كتاب التشابهات الخرافية بين الإنجيل المحرف وبين الثقافة الإسلامية المحرفة

بسم الله الرحمن الرحيم
التشابهات الخرافية بين الإنجيل المحرف وبين الثقافة الإسلامية المحرفة
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا كتاب يدور حول بعض الخرافات التى نقلت من الإنجيل المحرف للثقافة الإسلامية تحريفا لما يسمى الحديث النبوى وتحريفا للإسلام الذى لم يسلم طوال تاريخه من محاولات تحريفه على يد الكفار من أهل الكتاب وغيرهم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "قل يا أهل الكتاب لستم على شىء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا "فانظر لقوله "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا "تجد دليل زيادة أى تحريف الوحى المنزل وقال تعالى بسورة البقرة "وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه "وقال بسورة آل عمران "وإن منهم فريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب "وقال فى تحريف المشركين بسورة فصلت "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون "إذا فاللغو وهو التحريف كان موجودا حتى فى عصر الرسول (ص) وسيظل موجودا يصححه المسلمون ويعود الكفار له مرة أخرى ليضلوا المسلمين عن دينهم .
الخرافات المتشابهة بين الإنجيل والثقافة الإسلامية المحرفة :
طريق تناول الخرافات هى :
ذكر نص الإنجيل وذكر النص المحرف فى الثقافة وهو غالبا حديث منسوب للنبى (ص)مع بيان مواضع التشابه بين النصين والواجب هو حذف هذه الخرافات من الثقافة الإسلامية وقد ذكرنا هنا بعضا منها حسب ما قدرنا وهى :
1-اخترع محرفوا الإنجيل ما يسمى نسب المسيح (ص)وقد ورد النسب فى كتاب متى حيث قال "هذا سجل نسب يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم :إبراهيم أنجب إسحق وإسحق إنجب يعقوب ويعقوب أنجب يهوذا وإخوته ويهوذا أنجب فارص 00000000ومتان أنجب يعقوب ويعقوب أنجب يوسف رجل مريم التى ولد منها يسوع الذى يدعى المسيح "(1-16:1)كما ورد بكتاب لوقا حيث قال "ولما بدأ يسوع خدمته كان فى الثلاثين من العمر تقريبا وكان معروفا أنه ابن يوسف بن هالى بن متثاث بن لاوى بن ملكى بن ينا بن يوسف بن متاثيا بن عاموص 0000000000بن ناثان بن داود بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناداب بم آرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم "(3-34:23)وأحدث المحرفون نسب مثيل لنسب المسيح (ص)هو نسب محمد (ص)وقد ورد فى كتب السنة وقد جاء فى كتاب السيرة النبوية لمحمود أبو العيون ومحمد الحسينى رخا كالتالى "نسبه من جهة أبيه هو سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بم هاشم بن عبد مناف بن قصى 000000بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ويتصل نسب عدنان هذا إلى سيدنا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم" وهو موجود فيما يسمى صحيح البخارى ونسب فى مسند أحمد وصحيح الترمذى إلى الرسول أنه قال "إن الله عز وجل اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفى من ولد إسماعيل بنى كنانة واصطفى من بنى كنانة قريشا واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفانى من بنى هاشم " والدليل على كذب القول أن الله اصطفى من ولد إبراهيم (ص)إسحاق (ص)أيضا وليس إسماعيل (ص)وحده بدليل قوله تعالى بسورة ص"واذكر عبادنا إبراهيم وإسحق ويعقوب أولى الأيدى والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار "فانظر للأسماء وانظر لكلمة المصطفين الأخيار.
ولا يفوت القارىء هنا أن هذه السلاسل من النسب قائمة على إحداث الوقيعة والفرقة بين أبناء الإخوة فالمسيح (ص)من الفرع الإسحاقى الذى هو الفرع الأحسن والأفضل عند المحرفين كما ورد بمواضع عدة من رسائل العهد الجديد ومحمد (ص)من الفرع الإسماعيلى الذى هو الفرع الأفضل من ولد إبراهيم (ص)عند المحرفين.
