فتنة حلايب وشلاتين بين عسكر الدولتين

هناك تجاهل من الاعلام المصرى لما يدور على الساحة السودانية لقضية حلايب وشلاتين وسوء معاملة السودانيين من قبل نظام السيسى وهذا التجاهل بامر من مخابرات السيسى وأمن دولته لأنه فتح على نفسه جبهات كثيرة مع غزة وفى سيناء ومع ليبيا والسعودية ومع روسيا
مشكلة حلايب وشلاتين هى القضية الاساسية وسوء المعاملة هى قضية مترتبة عليها نتيجة الحملة التى يقودها البشير والتى هدد فيها باللجوء للتحكيم الدولى
بالطبع لست خبيرا فى مشاكل الحدود ولكن ما يجرى فى مصر منذ أواخر عهد مبارك يشير إلى أن حلايب وشلاتين مشكوك فى مصريتها وإلا لماذا تم تجميع كل الخرائط الموجودة بالمدارس والكليات والتى فيها خط الحدود منحرف عن الخرائط التى صدرت فى السنوات الخمس الاخيرة كما أن مناهج الدراسات الاجتماعية لم يكن فيها ذكر لحلايب وشلاتين فى المرحلة الابتدائية والاعدادية ثم أضيف لها ذكر حلايب وشلاتين وما أتذكره عن المشكلة هنا هو انه كان يدرس لنا فى منهج التاريخ فى دور المعلمين فى ثمانينات القرن العشرين الميلادى جزئية تقول أن حلايب وشلاتين مصرية تنازلت مصر عن إدارتها للسودان بسبب قربها من سكان بور سودان وعدم وجود مصريين بالقرب منها وفى المقابل تنازلت السودان عن منطقة قرب وادى حلفا لمصر لكى تديرها بسبب عدم وجود سودانيين بالقرب منها وعلى ما أتذكر فإن ذلك موجود فى اتفاقية التكامل بين السادات ونميرى
فى كتابى الدولة الاسلامية قلت إن أى نزاع بين الولايات على منطقة حدودية حله اذا كانت سكانية اجراء تصويت تقسم المنطقة بنسبة ما صوت للولاية من السكان وأما اذا كانت خالية من السكان فيقسم ريع الثروات على سكان الولايتين كل بحسب نسبة عدد سكانه لعدد سكان الأخرى وفى النهاية سيدخل الريع ميزانية الدولة ككل ويقسم على سكانها كلهم
قائدا البلدين تجمعهما أوجه شبه كثيرة أهمها أن كلاهما كان السبب فى صعوده لسلم السلطة هو مساعدة الاخوان هنا وهناك والاثنين كلاهما انقلب على الاخوان فالبشير سجنهم وقيد حرياتهم ولكنه لم يذبحهم والسيسى ذبحهم وسجنهم وقيد حرياتهم والاثنين كلاهما فتح على نفسه جبهات عديدة لم يستطع أن يسد أيا منها إلا مؤقتا على الحدود والاثنين كلاهما تسبب فى ضياع جزء من دولته فالبشير تسبب فى ضياع جنوب السودان والسيسى فى طريقه لتضييع سيناء وانفصالها عن مصر الرجلان كلاهما عسكرى وكلاهما كأنه جاء لخراب البلاد