بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
دخول
الهوى فى القرآن
بيت الله :: الفئة الأولى :: ألفاظ القرآن
صفحة 1 من اصل 1
الهوى فى القرآن
هوى
المغضوب عليه هوى
قال تعالى بسورة طه" ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى" أى ومن ينزل به سخطى فقد خسر مصداق لقوله بسورة النساء"فقد خسر خسرانا مبينا "
النجم إذا هوى
قال تعالى بسورة النجم" والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما "المعنى والكوكب إذا غاب ما كفر صديقكم أى ما جن ؟يقسم الله للناس بالنجم إذا هوى والمراد بالمصباح وهو الكوكب إذا غاب عن السماء نهارا على أن اسم الله الرحمن الرحيم أى على أن حكم الرب النافع المفيد هو أن صاحبهم وهو صديقهم محمد(ص)ما ضل وفسره بقوله ما غوى أى ما كفر أى ما كذب فى أن القرآن وحى الله
امه هاويه
قال تعالى بسورة القارعة"فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاويه وما أدراك ما هيه نار حامية "المعنى فأما من حسنت أعماله فهو فى حياة مقبولة وأما من ساءت أعماله فمصيره هاويه والذى عرفك حقيقتها نار مسلطة،يبين الله لنبيه (ص)أن من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية أى من حسنت أعماله أى خلص إسلامه فهو فى حياة سعيدة وأما من خفت موازينه أى وأما من ساءت أعماله أى قبح دينه فأمه هاوية والمراد فمسكنه هو الهاويه وما أدراك ما هيه أى والله الذى عرفك حقيقتها نار حامية أى عقاب مسلط عليه.
هوى الريح
قال تعالى بسورة الحج"حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح فى مكان سحيق"المعنى مسلمين لحكم الله غير عاصين له ومن يعصى حكم الله فكأنما وقع من الجو فتأكله الطيور أو يرمى به الهواء فى مكان بعيد ،يطلب الله منا أن نجتنب الزور وفسر هذا بأن نكون حنفاء لله أى مخلصين الدين له مصداق لقوله بسورة غافر "مخلصين له الدين "والمراد أن نكون مسلمين أنفسنا لطاعة حكم الله وفسر هذا بأن نكون غير مشركين به أى غير عاصين لحكم الله ويبين لنا أن من يشرك بالله أى من يكفر بآيات الله مصداق لقوله بسورة آل عمران"ومن يكفر بآيات الله"والمراد من يعصى حكم الله فكأنما خر من السماء أى وقع من الجو العالى فكانت نتيجة سقوطه هى أحد أمرين :
-تخطف الطير له والمراد أكل الطيور لجثته بعد تحطمه وموته .
-أن تهوى به الريح فى مكان سحيق والمراد أن يقذف به الهواء المتحرك فى موضع بعيد يهلك فيه وبهذا يرينا الله أن مصير المشرك هو الهلاك فى كل الأحوال .
المؤتفكة أهوى
قال تعالى بسورة النجم "أنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى فبأى آلاء ربك تتمارى هذا نذير من النذر الأولى "المعنى وأنه أباد عاد السابقة وثمود فما ترك وشعب نوح(ص)من قبل إنهم كانوا أجرم أى أكفر والمؤتفكة أكفر فأصابها الذى أصاب فبأى آيات إلهك تكذب هذا خبر من القرون السابقة،يبين الله لنبيه (ص)أنه أهلك والمراد دمر كل من عاد الأولى وهى قبيلة عاد السابق ذكرها فى الوحى وثمود وقوم وهم شعب نوح(ص)والمؤتفكة وهم قوم لوط (ص)والسبب أنهم كانوا أظلم وفسرها بأنهم أطغى وفسرها بأنهم أهوى أى أكفر أى أجرم وقد غشاها ما غشى والمراد وقد أصاب كل منهم الذى أصاب من أنواع الهلاك
اتباع هوى الأنفس
قال تعالى بسورة النجم"إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى النفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى "المعنى إن هى إلا أحكام اخترعتموها أنتم وآباؤكم ما أوحى الرب بها من وحى ،إن يطيعون إلا الكذب أى ما تشتهى النفوس ولقد أتاهم من إلههم الحق ،يقول النبى (ص)للناس بطلب من الله :إن هى أى أحكام أديانهم إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان والمراد أن هى إلا أحكام افتريتموها أنتم وآباؤكم ما أوحى الرب فيها من وحى يبيح طاعتها وهذا يعنى أن كل الأديان الباطلة ليست سوى من تأليف الناس سواء سموها أديان أو دساتير أو تقاليد أو غير ذلك ،ويبين الله لنبيه (ص)أن الكفار يتبعون الظن أى يطيعون الباطل وفسره بأنه ما تهوى الأنفس أى ما تشتهى الأنفس مصداق لقوله بسورة النساء "يتبعون الشهوات"ولقد جاءهم من ربهم الهدى والمراد ولقد بلغهم من خالقهم الحق ممثل فى كتاب الله مصداق لقوله بسورة البقرة "ولما جاءهم كتاب من عند الله"والخطاب وما قبله حتى سلطان من النبى(ص)للكفار وما بعده له من الله.
النهى عن اتباع الهوى
النساءيا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين وإن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وأن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا" يفسر قوله"فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا" قوله تعالى بسورة البقرة"ولا تتبعوا خطوات الشيطان"فالهوى هو خطوات الشيطان وقوله"فإن الله كان بما تعملون خبيرا"يفسره قوله بسورة النساء"وكان الله بما يعملون محيطا"فخبيرا تعنى محيطا والمعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله كونوا شاهدين بالعدل حاكمين لله ولو على ذواتكم أو الأبوين والأقارب وإن يكن مستكفيا أو محتاجا فالله أحق بهما فلا تطيعوا الظلم كى لا تنحرفوا وإن ترفضوا أى تكذبوا فإن الله كان بما تفعلون عليما،يطالب الله الذين أمنوا أى صدقوا وحى الله أن يكونوا قوامين بالقسط والمراد أن يكونوا حاكمين بالعدل شهداء لله أى مقرين معترفين لله حتى لو كان الإقرار على أنفسهم أو على الوالدين وهم الأبوين أو على الأقربين وهم الأقارب وهذا يعنى أن القاضى أو الشاهد يجب عليه أن يحكم أو يشهد على نفسه أو على والديه أو على أقاربه بالحق فليس فى الإسلام ما يسمى التنحى عن الحكم أو الشهادة فى أى قضية حتى ولو كان المتهم هو القاضى نفسه أو الشاهد أو والديه أو أقاربه ،ويبين لهم أن المتهم لو كان غنيا أى مستكفى غير محتاج أو فقيرا أى محتاجا فالله أولى بهما والمراد فالله أحق بشهادة العدل فيهما وهذا يعنى أن الغنى والفقر لا يؤثران على الحكم أو الشهادة ،ويطلب الله منهم ألا يتبعوا الهوى والمراد ألا يطيعوا حكم الكفر فى أنفسهم حتى يعدلوا أى كى يقسطوا فى الشهادة والحكم
ص يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب "المعنى يا داود إنا عيناك حاكما فى البلاد فاقض بين الخلق بالعدل ولا تطع الظن فيبعدك عن دين الله إن الذين يبعدون عن دين الله لهم عقاب اليم بما كذبوا بيوم الدين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله خاطب داود(ص) فقال يا داود إن جعلناك خليفة فى الأرض والمراد إنا اخترناك حاكما فى البلاد وهذا يعنى أن الله عينه حاكم لبلاد الدنيا ،فاحكم بين الناس بالحق والمراد فاقض بين الخلق بالعدل وهو القسط مصداق لقوله بسورة المائدة "فاحكم بينهم بالقسط "ولا تتبع الهوى والمراد ولا تطع الشهوات فيضلك عن دين الله والمراد فيبعدك عن حكم الرب وهذا يعنى أن يحكم الدنيا بالعدل وهو حكم الله وأن يبعد عن حكمها بالظلم وهو الهوى ويبين له أن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد والمراد أن الذين يبعدون أى يصدون عن طاعة حكم الله لهم عقاب مهين مصداق لقوله بسورة هود"ويصدون عن سبيل الله"وقوله بسورة الحج"لهم عذاب مهين "والسبب بما نسوا يوم الحساب والمراد بما تركوا العمل ليوم الدين وهو طاعة حكم الله .
