بيت الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بيت الله
بيت الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى ابتلاء الرجل على حسب دينه
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:38 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الكافر لا يصيبه البلاء
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:37 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى عدم تغريم من قطعت يده مال السرقة
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:36 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى قتل أطفال قريظة لمجرد بلوغهم دون أن يعتدوا على المسلمين
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:35 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى علم النبى(ص) بالغيب وهو تعدد سرقات اللص رغم قطعه يديه
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:34 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى السرقة فى الخفاء
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:33 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الخائن والمنتهب والمختلس ليس عليهم قطع
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:31 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى حكم سرقة الثمر
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:30 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجود أجر مخصوص لليلة القدر
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:29 am من طرف Admin

» قراءة فى مقال حديقة الديناصورات بين الحقيقة والخيال
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1اليوم في 5:13 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تنافض فى قيمة المسروق الذى تقطع فيه اليد
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:27 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تنافض فى قيمة المجن المسروف بالبهيمة
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:26 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تنافض فى مدة المطر
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:25 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فيما دافع عن السارقة
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:24 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى مكان الثوب المسروق
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:23 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى حبس المتهمين
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:22 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى عقاب المالك الرامى زورا لعبده أو أمته يكون أخرويا
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:21 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى عائشة كانت المتهمة في حديث الافك
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:20 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى رفع القلم عن الأطفال
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:19 am من طرف Admin

» قراءة في مقال ثلث البشر سيعيشون قريبا في عالم البعد الخامس
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1أمس في 5:11 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى التغريب عقاب في الإسلام
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:11 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تنافض فى حكم الزانى بالبهيمة
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:10 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى قتل البهيمة المزنى بها
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:10 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الرجم عقاب الزناة من الرجال ببعضهم
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:09 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى جود الرجم وهو القتل بالحجارة في التوراة كعقاب على الزنى
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:08 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الجلد فوق العشرة هو عقاب لجريمة من الجرائم
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:07 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الجماع هو إيلاج القضيب في المهبل فقط
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:07 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى فعل الرجل بالمرأة
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:05 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تنافض فى مكان جريمة التحرش
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 7:04 am من طرف Admin

» نقد مقال بوابات الجحيم التي فتحت فوق سيبيريا عام 1908 لغز الانفجار الكبير
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الجمعة أبريل 26, 2024 6:44 am من طرف Admin

» ما الفرق بين إبليس وشيطان ؟
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 8:06 pm من طرف Admin

» الغرق فى القرآن
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 7:07 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى من قابل المتحرش بالجارية
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 5:46 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى المتحرش بالجارية
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 5:44 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى صلاة المرأة في المسجد في الظلام
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 5:41 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تنا.قض أخر فى محبل الجارية
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 5:40 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى ا.عا.قة محبل الجارية
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 5:39 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى العفو عن أصحاب الهيئات عند جرائمهم
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 5:37 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجوب الستر على مرتكب الجريمة
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 5:36 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى اسم المشير على ماعز بالاعتراف
متخيلة حلم الفتى Icon_minitime1الخميس أبريل 25, 2024 5:35 am من طرف Admin