2- اخترع محرفوا الإنجيل سلسلة نسب لإبراهيم (ص)جعلوا اسم أبيه فيها هو تارح أو تارخ وقد ورد هذا بكتاب لوقا حيث قال "ابن إبراهيم بن تارح "(3-34)وألحق هذا المحرفون بالإسلام فنسبوا لوهب بن منبه قوله "إن والد خليل الله إبراهيم هو تارخ بن ناخور "رغم أن القرآن سمى والده آزر فقال بسورة الأنعام "وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر ".
3- اخترع المحرفون خرافة اسمها العلامة الكونية الدالة على ولادة شخص عظيم وهى ظهور نجم يدل على المولد وقد جاء بكتاب متى "وبعدما ولد يسوع فى بيت لحم الواقعة فى منطقة اليهودية على عهد الملك هيرودس جاء إلى أورشليم بعض المجوس القادمين من الشرق يسألون أين هو المولود ملك اليهود فقد رأينا نجمه طالعا فى الشرق فجئنا لنسجد له "(2-2:1)و"فاستدعى هيرودس المجوس سرا وتحقق منهم زمن ظهور النجم "(2-7)وورد فى كتاب فتح البارى شرح صحيح البخارى التالى "كان ابن الناطور يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء بعد أن تم له النصر على فارس000000أصبح يوما وهو خبيث النفس 000فقال له بعض بطارقته :قد استنكرنا هيئتك ؟فقال لهم هرقل إنى رأيت الليلة حين نظرت فى النجوم أن ملك الختان قد ظهر يقول ابن الناطور وكان هرقل حزاء ينظر فى النجوم 0000وأراد أن يتثبت فأرسل إلى عالم مثله بمدينة رومية وكان نظيره فى العلم وانصرف هرقل إلى حمص وظل ينتظر رأيه حتى أتاه كتاب من صاحبه يوافقه رأيه على خروج النبى وأنه نبى "ويلاحظ القارىء التشابه فى الخرافتين فدليل مولد كل من عيسى (ص)ومحمد (ص)نجم والحق أن النجوم لا علاقة لها إطلاقا بولادة أو موت أحد من الناس .
4-نسب المحرفون للمسيح (ص)وصفه الأخرين بأنهم كلاب وخنازير يجب ألا يعلموا الحق وقد ورد هذا بقوله بكتاب متى"لا تعطوا ما هو مقدس للكلاب ولا تطرحوا جواهركم أمام الخنازير "(6-6) ونسبوا لمحمد(ص)مثله فى الجامع الصغير وهو "لا تطرحوا الدر فى أفواه الكلاب "و"لا تعلقوا الدر فى أعناق الخنازير " وتسمية الكفار كلابا وخنازيرا إهانة للكلاب والخنازير لأنهم مسلمون عقلاء ولذا جعلهم الله هم والحيوانات أفضل من الكفار .
5- نسب المحرفون للمسيح (ص)أنه طلب من التلاميذ محبته أكثر من أى شىء حتى ولو كان أبويهم أو أولادهم وقد ورد بكتاب متى "من أحب أباه أو أمه أكثر منى فلا يستحقنى ومن أحب ابنه أو ابنته أكثر منى فلا يستحقنى "(10-37)ونسب المحرفون لمحمد(ص)فى البخارى ومسلم أنه قال "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه ووالده وولده والناس أجمعين "وطبعا ليس المطلوب من الإنسان أن يحب غيره أكثر من نفسه بل المفروض أن يحب نفسه أكثر من أى شىء أخر لأنه إن أحبها أنقذها بالإيمان والعمل الصالح من عذاب النار .