المائدة"قل يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل"المعنى قل يا أصحاب الوحى السابق لا تقولوا فى حكمكم سوى العدل ولا تطيعوا أحكام ناس قد كفروا من قبل وأبعدوا عديدا غيرهم عن رحمة الله،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول لأهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق :لا تغلوا فى دينكم غير الحق والمراد لا تقولوا فى حكمكم سوى العدل وهذا يعنى ألا ينسبوا إلى الله الذى لم يقله فى الوحى ويقول:ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا والمراد ولا تطيعوا سبل الناس الذين قد انحرفوا عن الحق مصداق لقوله بسورة الأنعام"ولا تتبعوا السبل"وهذا يعنى ألا يطيعوا أحكام أديان الناس الذين بعدوا عن الحق فى قولهم بوجود آلهة غير الله وهم قد أضلوا كثيرا أى صدوا الكثير عن دين الله
الأنعام قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون"المعنى قل هاتوا شاهديكم الذين يقرون أن الله منع هذا فإن أقروا فلا تقر معهم أى لا تطع شهوات الذين كفروا بأحكامنا أى الذين لا يصدقون بالقيامة أى هم بإلههم يكفرون،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا والمراد هاتوا أنصاركم الذين يعترفون أن الله منع هذا،وهذا يعنى أنه يطلب شهود على أن الله منع الإسلام والغرض من الطلب هو إخبار القوم أن لا أحد حضر هذا المنع المزعوم لأنه لم يحدث فى الأصل ،ويبين له أنهم إن شهدوا أى أحضروا الشهود فأقروا بأن الله منع الإسلام فعليه ألا يشهد معهم والمراد فعليه ألا يقر مع الشهود على أن الله منع الإسلام وفسر هذا النهى بألا يتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والمراد ألا يطيع أحكام الذين كفروا مصداق لقوله بسورة الأحزاب"ولا تطع الكافرين"
الجاثية"ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون "المعنى ثم أطلعناك على بينة من الوحى فأطعها ولا تطع ظنون الذين لا يدرون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه جعله على شريعة من الأمر والمراد على بينة من الوحى أى على دين الله فى الوحى مصداق لقوله بسورة الأنعام"بينة من الأمر"ويطلب منه أن يتبعها أى يطيع الدين ولا يتبع أهواء الذين لا يعلمون والمراد ولا يطيع شهوات الذين لا يؤمنون وهو سبيل أى دين المفسدين مصداق لقوله بسورة الأعراف "ولا تتبع سبيل المفسدين ".
الشورى"فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير "المعنى فلذلك فأبلغ وأطع كما أوصيت ولا تطع ظنونهم وقل صدقت بالذى أوحى الرب من حكم وأوصيت لأحكم بينكم :الرب إلهنا وإلهكم لنا أفعالنا ولكم أفعالكم لا فاصل بيننا وبينكم ،الرب يحشرنا وإلى جزائه العودة ،يبين الله لنبيه (ص)أن لذلك وهو الكتاب عليه أن يدعو أى يبلغ أى ينادى لإتباعه وأن يستقيم كما أمر والمراد وأن يطيع حكم الله كما أوصى وهذا يعنى أن يعبد الله وحده مصداق لقوله بسورة الرعد"إنما أمرت أن أعبد الله "ولا تتبع أهوائهم والمراد ولا تطيع وساوسهم وهى خطوات الشيطان أى سبيل المفسدين مصداق لقوله بسورة النور "ولا تتبعوا خطوات الشيطان"وقوله بسورة الأعراف"ولا تتبع سبيل المفسدين
الهوى يتبعه الكفار
الأعراف"ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"المعنى ولو أردنا لرحمناه بها ولكنه تمسك بمتاع الدنيا أى أطاع شهوته فشبهه كشبه الكلب إن تهجم عليه ينهج وإن تدعه ينهج ذلك شبه الذين كفروا بأحكامنا فأبلغ الأحكام لعلهم يفقهون،يبين الله لنبيه(ص)أنه لو شاء لرفع الرجل بها والمراد لو أراد لرحم الرجل بطاعته لحكم الله ولكنه أخلد إلى الأرض أى تمسك بمتاع الدنيا وفسر هذا بأنه اتبع هواه أى أطاع شهوته مصداق لقوله بسورة النساء"الذين يتبعون الشهوات"فمثله كمثل الكلب والمراد شبهه كشبه الكلب إن تحمل عليه يلهث والمراد إن تضربه يتنفس بصوت والكافر لو ضربه الله بالأذى لا يترك كفره كالكلب لا يترك اللهاث عند ضربه وإن تتركه يلهث والمراد وإن تدعه سليما ينهج أى يتنفس بصوت والكافر لو تركه الله بلا أذى فى خيره لتمسك بكفره كتمسك الكلب بلهاثه ،ويبين لنا أن ذلك مثل الذين كذبوا بآياتنا أى شبه الذين كفروا بأحكام الله ويطلب الله من نبيه(ص)أن يقصص القصص والمراد أن يبلغ الأحكام للناس والسبب لعلهم يتفكرون أى يفهمون فيطيعون الوحى.
طه"إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى " المعنى إن القيامة حادثة أريد أسرها ليعطى كل فرد بما يعمل فلا يبعدنك عنها من لا يصدق بها وأطاع ظنه فخسر ،يبين الله لنبيه(ص)أنه قال لموسى (ص)فى وحيه المتكلم به معه :إن الساعة آتية والمراد إن القيامة حادثة فى المستقبل ،أكاد أخفيها أى أريد أسرها والمراد أنه أراد عدم إعلان موعدها والسبب فى قدوم الساعة لتجزى كل نفس بما تسعى أى ليحاسب كل فرد بما يكسب أى يعمل مصداق لقوله بسورة إبراهيم"ليجزى الله كل نفس ما كسبت "ويقول:فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها والمراد فلا يردنك عن التصديق بها من لا يصدق بوقوعها واتبع هواه فتردى أى وأطاع ظنه وهو شهوته أى شيطانه فخسر الثواب .
القصص"فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين "المعنى فإن لم يردوا عليك فاعرف أنما يطيعون ظنونهم ومن أكفر ممن أطاع ظنه بغير رشاد من الرب إن الرب لا يثيب الناس الكافرين،يبين الله لنبيه (ص)أن اليهود إن لم يستجيبوا له والمراد إن لم يحضروا الوحى المطلوب من لدى الله كما طلب منهم فعليه أن يعلم أى يعرف أن الكفار يتبعون أهواءهم أى يطيعون ظنونهم مصداق لقوله بسورة يونس "إن يتبعون إلا الظن "ويبين له أن ليس أضل أى أظلم ممن اتبع هواه بغير علم والمراد من الذى أطاع ظنه بغير هدى أى وحى أى علم من الله
الروم"بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين "المعنى لقد أطاع الذين كفروا شهواتهم بغير علم فمن يرحم من عذب الرب أى مالهم من منقذين،يبين الله أن الذين ظلموا أى كفروا بأحكام الله اتبعوا أهواءهم والمراد أطاعوا ظنونهم مصداق لقوله بسورة النجم"إن يتبعون إلا الظن"وهى شهواتهم بغير علم والمراد بغير هدى أى وحى يبيح لهم طاعة الأهواء من الله مصداق لقوله بسورة القصص"ممن اتبع هواه بغير هدى من الله
محمد"ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم "المعنى ومنهم من ينصت لك حتى إذا طلعوا من لديك قالوا للذين أعطوا الوحى ماذا قال سابقا أولئك الذين ختم الله على نفوسهم وأطاعوا ظنونهم ،يبين الله لنبيه (ص) أن من المنافقين من يستمع إليه والمراد من ينصت لحديثك وهذا يعنى أن منهم من يتظاهر بمعرفة ما يقوله الرسول(ص)للطاعة حتى إذا خرجوا من عندك والمراد حتى إذا انصرفوا من مكان وجودك قالوا للذين أوتوا العلم وهم الذين أعطوا الوحى ماذا قال آنفا والمراد بماذا تحدث محمد سابقا أى بماذا تكلم محمد فى المجلس ؟وهذا التناسى لقول الرسول (ص)هو تناسى متعمد منهم ويبين له أن أولئك هم الذين طبع الله على قلوبهم أى ختم الله على نفوسهم مصداق لقوله بسورة البقرة"ختم الله على قلوبهم"والمراد جعل فى نفوسهم حاجز يمنعهم من الإسلام وهو أنهم اتبعوا أهواءهم والمراد أطاعوا ظنونهم وهى شهواتهم أى الباطل مصداق لقوله بسورة محمد"واتبعوا الباطل" والخطاب للنبى(ص).