أبريل 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930     

اليومية اليومية

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


Bookmark & Share
Bookmark & Share
Bookmark & Share

متخيلة حلم الفتى

اذهب الى الأسفل

متخيلة حلم الفتى Empty متخيلة حلم الفتى

مُساهمة من طرف Admin الأحد سبتمبر 03, 2017 7:58 am


متخيلة حلم الفتى
جلس الفتى على السرير مؤرقا قد جافاه النوم ،وضع رأسه بين كفيه وقد انتابته حالة من اليأس حيث قال محدثا نفسه :ماذا أفادنى تعليم أبى لأساليب الساسة وألاعيب الحكام ،أنساب القبائل والرجال ،الفقه والحديث والتفسير ،خيار الرجال والأشرار؟ماذا أفادتنى خبرتى بالأماكن والديار ؟ماذا أفادتنى مجالستى للعلماء والمشايخ الكبار ؟ماذا أفادتنى رحلاتى بالصحارى والقفار ؟ماذا أفادتنى مخالطتى للغير من الأغيار؟ها أنا جالس على فراش وثير ليس لى عمل سوى ما يعمله هملة البشر ،ها أنا جالس أجتر الذكريات واخترع الدولة العادلة فى أحلام كبار ،ها أنا جالس والعالم يتغير من حولى كل يوم ،ماذا أفعل يا إلهى ؟
المسلمون غثاء فى هذا العصر قد أغرموا بلذات الحياة وهاموا ،وتكاسلوا عن كل مكرمة لهم واستحلوا الجمود والذل ورقدوا ،همهم عند النفير ملاهى وسلاحهم فى الملمات أقوال ،يتشاجرون بكل سلاح مميت مع بعضهم ويمدحون الأعداء من غيرهم مع أنهم زبد يذهب جفاء ،أريد يا رب توحيدهم وجمعهم على صراطك المستقيم ولا أريد أن أقول :
آه على أقداد كانت تتألم من حمل خفيف النعال كيف تصبر غدا على ألم السلاسل والأغلال، آه على جلود كانت تستخشن لين الثياب كيف تصبر غدا على احتمال الكى والأنصاب ، آه على خدود كانت تصبح وتمسى ناعمة كيف تصبر غدا على أن تكون فى النار هائمة ، آه على أجسام كانت فى اللذات هائمة كيف يكون حالها فى النيران معذبة مهانة ، آه على من عصى الإله وخالف كيف يكون إذا أصبح فى النار بعد ينكر وهو حالف ؟
ثم انتابت الفتى حالة من الأمل فقال :
لا يأس من رحمة الله فاليأس لا يليق بمسلم ،ليكن عندى أمل فى إصلاح الأحوال فمهما اجتمعت المصائب فمصيرهن التفرق فبعد كل عسر يسر بإذن الله ،ثم اتجه بقلبه لله داعيا فقال :بك أستعين ومن غيرك يعين ،بك أستعين فأنت خير من يعين ،بك أستعين على الشدائد والأذى ،بك أستعين إذا اختلطت على الأمور وتسلطت على الأوهام والظنون ،يا رب أغثنى برحمتك فالفكر أتعبه الصراع وأذاه وتملكته الحيرة ،يارب جنبنى العثار وأنقذنا بكرمك من المصير السيىء فقى الدنيا والأخرة .
ثم قال الفتى :لماذا أحزن إن الحزن على الفائت لا يفيد ؟لماذا ابكى إذا كان البكاء على العدل لا يعيده ؟لماذا اشغل نفسى بالماضى إذا كان الماضى غير عائد ؟ على الآن أن أسعى إلى صنع العدل المفقود ،أجمع الرجال على كبمة سواء وبعد أن نتعاهد على رفع هذه الكلمة نبدأ فى العمل ،نجمع معلمومات عن الأعداء نخطط لضربهم فى المقاتل ،نحبب الناس فينا ،نجمع السلاح،نخزن المؤن والزاد ،نجهز الركائب ،نعرف من يتجسس علينا ،نعلم من يناصرنا ،نتدرب على حما السلاح، خفى ما نريد عن كا العيون ،هذا ما يجب أن أفعله وليس الجلوس منتظرا الحل من غيرى من الناس فمن يسعى على تقوى الله يجعل الله له مخرجا أو يأتى له بالنصر من حيث لا يدرى ،يجب أن أنسى الأسى وأطوى صفحة الدمع طيا والذى يروى الوساد وأنتصر على الآلام وكل ما يشوب حياتى من الأوجاع .
خرج الفتى من البيت وسار وحيدا على الشاطىء يفكر فى أمره وأمر ذويه من البشر حدث نفسه :إلى متى نقبع فى الدار ننتظر متى يأتى الير من الأغيار ؟إلى متى يشتعل قلبى بالنار وهو على الوحدة دوار ؟ ماذا نريد ؟هل نريد البقاء على قيد الحياة أم العزة والإنتصار ؟
