بحـث
المواضيع الأخيرة
أكتوبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 |
دخول
النسخ والإنساء
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
النسخ والإنساء
النسخ والإنساء.
إن موضوع النسخ والإنساء من أهم المواضيع التي استغلها جنود السلطان من أجل إخراج دينهم الجديد متناسين دين الله الحقيقي الموجود في كتاب الله (القرآن الكريم).
ولذلك فإني أعتبر فهم المسلم المعاصر لهذا الموضوع بالذات هو حجر الزاوية الأساسي في فهم دين السلطان, ومن بعدها سوف يجد المسلم الباحث عن الحقيقة كيف أن السلطان قد دفع الملايين من الدراهم في دعم هذه الفكرة الخطيرة في الإسلام والتي تمت توارثها عبر عصور السلاطين من بعدهم وإلى يومنا هذا.
لكن الله تعالى لن يغفر لنا أبداً هذا النحو الذي حرف دفة المسلمين من الإيمان بكتابه "القرآن العظيم" وتبديله والإيمان بما تتلوه عليهم الشياطين. وذلك بسبب عدم استخدامنا لعقولنا "الميزان والكاشف" لذلك الإشراك, ويجب أن أذكر الإنسان أنه يختلف عن الحيوان بما يملك من عقل الذي يؤمن له الإيمان والإطمئنان والحرية والإرادة.
وكي يفهم المسلم موضوع النسخ والإنساء من جديد يجب أن ينسى كل ما سمعه من آبائه وأجداده وشيوخه وأساتذته ومعلميه من نعومة أظافره إلى حلمه وكبره حتى لا يختلط عليه الأمر فيقع في وادي السلطان ومصلحته وتسلب منه الحقيقة والدين والدنيا والآخرة.
والمسلم حر في أن يقبل كلامي أو لا يقبله لكن ما أقوله الآن هو حقيقة وسأبرهن عليها وإن أراد أن يتحرى فله ذلك كما قال تعالى في كتابه العزيز :
(يا ايها الذين امنوا ان جاءكم*فاسق*بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الحجرات 6
والفاسق هو : كل من خالف الإجماع.
فسق عن الأمر : خرج عنه.
وحتى لا يتهمني بعضكم بأني أتكلم من فراغ فله الحق أن يسألني عن البرهان.
وقال الله تعالى :
(ونزعنا من كل امة شهيدا فقلنا هاتوا*برهانكم*فعلموا ان الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون )القصص 75
وفي اعتقادي أن المسلم بعد أن يعود إلى فهم النسخ والإنساء على حقيقته سيكون له بعدها أن يفهم أسباب استخدام هذا السلاح من قبل السلطان لتقويض دين الله الحنيف.
وسيعرف بعدها ماهية الدين الجديد الذي أنتجوه ونسبوه للرسول وقالوا عنه دين محمد وشرع محمد وهدي محمد, وأشركوا معه الصحابة من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان (رض) أجمعين.
إني أعترف أني حاولت أن أبحث عن الموضوع في الصحاح فلم أجد إلا قصص متفرقة هنا وهناك تحاول التأكيد على عدد ركعات الصلاة التي قام بها المسلمون والكفار والجن والإنس جميعهم معا, عندما أنزل الله آيات سورة النجم.
ثم نظرت في كتاب الطبري, فلم أجد شيئاً.
ولكننا إن عدنا إلى كتب السيرة وتاريخها نجد أن الحقيقة التاريخية مازالت هناك لكني سأرجئها إلى ما بعد إظهار مآرب السلطان منها وكيف استخدم تلك الآية من أجل مصلحته في قلب الدين رأساً على عقب.
لأني كما شرحت لكم مراراً فالسلطان ومن ورائه الملأ وهم المستفيدون من حكمه ونظامه من أغنياء البلاد وتجارها ووجهائها وكبار الموظفين والمساعدين كالوزراء والمستشارين في الحكم, نجدهم غالباً مقربين من رجال الدين إن لم يكونوا هم فعلاً من الأئمة أنفسهم, إن كان الحكم دينياً في البلاد, كما كان الحال في مملكة اليهود أيام سليمان وداوود وأيام العصور الوسطى في أوروبا بزعامة الكنيسة . وأيام الخلافة الإسلامية المختلفة إنتهاءً بخلافة العثمانيين.
فإن كل أولئك أدركوا منذ اللحظة الأولى التي استلموا فيها الحكم أن مصالحهم الخاصة تتعارض مباشرة مع كتاب الله الذي ينظر إلى مصالح الناس بشكل عام. فعملوا على إزالته بالتدريج, ومن دون عنف, مستخدمين وسائل الإقناع من خلال منابر المساجد, خطاباً موجهاً من العالم إلى الجاهل, وساعدهم على ذلك عدم توفر الطباعة وغلاء أسعار الكتب المستنسخة بحيث يستحيل على أفراد الشعب البسيط والعادي اقتناء نسخ مخطوطة من القرآن الكريم في ذلك الوقت.
ولا نستطيع أن نقول أن رجال الدين كلهم كانوا مع السلطان فلقد بقيت فئة قليلة لم يصلها السيف, واختبأت عن العلن فتخلص منهم السلطان بعزلهم ومطاردتهم وإتهامهم بالكفر والخروج عن الجماعة وحرق كل ما كانوا يكتبونه بعد موتهم إن لم يستطع حرقها أثناء حياتهم, وقد كتبت موضوعا كاملاً بهذا الشأن تحت عنوان تاريخ الإسلام الأسود.
وهؤلاء قد منع جنود السلطان الأخذ عنهم فيما يروونه من أحاديث وروايات صحيحة عن الرسول لأنها تتعارض مع سياسة السلطان وخطته العامة.
والدولة كانت تحارب وبكل قوتها تلك الفئة المتنورة التي تقول الحقيقة, فصار عددهم يتناقص إلى أن أصبحوا من الندرة لدرجة يمكن أن يعدهم المرء على أصابعه في أمة كبيرة مترامية الأطراف من الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً, وإلى السودان والصومال جنوباً وبلاد الشركس شمالاً.
وبعد هذه المقدمة الطويلة سوف أنتقل بكم لأشرح لكم حقيقة النسخ والإنساء في القرآن الكريم.
لقد ذكر الله تعالى كلمة النسخ في القرآن مرتين فقط :
المرة الأولى أتت في الآية التالية :
(وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته*فينسخ*الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم ) الحج 52
ولنرى ما جاء في هذا الموضوع في تاريخ البداية والنهاية لإبن كثير الدمشقي :
(ثم ذكر ابن اسحق من عاد من مهاجرة الحبشة إلى مكة وذلك حين بلغهم إسلام أهل مكة..... وكان النقل ليس بصحيح. ولكن كان له سبب وهو ما ثبت في الصحيح وغيره أن رسول الله (ص) جلس يوماً مع المشركين وأنزل الله عليه :
(والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما*غوى ....
فقرأها عليهم حتى ختمها وسجد. فسجد من هناك من المسلمين والمشركين والجن والإنس وكان لذلك سبباً ذكره كثير من المفسرين مستشهدين بآية النسخ, وذكروا قصة الغرانيق.
وقد أحببت الإضراب عن ذكرها الآن صفحاً لبلوغ قصتها من الصحيح.(المؤلف).
الحديث رقم 4862 من صحيح البخاري :
حَدَّثَنَا*مُسَدَّدٌ*قَالَ حَدَّثَنَا*عَبْدُ الْوَارِثِ*قَالَ حَدَّثَنَا*أَيُّوبُ*عَنْ*عِكْرِمَةَ*عَنْ*ابْنِ عَبَّاسٍ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا**أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ*الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ.**وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ
والحديث رقم 4863
حَدَّثَنَا*نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ*أَخْبَرَنِي*أَبُو أَحْمَدَ*حَدَّثَنَا*إِسْرَائِيلُ*عَنْ*أَبِي إِسْحَاقَ*عَنْ*الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ*عَنْ*عَبْدِ اللَّهِ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ*:*أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ وَالنَّجْمِ قَالَ فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ إِلَّا*رَجُلًا رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا*مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا وَهُوَ*أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ
وهكذا ترون أن حديث ابن عباس لم يذكر لكم فيها قصة الغرانيق ابداً وحديث عبد الله حاول أن يبعد الموضوع بالإبهام بأنه يتعلق بمواقع السجدات في آيات القرآن الكريم, والظاهر أن الموضوع كان من الأشياء المحظور نشرها فلم يستطع البخاري أن يذكر أكثر من ذلك ايضاً.(المؤلف).
حاولت أن أبحث في تاريخ الطبري فوجدته, كما وجدته في أسباب النزول للواحدي طبع دار القبلة – المملكة العربية السعودية – جدة 1987.
وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن رسول الله (ص) قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا ! فجاء جبريل فقال: إقرأ عليَّ ما جئتك به ، فقرأ: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى . (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى !) فقال : ما أتيتك بهذا ، هذا من الشيطان !! فأنزل الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). . . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير . . . الخ !! انتهى .
وقد تجرأ بعض علماء السنة وردُّوا روايات الغرانيق ولكنهم (ضعفوا سندها) رغم صحتها عندهم ، من أجل أن لا يطعنوا في مؤلفي صحاحهم والموثقين من رواتهم ! (المؤلف).
قال المجلسي في بحار الأنوار:17/56:
قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ . . . قال الرازي : ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أن الرسول لما رأى إعراض قومه عنه شق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به تمنى في نفسه أن يأتيهم من الله ما يقارب بينه وبين قومه ، وذلك لحرصه على إيمانهم فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله وأحب يومئذ أن لا يأتيه من الله شئ ينفروا عنه وتمنى ذلك ! فأنزل تعالى سورة والنجم إذا هوى ، فقرأها رسول الله (ص) حتى بلغ: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألقى الشيطان على لسانه: (تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى).. ! فلما سمعت قريش فرحوا ومضى رسول الله (ص) في قراءته وقرأ السورة كلها ، فسجد المسلمون لسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين ، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد ، سوى الوليد بن المغيرة وسعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنةً من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها ، لأنهما كانا شيخين كبيرين لم يستطيعا السجود ، وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر ، فلما أمسى رسول الله أتاه جبرئيل فقال: ماذا صنعت ! تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله ، وقلت ما لم أقل لك ! فحزن رسول الله (ص) حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً عظيماً حتى نزل قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . . الآية .
وقال الإمام أبوبكر البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ثم أخذ يتكلم في أن رواة هذه القصة مطعونون ، وأيضاً فقد روى البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وآله قرأ سورة ( والنجم ) وسجد فيها المسلمون والمشركون والانس والجن وليس فيه حديث الغرانيق ، وروى هذا الحديث من طرق كثيرة وليس فيها البتة حديث الغرانيق .
وأما المعقول فمن وجوه:
أحدها: أن من جوز على الرسول (ص) تعظيم الأوثان فقد كفر ، لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه (ص) كان في نفي الأوثان .
وثانيها: أنه (ص) ما كان يمكنه في أول الأمر أن يصلي ويقرأ القرآن عند الكعبة آمناً لأذى المشركين له ، حتى كانوا ربما مدوا أيديهم إليه ، وإنما كان يصلي إذا لم يحضروها ليلاً أو في أوقات خلوة ، وذلك يبطل قولهم .
وثالثها: أن معاداتهم للرسول صلى الله عليه وآله كانت أعظم من أن يقروا بهذا القدر من القراءة دون أن يقفوا على حقيقة الأمر ، فكيف أجمعوا على أنه عظم آلهتهم حتى: ( خروا سجداً ) ، مع أنه لم يظهر عندهم موافقته لهم .
ورابعها: قوله: فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ، وذلك أن أحكام الآيات بإزالة تلقية الشيطان عن الرسول أقوى من نسخه بهذه الآيات التي تنتفي الشبهة معها ، فإذا أراد الله تعالى إحكام الآيات لئلا يلتبس ما ليس بقرآن قرآناً ، فبأن يمنع الشيطان من ذلك أصلاً ، أولى.
وخامسها: وهو أقوى الوجوه: أنّا لو جوزنا ذلك ارتفع الأمان عن شرعه ، وجوزنا في كل واحد من الأحكام والشرائع أن يكون كذلك ، ويبطل قوله تعالى: (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ، فإنه لا فرق بين النقصان من الوحي وبين الزيادة فيه !
فبهذه الوجوه عرفنا على سبيل الإجمال أن هذه القصة موضوعة ، أكثر ما في الباب أن جمعاً من المفسرين ذكروها لكنهم ما بلغوا حد التواتر . وخبر الواحد لا يعارض الدلائل العقلية والنقلية المتواترة ... انتهى
.
ولم يلتفت هذا المفسر الكبير إلى أن الآية : (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) التي ادعوا أنها نزلت على أثر القصة مدنية ، نزلت بعد النجم بنحو عشر سنوات ! كما لم يلتفت إلى أن رواية البخاري وغيره التي ذكرها هي قصة الغرانيق بعينها !
كما لم يشرح أي منهم سبب سجود المشركين مع المسملين عند نزول الآية.
كما لم يشرح سبب عودة المهاجرين من الحبشة لمكة.(المؤلف).
كما أن علماء السنة على دراية تلمة بآيات أخرى قد نزلت في القرآن ولقد تم ازالتها من النص وسنأتي على ذكرها بالتتابع, وهي آيات الرضعات الخمس, وآيات الرجم, وآيات أبناء آدم, فمن هنا نرى أنهم لا ينظرون إلى الأمر على أنه زيادة أو نقصان ولكنهم يريدوا ابهام الأمر ليس إلا.
ولكن كان لهذا الأمر الجلل سبب وهو ما ثبت في الصحيح وغيره أن رسول الله (ص) جلس يوما مع المشركين وأنزل الله عليه :
1.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
2.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
والقى الشيطان بهذه الكلمات على صدر الرسول :
تلك الغرانيق العلى
وإن شفاعتهن لترتجى
وهذا كله إن دل على شيء فإنه يدل على نزول الآية التالية :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وأنها حدثت مرة واحدة فقط في القرآن وكانت مما ألقاه الشيطان في أمنية الرسول كما رأينا ذلك من القصص التي سقناها من السيرة والصحاح وأكدتها الآية, بشكل تام.
لكن السلطان لم يرد أن يظهر هذا الموضوع على الإطلاق بل أنه أصر على النقاط التالية :
1 ـ هل تقبلون هذه الفرية على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟!*
2 ـ ما رأيكم في رواية البخاري ومسلم لها وحذفهما اسم الغرانيق منها ؟!*
3 ـ مادام البخاري يروي أمثال هذه الطامات الكفرية، فلماذا تصرون على أنه صحيح من الجلد الى الجلد، ولاتخضعون رواياته للبحث العلمي، ولا تعطون للمجتهدين حق الجرح والتعديل والبحث فيها ؟!*
4 ـ ما رأيكم في تناقض الفخر الرازي في قصة الغرانيق، وهل صحيح أن المجلد الأخير من تفسيره ليس بقلمه، بل بقلم القمولي المصري ؟!*
5 ـ ما قولكم في استغلال أعداء الإسلام أمثال بروكلمان ومونتغمري وسلمان رشدي، لقصة الغرانيق، وما سموه الآيات الشيطانية، وهل تتحمل مصادركم إثم ذلك ؟!*
6 ـ ألا ترون أن للخلافة القرشية ضلعاً في نشر فرية الغرانيق ؟!
أي أنهم بدلاً من الإعتماد على نص القرآن بأن الموضوع قد حدث فعلاً وأنه مما ألقى الشيطان وأن الله قد نسخ ما ألقاه الشيطان ووضع مكانه كلماته ليحق الحق فهم كذبوا الموضوع من أساسه لا بل حتى أنهم طعنوا بسند الرجال الثقاة بالنسبة إليهم في علم التعديل والتجريح وطعنوا في كتاب الصحاح وطالبوا المجتهدين للعودة إلى البحث فيها من جديد, واعتبروا أن الأمر متعلق بالمستشرقين وأعداء الإسلام ليبرهنوا أن القرآن فيه آيات شيطانية, وزادوا في ذلك أن للخلافة القرشية يد في نشر هذه القصة.
