متخيلة أمريكا ارحلى عن بلادى

متخيلة أمريكا ارحلى عن بلادى
لمح محمود القادرى وهو فى طريقه للخروج من مطار مدينة ديترويت الأمريكية فتاة تتفرس فى ملامحه ثم تنظر لشىء فى كفها وفكر محمود وقال فى نفسه :
لعل هذه الفتاة من طرف جاك دوجلاس بعثها لتستقبلنى فى المطار وعلى الآن ان أنتظر حتى أتبين حقيقتها ،ومكث محمود لحظات كانت الفتاة فيها على بعد خطوات منه ثم بادرته قائلة :هل أنت السيد محمود القادرى ؟فرد وهو ينظر للأرض أنا هو فقالت الفتاة وهى تخلع نظارتها الشمسية أنا جين جاك دوجلاس وقد أرسلنى والدى لاستقبالك فأهلا بك يا سيد محمود فى أمريكا فرد محمود أهلا يا جين فقالت جين وهى تنظر للحقائب التى فوق العجلة هل هذه كل حقائبك؟فرد نعم فقال وهى تسير أمامه إذا اتبعنى .
سار محمود وراء جين حتى خرجا من المطار ثم توقفت أمام إحدى السيارات وفتحت حقيبتها الخلفية ثم أدخلت حقائب محمود فيها وقفلت حقيبة العربة ثم فتحت باب العربة الأمامى وقالت له تفضل بالجلوس ،انصاع محمود للأمر وأما جين فركبت من الباب الأخر الأمامى وجلست أمام المقود بعد أن قفلت الباب ومضت فترة من الزمان بعد أن أدارت جين العربة وساقتها دون أى كلام من أى منهما وكان محمود خلالها ينظر للمبانى والطرقات فقطعت جين الصمت قائلة يا سيد محمود هل أنت معجب بمبانى وطرقات المدينة ؟فقال لست معجبا ولا تعجبنى كل المدن الحديثة فقالت يبدو أنك من أنصار القديم فرد لست من أنصار الحديث ولا القديم وإنما من أنصار كل ما هو نافع ومفيد ولا يضر الأخرين فقالت وهى تنظر له من الصعب أن نتناقش فى هذا الموضوع ونحن فى السيارة ويبدو أننا سوف نتحاور كثيرا فى الأيام القادمة فقال ليس مناسبا فتح موضوعات كبيرة ونحن لم نتعرف أكثر فقالت عائلتنا مكونة من الأب جاك والأم آما وأختى الصغرى مارى ولذا من السهل أن تعرفهم عندما نصل للبيت فلم يرد محمود فاستطردت قائلة يبدو أنك مشغول بجو أمريكا حتى أنك لم تنظر لى نظرة واحدة فرد لست مشغولا بجو أمريكا لأنى أعرفه وسبب عدم نظرى لك هو أنى مطيع لحكم ربى بعدم النظر لما لا يحل لى فقالت هل الإسلام يمنع الرجل من النظر للمرأة ؟فرد لن أجيبك مباشرة وسأقول له إن المسيح(ص)قال فى إنجيل متى "كل من ينظر إلى امرأة بقصد أن يشتهيها فقد زنى بها فى قلبه "فقال متعجبة هل قرأت الإنجيل فقال ربما أكثر مما قرأتيه أنت فقالت يبدو أننا سنملأ البيت حوارات وبعد أن قالت عبارتها أوقفت السيارة أمام بيت أمامه حديقة واسعة ثم فتحت الباب ونزلت ففتح محمود الباب الأخر ونزل فقالت وهى تفتح حقيبة السيارة وتخرج حقائب محمود أهلا بك فى بيتنا يا قادرى
حمل محمود حقيبتين وحملت جين حقيبة بعد أن فتحت باب الحديقة وسارت أمامه ثم صعدت سلالم البيت الخارجية ودقت جرس الباب ففتحت الباب امرأة أمريكية شقراء ترتدى ملابس غالبها شفاف فقالت لها جين :أقدم لك يا أمى السيد محمود القادرى فقالت الأم أهلا وسهلا بك ودخل محمود البيت وهو كاره للدخول –والسبب هو أن آباه خاف عليه من أن يتعب فى أمريكا فحدث صديقه جاك فى ذلك فرحب بمجىء محمود وكان محمود يريد أن يذهب لأحد التجمعات الإسلامية فى أمريكا ليعيش فى وسطها حتى يشعر بالألفة – وفى حجرة الاستقبال استقبله الأب جاك استقبالا حسنا فقال جاك كيف حال السيد قادرى الأب ؟فرد محود بخير وهو قد حملنى السلام لك وللعائلة فقال جاك وهو يتفرس فى ملامح محمود إنك لا تعرف يا سيد قادرى مقدار حبى للسيد الوالد فهو إنسان ونعم الإنسان فقال محمود يبدو أن الصداقة بينكما قوية ومتينة فعندئذ دخلت الأم ووضعت أكواب العصير على الخوان ثم جلست فى مقابل محمود وهى تقول أهلا وسهلا بك يا سيد محمود فرد محمود لى رجاء من الأسرة فقال جاك قل وسنحققه فقال محمود لا تخاطبونى بالسيد فأنا أحب الخطاب بالاسم مباشرة فردت آما تحت أمرك فقال محمود سمعت أن الخطاب عندكم يكون غالبا إن لم يكن دوما يكون بصيغة السيد سواء صغيرا أو كبيرا ولكننا عندنا نتخاطب بالأسماء مباشرة ونحب أن نقول لمن هو أكبر منا يا عم أو يا خال أو يا عمة أو يا خالة فرد جاك العلاقات عندكم أكثر دفء من هنا وسألبى لك رغبتك يا محمود ودعنى أطلعك كلاميا على ما أعددت لك فقال محمود أنا لك منصت فرد جاك لقد خصصنا لك حجرة بجانب حجرة جين ومارى والحجرة بها كل لوازمك وستطلعك جين على جوانب البيت بعد أن نتناول طعام العشاء فقال محمود وهو ينظر للأرض إذا قال إنسان عندنا كلامك هذا يا عم جاك سيقال له على الفور أنت وضعت النار بجانب البنزين فتدخلت آما فى الحديث قائلة هلا أوضحت مقصدك فقال محمود قصدى الحفاظ على شرف البنتين فالنار وهى المرأة إذا وجدت مع البنزين وهو الرجل الغريب فالنتيجة هى ضياع الشرف فرد جاك لا تشغل بالك بهذا فأردفت آما قائلة إن النار تبحث عن البنزين فى كل مكان فإن لم يكن فى حجرة النوم بالبيت فستبحث عنه فى مكان أخر فقال محمود فى نفسه يبدو أنك تحدث حجارة صماء لا يهمها الحفاظ على شىء .