كان الفتى متضايقا متململا من حياة الجمود التى يعيشعا ،دخل على أبيه وكان هو الأخر وحيدا سأله يا أبت هل نحن نبحث عن ملك الآباء والأجداد أم نبحث عن العدل الذى يجب أن يكون موجود ؟أجاب الأب وفى صوته نبرة شجن من قال أننا نبحث عن ملك الآباء والأجداد فقد كذب يا ولدى نحن نبحث عن الحق عن تطبيق حكم الله قال الفتى هدفنا إذا إقامة دولة لا إله إلا الله فقال الأب وصيتى لك ولمن معك هى إقامتها فى حياتى أو بعد مماتى فقال الفتى وهو يغمض عينيه أعاهدك على أن أعمل جهدى لإقامتها إن شاء الله فقال الأب ناصحا له يا بنى لا تسمع لمن يقول لك إننا باحثون عن الملك والسلطان ولا لمن يدعون إننا نسعى لإقامة دين جديد فنحن على ملة الإسلام إن شاء الله فأماء الفتى برأسه لأسفل مصدقا على كلام والده وقال إن غدا لناظره قريب إن شاء الله .
كان الفتى يشعر برتابة الحياة فى البلدة فكل يوم يشابه اليوم قبله ،ما يفعله فى الصباح يعود إلى عمله فى الصباح التالى ،وما يفعله فى المساء يعود لفعله فى المساء التالى ،لذا كان ينطلق فى الصحراء محدثا نفسه يقولون هباء ما تصنع فقد شاءه بعض الآباء بعضهم عاشه قليلا والبعض بقى فى خيالهم موجود ،لا لن أتنازل عن هذا الأمل المنشود العدل المفقود ،لقد أخبرنا الله بالنصر عندما نكون له الجنود ،هذا وعد فإن أمت ولا أعيشه فقد تمت الوعود ،إنى أرى العدل قد سيطر على عقلى بالوجود ،عقلى يخطط يدبر يرتب هذا الحلم المحمود ،سمعى لا يعرف سوى كلاما عن المفقود ،عيناى لا تشاهدان إلا الظلم الموجود ،على لسانى كلمات لمحو الخمود والجمود ،أتصور أعضائى تنادى أرجع عدل الوجود ،غنى أهم اصرخ حملتمونى هموم الوجود ،وقد رفعت الهم وسخرت نفسى إزالة الخمود ،وبقى على تجميع الرجال لتنفيذ الحدود ،كلى يصرخ كلى أعد لنا المفقود، فقد طالت أوقات الظلم والجمود والرقود ،حقق لنا الأمل حتى ولو طال زمان القعود .
ودأب الفتى على الخروج للصحراء والشاطىء وحيدا لكى ينفس عن غضبه المكتوم ويفكر فى الواجب عليه أن يفعله من أجل أن يعيد للدولة الوجود وقد فطن الفتى إلى أن أهم الأمور هو إعداد الرجال المخلصين العارفين بالهدف المؤمنين به فهم العدة التى تحمى وتصون فى كل مكان .
جمع الفتى رفاقه المخلصين وخرج بهم للصحراء يتدربون على حمل السلاح والضرب به حتى يكونوا على أهبة الإستعداد عندما ينادى عليهم حى على الجهاد وفى كل تدريب كان الفتى يخطب فيهم ليشحذ الهمم ويعد النفوس لما هم مقدمين عليه من مشاق وصعاب ،خطب فيهم مرة قائلا :السكوت والكلام سيان فى الإفصاح عن مراد الإنسان ،لا تتحدثوا فإن الحديث لا يجدى فى هذا الأوان ،اعملوا فالعمل يزيد الغضب من الصدران ،الناس لا تهتم بالكلام وتهتم بمن يستهل العدوان ،وتهتم بمن يحمل السلاح ويحمى به الأديان ،ابحثوا تلقوا نصارى ويهود وغيرهم فى السلطان ،والسبب استهلال العدوان وهروب من يصدق القرآن ،نحن قد خالفنا آى القرآن بهروبنا من قتال الميدان،تركنا لهم السلطان وأضبحنا من العبدان ،لا نملك شأننا فنحن بين المطرقة والسندان ،أو قولوا بين فكلا ذئب يترقبنا من بعيد الأزمان .
أفيقوا يا إخوان وعودوا لدين الله فهو خير الأديان ،عودوا إليه بالسلاح فى وجه الحكام الذين طغوا فى البلدان فأكثروا فيها الفساد فكونوا لهم بالمرصاد جند الرحمن ،لسنا والله حكام ولكننا دعاة إلى تطبيق حكم الله،لا نبغى سوى أن يعبد كل مسلم ربه دون وسيط ويكون آمنا على نفسه وغيره ،أيها الرفاق من كان منكم يريد التخلى عن دعوتنا فليتركنا فلا حاجة لنا به ولا حاجة له بنا فإن هذه الدعوة لا تستقيم مع الذى لا يخلص لها .