6-نسب المحرفون للمسيح (ص)إطعام الآلاف من طعام لا يكفى عشرة وقد ورد هذا بكتاب متى حيث قال "ولكن يسوع دعا تلاميذه وقال إنى أشفق على الجمع لأنهم ما زالوا معى منذ ثلاثة أيام وليس عندهم ما يأكلون ولا أريد أن أصرفهم صائمين لئلا تخور قواهم فى الطريق 0000 ثم أخذ الأرغفة السبعة والسمكات وشكر وكسر وأعطى التلاميذ فوزعوها على الجموع فأكل الجميع حتى شبعوا ثم رفع التلاميذ سبعة سلال ملأوها بما فضل من الكسر وكان عدد الآكلين 4000رجل ما عدا النساء والأولاد "(15-38:32)و"وعندما حل المساء 0000ولكن يسوع قال لهم لا حاجة لهم أن يذهبوا اعطوهم أنتم ليأكلوا فقالوا ليس عندنا سوى خمسة أرغفة وسمكتين 00000ثم أخذ الأرغفة الخمسة والسمكتين ورفع نظره إلى السماء وبارك 00000ثم رفع التلاميذ 12 قفة ملأوها بما فضل من الكسر وكان عدد الاكلين 5000رجل ما عدا النساء و الأولاد "(14-21:15)ونسب المحرفون للإسلام لطلحة أنه "أن الرسول (ص)أطعم 80أو70 رجلا من أقراص من شعير جاء بها أنس تحت إبطه فأمر بها عليه ففتتت وقال فيها ما شاء الله أن يقول "ونسب لجابر أنه قال "أنه (ص)أطعم يوم الخندق 1000رجل من صاع شعير وعناق ونسب لأبى أيوب "أنه صنع لرسول الله وأبى بكر طعاما يكفيهما فأطعم منه 180رجلا "والملاحظ أن المحرفين نسبوا للمسيح (ص)ومحمد(ص)معجزة لم يعطها الله لهما إطلاقا .
7- نسب المحرفون أن المسيح (ص)أنه أخبر القوم بوجود مسحاء وأنبياء دجالين حيث قال بكتاب متى "فإن قال لكم أحد عندئذ إن المسيح هنا أو هناك فلا تصدقوا فسوف يبرز أكثر من مسيح دجال ونبى دجال "(24-24:23)وفعلوا هذا مع محمد (ص)فنسبوا له أنه قال "إنه سيكون فى أمتى 30 كذابون كلهم يزعم أنه نبى "الترمذى وابن ماجه وهذا الخرافة المحددة العدد ليس هناك داعى لقولها لوجود الرسل الدجالين فى عصر المسيح (ص)ومحمد(ص)مثل من قال كما بسورة الأنعام "أو من قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ".
8- نسب المحرفون وجوب ذبح زوجى يمام أو حمام للشريعة وفى هذا قال لوقا "وليقدما ذبيحة كما يوصى الرب زوجى يمام أو فرخى حمام "(2-24)ونسب المحرفون لمحمد(ص)أنه قال فيما رواه أبو داود وأحمد وابن حبان والضياء المقدسى وابن ماجه والبيهقى والطبرانى"عن الغلام شاتان مكافأتان وعن الجارية شاة "وهو حكم مشابه ولكنه حكم ثقيل على كثير من المسلمين الذين لا يملكون غالبا ثمن الشاتين أو الشاة وهو ما لم يقله الإسلام .
9-نسب المحرفون للمسيح (ص)أنه قال أنه الحجر الأساسى للبناء بقوله بكتاب متى "ولكنه نظر إليهم وقال إذن ما معنى هذه الاية المكتوبة الحجر الذى رفضه البناة صار حجر الزاوية الأساسى "20-17) ونسبوا لمحمد(ص)نفس الشىء بقوله فى البخارى ومسلم "إن مثلى ومثل الأنبياء قبلى كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية 00000فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين "فها جعلوه اللبنة أى الحجر الأساسى فى البناء والأنبياء كلهم أحجار متساوية فى بناء واحد لا يغنى أحدهم عن الأخر فليس منهم أحد غير أساسى .
10- نسب المحرفون للإنجيل رجم الزانية وفى هذا قال يوحنا "وأحضر إليه معلموا الشريعة والفريسيون امرأة ضبطت تزنى 0000وقد أوصانا موسى فى شريعته بإعدام أمثالها رجما بالحجارة فما قولك أنت 00000وقال لهم :من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر "(8-7:2)ونسب المحرفون للإسلام فى البخارى نفس الحكم "أتى رسول الله (ص)وهو فى المسجد فناداه فقال يارسول الله إنى زنيت 0000 قال فهل أحصنت قال نعم فقال النبى (ص)اذهبوا به فارجموه "وهذا يخالف حكم الإسلام وهو الجلد فى قوله بسورة النور "الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ".