بعد لحظات من الصمت دخلت مارى وهى ترتدى ملابس تكشف عن صدرها وساقيها فألقت التحية وصافحت محمود وهى تقول أهلا يا محمود كيف حال عمى قادرى فرد محمود وهو ينظر للأرض أهلا يا مارى عمك قادرى بخير وقد حملنى السلام لكم جميعا وعندئذ دخلت جين وقالت العشاء جاهز تفضلوا فقام الكل واتجهوا لحجرة المائدة وتناولوا طعام العشاء وقد أكل محمود الطعام وهو يكره النفس عليه بعد تناول الطعام انتقل الكل لحجرة الجلوس مرة أخرى وشربوا معا قهوة وعند الانتهاء من تناول القهوة فقال محمود أحب أن أخبركم بأمرين ؟فسألته مارى قل فقال محمود وهو يحاول التركيز فى النطق الأمر الأول أنا شخص انطوائى نوعا ما فلا تكثروا من الدخول على فى حجرتى والأمر الثانى لا ترتبطوا بى فى مواعيد الطعام فرد جاك كما تحب يا محمود والآن تستطيع أن تصحبك جين لتريك حجرة نومك وبقية حجرات ومرافق الدور الثانى .
حمل محمود حقيبة وعندما هم بحمل الأخرى كانت مارى قد سبقته إليها بينما حملت جين الحقيبة الثالثة وصعد الثلاثة للطابق الثانى وقادتهم جين لحجرة النوم المخصصة لمحمود وفتحتها فدخل الثلاثة ووضع كل منهم الحقيبة التى يحملها وجلست جين على أقرب كرسى بينما جلست مارى على حافة السرير وأما محمود فقد رفع حقيبة الملابس على المكتب وفتحها واخرج ما فيها من ملابس وساعدته جين على وضعها بالدولاب بينما قامت مارى بفتح إحدى الحقيبتين فوجدت فيها علب مربى وبرطمانات بها عسل نحل وجبن قديم ومخللات فقال هل تخشى المجاعة فى أمريكا فأحضرت معك كل هذا الطعام ؟فضحك وقال نعم أخشى الجوع فيها مع كثرة الأكل فيها ففتحت مارى بعض البرطمانات وذاقت ما بها من أطعمة فقالت هلا أعطيتنى بعضا من الجبن والمخلل فقال محمود وهو منهمك فى وضع ملابسه بالدولاب خذى قطعة واحدة من الجبن وبعض المخلل ولا تعودى لطلب غيرهم وإلا مت من الجوع فى أمريكا وبعد أن انتهوا من ترتيب الملابس فى الدولاب قالت هل فى الحقيبة الثالثة ما يستحق الترتيب ؟فقال محمود وهو يتعمد البعد عنها بنظره ما فيها هو أهم شىء لدى وهى كتبى العزيزة ومؤلفاتى المتواضعة فقالت مارى بإعجاب هلا أعطيتنى بعضها لقراءتها فرد لن تقدرى على قراءتها فهى باللغة العربية فقاطعتهما جين أنا مستعدة لتعلم اللغة العربية فقالت مارى لقد سمعت أنها لغة صعبة جدا فرد محمد باستياء هى سهلة كأى لغة فى العالم ولكن الناس هم الذين صعبوها بقواعدهم فقال جين أنا مستعدة لتعلمها صعبة أو سهلة فقال محمود الآن وجب عليكما الانصراف لأنى أريد الصلاة ثم النوم بعدها فاتجهت مارى للباب وبيدها طبق به الجبن والمخلل ثم قالت طابت ليلتك وبعد خروجها نظرت جين لمحمود نظرة حملتها معانى الحب والشهوة معا ثم قالت إذا أردتنى فدق على الجدار خلفك ثلاث دقات
تجاهل محمود كلامها فانصرفت لحجرتها فقام محمود وتوضأ ثم صلى على سجادة كان جلبها معه ثم أخلد للنوم وفى الصباح عندما دق جرس المنبه قام محمود فتوضأ وصلى ثم ارتدى بدلة تدريب بدنى ونزل للحديقة وأدى بعض التمرينات ثم جرى عدة لفات حول البيت ثم دخل البيت واتجه للمطبخ وأخذ بعض الخبز وصعد به وبطبق فارغ لحجرته وهناك أفرغ بعض العسل وأفطر ثم وضع كل شىء مكانه وأمسك ورقة وقلم وكتب :اليوم يجب الذهاب للجامعة لعمل اللازم لدخولها واليوم يجب معرفة الشوارع المحيطة بالبيت والمطاعم الذى لا تقدم لحم الخنزير وعلى وسائل المواصلات التى تقود لشارع المنزل والتعرف على أى مسلم موجود فى المدينة ثم كتب على ظهر الورقة :
كم هو فظيع أن تعيش فى وسط لا تنتمى له؟وكم هو مريع أن تعيش بين ثلاث حيات وثعبان يزعمون أنهم يقدمون لك العسل المصفى بينما هم يقدمون لك السم المميت ؟أشعر برغبة فى التقيىء من طعامهم رغم أنه ليس محرما ،يبدو أن حياتى ستكون قطعة من العذاب فى هذا البيت والسبب أبى ثم طوى محمود الورقة ووضعها فى جيب السترة المعلقة على الشماعة وبعد فترة قصيرة من الزمن دقت مارى على الباب ودخلت وهى تقول طعام الإفطار جاهز فقال وهو يقرأ فى أحد الكتب لقد تناولت طعامى قبلكم فإنزلى ولا تهتمى بى فقال مارى ضاحكة إذا فأنت تقوم بخدمة نفسك فرد عندما أكون جائعا لا انتظر أحدا وأصنع طعامى بنفسى فتركته مارى ونزلت لتناول الإفطار وبعد مضى نصف ساعة دقت جين الباب عليه ودخلت فقالت اعتقد أنك تريد الذهاب للجامعة اليوم لدخولها فهل عندك مانع أن أصحبك ؟فقال محمود كلا ثم قام وسار نحو الباب فتابطت جين ذراعه فقال لا أحب هذا فنزل القول عليها كالدش البارد فتركت ذراعه وعبست وقالت وهل هذا محرم؟هذا شىء عادى عندنا ؟فرد محمود ردى على سؤالى ماذا يحدث عندما يلامس سلك كهربى عارى الماء ؟فقالت يتولد شرر ودخان فقال محمود هل هما نافعان أم ضاران ؟فقالت بالتأكيد يحملان الضرر فقال تأبطك ذراعى مثلهما فتأبطك ذراعى يولد شهوتى وهى أمر ضار لأنها ستوضع فى موضع خطأ وهو ما يسمى الزنى فردت قائلة لقد كبرت الموضوع فتأبط الذراع ليس لها عندنا معنى شهوانى فقال من الأفضل ترك المناقشة ولنذهب للجامعة فردت هذا أفضل لكلينا
