فى النقاب والتماثيل فى الاسلام

الأخ أحمد صيحى منصور :لا يوجد فى المصحف الحالى ما يحرم النقاب
الاستشهاد على أن النقاب مصدر فساد وشر بحكايات التاريخ والأصحاب ليس دليلا على تحريمه وكتب التاريخ التى تستخرج منها الأقوال رواتها هم أنفسهم رواة كتب الحديث التى نكذب بها فإن كذبنا هذا لزمنا تكذيب الأخر وإلا كنا نضحك على أنفسنا
وكتب التاريخ التى يستشهد بها فيها العجاب يا أخى وأنت تعرف ذلك عندما تقرأ الروايات العديدة فى حادثة واحدة فتجدها كلها متناقضة
وأجد فى كلامك يا أخى تناقضا فى موضوع النقاب وموضوع التماثيل فأنت تحرم النقاب بدعوى أن النقاب يؤدى للمفاسد والشرور ممثلة فى الزنى والسرقة وتحلل التماثيل بدعوى الفن والتذوق الفنى مع أنه تعبد كآلهة من دون الله فى أحيان عديدة.
ما الفائدة من التماثيل فى الميادين والمتاحف وغيرها ؟
إنها خسارة مالية ممثلة فى ثمن المعدن والحجر والخشب والمعدات وانتزاع مساحة من الأرض لوضع التمثال
إنها خسارة جهد عامل أو أكثر يضيع جهدهم دون أى فائدة يأخذها الناس
إنها خسارة وقتية فالمثال يضيع وقته الثمين
لمن تصنع التماثيل فى الغالب ؟
إنها للقادة والزعماء والفنانين والفنانات والرياضين والرياضيات وهم من يطيعهم الشعب ويسير على منوالهم وهو نفس ما فعله القدماء عندما صنعوا التماثيل للكبراء والزعماء
إن التماثيل خاصة تماثيل الناس محرمة الصنع لأن النظر من قبل الرجال لتماثيل النساء والعكس محرم لقوله تعالى " يغضوا من أبصارهم " و" يغضضن من أبصارهن "وأيضا التماثيل العارية التى تبرز فيها العورات كتمثال كيوبيد اليونانى وتمثال موسى وغيره وأيضا التماثيل التى تمثل عملية قضاء الشهوة أو تخترع مخلوقات لا وجود لها مثل أبو الهول حيث تجمع بين الأسد والإنسان
ودعوى أن الله لم يأمر بهدم التماثيل والآثار وأمر بالسير فيها والنظر لها هى دعوى يكذبها المصحف الحالى الذى يأمر بالسير فى الأرض لمعرفة عاقبة الكفار فكل الآيات التى أمرنا الله فيها بالسير أتت فيها كلمة العاقبة عدا آية العنكبوت ويونس والسجدة فمثلا يقول تعالى "أفلم يسيروا فى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم " و" قل سيروا فى الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين" وآية العنكبوت تطالبنا بالنظر فى كيفية الخلق " قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الله الخلق ثم الله ينشىء النشأة الأخرة " وآية يونس تقول " فانظروا ماذا فى السموات والأرض " والنظر هنا بمعنى الفكر ولا يوجد فى السماء تماثيل والمراد التفكير فى مخلوقات السموات والأرض
وآية السجدة " فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحى الأرض بعد موتها " فالنظر هو لرحمة الله الممثلة فى إحياء الأرض بعد موتها
والقول بأن الله دعا للحفاظ على التماثيل والآثار هو قول باطل لأن الحالات التى وجدت فيها التماثيل فى القرآن تم تدميرها فإبراهيم (ص) حطم الأصنام وفى هذا قال تعالى" وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم إليه يرجعون" وموسى (ص) نسف تمثال السامرى وفى هذا قال تعالى " "قال فما خطبك يا سامرى قال بصرت بما لم يبصروا به قبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لى نفسى قال فاذهب فإن لك فى الحياة أن تقول لا مساس وأن لك موعدا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه فى اليم نسفا "
وبنى إسرائيل لما أرادوا أن يصنع لهم موسى(ص) تمثالا صنما ليعبدوه كالقوم الذين رأوهم عندما عبروا البحر بين لهم موسى (ص) أن الأصنام متبرة أى هالكة وباطلة وفى هذا قال تعالى "وجاوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعملون قال أغير الله أبغيكم إلها وهو فضلكم على العالمين"
إذا فالشريعة لا تحافظ على التماثيل وهى الأصنام وإنما يجب تدميرها كما فعل الأنبياء
وأما تماثيل سليمان (ص) فى قوله تعالى " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب" فلا تعنى الأصنام وإنما تعنى المنارات وهى الفنارات التى تنير للناس طريقهم فى البحر والبر ولا يحضرنى حاليا كيفية الوصول لهذا المعنى لأننى قطعت التفاسير التى كتبتها وكان بها طريقة الوصول لمعنى التماثيل بمعنى المنارات والذى أعرفه أن الله لا يبيح أمرا حرمه فى كل الرسالات البعدية والقبلية لسليمان (ص) وإنما يظل التحريم مؤبد خاصة فيما يتعلق بالألوهية
وأما دعوى أن النفوس فى هذا العصر قد تغيرت من ناحية التماثيل فدعوى باطلة بدليل وجود عبدة الأوثان من الهندوس والبوذيين وغيرهم وكثير منهم يحملون أرقى الدرجات العلمية فى مختلف المجالات
وأما دعوى إباحة عمل التماثيل للتذوق الفنى والتجارة فباطل لأن هذا يفتح المجال للجنون فيقوم البعض بعمل تماثيل ويقول هذا تمثال الله هذا تمثال محمد هذا تمثال عيسى هذا تمثال ...... ومن ثم يفتح الباب للإفتراء على الله زد على هذا حرمة نظر الرجال لتماثيل النساء والعكس زد على هذا حرمة تمثيل الشهوة الجنسية بالتماثيل وحرمة إظهار العورات فى التماثيل زد على هذا حرمة