11-نسب المحرفون لله أنه طلب من إبراهيم (ص)ختان الذكور فى عائلته وفى هذا قال لوقا فى أعمال الرسل "وطلب الله إلى إبراهيم أن يختن الذكور فى عائلته علامة على العهد الذى أبرمه له "(7- ونسبوا لمحمد(ص)أنه قال "اختتن إبراهيم وهو ابن 80 عاما بالقدوم "والختان هو حكم ضال نهى الله الناس عنه وعن غيره مما يغير خلقة الله فقال على لسان الشيطان "ولأمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ".
12-اخترع المحرفون خرافة تقسيم الأشياء لمادية وروحية وفى هذا وردت نصوص عدة منها فى رسالة روما "فإننا نعلم أن الشريعة روحية وأما أنا فجسدى بيع للخطيئة "(7-14)ومنها برسالة كورنثوس الأولى "وما دمنا نحن قد زرعنا لكم الأمور الروحية فهل يكون كثيرا علينا أن نحصد منكم الأمور المادية "(9-11)ودخلت الخرافة للثقافة الإسلامية فمثلا يقول عبد الفتاح بركة فى كتابه حاجة العصر إلى حياة روحية "ولكن الأمر يلتبس على بعض الناس حين لا يستطيعون الفصل ذهنيا بين الروح والبدن أو بين ما هو روحى ومادى فى الإنسان "ولا يوجد فى الإسلام هذه التقسيمات وإنما كل شىء مادى ولكننا نرى بعضها ولا نرى البعض الأخر مصداق لقوله تعالى بسورة الحاقة "فلا أقسم بما تبصرون وما لاتبصرون ".
13- ادعى المحرفون أن ما لم تسمع به أذن قد أعده الله لمطيعيه وفى هذا قال بولس برسالة كورنثوس الأولى "ولكن وفقا لما كتب إن ما لم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر قد أعده الله لمحبيه "(2-9)ونسبوا لمحمد(ص)"يقول الله جل ثناؤه "أعددت لعبادى الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتهم عليه " والخرافة تتمثل فى أن المسموع هو الذى أعده الله لمحبيه والمسموع المقصود هو النعم التى ذكرت فى الوحى أنها فى الجنة ولو كانت هناك غيرها لكان الله كاذبا وهناك أخطاء أخرى فى القول لا داعى لذكرها .
14- ادعى المحرفون أن لكى يكسب الإنسان إنسانا أخر لدينه يجب أن يخدعه بمجاراته ومسايرته وفى هذا قال بولس برسالة كورنثوس الأولى "فمع أنى حر من الجميع جعلت نفسى عبدا للجميع لأكسب أكبر عدد ممكن منهم فصرت لليهودى كأنى يهودى حتى أكسب اليهود وللخاضعين للشريعة كأنى خاضع لها مع أنى لست خاضعا لها حتى أكسب الخاضعين لها وللذين بلا شريعة كأنى بلا شريعة مع أنى لست بلا ناموس من عند الله بل أنا خاضع لناموس من نحو المسيح حتى أكسب الذين بلا شريعة وصرت للضعفاء ضعيفا حتى أكسب الضعفاء صرت للجميع كل شىء لأنقذ بعضا منهم مهما كلف الأمر "(9-22:19)ونسبوا لإبن عربى نفس الخرافة فادعوا أنه قال: صار قلبى قابلا كل صورة فهو مرعى لغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن
أدين بدين الحب أنى توجهت ركائبه فالحب دينى وإيمانى
فها هو يدين بكل الأديان حتى يدين الناس بدين الحب والتشابه واضح فكل محرف يريد كسب الأخرين لدينه بكل الوسائل حتى ولو كانت هذه الوسائل فى مجملها ضياع لدينه الأصلى .
15- زعم المحرفون أن المؤمنين كأعضاء الجسد يشعرون بالألم إذا اصيب أحدهم ويفرحون إذا فرح أحدهم وفى هذا قال بولس برسالة كورنثوس الأولى "لكى لا يكون فى الجسد انقسام بل يكون بين الأعضاء اهتمام واحد لمصلحة الجسد فحين يصيب الألم واحدا من الأعضاء تشعر الأعضاء الباقية معه بالألم وحين ينال واحد من الأعضاء إكراما تفرح معه الأعضاء الباقية "(12-26:25) وورد نفس الزعم فى قول منسوب لمحمد(ص) "مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى "وهذا الخرافة فيها أخطاء لوجود أعضاء لا تتألم لها الأعضاء الأخرى فى داخل الجماعة بدليل وجود كراهية بين بعض المسلمين ككراهية الرجل لزوجته والوارد بقوله تعالى بسورة النساء "فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ".