أرسل الفتى عبد الله عددا من رفاقه إلى أرض العدو القريب لاستطلاع الأمور ومعرفة ما يعده الحكام من تحصينات واستعدادات حربية وذلك من أجل وضع الخطط المناسبة لإستيلاء على المنطقة وعاد فصيل الاستطلاع للبلدة التى استولى عليها الفتى ورفاقه من حكامها بعد أن رفضوا حكم الله ووضع الفصيل ما جمعه من معلومات أمام الفتى الذى فكر ودبر مع إخوانه وذهب لأبيه وعرض الأمر عليه واستقر رأى الكل على القيام بهجوم ضد العدو الذى سبق وأن رفض دعوة تحكيم شرع الله مع إعلانهم أنهم مسلمون وقامت القوات الصغيرة بالتحرك بناء على الخطة المتفق عليها للمنطقة الجبلية قرب بريد وتصدت لهم قوات أمير الجبل ولكن الفتى التف حولهم بمن معه وحاصرهم ونتج عن هذا انتصار صغير فقد قتل من أهل الجبل عدد أكبر مما استشهد من قوات الفتى عبد الله وجرح منهم عدد أكثر من قوات الفتى وعاد الفتى إلى البلدة مع قواته دون أن يحقق الهدف المنشود وخطب والده فى الجموع بعد العوة قائلا :
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد لقد أصبنا فى هذا الغزو بالخيبة والسبب ما قدمت أنفسنا وليس قوة العدو والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه فقد أبقانا على قيد الحياة لنعيد الكرة فننتصر نصرا مبينا وإننا مثل المؤمنين فى أحد لما اصابتهم المصيبة وفى هذا قال تعالى "أو لما اصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم "لذا يجب أن نعد أنفسنا مرة أخرى إعدادا جيدا حتى نكون أهل للنصر على العدو المتمكن فى بلاد المسلمين .
فقام بعده فهد ابن صدام فقال الأساس أن ننتصر أو نكون فى الجنان لا تنازع بعد الآن ولا فرار فهى حياة واحدة للإنسان لو قعدنا أخذوا الحق والظلم نرفضه فى كل الأزمان إن ركنا لهم انتصروا ومتنا ونحن من الأحياء بالألفاظ متنا ونحن على قيد الحياة نستقى مرارة القلبان ونسقيها بحزن يعشعش فينا فيصيبنا فى الأبدان لن نركن لهم وسننتصر عليهم بأمر الرحمن بزلزلة الأركان فنحن قد واثقنا أنفسنا أن نحيا أو نموت بالإحسان لا ذل يجللنا لا عار يدمرنا نحقق العدل ونحيا بحكم الرحمن
وقام الفتى فقال يا أولاد الإسلام أطيحوا بالإذلالواخلعوا ثوب الإغراء البراق فمن خداع النفس أن تذلوا وتحسبوا أن البقاء هو أمر راق فكم قول بدا لكم حسن كما تقبيل البغى والعناق وهو فى الإسلام عار وشنار وعقابه سكن جهنم والإحتراق وأما عبد الحميد بن عامر فقال الإسلام فى نفس العزيز يقول جاهدوا وكما يعلم الكل فإن الدول لا يقيمها سوى دماء الشهداء والقوة التى تدق باب العزة بالأيدى المعدة من قبل وقال أحمد بن مساعد علمتنا الأيام أن دولة العدل لا تقام إلا بحرب الظالمين من حكامنا الذين هم أقارب لنا بالدماء وليسوا بأقارب الدين والعمل المطلوب منا هو حمل السلاح للقضاء على البغاة الفاسقين وقال محمد الرندى القتال هو الطريق لبتر الكفران الجهاد هو طريق إقامة العدل والميزان
وبعد هذا قال الفتى يجب على كل واحد منا أن يستريح من عناء السفر والقتال ثم نعاود البحث والاستطلاعوالتدريب والتخطيط للحرب القادمة إن شاء الله وقال محمود بن عبد القيوم الحرب القادمة ستكون نتيجتها أن نكون أو لا نكون ومن ثم لا يب أن نتعجل وقوعها لأن العجلة مؤذية وفى التريث السلامة من الأخطار وتيقنوا أيها الرفاق أن النصر حليفنا طالما أننا ننصر حكم الله الذى قال "يا أيها الذين أمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
انفرد الفتلا بنفسه فى حجرته فى البيت بعد الاجتماعكان يريد الصراخ كالطفل قائلا آه ويقول لماذا حدث هذا فى داخله كان يتكلم أتمنى لو أقول ألف آه ولكن الآه عندى مرفوضة هكذا عودت الأيام وعودتنى أن قولة الآه ممقوتة ،كان يذهي ويجىء فى الحجرة فى حركة تدل على قلقه كان يريد أن يطفىء نيران الغيظ وكانت نفسه تقول له لا يؤذن لك بالشكوى إلا إذا نفذت الأغراض الموضوعة لحظتها يحق لك الشكوى من كل الآلام الموجودة لحظتها إذا تألمت ستجد ألف نفس ونفس سامهة تمد ايديها بالحنان وتداوى الجراح المفتوحة بكلامها تزيل مرارة الفم وتطفىء فى الجسم نار مشعولة .
