بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
دخول
نقد كتاب إتحاف الأعيان بذكر ما جاء في فضائل أهل عمان
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب إتحاف الأعيان بذكر ما جاء في فضائل أهل عمان
نقد كتاب إتحاف الأعيان بذكر ما جاء في فضائل أهل عمان
الكتاب من تأليف أحمد بن محمد بن خليل وهو من كتب المكتبة الشاملة الإباضية وهى مكتبة معظمها كتبها مؤلفة فى عصرنا رغم قدم المذهب الإباضى وهذا الكتاب كتاب حديث من كتب عصرنا ويبدو أن مؤلفه أى جامع رواياته أراد التشبه ببعض كتب المذاهب الأخرى التى كتبت كتبا فى فى فضائل المدينة أو مكة أو الشام أو القدس أو قزوين أو مصر وغيرهم
وفى موضوع الكتاب قال المؤلف:
"فهذا جزءٌ لطيف ، وبحثٌ متواضع جمعت فيه بعض الأحاديث التي وقفت عليها في فضائل عمان وأهلها ، وقد بذلت الجهد في تخريجها وبيان صحيحها من ضعيفها ، أقدمه إلى إخواني من مُحِبِّي سُنَّة رسول الله (ص)الصَّادقين في حُبِّهم باطناً وظاهراً وعلماً وعملاً ، وقد أسميته : ( إتحاف الأعيان بذكر ما جاء في فضائل أهل عمان )"
والآن لمناقشة روايات الكتاب:
"ذكر ما جاء في فضل أهل عمان:
1 - عن أَبَا بَرْزَةَ قَالَ :بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ ( وشتموه ) فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : (( لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ ))
الرواية هنا عامة فى كل أهل عمان وهو ما يناقض كونهم حددوا بالشط من أهل عمان وليس كلهم فى الرواية التالية فى الكتاب:
7 - حدثنا ابن مصفى ، نا عمر بن صالح ، قال : سمعت أبا جمرة ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : كتب رسول الله (ص)إلى قبائل من قبائل مضر يدعوهم إلى الله عز وجل وبعث رجلين أو ثلاثة الشك من أبي جمرة أحدهم من الأنصار ، فذهبوا بذلك الكتاب إلى ذلك القبيل فعرض عليهم وقرئ عليهم فكذبوا به ولم يقبلوه وقتلوا أحد الرجلين أو أحد الرسولين الشك من أبي جمرة ، فقال رسول الله (ص): « أما إني لو كنت بعثت بكتابي هذا إلى قوم بالشط من أهل عمان من هذا الحي من الأزد لصدقوني ولقبلوا كتابي"
ثم ذكر التالى:
2– عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ : خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ طَاحِيَةَ مُهَاجِرًا يُقَالُ لَهُ بَيْرَحُ بْنُ أَسَدٍ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) بِأَيَّامٍ فَرَآهُ عُمَرُ فَعَلِمَ أَنَّهُ غَرِيبٌ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ : مِنْ أَهْلِ عُمَانَ ، قَالَ : مِنْ أَهْلِ عُمَانَ ! قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الَّتِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ : (( إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ بِنَاحِيَتِهَا الْبَحْرُ بِهَا حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا رَمَوْهُ بِسَهْمٍ وَلَا حَجَرٍ ))