16- اخترع المحرفون خرافة هى أن المرأة ليس لها حق الحديث فى الجماعة ولا حق التعلم معهم وفى هذا قال بولس برسالة كورنثوس "ولكن إذا رغبن فى تعلم شىء ما فليسألن أزواجهن فى البيت لأنه عار على المرأة أن تتكلم فى الجماعة "(14-35)ونسبوا لمحمد(ص)عند الترمذى وابن حبان والطبرانى "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربها وهى فى قعر بيتها "ونسب له فى مسلم وعند أصحاب السنن عدا ابن ماجه "إن المرأة تقبل فى صورة شيطان وتدبر فى صورة شيطان "والحق هو أن المرأة لها حق التعلم والكلام مع الأخرين كما تكلمت زوجة إبراهيم (ص)مع ضيوفه وفى هذا قال تعالى بسورة هود "وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحق يعقوب قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلى شيخا عن هذا لشىء عجيب ".
17- زعم المحرفون أن بولس أسرى به للسماء الثالثة ولم يعرف ذلك بجسده أم بغيره وفى هذا قال برسالة كورنثوس الثانية "وأعرف إنسانا فى المسيح خطف إلى السماء الثالثة قبل 14سنة أكان ذلك بجسده لا أعلم أم كان بغير جسده لا أعلم الله يعلم "(12-3:2)وأدخلت خرافة العروج والإسراء بالاختلاف فى كونها بالجسد أو بالجسد والنفس وفى هذا قال أحد الكتاب "الإسراء بالروح والجسد معا قال سبحانه وتعالى "سبحان الذى أسرى بعبده "إن كلمة عبد لا تطلق إلا على الروح وحدها وهذا زعم من زعم ونقول لهم إن كلمة عبد تطلق على الروح والجسد معا والحق أن إسراء محمد(ص)وعروجه للسماء حيث جنة المأوى والآيات الأخرى كان بالنفس والجسد معا والأدلة كثيرة منها قوله بسورة الإسراء "لنريه من آياتنا الكبرى " وقوله بسورة النجم "لقد رأى من آيات ربه الكبرى" فالرؤية لا تتم إلا بالجسد والجسد فيه النفس التى يعقل بها الرؤية .
18- اخترع المحرفون أن إسحاق (ص)هو الذبيح وفى هذا قالت رسالة العبرانيين "وبالإيمان إبراهيم أيضا لما امتحنه الله قدم إسحاق ابنه فإنه إذ قبل وعود الله قدم ابنه الوحيد ذبيحة "(11-17)ونسبوا للمسلمين نفس القول فجمعها الطبرى فى تفسيره وتاريخه ومنها عن عبد الله بن عباس "إن الذبيح هو إسحاق "وورد عن أبو هريرة وهو خرافة لأن القرآن جعل إسماعيل(ص) الذبيح لأنه الأول فى الولادة وفى هذا قال بسورة الصافات "فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعى قال يا بنى إنى أرى فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدنى إن شاء الله من الصابرين فلما أسلما وتله للجبين وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزى المحسنين إن هذا لهو البلاء المبين وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه فى الأخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزى المحسنين إنه من عبادنا المؤمنين وبشرناه بإسحق "فهنا بشارة فى أول الآيات بغلام وبشارة فى أخرها بولادة إسحاق(ص)ومن ثم فالأول لابد أن يكون غير الأخر .
19- اخترع المحرفون أن الحيوانات غير عاقلة وفى هذا قالت رسالة بطرس الثانية "يشبهون الحيوانات المفترسة غير العاقلة "(2-12)ورسالة يهوذا "وأما ما يفهمونه بالغريزة كالحيوانات غير العاقلة "(1-10)وأدخل المحرفون الخرافة للإسلام فنسبوا لمحمد(ص)فى البخارى "الكلب الأسود البهيم شيطان "والحق هو أن الحيوانات عاقلة مثل باقى المخلوقات عدا كفار الإنس والجن بدليل سجودها لله مصداق لقوله بسورة النحل "ولله يسجد ما فى السموات وما فى الأرض من دابة والملائكة ".
