بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
دخول
نقد كتاب البناء على قبور الأنبياء والأولياء
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب البناء على قبور الأنبياء والأولياء
نقد كتاب البناء على قبور الأنبياء والأولياء واتخاذها مساجد وأماكن للعبادة
الكتاب من تأليف مرتضى العسكري وموضوعه الموازنة بين رأى المبيحين لبناء المساجد على القبور وبين رأى المحرمين لذلك ومن المعروف أن الشيعة مجمعين إلا نادرا على إباحة بناء المساجد على القبور لأن قبور أئمتهم كلها مبنية على القبور عدا الغائب المزعوم ومن ثم فنتيجة الكتاب معروفة وقد ذكر مرتضى أدلة الفريقين فقال فى الرأى المحرم:
"أدلة القائلين بتحريم البناء على القبور:
اختلف المسلمون في أمر البناء على قبور الأنبياء والأولياء والطواف حولها واتخاذها مساجد ومحلا للعبادة واستدل القائلون بتحريمها بروايات أهمها ما يأتي :
ا - عن علي قال : كان رسول اللّه (ص ) في جنازة , فقال :
أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره , ولا قبرا إلا سواه ,ولا صورة إلا لطخها؟ فقال (رجل ): أنا يا رسول اللّه , فانطلق فهاب أهل المدينة , فرجع فقال علي :أنا انطلق يا رسول اللّه قال : ((فانطلق )) فانطلق , ثم رجع , فقال : يا رسول اللّه , لم ادع بها وثنا إلا كسرته , ولا قبرا إلا سويته , ولا صورة إلا لطختها
وقد تكرر ورود هذا الحديث في كتب الحديث واكتفينا بإيراد أتم لفظ منه
ب - رووا عن النبي (ص ) انه قال : (( اللهم لا تجعل قبري وثنا, لعن اللّه قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) - وفي رواية أخرى أن الرسول (ص ) شخص الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال قاتل اللّه اليهود, اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
ج - استدلوا بما روي عن النبي (ص ) في نهي النساء عن زيارة القبور بما جاء في الروايات الآتية :في سنن ابن ماجة والترمذي وأبي داود بسندهم عن أبي هريرة وحسان وابن عباس : أن رسول اللّه (ص ) لعن زوارات القبور"
وبعد أن ذكر ما يظن أنه أدلة الفريق المحرم ذكر أن تلك الروايات لها علل لرفضها فقال :
"علة الروايات الأولى:
أولا - أن أهل المدينة بعد أن أسلم بعضهم أرسل لهم الرسول (ص )بادىء ذي بدء مصعب بن عمير, يعلم من اسلم منهم ما ورد من أحكام الإسلام يوم ذاك ولما وفدوا إلى الحج , حضر المسلمون منهم العقبة وبايعوا رسول اللّه (ص ) سرا, ولم ينتشر الإسلام بينهم , إلى أن هاجر الرسول (ص ) إليهم , وتبعه الإمام علي بعد ثلاث أو أكثر, وقصة وروده المدينة بعد ذلك مشهورة- وتدرج الرسول (ص ) في بسط حكمه على المدينة بعد أن عاهد يهود قريظة وبني النضير وبني قينقاع , ودخل أهل المدينة كلهم في الإسلام تدريجيا فمتى كان إرسال النبي (ص ) الإمام علي من تشييع جنازة إلى المدينة ليهدم الأصنام ويسوي القبور ويلطخ الصور, كالحاكم الذي لا راد لأمره ؟ أضف إليه أن محتوى الخبر أن المرسل الأول ذهب , وهم في تشييع الجنازة , ورجع خائبا, ثم أرسل النبي (ص ) الإمام عليا بعده وهم لا يزالون في تشييع الجنازة , فكيف يتم ذلك ثانيا - وفي بقية الحديث أن الإمام عليا قال لأبي الهياج الأسدي : أبعثك فيما بعثني رسول اللّه (ص ), أمرني أن أسوي كل قبر واطمس كل صنم ولا يكون إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي في أمر إلا في عصر خلافته , وعليه يتجه هذا السؤال :
متى كان إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي ؟ أفي عصر خلافته وبعد الفتوحات الإسلامية وبعد زمن الخلفاء الثلاثة , أم قبله ؟ والى أي بلد بعث الإمام علي أبا الهياج لتهديم القبور وطمس الأصنام ؟ وأخيرا في كلا الخبرين أمر من الرسول (ص ) والإمام علي -إن صح الخبران - بتهديم قبور المشركين في بلد الشرك , فكيف يدل ذلك على انتشار هذا الحكم إلى قبور المسلمين ووجوب تهديمها؟"
الرواية التى ذكرها العسكرى غير موجودة فى الكتب الست التى تسمى بالصحاح عند أهل السنة ولا ذكر فى الروايات للمدينة ولا أى شىء يدل على ما ذهب له العسكرى ومن تلك الروايات :
2287 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ أَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ قَالَ قَالَ لِى عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ."صحيح مسلم
1068 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لأَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِى بِهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَنْ لاَ تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ وَلاَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ ».سنن الترمذى
ومن ثم فالعلة التى ذكرها العسكرى غير موجودة فى معظم روايات الحديث
ثم قال فى علة رفض الحديث الثانى:
"علة الروايات الثانية:
أولا: في أمر قبور أنبياء بني إسرائيل :
جاء في الإصحاح الخامس والعشرين من سفر التكوين ما موجزه :توفي إبراهيم و دفنه إسحاق وإسماعيل في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحثي أمام ممرا ودفنت فيها سارة وفي الإصحاح الخامس والثلاثين ما موجزه : لما توفي إسحاق حمله ابناه عيسو ويعقوب ودفناه في ممرا والتي هي حبرون وفي الإصحاح الخمسين : لما توفي يعقوب بمصر حمله ابنه يوسف إلى مغارة مكفيلة ودفنه إلى جنب جده وأبيه وفي إصحاح العشر من سفر العدد: أن هارون توفي و دفنه أخوه موسى في رأس جبل هور وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية : أن موسى مات في أرض موآب ودفن في الجواء مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى اليوم وفي الإصحاح الرابع والعشرين من سفر يوشع : فدفنوه في جبل افرايم ودفن عظام يوسف في شكيم و لم يذكر مدفن داود وسليمان في أسفار التوراة وقال صاحب كتاب قاموس الكتاب المقدس في ترجمة صهيون : لم يعرف مدفن داود وسليمان وجاء في مادة الخليل في معجم البلدان :الخليل اسم موضع وبلدة فيها حصن وعمارة وسوق بقرب البيت المقدس بينهما مسيرة يوم فيه قبر الخليل إبراهيم في مغارة تحت الأرض , وهناك مشهد وزوار وقوام في الموضع وضيافة للزوار, وبالخليل سمي الموضع واسمه الأصلي حبرون وقيل حبري وفي التوراة أن الخليل اشترى من عفرون بن صوحار الحثي موضعا بأربعمائة درهم فضة و دفن فيه سارة , وقد نسب إليه قوم من أصحاب الحديث وهو موضع طيب نزه روح اثر البركة ظاهر عليه , ويقال أن حصنه من عمارة سليمان بن داود
وقال الهروي : دخلت القدس في سنة 567 هـ واجتمعت فيه وفي مدينة الخليل بمشايخ حدثوني أن في سنة 513 هـ في أيام الملك بردويل انخسف موضع في مغارة الخليل فدخل إليها جماعة من الفرنج بإذن الملك فوجدوا فيها إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وقد بليت أكفانهم وهم مستندون إلى حايط وعلى رؤوسهم قناديل ورؤوسهم مكشوفة فجدد الملك أكفانهم ثم سد الموضع قال : وقرأت على السلفي أن رجلا يقال له الأرمني قصد زيارة الخليل وأهدى لقيم الموضع هدايا جمة و سأله أن يمكنه من النزول إلى جثة إبراهيم فقال له : أما الآن فلا يمكن , لكن إذا قمت إلى أن ينقطع الجثل وينقطع الزوار فعلت فلما انقطعوا قلع بلاطة هناك وأخذ معه مصباحا و نزلا في نحو سبعين درجة إلى مغارة واسعة الهواء يجري فيها وبها دكة عليها إبراهيم ملقى وعليه ثوب أخضر والهواء يلعب بشيبته وإلى جانبه إسحاق ويعقوب , ثم أتى به إلى حائط المغارة فقال له :أن سارة خلف هذا الحائط فهم أن ينظر إلى ما وراء الحائط فإذا بصوت يقول : إياك والحرم , قال فعدوت من حيث نزلت وجاء في الجزء الأول من تاريخ ابن عساكر ما موجزه : عندما كانوا يحفرون بعد سنة 86 هـ جامع دمشق بأمر الوليد بن عبد الملك (ت :96 هـ) وجدوا رأس يحيى بن زكريا في سفط في صندوق تحت ركن من أركان القبة , فجعلوه تحت عمود من الأعمدة مسقط الرأس
ولم يرد في التوراة و غير التوراة ذكر قبور سائر أنبياء بني إسرائيل ,ولم يعرف مدافن : لوط, واليسع - يوشع - وأيوب , وعزير - عزرا- وزكريا, اما عيسى بن مريم فقد رفعه اللّه اليه
كانت تلكم أخبار قبور أنبياء بني إسرائيل - اليهود - و لم نر ولم نسمع ولم يكتب أحد أن اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم وثنا وأن اتخاذ القبر وثنا لا يصدق على احترام القبر وزيارة القبر, فان اتخاذه وثنا يعني أن يستقبل القبر كما تستقبل الكعبة في الصلوات , فأين هذا من ذاك ؟
