العدل والقسط فى القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
العدل والقسط فى القرآن&
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد :
هذا كتاب العدل والقسط فى القرآن .
القائم بالقسط :
شهد الله والملائكة وأهل المعرفة أن لارب إلا الله قائما بالقسط أى حاكما بالعدل الذى هو شريعته لخلقه وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم "
الأمر بالقسط :
إن من الناس طائفة يأمرون بالقسط أى يطالبون بالعدل والمراد يدعون الناس إلى الخير وقد قتل بنو إسرائيل منهم الكثيرين وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس"
أمر الله بالقسط:
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس أمر ربى بالقسط والمراد حكم إلهى بالعدل وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قل أمر ربى بالقسط "
القوامة بالقسط :
أمر الله المؤمنين أن يكونوا قوامين بالقسط أى حاكمين بالعدل شاهدين بحق الله حتى ولو على أنفسهم أو الأبوين أو الأقارب وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين "
العدل هو التقوى :
قال الله اعدلوا أى اقسطوا أى اعملوا بالحق هو معنى التقوى وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "اعدلوا هو أقرب للتقوى "
الشنئان لا يمنع العدل :
نهانا الله أن يدفعنا الشنئان وهو كراهية الأخرين على ألا نعدل أى نقسط أى نعمل بالحق فيما بيننا وبينهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا "
أمر الرسول(ص)بالعدل :
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول صدقت بما أوحى الله من كتاب وأمرت لأعدل أى لأحكم بينكم بالوحى وفى هذا قال تعالى بسورة الشورى "وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم "
حب الله المقسطين :
إن الله يحب المقسطين والمراد يثيب الله العادلين وفى هذا قال تعالى بسورتى الحجرات والممتحنة "إن الله يحب المقسطين "
العدل شرط الشهادة :
إن شرط الشهادة هو أن يكون الشهود من ذوى العدل أى القسط وهو الإسلام والمراد من المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة الطلاق "وأشهدوا ذوى عدل منكم "وقال بسورة المائدة "شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم "
العدل بين النساء :
بين الله للرجال أنهم لن يستطيعوا أن يعدلوا أى يقسطوا أى يساووا بين الزوجات حتى لو أرادوا العدل ومن ثم واجبهم ألا يميلوا كل الميل فيتركوا إحداهن زوجة بالاسم كالمعلقة فلا هى عزباء ولا هى زوجة إلا بالاسم وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة "
الإصلاح بالعدل :
طالب الله المسلمين إذا جماعتان منهم تحاربتا أن يصلحوا بينهما فإن ظلمت إحداهما الأخرى بعد الصلح فالواجب هو قتال الظالمة حتى ترجع لحكم الله فإن عادت فيجب الإصلاح بينهما مرة أخرى بالعدل أى بالقسط وهو حكم الله أى اقسطوا أى اعدلوا وفى هذا قال تعالى بسورة الحجرات "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا "
القسط مع غير المقاتلين لنا :
لم يمنعنا الله عن الذين لم يحاربونا بسبب الدين ولم يطردونا من بلادنا أن نبرهم أى نقسط إليهم أى نعدل معهم وفى هذا قال تعالى بسورة الممتحنة "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين أن تبروهم وتقسطوا إليهم