كان الفتى يلوم نفسه على النصر الصغير كان يريد الصراخ بأعلى صوت آه من خيبة الأمل آه ،آه من هزيمتاه وردت نفسه مرامى النصر وسأحاول ما دامت فى حياة رباه آعنى على قوى الظلم أحطم ما بناه من أذى بهواه ،ثم رقد على السرير وأنعم الله عليه بالنعاس فنام نوما عميقا بأمر الله.
بعد فترة السكون والكمون التى أعقبت النصر الصغير كان الفتى يجتمع مع رفاقه اجتماعات متتالية ليحضهم على الجهاد ولما طالت المدة بدأ التململ يعترى البعض فما كان من سعد بن عبده إلا أن قال للفتى : إلى متى الرقود وهذا القعود ؟
وقال منير الكنزى :متى ندع هذه القيود ؟
فرد الفتى :عن النجاح والفلاح فى أمور الدنيا والأخرة سببه الإيمان بدين الله والعمل به فنحن معشر المسلمين ضعفاء بانفسنا أقوياء بإسلامنا
فقال مساعد الرندى يا صديقى نحن نسأل عن ميعاد القتال ولا نسأل عن سبب النجاح
وكان الفتى يريد بقوله هذا كتم أسرار الخطة حتى لا يتسبب تسربها فى الفشل فيما بعد ولذا قال لأصحابه :لا أقول لكم سنفطر هنا ونتعشى فى أرض العدو ولكن أقول لكم الموعد تحدده المعلومات عن استعدادات العدو ليس هناك شىء محدد الآن
فقال إطلاق بن حزام :فى التأنى السلامة وفى العجلة الندامة
فقال الفتى أحسنت يا أخى فو الله إنى لحريص على أن نبلغ بر السلامة دون فشل .
**************************************
جلس الفتى تحت نخلة على شاطىء الخليج فى الصباح الباكر حيث كان البخار المائى فى جو السماء يتتابع ويمنع البصر صحة الإبصار وهو يتتالى ذات اليمين وذات اليسار بطىء المسار ثم يسرع جاريا كأنه خيل تتنافس فى المضمار وكان الفتى يحدث نفسه قائلا :
أنظر هنا وهناك فأجد خوان وخيانة ففى الدنيا الخونة عديدون والحملان ذليلة وأنا فى ذلك كأنى نقطة فى دوامة تحاول أن تبقى مصانة وتدعو إخوتها للكرامة
كان الضيق والسرور يتعاقبان فى نفس الفتى فعند السلامة يستسهل الصعب وعند الضيق يرى الصعب مستفحلا فيرى من المحال عبور الصعب ويرى العجب يأخذ نفسه فتقول واحد يقف فى وجه الكل وينتصر هل طار منك الصواب؟
فى هذا الجو المشبع بالبخار شعر الفتى بإحساس غريب هو أنه كلما خرج من مأزق وقع فى مأزق أخر شعر أن حياته مثل هذا البخار الذى يغطى الجو فكلما ظن أنه انتهى وجده أمامه كأنه بداية جديدة وبعد هذه الجلسة المنفردةقام الفتى عائدا للبيت لكى يكرر نفس الأفعال التى يكررها الناس أكل وشرب وشراء وبيع وكان الفتى يشعر بعجب من انشغال الناس بهذه الأمور وتركهم ما يوفر لهم الأمان فى الطعام والشراب والكساء وغير ذلك من حاجات الإنسان وهو إقامة عدل الله فى الأرض فعندما نطبق العدل لن نرى جائعا ولا عريانا ولا محتاجا.
أحس الفتى أن حياته فى الدنيا لا يجب أن تكون كحياة معظم البشر تاذين لا يرون فى الدنيا أكثر من أنها تكاثر فى الأموال والأولاد والتمتع فى الملذات أحس أنه يجب أن يوقظ الكل من سباتهم العميق أنه يجب أن يصرخ الصرخة المدوية التى تدعو الكل للعودة للحلم الجميل حلم العدل كان الفتى يعلم أن معظم الناس سادرين فى الجنون يتسابقون فيظلمون الغير وهم يأكلون ويشربون ويتناكحون كما تتمتع الأنعام وهم فى المساكن والدروب والأسواق يتعاركون وعلى الأموال يتشاجرون وفى المواخير والحانات يزنون ويشربون وبالدين هم يسخرون وهم يصنعون هذا فى الليل والنهار وقد تركوا العمل للأخرة التى بها يحاسبون ومن هذه المعرفة علم الفتى قانون الحياة وهو القوة فمن معه القوة هو من يحكم وهو فى الغالب يحكم بالظلم وأما فى القليل من الأحيان يحكم بالعدل وهو زمن الرسل والحكام العادلين لذا عاهد الفتى نفسه على