مصيرنا إذا اتبعنا الهوى
البقرة"ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين" قوله "ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك"يفسره قوله تعالى بسورة ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون " فأتيت تعنى جئت لهم بآية أى معجزة وأهل الكتاب هم الذين أوتوا الكتاب وعدم اتباعهم القبلة هو قولهم لنا إننا مبطلون ومعنى القول ولئن جئت الذين أعطوا الوحى بكل معجزة ما أطاعوا دينك،يبين الله لرسوله (ص)أن أهل الكتاب لو جاءهم بكل آية أى معجزة فلن يتبعوا قبلته والمراد فلن يطيعوا دينه ،وقوله "وما أنت بتابع قبلتهم " يعنى وما أنت بمطيع دينهم ،يبين الله لرسوله (ص)أنه لن يتبع قبلة أهل الكتاب والمراد لن يطيع دين من أديان أهل الكتاب،وقوله "وما بعضهم بتابع قبلة بعض "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "قالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى ليست اليهود على شىء "فعدم اتباع اليهود قبلة أى دين النصارى هو زعمهم أن النصارى ليسوا على الدين الصحيح وعدم اتباع النصارى لقبلة أى دين اليهود هو زعمهم أن اليهود ليسوا على دين الله ،وقوله "ولئن اتبعت أهوائهم بعد ما جاءك من العلم إنك إذا من الظالمين " يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "ولئن اتبعت أهوائهم بعد ما جاءك من الحق"فالعلم هو الحق والمعنى ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق إنك إذا من الكافرين ،يبين الله لرسوله (ص)أنه لو اتبع أهوائهم أى أطاع دين من أديانهم لكان ظالما أى كافرا يستحق دخول النار،ومعنى الآية هو ولئن جئت الذين أعطوا الوحى من قبل بكل معجزة ما أطاعوا دينك وما أنت بمطيع دينهم وما بعضهم بمطيع دين بعض ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق إنك إذا لمن الكافرين ،والخطاب للنبى(ص).
الرعد"كذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق"المعنى وهكذا أوحيناه قرآنا واضحا ولئن أطعت أحكامهم بعد ما أتاك من الوحى ما لك من الله من ناصر أى حامى ،يبين الله لنبيه(ص)أن كذلك أى بتلك الطريقة أنزلناه حكما عربيا والمراد أوحيناه قرآنا مفهوما مصداق لقوله بسورة الشورى "وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا "ويبين له أنه إن اتبع أهواءهم بعد ما جاءهم من العلم والمراد إن أطاع أحكام الكفار من بعد الذى أتاهم من القرآن فما له من الله من ولى ولا واق والمراد فما له من ناصر أى مانع من العذاب مصداق لقوله بسورة البقرة "ما لك من الله من ولى ولا نصير "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
اتخاذ الهوى إله
الفرقان"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا "المعنى هل علمت من جعل ربه شهوته أفأنت تكون عليه حفيظا ؟يسأل الله نبيه (ص)أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا والمراد هل عرفت من عبد ربه شهوته وهى نفسه هل أنت تصبح له حاميا ؟والغرض من السؤال هو إخبار الرسول (ص)أن كل كافر جعل إلهه هواه أى شهواته والمسلم لا يمكن أن يكون حافظا للكافر من عذاب الله على عبادته نفسه .
الجاثية"أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون "المعنى هل علمت بمن جعل ربه شهوته أى أبعده الرب بعد وحى أى طبع على قلبه أى نفسه أى خلق على قلبه حاجز فمن يرحمه من بعد الرب أفلا تطيعون ؟يسأل الله نبيه (ص)أفرأيت من اتخذ إلهه هواه والمراد أعرفت من جعل ربه شهوته وفسر هذا بقوله وأضله الله على علم والمراد وأبعده الرب عن دينه بعد معرفته بدين الله وفسر الله بقوله وختم أى وطبع على سمعه وهو قلبه أى نفسه مصداق لقوله بسورة التوبة "وطبع الله على قلوبهم "
ماذا يحدث لو اتبع الله الهوى؟
المؤمنون"ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون "المعنى ولو أطاع الله أحكامهم لخربت السموات والأرض ومن فيهن لقد جئناهم بحكمهم فهم لحكمهم مخالفون ،يبين الله أن الحق وهو الله العدل لو اتبع أهوائهم والمراد لو أطاع شهوات الكفار لفسدت والمراد لدمرت السموات والأرض ومن فيهم من الخلق ويبين لنا أنه أتاهم بذكرهم والمراد جاءهم بحكمهم وهو الحق مصداق لقوله بنفس السورة "بل أتيناهم بالحق "فهم عن ذكرهم وهو حكم الله لهم معرضون أى مخالفون وهذا يعنى أنهم مكذبون عاصون لحكم الله لهم .
نتائج اتباع الهوى
النساء يفسر قوله"فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا" قوله تعالى بسورة البقرة"ولا تتبعوا خطوات الشيطان"فالهوى هو خطوات الشيطان ،يطلب الله منهم ألا يتبعوا الهوى والمراد ألا يطيعوا حكم الكفر فى أنفسهم حتى يعدلوا أى كى يقسطوا فى الشهادة والحكم
ص
طه"إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى " المعنى إن القيامة حادثة أريد أسرها ليعطى كل فرد بما يعمل فلا يبعدنك عنها من لا يصدق بها وأطاع ظنه فخسر ،يبين الله لنبيه(ص)أنه قال لموسى (ص)فى وحيه المتكلم به معه :إن الساعة آتية والمراد إن القيامة حادثة فى المستقبل ،أكاد أخفيها أى أريد أسرها والمراد أنه أراد عدم إعلان موعدها والسبب فى قدوم الساعة لتجزى كل نفس بما تسعى أى ليحاسب كل فرد بما يكسب أى يعمل مصداق لقوله بسورة إبراهيم"ليجزى الله كل نفس ما كسبت "ويقول:فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها والمراد فلا يردنك عن التصديق بها من لا يصدق بوقوعها واتبع هواه فتردى أى وأطاع ظنه وهو شهوته أى شيطانه فخسر الثواب .
الأنعام"قل إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين "المعنى قل إنى زجرت أن أطيع الذين تطيعون من غير الله قل لا أطيع شهواتكم قد خسرت وما أنا من المرحومين ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله والمراد إنى منعت أن اتبع الذين تعبدون من سوى الله مصداق لقوله بسورة يونس"فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله"وهذا يعنى أن الله حرم عليه طاعة دين غير دين الله ،ويطلب منه أن يقول لا أتبع أهواءكم والمراد لا أطيع شهواتكم وهى ظنونكم وهذا يعنى أنه لا يتبع أى دين من أديان الكفر ،قد ضللت أى قد خسرت وما أنا من المهتدين أى وما أنا من المرحومين وهذا يعنى أنه يخسر الجنة ولا يكون ضمن المرحومين وهم الداخلين الجنة .
استهواء الشياطين
الأنعام"قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذى استهوته الشياطين فى الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين "المعنى قل أنطيع من سوى الرب الذى لا يفيدنا ولا يؤذينا ونرجع إلى كفرنا بعد أن رحمنا الرب كالذى استغوته الشهوات فى الدنيا كافر له أصدقاء ينادونه إلى الحق آمن معنا ،قل إن دين الله هو الحق وأوصينا أن نطيع إله الكل ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس:أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا والمراد هل نعبد من سوى الرب الذى لا يفيدنا ولا يؤذينا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والمراد ونعود إلى ديننا السابق وهو الكفر بعد أن نفعنا الله بدينه؟والغرض من السؤال إخبار الكفار أن الآلهة التى يعبدونها لا تفيد ولا تؤذى ومن ثم فلا فائدة منها وإنما الفائدة فى دين الله،فلو عبدناهم لكنا كالذى استهوته الشياطين فى الأرض والمراد كالذى استغوته أى أضلته الشهوات فى البلاد حيران أى كافر بحكم الله له أصحاب يدعونه إلى الهدى والمراد له أصدقاء ينادونه لطاعة الحق يقولون له :ائتنا أى أمن معنا بحكم الله ،ويطلب منه أن يقول لهم:إن هدى الله هو الهدى والمراد إن حكم الرب هو العدل أى إن دين الرب هو الحق وأمرنا لنسلم لرب العالمين والمراد وأوصينا أن نطيع حكم إله الكل أى وأوصينا أن نعبد الله مصداق لقوله بسورة البينة "وما أمروا إلا ليعبدوا الله " والخطاب وما بعده للنبى(ص)ومنه للكفار.