خرجا من البيت وذهبا للجامعة وتم تخليص أوراق الإلتحاق واستلم محمود بطاقة الهوية الجامعية وبعد الإنتهاء من الإجراءات أخذته جين وأرته معالم المدينة وأهم شوارعها ومحالها ومكتباتها وكانت تتعمد أمرين الأول إظهار مدى ثقافتها والثانى أن يكون وجهها قريبا من وجهه والسبب تسلل حب محمود لقلبها وكان السبب هو اختلافه عن الشباب التى عرفتهم من قبل وغذا هذا قراءتها السابقون عما يزعمون أنهم فراعنة مصر وكانت كثيرا ما تتخيل أنها ملكة فرعون منهم وبعد انتهاء الجولة قالت مبتسمة لقد عرفت سبب عدم دهشتك من المدنية والحضارة التى شاهدت بعضا منها فى المدينة ؟فتساءل وما هو؟فقالت إنك من بلاد حضارتها ممتدة لسبعة آلاف عام بينما حضارتنا عمرها لا يزيد عمرها عن مئتى عام فابتسم محمود وقال ليس هذا السبب وما أسميتيه حضارة هنا أو هناك ليس هو الظلم والطغيان ففرعون كان عدو نبى الله موسى(ص)الذى كان يدعو للإسلام وأمريكا عدوها الأول الآن الإسلام والمسلمين الذين هم على دين محمد(ص)وعيسى(ص)وموسى(ص)فأرادت جين أن ترد ولكنها قررت عدم الرد محاولة اكتساب رضا محمود حتى ولو كان هذا على حساب شخصيتها وقالت فى نفسها كل شىء يهون من أجلك يا محمود ولذا غيرت الموضوع فقالت ألا تريد العودة للغداء ؟فقال محمود هيا وركبا سيارة أجرة أوصلتهما للبيت الذى كان خاليا فدخلا ودخلت جين المطبخ لتجهز الطعام وبعد فترة وضعت الطعام على المائدة وطلعت على السلم لتنادى محمود وقبل أن تنطق برقت فى نفسها قولة تغيير ملابسها بأخرى مغرية فصعدت لحجرتها وارتدت فستان قصير فوق الركبة ويظهر من فتحته العليا معظم صدرها وأجزاء من نهديها وبعد هذا نادت عليه ودعته لتناول الغداء وسبقته للنزول وجلست فى جانب المائدة الصغيرة بينما جلس محمود مقابلها بعد نزوله وتناول الطعام وهو خافض عينيه فى المائدة وكان إذا وقع نظره على صدرها العارى دون قصد ابتسمت له ابتسامة كلها إغراء بينما كان هو يتعوذ بالله من الزنى وبعد تناول الطعام قام لحجرة الجلوس تاركا إياها تحمل ما على المائدة ومكثت فى المطبخ تعد القهوة ثم تذكرت أنها قال لها أنه لا يحب القهوة وإنما الشاى فأعدت كوبين وذهبت فجلست معه فشكرها وقال لماذا تأخر الأبوان فى العودة للمنزل ؟فردت لا تشغل بالك بهما فالعادة هى أن يحضر كل فرد للبيت فى أى وقت دون ارتباط ببقية الأسرة فقال محمود يسمى هذا فوضى فردت وهى تقوم ثم تجلس بجانبه اسمها حرية شخصية تتيح لكل فرد أن يستمتع بوقته مع من يحب فقال محمود ساخرا مأساة الإنسان أنه لا يعرف الحق إلا إذا أصابه الضرر فتساءلت ماذا تقصد؟فقال سأضرب لك مثلا هذه الحرية تتيح للفتاة أن تقضى وقتها مع من تحب ولابد قطعا من قضاء الشهوة فقاطعته قائلة الحب لايكتمل إلا بها فقال متجاهلا ما رمت له بقولها المتعة الشهوانية ستستمر لمدة ثم يحدث الحمل وعند هذا يحدث الضرر عندما تطالب الفتاة الفتى بالزواج ويرفض متذرعا بحجج مختلفة فتضطر الفتاة لتحمل أحد ضررين الأول الفضيحة عند الإبقاء على الحمل وتحميل الطفل المولود عقد نفسية والثانى تحمل آلام الإجهاض فصمتت جين فقال محمود سأضرب لك مثل أخر من عالم مختلف وهو الناس الذين يأكلون لحم الخنزير فهم لا يمتنعون عن أكله مع أنه محرم إلا إذا تأكدوا بواسطة الطبيب أو غيره أنهم قد أصيبوا بالدودة الشريطية فقالت جين فهمت فرد محمود المهم ليس أن تفهمى وإنما المهم أن تعملى بما فهمتى فكثير بل كل الناس يفهمون ولكن القليل منهم من يعمل وعند هذا قامت جين فصعدت السلم وارتدت ملابس أكثر تغطية لجسمها
وفى مرة جلس محمود مع جين وفجأة حضرت مارى وقالت مرحبا فردا عليها فقالت أود النقاش معكما فى موضوع فردت جين ما هو؟فقالت مارى الشهوة الجنسية أنا لا أعرف عنها شيئا إلا القليل فقالت جين وهى تحاول ألا يتضايق محمود عندما ندخل حجرتنا سأعرفك ما تريدين فقالت مارى ولماذا ليس الآن ؟الآن أفضل وقت فعلى الأقل سيشاركنا محمود الحوار ويعطينا خبرته فهو أكبر سنا فحاولت جين الكلام ولكن محمود سبقها قائلا فى الإسلام يقال لا حياء فى الدين والمقصود أن كل شىء له حكم فى الإسلام يسئل عنه بلا إحراج حتى ولو ظن أحد أنه فيه خدش حياء فقالت مارى إذا أسألك وأجب فحاولت جين نهرها قائلة كفى عن هذا يا مارى ثم نظرت لها نظرة غاضبة فقال محمد لا تغضبى هكذا فالأمر ليس محرما والأحسن أن تتعلم هنا بدلا من أن تتعلمه بالممارسة الفعلية فى الحرام فقالت مارى ما هو الجنس ؟