ولكن المهم والأهم هو لماذا أراد السلطان إخفاء حقيقة هذه القصة ؟ سيأتي في كيفية استخدامه للناسخ والمنسوخ إن لم يكن مما ألقاه الشيطان فهو يريد أن يفهمنا أن الله ينسخ كلامه في القرآن وليس مما ألقاه الشيطان فيه.(المؤلف).
أولاً: رأي النصارى في موضوع : عيوب الناسخ والمنسوخ
القرآن وحده من دون سائر الكتب الدينية يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه، مع أن كلام الله الحقيقي لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ:
*لأن الناسخ والمنسوخ في كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه. فالإنسان القصير النظر هو الذي يضع قوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف. لكن الله يعلم بكل شيء قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغيّر كلامه ويبدله وينسخه ويزيله؟ أليس من الأوفق أن ننزه الله فنقول لَيْسَ اللّهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ، وَلَا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ ؟ (عدد 23: 19).
*
لأن الناسخ والمنسوخ ليس له وجود في اليهودية ولا المسيحية. قال المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ (متى 5: 17-18).
*
لأن الناسخ والمنسوخ يفتح باب الكذب والادعاء، فإذا قال مدَّعي النبوة قولاً وظهر خطؤه، أو إذا اعترض سامعوه عليه قال إنه منسوخ ويأتي بقولٍ آخر فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ (سورة الحج 22: 51).كما ينسخ إله محمد ما يلقيه عليه من قرآن (سورة البقرة 2: 106
*
لأن محمداً اعتبر الناسخ والمنسوخ مِن نفس كلام الله. فهل كان المنسوخ كلاماً إلهياً مكتوباً في اللوح المحفوظ؟ وهل يترتب على نسخه في القرآن نسخه أيضاً في اللوح المحفوظ؟ وكيف يسمح الله لكلامه العزيز بالزوال والاهمال؟ وإلا فلماذا كتب؟
*
*لأن الناسخ والمنسوخ متغلغل في جميع أجزاء القرآن بحيث يتعذر على الراسخين في العلم لديهم, معرفة الناسخ والمنسوخ بطريقة لا تقبل الشك، مما يجعل أقوال القرآن مبهمة ملتبسة. فقد قالوا إن السور التي دخلها المنسوخ ولم يدخلها ناسخ هي أربعون سورة، أولها الأنعام ثم الأعراف، يونس، هود، الرعد، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، طه، المؤمنون، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، المضاجع، الملائكة، الصافات، صَ، الزمر، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، محمد، قَ، النجم، القمر، الامتحان، نون، المعارج، المدثر، القيامة، الإنسان، عبس، الطارق، الغاشية، التين، الكافرون.
*
والسور التي فيها ناسخ وليس فيها منسوخ هي ست سور:*الفتح، والحشر، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والأعلى.
*
والسور التي دخلها الناسخ والمنسوخ هي*خمس وعشرون سورة، أولها البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، وإبراهيم، والكهف، ومريم، والأنبياء، والحج، والنور، والفرقان، والشعراء، والأحزاب، وسبأ، وغافر، والشورى، والذاريات، والطور، والواقعة، والمجادلة، والمزمل، والكوثر، والعصر.*والسور التي لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ هي ثلاث وأربعون سورة. فذلك*مائة وأربع عشرة سورة.
فإذا جرد القرآن من الناسخ والمنسوخ كان كراسة صغيرة. ومع ذلك ادَّعوا أنه المعجزة الكبرى.
*لأن النسخ في القرآن عند علماء المسلمين ثلاثة أنواع:
فالنوع الأول ما نُسخ تلاوته وحكمه. أي بعد كتابته وقراءته لم يكتبوه ولم يقرأوه!
والنوع الثاني ما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته. وهو مقدار كبير من آيات القرآن يقرأونها ويعتقدون أن أحكامها ملغية فلا يعملون بها!
والنوع الثالث ما نُسخت تلاوته وبقي حكمه. وأمام هذا النوع: نسأل لماذا يكلفنا الله أن نعمل بآيةٍ غير موجودة؟ ألم يكن الأولى أن تبقى في كتابه حتى يحاسبنا بمقتضاها؟
ثانياً: أمثلة للناسخ والمنسوخ
المنسوخ السلم في سبيل الدعوة
·********لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ (سورة البقرة 2: 256).
الناسخ القتال في سبيل الدعوة
·********قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (سورة التوبة 9: 29).
·********وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس 10: 99).
·********يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ (سورة التوبة 9: 73).
·********قصاص الحبس للزانيات
·********قصاص الجلد للزانيات
·********وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَا سْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَ هُنَّ سَبِيلاً (سورة النساء 4: 15).
·********الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَا جْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَائَةَ جَلْدَةٍ (سورة النور 24: 2).
·********ثبات الواحد للعشرة
·********ثبات الواحد للاثنين
·********إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ (سورة الأنفال 8: 65).
·********الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ (سورة الأنفال 8: 66).
·********أمر الزوجة المتوفَّى عنها زوجها بالاعتداد سنةً كاملة
·********أمر الزوجة المتوفَّى عنها زوجها بالاعتداد أربعة أشهر وعشرة أيام
·********وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (سورة البقرة 2: 240).
·********وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (سورة البقرة 2: 234).
·********الخمر إثم وفيها منافع للناس
·********الخمر رجس من عمل الشيطان
·********وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا (سورة البقرة 2: 219).
·********يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَا جْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة المائدة 5: 90).
·********ثالثاً: الأسباب الحقيقية للناسخ والمنسوخ
·********1 -*لماذا نُسخ تحريم القتال في الشهر الحرام؟
·********جاء في سورة البقرة 2: 217 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ*.
·جاءت هذه الآية الناسخة بعد القتال الذي قام به عبد الله بن جحش الأسدي في الشهر الحرام وإعطائه خُمس السلب لمحمد، وتعيير قريش لمحمد لسبب ارتكاب المسلمين القتال في الشهر الحرام. فلكي يُسكتهم ويُرضي أصحابه ويبرر سلبه قال بهذه الآية الناسخة!
·*2 -*لماذا نسخ بيت المقدس كقِبلة صلاته؟
·*جاء في سورة البقرة 2: 144 قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
·*جاءت هذه الآية الناسخة بعد أن كان المسلمون يصلون مستقبِلين بيت المقدس. وأراد محمد أن يستميل العرب إليه، ولكي لا يتحولوا إلى اليهودية التيكان يقدس قبلتها، قال إن الله غيَّر له القبلة إلى القبلة التي يرضاها. فحُكم النسخ ليس حسب المشيئة الإلهية الثابتة بل حسب هوى محمد ورضاه!
·*3 -*لماذا نسخ تمسُّك الرجل بزوجته؟
·*جاء في سورة الأحزاب 33: 37 وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَا تَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَالكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ*.
·*جاءت هذه الآية الناسخة لزيد أن يتقي الله ويتمسك بزوجته زينب بعد أن خاف محمد من تعيير العرب له أنه يتزوج بزوجة ابنه بالتبنّي، مع ما سبق وأضمره محمد في نفسه ساعة رأى زينب واشتهاها، فقال: سبحان مقلِّب القلوب. ثم قال إن الله أمره بالزواج من زينب!
·*4 -*لماذا نسخ الامتناع عن النساء وقت الصيام؟
·*جاء في سورة البقرة 2: 187 أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَ هُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ*.
·*جاءت هذه الآية الناسخة بعد اعتراف أصحاب محمد، ومنهم عمر بن الخطاب أنهم خانوا نظام الصيام المتبع بإتيانهم نسائهم بعد صلاة العشاء. فجعلت الآية الناسخة الممنوع ممكناً والمحرَّم محلَّلاً!
·*5 -*لماذا نسخ ما حرمه على نفسه وحنث بالقسم؟
·*جاء في سورة التحريم 66: 1 و2 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ*.
·*روى محمد هذه الآية بعد أن أتى بمارية القبطية في بيت زوجته حفصة بنت عمر بن الخطاب، وفي غيبتها، فشقَّ ذلك على حفصة. فأرضاها وقال لها: اكتمي عليَّ وقد حرمتُ مارية القبطية على نفسي. ولكن حفصة أخبرت عائشة. فغضب محمد وطلق حفصة. فكيف السبيل لتحليل مارية بعد أن حرمها على نفسه؟ وكيف السبيل لمراجعة حفصة التي طلقها؟ أتى الناسخ يحلل ذلك، ويعفي من القسَم! فقد أمر الله بمعاشرة مارية المحرمة وبرجوع حفصة المطلقة!
·**لماذا نسخ تحريم العبث بأشجار الأعداء وقت الحرب؟
·جاء في سورة الحشر 59: 5
مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ (اللينة النخلة التي ثمرها من دون نوى).أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الفَاسِقِينَ*.
·*لما حاصر محمد يهود بني النضير بجوار يثرب، قطع نخيلهم، فنادوه من الحصون: يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخيل وتحريقها؟ فارتاب بعض الصحابة بجواز هذا الفعل وتأثروا من اعتراض بني النضير. فأتى الناسخ وجعل هذه الأفعال الفاسدة بإذن الله!
·7 -**لماذا نسخ الصلاة على غير المسلم؟
·جاء في سورة التوبة 9: 84
وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ*.
·*أتت*هذه الآية بعد فراغ محمد من صلاته على جثة المنافق عبد الله بن أبي سلول وإقامته على قبره حتى نهاية دفنه. وكان عمر يمانع محمداً من الصلاة عليه بسبب نفاقه فلم يمتنع. ولكن إرضاءً لعمر نزل الناسخ ليوقف تأثير الصلاة. أنتهى.
لنحاول معاً أن نتعرف على الموضوع من خلال آيات القرآن.
فما هو : الناسخ والمنسوخ ؟* :
*
**جاء في سورة البقرة 2: 106
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
إذاً هناك نسخ وإنساء
والنسخ هو إزالة ومحي و تبديل كما رأينا من قراءة الآية.
وأما الإنساء فهو إضافة نص لحدث جديد مع الإبقاء على النص القديم.
مثال على النسخ :
النسخ لم يحصل إلا مرة واحدة في القرآن, وهو محي وإزالة لما لأقاه الشيطان ثم تبديل وتثبيت لكلام الله.
وأتت هذه الحالة الفريدة عندما تمنى الرسول أن يؤمن به مشركوا مكة فذكر ألهتهم وعظمها فألقى الشيطان في أمنيته التالي في سورة النجم :
3.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
4.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
والقى الشيطان بهذه الكلمات على صدر الرسول :
تلك الغرانيق العلا
وإن شفاعتهم لترتجى
والذي حدث في تاريخ البعثة أن مشركوا مكة أعلنوا اسلامهم فوراً وأنه بدأ الناس يرجعون من هجرتهم إلى الحبشة وعادوا إلى مكة ومنهم الخليفة عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت الرسول.
وبعد فترة من الزمن نسخ الله ما ألقى الشيطان وأكمل الآيات على الشكل التالي :
1.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
2.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
3.أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى
4.تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى
5.إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى
6.أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى
7.فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى
8.وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى
9.إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى
10.وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا
11.فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وجاء في سورة النحل 16*:101
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ.
والتبديل لآية مكان آية أخرى هو النسخ الذي حصل في مثالنا السابق فكان جواب الكفار والمشركين أنهم اتهموا الرسول بأنه كاذب ومفتر, لأنهم لا يعلمون أن الشيطان هو الذي ألقى تلك الجملة في أمنية الرسول أصلاً.(المؤلف).
وجاء في سورة الرعد 13: 39
يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أَمُّ الكِتَابِ .
وهو ما محاه الله من المثال السابق فهو دليل على أنه يمحى النص ويثبت النص الجديد.(المؤلف).
وجاء في سورة الحج 22: 52
فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ*.
وهذا دليل على أن ما حدث في المثال السابق كان مما ألقاه الشيطان في قلب الرسول على أنه وحي من الله.(المؤلف).
إذاً النسخ هومحي وتبديل وتثبيت.
2- الإنساء.
أما الإنساء فهو تأخير نص على نص والناس يجب أن يعملوا بالنص الأحدث.
مثال على الإنساء :
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا}
*{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ}*[المزمل:20].
أو المثال التالي :
{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[ الأنفال:65]
{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[الأنفال:66]
أ- تعريف النسخ
-1 لغة: الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته. ويأتي بمعنى التبديل والتحويل،
-2 اصطلاحاً: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ.
فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان مقرراً سابقاً، وتقتضي ناسخاً، وهو الدليل اللاحق.
3- بعض الذين ينظرون إلى اللغة ومن دون أن يستبنبطوها من خلال آيات القرآن يعتقدون أن النسخ هو طباعة لأنهم ينظروا إلى لغة اليوم ولا ينظر إلى لغة القرآن ويقول نسخت 100 نسخة من الكتاب أو أرسلت له بنسخة اضافية أن نسخت الكتاب عن الأصل أي طبق الأصل, وهكذا. لكن في لغة القرآن النسخ كما رأينا هو إزالة ومحي وتبديل, بعد اتلاف سابقتها تماماً, أما إن لم تزل وبقيت فهي إنساء أي تأخير.(المؤلف).
ب- شروط النسخ.
1.أن يكون القائم على النسخ هو الله فقط.
2.أن يكون الموضوع المنسوخ مما ألقى الشيطان.
3.أن يكون الموضوع المنسوخ قد تمت ازالته فعلا من النص.
4.أن يكون البديل قد ثبت في النص.
(المؤلف).
ولكن أهل الحديث والسنة عندهم شروط أخرى للناسخ والمنسوخ فهم يعتقدون التالي :
-1 أن يكون الحكم المنسوخ شرعياً.
وهذا ليس صحيحاً ولكنهم يصرون عليه لأنهم أساساً يريدون أن ينسخوا شرع الله ويضعوا بداله شرع الحديث.(المؤلف).
-2 أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم دليلاً شرعياً متراخياً عن الخطاب المنسوخ حكمه.
ودليلهم الشرعي الجديد والناسخ للقرآن هو الحديث الذي وقعوا على صحته سنداً ومهما كان متنه يناقض القرآن لأنه ناسخاً له أصلاً.(المؤلف).
-3 ألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى:
{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}*[البقرة:109]
فالعفو والصفح مقيد بمجيء أمر الله.:
-2 ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير: مثاله: إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى:*
{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[ الأنفال:65]
ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى :
{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[الأنفال:66]
أي أنهم يخلطون بين النسخ والإنساء, لا بل أنهم لم يتكلموا عن الإنساء أبداً, والموضوع بالنسبة لهم هو ناسخ ومنسوخ فقط.(المؤلف).
ويعتقدون أن هذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.
-3 مراعات مصالح العباد.
والمقصود هو إيهام العباد أن الأمر لمصلحتهم ولكن إن تأملوا جيداً في المصلحة لوجدوا أنها تصب في مصلحة الملأ, وليس في مصلحة العامة.(المؤلف).
-4 ابتلاء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس.
د- أقسام النسخ في القرآن الكريم
-1 نسخ التلاوة والحكم معاً.
رُوي عن السيدة عائشة*أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:"عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مما يقرأ من القرآن". ولا يجوز قراءة منسوخ التلاوة والحكم في الصلاة ولا العمل به، لأنه قد نسخ بالكلية. إلا أن الخمس رضعات منسوخ التلاوة باقي الحكم عند الشافعية.
هذا الحديث المشبوه هو قمة في الطعن في كتاب الله.(المؤلف).
-2 نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
يُعمل بهذا القسم إذا تلقته الأمة بالقبول، لما روي أنه كان في سورة النور:
"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من الله والله عزيز حكيم"، ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي.
وهذا يناقض نص القرآن الصريح في هذه الحالة بالذات في قوله تعالى :
(الزانية*والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تاخذكم بهما رافة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) النور 2
(المؤلف).
وهذان القسمان: (1- نسخ الحكم والتلاوة) و (2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم) قليل في القرآن الكريم، ونادر أن يوجد فيه مثل هذان القسمان، لأن الله سبحانه أنزل كتابه المجيد ليتعبد الناس بتلاوته، وبتطبيق أحكامه.
-3 نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
فهذا القسم كثير في القرآن الكريم، وهو في ثلاث وستين سورة.
مثاله:
الآية المنسوخة*
فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (البقرة / 109)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
وسبب أنهم أزالوا العفو وأقروا بقتل المشركين لأن سلطانهم أراد أن يشجع على الجهاد وفتح البلاد.(المؤلف).
