الليل فى القرآن

الليل
إن فى اختلاف الليل والنهار آيات
قال تعالى بسورة البقرة
"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار "وهو ما فسره قوله تعالى بسورة النور"يقلب الله الليل والنهار" فاختلاف الليل وهو الظلام والنهار هو تقليبهما والمعنى إن فى إنشاء السموات والأرض وتغير الليل والنهار آيات لمن يفهم
ثم أتموا الصيام إلى الليل
قال تعالى بسورة البقرة
"وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل"هنا يأمر الله المؤمنين بالأكل والشرب فى الليل وهو الظلام حتى الوقت الذى يتضح فيه الخيط الأبيض من الخيط الأسود والمراد الوقت الذى يفرق فيه الإنسان لون النور من لون الظلام وبألفاظ أخرى الوقت الذى يتضح فيه النهار من الليل بواسطة الفجر وهو ضوء النهار الذى يظهر عقب اختفاء أخر نجم من السماء ،ويطلب الله منهم أن يتموا الصيام أى يكملوا الامتناع عن الطعام والشراب والجماع من بداية النهار حتى بداية الليل وهو الظلام
الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار
قال تعالى بسورة البقرة
"الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون"وضح الله أن المنفقين ينفقون أموالهم والمراد يعطون أملاكهم للمستحقين فى وقتين:الأول الليل وهو الظلام والثانى النهار وهو النور وهم يعطونها بطريقين :الأولى فى السر وهو الخفاء والثانية فى العلانية وهى الظهور وهؤلاء المنفقين لهم أجرهم عند ربهم وهو الجنة ولا خوف عليهم والمراد لا عقاب لهم فى الأخرة وفسر هذا بأنهم لا يحزنون أى لا يعاقبون والمراد لا يدخلون النار
تولج الليل فى النهار
قال تعالى بسورة آل عمران
"تولج الليل فى النهار وتولج النهار فى الليل " طلب الله من رسوله(ص)أن يقول:تولج الليل فى النهار أى تجعل الليل وهو الظلام مكان النهار وهو النور بالسلخ تدريحيا فالمكان الذى تغيب عنه الشمس يصبح ليلا وتولج النهار فى الليل أى وتجعل النهار مكان الليل بالسلخ تدريجيا فالمكان الذى تطلع فيه الشمس يذهب عنه ظلام الليل
يتلون كتاب الله أناء الليل
قال تعالى بسورة آل عمران
"ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون كتاب الله أناء الليل وهم يسجدون"وضح الله للمؤمنين أن أهل الكتاب وهم أصحاب الوحى السابق ليسوا سواء والمراد ليسوا متساوين عند الله فى الجزاء فمنهم أمة قائمة يتلون كتاب الله والمراد فمنهم جماعة مطيعة يطيعون حكم الله آناء الليل أى أجزاء الظلام التى يستيقظون فيها وهم يسجدون أى يطيعون فى النهار وهؤلاء ثوابهم الجنة
إن فى اختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب
قال تعالى بسورة آل عمران
"إن فى خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولى الألباب"وضح الله أن فى خلق أى إبداع السموات والأرض واختلاف أى تعاقب أى تغير الليل وهو الظلام والنهار آيات لأولى الألباب والمراد علامات تدل على قدرة الله على كل شىء ويفهم ذلك أصحاب العقول
وله ما سكن فى الليل والنهار
قال تعالى بسورة الأنعام
"وله ما سكن فى الليل والنهار " طلب الله من نبيه(ص)أن يقول للناس لله ما سكن أى ثبت أى نام فى الليل وهو الظلام والنهار وهو النور وهذا يعنى أن الله يملك كل المخلوقات التى تنام ليلا أو نهارا
هو الذى يتوفاكم بالليل
قال تعالى بسورة الأنعام
"هو الذى يتوفاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار " طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس :الله هو الذى يتوفاكم بالليل والمراد الرب هو الذى ينيمكم فى الليل وهو الظلام وقت النوم مصداق لقوله بسورة الزمر"والتى لم تمت فى منامها"ويعلم ما جرحتم بالنهار والمراد ويعرف الذى عملتم فى النهار وهو وقت الصحو
فلما جن عليه الليل رآ كوكبا
قال تعالى بسورة الأنعام
"فلما جن عليه الليل رآ كوكبا قال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين"وضح الله أن إبراهيم (ص)لما جن عليه الليل والمراد لما زحف على مكان وجوده الظلام رأى كوكبا والمراد شاهد نجما فى السماء فقال هذا ربى أى خالقى فلما أفل أى غاب عن بصره قال لا أحب الآفلين والمراد لا أعبد الغائبين
فالق الإصباح وجعل الليل سكنا
قال تعالى بسورة الأنعام
"فالق الإصباح وجعل الليل سكنا "وضح الله للناس أنه فالق الإصباح والمراد خالق النهار وجعل الليل سكنا أى وخلق الظلام راحة أى لباسا مصداق لقوله بسورة الفرقان"وهو الذى جعل لكم الليل لباسا"
يغشى الليل النهار
قال تعالى بسورة الأنعام
"يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا "وضح الله أنه ربنا وهو خالقنا أى إلهنا هو الله الذى خلق والمراد هو الذى أنشأهما ثم استوى على العرش أى أوحى إلى الكون أنه مالكه،ووضح لنا أن الليل وهو الظلام يغشى أى يذهب النهار وهو النور يطلبه حثيثا والمراد يذهبه تدريجيا فكل جزء يدخل عليه الليل يذهب عنه النهار ثم الجزء الذى بعده وهكذا فى دائرة مستمرة