فقال شهوة من ضمن شهوات الإنسان ويسمى عند الرجل شهوة النساء وعند النساء شهوة الرجال فقالت مارى ما هى هذه الشهوة ؟فرد هو شعور المرأة أو الرجل بالرغبة فى المتعة عن طريق أعضاء الجسم ويتحقق هذا بعمليات متعددة كالتقبيل والتحسيس والدعك والاحتضان والقذف فقالت مارى وما تعريف هذه العمليات ؟فقال التقبيل هو ملامسة الشفاه للشفاه أو لأى جزء من الجلد والتحسيس هو تكرار إمرار الكفين على الجلد والدعك هو مسك الأماكن البارزة فى الجسم كالنهد وضغطها فى مكانها والإحتضان هو إحاطة الجسم باليدين والرجلين أو بأحدهما والقذف هو وضع المنى فى المكان المخصص أى وضع ما يسمى المفتاح فى القفل فقالت مارى ما أحكام ممارسة الجنس ؟
فى النصرانية والإسلام ممارسة هذه الأفعال مباحة للأزواج فقط محرمة على غيرهم وفى الإسلام وأعتقد وجوب هذا فى النصرانية يشترط أن تمارس المتعة فى مكان بعيد عن عيون الأخرين وليس للممارسة طريقة معينة والشرط الوحيد هو ألا يوضع المفتاح فى غير القفل فلا يصح وضعه فى فتحة الشرج أو فى الفم فقالت مارى ماهى طرق ممارسة الجنس ؟فقال محمود الطريقة هى الكيفية وهى تطلق على ترتيب عمليات التقبيل والتحسيس والدعك والاحتضان والقذف وأما الأوضاع فهى تبين وضع المفتاح فى القفل وهى مختلفة فمنها استلقاء المرأة على ظهرها فى وضع تمدد الأرجل أو فى وضع رفع الأرجل بحيث تكون الركب أعلى والكعبين على الأرض أو على السرير وهذا يشمل وضع ضم الفخذين على المفتاح ووضع فتح الفخذين لتسهيل دخول المفتاح وقد يكون وضع المفتاح والمرأة راقدة على جنبها أو يضعها بين وركيها من الخلف حتى يصل للقفل وعند هذا تشجعت جين وقالت يبدو أنك درست هذا فقال محمود كل ما يستفيد منه الإنسان لابد أن يدرسه حتى يحقق الفائدة التامة منه فقال مارى هل هناك أمور أخرى فقال محمود هناك فى الإسلام أحكام لمن يمارس الجنس المحرم حيث يجلد مائة جلدة ويحرم من زواج العفيفات أو العفيفين وعند هذا شكرته مارى وتركتهما وصعدت للحجرة فقام محمود ليصعد لحجرته فقالت جين هل سأمت من مجالستى ؟فقال محمود بل سأمت من الجلوس فى هذه الحجرة فقالت أتصعد لحجرتك؟قال نعم فقال أريد استكمال الحديث معك عن الشهوة فى الإسلام فقال لا ضير ثم صعدا للطابق الثانى وجلس هو على المكتب وجلست هى على حافة السرير وقالت هل يسمح الإسلام للمرأة بالرقص ؟ فقال نعم بشرط أن ترقص لزوجها أو معه وأن يكون رقصها أو رقصهما فى مكان مغلق عليهما فقالت حتى ولو كان ما يسمى عندكم الرقص البلدى ؟فقال للمرأة أن ترقص أى نوع من الرقص سواء بلديا أو أمريكيا أو هنديا أو غير ذلك وسواء كانت عارية أو تلبس ملابس لأنها فى مكان مغلق ومع زوجها فقالت ما هو اللباس الذى ترتديه المرأة عند المضاجعة فى الإسلام ؟ فقال لها أن ترتدى ما شاءت من مظهرات الجسم أو لا ترتدى أى ملابس فقالت هل هناك عدد محدد لمرات المضاجعة عندكم ؟فقال لا يوجد تحديد للعدد ولكن الله حدد أوقات المضاجعة بأنها وقت القيلولة أى الظهيرة وبعد صلاة العشاء وقبل صلاة الفجر وهى أوقات الراحة فقالت هل يسمح الإسلام باستخدام أدوات التجميل أحمر الشفاه والبودرة وغيرهم ؟فقال لا يسمح الإسلام بتغيير خلقة الله بوضع الأحمر والأبيض وغيره وإنما يسمح بالنظافة فقالت وما هو لباس المرأة داخل البيت ؟فقال إذا لم يكن فى البيت سواها زوجها فلها أن تلبس ما تشاء من الملابس الكاشفة للجسم وأما إذا كان هناك أولاد فلها نفس الحق وأما فى حالة الأقارب والأجانب الذين يجوز لها الزواج بأحدهم لو طلقت فيجب ألا تظهر سوى وجهها وكفيها
مضت عدة أيام كان محمود خلالها يذهب للجامعة ويعود للبيت ولا يفعل أى شىء سوى الذهاب والعودة وفى أحد الأيام تقابل مع عدة طلاب من المسلمين يدرسون بالجامعة وتواعد معهم على اللقاء قبل المغرب يوم الجمعة وانتظر هذا اللقاء بفارغ الصبر فقد سأم الحديث بالإنجليزية ومل الحياة الأمريكية ،كانت المجموعة مكونة من سبعة طلاب اثنين من الحجاز وواحد من الكويت وواحد إماراتى وواحد جزائرى وواحد باكستانى وواحد إيرانى وقد جمعهم الطعام المحلل والحاجة للألفة والدراسة فى الجامعة وذهب محمود لشقتهم وهناك وجدهم فى حركة عمل داخل الشقة الفسيحة حيث كل واحد منهم منهمك فى عمل فهذا ينظف حجرة الجلوس وهذا ينظف حجرات النوم وهذا يطبخ وهذا يكوى الملابس فاشترك معهم فى العمل دون أن يطالبه أحد وبعد أن انتهوا من العمل دخلوا الحمام واحد وراء الأخر واغتسلوا ثم أعد الكويتى مائدة الطعام الذى طبخه الباكستانى وجلسوا وتناولوا طعام العشاء بعد أن صلوا العشاء وبعدها قام أحد الحجازيين بعمل شاى وقهوة وقد بدأ سلطان الحديثى الحديث قائلا معذرة يا محمود فقد دعوناك فى وقت غير مناسب فقال محمود بل هو مناسب تماما لى فقال على الإيرانى وهو يرتشف الشاى ما رأيك لو جئت وسكنت معنا فرد محمود أمنية أود تحقيقها فقال على وما يمنعك إنك تقدر على أن تذهب لبيت جاك وتحضر حقائبك فرد محمود سأفعل هذا عاجلا أم آجلا ولكنى أريد أن أخبر أبى فى مصر أولا بذلك حتى يرسل لى الخطابات على عنوان هذه الشقة وحتى يمهد للموضوع فى خطاب لجاك وعائلته ثانيا فقال أحمد الإماراتى هل تصعب عليك مفارقتهم ؟فقال محمود لا ولكن تركى البيت دون سابق إنذار سيكون أمر يفسره جاك على أن هناك أمر سيىء وقع فى البيت كان سبب تركى له