ثانيا: معبد اليهود - بني إسرائيل - وبيت عبادتهم :
كان بيت عبادة اليهود - بني إسرائيل - يسمى بخيمة الاجتماع وفيها تابوت العهد وجاء في الإصحاح 25-28 من سفر الخروج كيف أمر اللّه نبيه موسى بصنعهما وجاء في الإصحاح 29 -30 وهم في صحراء سيناء كيف أمر اللّه بني إسرائيل بالتعبد في خيمة الاجتماع كما يرى تصويرهما نقلا من قاموس الكتاب المقدس وكان بنو إسرائيل يحملونهما معهم أينما حلوا, حتى بلغوا أراضي فلسطين , وبدا داود يتهيأ لبناء معبد لهم على غرار خيمة الاجتماع وبناه بعده سليمان و نقل إليه خيمة الاجتماع وتابوت العهد وهكذا نجد أن لليهود - بني إسرائيل - كان خيمة للعبادة منذ كانوا في صحراء سيناء, و لما استقروا في فلسطين بنى لهم سليمان معبدا خاصا - هيكل سليمان - نقل إليها خيمة عبادتهم وتابوت العهد وليس مورد الشك في كل ما ذكرناه , وما سنذكره بعد هذا, أحاديث رسول اللّه (ص ) - معاذ اللّه - وإنما البحث يجري حول رواة الأحاديث الذين لم يعصمهم اللّه من الخطأ والسهو والنسيان "
الرجل هنا استشهد بالكتب التى حرفها بعض اليهود على أن الحديث الخاص بإتخاذ بعض اليهود قبور رسلهم مساجد كذب وهو استدلال غير صالح لأن كتب القوم ليست صحيحة وهى أسفار العهد القديم حتى يمكن الاعتماد عليها فى تصديق ما قالوه كما أن ما ذكره وذكرته كتبهم هو خاص بدفن كل واحد من رسلهم وقت وفاته كما أن بقاء جثث الرسل سليمة ومستندة إلى حائط دون وجودهم فى حفر ومهال عليهم التراب تخالف أن طريقة الدفن الشرعية هى البحث وهى الحفر فى الأرض قم وضع الجثة وتغطيتها بالتراب الخارج من الحفرة كما قال تعالى :
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه"
كما أن الله قال أن الجثث تتواجد فى باطن الأرض حيث تعاد لها فى قوله تعالى :
"منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
ومن ثم فكل تلك الأخبار كاذبة
ولم يتعرض العسكرى للرواية الثالثة بالنقد وهو ما يعنى أنه وجدها صحيحة عنده فلم يقدم دليل على كذبها
وبعد ذلك تعرض الرجل لأدبة المبيحين لبناء المساجد على القبور فقال :
"وفي ما يأتي أدلة من رأى ذلك موافقا للشريعة الإسلامية :
أدلة من رأى جواز اتخاذ مقابر الأنبياء مساجد وأماكن للعبادة:
لقد مر بنا في بحث الاحتفال بذكرى الأنبياء والصالحين , كيف ينشر الشؤم والبركة على الزمان والمكان بمناسبة ما جرى على عباد اللّه في كل منهما, وفي هذا البحث نرجع إليه و نضيف عليه بإذنه تعالى و نقول
أولا: من كتاب اللّه :
يستدل من يرى صحة اتخاذ مقابر الأنبياء محلا للعبادة بقوله تعالى :
ا - (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )
ب - بما اخبر عن قصة أصحاب الكهف وق ال تعالى :
(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) وكان خبر الأول ما مر بنا في كراس بحث (الاحتفال بذكرى الأنبياء و عباد اللّه الصالحين ) ورواه البخاري في صحيحه وقال ما ملخصه :
أن إسماعيل وإبراهيم لما كانا يبنيان البيت جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني , حتى إذا ارتفع البناء جاء إسماعيل بهذا الحجر له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة , وذلك هو مقام إبراهيم الذي أمرنا اللّه أن نتخذه مصلى ومحلا للعبادة وخبر الثاني كما جاء في التفاسير ما موجزه :
أن أصحاب الكهف كانوا فتية من خواص دقيانوس , الملك الذي ادعى الربوبية , آمنوا بربهم سرا وفروا من ملكهم والتجأوا إلى الكهف , فضرب اللّه على آذانهم وألقى عليهم النعاس مئات السنين ,ثم أيقظهم فبعثوا احدهم إلى المدينة ليأتيهم منها بطعام يطعمونه ,فانكشف أمرهم لأهل المدينة بسبب نقدهم الذي كان يعود زمانه إلى ما قبل مئات السنين , وكان أهل المدينة يومذاك مؤمنين , وقد بلغهم خبر خروج الفتية المؤمنة من بلدهم والذين فروا بدينهم من ملكهم , و لما علموا من الفتى مكانهم بادروا إلى الكهف وبلغ الفتية ذلك وكرهوا أن يعودوا إلى بلدهم , فدعوا اللّه يعيدهم إلى ما كانوا عليه , فأعادهم اللّه نياما مرة ثانية كالأموات فتنازع أهل المدينة في ما يعملون معهم , فقال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا
نتيجة البحث:
في الآية الأولى أمرنا اللّه تعالى ان نتخذ من موطىء قدم إبراهيم مصلى نعبد اللّه خلفه , و ليس ذلك من الشرك باللّه في شي ء, بل هو توحيد لعبودية اللّه و طاعة له وفي الآية الثانية اخبرنا اللّه تبارك وتعالى عن المؤمنين الذين قرروا أن يتخذوا من مضجع الفتية المؤمنة مسجدا يسجدون للّه سبحانه فيه ويعبدونه وهم مؤمنون و ليسوا بمشركين و لم يذمهم اللّه تعالى على ذلك
كان ذلكما الموردان في كتاب اللّه "
الخطأ الأول فى كلام العسكرى هو أن مقام إبراهيم(ص) يعنى حجرا كان يقف عليه عند بناء الكعبة وحاشا لله أن يبنى بيته المحفوظ كما قيل " للبيت رب يحميه" مخلوق فلم يرد فى القرآن أن الرسولين بنيا الكعبة وإنما طهراه كما قال تعالى :
"واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"
وقال :
"وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود"
ومن ثم فالمقام يعنى المساحة التى قمها أى نظفها الرسولين أى كنساها وحملا القمامة وهى الأتربة منها لخارج المسجد
والخطأ الثانى الاستدلال بقوله " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا" على إباحة بناء المساجد على القبور فهنا حكاية خبر وليس أمر أو نهى حتى يمكن أن يتخذ القول كدليل على المراد خاصة أنه قول لبعض الناس وليس قول لرسول من رسل الله حتى يمكن الأخذ به
ثم ذكر الرجل ما تصور أنه أدلة المبيحين من الروايات لبناء المساجد على القبور فقال
"وفي سنة الرسول (ص ) ما يأتي بإذنه تعالى :
ثانيا: يستدلون من سنة الرسول (ص ):
ا - بان رسول اللّه (ص ) أمر بزيارة القبور بعد نهيها, كما جاء في صحيح مسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي وموطأ مالك عن بريدة عن أبيه , قال : قال رسول اللّه (ص ) نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها الحديث
وفي آخر الحديث عن سنن أبي داود: (( فان في زيارتها تذكرة )), وفي سنن ابن ماجة عن ابن مسعود: (أن رسول اللّه (ص ) قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر في الآخرة "
ما استدل به العسكرى هنا من الروايات ليس فيه ذكر لأى مسجد وإنما روايات تتحدث عن القبور فقط وهناك فرق بين المسجد القبورى وبين القبر نفسه ثم ذكر ما ظن أنه دليل أخر فقال :
" ب - ما جرى للأنبياء والمرسلين صلوات اللّه عليهم أجمعين مع قبورهم في مكة والمدينة منذ عهد إسماعيل حتى عهد خاتم الأنبياء (ص ) كما يأتي أخبارها:
1-في مكة كان الطائفون حول الكعبة يطوفون حول حجر إسماعيل ويتمسحون بجداره , وفيه قبر إسماعيل وأمه هاجر, كما اجمع عليه علماء الأمة الإسلامية :
فقد ورد في سيرة ابن هشام (ت : 218 ه) وتاريخ الطبري (ت :310ه) وابن الأثير (ت :630 ه) وابن كثير (ت :774ه), واللفظ لابن هشام : ودفن - إسماعيل - في الحجر مع أمه هاجر وفي لفظ ابن الأثير:وأوصى إسماعيل أن يدفن عند قبر أمه في الحجر
وروى ابن سعد في طبقاته وقال :
أن إسماعيل لما بلغ عشرين سنة توفيت أمه هاجر وهي ابنة تسعين سنة , فدفنها إسماعيل في الحجر وان إسماعيل توفي بعد أبيه , فدفن في الحجر مما يلي الكعبة مع أمه هاجر وفي رواية بعدها: قبر إسماعيل تحت الميزاب بين الركن والبيت وفي الاكتفاء للكلاعي ما موجزه : دفن هاجر وإسماعيل وابنه نابت في الحجر
ويرى حجر إسماعيل في التصاوير الآتية و حوله الطائفون والمصلون :
وقد وصف ابن جبير قبري إسماعيل وأمه هاجر في رحلته وقال :