مأوى من لم يتبه الهوى
النازعات"فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى وأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هى المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى "المعنى فإذا وقعت الغاشية العظيمة يوم يعرف الفرد ما عمل وظهرت النار لمن يشاهد وأما من بغى أى فضل المعيشة الأولى فإن النار هى المقام وأما من خشى عذاب إلهه أى زجر النفس عن الكفر فإن الحديقة هى المسكن ،يبين الله لنا أن إذا جاءت الطامة الكبرى والمراد إذا وقعت الصاخة وهى الغاشية العظيمة مصداق لقوله بسورة عبس "فإذا جاءت الصاخة"يوم يتذكر الإنسان ما سعى والمراد يوم يرى الفرد ما عمل من خير أو شر مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "وفى هذا اليوم برزت الجحيم لمن يرى والمراد وسعرت أى ظهرت أى جهزت النار لمن يشاهد مصداق لقوله بسورة التكوير"وإذا الجحيم سعرت"وأما من طغى أى كفر وفسره الله بأنه آثر الحياة الدنيا والمراد استحب أى فضل متاع المعيشة الأولى على الآخرة مصداق لقوله بسورة النحل"بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة " فإن الجحيم وهى النار هى المأوى أى المقام الذى يقيمون به وأما من خاف مقام ربه والمراد وأما من خشى عذاب خالقه فأطاع حكمه وفسر هذا بأنه نهى النفس عن الهوى والمراد زجر النفس عن الكفر وهو طاعة شهوته ومن ثم فالجنة وهى الحديقة هى المأوى أى المسكن الدائم لهم والخطاب وما بعده للنبى(ص)
هوى بنى اسرائيل فى الرسل
البقرة"لقد أتينا موسى الكتاب ولقد قفينا من بعده بالرسل وأتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "قوله ولقد أتينا موسى الكتاب"يفسره قوله بسورة غافر"ولقد أتينا موسى الهدى "فالكتاب هو الهدى أى حكم الله والمعنى ولقد أوحينا لموسى (ص)التوراة ،وهذا معناه أن الله أعطى موسى (ص)التوراة ليحكم بها بنى إسرائيل وقوله "وقفينا من بعده بالرسل "يفسره قوله بسورة يونس"ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم"فالتقفية هى بعث الرسل بعد موت موسى (ص)والمعنى وبعثنا من بعد موسى (ص)بالأنبياء(ص)وقوله "وأتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس"يفسره قوله بسورة الزخرف"ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة "فالبينات هى الحكمة أى الإنجيل والمعنى وأوحينا لعيسى ابن مريم (ص)الإنجيل ونصرناه برسول الله جبريل(ص)والمراد أن الله جعل جبريل(ص)ينصره بالمعجزات وقوله "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "يعنى هل كلما أتاكم نبى بالذى لا تريد شهواتكم كفرتم فبعض من الرسل عصيتم وبعضا ذبحتم ،وهذا يخبرنا أن بنى إسرائيل كذبوا جميع رسلهم ولكن اكتفوا بتكذيب البعض وقتلوا البعض الأخر بعد تكذيبه ومعنى الآية لقد أوحينا لموسى (ص)التوراة وبعثنا من بعد موته بالأنبياء(ص)وأوحينا لعيسى بن مريم (ص)الإنجيل ونصرناه برسول الله جبريل(ص)،هل كلما أتاكم مبعوث من الله كفرتم فبعض منهم كفرتم بهم فقط وبعض منهم كفرتم به وذبحتموهم .
المائدة"لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون"المعنى لقد فرضنا عهد أولاد يعقوب(ص)وبعثنا لهم أنبياء كلما أتاهم نبى بالذى لا تحب شهواتهم جماعة كفروا بهم وجماعة يذبحون،يبين الله لنبيه(ص)أنه أخذ ميثاق والمراد فرض العهد على بنى إسرائيل وهو عبادة الله وحده وأرسل لهم رسلا والمراد وبعث لهم مبعوثين يبلغون رسالات الله فكانت النتيجة أنهم كلما جاءهم أى أتاهم رسول بما لا تهوى أنفسهم والمراد كلما أتاهم مبعوث بالذى تكره شهواتهم وهو الحق فريقا كذبوا أى جماعة من الرسل(ص)اكتفوا بالكفر بهم وجماعة يقتلون أى يذبحون بعد كفرهم بهم .
الرسول لا ينطق عن الهوى
النجم"بسم الله الرحمن الرحيم والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إنه هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى "المعنى بحكم الرب النافع المفيد والكوكب إذا غاب ما كفر صديقكم أى ما جن وما يتكلم من الشهوة إنه هو إلا إلقاء يلقى عرفه عظيم القدرات صاحب عزة فقعد وهو بالجهة العليا ثم اقترب فنزل فكان قدر شبرين أى أقرب فألقى إلى مملوكه ما ألقى ما خالف القلب ما شاهد أفتجادلونه فيما يشاهد؟يقسم الله للناس بالنجم إذا هوى والمراد بالمصباح وهو الكوكب إذا غاب عن السماء نهارا على أن اسم الله الرحمن الرحيم أى على أن حكم الرب النافع المفيد هو أن صاحبهم وهو صديقهم محمد(ص)ما ضل وفسره بقوله ما غوى أى ما كفر أى ما كذب فى أن القرآن وحى الله وعلى أنه لا ينطق عن الهوى أى لا يتكلم القرآن من عند نفسه وهى شهوته وإنما القرآن وحى يوحى أى إلقاء يلقى له علمه شديد القوى والمراد ألقاه له عظيم القدرات وهو ذو مرة أى" ذى قوة "كما
المضلون بهواهم
الأنعام"وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين "المعنى وما السبب ألا تطعموا من الذى ردد حكم الله عليه وقد بين لكم الذى منعكم منه إلا ما أكرهتم عليه وإن عديدا ليتبعون شهواتهم دون وحى إن إلهك هو أعرف بالمفسدين،يسأل الله المؤمنين وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه والمراد وما يمنعكم أن تطعموا من الذى أطيع حكم الله فيه ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن الذبائح التى ردد حكم الله عليها وهى التى قصد من ذبحها طاعة الله بأكلها لعمل الأعمال الحسنة يعنى أنه حلال أكلها،ويبين لهم أنه فصل أى بين لهم ما حرم عليهم والمراد عرفهم ما منعهم من أكله من أصناف الحيوان فى الوحى السابق نزوله إلا ما اضطررتم إليه وهو ما أجبرتم أنفسكم على أكله خوفا من الموت جوعا وهى المخمصة مصداق لقوله بسورة المائدة "فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم إن الله غفور رحيم " فالله يغفر هذا الذنب ويبين الله لنبيه (ص)أنه أعلم بالمعتدين أى أعرف بالمفسدين وهم المتبعين للأهواء مصداق لقوله بسورة يونس"وربك أعلم بالمفسدين
هوى الناس
إبراهيم "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "المعنى إلهنا إنى أقمت من عيالى بمكان غير صاحب نبات عند مسجدك المحرم إلهنا ليطيعوا الدين فاجعل قلوب من البشر تميل لهم وأعطهم من المنافع وامنحهم من المنافع لعلهم يطيعون ،يبين الله لنبيه(ص)أن إبراهيم (ص)قال ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم والمراد إلهنا إنى جعلت من أولادى فى مكان غير ذى نبات لدى مسجدك العتيق وهذا يعنى أنه جعل إسماعيل(ص)يقيم فى مكة التى لم يكن فيها أى زرع فى ذلك الوقت ،وقال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله
الأفئدة هواء
ابراهيم "وأفئدتهم هواء" والمراد وكلماتهم أى ودعواتهم سراب والمراد لا أثر لها فى ذلك اليوم مصداق لقوله بسورة الرعد "وما دعاء الكافرين إلا فى ضلا
لالمغضوب عليه هوى
قال تعالى بسورة طه" ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى" أى ومن ينزل به سخطى فقد خسر مصداق لقوله بسورة النساء"فقد خسر خسرانا مبينا "
النجم إذا هوى
قال تعالى بسورة النجم" والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما "المعنى والكوكب إذا غاب ما كفر صديقكم أى ما جن ؟يقسم الله للناس بالنجم إذا هوى والمراد بالمصباح وهو الكوكب إذا غاب عن السماء نهارا على أن اسم الله الرحمن الرحيم أى على أن حكم الرب النافع المفيد هو أن صاحبهم وهو صديقهم محمد(ص)ما ضل وفسره بقوله ما غوى أى ما كفر أى ما كذب فى أن القرآن وحى الله
امه هاويه
قال تعالى بسورة القارعة"فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاويه وما أدراك ما هيه نار حامية "المعنى فأما من حسنت أعماله فهو فى حياة مقبولة وأما من ساءت أعماله فمصيره هاويه والذى عرفك حقيقتها نار مسلطة،يبين الله لنبيه (ص)أن من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية أى من حسنت أعماله أى خلص إسلامه فهو فى حياة سعيدة وأما من خفت موازينه أى وأما من ساءت أعماله أى قبح دينه فأمه هاوية والمراد فمسكنه هو الهاويه وما أدراك ما هيه أى والله الذى عرفك حقيقتها نار حامية أى عقاب مسلط عليه.
هوى الريح
قال تعالى بسورة الحج"حنفاء لله غير مشركين به ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح فى مكان سحيق"المعنى مسلمين لحكم الله غير عاصين له ومن يعصى حكم الله فكأنما وقع من الجو فتأكله الطيور أو يرمى به الهواء فى مكان بعيد ،يطلب الله منا أن نجتنب الزور وفسر هذا بأن نكون حنفاء لله أى مخلصين الدين له مصداق لقوله بسورة غافر "مخلصين له الدين "والمراد أن نكون مسلمين أنفسنا لطاعة حكم الله وفسر هذا بأن نكون غير مشركين به أى غير عاصين لحكم الله ويبين لنا أن من يشرك بالله أى من يكفر بآيات الله مصداق لقوله بسورة آل عمران"ومن يكفر بآيات الله"والمراد من يعصى حكم الله فكأنما خر من السماء أى وقع من الجو العالى فكانت نتيجة سقوطه هى أحد أمرين :
-تخطف الطير له والمراد أكل الطيور لجثته بعد تحطمه وموته .