كما أنهم أعطوا أنفسهم الصلاحية في القضاء على كل الحركات المعارضة لهم بالقتل بعد اتهامهم بالكفر والإشراك.
الآية المنسوخة :*
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (البقرة / 115)*
الآية الناسخة :*
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (البقرة / 144)*
وهذا ليس إنساءً وليس نسخاً لأن الصلاة والقبلة كانت من أيام ابراهيم عليه السلام, وهذه الآية قد أنزلت من أجل أن يعلم الله والناس والمؤمنين من يتبعوا الرسول ممن ينقلب عليه والدليل الآية التالية :
(وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم) البقرة 143
(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ (البقرة / 180)*
الآية الناسخة :*
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ (النساء / 7)*
ولكن الناسخ الأخير في هذه الحالة كان للحديث القائل (لا وصية لوارث).(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (البقرة / 183)*
الآية الناسخة :*
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ (البقرة / 187)*
هذا كلام غير صحيح على الإطلاق فالصيام أيضاً كتب على المسلمين من أيام ابراهيم عليه السلام, ولقد كانوا يمتنعون على الرفث في ليالي شهر الصيام, وكانوا يختانون أنفسهم فلقد سمح الله لهم من بعد إنزال القرآن بأن يرفثوا إلى نسائهم في ليالي رمضان فقط. وهذا ليس إنساءً وبالطبع ليس نسخاً.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ (البقرة / 184)*
الآية الناسخة :*
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (البقرة / 185)*
الآية الأولى تعطي شرعاً حكم إفطار الشهر للناس الذين لا يستطيعون صيامه لأسباب شتى فيسمح لهم الله بالإفطار على أن يكون هناك كفارة لذلك, أما الآية الثانية فهي لكل أولئك الذين بإمكانهم القيام بالصيام, لهذا فليس هناك أي عملية نسخ أو إنساء على الإطلاق.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ (البقرة / 191)*
الآية الناسخة :*
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ (البقرة / 193)*
إن شرح القاعدة أن لا قتال في المسجد الحرام حتى يقاتلونكم فيه فهذا ليس فيه نسخ ولا إنساء على الإطلاق.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ (البقرة / 217 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
لا علاقة بين الشهر الحرام وقتال المشركين لأنكم إن قرأتم آيات سورة التوبة لوجتم أنها حالة خاصة لمعاهدة حدثت في عصر الرسول تنتهي بعد إنقضاء الأشهر الحرم, فهذا ليس فيه نسخ ولا إنساء على الإطلاق.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ (البقرة / 240 )*
الآية الناسخة :*
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (البقرة /234 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (البقرة /284 )*
الآية الناسخة :*
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا (البقرة /286)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ (آل عمران /102 )*
الآية الناسخة :*
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (التغابن /16 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ -إلى قوله :- إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (النساء 15 -16 )*
الآية الناسخة :*
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (النور /2 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ (النساء /33 )*
الآية الناسخة :*
وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (الأنفال /75 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى (النساء /43 )*
الآية الناسخة :*
إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ (المائدة /90 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء
والسكر ليس في شرب الخمر فقط وهناك أدوية يأخذها الإنسان فتصيبه بالسكر وعليه فإن لكل آية خاصيتها.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (النساء /63 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (النساء /81 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ إلى قوله : سُلْطَانًا مُبِينًا (النساء /90 -91 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (النساء /92 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ (المائدة /2 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ (المائدة /42)*
الآية الناسخة :*
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (المائدة /49)*
هذا ليس نسخ وليس إنساء ولكنه تأكيد على أن الرسول لا يحكم إلا بما أنزل الله عليه أصلا.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ (المائدة /106)*
الآية الناسخة :*
وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ (الطلاق /2)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام /68)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام /106)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ -إلى قوله :- وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ (الأنعام /141)*
الآية الناسخة :*
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (التوبة /60)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ (الأنفال /1)*
الآية الناسخة :*
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ (الأنفال /41)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا (الأنفال /61)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (الأنفال /65)*
الآية الناسخة :*
الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ (الأنفال /66)*
هاتين الآيتين كما نراهم هم إنساء وليس نسخ(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاج
إن موضوع النسخ والإنساء من أهم المواضيع التي استغلها جنود السلطان من أجل إخراج دينهم الجديد متناسين دين الله الحقيقي الموجود في كتاب الله (القرآن الكريم).
ولذلك فإني أعتبر فهم المسلم المعاصر لهذا الموضوع بالذات هو حجر الزاوية الأساسي في فهم دين السلطان, ومن بعدها سوف يجد المسلم الباحث عن الحقيقة كيف أن السلطان قد دفع الملايين من الدراهم في دعم هذه الفكرة الخطيرة في الإسلام والتي تمت توارثها عبر عصور السلاطين من بعدهم وإلى يومنا هذا.
لكن الله تعالى لن يغفر لنا أبداً هذا النحو الذي حرف دفة المسلمين من الإيمان بكتابه "القرآن العظيم" وتبديله والإيمان بما تتلوه عليهم الشياطين. وذلك بسبب عدم استخدامنا لعقولنا "الميزان والكاشف" لذلك الإشراك, ويجب أن أذكر الإنسان أنه يختلف عن الحيوان بما يملك من عقل الذي يؤمن له الإيمان والإطمئنان والحرية والإرادة.
وكي يفهم المسلم موضوع النسخ والإنساء من جديد يجب أن ينسى كل ما سمعه من آبائه وأجداده وشيوخه وأساتذته ومعلميه من نعومة أظافره إلى حلمه وكبره حتى لا يختلط عليه الأمر فيقع في وادي السلطان ومصلحته وتسلب منه الحقيقة والدين والدنيا والآخرة.
والمسلم حر في أن يقبل كلامي أو لا يقبله لكن ما أقوله الآن هو حقيقة وسأبرهن عليها وإن أراد أن يتحرى فله ذلك كما قال تعالى في كتابه العزيز :
(يا ايها الذين امنوا ان جاءكم*فاسق*بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) الحجرات 6
والفاسق هو : كل من خالف الإجماع.
فسق عن الأمر : خرج عنه.
وحتى لا يتهمني بعضكم بأني أتكلم من فراغ فله الحق أن يسألني عن البرهان.
وقال الله تعالى :
(ونزعنا من كل امة شهيدا فقلنا هاتوا*برهانكم*فعلموا ان الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون )القصص 75
وفي اعتقادي أن المسلم بعد أن يعود إلى فهم النسخ والإنساء على حقيقته سيكون له بعدها أن يفهم أسباب استخدام هذا السلاح من قبل السلطان لتقويض دين الله الحنيف.
وسيعرف بعدها ماهية الدين الجديد الذي أنتجوه ونسبوه للرسول وقالوا عنه دين محمد وشرع محمد وهدي محمد, وأشركوا معه الصحابة من أمثال أبي بكر وعمر وعثمان (رض) أجمعين.
إني أعترف أني حاولت أن أبحث عن الموضوع في الصحاح فلم أجد إلا قصص متفرقة هنا وهناك تحاول التأكيد على عدد ركعات الصلاة التي قام بها المسلمون والكفار والجن والإنس جميعهم معا, عندما أنزل الله آيات سورة النجم.
ثم نظرت في كتاب الطبري, فلم أجد شيئاً.
ولكننا إن عدنا إلى كتب السيرة وتاريخها نجد أن الحقيقة التاريخية مازالت هناك لكني سأرجئها إلى ما بعد إظهار مآرب السلطان منها وكيف استخدم تلك الآية من أجل مصلحته في قلب الدين رأساً على عقب.
لأني كما شرحت لكم مراراً فالسلطان ومن ورائه الملأ وهم المستفيدون من حكمه ونظامه من أغنياء البلاد وتجارها ووجهائها وكبار الموظفين والمساعدين كالوزراء والمستشارين في الحكم, نجدهم غالباً مقربين من رجال الدين إن لم يكونوا هم فعلاً من الأئمة أنفسهم, إن كان الحكم دينياً في البلاد, كما كان الحال في مملكة اليهود أيام سليمان وداوود وأيام العصور الوسطى في أوروبا بزعامة الكنيسة . وأيام الخلافة الإسلامية المختلفة إنتهاءً بخلافة العثمانيين.
فإن كل أولئك أدركوا منذ اللحظة الأولى التي استلموا فيها الحكم أن مصالحهم الخاصة تتعارض مباشرة مع كتاب الله الذي ينظر إلى مصالح الناس بشكل عام. فعملوا على إزالته بالتدريج, ومن دون عنف, مستخدمين وسائل الإقناع من خلال منابر المساجد, خطاباً موجهاً من العالم إلى الجاهل, وساعدهم على ذلك عدم توفر الطباعة وغلاء أسعار الكتب المستنسخة بحيث يستحيل على أفراد الشعب البسيط والعادي اقتناء نسخ مخطوطة من القرآن الكريم في ذلك الوقت.
ولا نستطيع أن نقول أن رجال الدين كلهم كانوا مع السلطان فلقد بقيت فئة قليلة لم يصلها السيف, واختبأت عن العلن فتخلص منهم السلطان بعزلهم ومطاردتهم وإتهامهم بالكفر والخروج عن الجماعة وحرق كل ما كانوا يكتبونه بعد موتهم إن لم يستطع حرقها أثناء حياتهم, وقد كتبت موضوعا كاملاً بهذا الشأن تحت عنوان تاريخ الإسلام الأسود.
وهؤلاء قد منع جنود السلطان الأخذ عنهم فيما يروونه من أحاديث وروايات صحيحة عن الرسول لأنها تتعارض مع سياسة السلطان وخطته العامة.
والدولة كانت تحارب وبكل قوتها تلك الفئة المتنورة التي تقول الحقيقة, فصار عددهم يتناقص إلى أن أصبحوا من الندرة لدرجة يمكن أن يعدهم المرء على أصابعه في أمة كبيرة مترامية الأطراف من الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً, وإلى السودان والصومال جنوباً وبلاد الشركس شمالاً.
وبعد هذه المقدمة الطويلة سوف أنتقل بكم لأشرح لكم حقيقة النسخ والإنساء في القرآن الكريم.
لقد ذكر الله تعالى كلمة النسخ في القرآن مرتين فقط :
المرة الأولى أتت في الآية التالية :
(وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا اذا تمنى القى الشيطان في امنيته*فينسخ*الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله اياته والله عليم حكيم ) الحج 52
ولنرى ما جاء في هذا الموضوع في تاريخ البداية والنهاية لإبن كثير الدمشقي :
(ثم ذكر ابن اسحق من عاد من مهاجرة الحبشة إلى مكة وذلك حين بلغهم إسلام أهل مكة..... وكان النقل ليس بصحيح. ولكن كان له سبب وهو ما ثبت في الصحيح وغيره أن رسول الله (ص) جلس يوماً مع المشركين وأنزل الله عليه :
(والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما*غوى ....
فقرأها عليهم حتى ختمها وسجد. فسجد من هناك من المسلمين والمشركين والجن والإنس وكان لذلك سبباً ذكره كثير من المفسرين مستشهدين بآية النسخ, وذكروا قصة الغرانيق.
وقد أحببت الإضراب عن ذكرها الآن صفحاً لبلوغ قصتها من الصحيح.(المؤلف).
الحديث رقم 4862 من صحيح البخاري :
حَدَّثَنَا*مُسَدَّدٌ*قَالَ حَدَّثَنَا*عَبْدُ الْوَارِثِ*قَالَ حَدَّثَنَا*أَيُّوبُ*عَنْ*عِكْرِمَةَ*عَنْ*ابْنِ عَبَّاسٍ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا**أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَجَدَ بِالنَّجْمِ وَسَجَدَ مَعَهُ*الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ.**وَرَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ أَيُّوبَ
والحديث رقم 4863
حَدَّثَنَا*نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ*أَخْبَرَنِي*أَبُو أَحْمَدَ*حَدَّثَنَا*إِسْرَائِيلُ*عَنْ*أَبِي إِسْحَاقَ*عَنْ*الْأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ*عَنْ*عَبْدِ اللَّهِ*رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ*:*أَوَّلُ سُورَةٍ أُنْزِلَتْ فِيهَا سَجْدَةٌ وَالنَّجْمِ قَالَ فَسَجَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَجَدَ مَنْ خَلْفَهُ إِلَّا*رَجُلًا رَأَيْتُهُ أَخَذَ كَفًّا*مِنْ تُرَابٍ فَسَجَدَ عَلَيْهِ فَرَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُتِلَ كَافِرًا وَهُوَ*أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ
وهكذا ترون أن حديث ابن عباس لم يذكر لكم فيها قصة الغرانيق ابداً وحديث عبد الله حاول أن يبعد الموضوع بالإبهام بأنه يتعلق بمواقع السجدات في آيات القرآن الكريم, والظاهر أن الموضوع كان من الأشياء المحظور نشرها فلم يستطع البخاري أن يذكر أكثر من ذلك ايضاً.(المؤلف).
حاولت أن أبحث في تاريخ الطبري فوجدته, كما وجدته في أسباب النزول للواحدي طبع دار القبلة – المملكة العربية السعودية – جدة 1987.
وأخرج البزار والطبراني وابن مردويه والضياء في المختارة بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن رسول الله (ص) قرأ أفرأيتم اللات والعزى ومنات الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى ! ففرح المشركون بذلك وقالوا قد ذكر آلهتنا ! فجاء جبريل فقال: إقرأ عليَّ ما جئتك به ، فقرأ: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى . (تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى !) فقال : ما أتيتك بهذا ، هذا من الشيطان !! فأنزل الله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ). . . وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه بسند صحيح عن سعيد بن جبير . . . الخ !! انتهى .
وقد تجرأ بعض علماء السنة وردُّوا روايات الغرانيق ولكنهم (ضعفوا سندها) رغم صحتها عندهم ، من أجل أن لا يطعنوا في مؤلفي صحاحهم والموثقين من رواتهم ! (المؤلف).
قال المجلسي في بحار الأنوار:17/56:
قوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ . . . قال الرازي : ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أن الرسول لما رأى إعراض قومه عنه شق عليه ما رأى من مباعدتهم عما جاءهم به تمنى في نفسه أن يأتيهم من الله ما يقارب بينه وبين قومه ، وذلك لحرصه على إيمانهم فجلس ذات يوم في ناد من أندية قريش كثير أهله وأحب يومئذ أن لا يأتيه من الله شئ ينفروا عنه وتمنى ذلك ! فأنزل تعالى سورة والنجم إذا هوى ، فقرأها رسول الله (ص) حتى بلغ: أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى ألقى الشيطان على لسانه: (تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى).. ! فلما سمعت قريش فرحوا ومضى رسول الله (ص) في قراءته وقرأ السورة كلها ، فسجد المسلمون لسجوده وسجد جميع من في المسجد من المشركين ، فلم يبق في المسجد مؤمن ولا كافر إلا سجد ، سوى الوليد بن المغيرة وسعيد بن العاص ، فإنهما أخذا حفنةً من البطحاء ورفعاها إلى جبهتيهما وسجدا عليها ، لأنهما كانا شيخين كبيرين لم يستطيعا السجود ، وتفرقت قريش وقد سرهم ما سمعوا وقالوا: قد ذكر محمد آلهتنا بأحسن الذكر ، فلما أمسى رسول الله أتاه جبرئيل فقال: ماذا صنعت ! تلوت على الناس ما لم آتك به عن الله ، وقلت ما لم أقل لك ! فحزن رسول الله (ص) حزناً شديداً وخاف من الله خوفاً عظيماً حتى نزل قوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) . . الآية .
وقال الإمام أبوبكر البيهقي: هذه القصة غير ثابتة من جهة النقل ، ثم أخذ يتكلم في أن رواة هذه القصة مطعونون ، وأيضاً فقد روى البخاري في صحيحه أنه صلى الله عليه وآله قرأ سورة ( والنجم ) وسجد فيها المسلمون والمشركون والانس والجن وليس فيه حديث الغرانيق ، وروى هذا الحديث من طرق كثيرة وليس فيها البتة حديث الغرانيق .
وأما المعقول فمن وجوه:
أحدها: أن من جوز على الرسول (ص) تعظيم الأوثان فقد كفر ، لأن من المعلوم بالضرورة أن أعظم سعيه (ص) كان في نفي الأوثان .