مضت ساعات وهم يتكلمون وفى النهاية أوصلوا محمود لبيت جاك وفى هذا الوقت كانت جين تقف فى النافذة وشاهدته وهو ينزل من السيارة وهم يصافحونه ويتبادلون كلمات لم تفهمها لكونها بالعربية ولما دخل محمود البيت وصعد السلم كان الكل فى حجراتهم وما هى إلا لحظات حتى كانت جين طرقت الباب ودخلت وبادرته قائلة من هؤلاء الذين كنت معهم ؟فابتسم محمود وقال مجموعة طلابية ينتمون لبلاد إسلامية فقالت هل سهرت معهم الليلة؟فقال نعم فقالت وقد وقع فى نفسها أنه سيترك البيت هل تتركنا وتعيش معهم لو طلبوا منك ذلك؟فقال ماذا تريدين ؟فقالت أعرف ان الإنسان يحن لأمثاله حنينا شديدا تماما كما يجذب المغناطيس برادة الحديد فهم يتحدثون مثلك ويأكلون ويشربون مثلك وثقافتهم مثلك فأنت منجذب لهم لا محالة فقال لمحة نفسية عظيمة فقالت متضايقة أنا لا أهذر يا محمود فرد محمود متجاهلا كلامها شبيه الشىء منجذب إليه فقالت أنت تفعل مثلى فقال وضحى فقالت أنت تعرف ماذا أريد أن أقول فقال اسمعى سأترك البيت قريبا ولكن ما تريدينه صعب فقالت وهى تنظر للأرض لقد قرأت فى كتب الدعوة الإسلامية أن بعض المذاهب الإسلامية تبيح للمسلم الزواج من الكتابية النصرانية أو اليهودية فرد محمود كلام مذاهب وليس كلام الله والمهم هو ما أريد أنا فتساءلت ماذا تقصد؟فقال إن الله حرم زواج الكتابية بعد أن أحله لأنه عليم بما يحدث من مشاكل مستقبلية كالتنازع حول ديانة الأولاد وطريقة التربية واللبس والتعلم وكان سببه تحليله فى البداية هو قلة عدد النساء المسلمات وحرصا على ألا يقع الرجال المسلمون فى الزنى أباح لهم زواج الكتابيات فقالت الحب يحل كل هذا فقال الحب وحده لا يكفى فليس بالحب وحده يحيا الإنسان فقالت كيف ؟قال الإنسان يحب ويكره وبهما يعيش ولولا الكراهية لساد الظلم العالم فإذا كان حب الشهوات هو الدافع للظلم فإن الكراهية للظلم والظالمين هى التى تعيد الحق لنصابه فقالت الحوار بيننا الآن ليس له فائدة لذا لنؤجله لوقت أخر نستطيع فيه الاتفاق فرد محمود وهو كذلك
تركت جين الحجرة بينما استلقى محمود على السرير وهو يفكر فى كيفية محادثة جاك بلباقة من أجل ترك البيت وفى الصباح صلى وأفطر وكتب رسالة لوالده يوضح له فيها سبب تركه بيت جاك وكتب عنوان الشقة الجديدة وحكى له عن السبعة وذهب لمكتب البريد ثم توجه للكلية.
مرت أسابيع وجاء خطاب الوالد موافقا إياه على الإنتقال ووصل خطاب لجاك من الوالد يخبره فيه بنية محمود ولذا قام محمود بمحادثة جاك فى الموضوع فأعطاه جاك مهلة ليعيد التفكير فوافق محمود وفى أحد الأيام عاد من الكلية فوجد جين ترتدى زى إسلامى وعندما وقع نظره عليها ود لو احتضنها وقبلها تعبيرا عن فرحه بها ولكنه أمسك نفسه فقالت له أريد محادثتك فلن يكون هناك أحد فى البيت طوال اليوم فقال أنا مستعد فقالت أنت ترى أمامك امرأة مسلمة فقاطعها أتعنين هذا حقا ؟فقالت من يوم أن ابتديت هدم عقيدة ألوهية المسيح(ص)سواء عقيدة التثليث أو عقيدة التجسد وأنا مسلمة فقال لم تكن المناقشات عبثا إذا ؟فقال كلا فأنا أعرف أن ما قلته هو الحق فمثلا يكفى فى إثبات كون المسيح (ص)بشرا أنه ولد من امرأة بشرية ويكفى فى إثبات عدم ألوهيته أنه مولود والإله لا يولد ومع هذا يقول إنجيل يوحنا أنه كان موجودا قبل خلق العالم فإذا كان موجودا قبل خلق العالم فكيف خلق وولد من امرأة بعد خلق العالم أعرف كل هذا فقال رائع فقالت ولكن هناك أسباب تمنعنى من إشهار إسلامى فقال ماذا تقصدين ؟فقال أسباب ستسبب لى ولك المتاعب فرد صارحينى لعلنا نجد مخرجا منها فقالت أولا الأب فقال ماذا عنه ؟فقالت مع أنه ليس رجل دين ولكنه متعصب للنصرانية وبناء عليه سيشن حرب نفسية ضدنا من ضمنها كما أتوقع التهديد بالقتل وتلفيق تهمة لك والحرمان من الثروة وأتوقع أن تسوء علاقته بالأب قادرى فقال محمود وثانيا ؟فردت وهى تبعد وجهها نظرات المجتمع لى فقال وثالثا أخاف انقطاع علاقتى بأمى وأختى فقال هل لديك أسباب أخرى ؟فقال كل هذا يمكن تلافيه بقرار واحد فردت وما هو؟