-أن تهوى به الريح فى مكان سحيق والمراد أن يقذف به الهواء المتحرك فى موضع بعيد يهلك فيه وبهذا يرينا الله أن مصير المشرك هو الهلاك فى كل الأحوال .
المؤتفكة أهوى
قال تعالى بسورة النجم "أنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى وقوم نوح من قبل إنهم كانوا أظلم وأطغى والمؤتفكة أهوى فغشاها ما غشى فبأى آلاء ربك تتمارى هذا نذير من النذر الأولى "المعنى وأنه أباد عاد السابقة وثمود فما ترك وشعب نوح(ص)من قبل إنهم كانوا أجرم أى أكفر والمؤتفكة أكفر فأصابها الذى أصاب فبأى آيات إلهك تكذب هذا خبر من القرون السابقة،يبين الله لنبيه (ص)أنه أهلك والمراد دمر كل من عاد الأولى وهى قبيلة عاد السابق ذكرها فى الوحى وثمود وقوم وهم شعب نوح(ص)والمؤتفكة وهم قوم لوط (ص)والسبب أنهم كانوا أظلم وفسرها بأنهم أطغى وفسرها بأنهم أهوى أى أكفر أى أجرم وقد غشاها ما غشى والمراد وقد أصاب كل منهم الذى أصاب من أنواع الهلاك
اتباع هوى الأنفس
قال تعالى بسورة النجم"إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى النفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى "المعنى إن هى إلا أحكام اخترعتموها أنتم وآباؤكم ما أوحى الرب بها من وحى ،إن يطيعون إلا الكذب أى ما تشتهى النفوس ولقد أتاهم من إلههم الحق ،يقول النبى (ص)للناس بطلب من الله :إن هى أى أحكام أديانهم إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان والمراد أن هى إلا أحكام افتريتموها أنتم وآباؤكم ما أوحى الرب فيها من وحى يبيح طاعتها وهذا يعنى أن كل الأديان الباطلة ليست سوى من تأليف الناس سواء سموها أديان أو دساتير أو تقاليد أو غير ذلك ،ويبين الله لنبيه (ص)أن الكفار يتبعون الظن أى يطيعون الباطل وفسره بأنه ما تهوى الأنفس أى ما تشتهى الأنفس مصداق لقوله بسورة النساء "يتبعون الشهوات"ولقد جاءهم من ربهم الهدى والمراد ولقد بلغهم من خالقهم الحق ممثل فى كتاب الله مصداق لقوله بسورة البقرة "ولما جاءهم كتاب من عند الله"والخطاب وما قبله حتى سلطان من النبى(ص)للكفار وما بعده له من الله.
النهى عن اتباع الهوى
النساءيا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين وإن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وأن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا" يفسر قوله"فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا" قوله تعالى بسورة البقرة"ولا تتبعوا خطوات الشيطان"فالهوى هو خطوات الشيطان وقوله"فإن الله كان بما تعملون خبيرا"يفسره قوله بسورة النساء"وكان الله بما يعملون محيطا"فخبيرا تعنى محيطا والمعنى يا أيها الذين صدقوا حكم الله كونوا شاهدين بالعدل حاكمين لله ولو على ذواتكم أو الأبوين والأقارب وإن يكن مستكفيا أو محتاجا فالله أحق بهما فلا تطيعوا الظلم كى لا تنحرفوا وإن ترفضوا أى تكذبوا فإن الله كان بما تفعلون عليما،يطالب الله الذين أمنوا أى صدقوا وحى الله أن يكونوا قوامين بالقسط والمراد أن يكونوا حاكمين بالعدل شهداء لله أى مقرين معترفين لله حتى لو كان الإقرار على أنفسهم أو على الوالدين وهم الأبوين أو على الأقربين وهم الأقارب وهذا يعنى أن القاضى أو الشاهد يجب عليه أن يحكم أو يشهد على نفسه أو على والديه أو على أقاربه بالحق فليس فى الإسلام ما يسمى التنحى عن الحكم أو الشهادة فى أى قضية حتى ولو كان المتهم هو القاضى نفسه أو الشاهد أو والديه أو أقاربه ،ويبين لهم أن المتهم لو كان غنيا أى مستكفى غير محتاج أو فقيرا أى محتاجا فالله أولى بهما والمراد فالله أحق بشهادة العدل فيهما وهذا يعنى أن الغنى والفقر لا يؤثران على الحكم أو الشهادة ،ويطلب الله منهم ألا يتبعوا الهوى والمراد ألا يطيعوا حكم الكفر فى أنفسهم حتى يعدلوا أى كى يقسطوا فى الشهادة والحكم
ص يا داود إنا جعلناك خليفة فى الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب "المعنى يا داود إنا عيناك حاكما فى البلاد فاقض بين الخلق بالعدل ولا تطع الظن فيبعدك عن دين الله إن الذين يبعدون عن دين الله لهم عقاب اليم بما كذبوا بيوم الدين ،يبين الله لنبيه (ص)أن الله خاطب داود(ص) فقال يا داود إن جعلناك خليفة فى الأرض والمراد إنا اخترناك حاكما فى البلاد وهذا يعنى أن الله عينه حاكم لبلاد الدنيا ،فاحكم بين الناس بالحق والمراد فاقض بين الخلق بالعدل وهو القسط مصداق لقوله بسورة المائدة "فاحكم بينهم بالقسط "ولا تتبع الهوى والمراد ولا تطع الشهوات فيضلك عن دين الله والمراد فيبعدك عن حكم الرب وهذا يعنى أن يحكم الدنيا بالعدل وهو حكم الله وأن يبعد عن حكمها بالظلم وهو الهوى ويبين له أن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد والمراد أن الذين يبعدون أى يصدون عن طاعة حكم الله لهم عقاب مهين مصداق لقوله بسورة هود"ويصدون عن سبيل الله"وقوله بسورة الحج"لهم عذاب مهين "والسبب بما نسوا يوم الحساب والمراد بما تركوا العمل ليوم الدين وهو طاعة حكم الله .
المائدة"قل يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل"المعنى قل يا أصحاب الوحى السابق لا تقولوا فى حكمكم سوى العدل ولا تطيعوا أحكام ناس قد كفروا من قبل وأبعدوا عديدا غيرهم عن رحمة الله،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول لأهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق :لا تغلوا فى دينكم غير الحق والمراد لا تقولوا فى حكمكم سوى العدل وهذا يعنى ألا ينسبوا إلى الله الذى لم يقله فى الوحى ويقول:ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا والمراد ولا تطيعوا سبل الناس الذين قد انحرفوا عن الحق مصداق لقوله بسورة الأنعام"ولا تتبعوا السبل"وهذا يعنى ألا يطيعوا أحكام أديان الناس الذين بعدوا عن الحق فى قولهم بوجود آلهة غير الله وهم قد أضلوا كثيرا أى صدوا الكثير عن دين الله
الأنعام قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون"المعنى قل هاتوا شاهديكم الذين يقرون أن الله منع هذا فإن أقروا فلا تقر معهم أى لا تطع شهوات الذين كفروا بأحكامنا أى الذين لا يصدقون بالقيامة أى هم بإلههم يكفرون،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا والمراد هاتوا أنصاركم الذين يعترفون أن الله منع هذا،وهذا يعنى أنه يطلب شهود على أن الله منع الإسلام والغرض من الطلب هو إخبار القوم أن لا أحد حضر هذا المنع المزعوم لأنه لم يحدث فى الأصل ،ويبين له أنهم إن شهدوا أى أحضروا الشهود فأقروا بأن الله منع الإسلام فعليه ألا يشهد معهم والمراد فعليه ألا يقر مع الشهود على أن الله منع الإسلام وفسر هذا النهى بألا يتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والمراد ألا يطيع أحكام الذين كفروا مصداق لقوله بسورة الأحزاب"ولا تطع الكافرين"
الجاثية"ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون "المعنى ثم أطلعناك على بينة من الوحى فأطعها ولا تطع ظنون الذين لا يدرون ،يبين الله لنبيه (ص)أنه جعله على شريعة من الأمر والمراد على بينة من الوحى أى على دين الله فى الوحى مصداق لقوله بسورة الأنعام"بينة من الأمر"ويطلب منه أن يتبعها أى يطيع الدين ولا يتبع أهواء الذين لا يعلمون والمراد ولا يطيع شهوات الذين لا يؤمنون وهو سبيل أى دين المفسدين مصداق لقوله بسورة الأعراف "ولا تتبع سبيل المفسدين ".