وثانيها: أنه (ص) ما كان يمكنه في أول الأمر أن يصلي ويقرأ القرآن عند الكعبة آمناً لأذى المشركين له ، حتى كانوا ربما مدوا أيديهم إليه ، وإنما كان يصلي إذا لم يحضروها ليلاً أو في أوقات خلوة ، وذلك يبطل قولهم .
وثالثها: أن معاداتهم للرسول صلى الله عليه وآله كانت أعظم من أن يقروا بهذا القدر من القراءة دون أن يقفوا على حقيقة الأمر ، فكيف أجمعوا على أنه عظم آلهتهم حتى: ( خروا سجداً ) ، مع أنه لم يظهر عندهم موافقته لهم .
ورابعها: قوله: فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته ، وذلك أن أحكام الآيات بإزالة تلقية الشيطان عن الرسول أقوى من نسخه بهذه الآيات التي تنتفي الشبهة معها ، فإذا أراد الله تعالى إحكام الآيات لئلا يلتبس ما ليس بقرآن قرآناً ، فبأن يمنع الشيطان من ذلك أصلاً ، أولى.
وخامسها: وهو أقوى الوجوه: أنّا لو جوزنا ذلك ارتفع الأمان عن شرعه ، وجوزنا في كل واحد من الأحكام والشرائع أن يكون كذلك ، ويبطل قوله تعالى: (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ، فإنه لا فرق بين النقصان من الوحي وبين الزيادة فيه !
فبهذه الوجوه عرفنا على سبيل الإجمال أن هذه القصة موضوعة ، أكثر ما في الباب أن جمعاً من المفسرين ذكروها لكنهم ما بلغوا حد التواتر . وخبر الواحد لا يعارض الدلائل العقلية والنقلية المتواترة ... انتهى
.
ولم يلتفت هذا المفسر الكبير إلى أن الآية : (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) التي ادعوا أنها نزلت على أثر القصة مدنية ، نزلت بعد النجم بنحو عشر سنوات ! كما لم يلتفت إلى أن رواية البخاري وغيره التي ذكرها هي قصة الغرانيق بعينها !
كما لم يشرح أي منهم سبب سجود المشركين مع المسملين عند نزول الآية.
كما لم يشرح سبب عودة المهاجرين من الحبشة لمكة.(المؤلف).
كما أن علماء السنة على دراية تلمة بآيات أخرى قد نزلت في القرآن ولقد تم ازالتها من النص وسنأتي على ذكرها بالتتابع, وهي آيات الرضعات الخمس, وآيات الرجم, وآيات أبناء آدم, فمن هنا نرى أنهم لا ينظرون إلى الأمر على أنه زيادة أو نقصان ولكنهم يريدوا ابهام الأمر ليس إلا.
ولكن كان لهذا الأمر الجلل سبب وهو ما ثبت في الصحيح وغيره أن رسول الله (ص) جلس يوما مع المشركين وأنزل الله عليه :
1.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
2.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
والقى الشيطان بهذه الكلمات على صدر الرسول :
تلك الغرانيق العلى
وإن شفاعتهن لترتجى
وهذا كله إن دل على شيء فإنه يدل على نزول الآية التالية :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
وأنها حدثت مرة واحدة فقط في القرآن وكانت مما ألقاه الشيطان في أمنية الرسول كما رأينا ذلك من القصص التي سقناها من السيرة والصحاح وأكدتها الآية, بشكل تام.
لكن السلطان لم يرد أن يظهر هذا الموضوع على الإطلاق بل أنه أصر على النقاط التالية :
1 ـ هل تقبلون هذه الفرية على رسول الله صلى الله عليه وآله ؟!*
2 ـ ما رأيكم في رواية البخاري ومسلم لها وحذفهما اسم الغرانيق منها ؟!*
3 ـ مادام البخاري يروي أمثال هذه الطامات الكفرية، فلماذا تصرون على أنه صحيح من الجلد الى الجلد، ولاتخضعون رواياته للبحث العلمي، ولا تعطون للمجتهدين حق الجرح والتعديل والبحث فيها ؟!*
4 ـ ما رأيكم في تناقض الفخر الرازي في قصة الغرانيق، وهل صحيح أن المجلد الأخير من تفسيره ليس بقلمه، بل بقلم القمولي المصري ؟!*
5 ـ ما قولكم في استغلال أعداء الإسلام أمثال بروكلمان ومونتغمري وسلمان رشدي، لقصة الغرانيق، وما سموه الآيات الشيطانية، وهل تتحمل مصادركم إثم ذلك ؟!*
6 ـ ألا ترون أن للخلافة القرشية ضلعاً في نشر فرية الغرانيق ؟!
أي أنهم بدلاً من الإعتماد على نص القرآن بأن الموضوع قد حدث فعلاً وأنه مما ألقى الشيطان وأن الله قد نسخ ما ألقاه الشيطان ووضع مكانه كلماته ليحق الحق فهم كذبوا الموضوع من أساسه لا بل حتى أنهم طعنوا بسند الرجال الثقاة بالنسبة إليهم في علم التعديل والتجريح وطعنوا في كتاب الصحاح وطالبوا المجتهدين للعودة إلى البحث فيها من جديد, واعتبروا أن الأمر متعلق بالمستشرقين وأعداء الإسلام ليبرهنوا أن القرآن فيه آيات شيطانية, وزادوا في ذلك أن للخلافة القرشية يد في نشر هذه القصة.
ولكن المهم والأهم هو لماذا أراد السلطان إخفاء حقيقة هذه القصة ؟ سيأتي في كيفية استخدامه للناسخ والمنسوخ إن لم يكن مما ألقاه الشيطان فهو يريد أن يفهمنا أن الله ينسخ كلامه في القرآن وليس مما ألقاه الشيطان فيه.(المؤلف).
أولاً: رأي النصارى في موضوع : عيوب الناسخ والمنسوخ
القرآن وحده من دون سائر الكتب الدينية يتميز بوجود الناسخ والمنسوخ فيه، مع أن كلام الله الحقيقي لا يجوز فيه الناسخ والمنسوخ:
*لأن الناسخ والمنسوخ في كلام الله هو ضد حكمته وصدقه وعلمه. فالإنسان القصير النظر هو الذي يضع قوانين ويغيرها ويبدلها بحسب ما يبدو له من أحوال وظروف. لكن الله يعلم بكل شيء قبل حدوثه. فكيف يقال إن الله يغيّر كلامه ويبدله وينسخه ويزيله؟ أليس من الأوفق أن ننزه الله فنقول لَيْسَ اللّهُ إِنْسَاناً فَيَكْذِبَ، وَلَا ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ ؟ (عدد 23: 19).
*
لأن الناسخ والمنسوخ ليس له وجود في اليهودية ولا المسيحية. قال المسيح: لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ (متى 5: 17-18).
*
لأن الناسخ والمنسوخ يفتح باب الكذب والادعاء، فإذا قال مدَّعي النبوة قولاً وظهر خطؤه، أو إذا اعترض سامعوه عليه قال إنه منسوخ ويأتي بقولٍ آخر فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ (سورة الحج 22: 51).كما ينسخ إله محمد ما يلقيه عليه من قرآن (سورة البقرة 2: 106
*
لأن محمداً اعتبر الناسخ والمنسوخ مِن نفس كلام الله. فهل كان المنسوخ كلاماً إلهياً مكتوباً في اللوح المحفوظ؟ وهل يترتب على نسخه في القرآن نسخه أيضاً في اللوح المحفوظ؟ وكيف يسمح الله لكلامه العزيز بالزوال والاهمال؟ وإلا فلماذا كتب؟
*
*لأن الناسخ والمنسوخ متغلغل في جميع أجزاء القرآن بحيث يتعذر على الراسخين في العلم لديهم, معرفة الناسخ والمنسوخ بطريقة لا تقبل الشك، مما يجعل أقوال القرآن مبهمة ملتبسة. فقد قالوا إن السور التي دخلها المنسوخ ولم يدخلها ناسخ هي أربعون سورة، أولها الأنعام ثم الأعراف، يونس، هود، الرعد، الحجر، النحل، الإسراء، الكهف، طه، المؤمنون، النمل، القصص، العنكبوت، الروم، لقمان، المضاجع، الملائكة، الصافات، صَ، الزمر، الزخرف، الدخان، الجاثية، الأحقاف، محمد، قَ، النجم، القمر، الامتحان، نون، المعارج، المدثر، القيامة، الإنسان، عبس، الطارق، الغاشية، التين، الكافرون.
*
والسور التي فيها ناسخ وليس فيها منسوخ هي ست سور:*الفتح، والحشر، والمنافقون، والتغابن، والطلاق، والأعلى.
*
والسور التي دخلها الناسخ والمنسوخ هي*خمس وعشرون سورة، أولها البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة، والأنفال، والتوبة، وإبراهيم، والكهف، ومريم، والأنبياء، والحج، والنور، والفرقان، والشعراء، والأحزاب، وسبأ، وغافر، والشورى، والذاريات، والطور، والواقعة، والمجادلة، والمزمل، والكوثر، والعصر.*والسور التي لم يدخلها ناسخ ولا منسوخ هي ثلاث وأربعون سورة. فذلك*مائة وأربع عشرة سورة.
فإذا جرد القرآن من الناسخ والمنسوخ كان كراسة صغيرة. ومع ذلك ادَّعوا أنه المعجزة الكبرى.
*لأن النسخ في القرآن عند علماء المسلمين ثلاثة أنواع:
فالنوع الأول ما نُسخ تلاوته وحكمه. أي بعد كتابته وقراءته لم يكتبوه ولم يقرأوه!
والنوع الثاني ما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته. وهو مقدار كبير من آيات القرآن يقرأونها ويعتقدون أن أحكامها ملغية فلا يعملون بها!
والنوع الثالث ما نُسخت تلاوته وبقي حكمه. وأمام هذا النوع: نسأل لماذا يكلفنا الله أن نعمل بآيةٍ غير موجودة؟ ألم يكن الأولى أن تبقى في كتابه حتى يحاسبنا بمقتضاها؟
ثانياً: أمثلة للناسخ والمنسوخ
المنسوخ السلم في سبيل الدعوة
·********لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ (سورة البقرة 2: 256).
الناسخ القتال في سبيل الدعوة
·********قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (سورة التوبة 9: 29).
·********وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (سورة يونس 10: 99).
·********يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ وَالمُنَافِقِينَ وَا غْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المَصِيرُ (سورة التوبة 9: 73).
·********قصاص الحبس للزانيات
·********قصاص الجلد للزانيات
·********وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَا سْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي البُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ المَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَ هُنَّ سَبِيلاً (سورة النساء 4: 15).
·********الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَا جْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مَائَةَ جَلْدَةٍ (سورة النور 24: 2).
·********ثبات الواحد للعشرة
·********ثبات الواحد للاثنين
·********إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ (سورة الأنفال 8: 65).
·********الآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ (سورة الأنفال 8: 66).
·********أمر الزوجة المتوفَّى عنها زوجها بالاعتداد سنةً كاملة
·********أمر الزوجة المتوفَّى عنها زوجها بالاعتداد أربعة أشهر وعشرة أيام
·********وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَى الحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (سورة البقرة 2: 240).
·********وَالذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (سورة البقرة 2: 234).
·********الخمر إثم وفيها منافع للناس
·********الخمر رجس من عمل الشيطان
·********وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا (سورة البقرة 2: 219).
·********يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ وَالأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَا جْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (سورة المائدة 5: 90).
·********ثالثاً: الأسباب الحقيقية للناسخ والمنسوخ
·********1 -*لماذا نُسخ تحريم القتال في الشهر الحرام؟
·********جاء في سورة البقرة 2: 217 يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ*.
·جاءت هذه الآية الناسخة بعد القتال الذي قام به عبد الله بن جحش الأسدي في الشهر الحرام وإعطائه خُمس السلب لمحمد، وتعيير قريش لمحمد لسبب ارتكاب المسلمين القتال في الشهر الحرام. فلكي يُسكتهم ويُرضي أصحابه ويبرر سلبه قال بهذه الآية الناسخة!
·*2 -*لماذا نسخ بيت المقدس كقِبلة صلاته؟
·*جاء في سورة البقرة 2: 144 قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ
·*جاءت هذه الآية الناسخة بعد أن كان المسلمون يصلون مستقبِلين بيت المقدس. وأراد محمد أن يستميل العرب إليه، ولكي لا يتحولوا إلى اليهودية التيكان يقدس قبلتها، قال إن الله غيَّر له القبلة إلى القبلة التي يرضاها. فحُكم النسخ ليس حسب المشيئة الإلهية الثابتة بل حسب هوى محمد ورضاه!
·*3 -*لماذا نسخ تمسُّك الرجل بزوجته؟
·*جاء في سورة الأحزاب 33: 37 وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَا تَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَالكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى المُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ*.
·*جاءت هذه الآية الناسخة لزيد أن يتقي الله ويتمسك بزوجته زينب بعد أن خاف محمد من تعيير العرب له أنه يتزوج بزوجة ابنه بالتبنّي، مع ما سبق وأضمره محمد في نفسه ساعة رأى زينب واشتهاها، فقال: سبحان مقلِّب القلوب. ثم قال إن الله أمره بالزواج من زينب!
·*4 -*لماذا نسخ الامتناع عن النساء وقت الصيام؟
·*جاء في سورة البقرة 2: 187 أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَ هُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ*.
·*جاءت هذه الآية الناسخة بعد اعتراف أصحاب محمد، ومنهم عمر بن الخطاب أنهم خانوا نظام الصيام المتبع بإتيانهم نسائهم بعد صلاة العشاء. فجعلت الآية الناسخة الممنوع ممكناً والمحرَّم محلَّلاً!
·*5 -*لماذا نسخ ما حرمه على نفسه وحنث بالقسم؟
·*جاء في سورة التحريم 66: 1 و2 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ*.
·*روى محمد هذه الآية بعد أن أتى بمارية القبطية في بيت زوجته حفصة بنت عمر بن الخطاب، وفي غيبتها، فشقَّ ذلك على حفصة. فأرضاها وقال لها: اكتمي عليَّ وقد حرمتُ مارية القبطية على نفسي. ولكن حفصة أخبرت عائشة. فغضب محمد وطلق حفصة. فكيف السبيل لتحليل مارية بعد أن حرمها على نفسه؟ وكيف السبيل لمراجعة حفصة التي طلقها؟ أتى الناسخ يحلل ذلك، ويعفي من القسَم! فقد أمر الله بمعاشرة مارية المحرمة وبرجوع حفصة المطلقة!
·**لماذا نسخ تحريم العبث بأشجار الأعداء وقت الحرب؟
·جاء في سورة الحشر 59: 5
مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ (اللينة النخلة التي ثمرها من دون نوى).أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيُخْزِيَ الفَاسِقِينَ*.
·*لما حاصر محمد يهود بني النضير بجوار يثرب، قطع نخيلهم، فنادوه من الحصون: يا محمد، قد كنت تنهى عن الفساد وتعيبه على من صنعه، فما بال قطع النخيل وتحريقها؟ فارتاب بعض الصحابة بجواز هذا الفعل وتأثروا من اعتراض بني النضير. فأتى الناسخ وجعل هذه الأفعال الفاسدة بإذن الله!
·7 -**لماذا نسخ الصلاة على غير المسلم؟
·جاء في سورة التوبة 9: 84
وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ*.
·*أتت*هذه الآية بعد فراغ محمد من صلاته على جثة المنافق عبد الله بن أبي سلول وإقامته على قبره حتى نهاية دفنه. وكان عمر يمانع محمداً من الصلاة عليه بسبب نفاقه فلم يمتنع. ولكن إرضاءً لعمر نزل الناسخ ليوقف تأثير الصلاة. أنتهى.
لنحاول معاً أن نتعرف على الموضوع من خلال آيات القرآن.
فما هو : الناسخ والمنسوخ ؟* :
*
**جاء في سورة البقرة 2: 106
مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
إذاً هناك نسخ وإنساء
والنسخ هو إزالة ومحي و تبديل كما رأينا من قراءة الآية.
وأما الإنساء فهو إضافة نص لحدث جديد مع الإبقاء على النص القديم.