أن يحكم بالعدل إذا قيض الله له حكم البلاد وأن يسير فى الناس كما طلب الله فى الوحى ومن خلال التفكير علم أن الناس يسيرون على سنة حكامهم إلا من رحم الله ومن رحم الله هم أهل العقول أها التغيير المنوط بهم إقامة دولة الإسلام التى يستوى فيها الحاكم بكب إنسان وتعجب الفتى من أمر الناس الذين يسيرون كما تسير البهائم التى يربونها ولذا طمح أن يعلم كل فرد أن من حقه أن يتطلع إلى أن يكون القدوة أى الإمام أى الحاكم العادل وأن يقدر على مواجهة الحاكم باللسان إن حاد عن الحق وبالسنان إن أصر على ظلمه ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فالذين يتطلعون للحكم قلة وبقية الناس تعمل بمبدأ إبعد عن الشر وغنى له أو كما قال أحدهم :
إذا كنت فى دولة القرود فارقص ودندن لكل قــرد
وسار الفتى فى الصحراء وراح يتخيل نفسه وقد حكم البلاد وأقام فى ربوعها عدل الأجداد تخيل نفسه وهو يسير وسط الناس بلا حرس يزور هذا البيت ويسأل أهله عن حاجتهم ويوزر ذاك البيت ويسألهم هل لكم حاجة ؟فيأتيه الجواب لا حاجة لنا فقد أراحنا العدل من طلب الحاجة .
راح يتخيل نفسه وقد أقام لكل جماعة بلدة تتدفق المياه من عيونها وحول العيون الشجر والزروع والعشب ترعى فيه الحيوانات ويحكم كل بلدة من يختارونه من العلماء فيهم بدين الله راح يتخيل هذه البلاد وقد تحولت ابقاع خضراء تكفى القوم قوت العام ويفيض منها وفى كل بقعة من هذه البقاع بيت كبير لكل أسرة معد للإقامة الدائمة تحيط به حديقة يلعب فيها الأولاد ويمرحون راح يتخيل أن فى كل بلدة أنشأ المدارس والمشافى ودور القضاء فالمدارس تداوى جهل النفوس والمشافى تداوى مرض الأجسام ودور القضاء تفصل بين الناس بالحق راج يتخي أنه سهل للناس طرق الحج والعمرة ففى كل عدة أميال جهز لهم خان كبير مجهز بشتى مطالب الحجيج مكان للمبيت ومطعم ومكان للأنعام والركائب
لكن كل هذه التخيلات انتهت عندما عثرت رجل الفتى بحجر فتألم ونظر حوله فوجد الرمال الضفراء تحيط به عندها أدرك أنه كان يحلم فى اليقظة فقال لعبت بنفسك الظنون بعد أن كانت فى سكون فظن يعلو بها للسماء أتى به خيالك المفتون يعدك بالفوز المستمر فى الحياة دون أى هوان وظن أخر يهوى بك لمكان مجنون يعرفك الظلم المكنون يا فتى الحق هو أن الهم والسعد قانونان للناس فحياتك فى الدنيا سعد وهم يسيران دون توقف وسكون هذا يلى ذاك أو ذاك يلى هذا فهكذا حال الناس مع الدنيا .
*****************************************
لم يكن الأمر هينا على الفتى فكان يتعمد الخروج وحيدا للشاطىء ليلا حتى لا يشعر بالشفقة فى عيون الآخرين وحتى لا يلمح الشماتى فى عيون شائنيه كان يشعر أن نسمة الهواء تبرد من غضبه على الشاطىء وكان يحدث نفسه قائلا يائسا :
هيا اترك حلمك اللطيف فالقضاء أن تكون ضعيف وأن تصبح بائس تعيس وأن تستسلم لكل مخرف ولكن جانب الأمل فى نفسه كان يرد على جانب اليأس فيقول:
يا هذا من أنبأك بكل مل تتحدث به من تخريف ؟هل انزل الله لك وحيا أم أرسل لك مع رسوله صحيف أم جاءك المكين الأمين وقال هذا التخريف ما انبأك سوى سيماه الحزن والألم والتعنيف أنا يا هذا هو مسلم ولا أرضى أن أضبح ضعيف ولن أترك ساحة الحؤرب لهم قبل أن أكون شهيد عفيف أمرنى الله وكل مسلم بهذا العمل لكوننا نجاهد التجديف ولست أرضى بالفرار أو مهادنة أهل الكفر والحيف وإنما حلمى اللطيف باق مهما طال الزمان
ولكن مرة أخرى يعود جانب اليأس فيقول :هل كانت الرؤيا حديث يقظة تبخر فى الهواء هل كانت الرؤيا هراء وألوان وضعت على الهواء هل كانت الرؤيا نار وشرار أطفئه سكب الماء هل ستكون الرؤيا صدق أو ذهب خيالى للسماء ومرة أخرى يرد جانب الأمل قائلا :
أرنى قائدا مهما كان عظيما لم يفشل فى حياته مرة؟ كل القادة خسروا مرة أو أكثر ولكنهم فى النهاية انتصر الأذكياء منهم .