الشورى"فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير "المعنى فلذلك فأبلغ وأطع كما أوصيت ولا تطع ظنونهم وقل صدقت بالذى أوحى الرب من حكم وأوصيت لأحكم بينكم :الرب إلهنا وإلهكم لنا أفعالنا ولكم أفعالكم لا فاصل بيننا وبينكم ،الرب يحشرنا وإلى جزائه العودة ،يبين الله لنبيه (ص)أن لذلك وهو الكتاب عليه أن يدعو أى يبلغ أى ينادى لإتباعه وأن يستقيم كما أمر والمراد وأن يطيع حكم الله كما أوصى وهذا يعنى أن يعبد الله وحده مصداق لقوله بسورة الرعد"إنما أمرت أن أعبد الله "ولا تتبع أهوائهم والمراد ولا تطيع وساوسهم وهى خطوات الشيطان أى سبيل المفسدين مصداق لقوله بسورة النور "ولا تتبعوا خطوات الشيطان"وقوله بسورة الأعراف"ولا تتبع سبيل المفسدين
الهوى يتبعه الكفار
الأعراف"ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث وإن تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"المعنى ولو أردنا لرحمناه بها ولكنه تمسك بمتاع الدنيا أى أطاع شهوته فشبهه كشبه الكلب إن تهجم عليه ينهج وإن تدعه ينهج ذلك شبه الذين كفروا بأحكامنا فأبلغ الأحكام لعلهم يفقهون،يبين الله لنبيه(ص)أنه لو شاء لرفع الرجل بها والمراد لو أراد لرحم الرجل بطاعته لحكم الله ولكنه أخلد إلى الأرض أى تمسك بمتاع الدنيا وفسر هذا بأنه اتبع هواه أى أطاع شهوته مصداق لقوله بسورة النساء"الذين يتبعون الشهوات"فمثله كمثل الكلب والمراد شبهه كشبه الكلب إن تحمل عليه يلهث والمراد إن تضربه يتنفس بصوت والكافر لو ضربه الله بالأذى لا يترك كفره كالكلب لا يترك اللهاث عند ضربه وإن تتركه يلهث والمراد وإن تدعه سليما ينهج أى يتنفس بصوت والكافر لو تركه الله بلا أذى فى خيره لتمسك بكفره كتمسك الكلب بلهاثه ،ويبين لنا أن ذلك مثل الذين كذبوا بآياتنا أى شبه الذين كفروا بأحكام الله ويطلب الله من نبيه(ص)أن يقصص القصص والمراد أن يبلغ الأحكام للناس والسبب لعلهم يتفكرون أى يفهمون فيطيعون الوحى.
طه"إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى " المعنى إن القيامة حادثة أريد أسرها ليعطى كل فرد بما يعمل فلا يبعدنك عنها من لا يصدق بها وأطاع ظنه فخسر ،يبين الله لنبيه(ص)أنه قال لموسى (ص)فى وحيه المتكلم به معه :إن الساعة آتية والمراد إن القيامة حادثة فى المستقبل ،أكاد أخفيها أى أريد أسرها والمراد أنه أراد عدم إعلان موعدها والسبب فى قدوم الساعة لتجزى كل نفس بما تسعى أى ليحاسب كل فرد بما يكسب أى يعمل مصداق لقوله بسورة إبراهيم"ليجزى الله كل نفس ما كسبت "ويقول:فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها والمراد فلا يردنك عن التصديق بها من لا يصدق بوقوعها واتبع هواه فتردى أى وأطاع ظنه وهو شهوته أى شيطانه فخسر الثواب .
القصص"فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدى القوم الظالمين "المعنى فإن لم يردوا عليك فاعرف أنما يطيعون ظنونهم ومن أكفر ممن أطاع ظنه بغير رشاد من الرب إن الرب لا يثيب الناس الكافرين،يبين الله لنبيه (ص)أن اليهود إن لم يستجيبوا له والمراد إن لم يحضروا الوحى المطلوب من لدى الله كما طلب منهم فعليه أن يعلم أى يعرف أن الكفار يتبعون أهواءهم أى يطيعون ظنونهم مصداق لقوله بسورة يونس "إن يتبعون إلا الظن "ويبين له أن ليس أضل أى أظلم ممن اتبع هواه بغير علم والمراد من الذى أطاع ظنه بغير هدى أى وحى أى علم من الله
الروم"بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين "المعنى لقد أطاع الذين كفروا شهواتهم بغير علم فمن يرحم من عذب الرب أى مالهم من منقذين،يبين الله أن الذين ظلموا أى كفروا بأحكام الله اتبعوا أهواءهم والمراد أطاعوا ظنونهم مصداق لقوله بسورة النجم"إن يتبعون إلا الظن"وهى شهواتهم بغير علم والمراد بغير هدى أى وحى يبيح لهم طاعة الأهواء من الله مصداق لقوله بسورة القصص"ممن اتبع هواه بغير هدى من الله
محمد"ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم "المعنى ومنهم من ينصت لك حتى إذا طلعوا من لديك قالوا للذين أعطوا الوحى ماذا قال سابقا أولئك الذين ختم الله على نفوسهم وأطاعوا ظنونهم ،يبين الله لنبيه (ص) أن من المنافقين من يستمع إليه والمراد من ينصت لحديثك وهذا يعنى أن منهم من يتظاهر بمعرفة ما يقوله الرسول(ص)للطاعة حتى إذا خرجوا من عندك والمراد حتى إذا انصرفوا من مكان وجودك قالوا للذين أوتوا العلم وهم الذين أعطوا الوحى ماذا قال آنفا والمراد بماذا تحدث محمد سابقا أى بماذا تكلم محمد فى المجلس ؟وهذا التناسى لقول الرسول (ص)هو تناسى متعمد منهم ويبين له أن أولئك هم الذين طبع الله على قلوبهم أى ختم الله على نفوسهم مصداق لقوله بسورة البقرة"ختم الله على قلوبهم"والمراد جعل فى نفوسهم حاجز يمنعهم من الإسلام وهو أنهم اتبعوا أهواءهم والمراد أطاعوا ظنونهم وهى شهواتهم أى الباطل مصداق لقوله بسورة محمد"واتبعوا الباطل" والخطاب للنبى(ص).
مصيرنا إذا اتبعنا الهوى
البقرة"ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين" قوله "ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك"يفسره قوله تعالى بسورة ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون " فأتيت تعنى جئت لهم بآية أى معجزة وأهل الكتاب هم الذين أوتوا الكتاب وعدم اتباعهم القبلة هو قولهم لنا إننا مبطلون ومعنى القول ولئن جئت الذين أعطوا الوحى بكل معجزة ما أطاعوا دينك،يبين الله لرسوله (ص)أن أهل الكتاب لو جاءهم بكل آية أى معجزة فلن يتبعوا قبلته والمراد فلن يطيعوا دينه ،وقوله "وما أنت بتابع قبلتهم " يعنى وما أنت بمطيع دينهم ،يبين الله لرسوله (ص)أنه لن يتبع قبلة أهل الكتاب والمراد لن يطيع دين من أديان أهل الكتاب،وقوله "وما بعضهم بتابع قبلة بعض "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "قالت اليهود ليست النصارى على شىء وقالت النصارى ليست اليهود على شىء "فعدم اتباع اليهود قبلة أى دين النصارى هو زعمهم أن النصارى ليسوا على الدين الصحيح وعدم اتباع النصارى لقبلة أى دين اليهود هو زعمهم أن اليهود ليسوا على دين الله ،وقوله "ولئن اتبعت أهوائهم بعد ما جاءك من العلم إنك إذا من الظالمين " يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "ولئن اتبعت أهوائهم بعد ما جاءك من الحق"فالعلم هو الحق والمعنى ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق إنك إذا من الكافرين ،يبين الله لرسوله (ص)أنه لو اتبع أهوائهم أى أطاع دين من أديانهم لكان ظالما أى كافرا يستحق دخول النار،ومعنى الآية هو ولئن جئت الذين أعطوا الوحى من قبل بكل معجزة ما أطاعوا دينك وما أنت بمطيع دينهم وما بعضهم بمطيع دين بعض ولئن أطعت أديانهم بعد الذى أتاك من الحق إنك إذا لمن الكافرين ،والخطاب للنبى(ص).
الرعد"كذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولى ولا واق"المعنى وهكذا أوحيناه قرآنا واضحا ولئن أطعت أحكامهم بعد ما أتاك من الوحى ما لك من الله من ناصر أى حامى ،يبين الله لنبيه(ص)أن كذلك أى بتلك الطريقة أنزلناه حكما عربيا والمراد أوحيناه قرآنا مفهوما مصداق لقوله بسورة الشورى "وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا "ويبين له أنه إن اتبع أهواءهم بعد ما جاءهم من العلم والمراد إن أطاع أحكام الكفار من بعد الذى أتاهم من القرآن فما له من الله من ولى ولا واق والمراد فما له من ناصر أى مانع من العذاب مصداق لقوله بسورة البقرة "ما لك من الله من ولى ولا نصير "والخطاب وما بعده للنبى(ص).
