الرد على من زعم أن حواء خلقت قبل آدم

الزعم أن زوجة آدم(ص) خلقت قبل آدم(ص) ثم خلق آدم(ص) منها والاستدلال بقوله تعالى " اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء"فزوجها يعنى زوج المرأة التى نعرفها باسم حواء(ص) وليست تعنى امرأة آدم (ص) فالنفس الواحدة عنده هى امرأة آدم(ص) واستدل أيضا بأن كلمة الإنسان تعنى الأنثى والذكر معا وامرأة آدم (ص) عنده هى التى خلقت من الطين واستدل بكون آدم (ص)مماثل لعيسى(ص) فى قوله تعالى "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين "
بداية نقول أن الآيات واضحة فى خلق آدم (ص) أولا ثم خلق المرأة بعده وأوضح قول هو قوله تعالى " ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم" فهنا المخلوق المصور المسجود له هو آدم (ص) ولو كانت المرأة لقال خلقناها ثم صورناها
زد على هذا أن المخلوق الطينى ذكر بدليل أن إبليس قال فى رده على رب العالمين " أنا خير منه خلقتنى من نار وخلقته من طين " فهنا الضمير فى منه عائد وخلقته عائد على آدم (ص) وقوله " لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال " فهنا بشر وليس بشرية وخلقته وليس خلقتها وقوله "وإذ قلنا للملاكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا " والسؤال من هو الذى خلق من طين أليس الذى سجد له وهو آدم(ص)
والله نفسه قال "إنى خالق بشرا من طين " فبشرا ذكر وليس أنثى وقوله " وإذا قال ربك للملائكة إنى خالق بشرا من صلصال من حمأ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين"فهنا سويته وفيه وله كلها عائدة على آدم (ص)وليس على غيره وإلا كانت سويتها وفيها ولها حتى يستقيم الكلام .
ونعود لمناقشة الأمر فكلمة نفس واحدة لا تعنى الأنثى لأن النفس هى للذكر والأنثى بدليل وجود نفس يعقوب(ص) فى قوله تعالى "إلا حاجة فى نفس يعقوب قضاها " ونفس محمد (ص) فى قوله "واذكر ربك فى نفسك " و" وما أصابك من سيئة فمن نفسك "
أضف لهذا أن كلمة أنفس اختصت بالرجال فى قوله تعالى ""فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم" حيث ذكرت النساء وحدها ولو قلنا أن هذا دليل انتفاء النفوس عن النساء لكنا مخطئين ولكننا نقول أن كلمة نفس هى فى الرجال والنساء على السواء ولكن كلمة نفس تعنى آدم (ص) وحده فى قوله" من نفس واحدة " وقوله" وما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة "
وأما زوجها فتعنى زوج النفس الواحدة والنفس هى آدم (ص) وتسميتها بالزوج وهى كلمة مذكرة لغويا تطلق على الذكر والأنثى قوله تعالى" خلق الزوجين الذكر والأنثى"وبدليل أن الله سمى المرأة زوجك فقال " فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك "وقوله " اسكن أنت وزوجك" والمفروض أن زوجك هنا مذكرة ومن ثم يكون زوج آدم(ص) رجلا طبقا لتفسير من زعموا أن زوجها هو رجل فى آية النساء ولكنها تعنى المرأة أمنا المعروفة باسم حواء حاليا وليس يقينا
وأما اختصاص المرأة بكونها الإنسان فى قوله " خلق الإنسان من صلصال " فهو خطأ ينفيه القرآن فقوله " خلق الإنسان علمه البيان "وقوله " علم الإنسان ما لم يعلم " هو فى آدم(ص) حيث قال تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها "
وأما مماثلة آدم (ص) وعيسى (ص)فقد بينها الله فى الآية حيث تقول ""إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين"فالمماثلة هى فى خلقه من تراب وقول كن وليس هنا أى ذكر لمماثلة الأم حتى نتحدث عنه ولو تحدثنا عنه فقد افترينا على الله لعدم ذكره فيها أى ذكر .
وأما الزعم أن الصلب والترائب تعنى التراب والمعادن فهو قول باطل لأن الله بين للرجال أن الأبناء من أصلابهم أى من منيهم الخارج من القضبان فقال " وحلائل أبناءكم الذين من أصلابكم "
والزعم أن المخلوقات قد جاءت من أمنا الأرض لقوله تبارك وتعالى " مما تنبت الأرض " ليعود بعدها ويؤكد بأن استمرارية التتابع الطبيعى ستكون من أنفسهم وعليه فحواء هى أمنا الأرض
والسؤال إن الأزواج مثل النجوم والشمس والقمر هل مخلوقة من الأرض ؟ قطعا لا يقول هذا عاقل
والزعم " فإن الإنسان مخلوق من سلالة طين وهذه السلالة تؤكد وجود مخلوقات طينية قبل الإنسان كان قد خرج منها لأن السلالة عبارة من تسلسل وهذا الطين عبارة تراب وماء "
وقد بيننت أنك تقصد بالسلالة الطينية السابقة الحيوان بقوله " فإن الإنسان خرج للوجود عن طريق التطور عن الحيوان كونه من سلالتها والذى يميز عنها رغم كونه مثلها فى مكوناته التى هى العناصر الأربعة من تراب وماء ونار وهواء هو أنه يحمل معه الفكر والإبداع روح الله والذى هو العنصر الخامس "
وقطعا لا يوجد دليل من القرآن على تطور الإنسان من الحيوان لأن هذا هو العودة لنظريات التطور المشهورة زد على هذا أنه لا يوجد آية واحدة تدل على تكون الإنسان من النار والهواء