مثال على النسخ :
النسخ لم يحصل إلا مرة واحدة في القرآن, وهو محي وإزالة لما لأقاه الشيطان ثم تبديل وتثبيت لكلام الله.
وأتت هذه الحالة الفريدة عندما تمنى الرسول أن يؤمن به مشركوا مكة فذكر ألهتهم وعظمها فألقى الشيطان في أمنيته التالي في سورة النجم :
3.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
4.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
والقى الشيطان بهذه الكلمات على صدر الرسول :
تلك الغرانيق العلا
وإن شفاعتهم لترتجى
والذي حدث في تاريخ البعثة أن مشركوا مكة أعلنوا اسلامهم فوراً وأنه بدأ الناس يرجعون من هجرتهم إلى الحبشة وعادوا إلى مكة ومنهم الخليفة عثمان بن عفان وزوجته رقية بنت الرسول.
وبعد فترة من الزمن نسخ الله ما ألقى الشيطان وأكمل الآيات على الشكل التالي :
1.أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالْعُزَّى
2.وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى
3.أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنثَى
4.تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى
5.إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى
6.أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّى
7.فَلِلَّهِ الآخِرَةُ وَالأُولَى
8.وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى
9.إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلائِكَةَ تَسْمِيَةَ الأُنثَى
10.وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا
11.فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا
وجاء في سورة النحل 16*:101
وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ.
والتبديل لآية مكان آية أخرى هو النسخ الذي حصل في مثالنا السابق فكان جواب الكفار والمشركين أنهم اتهموا الرسول بأنه كاذب ومفتر, لأنهم لا يعلمون أن الشيطان هو الذي ألقى تلك الجملة في أمنية الرسول أصلاً.(المؤلف).
وجاء في سورة الرعد 13: 39
يَمْحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أَمُّ الكِتَابِ .
وهو ما محاه الله من المثال السابق فهو دليل على أنه يمحى النص ويثبت النص الجديد.(المؤلف).
وجاء في سورة الحج 22: 52
فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ*.
وهذا دليل على أن ما حدث في المثال السابق كان مما ألقاه الشيطان في قلب الرسول على أنه وحي من الله.(المؤلف).
إذاً النسخ هومحي وتبديل وتثبيت.
2- الإنساء.
أما الإنساء فهو تأخير نص على نص والناس يجب أن يعملوا بالنص الأحدث.
مثال على الإنساء :
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا}
*{إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ}*[المزمل:20].
أو المثال التالي :
{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[ الأنفال:65]
{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[الأنفال:66]
أ- تعريف النسخ
-1 لغة: الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته. ويأتي بمعنى التبديل والتحويل،
-2 اصطلاحاً: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ.
فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان مقرراً سابقاً، وتقتضي ناسخاً، وهو الدليل اللاحق.
3- بعض الذين ينظرون إلى اللغة ومن دون أن يستبنبطوها من خلال آيات القرآن يعتقدون أن النسخ هو طباعة لأنهم ينظروا إلى لغة اليوم ولا ينظر إلى لغة القرآن ويقول نسخت 100 نسخة من الكتاب أو أرسلت له بنسخة اضافية أن نسخت الكتاب عن الأصل أي طبق الأصل, وهكذا. لكن في لغة القرآن النسخ كما رأينا هو إزالة ومحي وتبديل, بعد اتلاف سابقتها تماماً, أما إن لم تزل وبقيت فهي إنساء أي تأخير.(المؤلف).
ب- شروط النسخ.
1.أن يكون القائم على النسخ هو الله فقط.
2.أن يكون الموضوع المنسوخ مما ألقى الشيطان.
3.أن يكون الموضوع المنسوخ قد تمت ازالته فعلا من النص.
4.أن يكون البديل قد ثبت في النص.
(المؤلف).
ولكن أهل الحديث والسنة عندهم شروط أخرى للناسخ والمنسوخ فهم يعتقدون التالي :
-1 أن يكون الحكم المنسوخ شرعياً.
وهذا ليس صحيحاً ولكنهم يصرون عليه لأنهم أساساً يريدون أن ينسخوا شرع الله ويضعوا بداله شرع الحديث.(المؤلف).
-2 أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم دليلاً شرعياً متراخياً عن الخطاب المنسوخ حكمه.
ودليلهم الشرعي الجديد والناسخ للقرآن هو الحديث الذي وقعوا على صحته سنداً ومهما كان متنه يناقض القرآن لأنه ناسخاً له أصلاً.(المؤلف).
-3 ألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى:
{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}*[البقرة:109]
فالعفو والصفح مقيد بمجيء أمر الله.:
-2 ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير: مثاله: إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى:*
{إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[ الأنفال:65]
ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى :
{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ}*[الأنفال:66]
أي أنهم يخلطون بين النسخ والإنساء, لا بل أنهم لم يتكلموا عن الإنساء أبداً, والموضوع بالنسبة لهم هو ناسخ ومنسوخ فقط.(المؤلف).
ويعتقدون أن هذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.
-3 مراعات مصالح العباد.
والمقصود هو إيهام العباد أن الأمر لمصلحتهم ولكن إن تأملوا جيداً في المصلحة لوجدوا أنها تصب في مصلحة الملأ, وليس في مصلحة العامة.(المؤلف).
-4 ابتلاء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس.
د- أقسام النسخ في القرآن الكريم
-1 نسخ التلاوة والحكم معاً.
رُوي عن السيدة عائشة*أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:"عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مما يقرأ من القرآن". ولا يجوز قراءة منسوخ التلاوة والحكم في الصلاة ولا العمل به، لأنه قد نسخ بالكلية. إلا أن الخمس رضعات منسوخ التلاوة باقي الحكم عند الشافعية.
هذا الحديث المشبوه هو قمة في الطعن في كتاب الله.(المؤلف).
-2 نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.
يُعمل بهذا القسم إذا تلقته الأمة بالقبول، لما روي أنه كان في سورة النور:
"الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من الله والله عزيز حكيم"، ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي.
وهذا يناقض نص القرآن الصريح في هذه الحالة بالذات في قوله تعالى :
(الزانية*والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تاخذكم بهما رافة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) النور 2
(المؤلف).
وهذان القسمان: (1- نسخ الحكم والتلاوة) و (2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم) قليل في القرآن الكريم، ونادر أن يوجد فيه مثل هذان القسمان، لأن الله سبحانه أنزل كتابه المجيد ليتعبد الناس بتلاوته، وبتطبيق أحكامه.
-3 نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
فهذا القسم كثير في القرآن الكريم، وهو في ثلاث وستين سورة.
مثاله:
الآية المنسوخة*
فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ (البقرة / 109)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
وسبب أنهم أزالوا العفو وأقروا بقتل المشركين لأن سلطانهم أراد أن يشجع على الجهاد وفتح البلاد.(المؤلف).
كما أنهم أعطوا أنفسهم الصلاحية في القضاء على كل الحركات المعارضة لهم بالقتل بعد اتهامهم بالكفر والإشراك.
الآية المنسوخة :*
فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (البقرة / 115)*
الآية الناسخة :*
فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ (البقرة / 144)*
وهذا ليس إنساءً وليس نسخاً لأن الصلاة والقبلة كانت من أيام ابراهيم عليه السلام, وهذه الآية قد أنزلت من أجل أن يعلم الله والناس والمؤمنين من يتبعوا الرسول ممن ينقلب عليه والدليل الآية التالية :
(وما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم) البقرة 143
(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ (البقرة / 180)*
الآية الناسخة :*
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ (النساء / 7)*
ولكن الناسخ الأخير في هذه الحالة كان للحديث القائل (لا وصية لوارث).(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ (البقرة / 183)*
الآية الناسخة :*
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ (البقرة / 187)*
هذا كلام غير صحيح على الإطلاق فالصيام أيضاً كتب على المسلمين من أيام ابراهيم عليه السلام, ولقد كانوا يمتنعون على الرفث في ليالي شهر الصيام, وكانوا يختانون أنفسهم فلقد سمح الله لهم من بعد إنزال القرآن بأن يرفثوا إلى نسائهم في ليالي رمضان فقط. وهذا ليس إنساءً وبالطبع ليس نسخاً.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ (البقرة / 184)*
الآية الناسخة :*
فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (البقرة / 185)*
الآية الأولى تعطي شرعاً حكم إفطار الشهر للناس الذين لا يستطيعون صيامه لأسباب شتى فيسمح لهم الله بالإفطار على أن يكون هناك كفارة لذلك, أما الآية الثانية فهي لكل أولئك الذين بإمكانهم القيام بالصيام, لهذا فليس هناك أي عملية نسخ أو إنساء على الإطلاق.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَلا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ (البقرة / 191)*
الآية الناسخة :*
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ (البقرة / 193)*
إن شرح القاعدة أن لا قتال في المسجد الحرام حتى يقاتلونكم فيه فهذا ليس فيه نسخ ولا إنساء على الإطلاق.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ (البقرة / 217 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
لا علاقة بين الشهر الحرام وقتال المشركين لأنكم إن قرأتم آيات سورة التوبة لوجتم أنها حالة خاصة لمعاهدة حدثت في عصر الرسول تنتهي بعد إنقضاء الأشهر الحرم, فهذا ليس فيه نسخ ولا إنساء على الإطلاق.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ (البقرة / 240 )*
الآية الناسخة :*
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ (البقرة /234 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (البقرة /284 )*
الآية الناسخة :*
لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا (البقرة /286)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ (آل عمران /102 )*
الآية الناسخة :*
فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (التغابن /16 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ -إلى قوله :- إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا (النساء 15 -16 )*
الآية الناسخة :*
الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا (النور /2 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ (النساء /33 )*
الآية الناسخة :*
وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (الأنفال /75 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى (النساء /43 )*
الآية الناسخة :*
إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنْصَابُ (المائدة /90 )*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء
والسكر ليس في شرب الخمر فقط وهناك أدوية يأخذها الإنسان فتصيبه بالسكر وعليه فإن لكل آية خاصيتها.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلا بَلِيغًا (النساء /63 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ (النساء /81 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِلا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ إلى قوله : سُلْطَانًا مُبِينًا (النساء /90 -91 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ (النساء /92 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ (المائدة /2 )*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ (المائدة /42)*
الآية الناسخة :*
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ (المائدة /49)*
هذا ليس نسخ وليس إنساء ولكنه تأكيد على أن الرسول لا يحكم إلا بما أنزل الله عليه أصلا.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ (المائدة /106)*
الآية الناسخة :*
وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ (الطلاق /2)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ (الأنعام /68)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (الأنعام /106)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ -إلى قوله :- وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ (الأنعام /141)*
الآية الناسخة :*
إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ (التوبة /60)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنْفَالِ قُلِ الأَنْفَالُ لِلَّهِ (الأنفال /1)*
الآية الناسخة :*
وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ (الأنفال /41)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا (الأنفال /61)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ (الأنفال /65)*
الآية الناسخة :*
الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ (الأنفال /66)*
هاتين الآيتين كما نراهم هم إنساء وليس نسخ(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاج
وسام الدين اسحق- عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 28/03/2012
رد: النسخ والإنساء
هاتين الآيتين كما نراهم هم إنساء وليس نسخ(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (الأنفال /72)*
الآية الناسخة :*
وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (الأنفال /75)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا (التوبة /41)*
الآية الناسخة :*
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً (التوبة /122)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (حجر /85)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (حجر /94)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل /125)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً (النور/3)*
الآية الناسخة :*
وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ (النور/32)*
ولكنهم يعملون بنسخ القرآن بالأحاديث في هذه الحالة (المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (الم السجدة /30)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ (الأحزاب /52)*
الآية الناسخة :*
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ (الأحزاب /50)*
هذه إنساء وليست نسخ كما شرحنا ذلك في المقدمة.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (الزمر /41)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (الزخرف /89)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (الجاثية /14)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (ق /45)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (الذاريات /54)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا (النجم /29)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً (المجادلة /12)*
الآية الناسخة :*
أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ (المجادلة /13)*
ليس هناك أي نسخ أو إنساء وإنما آيتين تؤكد تقديم الصدقة ولقد تم نسخ هذه الآيات بأحاديث موضوعة.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ (الممتحنة /10)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا (المزمل /1-3)*
الآية الناسخة :*
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ (المزمل /20)*
وهذه إنساء وليست نسخ كما شرحنا ذلك في المقدمة.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا (المزمل /10)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
ونلاحظ أن أهل السنة والجماعة ينسخون كل آيات الصبر والتسامح والعفو بآيات القتال من أجل الحث على الجهاد وفتح البلاد لأن سلطانهم يأمرهم بهذا, علماً أن آخر آيات الذكر الحكيم قد أوقفت جميع آيات الكتاب "محكمة الزمان" والتي كانت عبارة عن مواثيق ومعاهدات أقيمت بين المسلمين والمشركين في مكة أو في المدينة وأثناء حكم الله تعالى على الأرض بواسطة رسوله الكريم.(المؤلف).
والآن تعالوا لنتعرف على ما يرونه في تعريفهم لعملية النسخ:
- ما الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة؟
-1 إن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه، والعمل به، فإنه كذلك يُتلى لكونه كلام الله تعالى، فيثاب عليه، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
-2 إن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة، حتى يتذكر العبد نعمة الله عليه.
أ - النسخ إلى بدل وإلى غير بدل
-1 النسخ إلى بدل مماثل، كنسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت الحرام:*
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}*[البقرة :144].
وقد شرحنا أن هذا لا علاقة له بالإنساء أو النسخ لأن التوجه لبيت المقدس قد كان في كتب أهل الكتاب وقد غيرها الله تعالى من أجل أن يعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب عليه.(المؤلف).
-2 النسخ إلى بدل أثقل، كحبس الزناة في البيوت إلى الرجم للمحصن، والجلد لغير المحصن. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
لا رجم في القرآن , وإنما من يحاول أن ينسخ القرآن بالحديث هو من يقول بهذا.
وليس هناك نسخ لصوم عاشوراء, فالصوم كتب على المؤمنين من أيام ابراهيم عليه السلام.(المؤلف).
-3 النسخ إلى غير بدل، كنسخ الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم.
الحديث هو فقط الذي نسخ القرآن في هذه الحالة.(المؤلف).
-4 النسخ إلى بدل أخف: مر معنا في الأمثلة السابقة ( قيام الليل ).
وهذا إنساء وليس نسخ كما بينا.(المؤلف).
و- أنواع النسخ
النوع الأول: نسخ القرآن بالقرآن، وهو متفق على جوازه ووقوعه.
هذا غير صحيح فالنسخ هو محو (لما يليقيه الشيطان) ثم تبديل وتثبيت كما شرحنا لأن القرآن لا ينسخ كلام الله أبداً.(المؤلف).
النوع الثاني: نسخ القرآن بالسنة وهو قسمان.
هذا هو أساساً مراد السلطان بأن ينسخ القرآن بالحديث, ولقد حاول طمس الحقيقة بإظهار الإنساء على أنه نسخ من أجل أن يبدأ بتبديل شرع الله في القرآن إلى شرع آخر هو شرع الحديث.(المؤلف).
-1 نسخ القرآن بالنسبة الآحادية، والجمهور على عدم جوازه.
إن كل الأحاديث التي في الصحاح والكتب الستة وبنسبة أكثر من 99 % هي من الأحاديث الأحادية فهل ترون أنهم يحاولون أن يغيروا القرآن ويضحكوا علينا صبح مساء.(المؤلف).
-2 نسخ القرآن بالسنة المتواترة.
أ- أجازه الإمام أبو حنيفة ومالك ورواية عن أحمد، واستدلوا بقوله تعالى:*
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}*[البقرة: 180]
فقد نسخت هذه الآية بالحديث المستفيض، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا لا وصية لوارث " ولا ناسخ إلا السنة . وغيره من الأدلة .(المؤلف).
هذا هو ما أضاع ديننا وجعل من أهل السنة والجماعة أخطر من الشيطان ذاته.(المؤلف).
ب- منعه الإمام الشافعي ورواية أخرى لأحمد، واستدلوا بقوله تعالى:*
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}*[البقرة: 106]
قالوا: السنة ليست خيراً من القرآن ولا مثله.
وهذا إن كان رأي الشافعي فهو ليس رأي أهل السنة والجماعة الذين بدلوا الدين بغير الدين.(المؤلف).