الخطأ أن أهل عمان قوم سلام يسلمون جميعا فلا يؤذوا رسول رسول الله (ص)وهو ما يناقض كون أكثر الناس لا يؤمنون كما قال تعالى " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"
ثم ذكر التالى:
ذكر فضل الحج من عمان:
4- عََنِ الْحَسَنِ بْنِ هَادِيَةَ قَالَ لَقِيت ابْنَ عُمَرَ قَالَ إِسْحَاقُ فَقَالَ لِي مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ عُمَانَ ، قَالَ مِنْ أَهْلِ عُمَانَ ؟ قُلْتُ نَعَمْ ، قَالَ أَفَلَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟ قُلْتُ بَلَى ، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ : (( إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ بِجَانِبِهَا الْبَحْرُ الْحَجَّةُ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْ حَجَّتَيْنِ مِنْ غَيْرِهَا ))
الخطأ أن ثواب الحجة يختلف باختلاف المكان المحجوج منه وهو ما يخالف أن الثواب لا يختلف باختلاف الأماكن لأنه كله واحد كما قال تعالى :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم ذكر التالى:
"ذكر ما جاء في الحث على من تعذرت عليه التجارة بالسفر إلى عمان
3 - عَنْ مَخْلَدِ بن عُقْبَةَ بن شُرَحْبِيلَ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص):"مَنْ تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ التِجَارَةُ، فَعَلَيْهِ بِعُمَانٍ "
هذا حديث من وضع تجار عمان فى الظاهر فالتجارة لا تتعذر بأى بلد وإنما لابد من أن تكون فى أى بلد فالتجارة قد تقل ولكنها لا تختفى من بلد ما
ثم ذكر التالى:
"ذكر ما جاء أن نعم المرضعون أهل عمان:
5 - عن طَلْحَةَ بن دَاوُدَ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)( نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ عُمَانَ ))
جنون من جنون الروايات فلا يوجد مرضعون وإنما مرضعات
ثم ذكر التالى:
"ذكر ما جاء في إسلام أهل عمان:
6 - عن عبد الرحمن بن عبد القارئ: أنّ رَسُولَ اللهِ (ص)بَعَثَ عَمْرو ابن العَاص إلى جَيْفَر وَعَبّاد ابني الجُلَنْدِي أَمِيرَيْ عُمَان فَمَضَى عَمْرو إليهِمَا فَأَسْلَمَا وَأَسْلَمَ مَعَهُمَا بَشَرٌ كَثِير ووضَعَ الجِزْيَة على مَنَ لَمْ يُسْلِم "
هنا ملوك عمان جيفر وعباد ابن الجلندى اثنين وهو ما يناقض كونهم واحد هو ابن جلندا فى الرواية التالية:
7 - حدثنا ابن مصفى ، نا عمر بن صالح ، قال : سمعت أبا جمرة ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : كتب رسول الله (ص)إلى قبائل من قبائل مضر يدعوهم إلى الله عز وجل وبعث رجلين أو ثلاثة الشك من أبي جمرة أحدهم من الأنصار ، فذهبوا بذلك الكتاب إلى ذلك القبيل فعرض عليهم وقرئ عليهم فكذبوا به ولم يقبلوه وقتلوا أحد الرجلين أو أحد الرسولين الشك من أبي جمرة ، فقال رسول الله (ص): « أما إني لو كنت بعثت بكتابي هذا إلى قوم بالشط من أهل عمان من