وتحت الميزاب في صحن الحجر, بمقربة من جدار البيت الكريم ,قبر إسماعيل وعلامته رخامة خضراء مستطيلة قليلا شكل محراب تتصل بها رخامة خضراء مستديرة , وكلتاهما غريبة المنظر,فيهما نكت تنفتح عن لونها إلى الصفرة قليلا كأنها تجزيع , وهي أشبه الأشياء بالنكت التي تبقى في البيدق من حل الذهب فيه وإلى جانبه مما يلي الركن العراقي قبر أمه هاجر رضي اللّه عنها, وعلامته رخامة خضراء سعتها مقدار شبر ونصف يتبرك الناس بالصلاة في هذين الموضعين من الحجر, وحق لهم ذلك لأنهما من البيت العتيق , وقد انطبقا على جسدين مقدسين مكرمين , نورهما اللّه , ونفع ببركتهما كل من صلى عليهما وبين القبرين المقدسين سبعة أشبار وروى عبد الرحمن بن الجوزي (ت :597 ه) في باب ذكر أعيان المدفونين بالحرم من كتابه, وروى عن صفوان بن عبد اللّه الجمحي انه قال : حفر ابن الزبير فوجد فيه سفطا من حجارة اخضر,فسال قريشا عنه فلم يجد عند احدهم فيه علما, فأرسل إلى أبي فسأله فقال : هذا قبر إسماعيل فلا تحركه , فتركه وقال ابن الزبير: هذا المحدودب يشير إلى ما يلي الركن الشامي من المسجد الحرام قبور عذارى بنات إسماعيل وروى أن ذلك الموضع ما بين الميزاب إلى باب الحجر الغربي وفي باب ذكر باب قبور عذارى بنات إسماعيل من المسجد الحرام , من أخبار مكة في قديم الدهر و حديثه , لأبي عبد اللّه محمد بن إسحاق الفاكهي , توفي بعد سنة 272 ه ط بيروت سنة 1414 هـ ,روى أن ابن الزبير قال : أن هذا المحدودب الذي يلي الركن الشامي قبور عذارى بنات إسماعيل قال ابن أبي عمر في حديثه : فسئل سفيان الراوي أي مكان هو؟ فأشار بيده إلى الحجر مستقبل الركن الغربي الذي يلي الركن اليماني دار العجلة
وروى ذلك - أيضا - عبد الرزاق قي 5/120 من مصنفه والأرزقي في 2 /66 وروى ابن الجوزي في باب ذكر أعيان المدفونين بالحرم والأزرقي في أخبار مكة ما موجزه :كان النبي إذا هلكت أمته لحق بمكة فتعبد فيها ومن معه من المؤمنين حتى يموت ومنهم هود و صالح و شعيب وأن بين الركن إلى المقام إلى زمزم إلى الحجر قبور تسعة وتسعين نبيا وروى أبو بكر الفقيه عن النبي (ص ) انه قال :ما من نبي هرب من قومه إلا هرب إلى الكعبة يعبد اللّه فيها حتى يموت وان قبر هود و شعيب وصالح في ما بين زمزم والمقام , وأن في الكعبة قبر ثلاثمائة نبي , وما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود قبر سبعين نبيا
كان ذلكم ما جاء في كتب مدرسة الخلفاء, وجاء في كتب الحديث بمدرسة أهل البيت ما يأتي :ورد في الكافي للكليني (ت : 329 ه) وكتاب من لا يحضره الفقيه وعلل الشرائع للصدوق (ت :381هـ) والوافي للفيض (ت :1089ه)والبحار للمجلسي (ت : 1111 ه) واللفظ للأول : فيه - أي في الحجر- قبر هاجر وقبر إسماعيل وفيها أيضا: وفيه - أي في الحجر - قبور أنبياء وورد أيضا في الكافي والوافي والبحار: ودفن في الحجر, مما يلي الركن الثالث , عذارى بنات إسماعيل كانت تلكم أخبار قبور الأنبياء والأولياء في مكة"
بعد أن ذكر الرجل دفن الرسل(ص) والنساء قريباتهم فى الكعبة فى الروايات الكثيرة نقول انه لم يذكر الأخبار الواردة فى الكتب المعتبرة وغير المعتبرة عند أهل السنة والتى تذكر أن بعض من ذكر الرجل من الرسل (ص) تم دفنهم فى بلاد أخرى مثل:
561- أَتَيْتُ على موسى ليلةَ أُسْرِىَ بى عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلى فى قبره (ابن أبى شيبة عن أنس وهو صحيح)
أخرجه ابن أبى شيبة (7/335 ، رقم 36575) . وأخرجه أيضًا : أحمد (3/148 ، رقم 12526) ، وعبد بن حميد
(ص 362 ، رقم 1205) ، ومسلم (4/1845 ، رقم 2375) ، وأبو نعيم فى الحلية (6/253) .
32239- عن الأصبغ بن نباته قال : أقبل رجل من حضرموت فأسلم على يدى على فقال له على أتعرف الأحقاف قال له الرجل كأنك تسأل عن قبر هود قال نعم قال خرجت وأنا فى عنفوان شبيبتى فى غلمة من الحى ونحن نريد أن نأتى قبره لبعد صوته كأن فينا وكثرة من يذكره منا فسرنا فى بلاد الأحقاف أياما ومعنا رجل قد عرف الموضع فانتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف كثيرة فمضى بنا الرجل إلى كهف منها فدخلناه فأمعنا فيه طويلا فانتهينا إلى حجرين قد أطبق أحدهما دون الآخر وفيه خلل يدخل منه الرجل النحيف فدخلته فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة طويل الوجه كث اللحية قد يبس على سريره فإذا مسست شيئا من جسده أصبته صليبا لم يتغير ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية أنا هود النبى الذى أسفت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله من مرد قال لنا على كذلك سمعته من أبى القاسم - صلى الله عليه وسلم - (ابن عساكر) [كنز العمال 35579]
ثم قال العسكرى:
وفي ما يأتي نورد بعض أخبار قبورهم في غير مكة :
(1) قبر أم النبي (ص ) في الأبواء وزيارة النبي (ص ) لقبرها
جاء في ترجمة الأبواء من معجم البلدان :
الأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي ثلاثة و عشرون ميلا
وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم النبي (ص ) وكان السبب في دفنها هناك أن عبد اللّه والد رسول اللّه (ص ) كان قد خرج إلى المدينة يمتار تمرا فمات بالمدينة فكانت زوجته آمنة بنت وهب تخرج في كل عام إلى المدينة تزور قبره فلما اتى على رسول اللّه (ص ) ست سنين خرجت زايرة لقبره ومعها عبد المطلب وأم أيمن حاضنة رسول اللّه (ص ) فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة ماتت بها ((27)) وفي تاريخ ابن عساكر:وكانت آمنة بنت وهب أم سيدنا رسول اللّه (ص ) قدمت برسول اللّه (ص ) المدينة على أخواله من بني عامر بن النجار ثم صدرت به راجعة إلى مكة , فتوفيت بالأبواء بين مكة والمدينة , ورسول اللّه (ص ) ابن ست سنين وجاء تفصيل الخبر بطبقات ابن سعد وقال في آخره ما موجزه فلما مر رسول اللّه (ص ) في عمرة الحديبية بالأبواء أتى قبر أمه آمنة فأصلحه وبكى عنده وبكى المسلمون لبكاء رسول اللّه (ص ) وجاء خبر بكاء رسول اللّه (ص ) على قبر أمه وبكاء الصحابة في سائر كتب الحديث - أيضا – "
لا يوجد دليل فى الرواية على إباحة بناء مسجد على قبر فهنا قبر الأم فقط دون وجود لمسجد وقد ماتت على دين قومها كافرة فهل تبنى المساجد على قبور الكفار أيضا؟ ثم قال :
"(2) قبر رسول اللّه (ص ) في المدينة في طبقات ابن سعد و سيرة ابن هشام ما موجزه دفن الرسول (ص ) في بيته الذي قبض فيه وفي نفس الغرفة التي توفي فيها, ثم دفن بعد ذلك كل من الخليفة أبو بكر والخليفة عمر فيها, و ثم بني على الغرفة القبة الخضراء "
بيت الرسول(ص) المشهور أنه دفن فيه لم يكن جزء من المسجد ومن ثم فما حدث بعد بعقود كما يقال فى التاريخ ليس دليل على وجود القبور فى المساجد لأنه ظل خارج المسجد فترة طويلة
ثم قال :
"(3) ثواب زيارة قبر النبي (ص )روى الدار قطني في سننه والطبراني في معجمه والفاكهي في أخبار مكة بسندهم عن ابن عمر انه قال :
قال رسول اللّه (ص ): (( من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حيتتي )) وروى الطيالسي بسنده عن عمر قال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول ( من زار قبري – أو من زارني - كنت له شفيعا أو شهيدا )) "
لا يوجد ذكر لمسجد فى الرواية وإنما المذكور القبر ومن ثم فلا صلاحية لهذا القول وما سبقه ثم قال "
"(4) من زار قبر الرسول (ص ) من أهل البيت والصحابة
ا - أول من زار قبر النبي (ص ) ابنته فاطمة روى ابن الجوزي بسنده عن علي قال : لما رمس رسول اللّه (ص ) جاءت فاطمة فوقفت على قبره , فأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها وبكت وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد ----- ان لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لوانها ----- صبت على الأيام عدن لياليا
وفي رواية صرن لياليا "
نفس الكلام لا ذكر لمسجد فى الرواية وإنما ذكر للقبروكذلك المر فى الروايات التالية:
ب - زار الصحابي أبو أيوب الأنصاري قبر الرسول (ص ) ووضع وجهه عليه كالأتي :في مسند احمد ومستدرك الحاكم ومجمع الزوائد واللفظ لأحمد والحاكم بسندهم قالا: أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر, فقال : أتدري ما تصنع , فاقبل عليه فإذا هو أبو أيوب , فقال نعم جئت رسول اللّه (ص ) و لم آت الحجر, سمعت رسول اللّه (ص )يقول : (( لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله و لكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله ))
ج - الصحابي بلال :روي أن بلالا أتى قبر النبي (ص ) وجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه فاقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما"
ثم قال :
"د - معاذ بن جبل :عن عمر بن الخطاب : انه خرج يوما إلى مسجد رسول اللّه (ص ),فوجد معاذ بن جبل قاعدا عند قبر النبي (ص ) يبكي , فقال : ما يبكيك ؟ قال : يبكيني شي ء سمعته من رسول اللّه (ص )"
الرواية تخالف التاريخ المعروف أن الحجرات لم تضم للمسجد إلا فى دولة بنى أمية المعروفة تاريخيا ولا وجود لها فى الحقيقة فكيف يكون القبر فى المسجد فى عهد عمر وقد دفن فيما بعد فيها كما يقول التاريخ المعروف ولم تكن ضمت للمسجد لأن بعض زوجات النبى(ص) ظللن حيات بعد موت عمر ؟
ثم كرر العسكرى ما سبق أن ذكره تحت عنوان خلاصة البحوث و نتائجها فقال:
"استدل القائلون بتحريم البناء على قبور الأنبياء والأولياء واتخاذها مساجد ومعابد والطواف حولهما كما روي :
أولا: أن الإمام علي قال لأبي الهياج الأسدي : ابعثك في ما بعثني رسول اللّه (ص ) وانه قال :كان رسول اللّه (ص ) في جنازة فقال :: ((أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا الا كسره و لا قبرا ‘لا سواه و لا صورة إلا لطخها )), فانطلق رجل لذلك وهاب أهل المدينة ورجع خائبا, فذهب الإمام علي وأنجز كل ذلك لست ادري كيف لم ينتبه المستدلون بهذه الرواية بان الرسول (ص )هل كان في تشييع جنازة بمكة وأرسل من أرسله إلى المدينة ورجع خائبا منها ثم أرسل بعده ابن عمه علي ففعل كل ذلك ؟ ام كان في المدينة ؟ الرسول (ص ) فسوى كل القبور و لطخ كل الصور وكسر كل الأوثان ؟ وهل كان أصحاب تلك الأوثان مسلمين ؟ إذا فكيف كانوا يحتفظون بالأوثان ؟ بمجرد ذهاب ابن عم الرسول (ص ) إليهم ولابد أن يكون زمان صدور هذا الحكم لأبي الهياج من ابن عم الرسول (ص ) في عصر خلافته ليصح منه صدور الحكم في شان أهل بلد يحكمه , اي يكون زمان صدور هذا الحكم بعد زمان حكومة الخلفاء الثلاثة و لست ادري هل كان بقي يومذاك في بلاد المسلمين وثن كي يكسره أبو الهياج ؟ لست ادري ثانيا: استدلوا بما روي عن النبي (ص ) انه قال : ((لا تتخذوا قبري وثنا كما اتخذ اليهود قبور أنبيائهم وثنا )) لست ادري متى اتخذ اليهود قبور أنبيائهم وثنا؟ فإنهم بعد أن خرجوا من مصر كانت لهم خيمة في التيه للعبادة , وفي زمن سليمان بنى لهم هيكل سليمان معبدا كما كان شان مسجد الرسول (ص )
وأما قبور أنبيائهم فقد مر بنا أن بعضهم لم يعرف أين دفنوا, وبعضهم كانت قبورهم في اقبية بجوف ارض لم يعرف أماكنها غير أفراد معدودين
وما روي عن رسول اللّه (ص ) انه لعن زوارات القبور, فيرفعها الروايات الصحيحة المتضافرة انه (ص ) قال : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها )) كانت تلكم أدلة القائلين بحرمة البناء على القبور واتخاذها مساجد وأماكن للعبادة
واستدل القائلون بجواز اتخاذ مقابر الأنبياء والأولياء مساجد وأماكن للعبادة :
أولا: من كتاب اللّه بقوله تعالى :
ا - (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ((37)) ب - (وق ال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) ((38)) فقد أمر اللّه سبحانه ان نتخذ من موطىء قدم خليله إبراهيم مصلى , واخبر عن الذين غلبوا على أمر أصحاب الكهف أنهم اخبروا عن اتخاذ مضاجعهم مسجدا تقريرا لفعلهم ذلك
ثانيا: يستدلون من سنة الرسول (ص ) بما جرى لقبور نبي اللّه إسماعيل وأمه هاجر وبناته العذارى و سائر الأنبياء الذين دفنوا في حجر إسماعيل وبيت اللّه الحرام , وكان بعضها ظاهرا للعيان إلى قرون بعد عصر الرسول (ص ) و طاف حول حجر إسماعيل مدفن إسماعيل و ذرية الرسول (ص ) والصحابة وأبرار المسلمين إلى يومنا الحاضر
ثالثا: أيضا يستدلون من سنة الرسول (ص ) بزيارته لقبر أمه , وانه بكى وأبكى الصحابة ورمم قبرها
رابعا: بالغرفة المسقفة التي فيها قبر الرسول (ص ) وقبر الخليفتين وبناء القبة الخضراء فوقها كما نشاهدها اليوم
خامسا: بتحريضه المسلمين على زيارة قبره (ص ) وحثهم عليها
سادسا: بزيارة بضعته فاطمة الزهراء قبره وزيارة الصحابي أبي أيوب لقبره (ص ) "
واستنتج بعد ذلك أن بناء المساجد هلى القبور هو أمر الله فقال :
"إذا فزيارة قبور الأنبياء والأولياء والبناء عليها واتخاذها مساجد واماكن للعبادة مما سنه اللّه تعالى و سنه رسوله الكريم (ص )
إذا فقد كان أول القبوريين - حسب تعبير البعض - رسول اللّه (ص )ثم من بعده بضعته و صحابته ثم نحن , و لنا جميعا برسول اللّه (ص )أسوة وقدوة
و لو يسمح لنا اليوم لاتبعنا سنة الرسول (ص ) في البكاء على قبور الأنبياء والأولياء وترميمها وزيارة قبره (ص ) خاصة , واقتدينا بصحابيه البر أبي أيوب و وضعنا وجهنا على قبره (ص ), وببضعته فاطمة و شممنا تراب قبره وقلنا:
ماذا على من شم تربة احمد ----- ان لا يشم مدى الزمان غواليا
ولكن ماذا نقول وفي العين قذى وفي الحلق شجى , وانا للّه وانا اليه راجعون "
وهذا الكلام يدل على الجهل فالمساجد تبنى لذكر الله وليس لدفن الموتى كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال"
ولو راجع الرجل العهد الجديد لوجد كلمة تقول :
"إنه بيت للصلاة يدعى وأما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص"
وهى كلمة صحيحة المعنى مع ذكرها فى كتاب محرف فمساجد القبور بالفعل بنيت لغير رضا الله فالهدف الأساسى من بناءها هو سرقة أموال الناس التى توضع فى صناديق النذور والتى يقتسمها فئة معينة من الناس بدعاوى مختلفة مثل أن فلان خليفة فلان وأن فلان هو القائم على امر فلان .........ولعل الحكاية المنتشرة بين العامة عن "إحنا دفنينه سوا " هى التى تفسر أمر الك المساجد فقد وجد محتالان جثة كلب ميت فقررا أن يدفناه وبنيا على قبره مسجدا ووضعا فيه صندوق النذور وطافا البلاد للتحدث عن كرامات سيدى الكلبى وجاء المغفلون لزيارة المسجد ووضعوا المال فى الصندوق والذى اتفق الصديقان على اقتسامه ثم اتفقا على دفن المال فى مكان ثم سرق واحد منهما المال فاتهمه الأحر بالسرقة فحلف صاحبه بسيدى الكلبى فقال له المحتال الثانى المثل نحن دفناه سويا"
الكتاب من تأليف مرتضى العسكري وموضوعه الموازنة بين رأى المبيحين لبناء المساجد على القبور وبين رأى المحرمين لذلك ومن المعروف أن الشيعة مجمعين إلا نادرا على إباحة بناء المساجد على القبور لأن قبور أئمتهم كلها مبنية على القبور عدا الغائب المزعوم ومن ثم فنتيجة الكتاب معروفة وقد ذكر مرتضى أدلة الفريقين فقال فى الرأى المحرم:
"أدلة القائلين بتحريم البناء على القبور:
اختلف المسلمون في أمر البناء على قبور الأنبياء والأولياء والطواف حولها واتخاذها مساجد ومحلا للعبادة واستدل القائلون بتحريمها بروايات أهمها ما يأتي :
ا - عن علي قال : كان رسول اللّه (ص ) في جنازة , فقال :
أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا إلا كسره , ولا قبرا إلا سواه ,ولا صورة إلا لطخها؟ فقال (رجل ): أنا يا رسول اللّه , فانطلق فهاب أهل المدينة , فرجع فقال علي :أنا انطلق يا رسول اللّه قال : ((فانطلق )) فانطلق , ثم رجع , فقال : يا رسول اللّه , لم ادع بها وثنا إلا كسرته , ولا قبرا إلا سويته , ولا صورة إلا لطختها
وقد تكرر ورود هذا الحديث في كتب الحديث واكتفينا بإيراد أتم لفظ منه
ب - رووا عن النبي (ص ) انه قال : (( اللهم لا تجعل قبري وثنا, لعن اللّه قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد )) - وفي رواية أخرى أن الرسول (ص ) شخص الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وقال قاتل اللّه اليهود, اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
ج - استدلوا بما روي عن النبي (ص ) في نهي النساء عن زيارة القبور بما جاء في الروايات الآتية :في سنن ابن ماجة والترمذي وأبي داود بسندهم عن أبي هريرة وحسان وابن عباس : أن رسول اللّه (ص ) لعن زوارات القبور"
وبعد أن ذكر ما يظن أنه أدلة الفريق المحرم ذكر أن تلك الروايات لها علل لرفضها فقال :
"علة الروايات الأولى:
أولا - أن أهل المدينة بعد أن أسلم بعضهم أرسل لهم الرسول (ص )بادىء ذي بدء مصعب بن عمير, يعلم من اسلم منهم ما ورد من أحكام الإسلام يوم ذاك ولما وفدوا إلى الحج , حضر المسلمون منهم العقبة وبايعوا رسول اللّه (ص ) سرا, ولم ينتشر الإسلام بينهم , إلى أن هاجر الرسول (ص ) إليهم , وتبعه الإمام علي بعد ثلاث أو أكثر, وقصة وروده المدينة بعد ذلك مشهورة- وتدرج الرسول (ص ) في بسط حكمه على المدينة بعد أن عاهد يهود قريظة وبني النضير وبني قينقاع , ودخل أهل المدينة كلهم في الإسلام تدريجيا فمتى كان إرسال النبي (ص ) الإمام علي من تشييع جنازة إلى المدينة ليهدم الأصنام ويسوي القبور ويلطخ الصور, كالحاكم الذي لا راد لأمره ؟ أضف إليه أن محتوى الخبر أن المرسل الأول ذهب , وهم في تشييع الجنازة , ورجع خائبا, ثم أرسل النبي (ص ) الإمام عليا بعده وهم لا يزالون في تشييع الجنازة , فكيف يتم ذلك ثانيا - وفي بقية الحديث أن الإمام عليا قال لأبي الهياج الأسدي : أبعثك فيما بعثني رسول اللّه (ص ), أمرني أن أسوي كل قبر واطمس كل صنم ولا يكون إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي في أمر إلا في عصر خلافته , وعليه يتجه هذا السؤال :
متى كان إرسال الإمام أبا الهياج الأسدي ؟ أفي عصر خلافته وبعد الفتوحات الإسلامية وبعد زمن الخلفاء الثلاثة , أم قبله ؟ والى أي بلد بعث الإمام علي أبا الهياج لتهديم القبور وطمس الأصنام ؟ وأخيرا في كلا الخبرين أمر من الرسول (ص ) والإمام علي -إن صح الخبران - بتهديم قبور المشركين في بلد الشرك , فكيف يدل ذلك على انتشار هذا الحكم إلى قبور المسلمين ووجوب تهديمها؟"
الرواية التى ذكرها العسكرى غير موجودة فى الكتب الست التى تسمى بالصحاح عند أهل السنة ولا ذكر فى الروايات للمدينة ولا أى شىء يدل على ما ذهب له العسكرى ومن تلك الروايات :
2287 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ عَنْ أَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ قَالَ قَالَ لِى عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ أَلاَّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ."صحيح مسلم
1068 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِى ثَابِتٍ عَنْ أَبِى وَائِلٍ أَنَّ عَلِيًّا قَالَ لأَبِى الْهَيَّاجِ الأَسَدِىِّ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِى بِهِ النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- « أَنْ لاَ تَدَعَ قَبْرًا مُشْرِفًا إِلاَّ سَوَّيْتَهُ وَلاَ تِمْثَالاً إِلاَّ طَمَسْتَهُ ».سنن الترمذى
ومن ثم فالعلة التى ذكرها العسكرى غير موجودة فى معظم روايات الحديث
ثم قال فى علة رفض الحديث الثانى:
"علة الروايات الثانية:
أولا: في أمر قبور أنبياء بني إسرائيل :
جاء في الإصحاح الخامس والعشرين من سفر التكوين ما موجزه :توفي إبراهيم و دفنه إسحاق وإسماعيل في مغارة المكفيلة في حقل عفرون بن صوحر الحثي أمام ممرا ودفنت فيها سارة وفي الإصحاح الخامس والثلاثين ما موجزه : لما توفي إسحاق حمله ابناه عيسو ويعقوب ودفناه في ممرا والتي هي حبرون وفي الإصحاح الخمسين : لما توفي يعقوب بمصر حمله ابنه يوسف إلى مغارة مكفيلة ودفنه إلى جنب جده وأبيه وفي إصحاح العشر من سفر العدد: أن هارون توفي و دفنه أخوه موسى في رأس جبل هور وفي الإصحاح الرابع والثلاثين من سفر التثنية : أن موسى مات في أرض موآب ودفن في الجواء مقابل بيت فغور ولم يعرف إنسان قبره إلى اليوم وفي الإصحاح الرابع والعشرين من سفر يوشع : فدفنوه في جبل افرايم ودفن عظام يوسف في شكيم و لم يذكر مدفن داود وسليمان في أسفار التوراة وقال صاحب كتاب قاموس الكتاب المقدس في ترجمة صهيون : لم يعرف مدفن داود وسليمان وجاء في مادة الخليل في معجم البلدان :الخليل اسم موضع وبلدة فيها حصن وعمارة وسوق بقرب البيت المقدس بينهما مسيرة يوم فيه قبر الخليل إبراهيم في مغارة تحت الأرض , وهناك مشهد وزوار وقوام في الموضع وضيافة للزوار, وبالخليل سمي الموضع واسمه الأصلي حبرون وقيل حبري وفي التوراة أن الخليل اشترى من عفرون بن صوحار الحثي موضعا بأربعمائة درهم فضة و دفن فيه سارة , وقد نسب إليه قوم من أصحاب الحديث وهو موضع طيب نزه روح اثر البركة ظاهر عليه , ويقال أن حصنه من عمارة سليمان بن داود
وقال الهروي : دخلت القدس في سنة 567 هـ واجتمعت فيه وفي مدينة الخليل بمشايخ حدثوني أن في سنة 513 هـ في أيام الملك بردويل انخسف موضع في مغارة الخليل فدخل إليها جماعة من الفرنج بإذن الملك فوجدوا فيها إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وقد بليت أكفانهم وهم مستندون إلى حايط وعلى رؤوسهم قناديل ورؤوسهم مكشوفة فجدد الملك أكفانهم ثم سد الموضع قال : وقرأت على السلفي أن رجلا يقال له الأرمني قصد زيارة الخليل وأهدى لقيم الموضع هدايا جمة و سأله أن يمكنه من النزول إلى جثة إبراهيم فقال له : أما الآن فلا يمكن , لكن إذا قمت إلى أن ينقطع الجثل وينقطع الزوار فعلت فلما انقطعوا قلع بلاطة هناك وأخذ معه مصباحا و نزلا في نحو سبعين درجة إلى مغارة واسعة الهواء يجري فيها وبها دكة عليها إبراهيم ملقى وعليه ثوب أخضر والهواء يلعب بشيبته وإلى جانبه إسحاق ويعقوب , ثم أتى به إلى حائط المغارة فقال له :أن سارة خلف هذا الحائط فهم أن ينظر إلى ما وراء الحائط فإذا بصوت يقول : إياك والحرم , قال فعدوت من حيث نزلت وجاء في الجزء الأول من تاريخ ابن عساكر ما موجزه : عندما كانوا يحفرون بعد سنة 86 هـ جامع دمشق بأمر الوليد بن عبد الملك (ت :96 هـ) وجدوا رأس يحيى بن زكريا في سفط في صندوق تحت ركن من أركان القبة , فجعلوه تحت عمود من الأعمدة مسقط الرأس
ولم يرد في التوراة و غير التوراة ذكر قبور سائر أنبياء بني إسرائيل ,ولم يعرف مدافن : لوط, واليسع - يوشع - وأيوب , وعزير - عزرا- وزكريا, اما عيسى بن مريم فقد رفعه اللّه اليه
كانت تلكم أخبار قبور أنبياء بني إسرائيل - اليهود - و لم نر ولم نسمع ولم يكتب أحد أن اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم وثنا وأن اتخاذ القبر وثنا لا يصدق على احترام القبر وزيارة القبر, فان اتخاذه وثنا يعني أن يستقبل القبر كما تستقبل الكعبة في الصلوات , فأين هذا من ذاك ؟
ثانيا: معبد اليهود - بني إسرائيل - وبيت عبادتهم :
كان بيت عبادة اليهود - بني إسرائيل - يسمى بخيمة الاجتماع وفيها تابوت العهد وجاء في الإصحاح 25-28 من سفر الخروج كيف أمر اللّه نبيه موسى بصنعهما وجاء في الإصحاح 29 -30 وهم في صحراء سيناء كيف أمر اللّه بني إسرائيل بالتعبد في خيمة الاجتماع كما يرى تصويرهما نقلا من قاموس الكتاب المقدس وكان بنو إسرائيل يحملونهما معهم أينما حلوا, حتى بلغوا أراضي فلسطين , وبدا داود يتهيأ لبناء معبد لهم على غرار خيمة الاجتماع وبناه بعده سليمان و نقل إليه خيمة الاجتماع وتابوت العهد وهكذا نجد أن لليهود - بني إسرائيل - كان خيمة للعبادة منذ كانوا في صحراء سيناء, و لما استقروا في فلسطين بنى لهم سليمان معبدا خاصا - هيكل سليمان - نقل إليها خيمة عبادتهم وتابوت العهد وليس مورد الشك في كل ما ذكرناه , وما سنذكره بعد هذا, أحاديث رسول اللّه (ص ) - معاذ اللّه - وإنما البحث يجري حول رواة الأحاديث الذين لم يعصمهم اللّه من الخطأ والسهو والنسيان "
الرجل هنا استشهد بالكتب التى حرفها بعض اليهود على أن الحديث الخاص بإتخاذ بعض اليهود قبور رسلهم مساجد كذب وهو استدلال غير صالح لأن كتب القوم ليست صحيحة وهى أسفار العهد القديم حتى يمكن الاعتماد عليها فى تصديق ما قالوه كما أن ما ذكره وذكرته كتبهم هو خاص بدفن كل واحد من رسلهم وقت وفاته كما أن بقاء جثث الرسل سليمة ومستندة إلى حائط دون وجودهم فى حفر ومهال عليهم التراب تخالف أن طريقة الدفن الشرعية هى البحث وهى الحفر فى الأرض قم وضع الجثة وتغطيتها بالتراب الخارج من الحفرة كما قال تعالى :
"فبعث الله غرابا يبحث فى الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه"
كما أن الله قال أن الجثث تتواجد فى باطن الأرض حيث تعاد لها فى قوله تعالى :
"منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى"
ومن ثم فكل تلك الأخبار كاذبة
ولم يتعرض العسكرى للرواية الثالثة بالنقد وهو ما يعنى أنه وجدها صحيحة عنده فلم يقدم دليل على كذبها
وبعد ذلك تعرض الرجل لأدبة المبيحين لبناء المساجد على القبور فقال :
"وفي ما يأتي أدلة من رأى ذلك موافقا للشريعة الإسلامية :
أدلة من رأى جواز اتخاذ مقابر الأنبياء مساجد وأماكن للعبادة:
لقد مر بنا في بحث الاحتفال بذكرى الأنبياء والصالحين , كيف ينشر الشؤم والبركة على الزمان والمكان بمناسبة ما جرى على عباد اللّه في كل منهما, وفي هذا البحث نرجع إليه و نضيف عليه بإذنه تعالى و نقول
أولا: من كتاب اللّه :
يستدل من يرى صحة اتخاذ مقابر الأنبياء محلا للعبادة بقوله تعالى :
ا - (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى )
ب - بما اخبر عن قصة أصحاب الكهف وق ال تعالى :
(قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) وكان خبر الأول ما مر بنا في كراس بحث (الاحتفال بذكرى الأنبياء و عباد اللّه الصالحين ) ورواه البخاري في صحيحه وقال ما ملخصه :
أن إسماعيل وإبراهيم لما كانا يبنيان البيت جعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني , حتى إذا ارتفع البناء جاء إسماعيل بهذا الحجر له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة , وذلك هو مقام إبراهيم الذي أمرنا اللّه أن نتخذه مصلى ومحلا للعبادة وخبر الثاني كما جاء في التفاسير ما موجزه :
أن أصحاب الكهف كانوا فتية من خواص دقيانوس , الملك الذي ادعى الربوبية , آمنوا بربهم سرا وفروا من ملكهم والتجأوا إلى الكهف , فضرب اللّه على آذانهم وألقى عليهم النعاس مئات السنين ,ثم أيقظهم فبعثوا احدهم إلى المدينة ليأتيهم منها بطعام يطعمونه ,فانكشف أمرهم لأهل المدينة بسبب نقدهم الذي كان يعود زمانه إلى ما قبل مئات السنين , وكان أهل المدينة يومذاك مؤمنين , وقد بلغهم خبر خروج الفتية المؤمنة من بلدهم والذين فروا بدينهم من ملكهم , و لما علموا من الفتى مكانهم بادروا إلى الكهف وبلغ الفتية ذلك وكرهوا أن يعودوا إلى بلدهم , فدعوا اللّه يعيدهم إلى ما كانوا عليه , فأعادهم اللّه نياما مرة ثانية كالأموات فتنازع أهل المدينة في ما يعملون معهم , فقال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا
نتيجة البحث:
في الآية الأولى أمرنا اللّه تعالى ان نتخذ من موطىء قدم إبراهيم مصلى نعبد اللّه خلفه , و ليس ذلك من الشرك باللّه في شي ء, بل هو توحيد لعبودية اللّه و طاعة له وفي الآية الثانية اخبرنا اللّه تبارك وتعالى عن المؤمنين الذين قرروا أن يتخذوا من مضجع الفتية المؤمنة مسجدا يسجدون للّه سبحانه فيه ويعبدونه وهم مؤمنون و ليسوا بمشركين و لم يذمهم اللّه تعالى على ذلك
كان ذلكما الموردان في كتاب اللّه "
الخطأ الأول فى كلام العسكرى هو أن مقام إبراهيم(ص) يعنى حجرا كان يقف عليه عند بناء الكعبة وحاشا لله أن يبنى بيته المحفوظ كما قيل " للبيت رب يحميه" مخلوق فلم يرد فى القرآن أن الرسولين بنيا الكعبة وإنما طهراه كما قال تعالى :
"واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود"
وقال :
"وطهر بيتى للطائفين والقائمين والركع السجود"
ومن ثم فالمقام يعنى المساحة التى قمها أى نظفها الرسولين أى كنساها وحملا القمامة وهى الأتربة منها لخارج المسجد
والخطأ الثانى الاستدلال بقوله " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا" على إباحة بناء المساجد على القبور فهنا حكاية خبر وليس أمر أو نهى حتى يمكن أن يتخذ القول كدليل على المراد خاصة أنه قول لبعض الناس وليس قول لرسول من رسل الله حتى يمكن الأخذ به
ثم ذكر الرجل ما تصور أنه أدلة المبيحين من الروايات لبناء المساجد على القبور فقال
"وفي سنة الرسول (ص ) ما يأتي بإذنه تعالى :
ثانيا: يستدلون من سنة الرسول (ص ):
ا - بان رسول اللّه (ص ) أمر بزيارة القبور بعد نهيها, كما جاء في صحيح مسلم والنسائي وابن ماجة والترمذي وموطأ مالك عن بريدة عن أبيه , قال : قال رسول اللّه (ص ) نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها الحديث
وفي آخر الحديث عن سنن أبي داود: (( فان في زيارتها تذكرة )), وفي سنن ابن ماجة عن ابن مسعود: (أن رسول اللّه (ص ) قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وتذكر في الآخرة "
ما استدل به العسكرى هنا من الروايات ليس فيه ذكر لأى مسجد وإنما روايات تتحدث عن القبور فقط وهناك فرق بين المسجد القبورى وبين القبر نفسه ثم ذكر ما ظن أنه دليل أخر فقال :
" ب - ما جرى للأنبياء والمرسلين صلوات اللّه عليهم أجمعين مع قبورهم في مكة والمدينة منذ عهد إسماعيل حتى عهد خاتم الأنبياء (ص ) كما يأتي أخبارها:
1-في مكة كان الطائفون حول الكعبة يطوفون حول حجر إسماعيل ويتمسحون بجداره , وفيه قبر إسماعيل وأمه هاجر, كما اجمع عليه علماء الأمة الإسلامية :
فقد ورد في سيرة ابن هشام (ت : 218 ه) وتاريخ الطبري (ت :310ه) وابن الأثير (ت :630 ه) وابن كثير (ت :774ه), واللفظ لابن هشام : ودفن - إسماعيل - في الحجر مع أمه هاجر وفي لفظ ابن الأثير:وأوصى إسماعيل أن يدفن عند قبر أمه في الحجر
وروى ابن سعد في طبقاته وقال :
أن إسماعيل لما بلغ عشرين سنة توفيت أمه هاجر وهي ابنة تسعين سنة , فدفنها إسماعيل في الحجر وان إسماعيل توفي بعد أبيه , فدفن في الحجر مما يلي الكعبة مع أمه هاجر وفي رواية بعدها: قبر إسماعيل تحت الميزاب بين الركن والبيت وفي الاكتفاء للكلاعي ما موجزه : دفن هاجر وإسماعيل وابنه نابت في الحجر
ويرى حجر إسماعيل في التصاوير الآتية و حوله الطائفون والمصلون :
وقد وصف ابن جبير قبري إسماعيل وأمه هاجر في رحلته وقال :
وتحت الميزاب في صحن الحجر, بمقربة من جدار البيت الكريم ,قبر إسماعيل وعلامته رخامة خضراء مستطيلة قليلا شكل محراب تتصل بها رخامة خضراء مستديرة , وكلتاهما غريبة المنظر,فيهما نكت تنفتح عن لونها إلى الصفرة قليلا كأنها تجزيع , وهي أشبه الأشياء بالنكت التي تبقى في البيدق من حل الذهب فيه وإلى جانبه مما يلي الركن العراقي قبر أمه هاجر رضي اللّه عنها, وعلامته رخامة خضراء سعتها مقدار شبر ونصف يتبرك الناس بالصلاة في هذين الموضعين من الحجر, وحق لهم ذلك لأنهما من البيت العتيق , وقد انطبقا على جسدين مقدسين مكرمين , نورهما اللّه , ونفع ببركتهما كل من صلى عليهما وبين القبرين المقدسين سبعة أشبار وروى عبد الرحمن بن الجوزي (ت :597 ه) في باب ذكر أعيان المدفونين بالحرم من كتابه, وروى عن صفوان بن عبد اللّه الجمحي انه قال : حفر ابن الزبير فوجد فيه سفطا من حجارة اخضر,فسال قريشا عنه فلم يجد عند احدهم فيه علما, فأرسل إلى أبي فسأله فقال : هذا قبر إسماعيل فلا تحركه , فتركه وقال ابن الزبير: هذا المحدودب يشير إلى ما يلي الركن الشامي من المسجد الحرام قبور عذارى بنات إسماعيل وروى أن ذلك الموضع ما بين الميزاب إلى باب الحجر الغربي وفي باب ذكر باب قبور عذارى بنات إسماعيل من المسجد الحرام , من أخبار مكة في قديم الدهر و حديثه , لأبي عبد اللّه محمد بن إسحاق الفاكهي , توفي بعد سنة 272 ه ط بيروت سنة 1414 هـ ,روى أن ابن الزبير قال : أن هذا المحدودب الذي يلي الركن الشامي قبور عذارى بنات إسماعيل قال ابن أبي عمر في حديثه : فسئل سفيان الراوي أي مكان هو؟ فأشار بيده إلى الحجر مستقبل الركن الغربي الذي يلي الركن اليماني دار العجلة
وروى ذلك - أيضا - عبد الرزاق قي 5/120 من مصنفه والأرزقي في 2 /66 وروى ابن الجوزي في باب ذكر أعيان المدفونين بالحرم والأزرقي في أخبار مكة ما موجزه :كان النبي إذا هلكت أمته لحق بمكة فتعبد فيها ومن معه من المؤمنين حتى يموت ومنهم هود و صالح و شعيب وأن بين الركن إلى المقام إلى زمزم إلى الحجر قبور تسعة وتسعين نبيا وروى أبو بكر الفقيه عن النبي (ص ) انه قال :ما من نبي هرب من قومه إلا هرب إلى الكعبة يعبد اللّه فيها حتى يموت وان قبر هود و شعيب وصالح في ما بين زمزم والمقام , وأن في الكعبة قبر ثلاثمائة نبي , وما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود قبر سبعين نبيا
كان ذلكم ما جاء في كتب مدرسة الخلفاء, وجاء في كتب الحديث بمدرسة أهل البيت ما يأتي :ورد في الكافي للكليني (ت : 329 ه) وكتاب من لا يحضره الفقيه وعلل الشرائع للصدوق (ت :381هـ) والوافي للفيض (ت :1089ه)والبحار للمجلسي (ت : 1111 ه) واللفظ للأول : فيه - أي في الحجر- قبر هاجر وقبر إسماعيل وفيها أيضا: وفيه - أي في الحجر - قبور أنبياء وورد أيضا في الكافي والوافي والبحار: ودفن في الحجر, مما يلي الركن الثالث , عذارى بنات إسماعيل كانت تلكم أخبار قبور الأنبياء والأولياء في مكة"
بعد أن ذكر الرجل دفن الرسل(ص) والنساء قريباتهم فى الكعبة فى الروايات الكثيرة نقول انه لم يذكر الأخبار الواردة فى الكتب المعتبرة وغير المعتبرة عند أهل السنة والتى تذكر أن بعض من ذكر الرجل من الرسل (ص) تم دفنهم فى بلاد أخرى مثل:
561- أَتَيْتُ على موسى ليلةَ أُسْرِىَ بى عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلى فى قبره (ابن أبى شيبة عن أنس وهو صحيح)
أخرجه ابن أبى شيبة (7/335 ، رقم 36575) . وأخرجه أيضًا : أحمد (3/148 ، رقم 12526) ، وعبد بن حميد
(ص 362 ، رقم 1205) ، ومسلم (4/1845 ، رقم 2375) ، وأبو نعيم فى الحلية (6/253) .
32239- عن الأصبغ بن نباته قال : أقبل رجل من حضرموت فأسلم على يدى على فقال له على أتعرف الأحقاف قال له الرجل كأنك تسأل عن قبر هود قال نعم قال خرجت وأنا فى عنفوان شبيبتى فى غلمة من الحى ونحن نريد أن نأتى قبره لبعد صوته كأن فينا وكثرة من يذكره منا فسرنا فى بلاد الأحقاف أياما ومعنا رجل قد عرف الموضع فانتهينا إلى كثيب أحمر فيه كهوف كثيرة فمضى بنا الرجل إلى كهف منها فدخلناه فأمعنا فيه طويلا فانتهينا إلى حجرين قد أطبق أحدهما دون الآخر وفيه خلل يدخل منه الرجل النحيف فدخلته فرأيت رجلا على سرير شديد الأدمة طويل الوجه كث اللحية قد يبس على سريره فإذا مسست شيئا من جسده أصبته صليبا لم يتغير ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية أنا هود النبى الذى أسفت على عاد بكفرها وما كان لأمر الله من مرد قال لنا على كذلك سمعته من أبى القاسم - صلى الله عليه وسلم - (ابن عساكر) [كنز العمال 35579]
ثم قال العسكرى:
وفي ما يأتي نورد بعض أخبار قبورهم في غير مكة :
(1) قبر أم النبي (ص ) في الأبواء وزيارة النبي (ص ) لقبرها
جاء في ترجمة الأبواء من معجم البلدان :
الأبواء قرية من أعمال الفرع من المدينة بينها وبين الجحفة مما يلي ثلاثة و عشرون ميلا
وبالأبواء قبر آمنة بنت وهب أم النبي (ص ) وكان السبب في دفنها هناك أن عبد اللّه والد رسول اللّه (ص ) كان قد خرج إلى المدينة يمتار تمرا فمات بالمدينة فكانت زوجته آمنة بنت وهب تخرج في كل عام إلى المدينة تزور قبره فلما اتى على رسول اللّه (ص ) ست سنين خرجت زايرة لقبره ومعها عبد المطلب وأم أيمن حاضنة رسول اللّه (ص ) فلما صارت بالأبواء منصرفة إلى مكة ماتت بها ((27)) وفي تاريخ ابن عساكر:وكانت آمنة بنت وهب أم سيدنا رسول اللّه (ص ) قدمت برسول اللّه (ص ) المدينة على أخواله من بني عامر بن النجار ثم صدرت به راجعة إلى مكة , فتوفيت بالأبواء بين مكة والمدينة , ورسول اللّه (ص ) ابن ست سنين وجاء تفصيل الخبر بطبقات ابن سعد وقال في آخره ما موجزه فلما مر رسول اللّه (ص ) في عمرة الحديبية بالأبواء أتى قبر أمه آمنة فأصلحه وبكى عنده وبكى المسلمون لبكاء رسول اللّه (ص ) وجاء خبر بكاء رسول اللّه (ص ) على قبر أمه وبكاء الصحابة في سائر كتب الحديث - أيضا – "
لا يوجد دليل فى الرواية على إباحة بناء مسجد على قبر فهنا قبر الأم فقط دون وجود لمسجد وقد ماتت على دين قومها كافرة فهل تبنى المساجد على قبور الكفار أيضا؟ ثم قال :
"(2) قبر رسول اللّه (ص ) في المدينة في طبقات ابن سعد و سيرة ابن هشام ما موجزه دفن الرسول (ص ) في بيته الذي قبض فيه وفي نفس الغرفة التي توفي فيها, ثم دفن بعد ذلك كل من الخليفة أبو بكر والخليفة عمر فيها, و ثم بني على الغرفة القبة الخضراء "
بيت الرسول(ص) المشهور أنه دفن فيه لم يكن جزء من المسجد ومن ثم فما حدث بعد بعقود كما يقال فى التاريخ ليس دليل على وجود القبور فى المساجد لأنه ظل خارج المسجد فترة طويلة
ثم قال :
"(3) ثواب زيارة قبر النبي (ص )روى الدار قطني في سننه والطبراني في معجمه والفاكهي في أخبار مكة بسندهم عن ابن عمر انه قال :
قال رسول اللّه (ص ): (( من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حيتتي )) وروى الطيالسي بسنده عن عمر قال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول ( من زار قبري – أو من زارني - كنت له شفيعا أو شهيدا )) "
لا يوجد ذكر لمسجد فى الرواية وإنما المذكور القبر ومن ثم فلا صلاحية لهذا القول وما سبقه ثم قال "
"(4) من زار قبر الرسول (ص ) من أهل البيت والصحابة
ا - أول من زار قبر النبي (ص ) ابنته فاطمة روى ابن الجوزي بسنده عن علي قال : لما رمس رسول اللّه (ص ) جاءت فاطمة فوقفت على قبره , فأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها وبكت وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد ----- ان لا يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لوانها ----- صبت على الأيام عدن لياليا
وفي رواية صرن لياليا "
نفس الكلام لا ذكر لمسجد فى الرواية وإنما ذكر للقبروكذلك المر فى الروايات التالية:
ب - زار الصحابي أبو أيوب الأنصاري قبر الرسول (ص ) ووضع وجهه عليه كالأتي :في مسند احمد ومستدرك الحاكم ومجمع الزوائد واللفظ لأحمد والحاكم بسندهم قالا: أقبل مروان يوما فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر, فقال : أتدري ما تصنع , فاقبل عليه فإذا هو أبو أيوب , فقال نعم جئت رسول اللّه (ص ) و لم آت الحجر, سمعت رسول اللّه (ص )يقول : (( لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله و لكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله ))
ج - الصحابي بلال :روي أن بلالا أتى قبر النبي (ص ) وجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه فاقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما"
ثم قال :
"د - معاذ بن جبل :عن عمر بن الخطاب : انه خرج يوما إلى مسجد رسول اللّه (ص ),فوجد معاذ بن جبل قاعدا عند قبر النبي (ص ) يبكي , فقال : ما يبكيك ؟ قال : يبكيني شي ء سمعته من رسول اللّه (ص )"
الرواية تخالف التاريخ المعروف أن الحجرات لم تضم للمسجد إلا فى دولة بنى أمية المعروفة تاريخيا ولا وجود لها فى الحقيقة فكيف يكون القبر فى المسجد فى عهد عمر وقد دفن فيما بعد فيها كما يقول التاريخ المعروف ولم تكن ضمت للمسجد لأن بعض زوجات النبى(ص) ظللن حيات بعد موت عمر ؟
ثم كرر العسكرى ما سبق أن ذكره تحت عنوان خلاصة البحوث و نتائجها فقال:
"استدل القائلون بتحريم البناء على قبور الأنبياء والأولياء واتخاذها مساجد ومعابد والطواف حولهما كما روي :
أولا: أن الإمام علي قال لأبي الهياج الأسدي : ابعثك في ما بعثني رسول اللّه (ص ) وانه قال :كان رسول اللّه (ص ) في جنازة فقال :: ((أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع بها وثنا الا كسره و لا قبرا ‘لا سواه و لا صورة إلا لطخها )), فانطلق رجل لذلك وهاب أهل المدينة ورجع خائبا, فذهب الإمام علي وأنجز كل ذلك لست ادري كيف لم ينتبه المستدلون بهذه الرواية بان الرسول (ص )هل كان في تشييع جنازة بمكة وأرسل من أرسله إلى المدينة ورجع خائبا منها ثم أرسل بعده ابن عمه علي ففعل كل ذلك ؟ ام كان في المدينة ؟ الرسول (ص ) فسوى كل القبور و لطخ كل الصور وكسر كل الأوثان ؟ وهل كان أصحاب تلك الأوثان مسلمين ؟ إذا فكيف كانوا يحتفظون بالأوثان ؟ بمجرد ذهاب ابن عم الرسول (ص ) إليهم ولابد أن يكون زمان صدور هذا الحكم لأبي الهياج من ابن عم الرسول (ص ) في عصر خلافته ليصح منه صدور الحكم في شان أهل بلد يحكمه , اي يكون زمان صدور هذا الحكم بعد زمان حكومة الخلفاء الثلاثة و لست ادري هل كان بقي يومذاك في بلاد المسلمين وثن كي يكسره أبو الهياج ؟ لست ادري ثانيا: استدلوا بما روي عن النبي (ص ) انه قال : ((لا تتخذوا قبري وثنا كما اتخذ اليهود قبور أنبيائهم وثنا )) لست ادري متى اتخذ اليهود قبور أنبيائهم وثنا؟ فإنهم بعد أن خرجوا من مصر كانت لهم خيمة في التيه للعبادة , وفي زمن سليمان بنى لهم هيكل سليمان معبدا كما كان شان مسجد الرسول (ص )
وأما قبور أنبيائهم فقد مر بنا أن بعضهم لم يعرف أين دفنوا, وبعضهم كانت قبورهم في اقبية بجوف ارض لم يعرف أماكنها غير أفراد معدودين
وما روي عن رسول اللّه (ص ) انه لعن زوارات القبور, فيرفعها الروايات الصحيحة المتضافرة انه (ص ) قال : (( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها )) كانت تلكم أدلة القائلين بحرمة البناء على القبور واتخاذها مساجد وأماكن للعبادة
واستدل القائلون بجواز اتخاذ مقابر الأنبياء والأولياء مساجد وأماكن للعبادة :
أولا: من كتاب اللّه بقوله تعالى :
ا - (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ) ((37)) ب - (وق ال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) ((38)) فقد أمر اللّه سبحانه ان نتخذ من موطىء قدم خليله إبراهيم مصلى , واخبر عن الذين غلبوا على أمر أصحاب الكهف أنهم اخبروا عن اتخاذ مضاجعهم مسجدا تقريرا لفعلهم ذلك