فقال القرار الذى كنت سأتخذه فى نهاية التعليم فى أمريكا فقالت تقصد أن نذهب للحياة فى مصر فقال نعم فهناك سنفعل ما نريد ولن يستطيع أبوك أن يمسنا بسوء ويمكن أن تستدعى أمك وأختك لزيارتك فى أى وقت فصمتت فترة وقالت تصور أنى لم أفكر فى الحياة فى مصر بعد الزواج وكنت أتخيل أننا سنعيش هنا للموت فقال محمود هل تحبين أمريكا لهذا الحد ؟فردت ليس حبا وإنما هو ارتباط كل فرد بالأفراد الذين عاش معهم فضحك محمود وقال ذكرتينى بمثل عندنا يقول اللى نعرفه أحسن من اللى لا نعرفه وهو قول يدل على الغفلة فهو يحكم على أمر دون أن يعرفه والأصل فى إصدار الحكم المعرفة فقالت فكر معى فى الحل فقال الحل سهل سأطلب من العم جاك أن يسمح لك بالذهاب معى لمصر فى رحلة قصيرة وقطعا سيوافق فقالت أنا أعرف أن الكذب محرم فى كل الأديان فهل تكذب عليه ؟فقال محمود ضاحكا لم تعرفى الإسلام بعد على حقيقته فهو لا يحرم الكذب فى كل الأحوال ولا يبيح الصدق فى كل الأحوال فهو يبيح الكذب للإصلاح بين المتخاصمين والاصلاح بين الزوجين وفى حالة الحرب ونحن فى حالة حرب مع الأب والحرب كما قيل خدعة فإما أن نخدعه ونكسب الحرب وإما أن ينتصر هو ونخسر حبنا وتخسرى نفسك بعدم إسلامك فقالت جين أنا بحاجة لمزيد من المعلومات عن أحكام الإسلام ولكن هناك مشكلة نسيتها فرد محمود مقاطعا وما هى ؟فقالت الدراسة فى الجامعة فقال ليست مشكلة لى وإنما هى مشكلة أبى فنوع دراستى هنا موجود فى مصر ولكنى أبى أجبرنى على الحضور هنا حتى أعود له بورقة مكتوب عليها تعلم فى أمريكا حتى يتباهى بى أمام أصحابه رجال التفاهات أقصد الأعمال فقالت جين هل أنت غير راضى عن والدك فقال قطعا لست راضيا عن بعض تصرفاته فقالت يبدو أننا نحتاج لتفاهم أكثر فقال إن شاء الله يحدث هذا عندما نكون متزوجين فقالت ولم لا يكون التفاهم قبل الزواج؟وكان هدفها من السؤال التأكد من حبه فقال محمود لسببين الأول أنه يقال للزوجة مالا يقال لكل الناس والثانى أننى راغب فى هذا الجمال فقالت جين رفضت أنت سابقا التمتع بالجمال وأنت تعلن رغبتك فقال محمود لأنه الآن جمال طاهر وسابقا كان قبيحا أتعرفين أنى أرى فى جسمك الملفوف فى هذا الزى المحتشم ما لم أكن أراه عندما كنت تعرين كثيرا منه أرى فى كل عضو منه الآن لذة تنادينى أنا لك خالصة أما فيما مضى فكان فى كل عضو شيطان يدعونى للنار فقالت فهمت الآن حكمة من حكم هذا الزى فقال وما هى فقالت أن الله فرض هذا الزى لكى يظل الرجل يجرى خلف المرأة فالإنسان بفطرته يجرى وراء المحجوب وجسد المرأة المحجوب يظل مرغوب فيه لأنه مجهول بينما الجسد العارى مرغوب عنه لأن الإنسان يعرفه تمام المعرفة
بعد عدة أيام فاتح محمود جاك فى موضوع الرحلة القصيرة فقال ما رأيك ياعمى أن اصطحب جين فى رحلة قصيرة لمصر لزيارة أسرة والآثار فقال جاك وهو يمسك بذقنه هكذا أنتم الشرقيين لا تصبرون على فراق الأهل فقال محمود لم تقل رأيك فقال جاك ليس لدى مانع ولكن اسمح لى أن أتساءل كنت عندما تقابلنا لأول مرة قلت إنك تضع النار بجوار الوقود عندما جعلت حجرتك بجوار حجرة جين فهل غيرت رأيك فهل غيرت رأيك ؟فصمت محمود واتخذ قرارا بالمضى فى الكذب فقال الرجل لا يستطيع أن يستغنى عن امرأة جميلة بجواره يرى منها ما يسره فقال جاك أرى الجو هنا قد بدأ يؤثر على أحكامك فرد محمود ترى وهل ينتج الشوك إلا الشوك؟فقال جاك ضاحكا وهل تنتج أمريكا أشواك ؟إنها تنتج الحضارة ومنها المرأة الجميلة فحاول محمود التخلص من دائرة الكذب فقال اسمع يا عمى ما رأيك فى أن أعود لمصر مصطحبا جين فى نهاية الأسبوع القادم فقال جاك وهو كذلك
فى وقت العشاء اجتمعت الأسرة على المائدة وكانت جين ترتدى الزى الإسلامى ومحمود يجلس بجانبها فقال جاك معلقا على لبسها :أرى مصر حاضرة هنا بلبسك هذا يا جين فقالت محاولة تغيير الهدف من اللبس فى نفوس الأسرة هو لباس القديسات والراهبات فقالت مارى هل تدخلين سلك الراهبات ؟فضحكت جين وقالت وهل أصبحت مجنونة لأكون راهبة ؟إن الراهبات مجنونات لأنهن يتركن أنفسهن جائعات شهوانيا ولكنى ألبسه لأشعر بالجو المصرى هنا قبل الذهاب لمصر فقالت الأم أتمنى الذهاب معكم لرؤية الأهرامات وأبو الهول ومعابد القصر فقال محمود وما المانع من حضورك معنا ؟فردت لا أستطيع ترك عملى هنا فى هذا الوقت فقال جاك أبلغ أسرتكم تحياتى وتحيات الأسرة ولا تنسى أن تحضر فى رحلة العودة بعض الأكلات المصرية الشعبية فقال محمود إن شاء الله أفعل ثم قال فى سره إن شاء الله لن أفعل