هذا الحي من الأزد لصدقوني ولقبلوا كتابي فوثب رجل من الأنصار يقال له كعب بن عجرة فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فما يمنعك من الكتاب إلى إخواننا ، فوالله إن كانوا في الجاهلية أشدنا رجلاً ، وأقوانا حملاً ، وأبعدنا أثراً ، نزلوا بساحل البحر فملكوا البحر ، ولولا أن الدار نائية لجاءوا كما جاء إخوانهم من الشنئين ، فكتب إليهم رسول الله (ص)كتاباً وبعث رجلاً من الأنصار فوثب رجل من عبد القيس فقال : يا رسول الله ابعثني معهما فأنا أدل الطريق وأعلم ، فكتب كتابا وصدر الكتاب إلى ملكهم ابن جلندا وأهل اليمن وقال للرسولين : أما إنه سيقبل كتابي ويصدقني ويؤمن بي هو وأهل عمان ويسألكم ابن جلندا أبعث معكما إلي رسول الله (ص)بهدية ؟ فتقولوا لا ، وسيقول أما إنه لو بعث معكم بهدية لكانت بمنزلة المائدة التي أنزلت على المسيح على بني إسرائيل فلما قدموا عليه أسلموا وأسلم ملكهم وآمنوا برسول الله (ص)وبعث ملكهم إلى رسول الله (ص)بهدية وبعث معهم بصدقة ماله وأسلم أهل عمان وبعثوا بصدقة مالهم ، وبعثوا وفداً عشرة وفيهم أبو صفرة وأبو المهالبة وبعث رجلا من أولاد ملك يقال له كعب بن شور وبقية الوفد من ولد جلندا ومن أولاد ملك فقدموا المدينة وقد قبض النبي (ص)واستخلف أبو بكر فدفعت الهدية أو الصدقة إلى أبي بكر فوثب علي بن أبي طالب فقال : هذه هدية ابن جلندا إلى رسول الله (ص)ليس هذه فدك قال ابن عباس: فلا أدري أقسمها أو أدخلها بيت المال مع الصدقة ، قال ابن عباس: لو قسمها لعرفنا ذلك كان للعباس نصفها ، ولفاطمة نصفها "
الخطأ هنا هو علم النبى (ص) بالغيب ممثلا فى إسلام الملك وتحدثه عن الهدية وهو ما يناقض أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى:
"ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
والرواية تناقض فى كون الرسولان لأهل عمان أنصاريان وواحد من عبد القيس كون الرسول إليهم هو عمرو بن العاص كما فى الرواية التالية فى الكتاب:
11" - يروى أنه (ص)كَتَبَ إلَى مَلِكِ عُمَانَ كِتَابًا وَبَعَثَهُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وفيه : بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ إلَى جَيْفَرَ وَعَبْدٍ ابْنَيْ الْجُلَنْدَى سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى أَمّا بَعْدُ فَإِنّي أَدْعُوكُمَا بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمَا تَسْلَمَا فَإِنّي رَسُولُ اللّهِ إلَى النّاسِ كَافّةً لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا وَيَحِقّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ"
ثم ذكر التالى:
"ذكر قصة إسلام مازن بن الغضوبة