اتخاذ الهوى إله
الفرقان"أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا "المعنى هل علمت من جعل ربه شهوته أفأنت تكون عليه حفيظا ؟يسأل الله نبيه (ص)أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا والمراد هل عرفت من عبد ربه شهوته وهى نفسه هل أنت تصبح له حاميا ؟والغرض من السؤال هو إخبار الرسول (ص)أن كل كافر جعل إلهه هواه أى شهواته والمسلم لا يمكن أن يكون حافظا للكافر من عذاب الله على عبادته نفسه .
الجاثية"أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون "المعنى هل علمت بمن جعل ربه شهوته أى أبعده الرب بعد وحى أى طبع على قلبه أى نفسه أى خلق على قلبه حاجز فمن يرحمه من بعد الرب أفلا تطيعون ؟يسأل الله نبيه (ص)أفرأيت من اتخذ إلهه هواه والمراد أعرفت من جعل ربه شهوته وفسر هذا بقوله وأضله الله على علم والمراد وأبعده الرب عن دينه بعد معرفته بدين الله وفسر الله بقوله وختم أى وطبع على سمعه وهو قلبه أى نفسه مصداق لقوله بسورة التوبة "وطبع الله على قلوبهم "
ماذا يحدث لو اتبع الله الهوى؟
المؤمنون"ولو اتبع الحق أهوائهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون "المعنى ولو أطاع الله أحكامهم لخربت السموات والأرض ومن فيهن لقد جئناهم بحكمهم فهم لحكمهم مخالفون ،يبين الله أن الحق وهو الله العدل لو اتبع أهوائهم والمراد لو أطاع شهوات الكفار لفسدت والمراد لدمرت السموات والأرض ومن فيهم من الخلق ويبين لنا أنه أتاهم بذكرهم والمراد جاءهم بحكمهم وهو الحق مصداق لقوله بنفس السورة "بل أتيناهم بالحق "فهم عن ذكرهم وهو حكم الله لهم معرضون أى مخالفون وهذا يعنى أنهم مكذبون عاصون لحكم الله لهم .
نتائج اتباع الهوى
النساء يفسر قوله"فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا" قوله تعالى بسورة البقرة"ولا تتبعوا خطوات الشيطان"فالهوى هو خطوات الشيطان ،يطلب الله منهم ألا يتبعوا الهوى والمراد ألا يطيعوا حكم الكفر فى أنفسهم حتى يعدلوا أى كى يقسطوا فى الشهادة والحكم
ص
طه"إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى " المعنى إن القيامة حادثة أريد أسرها ليعطى كل فرد بما يعمل فلا يبعدنك عنها من لا يصدق بها وأطاع ظنه فخسر ،يبين الله لنبيه(ص)أنه قال لموسى (ص)فى وحيه المتكلم به معه :إن الساعة آتية والمراد إن القيامة حادثة فى المستقبل ،أكاد أخفيها أى أريد أسرها والمراد أنه أراد عدم إعلان موعدها والسبب فى قدوم الساعة لتجزى كل نفس بما تسعى أى ليحاسب كل فرد بما يكسب أى يعمل مصداق لقوله بسورة إبراهيم"ليجزى الله كل نفس ما كسبت "ويقول:فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها والمراد فلا يردنك عن التصديق بها من لا يصدق بوقوعها واتبع هواه فتردى أى وأطاع ظنه وهو شهوته أى شيطانه فخسر الثواب .
الأنعام"قل إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين "المعنى قل إنى زجرت أن أطيع الذين تطيعون من غير الله قل لا أطيع شهواتكم قد خسرت وما أنا من المرحومين ،يطلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس :إنى نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله والمراد إنى منعت أن اتبع الذين تعبدون من سوى الله مصداق لقوله بسورة يونس"فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله"وهذا يعنى أن الله حرم عليه طاعة دين غير دين الله ،ويطلب منه أن يقول لا أتبع أهواءكم والمراد لا أطيع شهواتكم وهى ظنونكم وهذا يعنى أنه لا يتبع أى دين من أديان الكفر ،قد ضللت أى قد خسرت وما أنا من المهتدين أى وما أنا من المرحومين وهذا يعنى أنه يخسر الجنة ولا يكون ضمن المرحومين وهم الداخلين الجنة .
استهواء الشياطين
الأنعام"قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذى استهوته الشياطين فى الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين "المعنى قل أنطيع من سوى الرب الذى لا يفيدنا ولا يؤذينا ونرجع إلى كفرنا بعد أن رحمنا الرب كالذى استغوته الشهوات فى الدنيا كافر له أصدقاء ينادونه إلى الحق آمن معنا ،قل إن دين الله هو الحق وأوصينا أن نطيع إله الكل ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس:أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا والمراد هل نعبد من سوى الرب الذى لا يفيدنا ولا يؤذينا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله والمراد ونعود إلى ديننا السابق وهو الكفر بعد أن نفعنا الله بدينه؟والغرض من السؤال إخبار الكفار أن الآلهة التى يعبدونها لا تفيد ولا تؤذى ومن ثم فلا فائدة منها وإنما الفائدة فى دين الله،فلو عبدناهم لكنا كالذى استهوته الشياطين فى الأرض والمراد كالذى استغوته أى أضلته الشهوات فى البلاد حيران أى كافر بحكم الله له أصحاب يدعونه إلى الهدى والمراد له أصدقاء ينادونه لطاعة الحق يقولون له :ائتنا أى أمن معنا بحكم الله ،ويطلب منه أن يقول لهم:إن هدى الله هو الهدى والمراد إن حكم الرب هو العدل أى إن دين الرب هو الحق وأمرنا لنسلم لرب العالمين والمراد وأوصينا أن نطيع حكم إله الكل أى وأوصينا أن نعبد الله مصداق لقوله بسورة البينة "وما أمروا إلا ليعبدوا الله " والخطاب وما بعده للنبى(ص)ومنه للكفار.
مأوى من لم يتبه الهوى
النازعات"فإذا جاءت الطامة الكبرى يوم يتذكر الإنسان ما سعى وبرزت الجحيم لمن يرى وأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هى المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى "المعنى فإذا وقعت الغاشية العظيمة يوم يعرف الفرد ما عمل وظهرت النار لمن يشاهد وأما من بغى أى فضل المعيشة الأولى فإن النار هى المقام وأما من خشى عذاب إلهه أى زجر النفس عن الكفر فإن الحديقة هى المسكن ،يبين الله لنا أن إذا جاءت الطامة الكبرى والمراد إذا وقعت الصاخة وهى الغاشية العظيمة مصداق لقوله بسورة عبس "فإذا جاءت الصاخة"يوم يتذكر الإنسان ما سعى والمراد يوم يرى الفرد ما عمل من خير أو شر مصداق لقوله بسورة الزلزلة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره "وفى هذا اليوم برزت الجحيم لمن يرى والمراد وسعرت أى ظهرت أى جهزت النار لمن يشاهد مصداق لقوله بسورة التكوير"وإذا الجحيم سعرت"وأما من طغى أى كفر وفسره الله بأنه آثر الحياة الدنيا والمراد استحب أى فضل متاع المعيشة الأولى على الآخرة مصداق لقوله بسورة النحل"بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة " فإن الجحيم وهى النار هى المأوى أى المقام الذى يقيمون به وأما من خاف مقام ربه والمراد وأما من خشى عذاب خالقه فأطاع حكمه وفسر هذا بأنه نهى النفس عن الهوى والمراد زجر النفس عن الكفر وهو طاعة شهوته ومن ثم فالجنة وهى الحديقة هى المأوى أى المسكن الدائم لهم والخطاب وما بعده للنبى(ص)
هوى بنى اسرائيل فى الرسل
البقرة"لقد أتينا موسى الكتاب ولقد قفينا من بعده بالرسل وأتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "قوله ولقد أتينا موسى الكتاب"يفسره قوله بسورة غافر"ولقد أتينا موسى الهدى "فالكتاب هو الهدى أى حكم الله والمعنى ولقد أوحينا لموسى (ص)التوراة ،وهذا معناه أن الله أعطى موسى (ص)التوراة ليحكم بها بنى إسرائيل وقوله "وقفينا من بعده بالرسل "يفسره قوله بسورة يونس"ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم"فالتقفية هى بعث الرسل بعد موت موسى (ص)والمعنى وبعثنا من بعد موسى (ص)بالأنبياء(ص)وقوله "وأتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس"يفسره قوله بسورة الزخرف"ولما جاء عيسى بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة "فالبينات هى الحكمة أى الإنجيل والمعنى وأوحينا لعيسى ابن مريم (ص)الإنجيل ونصرناه برسول الله جبريل(ص)والمراد أن الله جعل جبريل(ص)ينصره بالمعجزات وقوله "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون "يعنى هل كلما أتاكم نبى بالذى لا تريد شهواتكم كفرتم فبعض من الرسل عصيتم وبعضا ذبحتم ،وهذا يخبرنا أن بنى إسرائيل كذبوا جميع رسلهم ولكن اكتفوا بتكذيب البعض وقتلوا البعض الأخر بعد تكذيبه ومعنى الآية لقد أوحينا لموسى (ص)التوراة وبعثنا من بعد موته بالأنبياء(ص)وأوحينا لعيسى بن مريم (ص)الإنجيل ونصرناه برسول الله جبريل(ص)،هل كلما أتاكم مبعوث من الله كفرتم فبعض منهم كفرتم بهم فقط وبعض منهم كفرتم به وذبحتموهم .