فى الصباح ذهب محمود للكلية كعادته والسبب هو ألا يتسرب خبر ترك الدراسة لجاك فيشك فى الأمر كما أنه أراد يقابل الأصدقاء ليأخذ رأيهم فى الحلول التى عرضها على جين ومضى اليوم الدراسى وبعد خروجه من الكلية توجه لشقة الأصدقاء وهناك صلى معهم وتناول العشاء معهم وجلسوا فقال محمود سأعرض عليكم أمرا فقال على قل وستجدنا إن شاء الله عند حسن ظنك فرد محمود أنا أحب جين بنت جاك وهى تحبنى وهى تريد الإسلام دينا لها ولكنها خائفة من عدة أمور لو أشهرته هنا وقد اقترحت عليها الذهاب لمصر لتشهر إسلامها ونتزوج وقد وافقت وسمح لها أبوها بالذهاب معى فى رحلة قصيرة لمصر وقد ادعيت أنها لزيارة الأهل والسياحة فهل ترون هذا حلا مناسبا ؟فقال أحمد أفضل حل فتساءل سالم ولكن ماذا عن الدراسة ؟فرد محمود نوع دراستى موجود فى مصر ولكنى أبى يريد التباهى بشهادتى الأمريكية ومن ثم فأنا لا أريد الدراسة هنا ولا فى مصر لأن العلماء المسلمين فى كل التخصصات يهربون من بلادنا لأن أنظمة الحكمة لا تريد أن يصحو الشعب المسلم من نومه على أيديهم فقال ضياء الباكستانى كلامك يعنى فقاطعه محمود قد أكون أخطأت فى التعبير فأنا لن أهرب كما يهربون ولن أسالم هذه الأنظمة وأخضع لها فقال جلال الحجازى باعتبارك جديدا هنا كيف تنصلح حال عالمنا الإسلامى ؟فرد محمود يقول البعض بتربية النشء تربية إسلامية وهناك من يقول بدعوة الحكام لتطبيق الشريعة وأما أنا فرأيى ستعرفه إذا أجبت على سؤالى من يخلف حكام بلادنا فى المناصب هل حكام من طينتهم أم حكام عدول يبغون تطبيق الشريعة ؟فقال جلال حكام من طينتهم فرد محمود إذا الحل هو 00 جميعا لأن التربية لم ولن تغير شيئا ولا الدعوة غيرت شىء ولو استمرت التربية والدعوة دون حرب فلن تفلح أبدا فقال على صدقت فالحاكم يخلفه من يتبع سيرته ولو ظللنا هكذا فلن يتغير شىء لأنهم لا يقتنعون إلا عندما يرون الضرر بأنفسهم فرد محمود سأكون متساهلا وأقول إن حكامنا ليسوا كفرة ولكن الإصلاح يستلزم حربهم فالمطلوب حربهم ثم إقامة العدل والاستغفار لكى يغفر الله لنا ذنب حربهم إن كان ذنبا عنده فقال سالم كل الجماعات الإسلامية تؤمن بفكرة الحرب وإن أعلن اكثرها التبرؤ من ذلك ولكن المشكلة هى وجود القائد القدير الذى يجمع شمل هذه الجماعات ويخطط للإستيلاء على مقاليد السلطة التخطيط السليم فقال محمود كان الخومينى أملا ذهب أدراج الرياح فقال على ماذا تقصد فقال محمود أقصد أنه نجح فى حكم إيران ولكنه ومن معه لم يكونوا مخططين بارعين عندما استعدوا الأنظمة الكافرة كلها جهرا وعندما حاربوا صداماولم يعملوا انقلابا عنده فقال على وهل كان المطلوب كتم الإسلام ؟فرد محمود كان المطلوب فى البداية غموض النظام حتى تتاح له فرص تغيير الأنظمة فى العالم الإسلامى بدلا من أن يتخذوا حذرهم ويعملوا على حربه وتحجيمه داخل إيران فقال ضياء وهل تعتقد أن أمريكا وروسيا كانتا ستقفان موقف السكوت عند انقلاب العراق ؟فرد محمود لم تفهم قصدى فأنا لم أقصد أن يعلن قادة التغيير وهو الانقلاب هويتهم وكل الأمور قائمة على الغموض ما دمنا لم نصل لمرحلة القوة التى تسمح لنا بإعلان هويتنا الحقيقية
انتهى سمر الأخوان وعاد محمود للبيت فوجد جين فى انتظاره فحياها ودخل حجرته فدخلت خلفه وقالت أريد التحدث معك فقال افتحى الموضوع فقالت هل سيتغير اسمى بعد إشهار إسلامى؟ فقال محمود كلا وما يتغير هو اسمك الأول إن أردت تغييره وأما اسم الأب والعائلة فلا يتغيرون لأن الله قال فى القرآن "ادعوهم لآباءهم "فقالت أريد تغيير جين لاسم عربى
مر يومان واختار محمود لها وعندما خرج الأبوان ومارى بدرها قائلا اخترت لك اسم جهاد فقالت وما معناه؟فقال يعنى محاربة الظلم بكل أنواعه فردت هل له ظلال تاريخية ؟فقال لا أعرف سوى واحدة كانت ابنة لسلطان يدعى جلال الدين بن خوارزم شاه فقالت ولماذا هذا الاسم بالذات ؟فضحك وقال لم أحب فتاة بهذا الاسم فقالت هل هو اسم مشترك بين الذكور والإناث ؟فقال مبتسما نعم والسر فى غلبة تسمية الذكور على الإناث به هو أن الذكر هو الذى تناط به مسئولية مقاومة الظلم وأما الأنثى فلا تناط بها هذه المسئولية إلا فى حدود موضوعة لها فردت بحدة هل تعنى ؟فقاطعها محمود كلا فالمرأة ليست أقل من الرجل ولكنها عليها مواجهة الظلم إن عجز الرجال عن مقاومته ومواجهة الظلم الواقع فى نطاق وجودها والهدف هو صيانتها من عبث الظلمة فقالت هذا يقودنى للسؤال التالى من الأفضل الرجل أم المرأة ؟فضحك محمود سؤال خاطىء فالإسلام لايفضل الرجل على المرأة ولا الرجل على المرأة وانما أساس التفاضل بين الناس ذكور وإناث هو درجة التقوى لقوله تعالى بسورة الحجرات "إن أكرمكم عند الله أتقاكم "ومعنى القول أن المطيع لأحكام الله هو الأفضل والسؤال الذى يجب أن تسأليه لمن أعطى الله قيادة الأسرة ؟