خرج الفتى مع أصحابه من بلدتهم وأعلن هو ومن معه فى كل مكان أن هدفهم هو الخروج لمنطقة مغايرة لمنطقة وجود العدو المنشود ووصلت المعلومة لأمراء الجبل فلم يكترثوا ولم يعرف الفتى أصحابه بوجهتهم حرصا على سلامتهم وحرصا على عدم تسرب خبرهم للعدو بأى طريق وسار الركب لمنطقة بها عين ماء وبعض الشجر والعشب فاستقروا بها وعند هذا قال لهم الفتى :
الهدف من خروجنا هو فتح بلاد الجبل لقد أردت أن أوهم العدو أننا أجلنا مهاجمته او نسينا أمره
وبالفعل نجح الفتى فى هدفه فنساه العدو وقضى مع رفاقه قرابة شهر يتدربون ويثيرون حماس بعضهم البعض وفى إحدى الليالى جلس الفتى ليلا يرنو بنظره لنجوم السماء وهو فى الحقيقة لا يرنو لها فقد كان منشغل الفكر بالقرار الذى يتوقف عليه مستقبله هو ورفاقه وكانت نفسه فى صراع مستمر فمرة يقول :اخطو الخطوة ولا تتردد ومرة يقول اجتنب الخطوة واحجم ومرة ثانية يقول اخطو فالفوز لك مؤكد ومرة يقول اجتنب فالفوز محال فلا تحلم ومرة ثالثة يقول اخطو سوف تعتدل الدروب وتقول فى رد سريع اجتنب فالدرب وعر فى تتقدم ولكن الفتى حسم الأمر فقال بين اخطو زاجتنب احترت وأهم أضيع من أحب وأعدم والآن على أن اخطو وأمشى مهما كانت النتيجة ولا أحجم .
وبعد أن اتخذ القرار قرر التحرك صباحا فى طريقه لبلاد الجبل ولكنه لك يرد أن يخبر رفاقه وهم يستعدون للنوم بل تركهم وانتظر هو حتى الصباح فصلى معهم وأخبرهم بما عزم عليه فوافقوه واشتركوا فى تحميل الركائب وحمل المتاع والسلاح وقبل الرحيا من المكان خطبهم قائلا :
لقد سكتنا على الظلم والهوان حتى اليوم ولكن لن يطول زمن الطغيان يا إخوان لماذا أذكركم بهذا لأنى حملت هموم كل الأوطان امتلأت من الوجع من الهم من الغم من آلام الولدان ،دربت نفسى على أن تسمع الآهات حتى أصبحت كالخزان ولقد تشبعت وحان وقت الإنتقام فلا شفقة ولا رحمة مع باعة الإخوان باسم الشهدا باسم الجرحى باسم كل من ذاق وعاش عذاب الزبان باسم كل من وكلت نفسى لأخذ حقه من النساء والغلمان باسمهم سنذيقهم الأمران باسمهم سندمر قلاع العصيان يا إخوان هل يكفى المسلم أن يقتل الكفرة ليذهب غضب الصدران هل يكفى القتل أم لابد قبله من آلام السجان يا إخوان هذا قلبى ينام ويستيقظ على أمل تطبيق أحكام القرآن يخطط ويدبر لكل ظالم أضاع من بلادنا كل أمان يا إخوان على ماذا نخشى من أن نجاهد بأنفسنا ضد الكفران نحن لا نموت مرتان وإنما مرة يعقبها الله بالسعد أو بالهوان فإن اردتم أن تسعدوا أحياء وأمواتا فاشهروا سلاحكم ضد كل صاحب عدوان يا إخوان إلى الجهاد تقدموا
عند صاح الكل الله أكبر الله معنا
وبسرعة انتظم الركب وقد حرص الفتى على أن يرسل أمامه طليعة ليعرفوا مدى ملائمة الطريق اسير الركب من ناحية الأمن والأمان وبعد المرحلة الأولى قرر الفتى بعدما تجمع لديه من معلومات أن يكمن نهارا ويسير ليلا حتى لا يشعر أحد بأمرهممن العدو أو من غيرهم وتوالت الأيام وفى كل يوم يخطب الفتى فى إخوانه محفزا الهمم ومحمسا لهم على القتال وأخيرا لاحت على البعد كبرى مدن الجبل ومن ثم بدأ الفتى يشرح لإخوانه الحيلة التى سيستولون بها على المدينة وهة دخولهم فى صورة تجار أو رعاة أو زوار لأقاربهم فى البلدة مع تحميل السلاح على الركائب وإخفائه بطرق متنوعة ثم مهاجمة قصر الأمير ومقار الشرطة وكل من له صلة بالحكام فى البلدة فى وقت يكون الكل أو الغالبية فى حالة غفلة أو تلهى عن الحراسة وبالفعل فى الليل استولوا على القصر ومقرات الحكم المختلفة وقتلوا الأمير وكل من له صلة بالحكم وفقدت المدينة فى ساعة واحدة أكثر من مائى نفس ما بين أمير ووزير وكبير عسس وغنى متكبر وتاجر متعجرف