المائدة"لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون"المعنى لقد فرضنا عهد أولاد يعقوب(ص)وبعثنا لهم أنبياء كلما أتاهم نبى بالذى لا تحب شهواتهم جماعة كفروا بهم وجماعة يذبحون،يبين الله لنبيه(ص)أنه أخذ ميثاق والمراد فرض العهد على بنى إسرائيل وهو عبادة الله وحده وأرسل لهم رسلا والمراد وبعث لهم مبعوثين يبلغون رسالات الله فكانت النتيجة أنهم كلما جاءهم أى أتاهم رسول بما لا تهوى أنفسهم والمراد كلما أتاهم مبعوث بالذى تكره شهواتهم وهو الحق فريقا كذبوا أى جماعة من الرسل(ص)اكتفوا بالكفر بهم وجماعة يقتلون أى يذبحون بعد كفرهم بهم .
الرسول لا ينطق عن الهوى
النجم"بسم الله الرحمن الرحيم والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إنه هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى فدنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه على ما يرى "المعنى بحكم الرب النافع المفيد والكوكب إذا غاب ما كفر صديقكم أى ما جن وما يتكلم من الشهوة إنه هو إلا إلقاء يلقى عرفه عظيم القدرات صاحب عزة فقعد وهو بالجهة العليا ثم اقترب فنزل فكان قدر شبرين أى أقرب فألقى إلى مملوكه ما ألقى ما خالف القلب ما شاهد أفتجادلونه فيما يشاهد؟يقسم الله للناس بالنجم إذا هوى والمراد بالمصباح وهو الكوكب إذا غاب عن السماء نهارا على أن اسم الله الرحمن الرحيم أى على أن حكم الرب النافع المفيد هو أن صاحبهم وهو صديقهم محمد(ص)ما ضل وفسره بقوله ما غوى أى ما كفر أى ما كذب فى أن القرآن وحى الله وعلى أنه لا ينطق عن الهوى أى لا يتكلم القرآن من عند نفسه وهى شهوته وإنما القرآن وحى يوحى أى إلقاء يلقى له علمه شديد القوى والمراد ألقاه له عظيم القدرات وهو ذو مرة أى" ذى قوة "كما
المضلون بهواهم
الأنعام"وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين "المعنى وما السبب ألا تطعموا من الذى ردد حكم الله عليه وقد بين لكم الذى منعكم منه إلا ما أكرهتم عليه وإن عديدا ليتبعون شهواتهم دون وحى إن إلهك هو أعرف بالمفسدين،يسأل الله المؤمنين وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه والمراد وما يمنعكم أن تطعموا من الذى أطيع حكم الله فيه ؟والغرض من السؤال إخبارهم أن الذبائح التى ردد حكم الله عليها وهى التى قصد من ذبحها طاعة الله بأكلها لعمل الأعمال الحسنة يعنى أنه حلال أكلها،ويبين لهم أنه فصل أى بين لهم ما حرم عليهم والمراد عرفهم ما منعهم من أكله من أصناف الحيوان فى الوحى السابق نزوله إلا ما اضطررتم إليه وهو ما أجبرتم أنفسكم على أكله خوفا من الموت جوعا وهى المخمصة مصداق لقوله بسورة المائدة "فمن اضطر فى مخمصة غير متجانف لإثم إن الله غفور رحيم " فالله يغفر هذا الذنب ويبين الله لنبيه (ص)أنه أعلم بالمعتدين أى أعرف بالمفسدين وهم المتبعين للأهواء مصداق لقوله بسورة يونس"وربك أعلم بالمفسدين
هوى الناس
إبراهيم "ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون "المعنى إلهنا إنى أقمت من عيالى بمكان غير صاحب نبات عند مسجدك المحرم إلهنا ليطيعوا الدين فاجعل قلوب من البشر تميل لهم وأعطهم من المنافع وامنحهم من المنافع لعلهم يطيعون ،يبين الله لنبيه(ص)أن إبراهيم (ص)قال ربنا إنى أسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم والمراد إلهنا إنى جعلت من أولادى فى مكان غير ذى نبات لدى مسجدك العتيق وهذا يعنى أنه جعل إسماعيل(ص)يقيم فى مكة التى لم يكن فيها أى زرع فى ذلك الوقت ،وقال ربنا ليقيموا الصلاة والمراد إلهنا ليتبعوا الدين وهذا يعنى أن سبب جعلهم يقيمون هناك هو أن يطيعوا حكم الله ويقول فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم والمراد فاجعل نفوس من الخلق تميل لهم وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يخلق فى نفوس البشر ميل للحج فى مكة وقال وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون والمراد وأعطهم من المنافع لعلهم يطيعون حكمك وهذا يعنى أنه يطلب منه أن يعطى عياله المنافع المتعددة حتى يتبعوا حكم الله
الأفئدة هواء
ابراهيم "وأفئدتهم هواء" والمراد وكلماتهم أى ودعواتهم سراب والمراد لا أثر لها فى ذلك اليوم مصداق لقوله بسورة الرعد "وما دعاء الكافرين إلا فى ضلا
مواضيع مماثلة
» الهوى في القرآن
» تناقض حديث أبغض إله عبد فى الأرض عند الله هو الهوى مع القرآن
» نقد كتاب فلينزع الحجاب جنون المطالبة بتفسير القرآن حسب الهوى
» أول الهوى
» أول الهوى
» تناقض حديث أبغض إله عبد فى الأرض عند الله هو الهوى مع القرآن
» نقد كتاب فلينزع الحجاب جنون المطالبة بتفسير القرآن حسب الهوى
» أول الهوى
» أول الهوى
بيت الله :: الفئة الأولى :: ألفاظ القرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 6:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الله أمر أهل بدر بعمل ما يريدون
اليوم في 6:42 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو الأمان فى ألأماكن المختلفة فيما بعد
اليوم في 6:41 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تقبيل اليد
اليوم في 6:40 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود دين القوم نصف العقل
اليوم في 6:39 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قتال الناس حتى يسلموا
اليوم في 6:39 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود إباحة وطء الجوارى دون زواج
اليوم في 6:38 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كون الجنة تحت ظلال السيوف أى فى الأرض
اليوم في 6:37 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تفرق المجاهدين فى أماكن متباعدة من الشيطان
اليوم في 6:36 am من طرف Admin
» قراءة فى مقال محاربات الأمازون
اليوم في 6:19 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى حلب الأنعام عند الجوع دون إذن صاحبها
أمس في 6:35 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود مطالبة المسلم بعدم الحكم بحكم الله
أمس في 6:34 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تفضيل بعض الأعداد فى الحرب
أمس في 6:33 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الراكب شيطان والراكبان شيطانان
أمس في 6:32 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود بعث السرايا دوما بالنهار
أمس في 6:31 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود سفر النبى (ص) يوم الخميس
أمس في 6:30 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الشياطين لها سلطة العيث فسادا بعد غياب الشمس
أمس في 6:29 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تعجب الله من علم الإنسان
أمس في 6:28 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اعتبار الله صاحب وخليفة
أمس في 6:27 am من طرف Admin
» قراءة فى كتاب قانون تفسير القرآن للنجم الطوفي
أمس في 5:59 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اعتبار الله صاحب وخليفة
السبت نوفمبر 23, 2024 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود سبب رزقنا ونصرنا هو الضعفاء
السبت نوفمبر 23, 2024 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى لون راية الرسول(ص)
السبت نوفمبر 23, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود دخول الناس المسجد بالسلاح
السبت نوفمبر 23, 2024 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود ادخال الأفراس فى الرهان سواء أمن أو لم يؤمن
السبت نوفمبر 23, 2024 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود إباحة الرهان وهو السبق و
السبت نوفمبر 23, 2024 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الأرض تطوى بالليل
السبت نوفمبر 23, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الإبل خلقت من الشياطين
السبت نوفمبر 23, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وسم الأنعام
السبت نوفمبر 23, 2024 6:10 am من طرف Admin
» نظرات فى كتاب موقف علي في الحديبية
السبت نوفمبر 23, 2024 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الناقة ملعونة
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود النهى عن ركوب الجلالة
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الجرس شيطان
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قرب الملائكة من الناس
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العين لها تأثير مؤذى
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود معجزة كلام الجمل
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كراهية الشكال فى الخيل
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود التفضيل فى ألوان وبركة الخيل
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:11 am من طرف Admin
» عمر الرسول (ص)
الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود من تمنى الجهاد ولم يجاهد فمات فهو شهيد
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:48 am من طرف Admin