والجواب أعطاها للرجل لسببين الأول إنفاقه عليها والثانى أن ذاكرته أقوى من ذاكرتها وفى هذا قال بسورة النساء "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم "فقالت زعم أحدهم أن الإسلام يفضل الرجل على المرأة بدليل أنه أباح للرجل زواج مثنى وثلاث ورباع وبدليل معاشرة الرجل فى الجنة للحور العين مع زوجته بينما الزوجة فى الجنة والدنيا لا يباح لها سوى معاشرى زوجها فقال محمود فقال فى الدنيا أباح الله زواج أكثر من زوجة لأسباب عدة منها عقم الزوجة أو مرضها بمرض مقعد أو وجود نساء كثيرات ورجال أقل عددا فى البلاد فهل من الأفضل أن يتزوج فلا يزنى ولا تزنى النساء الأخريات أم الأفضل وضع العشيقة ؟فقالت وضع الزوجة الثانية أفضل وأما بالنسبة للجنة فأسألك هل يمكن أن يرفض الإنسان عطية الرب ؟فقالت كلا فقال والمسلم لا يمكن أن يرفض عطية الله الحور العين فى الجنة زيدى على هذا أن الله ينزع من قلوب المسلمين والمسلمات كل غل وكراهية وغيرة وزيدى على هذا أن الرجل يواجه فى الحياة مشاكل أكثر من المرأة فى خارج البيت وفى البيت فهو يقاوم مغريات أكثر وأما المرأة فى البيت ولكنك أنسيتنى أمر هام فقالت ما هو ؟فقال تعلم اللغة العربية حتى تتحدثى بها فى مصر مع أهلى ومع الناس حتى تقدرى على التفاهم معهم فقالت هذا أمر محتم ينبغى اكمال دروسك لى فقال إن شاء الله وسنكملها فى مصر ولعل عدم إجادتك لها ستقينا المشاكل فى مصر لمدة عام على الأقل فقالت ماذا تقصد ؟فقال ضاحكا لأن التفاهم بينك وبينى أمى خاصة سيكون معدوم ولكنهم سيلتمسون لك العذر حين ترتكبين خطأ
مرت الأيام وعاد محمود بجهاد لمصر بعد أن طلق أمريكا طلاقا بائنا وعندما شاهدت جهاد القاهرة قالت إنها ليست كمدن أمريكا ولكنها تتأمرك فقال محمود لن ندعها تتأمرك يا جهاد حتى لا نكون كفارا وركبا سيارة أجرة واتجها لبيت القادرى فى مصر الجديدة وكان فى استقبالهم فى البيت والدة محمود وأخواته هناء وزينب وصفاء فقدمها لهم قائلا جهاد أقصد جين جاك دوجلاس سابقا وأما هذه فأمى وهذه هناء وهذه صفاء وهذه زينب وتصافح الكل فقالت الأم مستشعرة الخطر خير يا محمود إيه اللى جابك ؟فقال محمود الحياة فى أمريكا صعبة وجين أقصد جهاد أصبحت مسلمة وجبتها عشان تشهر إسلامها وأتجوزها فقالت الأم تتجوز خواجيه فقالت زينب يا ماما دى اصبحت مسلمة زينا وليست خواجيه وقالت صفاء شوفى قاعدى عينها فى الأرض ولابسة حشمة وكمان جميلة خالص فردت الأم يا بنى أنته حر اتجوز اللى تعجبك فقالت زينب يا ماما دى جهاد نجدة من السما عشان حكاية بنت أخوك وحكاية بنت عمى اللى عاملية عليهم مشاكل أنت وبابا تنتهى ونخلص من وشهم فقال محمود أمال أنا رحت فين فقالت الأم يعنى يا وله بنت خالك مش حلوه وأجمل من البنت دى فقال محمود المسألة مش جمال ولا حلاوة المسألة توافق القلوب فقالت الأم وقد اختلج جانب من فمها خلاص يا محمود نتكلم على العشا مع أبوك والتفت محمود لجهاد ولخص لها الحوار الذى دار ولكنه لم يذكر رأى أمه وقال محمود لأخواته خذوا جهاد لحجرة النوم معاكم ومش عاوز مضايقة لها فقالت صفاء لا تخف ستكون فى عينينا وأشار لها أن تذهب معهن فقالت له قل لأمك أنها تطلب الإذن بالذهاب مع الجميلات فترجم محمود لأمه فقالت إذنك معاك يا أختى فترجم محمود وغير أختى لبنتى وذهبت الفتيات ودخلوا الحجرة ونظموا حاجيات جهاد ثم أسرعت هناء للمكتبة وأحضرت قاموس عربى انجليزى لتحادث جهاد وعادت فقالت لها مرحبا بك فى مصر يا جهاد فقالت جهاد بالعربية أهلا وسهلا فدهشت البنات وقلن تتكلم عربى فأدركت جهاد معنى الجملة فقالت لا أجيد العربية ومحمود علمنى بعض يسير منها وكانت تنطق الكلمات بصعوبة وتضغط على مخارج الحروف فقالت صفاء يعنى هذا أننا لن نتفاهم معها إلا بالإنجليزية فقالت زينب اسأليها هل تعرف الكتابية العربية فسألتها فقالت أعرف الأشكال معرفة تحتاج للثبات فقالت صفاء لو كانت فهمت كلام ماما تبقى مشكلة فقالت زينب اسأليها هل فهمت الحوار فردت هناء لو سألتها ستعرف أنه هناك شىء تحمله ماما ضدها ولذا أحسن ألا نسألها حتى لا تحمل شىء ضد ماما فسألتهن جهاد عن ماذا تتحدثن؟فصمتت هناء والأخريات فقالت جهاد أشعر أن الحديث يدور حول ماما محمود ورأيها فى وأشعر أنها معترضة على زواجى من محمود فقالت هناء فهمت
فى العشاء أتى الأب وصافح جهاد وتعشوا وبعد العشاء تحدث محمود معه فى الموضوع ففرح الأب وقال أنهيت مشكلتى مع أمك والمهم إن بعد جوازك من جهاد نخبر جاك دوجلاس لكن لا تخبروه أنها أسلمت إلا بعدها بفترة طويلة وسأكتب له خطاب أمهد فيه للموضوع وأخبره إنكم عيال طايشة تجوزتم من غير علمنا ساعة نزولكم من الطيارة فقال محمود هذا كلام حسن
وفيما بعد تزوج محمود وجهاد وأتى جاك وأسرته لزيارتهم وبعد أن انتهت الزيارة قال محمود وهو يودعهم مع جهاد ارحلوا أيها الأمريكان عن بلادنا