**********************************
بعد هذا النصر المبين اتمع الفتى مع جنده وأهل المدينة فأعلمهم أنهم آمنون من كل أذى إلا من خالف حكم الله حتى لو كان الفتى نفسه وفى أثناء حديثه مع القوم قال له أحدهم أنت إمامنا فأمرنا فقال الأمر لله وحده وإن شاء الله نجتمع سويا غدا انتشاور فيما تريدون عمله فى بلدكم من مصالح عامة تخدم الكل
ولما خلا الفتى بنفسه بعد الإجتماع تذكر قول الرجل أنت غمامنا وكانت القولة سبب الأرق الذى طاله فهو لا يريد تقديم نفسه وتأخير والده فلما جاء والده بعد ايام انفرد به وقال يا أبت أنت الإمام وسأعلنها للناس هنا فابتسم الوالد وقال لا تفعل ذلم فإن من سعى يكسب ثمرة سعيه وأنت سعيت وابتدأت إقامة الدولة ومن ثم فأنت الإمام فرد الفتى يا أبت إنى فداء لك فقال الأب يا بنى لما اختار الله طالوت ملكا على بنى إسرائيل بين لهم الأسباب فى اختياره وهى البسطة فى الجسم والعلم وقد فقدت البسطة فى الجسم ومن ثم فأنا لا أصلح مع أمراضى للإمامة لأنها تحتاج لرجل كثير الحركة يقدر على المجىء والرواح فقال الولد ولكن مقامك لابد أن يكون هو الأعلى فقال الوالد لو كان الأمر هكذا ما بعث الله محمدا (ص)رسولا ولأختار أكبر الناس فى عصره عمرا رسولا ولكنه لم يفعل ويكفينى أن أكون معك بكل ما أملك من مال ونفس زد على هذا لا نريد أن يصدق الناس كذبة أننا سعينا لتوارث الملك فلو حكمت الآن وحكمت أنت بعدى لقالوا إنما بحثوا عن ملك يتوارثوه .
************************************
بعد التشاور مع أهل المدينة شرعوا فى إقامة بيت مال المسلمين وإقامة المدارس فى المساجد وقصور الأمراءي واختاروا مسجدا ليكون مقرا للمحكمة التى تفصل بينهم وبنوا بيتا ليكون مشفى استقدموا له بعض الأطباء كما بنوا بيت للزائرين والمسافرين الذين يمرون بالمدينة وفروا لهم فيه الطعام والشراب وغيرهم وقام الفتى باختيار القضاة والدعاة والمدرسين ممن يعلمون بأحكام الإسلام وولى على المدينة باختيار أهلها أحد علماء المدينة واليا عليها .
وفى تلك الأثناء أقام مراصد خارج المدينة على بعد أميال عديدة لرد العدوان والحذر من الأعداء ورتب فيها المجاهدين وما يحتاجونه وتعرضت بعض المراصد للعدوان فردوا على المعتدين وجاء الخبر من بلاد الجبل الأخرى بأن ملك الجبل قال عن الفتى أنه جبان ولما علم الفتى قال لنفسه ستعلمك الأيام أينا الجبان
وأعد الفتى العدة للحرب وحشد قواته ورسم الخطة التى كانت تعتمد على صرف العدو عما يشغله بإطلاق الإشاعات التى تفيد أنه غارق فى حل مشاكله الداخلية وكان أهم شائعة حر على توصيلها للعدو هى وجود خلاف مع والده على من يكون القائد وأن والده ترك الحياة معه واتجه بأنصاره لمكان بعيد وأنهما على شفا حرب أهلية وكانت الخطة قائمة أيضا على الخداع الذى يبعد عن الدخول فى معارك عسكرية طاحنة وذلك بإرسال القوات فى صورة تجار أو رعاة أو جاج وعمار لبلاد الجبل الأخرى وبالفعل نجحت الخطة واستولت القوات على كثير من بلدات ومدن الجبل وقتلت كثير من الأمراء وأعوانهم وتكبدت قوات الفتى خسائر قليلة فى تلك المعارك الخداعية وقد أمر الفتى قواته أن تولى على كل بلدة أحد علمائها واليا باختيار أهلها ليقيم فيهم حكم الله
وأثارت هذه الإنتصارات المظفرة الأعداء الأخرين فمضوا الواد تلو الأخر أحيانا فى العدوان على الدولة الناشئة وأحيانا تحالفوا معا وحاربوا أرض العدل ولكن أهل الأرض ومعهم الفتى كانوا يردون العدوان وفى كل يوم يكسبون أرضا جديدة ومسلمين أخرين ينضمون لهم للحياة معهم فى أرض العدل .



Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 95745
تاريخ التسجيل : 11/07/2009
العمر : 55
الموقع : مكة

https://betalla.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى