الرد على مقال سمير حسن الدين والديمقراطية

ٱلدِّين وٱلديمقراطية
الأخ سمير حسن
قال الأخ سمير حسن "وفى مقال "أنا مؤمن إذن أنا ديمقراطى" بيّنت (بما تشابه لى فهمه) ٱلترابط بين مفهوم ٱلإيمان بدين ٱلحقِّ ومفهوم ٱلديمقراطية. وكنت قد عملت على بيان هذا ٱلترابط بين هذا ٱلإيمان وٱلموقف ٱلديمقراطى "
الخطأ هنا هو ترابط مفهوم الإيمان بالإسلام دين الحق والموقف الديمقراطى
بداية نقول لا علاقة بين الإيمان بالإسلام وبين الديمقراطية فالإسلام هو حكم الله بينما الديمقراطية هى حكم الشعب ولا حكم إلا حكم الله فالله لا يعطى المسلم المؤمن حق أن يكون له حكم ما دام الله قضى بحكمه وفى هذا قال تعالى "وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من امرهم "فليس هناك اختيار للمسلم فى حكم الله ما دام هو اختار الإسلام بنفسه راضيا مقتنعا وأما الديمقراطية فتعطى الفرد الاختيار سواء كان الاختيار مقيدا كما هو فى اختيار نائب للدائرة الانتخابية حيث يختار من بين المتقدمين للترشيح أو كان مطلقا حيث يختار ما يريد فى أى موضوع أضف لهذا أن الإخوة الذين يتكلمون عن الديمقراطية لا يعرفون أو يعرفون ان الديمقراطية لها أشكال متعددة مثل المباشرة والنيابية والماركسية والموجهة والاجتماعية ..... ومن ثم عليهم أن يحددوا الشكل الذى يقصدون أنه الديمقراطية
قال الأخ سمير "ولقد علمت (بما تشابه لى من كتاب ٱللّه) أنّ ٱلمؤمن بدين ٱلحقِّ هو ٱلذى يسعىۤ إلى ٱلعيش فى مكانٍ يَقرِىۤ إليه أفراد مختلفون فىۤ ألوانهم وألسنتهم ومواقفهم ومفاهيمهم يأتون إليه من جميع ٱلشُعب فى ٱلأرض ويدينون فى عيشهم ٱلمشترك فيه لأشراط ميثاق لا تسمح لسلطته أن تكفر علىۤ أفراده حرياتهم ومسئولياتهم عن أعمالهم وأقوالهم ومواقفهم. ومثلى على هذا ٱلمكان بٱلأمس ٱلبعيد هو فىۤ أول قرية للناس وأمّ ٱلقرى "مكّة". وهو ٱليوم فى قرية ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية ٱلتى بدأت تفقد مفهوم ٱلقرية بسبب تعاظم سلطة ٱلأمن فيها (فرط ٱلاستباب ٱلمناعىّ) ٱلتى ساقهاۤ إليها ٱلمنافقون وٱلمرجفون فى ٱلأرض من ٱلأعراب ٱلذين يزعمون ٱلإيمان ولمّا يدخل ٱلإيمان فى قلوبهم.
. وعندما يتطور مفهوم حقوق ٱلفرد ومسئوليته ٱلشخصية فى تلك ٱلقرية يتطور ميثاقها ليكون دينها ٱلذى يدين أهلُها لأشراطه. فيتطور ٱسم ٱلمكان من ٱسم قرية إلى ٱسم مدينة مبيّنا ٱختيار أهلها ٱلحرّ ٱلخضوعَ لأشراط ميثاقها."
الخطأ هنا هو أنّ ٱلمؤمن بدين ٱلحقِّ هو ٱلذى يسعىۤ إلى ٱلعيش فى مكانٍ يَقرِىۤ إليه أفراد مختلفون فىۤ ألوانهم وألسنتهم ومواقفهم ومفاهيمهم"فالمؤمن يا أخ سمير لا يسعى للعيش فى مكان أهله مختلفى الأديان والألوان والألسن وإنما يسعى إذا ضاقت عليه أرضه الأصلية بسبب الاضطهاد الدينى لمكان يعبد الله وحده كما قال تعالى "" يا عبادى الذين آمنوا إن أرضى واسعة فإياى فاعبدون"ففى حالة عدم وجود دولة للمسلمين يذهب لأى دولة لا تضطهد المسلمين وأما فى حالة دولة للمسلمين فواجب عليه الهجرة والعيش فى دولة الإسلام أى الله ورسوله كما قال تعالى " ومن يهاجر فى سبيل الله يجد فى الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج مهاجرا إلى الله ورسوله" وقد حرم الله على المؤمنين مناصرة المؤمن غير المهاجر لدولة المسلمين فقال " والذين أمنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم من شىء حتى يهاجروا"إذا فالعيش هو فى أى دولة ليس فيها اضطهاد فى حالة عدم وجود دولة للإسلام وأما فى حالة وجود الدولة فمحرم العيش فى سواها ومن يعيش فى دولة الكفر ودولة الإسلام موجودة فهو كافر يدخل النار إلا أن يكون لا يستطيع حيلة أو سبيل للهجرة وفى هذا قال تعالى " إن الذين توفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا"
قال الأخ سمير "وقد علمت أنّ هذا ٱلميثاق هو من أشراط ٱللّه فى ٱلدين "لآ إكراه فى ٱلدِّين". وبذلك علمت أنّ ٱلدين وٱلديمقراطية كلمتين متوافقتين ومتلازمتين ولا تنافر بينهما كما هو ٱلحال إلى ٱليوم فى نفوس ٱلناس."
الخطأ أن الدين والديمقراطية كلمتين متوافقتين متلازمتين والحق يا أخى أن الديمقراطية هى الكفر فهى حكم الشعب بينما الدين وهو الإسلام هو حكم الله فكيف يتفق حكم الله مع حكم الشعب ؟ لا يتفقان أبدا لأن معنى وجود حكم للشعب مع حكم الله هو الشرك ،زد على هذا أن الديمقراطية تبيح ما لا يبيح الدين فمثلا فى الديمقراطية حرية اللبس ومثلا فى الإسلام ليس هناك حرية للبس لوجود أحكام كتغطية العورة فى الأماكن العامة
ومثلا فى الديمقراطية حرية التعبير تتيح أن يخرج الفرد معلنا فى وسائل الإعلام أن الخالق غير موجود أو الزنى مباح بينما الإسلام لا يبيح حرية التعبير دون قيود أى أحكام فمن يتكلم لابد أن يتكلم كلاما سديدا كما قال تعالى " وقولوا قولا سديدا"
قال الأخ سمير "لقد هاجر جميع ٱلرسل من ديارهم بسبب طاغوت أهلها وكفرهم. وهاجر معهم ٱلذين ءامنوا بحريتهم ٱلشخصية ومسئوليتهم عن مواقفهم وأقوالهم وتمسّكوا بها. وكان من ٱلمهاجرين عن ديار ٱلطاغوت ٱلكافر رسولُ ٱللّه محمد."
الخطأ هنا هو هجرة جميع الرسل (ص) والحق أن بعض الرسل (ص) لم يهاجروا كآدم (ص) لنه لم يكن هناك دولة تضطهده فى دينه ومثلا سليمان (ص) لم يهاجر لأنه عاش فى دولة الإسلام التى كان يحكمها والده داود (ص) ومن ثم فهو لم يهاجر لعدم وجود سبب الهجرة وهو الاضطهاد الدينى
قال الأخ سمير "وكانت هجرته إلى يثرب بفعل أشراط دين ٱلحقِّ ٱلتىۤ أوحيت إليه من ربِّه. وقد هاجر بتفاهم وتوافق مع أهل طيبة ٱليهود (ٱلأوس وٱلخزرج) لوقف حرب أهلية بينهم طالت عليهم فجعلتهم أهل يثرب."
الخطأ هنا أن أهل طيبة هم اليهود الأوس والخزرج " ومن المعلوم فى القرآن أن الأنصار لم يكونوا جميعا يهودا ومن تهود منهم كان عددا قليلا بدليل وجود منافقين منهم كما قال تعالى " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة" والمنافقين غير اليهود
قال الأخ سمير "وبٱتصالهم وتفاهمهم وتوافقهم مع رسول ٱللّه على ميثاق سلطة ديمقراطية فيدرالية (ٱلصحيفة) وعلى هجرته إليهم وٱختيارهم له حاكما عليهم أُبدل ٱسم يثرب بٱسم ٱلمدينة وأُبدل ٱسم أهل يثرب بٱسم أهل ٱلمدينة. وصارت ٱلمدينة مثلا مبصرا عن عيش ٱلناس فى مجتمع يدين لشرط دين ٱلحقِّ "لآ إكراه فى ٱلدين".
فسلطة ٱلمدينة قامت وتقوم بقوّة ٱلعلم بأشراط دين ٱلحقِّ وناموسه substantive law. وبعلم أهل ٱلمدينة بتلك ٱلأشراط عاشوا ويعيشون وفق ميثاقٍ فَتَحَ ويَفتَحُ سبيلَ ٱللّه بعلم لكل أفرادها. وهم فى صناعتهم للميثاق أخذوا ويأخذون بأشراط دين ٱلحقِّ فىۤ إقامة مجتمعهم وفى تسميته "ٱلمدينة". فيكون مجتمعهم ديمقراطيّا فيدراليّا فى طوره ٱلمدينىّ لا فصل فيه بين ٱلناس بسبب ألوانهم وألسنتهم ومواقفهم (17 ٱلحج)."
الخطأ هنا قوله "وتوافقهم مع رسول ٱللّه على ميثاق سلطة ديمقراطية فيدرالية (ٱلصحيفة) وعلى هجرته إليهم وٱختيارهم له حاكما عليهم "فلا يوجد فى القرآن ما يدل على وجود صحيفة المدينة ولا ما يدل على وجود سلطة ديمقراطية فيدرالية فالله لم يخبرنا بوجود ما قلته فى المصحف الحالى والمفهوم منه هو أن المدينة فى البداية كانت مقسمة بين الأنصار والمهاجرين وبين اليهود فى أحياءهم وبين الكفار والمنافقين الأخرين وكان بينهم سلام مكتوب أو غير مكتوب ليس هناك دليل فى المصحف الحالى وفيما بعد لما أصبح المسلمون الأكثرية أصبحت الدولة دولتهم فى المدينة وأخضعوها لحكم الله وحده فلم يكن اليهود ولا غيرهم شركاء فى السلطة .
قال الأخ سمير "لقد خبر ٱلناس فىۤ إقامة مجتمع أهل ٱلقرية "ٱلديمقراطية" منذ أول قرية نشأت فى مكّة ثمّ فى ٱليونان ثمّ روما ثمّ فى ٱلولايات ٱلمتحدة ٱلأمريكية. لقد علمت أنّ مَثَل ٱلمدينة ٱلمنورة هو مثل للمؤمنين عن ٱلطور ٱلأعلى لعيشهم. وهذا يجعلنىۤ أدعو جميع ٱلمؤمنين فى ٱلأرض إلى ٱلعلم به وبميثاقه وٱلعمل على صناعة كصناعته.
وعلمت أنّ مفهوم دين ٱلحقِّ هو فيما يدلّ عليه ٱلقول ٱلانكليزىّ substantive law وهو ٱلعلم بناموس ٱلحقِّ وٱلتوافق معه. وهذاۤ أمر يتعلق بما يسعى كلّ فرد من ٱلناس إلى ٱلعلم به. وجميع ٱلَّذين يسعون للعلم بدين ٱلحقِّ substantive law هم علمآء فى ذلك ٱلدين. وهم ٱلقادرون علىۤ إدراك مفهوم ٱلدين وتوافقه مع مفهوم ٱلديمقراطية بطوريها ٱلقرىّ وٱلمدينىّ. "
الخطأ هنا هو الخطأ السابق وهو أن الديمقراطية توافق الدين وكما قلنا لا يمكن أن يتوافقا