20-ادعى المحرفون أن ملكوت السموات يشبه بإنسان استأجر أناس فأعطاهم أجرا واحدا رغم أن البعض عمل أكثر من الأخرين وفى هذا قال متى "فإن ملكوت السموات يشبه بإنسان رب بيت خرج فى الصباح الباكر ليستأجر عمالا لكرمه واتفق مع العمال على أن يدفع لكل منهم دينارا فى اليوم وأرسلهم لكرمه ثم خرج نحو الساعة التاسعة صبحا فلقى فى ساحة المدينة عمالا أخرين بلا عمل فقال لهم اذهبوا أنتم أيضا واعملوا فى كرمى فأعطيكم ما يحق لكم فذهبوا 0000000000أرسل مزيدا من العمال لكرمه 000000 فقال اذهبوا أنتم أيضا إلى كرمى وعندما حل المساء قال رب الكرم لوكيله ادع العمال وادفع الأجرة مبتدئا بالأخرين ومنتهيا إلى الأولين فجاء الذين عملوا الساعة الخامسة وأخذ منهم دينارا فلما جاء الأولون ظنوا أنهم سيأخذون أكثر ولكن كل واحد منهم نال دينارا واحدا "(20-10:1)ووردت الحكاية فى صحيح البخارى مع اختلاف وهى "إنما بقاؤكم فيما سلف من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس أوتى أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهار عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتى أهل الإنجيل الإنجيل فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعطوا قيراطا قيراطا ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين فقال أهل الكتابين أى ربنا أعطيت هؤلاء قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطا قيراطا ونحن أكثر عملا قال الله هل ظلمتكم من أجركم من شىء قالوا لا قال فهو فضلى أوتيه من أشاء"ونلاحظ التشابه بين وجود المستأجر والأجراء الذين عملوا واعتراض الأجراء الأكثر عملا على رب العمل .
21-اخترع المحرفون خرافة هى أن دخول الجنة متوقف على رحمة الله وفى هذا قالوا برسالة روما "فإنه يقول لموسى إنى أرحم من أرحمه وأشفق على من أشفق عليه "إذا لا يتعلق الأمر برغبة الإنسان ولا بسعيه وإنما برحمة الله فقط "(9-16:15)ونسبوا لمحمد(ص)فى المعجم الكبير للطبرانى "ما منكم من أحد يدخله عمله الجنة قيل ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله منه برحمة " وهذا ما يخالف قوله بسورة الأعراف "ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ".
22- اخترع المحرفون خرافة من فعل خيرا فقد فعله بالله وفى هذا قال متى "من يقبلكم يقبلنى ومن يقبلنى يقبل الذى أرسلنى ومن يرحب بنبى لكونه نبيا فإنه ينال مكافأة نبى (10-41:40)ونسب لمحمد(ص)عند الرافعى "من استقبل العلماء فقد استقبلنى ومن زار العلماء فقد زارنى ومن جالس العلماء فقد جالسنى ومن جالسنتى فكأنما جالس ربى "والملاحظ أن الفكرة واحدة وهى أن من يفعل بالنبى خيرا فإنما يفعل هذا بالله ومما لا شك فيه أن ذلك كذب فالترحيب بالنبى غير الترحيب بالله وتقبيل النبى غير تقبيل الله –وهو محال – وزيارة النبى غير زيارة الله –وهى محالة – 0000لأن معنى هذا هو وحدة الوجود بمعنى أن النبى جزء من الله .
23- اخترع المحرفون خرافة أن يصير الأولون أخرين والأخرون أولين وفى هذا قال متى "ولكن أولون كثيرون يصيرون أخرين وأخرون كثيرون يصيرون أولين "(19-30)ونسب لمحمد(ص) فى البخارى "نحن الأخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا "وهو كذب لأن السابقون وهم الأولون هم جماعة من الأوائل وجماعة من الأواخر مصداق لقوله تعالى بسورة الواقعة "والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين " .
والحمد لله أولا وأخرا.