانوف فى مقعد القيادة وفى المقعد بجانبه الرائد باولو شارلز وفجأة سأل سيرجى باولو:
-ماذا تريد؟
-ما تريده أنت ؟
-وماذا أريد ؟
-العودة للأرض
-خفض صوتك حتى لا يسمعك الأخرون
-مللت من البقاء فى لأعماق مضى علينا فيها أزيد من00 ولم نجد شىء يوحى بنجاحنا
- توجد طريقة واحدة للعودة
- ما هى ؟
- إعادة برمجة الحاسوب ليغير خطة الذهاب لتكون خطة عودة ولكن يجب أن نفعل شىء ما بعد ذلك
- وما هو ؟
- قفل الحاسوب قفلا تاما بحيث لا يمكن إعادة برمجته على الذهاب مرة أخرى
- لقد شاهدت مرة فى الأرض مسلسلا تلفازيا خياليا تعمد أبطاله قفل الحاسوب عن طريق البصمة بمعنى ألا يفتح إلا لمن بصمته هى نفسها البصمة الموجودة فى الداخل
- جئت بالحل
24-فى غرفة الطعام بسفينة البركان جلس طاقم السفينة بعد أن تناولوا الطعام وقد انقسموا لثلاث فرق الأول يريد العودة والثانى يريد استمرار الرحلة والثالث يحول بين اشتباك الفريقين وقد يأس من كل شىء فقال إلياس لا يمكن استمرار الرحلة هكذا فقال ريتشارد يجب أن نستمر حتى تحقق النجاح حتى نقدر على مواجهة الناس عند العودة فقال لافاييت أخشى أن نفتك ببعض فى السفينة فقال روماريو يجب وضع لهذه اللعبة السخيفة فقال إلياس وهو يبتسم التصويت على قرار العودة أو الإستمرار هو الأفضل ويجب أن نتفق على الرضا بالنتيجة فقال روماريو لا أوافق على التصويت لأن معنى الإستمرار هو هلاكنا كلنا بأى شىء فقال لافاييت يجب أن تستمرالرحلة فالمؤن تكفينا لمدد طويلة فقال بيل يا جماعة سنعود للخلاف مرة أخرى لابد من قرار عودة أو لا ،فضحك فلاديمير وقال هناك حل وسط لم نفكر فيه من قبل فتساءل ريتشارد وماهو ؟فقال فلاديمير إن السفينة تنقسم لأربعة أجزاء يمكن فصلها عن بعضها وهى متماثلة فى كشىء وهذا يعنى أن كل فريق يستطيع تنفيذ قراره فقال روماريو سنقسمها نصفين نصف للإستمرار ونصف للعودة فقال لافاييت وماذا نفعل بالمؤن ؟فقال فلاديمير سنقسمها عدديا يمعنى قسمة العدد الكلى على عدد الأفراد وكل فرد يأخذ نصيبه فقال إلياس تاهت ولقيناها فقال فلاديمير مبتسما هيا للفصل إذا فقال لافاييت أقترح أن يترك الطرف العائد لنا بعض  الأشياء فقال روماريو ماذا تعنى ؟فأجاب لا أقصد المؤن وإنما السلاح والأجهزة التى لم تستعمل بعد فقال إلياس وهو يهز رأسه حدد فقال لا فاييت 80%من السلاح وأجهزة الإشعاع والفحص المعملى فقال بيل لك ما تريد فلا حاجة لنا فى أى شىء مما ذكرت فقال ريتشارد وهو يبتسم أرجو أن نتقابل فيما بعد على سطح الأرض حتى نتصافى فقال روماريو الله أعلم بمن يعود وهل لنا نصيب فى التقابل أم لا ؟
25-فى غرفة المسليات فى سفينة البحر جلس أفراد الطاقم بعضهم يتابع المسجل المرئى حيث ركبوا فيه شريطا سينمائيا وبعضهم يقرأ فى كتاب تخرج صفحاته على شاشة الحاسوب وبعضهم يلعب بعض التمارين الرياضية وفجأة قال مارلو الشىء الوحيد الناقص هو النساء فضحك بوشكين وقال لو كنا معنا لأصبحت الرحلة أكثر متعة فقال أماديوس مرت فترة دون أن نرى سوى نساء الشرائط والإسطوانات فقال مارلو ضاحكا أخشى أن نتحول للرهبنة أو الشذوذ فقال داو ما رأيكم فى تغذية الحاسوب برسوم للنساء من أجل أن يصنع لنا تماثيل من اللدائن على شكل نساء نقضى شهوتنا معهن دون شذوذ فقال زخاروف لماذا نخفى حاجتنا لألعاب الصغار فقال بوشكين يجب أن نترك أنفسنا على سجيتها فقال أماديوس إننا يجب أن نتصرف فى إيجاد الألعاب وكأننا فى وقت حرب فقال داو هذه العزلة تتيح لكل واحد منا أن يكون أديبا عظيما فلدينا وقتا للتأليف ماذا لو كتب كل منا شعرا أو روايات فقال وخاروف نحن نخوض حربا شرسة يجب أن ننتصر فيها أو نموت فضحك مارلو إننا نمضى لنهاية غير معروفة ولا يمكن التصدى لها فقال بوشكين مبتسما لقد قبلنا من البداية وعلينا أن نتحمل نتائجها صحيح أننا للآن لم نجد شىء له قيمة وحتى لو وجدنا فلن نقدر على الإستفادة منه كجنس بشرى لأن تكلفة الإستفادة ستكون اكثر من قيمة الشىء فقال أماديوس مصير الإنسان فى النهاية واحد وهو الموت فقال داو لا مهرب منه
26-سفينة البركان والتى سارت فى طريقها بنصفها هاجمتها شواظ من النار والنحاس وعندما بدأت السفينة تهتز صاح لافاييت ماذا يحدث؟فقال ريتشارد وهو زائغ العينين لا أدرى فصاح لافاييت شغل شاشة المراقبة فوضع ريتشارد يده على زر الشاشة فظهر على الشاشة نيران تهاجم جسم السفينة وعند هذا قال إن السفينة تذوب من النيران فقال لافاييت ليتنا عدنا فقال ريتشارد والغطاء الواقى ماذا يفعل؟وارتميا على المقاعد وقال ريتشارد إنها النهاية السيئة فقال لافاييت شىء بشع أن نحترق أمسك مدفع الليزر وسأمسك المدفع الأخر لنقتل بعضنا بأسرع ما يمكن حتى لا نشعر بذلك الألم وعند هذا الحد من الكلام كانت النار قد أمسكت بهما وهما يصيحان آه 00آه وبعد قليل تفحمت الجثث
27-سفينة البحر تخترق الأعماق والرواد فى غرفة المسليات يلعبون وبينما هم فى غفلتهم ساهون ضربت قطع النار والنحاس السفينة التى اهتزت بعنف فجرى كل واحد منهم نحو غرفة القيادة حيث شغلوا بعض الأزرار وبعضهم يقول لبعض ماذا جرى ؟عند ذاك قال مارلو الموت قادم يا أطفال فصاح زخاروف وما شكله فضحك مارلو كأنه يبكى وقال لا أدرى ولكن سببه القطع النارية التى أذابت السفينة وهى فى طريقها إلينا فصاح داو أدر المقود للخلف فقال مارلو إنها النهاية يا داو لا مفر وبعد دقائق هاجمتهم النيران واحترقوا وهم يتأوهون .