النوع الثالث: نسخ السنة بالقرآن: أجازه الجمهور، ومثلوا له بنسخ التوجه إلى بيت المقدس الذي كان ثابتاً بالسنة بالتوجه إلى المسجد الحرام. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
هذا تلاعب على الألفاظ من أجل إثبات شيئين :
1- أن السنة لها وجود أصلاً.
2- أنه إن كان القرآن ينسخ السنة فلا يمنع أن تكون السنة ناسخة للقرآن أيضاً.(المؤلف).
ما هي الأحاديث التي حرفت شرع الله وبدلته ؟
وهي على نوعين :
النوع الأول : تنسخ الحكم وتبقي على التلاوة :
وهذه الأحاديث لا تعد ولا تحصى فكل ما خالف القرآن وبدلت شرع الله هو منها وقد تعدت كل الشرع الإلهي تقريباً, فهي دخلت في الزواج والطلاق والصلاة والحج والزكاة والإرث ولباس المرأة وتعدد الزوجات وإلزام المرأة بالمحرم, وفي عقاب الزاني والزانية وفي عقوبة الخارجون عن الدين, وفي عقوبات المخالفين للسلطان, وفي الخمر وزواج المتعة وتحريم المأكولات وفي الإيمان وفي العلم وفي الغسل وفي الوضوء وف يالحيض وفي السجود وفي الوقوف والأذان وفي التجهد وفي العمل وفي السهو وفي العمرة وفي الجهاد وفي الجزية وفي المغازي وحتى في تفسير القرآن وفي النفقات وفي الذبائح وفي الصيد وفي الطب وفي الأدب وفي الفتن وفي الأحكام وفي التوحيد.
وكلها مخالفة لكتاب الله.
والنوع الثاني : هي الأحاديث التي نسخت التلاوة وتبقي الحكم :
*رويت الأحاديث التي فيها ذكر لنسخ التلاوة أو الكلام على آية نُسخت من قبل عدد كبير من الصحابة وصل إلى اثنين وعشرين صحابياً وهم ( عمر بن الخطاب ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وسهل بن حنيف ،وزيد بن ثابت ، وعبادة بن الصامت ، وعائشة ، والعجماء خالة سهل بن حنيف ، وعمرو بن العاص ، وأبي واقد اللثي ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي موسى الأشعري ، وأبي هريرة ، وزيد بن أرقم ، وابن مسعود ، وبريدة ،وابن الزبير ، وأبي أمامة ، وأبي سعيد الخدري ، وسمرة بن جندب ، وجابر بن عبد الله ، وكعب بن عياض ).
1 - حديث الشيخ والشيخة بكافة ألفاظه رواه كل من : ( عمر بن الخطاب ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وسهل بن حنيف ،وزيد بن ثابت ، وعبادة بن الصامت ، وعائشة ، والعجماء خالة سهل بن حنيف ، وعمرو بن العاص*
2- نسخ تلاوة آية : ( لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) .*
دليله قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه – في تكملة الحديث السابق - :
( ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ :
" أَنْ لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ"
أَوْ : " إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ"
3- نسخ تلاوة آية :
( ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) .*
دليله ما رواه قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه :
( أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لِحْيَانَ ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا ، وَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ ، فَأَمَدَّهُمُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ . قَالَ أَنَسٌ : كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ ، يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ ، فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ ، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِى لِحْيَانَ .*قَالَ قَتَادَةُ : وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا :
" أَلاَ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا بِأَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِىَ عَنَّا وَأَرْضَانَا "
، ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ ) انتهى.*
رواه البخاري (3064) .
4- نسخ تلاوة سورة طويلة ، ذُكر أن مِن آياتها :
( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ) .
دليله عن أبي الأسود رحمه الله قال :
( بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ ، فَقَالَ : أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ ، فَاتْلُوهُ ، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنْسِيتُهَا ، غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا :
" لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ "
، وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ فَأُنْسِيتُهَا ، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ )
فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
رواه مسلم (1050) ،
يقول الحافظ ابن حجر في معرض الحديث عن إحدى الروايات التي تذكر هذه الآية ( لو كان لابن آدم...) : " وهذا يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به عن الله تعالى على أنه من القرآن، ويحتمل أن يكون من الأحاديث القدسية، والله أعلم ، وعلى الأول فهو مما نسخت تلاوته جزما ، وإن كان حكمه مستمرا . ويؤيد هذا الاحتمال ما أخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" من حديث أبي موسى قال : " قرأت سورة نحو براءة فغبت وحفظت منها :
"ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا"
الحديث ، ومن حديث جابر : " كنا نقرأ "
" لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب إليه مثله "
انتهى. "فتح الباري" (11/258) .*
يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله :
" قوله : ( كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها ) وهذا ضرب من النسخ ، فإن النسخ على مانقله علماؤنا على ثلاثة أضرب : أحدها : نسخ الحكم وبقاء التلاوة . والثاني : عكسه ، وهو نسخ التلاوة وبقاء الحكم .
والثالث : نسخ الحكم والتلاوة ، وهو كرفع هاتين السورتين اللتين ذكرهما أبو موسى ، فإنهما رُفِعَ حُكْمَهُما وتلاوتُهما . وهذا النسخ هو الذي ذكر الله تعالى حيث قال :
( مَا نَنْسخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) ، على قراءة من قرأها بضم النون ، وكسر السين ، وكذلك قوله تعالى : ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إلا ما شاء الله )*
وهاتان السورتان مما شاء الله تعالى أن يُنْسِيَه بعد أن أنزله ، وهذا لأن الله تعالى فعال لما يريد ، قادر على ما يشاء ؛ إذ كل ذلك ممكن .
ولا يتوهم متوهم من هذا وشبهه أن القرآن قد ضاع منه شيء ، فإن ذلك باطل ؛ بدليل قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزْلَنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ، وبأن إجماع الصحابة ومن بعدهم انعقد على أن القرآن الذي تعبدنا بتلاوته وبأحكامه هو ما ثبت بين دفتي المصحف ، من غير زيادة ولا نقصان ، كما قررناه في أصول الفقه " انتهى.
"المفهم" (3/93-94)
ويقول السيوطي رحمه الله :
" هذا من المنسوخ تلاوة الذي أشير إليه بقوله تعالى :
( ما ننسخ من آية أو ننسها ) ، فكان الله ينسيه الناس بعد أن حفظوه ، ويمحوه من قلوبهم ، وذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، إذ لا نسخ بعده " انتهى.
"الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج" (3/129)
5- وأشياء آخرى متفرقة :
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ثبت عن جماعة من الصحابة من ذكر أشياء نزلت من القرآن فنسخت تلاوتها وبقي حكمها أو لم يبق ، مثل ...حديث أبي بن كعب : ( كانت الأحزاب قدر البقرة ) ، وحديث حذيفة : (ما يقرءون ربعها) يعني براءة ، وكلها أحاديث صحيحة .*
وقد أخرج ابن الضريس من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه " كان يكره أن يقول الرجل قرأت القرآن كله ، ويقول : إن منه قرآنا قد رفع " .*
وليس في شيء من ذلك ما يعارض حديث الباب ؛ لأن جميع ذلك مما نسخت تلاوته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى.
"فتح الباري" (9/65)
ثانيا : يجب الإيمان بأن لله الحكمة البالغة في هذا الشأن ، فهو سبحانه منزه عن العبث ، وله في خلقه وأمره حكم عالية رفيعة ، قد نعلمها ، وقد لا نعلمها ، ولكن العلماء يحاولون دائما تلمس الحكم وتأملها استجابة لأمر الله سبحانه بالتفكر والتدبر في آياته عز وجل .
يقول الزرقاني رحمه الله – في معرض الجواب عن الشبه التي يذكرها بعضهم في نسخ التلاوة دون الحكم - :
" يقولون : إن الآية دليل على الحكم ، فلو نسخت دونه لأشعر نسخها بارتفاع الحكم ، وفي ذلك ما فيه من التلبيس على المكلف والتوريط له في اعتقاد فاسد .*
وندفع هذه الشبهة بان تلك اللوازم الباطلة ، تحصل لو لم ينصب الشارع دليلا على نسخ التلاوة وعلى إبقاء الحكم ، أما وقد نصب الدليل على نسخ التلاوة وحدها ، وعلى إبقاء الحكم وتقرير استمراره ، كما في رجم الزناة المحصنين ، فلا تلبيس من الشارع على عبده ولا توريط .
يقولون : إن نسخ التلاوة مع بقاء الحكم عبث لا يليق بالشارع الحكيم ؛ لأنه من التصرفات التي لا تعقل لها فائدة ؟
وندفع هذه الشبهة بجوابين :*
أحدهما : أن نسخ الآية مع بقاء الحكم ليس مجردا من الحكمة ، ولا خاليا من الفائدة حتى يكون عبثا ، بل فيه فائدة أي فائدة ، وهي حصر القرآن في دائرة محدودة تيسر على الأمة حفظه واستظهاره ، وتسهل على سواد الأمة التحقق فيه وعرفانه ، وذلك سور محكم وسياج منيع يحمي القرآن من أيدي المتلاعبين فيه بالزيادة أو النقص ؛ لأن الكلام إذا شاع وذاع وملأ البقاع ثم حاول أحد تحريفه سرعان ما يعرف ، وشد ما يقابل بالإنكار ، وبذلك يبقى الأصل سليما من التغيير والتبديل ، مصداقا لقوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) والخلاصة أن حكمة الله قضت أن تنزل بعض الآيات في أحكام شرعية عملية ، حتى إذا اشتهرت تلك الأحكام نسخ سبحانه هذه الآيات في تلاوتها فقط ، رجوعا بالقرآن إلى سيرته من الإجمال ، وطردا لعادته في عرض فروع الأحكام من الإقلال ، تيسيرا لحفظه ، وضمانا لصونه ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون .*
ثانيهما : أنه على فرض عدم علمنا بحكمة ولا فائدة في هذا النوع من النسخ ، فإن عدم العلم بالشيء لا يصلح حجة على العلم بعدم ذلك الشيء ، وإلا فمتى كان الجهل طريقا من طرق العلم ، ثم إن الشأن في كل ما يصدر عن العليم الحكيم الرحمن الرحيم أن يصدر لحكمة أو لفائدة نؤمن بها ، وإن كنا لا نعلمها على التعيين ، وكم في الإسلام من أمور تعبدية استأثر الله بعلم حكمتها ، أو أطلع عليها بعض خاصته من المقربين منه ، والمحبوبين لديه ، وفوق كل ذي علم عليم ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .*
ولا بدع في هذا ، فرب البيت قد يأمر أطفاله بما لا يدركون فائدته لنقص عقولهم ، على حين أنه في الواقع مفيد ، وهم يأتمرون بأمره ، وإن كانوا لا يدركون فائدته ، والرئيس قد يأمر مرؤوسيه بما يعجزون عن إدراك سره وحكمته ، على حين أن له في الواقع سرا وحكمة وهم ينفذون أمره ، وإن كانوا لا يفهمون سره وحكمته .
كذلك شأن الله مع خلقه فيما خفي عليهم من أسرار تشريعه ، وفيما لم يدركوا من فائدة نسخ التلاوة دون الحكم ، ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم " انتهى.
"مناهل العرفان" (2/156-158)
فهذا هو الناسخ والمنسوخ وتعريف الأنساء عندهم.
وهل هناك ترادف في معنى النسخ والإنساء ؟
أولا لنفرض أنهم على حق أي أن النسخ هو الإنساء فعلاً ويخملون ذات المعنى, فماذا يحدث عندما نحاول أن نقرأ الأية على هذا الشكل :
(وماننسي من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) الحالة أ.
(وماننسخ من آية أو ننسخها نأت بخير منها أو مثلها) الحالة ب.
وهكذا تكتشفون أن الحالتين مرفوضتان معنىً والشيء الطبيعي إذاً أن النسخ حالة خاصة تختلف عن الإنساء التي هي أيضاً حالة خاصة أخرى ولكل حالة ظروفها وأسبابها واختلافاتها.
لقد فهمنا إلى الآن الحالة الأولى وهي النسخ وشروطها هي :
1- النسخ يستوجب إزالة النص المنسوخ والذي ألقاه الشيطان على قلب النبي في مثال الغرانيق الذي شرحناه سابقاً.
2- إن النسخ قد تم في المتشابه من الكتاب وليس في الشرع كما يحاولوا أن يوهمونا.
وما هو الإنساء ؟
فهم لم يتكلموا عن الإنساء أبداً لأنها لا تخدم مصلحتهم إلا بتعويض نص بنص آخر ومن القرآن ولكنهم يرغبون بتعويضه من خارج القرآن إلى القرآن فالموضوع يحتاج إلى نسخ وليس إنساء فتم التعتيم على الإنساء وإظهار الأمر على أنه ناسخ ومنسوخ فقط.
ولكي نفهم عملية الإنساء فإني سأضرب عليه أمثلة من خارج القرآن حتى يفهم القارئ معناه العملي :
قانون السير وسرعة السيارات عند اختراع السيارة في القرن التاسع عشر كان قد حدد سرعة السيارات بثلاثة كيلو مترات في الساعة, فلو أنهم لم يعدلوا هذه السرعة مع تقدم العلم وتطور الطرقات والشوارع وإشارات السير لكانت كارثة ومصيبة كبرى وعائقاً كبيراً في حركة النقل في العالم كله, ولكن قانون السير كان يعدل دائماً ومع مرورو الزمن وبالتالي فقد تم تعديله.
وحتى نفهم الإنساء اكثر سأضرب عليه أمثالة أخرى من نصوص القرآن هذه المرة :
إن الله تعالى أذن للرسول الكريم وفي خلال حياته وأثناء استمرار نزول الوحي عليه من السماء بإستخدام السلم في بداية الدعوة وكتب عليهم القتال عندما أصبحوا أقوياء, ولكنه أيضاً وبعد الإنتهاء من تبليغ الرسالة عاد الله وأوقف القتال وفتح المجال للناس للإيمان أو عدمه وأن لا إكراه في الدين.
الآيات التي حثت المسلمين على السلم والصبر على أذية المشركين في بداية الدعوة :
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت 34-36
اللآيات التي بدأت بحث المسلمين على القتال :
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة 11-15
الآيات التي أوقفت القتال في الدين بعد تمات البلاغ :
(اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم ) المائدة 3
(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف 29
(ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس 99
الدليل على أن القتال الذي كتبه الله على الرسول أنه كان خطاباً وجها له فقط الآية التالية :
(فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف باس الذين كفروا والله اشد باسا واشد تنكيلا ) النساء 84
لاحظو أن الله لم يقل في بداية الآية (يا أيها الذين آمنوا) بل قال (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك). وقد شرحت هذا الموضوع بإسهاب في موضوع كامل تحت عنوان (الجهاد). الآن دعونا نفكر بالأمر بشكله المنطقي فلو شاء الله لنشر دينه بالسيف على رقاب الناس فالله تعالى هو أقوى من كل عباده وأنه أيضاً وبإستطاعنه أن يخلق الجميع مؤمنين له عابدين له وليس لهم القدرة على الكفر أو الإشراك, وأنه أيضاً وبإستطاعته أن يخرج الشيطان من أرضنا وينسفه نسفاً في الجحيم ويريحنا جميعاً منه ويدخلنا الجنان ومن دون حساب, لكن مشيئته سبحانه وتعالى كانت بأن أعطت الإنسان مطلق الحرية بما منحه من عقل وفكر وإرادة في الإختيار بين الخير والشر من أجل أن يعلم الله الذين آمنوا والذين كفروا حتى يتم كلمته ويحق عليهم العقاب والثواب.
وبعد أن انتهيت من تفصيل هذا البحث فإني أدعوا القارئ أن يحكم عقله وضميره وقلبه وبعدها يقرر في ذاته إلى أي إتجاه هو ماضٍ وهل بعد هذا البرهان كلام ؟
إن الله قد أرسل رسالته ليس للمسلمين أو المؤمنين أو العرب بل للناس جميعاً وعلى كل إنسان أن يرضى برسالة الله له فيؤمن بها أو أن يأخذ عوضاً عنها كتاب منسوخ مشوه ومبدل بأقوال السلاطين الذين يرغبون في إيهامنا بأن الحديث هو وحي محمد وهديه وأما القرآن فهو كتاب يجب تصفيته من منسوخه والإضافة عليه كثيراً من قبل أن نعمل به, وأن الإنسان لا يستطيع أن يفعل هذا لوحده لأنه جاهل أمام علماء التعديل والتجريح الذين أفنوا أعمارهم من أجل أن يصيغوا لنا الحقيقة.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
1.وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
2.وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
3.ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ
4.انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
5.وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ
صدق الله العظيم.