8 - عَنْ مَازِنِ بن الْغَضُوبَةِ، قَالَ: كُنْتُ أَسْدِنُ صَنَمًا يُقَالُ لَهُ بَاحِرٌ بِسَمَائِلَ قَرْيَةٌ بِعُمَانَ، فَعَتَرْنَا ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَهُ عَتِيرَةً وَهِيَ الذَّبِيحَةُ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الصَّنَمِ، يَقُولُ: يَا مَازِنُ، اسْمَعْ تُسَرَّ، ظَهَرَ خَيْرٌ، وَبَطُنَ شَرٌّ، بُعِثَ نَبِيٌّ مِنْ مُضَرَ، بِدِينِ اللَّهِ الْكَبِرِ الْكَبِرْ، فَدَعْ نُحَيْتًا مِنْ حَجَرٍ، تَسْلَمْ مِنْ سَقَرَ
قَالَ :َفَزِعْتُ لِذَلِكَ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ، ثُمَّ عَتَرْتُ بَعْدَ أَيَّامٍ عَتِيرَةً، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الصَّنَمِ، يَقُولُ: أَقْبِلْ إِلَيَّ أَقْبِلْ، تَسْمَعْ مَا لا تَجْهَلْ، هَذَا نَبِيٌّ مُرْسَلْ، جَاءَ بِحَقٍّ مُنْزَلْ، فَآمِنْ بِهِ كَيْ تَعْدِلَ، عَنْ حَرِّ نَارٍ تُشْعَلْ، وَقُودُهَا بِالْجَنْدَلْ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ، وَإِنَّهُ لَخَيْرٌ يُرَادُ بِي
فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْحِجَازِ، قُلْنَا: مَا الْخَبَرُ وَرَاءَكَ؟ قَالَ: ظَهَرَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَحْمَدُ، يَقُولُ لِمَنْ أَتَاهُ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ قُلْتُ: هَذَا نَبَأُ مَا قَدْ سَمِعْتُ، فَسِرْتُ إِلَى الصَّنَمِ فَكَسَّرْتُهُ أَجْذَاذًا، وَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي فَقَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَشَرَحَ لِيَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمْتُ وَقُلْتُ:
كَسَرْتُ بَاحِرًا جُذَاذًا وَكَانَ لَنَا ***** رَبًّا نَطِيفُ بِهِ عُمْيًا بِضُلالِ
بِالْهَاشِمِيِّ هُدِينَا مِنْ ضَلالَتِهِ ***** وَلَمْ يَكُنْ دِينُهُ مِنِّي عَلَى بَالِ
يَا رَاكِبًا بَلِّغَنْ عَمْرًا وَإِخْوَتَــــــهُ ***** أَنِّي لِمَنْ قَالَ رَبِّي بَاحِرٌ
قَالِ: يَعْنِي عَمْرُو بن الصَّلْتِ وَإِخْوَتَهُ بني خِطَامَةَ، قَالَ مَازِنٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرُؤٌ مُولَعٌ بِالطَّرَبِ وَبِشُرْبِ الْخَمْرِ وَبِالْهَلُوكِ، قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَالْهَلُوكُ: الْفَاجِرَةُ مِنَ النِّسَاءِ، وأَلَحَّتْ عَلَيْنَا السُّنُونُ، فَأَذْهَبَتِ الأَهْوَالَ، وَأَهْزَلْنَ الذَّرَارِيَّ وَالْعِيَالَ، وَلَيْسَ لِي وَلَدٌ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَجِدُ، وَيَأْتِيَنَا بِالْحَيَا، وَيَهَبَ لِي وَلَدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ (ص):اللَّهُمَّ أَبْدِلْهُ بِالطَّرَبِ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، وَبِالْحَرَامِ الْحَلالَ، وَبِالْعُهْرِ عِفَّةَ الْفَرَجِ، وبِالْخَمْرِ رِيَاءً لا إِثْمَ فِيهِ، وَائْتِهِ بِالْحَيَاءِ، وَهَبْ لَهُ وَلَدًا قَالَ مَازِنٌ: فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ، وَأَتَانَا بِالْحَيَا، وَتَعَلَّمْتُ شَطْرَ الْقُرْآنِ، وَخَصِبَ عُمَانُ، وَحَجَجْتُ حَجًّا حِجَجًا، وَوَهَبَ اللَّهُ لِي حَيَّانَ بن مَازِنٍ وأَنْشَأْتُ أَقُولُ :
إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ خَبَّتْ مَطِيَّتِي *** تَجُوبُ الْفَيَافِي مِنْ عُمَانَ إِلَى الْعَرْجِ
لِتَشْفَعَ لِي يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى *** فَيَغْفِرَ لِي رَبِّي فَأَرْجِعَ بِالْفَلْجِ
إِلَى مَعْشَرٍ خَالَفْتُ فِي اللَّهِ دِينَهُمْ *** فَلا رَأْيُهُمْ رَأْيِي وَلا شَرْجُهُمْ شَرْجِي
وَكُنْتُ امْرَأً بِالرَّغْبِ وَالْخَمْرِ مُولَعًا *** شَبَابِيَ حَتَّى آذَنَ الْجِسْمُ بِالنَّهْجِ
فَبَدَّلَنِي بِالْخَمْرِ خَوْفًا وَخَشْيَةً *** وَبِالْعُهْرِ إِحْصَانًا فَأَحْصَنَ لِي فَرْجِي
فَأَصْبَحْتُ هَمِّي فِي الْجِهَادِ وَنِيَّتِي *** فَلِلَّهِ مَا صَوْمِي وَلِلَّهِ مَا حَجِّي
فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى قَوْمِي أَنَّبُونِي *** وَشَتَمُونِي وَأَمَرُوا شَاعِرًا لَهُمْ فَهَجَانِي
فَقُلْتُ: إِنْ رَدَدْتُ عَلَيْهِ فَإِنَّمَا الْهَجْوُ لِنَفْسِي، فَاعْتَزَلْتُهُمْ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ وَقُلْتُ:
بُغْضُكُمُ عِنْدَنَا مُرْمِدًا فِيهِ *** وَبُغْضُكُمْ عِنْدَنَا يَا قَوْمَنَا لَثِنُ
فَلا يَعْطَنِ الدَّهْرُ أَنَّ نَشِبَ *** مَعَايِبَكُمْ وَكُلُّكُمْ يَبْدو عَيْبَنَا فَطِنُ
شاعِرُنا مُعْجِمٌ عَنْكُمْ وَشَاعِرُكُمْ *** فِي حَرْبِنَا مُبْلِغٌ فِي شَتْمِنَا لَسِنُ
مَا فِي الْقُلُوبِ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا وَغَرٌ *** وَفِي صُدُورِكُمُ الْبَغْضَاءُ وَالإِحَنُ
فَأَتَتْنِي مِنْهُمْ أَزْفَلَةٌ عَظِيمَةٌ، فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَمِّ، عِبْنَا عَلَيْكَ أَمْرًا وَكَرِهْنَاهُ لَكَ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَشَأْنَكَ وَدِينَكَ، فَارْجِعْ فَأَقِمْ أُمُورَنَا، فَكُنْتُ الْقَيِّمَ بِأُمُورِهِمْ، فَرَجَعْتُ مَعَهُمْ ثُمَّ هَدَاهُمُ اللَّهُ بَعْدُ إِلَى الإِسْلام) "
الخطأ هنا هو حدوث آية معجزة وهى صدور كلام من الصنم يطلب من سادن الصنم أن يسلم ليس مرة وإنما مرتين وهو ما يناقض منع الله الآيات وهى المعجزات فى عهد النبى (ص) كما قال تعالى:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم ذكر التالى:
"ذكر كتاب رسول الله - (ص)- إلى أهل عمان:
9 - عن أبي شداد رجل من أهل دما ، قرية من قرى عمان قال : جاءنا كتاب رسول الله (ص)إلى أهل عمان : « سلام ، أما بعد ، فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وأدوا الزكاة ، وخطوا المساجد ، وإلا غزوتكم » ، قال أبو شداد : « فلم نجد أحدا يقرأ علينا الكتاب حتى وجدنا غلاما أسود فقرأه علينا » ، فقلت لأبي شداد : من كان يومئذ على عمان يلي أمرهم ؟؟ قال : " أسوار من أساورة كسرى ، يقال له : سحان"