ثانيا: يستدلون من سنة الرسول (ص ) بما جرى لقبور نبي اللّه إسماعيل وأمه هاجر وبناته العذارى و سائر الأنبياء الذين دفنوا في حجر إسماعيل وبيت اللّه الحرام , وكان بعضها ظاهرا للعيان إلى قرون بعد عصر الرسول (ص ) و طاف حول حجر إسماعيل مدفن إسماعيل و ذرية الرسول (ص ) والصحابة وأبرار المسلمين إلى يومنا الحاضر
ثالثا: أيضا يستدلون من سنة الرسول (ص ) بزيارته لقبر أمه , وانه بكى وأبكى الصحابة ورمم قبرها
رابعا: بالغرفة المسقفة التي فيها قبر الرسول (ص ) وقبر الخليفتين وبناء القبة الخضراء فوقها كما نشاهدها اليوم
خامسا: بتحريضه المسلمين على زيارة قبره (ص ) وحثهم عليها
سادسا: بزيارة بضعته فاطمة الزهراء قبره وزيارة الصحابي أبي أيوب لقبره (ص ) "
واستنتج بعد ذلك أن بناء المساجد هلى القبور هو أمر الله فقال :
"إذا فزيارة قبور الأنبياء والأولياء والبناء عليها واتخاذها مساجد واماكن للعبادة مما سنه اللّه تعالى و سنه رسوله الكريم (ص )
إذا فقد كان أول القبوريين - حسب تعبير البعض - رسول اللّه (ص )ثم من بعده بضعته و صحابته ثم نحن , و لنا جميعا برسول اللّه (ص )أسوة وقدوة
و لو يسمح لنا اليوم لاتبعنا سنة الرسول (ص ) في البكاء على قبور الأنبياء والأولياء وترميمها وزيارة قبره (ص ) خاصة , واقتدينا بصحابيه البر أبي أيوب و وضعنا وجهنا على قبره (ص ), وببضعته فاطمة و شممنا تراب قبره وقلنا:
ماذا على من شم تربة احمد ----- ان لا يشم مدى الزمان غواليا
ولكن ماذا نقول وفي العين قذى وفي الحلق شجى , وانا للّه وانا اليه راجعون "
وهذا الكلام يدل على الجهل فالمساجد تبنى لذكر الله وليس لدفن الموتى كما قال تعالى :
"فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له بالغدو والأصال رجال"
ولو راجع الرجل العهد الجديد لوجد كلمة تقول :
"إنه بيت للصلاة يدعى وأما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص"
وهى كلمة صحيحة المعنى مع ذكرها فى كتاب محرف فمساجد القبور بالفعل بنيت لغير رضا الله فالهدف الأساسى من بناءها هو سرقة أموال الناس التى توضع فى صناديق النذور والتى يقتسمها فئة معينة من الناس بدعاوى مختلفة مثل أن فلان خليفة فلان وأن فلان هو القائم على امر فلان .........ولعل الحكاية المنتشرة بين العامة عن "إحنا دفنينه سوا " هى التى تفسر أمر الك المساجد فقد وجد محتالان جثة كلب ميت فقررا أن يدفناه وبنيا على قبره مسجدا ووضعا فيه صندوق النذور وطافا البلاد للتحدث عن كرامات سيدى الكلبى وجاء المغفلون لزيارة المسجد ووضعوا المال فى الصندوق والذى اتفق الصديقان على اقتسامه ثم اتفقا على دفن المال فى مكان ثم سرق واحد منهما المال فاتهمه الأحر بالسرقة فحلف صاحبه بسيدى الكلبى فقال له المحتال الثانى المثل نحن دفناه سويا"
مواضيع مماثلة
» قبور الأنبياء (ص)
» قتح قبور الأنبياء(ص) للتأكد من صحة معلومة
» من أخطاء أحاديث كتاب مستدرك الوسائل للطبرسى السقم في الأبدان، وخوف السلطان، والفقر مختص بالأنبياء واولاد الأنبياء، واتباع الأنبياء
» كتاب البناء فى القرآن
» نقد كتاب القول الفصل في حكم البناء على القبر
» قتح قبور الأنبياء(ص) للتأكد من صحة معلومة
» من أخطاء أحاديث كتاب مستدرك الوسائل للطبرسى السقم في الأبدان، وخوف السلطان، والفقر مختص بالأنبياء واولاد الأنبياء، واتباع الأنبياء
» كتاب البناء فى القرآن
» نقد كتاب القول الفصل في حكم البناء على القبر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أمس في 6:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الله أمر أهل بدر بعمل ما يريدون
أمس في 6:42 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو الأمان فى ألأماكن المختلفة فيما بعد
أمس في 6:41 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تقبيل اليد
أمس في 6:40 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود دين القوم نصف العقل
أمس في 6:39 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قتال الناس حتى يسلموا
أمس في 6:39 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود إباحة وطء الجوارى دون زواج
أمس في 6:38 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كون الجنة تحت ظلال السيوف أى فى الأرض
أمس في 6:37 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تفرق المجاهدين فى أماكن متباعدة من الشيطان
أمس في 6:36 am من طرف Admin
» قراءة فى مقال محاربات الأمازون
أمس في 6:19 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى حلب الأنعام عند الجوع دون إذن صاحبها
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:35 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود مطالبة المسلم بعدم الحكم بحكم الله
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:34 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تفضيل بعض الأعداد فى الحرب
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:33 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الراكب شيطان والراكبان شيطانان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:32 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود بعث السرايا دوما بالنهار
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:31 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود سفر النبى (ص) يوم الخميس
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:30 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الشياطين لها سلطة العيث فسادا بعد غياب الشمس
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:29 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تعجب الله من علم الإنسان
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:28 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اعتبار الله صاحب وخليفة
الأحد نوفمبر 24, 2024 6:27 am من طرف Admin
» قراءة فى كتاب قانون تفسير القرآن للنجم الطوفي
الأحد نوفمبر 24, 2024 5:59 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اعتبار الله صاحب وخليفة
السبت نوفمبر 23, 2024 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود سبب رزقنا ونصرنا هو الضعفاء
السبت نوفمبر 23, 2024 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى لون راية الرسول(ص)
السبت نوفمبر 23, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود دخول الناس المسجد بالسلاح
السبت نوفمبر 23, 2024 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود ادخال الأفراس فى الرهان سواء أمن أو لم يؤمن
السبت نوفمبر 23, 2024 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود إباحة الرهان وهو السبق و
السبت نوفمبر 23, 2024 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الأرض تطوى بالليل
السبت نوفمبر 23, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الإبل خلقت من الشياطين
السبت نوفمبر 23, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وسم الأنعام
السبت نوفمبر 23, 2024 6:10 am من طرف Admin
» نظرات فى كتاب موقف علي في الحديبية
السبت نوفمبر 23, 2024 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الناقة ملعونة
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود النهى عن ركوب الجلالة
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الجرس شيطان
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قرب الملائكة من الناس
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العين لها تأثير مؤذى
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود معجزة كلام الجمل
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كراهية الشكال فى الخيل
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود التفضيل فى ألوان وبركة الخيل
الجمعة نوفمبر 22, 2024 6:11 am من طرف Admin
» عمر الرسول (ص)
الجمعة نوفمبر 22, 2024 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود من تمنى الجهاد ولم يجاهد فمات فهو شهيد
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:48 am من طرف Admin