الآية المنسوخة :*
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ (الأنفال /72)*
الآية الناسخة :*
وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ (الأنفال /75)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالا (التوبة /41)*
الآية الناسخة :*
وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً (التوبة /122)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (حجر /85)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (حجر /94)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ (النحل /125)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً (النور/3)*
الآية الناسخة :*
وَأَنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ (النور/32)*
ولكنهم يعملون بنسخ القرآن بالأحاديث في هذه الحالة (المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (الم السجدة /30)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ (الأحزاب /52)*
الآية الناسخة :*
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ (الأحزاب /50)*
هذه إنساء وليست نسخ كما شرحنا ذلك في المقدمة.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (الزمر /41)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (الزخرف /89)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (الجاثية /14)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ (ق /45)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (الذاريات /54)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا (النجم /29)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً (المجادلة /12)*
الآية الناسخة :*
أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ (المجادلة /13)*
ليس هناك أي نسخ أو إنساء وإنما آيتين تؤكد تقديم الصدقة ولقد تم نسخ هذه الآيات بأحاديث موضوعة.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ (الممتحنة /10)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)*
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا (المزمل /1-3)*
الآية الناسخة :*
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ (المزمل /20)*
وهذه إنساء وليست نسخ كما شرحنا ذلك في المقدمة.(المؤلف).
الآية المنسوخة :*
وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا (المزمل /10)*
الآية الناسخة :*
فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ (التوبة /5)
كل آية تشرح حالة خاصة وليس هناك أي نسخ أو إنساء(المؤلف).
ونلاحظ أن أهل السنة والجماعة ينسخون كل آيات الصبر والتسامح والعفو بآيات القتال من أجل الحث على الجهاد وفتح البلاد لأن سلطانهم يأمرهم بهذا, علماً أن آخر آيات الذكر الحكيم قد أوقفت جميع آيات الكتاب "محكمة الزمان" والتي كانت عبارة عن مواثيق ومعاهدات أقيمت بين المسلمين والمشركين في مكة أو في المدينة وأثناء حكم الله تعالى على الأرض بواسطة رسوله الكريم.(المؤلف).
والآن تعالوا لنتعرف على ما يرونه في تعريفهم لعملية النسخ:
- ما الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة؟
-1 إن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه، والعمل به، فإنه كذلك يُتلى لكونه كلام الله تعالى، فيثاب عليه، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
-2 إن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة، حتى يتذكر العبد نعمة الله عليه.
أ - النسخ إلى بدل وإلى غير بدل
-1 النسخ إلى بدل مماثل، كنسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت الحرام:*
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}*[البقرة :144].
وقد شرحنا أن هذا لا علاقة له بالإنساء أو النسخ لأن التوجه لبيت المقدس قد كان في كتب أهل الكتاب وقد غيرها الله تعالى من أجل أن يعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب عليه.(المؤلف).
-2 النسخ إلى بدل أثقل، كحبس الزناة في البيوت إلى الرجم للمحصن، والجلد لغير المحصن. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
لا رجم في القرآن , وإنما من يحاول أن ينسخ القرآن بالحديث هو من يقول بهذا.
وليس هناك نسخ لصوم عاشوراء, فالصوم كتب على المؤمنين من أيام ابراهيم عليه السلام.(المؤلف).
-3 النسخ إلى غير بدل، كنسخ الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم.
الحديث هو فقط الذي نسخ القرآن في هذه الحالة.(المؤلف).
-4 النسخ إلى بدل أخف: مر معنا في الأمثلة السابقة ( قيام الليل ).
وهذا إنساء وليس نسخ كما بينا.(المؤلف).
و- أنواع النسخ
النوع الأول: نسخ القرآن بالقرآن، وهو متفق على جوازه ووقوعه.
هذا غير صحيح فالنسخ هو محو (لما يليقيه الشيطان) ثم تبديل وتثبيت كما شرحنا لأن القرآن لا ينسخ كلام الله أبداً.(المؤلف).
النوع الثاني: نسخ القرآن بالسنة وهو قسمان.
هذا هو أساساً مراد السلطان بأن ينسخ القرآن بالحديث, ولقد حاول طمس الحقيقة بإظهار الإنساء على أنه نسخ من أجل أن يبدأ بتبديل شرع الله في القرآن إلى شرع آخر هو شرع الحديث.(المؤلف).
-1 نسخ القرآن بالنسبة الآحادية، والجمهور على عدم جوازه.
إن كل الأحاديث التي في الصحاح والكتب الستة وبنسبة أكثر من 99 % هي من الأحاديث الأحادية فهل ترون أنهم يحاولون أن يغيروا القرآن ويضحكوا علينا صبح مساء.(المؤلف).
-2 نسخ القرآن بالسنة المتواترة.
أ- أجازه الإمام أبو حنيفة ومالك ورواية عن أحمد، واستدلوا بقوله تعالى:*
{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ}*[البقرة: 180]
فقد نسخت هذه الآية بالحديث المستفيض، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا لا وصية لوارث " ولا ناسخ إلا السنة . وغيره من الأدلة .(المؤلف).
هذا هو ما أضاع ديننا وجعل من أهل السنة والجماعة أخطر من الشيطان ذاته.(المؤلف).
ب- منعه الإمام الشافعي ورواية أخرى لأحمد، واستدلوا بقوله تعالى:*
{مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}*[البقرة: 106]
قالوا: السنة ليست خيراً من القرآن ولا مثله.
وهذا إن كان رأي الشافعي فهو ليس رأي أهل السنة والجماعة الذين بدلوا الدين بغير الدين.(المؤلف).
النوع الثالث: نسخ السنة بالقرآن: أجازه الجمهور، ومثلوا له بنسخ التوجه إلى بيت المقدس الذي كان ثابتاً بالسنة بالتوجه إلى المسجد الحرام. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.
هذا تلاعب على الألفاظ من أجل إثبات شيئين :
1- أن السنة لها وجود أصلاً.
2- أنه إن كان القرآن ينسخ السنة فلا يمنع أن تكون السنة ناسخة للقرآن أيضاً.(المؤلف).
ما هي الأحاديث التي حرفت شرع الله وبدلته ؟
وهي على نوعين :
النوع الأول : تنسخ الحكم وتبقي على التلاوة :
وهذه الأحاديث لا تعد ولا تحصى فكل ما خالف القرآن وبدلت شرع الله هو منها وقد تعدت كل الشرع الإلهي تقريباً, فهي دخلت في الزواج والطلاق والصلاة والحج والزكاة والإرث ولباس المرأة وتعدد الزوجات وإلزام المرأة بالمحرم, وفي عقاب الزاني والزانية وفي عقوبة الخارجون عن الدين, وفي عقوبات المخالفين للسلطان, وفي الخمر وزواج المتعة وتحريم المأكولات وفي الإيمان وفي العلم وفي الغسل وفي الوضوء وف يالحيض وفي السجود وفي الوقوف والأذان وفي التجهد وفي العمل وفي السهو وفي العمرة وفي الجهاد وفي الجزية وفي المغازي وحتى في تفسير القرآن وفي النفقات وفي الذبائح وفي الصيد وفي الطب وفي الأدب وفي الفتن وفي الأحكام وفي التوحيد.
وكلها مخالفة لكتاب الله.
والنوع الثاني : هي الأحاديث التي نسخت التلاوة وتبقي الحكم :
*رويت الأحاديث التي فيها ذكر لنسخ التلاوة أو الكلام على آية نُسخت من قبل عدد كبير من الصحابة وصل إلى اثنين وعشرين صحابياً وهم ( عمر بن الخطاب ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وسهل بن حنيف ،وزيد بن ثابت ، وعبادة بن الصامت ، وعائشة ، والعجماء خالة سهل بن حنيف ، وعمرو بن العاص ، وأبي واقد اللثي ، وأنس بن مالك ، وحذيفة بن اليمان ، وأبي موسى الأشعري ، وأبي هريرة ، وزيد بن أرقم ، وابن مسعود ، وبريدة ،وابن الزبير ، وأبي أمامة ، وأبي سعيد الخدري ، وسمرة بن جندب ، وجابر بن عبد الله ، وكعب بن عياض ).
1 - حديث الشيخ والشيخة بكافة ألفاظه رواه كل من : ( عمر بن الخطاب ، وابن عباس ، وأبي بن كعب ، وسهل بن حنيف ،وزيد بن ثابت ، وعبادة بن الصامت ، وعائشة ، والعجماء خالة سهل بن حنيف ، وعمرو بن العاص*
2- نسخ تلاوة آية : ( لا ترغبوا عن آبائكم ، فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم ) .*
دليله قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه – في تكملة الحديث السابق - :
( ثُمَّ إِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ فِيمَا نَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ :
" أَنْ لاَ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ ، فَإِنَّهُ كُفْرٌ بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ"
أَوْ : " إِنَّ كُفْرًا بِكُمْ أَنْ تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ"
3- نسخ تلاوة آية :
( ألا بلغوا عنا قومنا بأنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا ) .*
دليله ما رواه قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ رضى الله عنه :
( أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم أَتَاهُ رِعْلٌ وَذَكْوَانُ وَعُصَيَّةُ وَبَنُو لِحْيَانَ ، فَزَعَمُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَسْلَمُوا ، وَاسْتَمَدُّوهُ عَلَى قَوْمِهِمْ ، فَأَمَدَّهُمُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعِينَ مِنَ الأَنْصَارِ . قَالَ أَنَسٌ : كُنَّا نُسَمِّيهِمُ الْقُرَّاءَ ، يَحْطِبُونَ بِالنَّهَارِ وَيُصَلُّونَ بِاللَّيْلِ ، فَانْطَلَقُوا بِهِمْ حَتَّى بَلَغُوا بِئْرَ مَعُونَةَ غَدَرُوا بِهِمْ وَقَتَلُوهُمْ ، فَقَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَبَنِى لِحْيَانَ .*قَالَ قَتَادَةُ : وَحَدَّثَنَا أَنَسٌ أَنَّهُمْ قَرَءُوا بِهِمْ قُرْآنًا :
" أَلاَ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا بِأَنَّا قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِىَ عَنَّا وَأَرْضَانَا "
، ثُمَّ رُفِعَ ذَلِكَ بَعْدُ ) انتهى.*
رواه البخاري (3064) .
4- نسخ تلاوة سورة طويلة ، ذُكر أن مِن آياتها :
( لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ) .
دليله عن أبي الأسود رحمه الله قال :
( بَعَثَ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ إِلَى قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثُ مِائَةِ رَجُلٍ قَدْ قَرَءُوا الْقُرْآنَ ، فَقَالَ : أَنْتُمْ خِيَارُ أَهْلِ الْبَصْرَةِ وَقُرَّاؤُهُمْ ، فَاتْلُوهُ ، وَلَا يَطُولَنَّ عَلَيْكُمْ الْأَمَدُ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ كَمَا قَسَتْ قُلُوبُ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَإِنَّا كُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا فِي الطُّولِ وَالشِّدَّةِ بِبَرَاءَةَ فَأُنْسِيتُهَا ، غَيْرَ أَنِّي قَدْ حَفِظْتُ مِنْهَا :
" لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا ، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ "
، وَكُنَّا نَقْرَأُ سُورَةً كُنَّا نُشَبِّهُهَا بِإِحْدَى الْمُسَبِّحَاتِ فَأُنْسِيتُهَا ، غَيْرَ أَنِّي حَفِظْتُ مِنْهَا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ )
فَتُكْتَبُ شَهَادَةً فِي أَعْنَاقِكُمْ فَتُسْأَلُونَ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ )
رواه مسلم (1050) ،
يقول الحافظ ابن حجر في معرض الحديث عن إحدى الروايات التي تذكر هذه الآية ( لو كان لابن آدم...) : " وهذا يحتمل أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم أخبر به عن الله تعالى على أنه من القرآن، ويحتمل أن يكون من الأحاديث القدسية، والله أعلم ، وعلى الأول فهو مما نسخت تلاوته جزما ، وإن كان حكمه مستمرا . ويؤيد هذا الاحتمال ما أخرج أبو عبيد في "فضائل القرآن" من حديث أبي موسى قال : " قرأت سورة نحو براءة فغبت وحفظت منها :
"ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا"
الحديث ، ومن حديث جابر : " كنا نقرأ "
" لو أن لابن آدم ملء واد مالا لأحب إليه مثله "
انتهى. "فتح الباري" (11/258) .*
يقول أبو العباس القرطبي رحمه الله :
" قوله : ( كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدّة ببراءة فأنسيتها ) وهذا ضرب من النسخ ، فإن النسخ على مانقله علماؤنا على ثلاثة أضرب : أحدها : نسخ الحكم وبقاء التلاوة . والثاني : عكسه ، وهو نسخ التلاوة وبقاء الحكم .
والثالث : نسخ الحكم والتلاوة ، وهو كرفع هاتين السورتين اللتين ذكرهما أبو موسى ، فإنهما رُفِعَ حُكْمَهُما وتلاوتُهما . وهذا النسخ هو الذي ذكر الله تعالى حيث قال :
( مَا نَنْسخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا ) ، على قراءة من قرأها بضم النون ، وكسر السين ، وكذلك قوله تعالى : ( سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسَى إلا ما شاء الله )*
وهاتان السورتان مما شاء الله تعالى أن يُنْسِيَه بعد أن أنزله ، وهذا لأن الله تعالى فعال لما يريد ، قادر على ما يشاء ؛ إذ كل ذلك ممكن .
ولا يتوهم متوهم من هذا وشبهه أن القرآن قد ضاع منه شيء ، فإن ذلك باطل ؛ بدليل قوله تعالى : ( إِنَّا نَحْنُ نَزْلَنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ، وبأن إجماع الصحابة ومن بعدهم انعقد على أن القرآن الذي تعبدنا بتلاوته وبأحكامه هو ما ثبت بين دفتي المصحف ، من غير زيادة ولا نقصان ، كما قررناه في أصول الفقه " انتهى.
"المفهم" (3/93-94)
ويقول السيوطي رحمه الله :
" هذا من المنسوخ تلاوة الذي أشير إليه بقوله تعالى :
( ما ننسخ من آية أو ننسها ) ، فكان الله ينسيه الناس بعد أن حفظوه ، ويمحوه من قلوبهم ، وذلك في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، إذ لا نسخ بعده " انتهى.
"الديباج على صحيح مسلم بن الحجاج" (3/129)
5- وأشياء آخرى متفرقة :
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" ثبت عن جماعة من الصحابة من ذكر أشياء نزلت من القرآن فنسخت تلاوتها وبقي حكمها أو لم يبق ، مثل ...حديث أبي بن كعب : ( كانت الأحزاب قدر البقرة ) ، وحديث حذيفة : (ما يقرءون ربعها) يعني براءة ، وكلها أحاديث صحيحة .*
وقد أخرج ابن الضريس من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه " كان يكره أن يقول الرجل قرأت القرآن كله ، ويقول : إن منه قرآنا قد رفع " .*
وليس في شيء من ذلك ما يعارض حديث الباب ؛ لأن جميع ذلك مما نسخت تلاوته في حياة النبي صلى الله عليه وسلم " انتهى.
"فتح الباري" (9/65)
ثانيا : يجب الإيمان بأن لله الحكمة البالغة في هذا الشأن ، فهو سبحانه منزه عن العبث ، وله في خلقه وأمره حكم عالية رفيعة ، قد نعلمها ، وقد لا نعلمها ، ولكن العلماء يحاولون دائما تلمس الحكم وتأملها استجابة لأمر الله سبحانه بالتفكر والتدبر في آياته عز وجل .