إن فى اختلاف الليل والنهار لآيات لقوم يتقون
قال تعالى بسورة الأنعام
"إن فى اختلاف الليل والنهار وما خلق الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون" وضح الله للناس أن فى اختلاف وهو تغير أى تقلب الليل وهو الظلام والنهار وهوالنور وما خلق وهو الذى أنشأ الله فى السموات والأرض لآيات لقوم يتقون والمراد دلائل على قدرة الله
كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما
قال تعالى بسورة يونس
"والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما "وضح الله للنبى(ص)أن الذين كسبوا السيئات أى الذين عملوا الذنوب جزاء سيئة بمثلها والمراد عقاب ذنب بعقابه عند الله وهو وفسر الله هذا بأنه ترهقهم ذلة والمراد يتعبهم هوان،ووضح أنهم ما لهم من الله من عاصم والمراد ليس لهم من دون الله من ولى أى واق أى منقذ من العذاب وهم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما والمراد كأنما غطت وجوههم ظلمات من الليل سوداء
هو الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه
قال تعالى بسورة يونس
"هو الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا "وضح الله للناس أنه جعل لهم الليل ليسكنوا فيه والمراد خلق لهم الليل وهو الظلام ليرتاحوا فيه وخلق النهار مبصرا أى منيرا ليعملوا فيه
فأسر بأهلك بقطع من الليل
قال تعالى بسورة هود
"قالوا يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل "وضح الله أن الملائكة قالت للوط(ص)إنا رسل ربك أى إنا ملائكة إلهك لن يصلوا إليك والمراد لن يقدروا على إيذائك ،فأسر بأهلك بقطع من الليل والمراد فاخرج بأسرتك بعد بعض الليل وهذا يعنى أن عليه أن يسافر هو وأسرته فى الظلام حتى لا يراهم أحد
وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل
قال تعالى بسورة هود
"وأقم الصلاة طرفى النهار وزلفا من الليل " طلب الله من نبيه(ص)أن يقيم الصلاة والمراد أن يطيع دين الإسلام والطاعة تكون طرفى النهار وهى نصفى النهار وزلفا من الليل أى وبعضا من الظلام وهو وقت الصحو ليلا وهذا يعنى أن يطيع دين الله طوال وقت يقظته
"يغشى الليل النهار
قال تعالى بسورة الرعد
"يغشى الليل النهار إن فى ذلك لآيات لقوم يتفكرون "وضح الله للناس أنه هو الذى جعل الليل وهو الظلام يغشى أى يسلخ النهار مصداق لقوله بسورة يس"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار"ومعنى السلخ هو الإزالة التدريجية لضوء النهار فكل مكان منير يسير ويصبح مكانه ظلام وفى هذه المخلوقات آيات لقوم يتفكرون والمراد براهين على أن الله وحده الخالق لناس يعقلون
ومن هو مستخف بالليل
قال تعالى بسورة الرعد
"سواء منكم من أسر القول أو جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار "وضح الله للناس أن سواء والمراد سيان عنده فى العلم من أسر القول والمراد من أخفى الكلام ومن هو مستخفى بالليل والمراد ومن هو متوارى بالظلام عند فعله ومن هو سارب أى مظهر لفعله فى النهار وهذا إخبار للناس أن الإخفاء والإعلان يعلم كلاهما بنفس الدرجة
وسخر لكم الليل والنهار
قال تعالى بسورة إبراهيم
"وسخر لكم الليل والنهار "وضح الله للناس أن الله الذى سخر أى أنشأ لهم الليل وهو الظلام والنهار وهو النور
فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم
قال تعالى بسورة الحجر
"فلما جاء آل لوط المرسلون قال إنكم قوم منكرون قالوا بل جئناك بما كانوا فيه يمترون وأتيناك بالحق وإنا لصادقون فأسر بأهلك بقطع من الليل واتبع أدبارهم ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون "وضح الله أن المرسلون وهم الملائكة المبعوثون لما جاءوا آل لوط والمراد لما حضروا فى مسكن أسرة لوط(ص)قال لهم لوط(ص)إنكم قوم منكرون والمراد إنكم ناس أغراب أى جاهلون لا تدرون بأى بلد نزلتم وقد قال هذا لأنه لم يكن يعلم حقيقتهم فقالوا له :بل جئناك بما كانوا فيه يمترون والمراد لقد أتيناك بالذى كانوا به يكذبون وهو عذاب الله وفسروا هذا فقالوا وأتيناك بالحق أى وجئناك بالعدل وهو جزاء الله وإنا لصادقون أى محقون فى قولنا فأسر بأهلك بقطع من الليل والمراد فاخرج من البلدة بأسرتك بعد مرور بعض من الظلام ،واتبع أدبارهم والمراد وامش خلفهم وهذا يعنى أنهم طلبوا من لوط(ص)أن يسير خلف أسرته باعتباره حاميهم ولا يلتفت منكم أحد والمراد ولا يرجع منكم فرد إلا امرأتك وامضوا حيث تؤمرون والمراد وسيروا حيث توصون وهذا يعنى أنهم كانوا ذاهبين لبلدة حددها الله لهم
وسخر لكم الليل والنهار
قال تعالى بسورة النحل
"وسخر لكم الليل والنهار " وضح الله للناس أنه سخر أى خلق لنفعهم كل من :الليل وهو ظلام الأرض والنهار والشمس والقمر والنجوم وهى الكواكب وكلهم مسخرات بأمره أى متحركات بحكم الله وهذا يعنى أنهم يعملون بالقوانين التى وضعها الله لها
وجعلنا الليل والنهار آيتين
قال تعالى بسورة الإسراء
"وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب " وضح الله للناس أنه جعل الليل والنهار آيتين والمراد خلق الظلام والنور علامتين ظاهرتين فمحا آية الليل والمراد فأظلم علامة الليل وجعل آية النهار مبصرة أى وخلق علامة النهار مضيئة والسبب أن نبتغى فضلا من الله والمراد أن نطلب رزقا من الله وأن نعلم عدد السنين والحساب والمراد أن نعرف عدد الأعوام والإحصاء
أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل
قال تعالى بسورة الإسراء
"أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " طلب الله من نبيه (ص)أن يقم الصلاة والمراد أن يطيع الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين"لدلوك الشمس حتى غسق الليل والمراد من طلوع الشمس حتى بداية الظلمة وهى طرفى النهار مصداق لقوله بسورة هود"وأقم الصلاة طرفى النهار"
ومن الليل فتهجد به نافلة لك
قال تعالى بسورة الإسراء
"ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " طلب الله من نبيه (ص)أن من الليل وهو الظلام عليه أن يتهجد به أى أن يعمل بكتاب النور نافلة له أى فرض عليه فيجب طاعة كتاب الله وقت الصحو فى النهار والليل ووضح له نتيجة طاعته وهى أن يبعثه ربه مقاما محمودا والمراد أن يدخله خالقه مكانا حسنا هو الجنة
ومن أناء الليل فسبح
قال تعالى بسورة طه:
"ومن أناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى " وضح الله لنبيه(ص)أن أناء الليل وهو أجزاء الليل التى يصحو فيها وأطراف النهار وهى أجزاء النهار عليه أن يسبحه أى يطيع حكم الله فيها ووضح له أن عليه أن يرضى أى يقبل بهذا الحكم
يسبحون الليل والنهار لا يفترون
قال تعالى بسورة الأنبياء
" ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون " وضح الله للكفار أن من عنده وهم الملائكة فهم لا يستكبرون عن عبادته أى لا يستنكفون عن طاعته والمراد لا يستحسرون أى لا يرفضون اتباع حكم الله وفسر هذا بأنهم يسبحون أى يعملون بحمد وهو حكم الله فى الليل أى الظلام والنهار وهم لا يفترون أى لا يملون أى لا يعصون حكم الله
وهو الذى خلق الليل والنهار
قال تعالى بسورة الأنبياء
"وهو الذى خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل فى فلك يسبحون" وضح الله أنه خلق أى سخر لنا مصداق لقوله بسورة النحل"وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر "وكل منهم فى فلك يسبحون والمراد وكل منهم فى مدار يجرون لموعد محدد
من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن
قال تعالى بسورة الأنبياء
"قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن " طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس من يكلؤكم أى من يصونكم فى الظلام والنور من الرحمن وهو النافع ؟والغرض من السؤال هو إخبار الناس أن الذى يمنعهم أى يحفظهم من أذى الله هو الله نفسه
ذلك بأن الله يولج الليل فى النهار
قال تعالى بسورة الحج
"ذلك بأن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل " وضح الله للنبى(ص) أن ذلك وهو نصره وعفوه وغفرانه بأن الله يولج الليل فى النهار أى يكور الظلام على النور أى يسلخ الليل من النهار ويولج أى يكور النهار على الليل أى يسلخ النهار من الليل مصداق لقوله بسورة الزمر"يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل "والمراد يذهب الليل بالتدريج فكل مكان يذهب منه يصبح نهار والنهار يذهب بالتدريج فكل مكان يذهب عنه النهار يحل محله الليل
وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون
قال تعالى بسورة المؤمنون
"وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون " وضح الله للناس أن له اختلاف والمراد وبقدرته تغير الليل والنهار وسألهم أفلا تعقلون أى "أفلا تذكرون "كما قال بنفس السورة والغرض من السؤال هو إخبارهم بوجوب التفكير فى قدرة الله وأنه وحده الإله الواجب الطاعة حيث لا إله غيره
يقلب الله الليل والنهار
قال تعالى بسورة النور
"يقلب الله الليل والنهار إن فى ذلك لعبرة لأولى الأبصار " وضح الله أنه يقلب أى يغير الليل وهو الظلام والنهار وهو النور وفى هذا التغيير عبرة أى آية لأولى الأبصار وهم أهل العقول وهى النهى
وهو الذى جعل لكم الليل لباسا
قال تعالى بسورة الفرقان
"وهو الذى جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا " وضح الله للناس أنه هو الذى جعل لهم الليل لباسا والمراد الذى خلق لهم الظلام سكنا وخلق النوم وهو النعاس سبات أى راحة لأجسامهم وجعل النهار نشورا أى وخلق النهار معاشا أى وقتا للصحو
وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة
قال تعالى بسورة الفرقان
"وهو الذى جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا " وضح الله لنبيه (ص)أنه هو الذى جعل أى خلق الله الليل والنهار أى الظلام والنور خلفة أى عبرة أى آية لمن أراد أن يذكر أى يطيع حكم الله وفسره بأنه من أراد شكورا أى إتباعا لحكم الله وهم أولى الأبصار
ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه
قال تعالى بسورة النمل
"ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصرا " سأل الله ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والمراد هل لم يدروا أنا خلقنا الليل ليلبسوا أى يرتاحوا فيه والنهار مبصرا أى مضيئا ليعيشوا أى ليصحوا فيه
أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا
قال تعالى بسورة القصص
"قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون " طلب الله من نبيه (ص)أن يقول للناس أرأيتم أى عرفونى إن جعل الله عليكم الليل وهو الظلام سرمدا أى إن خلق الله لكم الظلام مستمرا إلى يوم القيامة وهى البعث من إله غير الله يأتيكم بضياء والمراد من رب سوى الله يجيئكم بنور ؟أفلا تسمعون أى "أفلا تبصرون "كما قال بالآية التالية أى أفلا تعقلون ؟والغرض من الأسئلة هو إخبار الناس أن الله وحده هو القادر على إنارة الليل وأما غيره فلا يقدرون على إنارة الليل بالضوء إذا أراد الليل دائم حتى يوم القيامة وإن الواجب عليهم هو السماع أى فهم هذا الأمر ليطيعوا دين الله ويتركوا طاعة الأديان سواه
من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه
قال تعالى بسورة القصص
"قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون " طلب الله من نبيه (ص)أن يسأل الناس أرأيتم والمراد أعلمونى إن جعل أى خلق الله لكم النهار سرمدا أى مستمرا من إله غير الله يأتيكم بليل أى يجيئكم بظلام تسكنون أى تنامون أى ترتاحون فيه ؟أفلا تبصرون أى "أفلا تعقلون "كما قال بسورة يس والغرض من الأسئلة هو إخبار الناس أن الله وحده هو القادر على إظلام النهار إذا أصبح سرمدا أى مستمرا حتى يوم القيامة وأما غيره فلا يقدرون على هذا إذا أراد الله أن يكون النهار دائما وعليه فالله وحده هو القادر على إظلام النهار حتى يسكن أى يرتاح الناس وإن الواجب عليهم هو البصر أى فهم هذا الأمر ليطيعوا دين الله ويتركوا طاعة الأديان سواه
ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه
قال تعالى بسورة القصص
"ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون " وضح الله للناس أن من رحمته وهى نفعه لهم أن جعل أى خلق لهم الليل ليسكنوا فيه والمراد ليرتاحوا فيه وخلق النهار ليبتغوا من فضله والمراد ليطلبوا فيه من رزق الله وقد خلق الليل والنهار لعل الناس يشكرون أى "لعلكم تذكرون "كما قال بسورة النور والمراد لعلهم يطيعون حكم الله
ومن آياته منامكم بالليل والنهار
قال تعالى بسورة الروم
"ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله إن فى ذلك لآيات لقوم يسمعون " وضح الله للناس أن من آياته وهى براهينه الدالة على قدرته منامهم وهو سباتهم أى راحتهم فى الليل أى الظلام والنهار وهو النور وابتغاؤهم من فضله والمراد وسعيهم وراء رزق الله وذلك وهو النوم وابتغاء الفضل هو من آيات أى براهين الله الدالة على قدرته ومن ثم وجوب طاعته وحده لقوم يسمعون أى لناس يعقلون
ألم تر أن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل
قال تعالى بسورة لقمان
"ألم تر أن الله يولج الليل فى النهار ويولج النهار فى الليل " سأل الله نبيه (ص)ألم تر أى تعرف أن الله وهو الرب يولج أى يدخل أى يكور الليل على النهار ويولج أى يدخل أى يكور أى يزيل تدريجيا النور إلى الظلام
بل مكر الليل والنهار
قال تعالى بسورة سبأ
"وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا " وضح الله أن الذين استضعفوا وهم الذين اتبعوا السادة قالوا للذين استكبروا أى استعظموا وهم السادة والكبراء :بل مكر أى كيد الليل والنهار والمراد إنكم كنتم تخدعوننا يوميا ظلاما ونورا إذ تأمروننا أن نكفر بالله والمراد حين توصوننا أن نكذب بدين الله وفسروا هذا بقوله وهو الكفر ونجعل لله أندادا أى نعبد مع الرب شركاء مزعومين
وآية لهم الليل نسلخ منه النهار
قال تعالى بسورة يس
"وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون " وضح الله أن الآية وهى البرهان للناس على قدرته هو الليل أى الظلام يسلخ منه النهار أى يخرج منه النور تدريجيا فإذا هم مظلمون أى فهم فى سواد مطبق
ولا الليل سابق النهار
قال تعالى بسورة يس
"لا الشمس ينبغى لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل فى فلك يسبحون " وضح الله أن الشمس لا ينبغى لها أن تدرك القمر والمراد لا يجب عليها أن تلحق بالقمر فى مكانه وفسر هذا بأن الليل ليس سابق النهار والمراد أن الظلام ليس بلاحق النور وكل فى فلك يسبحون والمراد وكل فى مدار يدورون أى يسيرون أى يتحركون
وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون
قال تعالى بسورة الصافات
"وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون" وضح الله للناس أنهم يمرون أى يفوتون على بلدة قوم لوط (ص)مصبحين أى مشرقين والمراد بالنهار وبالليل ويسألهم الله أفلا يعقلون أى أفلا يبصرون والغرض من السؤال أن يفهموا ما حدث للقوم فيعتبروا بما حدث لهم
يكور الليل على النهار
قال تعالى بسورة الزمر
"خلق السموات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل " وضح الله أنه خلق أى أبدع أى أنشأ السموات والأرض بالحق والمراد ليحكما بالعدل وهو حكم الله وهو يكور أى يدخل الليل على النهار ويكور أى ويدخل النهار على الليل فيزيله وكل منهما يجرى لأجل مسمى والمراد وكل منهما يتحرك حتى وقت محدد أى معدود
أمن هو قانت أناء الليل ساجدا
قال تعالى بسورة الزمر
"أمن هو قانت أناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه " سأل الله هل يستوى من هو قانت آناء الليل ساجدا أى من هو متيقظ أجزاء الظلام مطيعا وقائما أى ومتيقظا النور مطيعا يحذر الآخرة أى يخاف العذاب مصداق لقوله بسورة الإسراء"ويخافون عذابه"ويرجو رحمة ربه والمراد ويريد جنة خالقه والمراد ويريد تجارة لن تبور مصداق لقوله بسورة فاطر"يرجون تجارة لن تبور "مع من يكفر فى الجزاء ؟
الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا
قال تعالى بسورة غافر
"الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون "المعنى الرب الذى خلق لكم الليل لترتاحوا فيه والنهار معاشا إن الرب لصاحب رأفة بالخلق ولكن معظم الخلق لا يطيعون،وضح الله للناس أن الله هو الذى جعل لهم الليل والمراد الذى خلق لكم الظلام لتسكنوا فيه أى لتناموا أى لترتاحوا فيه والنهار مبصرا أى معاشا مصداق لقوله بسورة النبأ"وجعلنا النهار معاشا"والمراد وقتا للسعى والعمل
ومن آياته الليل والنهار
قال تعالى بسورة فصلت
"ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذى خلقهن إن كنتم إياه تعبدون " وضح الله للناس أن من آياته وهى مخلوقاته كل من الليل وهو الظلام والنهار والشمس والقمر ويطلب من الناس ألا يسجدوا للشمس أى للقمر والمراد ألا يعبدوا الشمس أو القمر ويطلب منهم أن يسجدوا لله الذى خلقهن والمراد أن يعبدوا أى يطيعوا حكم الله الذى أنشأهم إن كانوا إياه تعبدون والمراد إن كنتم لثواب الله ترغبون وهو الجنة
يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون
قال تعالى بسورة فصلت

"فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسئمون "المعنى فإن أعرضوا فالذين لدى خالقك يطيعونه فى الليل والنهار وهم لا يفترون،وضح الله لنبيه (ص)أن الناس إن استكبروا أى كفروا والمراد"فإن أعرضوا "كما قال بنفس السورة فيجب أن يعلم أن الذين عند ربه والمراد الذين لدى كرسى عرش الله يسبحون له أى يطيعون حكمه بالليل والنهار وهم لا يسئمون أى لا يملون والمراد لا يفترون أى لا يضعفون عن الطاعة
واختلاف الليل والنهار آيات لقوم يعقلون
قال تعالى بسورة الجاثية
"واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون " وضح الله للناس أن فى اختلاف أى تقلب أى تغير الليل وهو الظلام والنهار وهو النور وما أنزل الله من السماء من رزق والمراد وما أسقط الرب من السحاب من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها والمراد فبعث للحياة أى فأنشر به البلدة بعد جدبها وفى تصريف الرياح وهو توجيه الهواء المتحرك لجهات محددة آيات لقوم يعقلون والمراد لبراهين دالة على وجوب طاعة الله وحده لناس يفهمون
ومن الليل فسبحه وأدبار السجود
قال تعالى بسورة ق
"فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود" طلب الله من نبيه (ص)أن يصبر على ما يقولون والمراد أن يطيع حكم ربه رغم ما يزعم الكفار وفسر هذا بأن يسبح بحمد ربه والمراد أن يعمل باسم وهو حكم خالقه والعمل يكون قبل طلوع الشمس أى قبل ظهور الشمس وهو ما فسره بالليل أى الظلام وقبل الغروب وقبل غياب الشمس وهو النهار الذى فسره بأنه أدبار السجود أى خلف النجوم والمراد الوقت الذى يلى غياب النجوم
قليلا من الليل ما يهجعون
قال تعالى بسورة الذاريات
"إن المتقين فى جنات وعيون آخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون " وضح الله أن المتقين وهم المطيعين لحكم الله فى جنات وهى حدائق وعيون أى وأنهار ذات أشربة لذيذة مصداق لقوله بسورة القمر"إن المتقين فى جنات ونهر"وهم آخذين ما أتاهم ربهم والمراد متمتعين بالذى أعطاهم إلههم والسبب إنهم كانوا قبل ذلك محسنين والمراد إنهم كانوا قبل الآخرة مصلحين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون والمراد كانوا وقتا قصيرا من الظلام ما ينامون وهذا هو قيام الليل حيث تتجافى جنوبهم عن المضاجع
وسبح بحمد ربك حين تقوم من الليل
قال تعالى بسورة الطور
"واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا وسبح بحمد ربك حين تقوم من الليل فسبحه وإدبار النجوم" طلب الله من نبيه (ص)أن يصبر لحكم ربه والمراد أن يعمل بأمر خالقه وفسر هذا بأنه يسبح بحمد ربه والمراد أن يعمل بحكم خالقه حين يقوم من الليل أى وقت يستيقظ فى الظلام وإدبار النجوم أى وعقب اختفاء الكواكب من السماء وهو النهار ووضح له أنه بأعين الله والمراد فى رعاية وهى حماية الله
يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا
قال تعالى بسورة المزمل
"يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا "نادى الله المزمل وهو المدثر أى النبى (ص)المتغطى بغطاء فأمره قم الليل إلا قليلا والمراد استيقظ الظلام إلا وقتا قصير هو نصفه أو انقص منه قليلا أى قلل منه وقتا أو زد عليه أو أكثر منه وهذا يعنى أن له الحق فى استيقاظ نصف الليل أو أكثر من النصف أو أقل من النصف حسبما يتيسر له والسبب ورتل القرآن ترتيلا أى واقرأ الكتاب قراءة وهذا يعنى أن يتعلم القرآن فى وقت استيقاظه ليلا
إن ناشئة الليل هى أشد وطئا
قال تعالى بسورة المزمل
"إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا إن ناشئة الليل هى أشد وطئا وأقوم قيلا " وضح الله لنبيه (ص)أنه سيلقى عليه قول ثقيل والمراد سينزل عليه وحى عظيم ،ووضح له أن ناشئة الليل وهى قيام أى الإستيقاظ فى الظلام هو أشد وطئا أى أعظم ثقلا والمراد أكثر فترات نزول الوحى وأقوم قيلا أى وأفضل حديثا
إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل
قال تعالى بسورة المزمل
"إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك " وضح الله لنبيه (ص)أن ربه وهو خالقه يعلم أنه يقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والمراد يعرف أنه يستيقظ أقل من ثلثى الليل فى بعض الليالى ونصفه فى ليال أخرى وثلثه فى ليال أخرى وجماعة من الذين آمنوا به وهذا يعنى أن قيام الليل ليس فرضا إلا على الرسول (ص)وأما المؤمنين فهم مختارين فى قيامه وعدم قيامه
والله يقدر الليل والنهار
قال تعالى بسورة المزمل
"والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن وضح الله للمؤمنين أن الله يقدر أى يحسب أى يحصى وقت الليل أى الظلام والنهار ،علم أن لن تحصوه والمراد عرف أن لن تقرءوا القرآن كله فتاب عليكم أى فنسخ حكم قراءته كله فى ليلة فاقرءوا ما تيسر من القرآن والمراد فاتلوا ما سهل لكم من الكتاب فى الليل وهذا يعنى وجوب قراءة شىء من القرآن كل ليلة حتى ولو آية
كلا والقمر والليل إذا أدبر
قال تعالى بسورة المدثر
"كلا والقمر والليل إذا أدبر والصبح إذا أسفر إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر "حلف الله بالقمر والليل إذا أدبر أى والظلام إذا زال والصبح وهو النهار إذا أسفر أى أنار على أن كلا وهى الحق أن النار هى إحدى الكبر أى إحدى الآيات العظام وهى نذير للبشر أى وعيد للخلق فى الدنيا لمن شاء منهم أن يتقدم أو يتأخر والمراد لمن أراد منهم أن يثاب أى يدخل الجنة أو يعاقب أى يدخل النار
ومن الليل فاسجد له
قال تعالى بسورة الإنسان
"واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا " وضح الله لنبيه (ص) إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا والمراد إنا نحن ألقينا لك الكتاب إلقاء وطلب منه أن يصبر لحكم ربه والمراد أن يطيع حكم الله وفسره بأنه يذكر اسم ربه بكرة وأصيلا والمراد أن يطيع حكم ربه نهارا وليلا وفسره بأنه يسجد له أى يسبحه أى يطيع حكمه ليلا طويلا أى ظلاما مستمرا والمراد كل ليل وكل نهار وفسره بألا يطع منهم آثما والمراد ألا يتبع حكم ظالم وفسره بأنه الكفور وهو المكذب بحكم الله
وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا
قال تعالى بسورة النبأ
"ألم نجعل الأرض مهادا والجبال أوتادا وخلقناكم أزواجا وجعلنا نومكم سباتا وجعلنا الليل لباسا والنهار معاشا " سأل الله ألم والغرض من السؤال هو إخبار الناس أنه جعل لهم الأرض مهادا والمراد خلق لهم مكان للحياة وخلق لهم الجبال أوتادا أى جعل لهم الرواسى شوامخا أى مثبتات وخلق الناس أزواجا والمراد جعل الناس أفرادا أى ذكرا وأنثى وجعل الله نومنا سباتا والمراد وخلق الله نعاسنا راحة لأنفسنا ولأجسامنا وخلق الليل لباسا والنهار معاشا والمراد وجعل الظلام سكنا والنهار مبصرا
والليل إذا عسعس
قال تعالى بسورة التكوير
"فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس والليل إذا عسعس والصبح إذا تنفس إنه لقول رسول كريم "أقسم والمراد حلف الله بالخنس وهى النجوم الغائبات نهارا الجوار وهن النجوم السائرات والكنس وهن النجوم الدائرات فى المدارات وهذا يعنى قسمه بالنجوم وبالليل إذا عسعس أى و الظلام إذا يغشى أى يظلم والصبح وهو النهار إذا تنفس أى أنار أى تجلى وهو يقسم على أن القرآن هو قول رسول كريم أى وحى مبلغ عظيم
فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق
قال تعالى بسورة الإنشقاق
"فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق "حلف الله بالشفق وهو احمرار جو السماء فى الليل بعد مغرب الشمس والليل وما وسق أى و الظلام وما جمع وهو النجوم والقمر إذا اتسق أى اكتمل فأصبح بدرا وهو يقسم على أن الناس يركبون طبقا عن طبق والمراد يخلقون مرحلة بعد مرحلة أى خلق بعد خلق
والليل إذا يسر
قال تعالى بسورة الفجر
"والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل فى ذلك قسم لذى حجر "خلف الله بالفجر وهو الصبح أى النهار والليالى العشر وهى الليالى التى تم بها ميقات موسى (ص)أربعين ليلة والشفع وهو النصر الواجب على الله للمسلم والمسلم لله والوتر وهو القصاص أى الثأر العادل من المعتدين والليل إذا يسر والمراد أى و الظلام حين يغشى أى يتحرك لإزالة النهار وهو يقسم على أن ما سبق القسم به هو قسم لذى حجر أى حلف يعرفه صاحب العقل
والليل إذا يغشاها
قال تعالى بسورة الشمس
"والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها "حلف الله بالشمس وضحاها وهو صباحها والقمر إذا تلاها أى تبع الشمس فى الظهور والنهار إذا جلاها والمراد إذا كشف النهار الشمس والليل أى والظلام إذا يغشاها أى إذا يخفى الشمس ،والسماء وما بناها وهو الله الذى شيدها والأرض وما طحاها أى والله الذى كورها ونفس وما سواها أى والله الذى خلقها فألهمها فجورها وتقواها والمراد فعلمها كفرها وإسلامها وهو يقسم على أنه قد أفلح من زكاها أى نجح من طهر نفسه والمراد فاز برحمة الله من وقد خاب من دساها أى وفشل أى وسقط من دنسها أى ظلمها
والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى
قال تعالى بسورة الليل
"والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى إن سعيكم لشتى "حلف الله بالليل إذا يغشى أى وقت يظلم والنهار إذا تجلى أى ظهر أى أنار الأرض وما خلق الذكر والأنثى والمراد والله الذى أنشأ الرجل والمرأة وهو يقسم على أن سعى الناس شتى والمراد أن عمل الناس متعدد
والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك
قال تعالى بسورة الضحى
"والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى والآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى"حلف الله لنبيه (ص)بالضحى وهو النهار والليل إذا سجى أى إذا أظلم على أن اسم الله الرحمن الرحيم أى على أن حكم الرب النافع المفيد هو أن ربه ما ودعه وفسره بأنه ما قلى والمراد أنه إلهه ما تركه أى ما كرهه ووضح له أن الآخرة خير له من الأولى والمراد أن الجنة أحسن له من متاع الدنيا ووضح له أنه سوف يعطيه فيرضى والمراد أنه سوف يمنحه الكثير فيقبله منه
وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة
قال تعالى بسورة البقرة:
"وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة "وهو مافسره قوله بسورة الأعراف"وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر"وقوله بسورة مريم"وناديناه من جانب الطور"فالمواعدة هى تعيين وقت للوجود فى الجبل والأربعين ليلة هى الثلاثين مضاف إليها العشرة والمعنى وقد عينا لموسى (ص)للبقاء بالجبل أربعين ظلمة
أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم
قال تعالى بسورة البقرة
"أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن "وضح الله للمؤمنين أن أحل ليلة أى ظلمة يوم الصوم أى أباح لهم الرفث للنساء والمراد مباشرة الزوجات أى جماعهن وبلفظ أوضح نيكهن والنساء لباس للرجال أى سكن يقضون فيه شهوتهم والرجال لباس للنساء أى سكن يقضون معه شهوتهن
وواعدنا موسى ثلاثين ليلة
قال تعالى بسورة الأعراف
"وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة " وضح الله أنه واعد موسى(ص)والمراد وقت لموسى(ص)ثلاثين ليلة أى ظلمة فى الجبل وأتمها أى وأكملها بعشر ليال فتم ميقات ربه والمراد فكمل بهم مدة إلهه أربعين ليلةأآ ظلمة لغرض أراده الله
إنا أنزلناه فى ليلة مباركة
قال تعالى بسورة الدخان
"حم والكتاب المبين إنا أنزلناه فى ليلة مباركة "وضح الله أن حم وهو الكتاب وفسره بأنه الكتاب المبين أى القرآن وبيانه وهو تفسيره العظيم مصداق لقوله بسورة يس"وقرآن مبين "قد أنزله فى ليلة مباركة أى قد أوحاه الله جملة واحدة لجبريل (ص) فى ظلمة مقدسة هى ليلة القدر مصداق لقوله بسورة القدر "إنا أنزلناه فى ليلة القدر "
إنا أنزلناه فى ليلة القدر
قال تعالى بسورة القدر
"إنا أنزلناه فى ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هى حتى مطلع الفجر"وضح الله لنبيه (ص)أن القرآن أنزلناه فى ليلة القدر والمراد أن القرآن أوحاه الله فى ظلمة الحكم جملة واحدة وهى ظلمة البركة وما أدراك ما ليلة القدر والله هو الذى عرفك ما ظلمة الحكم ليلة القدر أى الحكم أى الأمر خير من ألف شهر والمراد أفضل من83,3 سنة تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر والمراد تهبط الملائكة وجبريل (ص)فى الليلة بأمر إلههم من كل حكم أى إرادة إلهية وهى سلام حتى مطلع الفجر أى هى خير حتى مشرق شمس النهار
أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا
قال تعالى بسورة يونس
"إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس "وضح السماء والمراد ماء أسقطه الله من السحاب فكانت نتيجة سقوطه هى أن اختلط به نبات الأرض والمراد أن نبت به زرع اليابس من الذى يأكل أى يطعم أى يتناول الناس وهم البشر والأنعام وهم البقر والإبل والماعز والغنم ويبين الله لنا أن الأرض والمراد أن أصحاب البلاد إذا أخذوا زخرفهم والمراد إذا اتبعوا باطلهم أى ازينوا والمراد تحلوا بالباطل وظنوا أى واعتقدوا أنهم قادرون على الأرض والمراد أنهم متحكمون فى البلاد بلا مشاركة من أحد حدث التالى أتاها أمرنا ليلا أو نهارا والمراد جاء أهل البلاد عذاب الله إما فى الظلام وإما فى النهار فأصبحت حصيدا أى حطاما كأن لم تغن بالأمس والمراد كأن لم توجد فى الماضى
سبحان الذي أسرى بعبده ليلا
قال تعالى بسورة الإسراء
" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا "وضح الله للمؤمنين أن السبح لله أي سبحان والمراد الطاعة لحكم الله الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى والمراد الذي نقل مملوكه محمد(ص)فى الظلام من البيت الحرام فى مكة إلى البيت الأقصى فى طرف الأرض والبيت الحرام هو المسجد الذي بارك الله حوله وبارك أي قدس الله الأرض فى محيطه والسبب فى نقل محمد(ص)هو أن يريه من آيات الله والمراد أن يعرف محمد(ص)من علامات الله الكبرى ليسكن قلبه
أن أسرى بعبادى ليلا إنكم متبعون
قال تعالى بسورة الشعراء
"وأوحينا إلى موسى أن أسرى بعبادى ليلا إنكم متبعون " وضح الله أنه أوحى أى ألقى لموسى (ص)فقال :أسر بعبادى والمراد اخرج ببنى إسرائيل ليلا أى ظلاما إنكم متبعون أى ملاحقون أى مطاردون من قبل فرعون وقومه
فأسر بعبادى ليلا
قال تعالى بسورة الدخان
"فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون "وضح الله أن موسى (ص)دعا ربه والمراد نادى خالقه فقال :أن هؤلاء قوم مجرمون أى مفسدون فأنقذنا منهم وانتقم منهم فقال الله له أسر بعبادى ليلا والمراد اخرج من البلد مع خلقى فى الظلام إنكم متبعون أى مطاردون وهذا يعنى أن فرعون سيلاحق القوم بجيشه ،واترك البحر رهوا والمراد ودع الماء ساكنا والمراد وهذا يعنى ألا يعيد البحر واحدا بعد تجاوزهم له إنهم جند مغرقون أى إنهم عسكر مهلكون فى الماء
إنى دعوت قومى ليلا ونهارا
قال تعالى بسورة نوح
"قال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا فلم يزدهم دعاءى إلا فرارا "وضح الله أن نوح(ص)دعا الله فقال رب إنى دعوت قومى ليلا ونهارا والمراد خالقى إنى أبلغت شعبى ظلاما ونورا بالوحى فلم يزدهم إلا فرارا والمراد فلم يصنع إبلاغى لهم الوحى إلا رفضا منهم للوحى
آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا
قال تعالى بسورة مريم
"قال رب اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشيا "وضح الله أن زكريا (ص)لما سمع كلام جبريل(ص)دعا الله فقال :رب أى إلهى اجعل لى آية أى حدد لى علامة والمراد أن يعين له إشارة معينة يعلم بها أن الحمل سيتحقق فى المستقبل فأوحى الله له :آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا والمراد علامتك ألا تحدث البشر ثلاث ظلمات كليا وهذا يعنى أن العلامة الدالة على تحقق الحمل فى المستقبل هى ألا يقدر زكريا (ص)على الحديث مع الناس لمدة ثلاث أيام متتالية
سيروا فيها ليالى وأياما آمنين
قال تعالى بسورة سبأ
"وجعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى وأياما آمنين "وضح الله أنه جعل أى وضع بين أهل سبأ وبين القرى التى بارك فيها والمراد وبين البلاد التى قدسها وهى القدس أى مكة قرى ظاهرة أى بلدات متتابعة وهذا يعنى أن الطريق من سبأ إلى القدس وهى مكة كان ملىء بالقرى العامرة وبين كل قرية والأخرى مسافة قريبة وقد قدر فيها السير والمراد وقد حدد الله فيها السفر والمراد أن الله قد سهل فى الطرق بين البلدات السفر وقال للقوم :سيروا فيها ليالى وأياما أمنين والمراد سافروا بينها ظلمات وأياما مطمئنين وهذا يعنى أن الطرق كانت سليمة بعيدة عن الأخطار
سخرها عليهم سبع ليال
قال تعالى بسورة المعارج
وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى من باقية "وضح الله أن عاد أهلكوا بريح صرصر عاتية والمراد دمروا بهواء مؤذى عاصف سخرها والمراد سلطها الله عليهم مدة قدرها سبع ليال أى ظلمات وثمانية أيام حسوما أى متتابعة فترى القوم فيها صرعى والمراد فتشاهد الكفار فيها موتى أى راقدين كأنهم جذور نخل خالية أى يشبهون جذور نخل خالية والمراد أن العظام ليس بها لحم شبه الجذر الخالى إلا من جوانبه ويسأله فهل ترى لهم من باقية والمراد فهل تعلم منهم من حى ؟والغرض من السؤال إخباره بهلاك الكل بدليل عدم وجود حى واحد منهم