يقول الزرقاني رحمه الله – في معرض الجواب عن الشبه التي يذكرها بعضهم في نسخ التلاوة دون الحكم - :
" يقولون : إن الآية دليل على الحكم ، فلو نسخت دونه لأشعر نسخها بارتفاع الحكم ، وفي ذلك ما فيه من التلبيس على المكلف والتوريط له في اعتقاد فاسد .*
وندفع هذه الشبهة بان تلك اللوازم الباطلة ، تحصل لو لم ينصب الشارع دليلا على نسخ التلاوة وعلى إبقاء الحكم ، أما وقد نصب الدليل على نسخ التلاوة وحدها ، وعلى إبقاء الحكم وتقرير استمراره ، كما في رجم الزناة المحصنين ، فلا تلبيس من الشارع على عبده ولا توريط .
يقولون : إن نسخ التلاوة مع بقاء الحكم عبث لا يليق بالشارع الحكيم ؛ لأنه من التصرفات التي لا تعقل لها فائدة ؟
وندفع هذه الشبهة بجوابين :*
أحدهما : أن نسخ الآية مع بقاء الحكم ليس مجردا من الحكمة ، ولا خاليا من الفائدة حتى يكون عبثا ، بل فيه فائدة أي فائدة ، وهي حصر القرآن في دائرة محدودة تيسر على الأمة حفظه واستظهاره ، وتسهل على سواد الأمة التحقق فيه وعرفانه ، وذلك سور محكم وسياج منيع يحمي القرآن من أيدي المتلاعبين فيه بالزيادة أو النقص ؛ لأن الكلام إذا شاع وذاع وملأ البقاع ثم حاول أحد تحريفه سرعان ما يعرف ، وشد ما يقابل بالإنكار ، وبذلك يبقى الأصل سليما من التغيير والتبديل ، مصداقا لقوله سبحانه : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) والخلاصة أن حكمة الله قضت أن تنزل بعض الآيات في أحكام شرعية عملية ، حتى إذا اشتهرت تلك الأحكام نسخ سبحانه هذه الآيات في تلاوتها فقط ، رجوعا بالقرآن إلى سيرته من الإجمال ، وطردا لعادته في عرض فروع الأحكام من الإقلال ، تيسيرا لحفظه ، وضمانا لصونه ، والله يعلم وأنتم لا تعلمون .*
ثانيهما : أنه على فرض عدم علمنا بحكمة ولا فائدة في هذا النوع من النسخ ، فإن عدم العلم بالشيء لا يصلح حجة على العلم بعدم ذلك الشيء ، وإلا فمتى كان الجهل طريقا من طرق العلم ، ثم إن الشأن في كل ما يصدر عن العليم الحكيم الرحمن الرحيم أن يصدر لحكمة أو لفائدة نؤمن بها ، وإن كنا لا نعلمها على التعيين ، وكم في الإسلام من أمور تعبدية استأثر الله بعلم حكمتها ، أو أطلع عليها بعض خاصته من المقربين منه ، والمحبوبين لديه ، وفوق كل ذي علم عليم ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا .*
ولا بدع في هذا ، فرب البيت قد يأمر أطفاله بما لا يدركون فائدته لنقص عقولهم ، على حين أنه في الواقع مفيد ، وهم يأتمرون بأمره ، وإن كانوا لا يدركون فائدته ، والرئيس قد يأمر مرؤوسيه بما يعجزون عن إدراك سره وحكمته ، على حين أن له في الواقع سرا وحكمة وهم ينفذون أمره ، وإن كانوا لا يفهمون سره وحكمته .
كذلك شأن الله مع خلقه فيما خفي عليهم من أسرار تشريعه ، وفيما لم يدركوا من فائدة نسخ التلاوة دون الحكم ، ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم " انتهى.
"مناهل العرفان" (2/156-158)
فهذا هو الناسخ والمنسوخ وتعريف الأنساء عندهم.
وهل هناك ترادف في معنى النسخ والإنساء ؟
أولا لنفرض أنهم على حق أي أن النسخ هو الإنساء فعلاً ويخملون ذات المعنى, فماذا يحدث عندما نحاول أن نقرأ الأية على هذا الشكل :
(وماننسي من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها) الحالة أ.
(وماننسخ من آية أو ننسخها نأت بخير منها أو مثلها) الحالة ب.
وهكذا تكتشفون أن الحالتين مرفوضتان معنىً والشيء الطبيعي إذاً أن النسخ حالة خاصة تختلف عن الإنساء التي هي أيضاً حالة خاصة أخرى ولكل حالة ظروفها وأسبابها واختلافاتها.
لقد فهمنا إلى الآن الحالة الأولى وهي النسخ وشروطها هي :
1- النسخ يستوجب إزالة النص المنسوخ والذي ألقاه الشيطان على قلب النبي في مثال الغرانيق الذي شرحناه سابقاً.
2- إن النسخ قد تم في المتشابه من الكتاب وليس في الشرع كما يحاولوا أن يوهمونا.
وما هو الإنساء ؟
فهم لم يتكلموا عن الإنساء أبداً لأنها لا تخدم مصلحتهم إلا بتعويض نص بنص آخر ومن القرآن ولكنهم يرغبون بتعويضه من خارج القرآن إلى القرآن فالموضوع يحتاج إلى نسخ وليس إنساء فتم التعتيم على الإنساء وإظهار الأمر على أنه ناسخ ومنسوخ فقط.
ولكي نفهم عملية الإنساء فإني سأضرب عليه أمثلة من خارج القرآن حتى يفهم القارئ معناه العملي :
قانون السير وسرعة السيارات عند اختراع السيارة في القرن التاسع عشر كان قد حدد سرعة السيارات بثلاثة كيلو مترات في الساعة, فلو أنهم لم يعدلوا هذه السرعة مع تقدم العلم وتطور الطرقات والشوارع وإشارات السير لكانت كارثة ومصيبة كبرى وعائقاً كبيراً في حركة النقل في العالم كله, ولكن قانون السير كان يعدل دائماً ومع مرورو الزمن وبالتالي فقد تم تعديله.
وحتى نفهم الإنساء اكثر سأضرب عليه أمثالة أخرى من نصوص القرآن هذه المرة :
إن الله تعالى أذن للرسول الكريم وفي خلال حياته وأثناء استمرار نزول الوحي عليه من السماء بإستخدام السلم في بداية الدعوة وكتب عليهم القتال عندما أصبحوا أقوياء, ولكنه أيضاً وبعد الإنتهاء من تبليغ الرسالة عاد الله وأوقف القتال وفتح المجال للناس للإيمان أو عدمه وأن لا إكراه في الدين.
الآيات التي حثت المسلمين على السلم والصبر على أذية المشركين في بداية الدعوة :
( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت 34-36
اللآيات التي بدأت بحث المسلمين على القتال :
فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ * أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ * وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة 11-15
الآيات التي أوقفت القتال في الدين بعد تمات البلاغ :
(اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم ) المائدة 3
(وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) الكهف 29
(ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) يونس 99
الدليل على أن القتال الذي كتبه الله على الرسول أنه كان خطاباً وجها له فقط الآية التالية :
(فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف باس الذين كفروا والله اشد باسا واشد تنكيلا ) النساء 84
لاحظو أن الله لم يقل في بداية الآية (يا أيها الذين آمنوا) بل قال (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك). وقد شرحت هذا الموضوع بإسهاب في موضوع كامل تحت عنوان (الجهاد). الآن دعونا نفكر بالأمر بشكله المنطقي فلو شاء الله لنشر دينه بالسيف على رقاب الناس فالله تعالى هو أقوى من كل عباده وأنه أيضاً وبإستطاعنه أن يخلق الجميع مؤمنين له عابدين له وليس لهم القدرة على الكفر أو الإشراك, وأنه أيضاً وبإستطاعته أن يخرج الشيطان من أرضنا وينسفه نسفاً في الجحيم ويريحنا جميعاً منه ويدخلنا الجنان ومن دون حساب, لكن مشيئته سبحانه وتعالى كانت بأن أعطت الإنسان مطلق الحرية بما منحه من عقل وفكر وإرادة في الإختيار بين الخير والشر من أجل أن يعلم الله الذين آمنوا والذين كفروا حتى يتم كلمته ويحق عليهم العقاب والثواب.
وبعد أن انتهيت من تفصيل هذا البحث فإني أدعوا القارئ أن يحكم عقله وضميره وقلبه وبعدها يقرر في ذاته إلى أي إتجاه هو ماضٍ وهل بعد هذا البرهان كلام ؟
إن الله قد أرسل رسالته ليس للمسلمين أو المؤمنين أو العرب بل للناس جميعاً وعلى كل إنسان أن يرضى برسالة الله له فيؤمن بها أو أن يأخذ عوضاً عنها كتاب منسوخ مشوه ومبدل بأقوال السلاطين الذين يرغبون في إيهامنا بأن الحديث هو وحي محمد وهديه وأما القرآن فهو كتاب يجب تصفيته من منسوخه والإضافة عليه كثيراً من قبل أن نعمل به, وأن الإنسان لا يستطيع أن يفعل هذا لوحده لأنه جاهل أمام علماء التعديل والتجريح الذين أفنوا أعمارهم من أجل أن يصيغوا لنا الحقيقة.
فلا حول ولا قوة إلا بالله.
1.وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ
2.وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
3.ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ
4.انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
5.وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ
صدق الله العظيم.
وسام الدين اسحق- عدد المساهمات : 2
تاريخ التسجيل : 28/03/2012
شكرا
الأخ الكريم admin
الشكر لك أخي العزيز لأنكم سمحتم لنا بالتواصل مع أصدقائكم على الموقع.
وسام الدين اسحق
الشكر لك أخي العزيز لأنكم سمحتم لنا بالتواصل مع أصدقائكم على الموقع.
وسام الدين اسحق
????- زائر
رد: النسخ والإنساء
الأخ وسام السلام عليكم وبعد :
قلت "لكن الله تعالى لن يغفر لنا أبداً هذا النحو الذي حرف دفة المسلمين من الإيمان بكتابه "القرآن العظيم" وتبديله والإيمان بما تتلوه عليهم الشياطين. وذلك بسبب عدم استخدامنا لعقولنا "الميزان والكاشف" لذلك الإشراك, ويجب أن أذكر الإنسان أنه يختلف عن الحيوان بما يملك من عقل الذي يؤمن له الإيمان والإطمئنان والحرية والإرادة."
وعقولنا ليست الميزان الكاشف للاشراك لأن عقولنا لا يمكن أن تعرف الاشراك ولا الاسلام إلا عن طريق الوحى ممثلا فى القرآن وتفسيره الإلهى فالوحى هو من يكشف الشرك ووظيفة العقل هى استخدام الوحى كميزان كما قال تعالى "اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ" والمراد كحاكم عدل فى كل المشائل
قلت "لكن الله تعالى لن يغفر لنا أبداً هذا النحو الذي حرف دفة المسلمين من الإيمان بكتابه "القرآن العظيم" وتبديله والإيمان بما تتلوه عليهم الشياطين. وذلك بسبب عدم استخدامنا لعقولنا "الميزان والكاشف" لذلك الإشراك, ويجب أن أذكر الإنسان أنه يختلف عن الحيوان بما يملك من عقل الذي يؤمن له الإيمان والإطمئنان والحرية والإرادة."
وعقولنا ليست الميزان الكاشف للاشراك لأن عقولنا لا يمكن أن تعرف الاشراك ولا الاسلام إلا عن طريق الوحى ممثلا فى القرآن وتفسيره الإلهى فالوحى هو من يكشف الشرك ووظيفة العقل هى استخدام الوحى كميزان كما قال تعالى "اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ" والمراد كحاكم عدل فى كل المشائل
رداً على الوحي, والميزان.
أخي العزيز Admin
شكرا لك مرة أخرى على تواصلك وإليك ردي بكل تواضع.
أخي العزيز, إن القرآن وحي من الله وهذا أتفق فيه معك, ولكن هناك بعض الناس الذين يؤمنون أن أفعال وأقوال الرسول التي انتقلت لنا هي أيضاً من الوحي, وهذا إن لم يتناقض مع القرآن فهو صحيح إلى حد ما, ولكنه لا يتدرج تحت الوحي وإنما يندرج تحت تفسير الوحي أو بيانه, على أن لا يخالف ما جاء به الوحي (النص اللإلهي) فقط.
أما الميزان فهي عملية التمييز بين الوحي وغير الوحي, ويقوم بها العقل, فالذي يعتبر سنة الرسول وحياً يضعها في كفة الوحي ومن لا يؤمن بها وحياً وضعها في الكفة المقابلة لها, وهذا القبول والعدول إنما هي وظيفة العقل المميز بينهما.
وشكراً لك مرة اخرى
أخوك وسام الدين اسحق.
شكرا لك مرة أخرى على تواصلك وإليك ردي بكل تواضع.
أخي العزيز, إن القرآن وحي من الله وهذا أتفق فيه معك, ولكن هناك بعض الناس الذين يؤمنون أن أفعال وأقوال الرسول التي انتقلت لنا هي أيضاً من الوحي, وهذا إن لم يتناقض مع القرآن فهو صحيح إلى حد ما, ولكنه لا يتدرج تحت الوحي وإنما يندرج تحت تفسير الوحي أو بيانه, على أن لا يخالف ما جاء به الوحي (النص اللإلهي) فقط.
أما الميزان فهي عملية التمييز بين الوحي وغير الوحي, ويقوم بها العقل, فالذي يعتبر سنة الرسول وحياً يضعها في كفة الوحي ومن لا يؤمن بها وحياً وضعها في الكفة المقابلة لها, وهذا القبول والعدول إنما هي وظيفة العقل المميز بينهما.
وشكراً لك مرة اخرى
أخوك وسام الدين اسحق.
????- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 6:05 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود النبى تنام عينه ولا ينام قلبه
أمس في 6:04 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقضات فى عدد ركعات النبى(ص) ليلا
أمس في 6:03 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى عدد ما يوتر به
أمس في 6:02 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود السجود قدر خمسين آية
أمس في 6:00 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى عدد ركعات صلاة الليل
أمس في 5:59 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود اباحة الجهر والاسرار فى الصلاة
أمس في 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود اسماع المصلى غيره قراءته
أمس في 5:57 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود أفضل الأعمال أجرا هو طول القيام
أمس في 5:56 am من طرف Admin
» قراءة في كتاب الرحمة مع الرجم
أمس في 5:41 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود نزول الله للسماء
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود كتابة العمل دون عمله
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود نضح الرجل وجه المرأة بالماء لكى تصلى قيام الليل
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود الأمر بعدم ترك قيام الليل
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود عقد الشيطان على رأس الإنسان
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود غفران الخطأ
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود الصىلاة مثنى
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى صلاة الضحى
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:10 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود الركعات فى أول النهار تحفظ المصلى أخر النهار
الأحد أكتوبر 13, 2024 6:09 am من طرف Admin
» قراءة في كتاب الدليل العقلي على امامة علي
الأحد أكتوبر 13, 2024 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تحريم المسألة
السبت أكتوبر 12, 2024 6:21 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود المسألة تكون نكتة فى الوجه يوم القيامة
السبت أكتوبر 12, 2024 6:20 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى جالات احلال المسألة
السبت أكتوبر 12, 2024 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى عدد من تحل لهم الصدقةاة
السبت أكتوبر 12, 2024 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود توزيع الصدقة فى الحج
السبت أكتوبر 12, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود المسكين عنده ما يغنيه
السبت أكتوبر 12, 2024 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى نصاب الغنى
السبت أكتوبر 12, 2024 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود مجىء الغنى السائل فى وجهه خموش
السبت أكتوبر 12, 2024 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تعجيل الزكاة
السبت أكتوبر 12, 2024 6:12 am من طرف Admin
» قراءة فى مقال هل الذين قتلوا الحسين هم شيعته ؟
السبت أكتوبر 12, 2024 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى زكاة العباس
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:19 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى أصناف زكاة الفطر
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وجود زكاة على الصغير وهو ليس له مال وغيرمكلف
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وجود زكاة الفطر
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود رب الصدقة يأكل الحشف فى القيامة
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عدم أخذ الصدقة من بعص الثمار
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود خرص بعض الثمار كالبلح والعنب
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اقطاع البعض وهو الحمى لأفراد
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اختلاف مقدار الزكاة باختلاف نوع السقى
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:10 am من طرف Admin
» نظرات فى خطبة صناديق النذور بريئة
الجمعة أكتوبر 11, 2024 5:56 am من طرف Admin