فى الرواية ملك عمان سحان أسوار من أساورة كسرى وهو ما كونهم عباد الله الأسبذيين فى الرواية التالية:
10- يروى أنه (ص)كتب إلى أهل عمان ما نصه : « من محمد النبي بالبحرين أنهم إن آمنوا ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله ، وأعطوا حق النبي (ص)، ونسكوا نسك المؤمنين فإنهم آمنون ، وإن لهم ما أسلموا عليه ، غير أن مال بيت النار ثنيا لله ورسوله ، وإن عشور التمر صدقة ، ونصف عشور الحب ، وإن للمسلمين نصرهم ونصحهم ، وإن لهم على المسلمين مثل ذلك ، وإن لهم أرحاءهم يطحنون بها ما شاءوا »
ورسالة الرسول (ص) فى الروايتين السابقتين متناقضتين مع نفسهما ومع الرواية التالية :
11 - يروى أنه (ص)كَتَبَ إلَى مَلِكِ عُمَانَ كِتَابًا وَبَعَثَهُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وفيه : بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ إلَى جَيْفَرَ وَعَبْدٍ ابْنَيْ الْجُلَنْدَى سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى أَمّا بَعْدُ فَإِنّي أَدْعُوكُمَا بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمَا تَسْلَمَا فَإِنّي رَسُولُ اللّهِ إلَى النّاسِ كَافّةً لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا وَيَحِقّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ فَإِنّكُمَا إنْ أَقْرَرْتُمَا بِالْإِسْلَامِ وَلّيْتُكُمَا وَإِنْ أَبَيْتُمَا أَنْ تُقِرّا بِالْإِسْلَامِ فَإِنّ مُلْكَكُمَا زَائِلٌ عَنْكُمَا وَخَيْلِي تَحُلّ بِسَاحَتِكُمَا وَتَظْهَرُ نُبُوّتِي عَلَى مُلْكِكُمَا وَكَتَبَ أُبَيّ بْنُ كَعْبٍ وَخَتَمَ الْكِتَابَ قَالَ عَمْرٌو : فَخَرَجْتُ حَتّى انْتَهَيْتُ إلَى عُمَانَ فَلَمّا قَدِمْتهَا عَمَدْتُ إلَى عَبْدٍ وَكَانَ أَحْلَمَ الرّجُلَيْنِ وَأَسْهَلَهُمَا خُلُقًا فَقُلْتُ إنّي رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ (ص)إلَيْك وَإِلَى أَخِيك فَقَالَ أَخِي الْمُقَدّمُ عَلَيّ بِالسّنّ وَالْمُلْكِ وَأَنَا أُوصِلُك إلَيْهِ حَتّى يَقْرَأَ كِتَابَك ثُمّ قَالَ وَمَا تَدْعُو إلَيْهِ ؟ قُلْت : أَدْعُوك إلَى اللّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَتَخْلَعَ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِهِ وَتَشْهَدُ أَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ يَا عَمْرُو إنّك ابْنُ سَيّدِ قَوْمِك فَكَيْفَ صَنَعَ أَبُوكُ فَإِنّ لَنَا فِيهِ قُدْوَةً ؟ قُلْتُ مَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بالنبي(ص)وَوَدِدْتُ أَنّهُ كَانَ أَسْلَمَ وَصَدّقَ بِهِ وَقَدْ كُنْتُ أَنَا عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ حَتّى هَدَانِي اللّهُ لِلْإِسْلَامِ قَالَ فَمَتَى تَبِعْتَهُ ؟ قُلْتُ قَرِيبًا فَسَأَلَنِي أَيْنَ كَانَ إسْلَامُك ؟ قُلْت : عِنْدَ النّجَاشِيّ وَأَخْبَرْته أَنّ النّجَاشِيّ قَدْ أَسْلَمَ قَالَ فَكَيْفَ صَنَعَ قَوْمُهُ بِمُلْكِهِ ؟ فَقُلْت : أَقَرّوهُ وَاتّبَعُوهُ قَالَ وَالأَسَاقِفَةُ وَالرّهْبَانُ تَبِعُوهُ ؟ قُلْت : نَعَمْ قَالَ اُنْظُرْ يَا عَمْرُو مَا تَقُولُ إنّهُ لَيْسَ مِنْ خَصْلَةٍ فِي رَجُلٍ أَفْضَحَ لَهُ مِنَ الْكَذِبِ قُلْته : مَا كَذَبْت وَمَا نَسْتَحِلّهُ فِي دِينِنَا ثُمّ قَالَ مَا أَرَى هِرَقْلَ عَلِمَ بِإِسْلَامِ النّجَاشِيّ قُلْت : بَلَى قَالَ بِأَيّ شَيْءٍ عَلِمْت ذَلِكَ ؟قُلْت : كَانَ النّجَاشِيّ يُخْرِجُ لَهُ خَرْجًا فَلَمّا أَسْلَمَ وَصَدّقَ بِمُحَمّدٍ (ص)قَالَ لَا وَاَللّهِ لَوْ سَأَلَنِي دِرْهَمًا وَاحِدًا مَا أَعْطَيْته فَبَلَغَ هِرَقْلَ قَوْلُهُ فَقَالَ لَهُ يَنّاقُ أَخُوهُ أَتَدَعُ عَبْدَك لَا يُخْرِجُ لَك خَرْجًا وَيَدِينُ دِينًا مُحْدَثًا ؟ قَالَ هِرَقْلُ رَجُلٌ رَغِبَ فِي دِينٍ فَاخْتَارَهُ لِنَفْسِهِ مَا أَصْنَعُ بِهِ وَاَللّهِ لَوْلَا الضّنّ بِمُلْكِي لَصَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ قَالَ اُنْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عَمْرُو قُلْت : وَاَللّهِ صَدّقْتُك قَالَ عَبْدٌ فَأَخْبِرْنِي مَا الّذِي يَأْمُرُ بِهِ وَيُنْهِي عَنْهُ ؟ قُلْتُ يَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَيَنْهَى عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَيَأْمُرُ بِالْبِرّ وَصِلَةِ الرّحِمِ وَيَنْهَى عَنْ الظّلْمِ وَالْعُدْوَانِ وَعَنْ الزّنَى وَعَنْ الْخَمْرِ وَعَنْ عِبَادَةِ الْحَجَرِ وَالْوَثَنِ وَالصّلِيبِ قَالَ مَا أَحْسَنَ هَذَا الّذِي يَدْعُو إلَيْهِ لَوْ كَانَ أَخِي يُتَابِعُنِي عَلَيْهِ لَرَكِبْنَا حَتّى نُؤْمِنَ بِمُحَمّدٍ وَنُصَدّقَ بِهِ وَلَكِنْ أَخِي أَضَنّ بِمُلْكِهِ مِنْ أَنْ يَدَعَهُ وَيَصِيرَ ذَنَبًا قُلْت : إنّهُ إنْ أَسْلَمَ مَلّكَهُ رَسُولُ اللّهِ (ص)عَلَى قَوْمِهِ فَأَخَذَ الصّدَقَةَ مِنْ غَنِيّهِمْ فَرَدّهَا عَلَى فَقِيرِهِمْ قَالَ إنّ هَذَا لَخُلُقٌ حَسَنٌ وَمَا الصّدَقَةُ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا فَرَضَ رَسُولُ اللّهِ (ص)مِنْ الصّدَقَاتِ فِي الْأَمْوَالِ حَتّى انْتَهَيْتُ إلَى الْإِبِلِ قَالَ يَا عَمْرُو : وَتُؤْخَذُ مَنْ سَوَائِمِ مَوَاشِينَا الّتِي تَرْعَى الشّجَرَ وَتَرِدُ الْمِيَاهَ ؟ فَقُلْت : نَعَمْ فَقَالَ وَاَللّهِ مَا أُرَى قَوْمِي فِي بُعْدِ دَارِهِمْ وَكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ يُطِيعُونَ بِهَذَا قَالَ فَمَكَثْتُ بِبَابِهِ أَيّامًا وَهُوَ يَصِلُ إلَى أَخِيهِ فَيُخْبِرُهُ كُلّ خَبَرِي ثُمّ إنّهُ دَعَانِي يَوْمًا فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَخَذَ أَعْوَانُهُ بِضَبُعَيّ فَقَالَ دَعُوهُ فَأُرْسِلْت فَذَهَبْت لِأَجْلِسَ فَأَبَوْا أَنْ يَدْعُوَنِي أَجْلِسَ فَنَظَرْت إلَيْهِ فَقَالَ تَكَلّمْ بِحَاجَتِك فَدَفَعْت إلَيْهِ الْكِتَابَ مَخْتُومًا فَفَضّ خَاتَمَهُ وَقَرَأَ حَتّى انْتَهَى أَخِيهِ فَقَرَأَهُ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ إلّا أَنّي رَأَيْت أَخَاهُ أَرَقّ مِنْهُ قَالَ أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ قُرَيْشٍ كَيْفَ صَنَعَتْ ؟ فَقُلْت : تَبِعُوهُ إمّا رَاغِبٌ فِي الدّينِ وَإِمّا مَقْهُورٌ بِالسّيْفِ قَالَ وَمَنْ مَعَهُ ؟ قُلْت : النّاسُ قَدْ رَغِبُوا فِي الْإِسْلَامِ وَاخْتَارُوهُ عَلَى غَيْرِهِ وَعَرَفُوا بِعُقُولِهِمْ مَعَ هُدَى اللّهِ إيّاهُمْ أَنّهُمْ كَانُوا فِي ضَلَالٍ فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ غَيْرَك فِي هَذِهِ الْحَرَجَةِ وَأَنْتَ إنْ لَمْ تُسْلِمْ الْيَوْمَ وَتَتْبَعْهُ يُوَطّئْك الْخَيْلَ وَيُبِيدُ خَضْرَاءَك فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ وَيَسْتَعْمِلْك عَلَى قَوْمِك وَلَا تَدْخُلْ عَلَيْك الْخَيْلُ وَالرّجَالُ قَالَ دَعْنِي يَوْمِي هَذَا وَارْجِعْ إلَيّ غَدًا فَرَجَعْتُ إلَى أَخِيهِ فَقَالَ يَا عَمْرُو إنّي لَأَرْجُو أَنْ يُسْلِمَ إنْ لَمْ يَضِنّ بِمُلْكِهِ حَتّى إذَا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ إلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي فَانْصَرَفْتُ إلَى أَخِيهِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنّي لَمْ أَصِلْ إلَيْهِ فَأَوْصَلَنِي إلَيْهِ فَقَالَ إنّي فَكّرْتُ فِيمَا دَعَوْتنِي إلَيْهِ فَإِذَا أَنَا أَضْعَفُ الْعَرَبِ إنْ مَلّكْتُ رَجُلًا مَا فِي يَدِي وَهُوَ لَا تَبْلُغُ خَيْلُهُ هَا هُنَا وَإِنْ بَلَغَتْ خَيْلُهُ أَلْفَتْ قِتَالًا لَيْسَ كَقِتَالِ مَنْ لَاقَى قُلْت : وَأَنَا خَارِجٌ غَدًا فَلَمّا أَيْقَنَ بِمَخْرَجِي خَلَا بِهِ أَخُوهُ فَقَالَ مَا نَحْنُ فِيمَا قَدْ ظَهَرَ عَلَيْهِ وَكُلّ مَنْ أَرْسَلَ إلَيْهِ قَدْ أَجَابَهُ فَأَصْبَحَ فَأَرْسَلَ إلَيّ فَأَجَابَ إلَى الْإِسْلَامِ هُوَ وَأَخُوهُ جَمِيعًا وَصَدّقَا النّبِيّ (ص)وَخَلّيَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصّدَقَةِ وَبَيْنَ الْحُكْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَكَانَا لِي عَوْنًا عَلَى مَنْ خَالَفَنِي"
ثم ذكر التالى:
"ذكر خطبة أبي بكر الصديق في أهل عمان:
12 - يروى أن عمرو بن العاص مكث في عمان بعدما أسلم أهلها إلى أن جاءه خبر وفاة الرسول(ص)فأراد الرجوع إلى المدينة المنورة فصحبه عبد بن الجلندى في جماعة من الأزد فقدموا إلى أبا بكر الصديق فقام أبا بكر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه وقال:
(معاشر أهل عمان إنكم أسلمتم طوعاً ، لم يطأ رسول الله ساحتكم بخف ولا حافر ولا عصيتموه كما عصيه غيركم من العرب ولم ترموا بفرقة ولا تشتت شمل فجمع الله على الخير شملكم ، ثم بعث إليكم عمرو بن العاص بلا جيش ولا سلاح فأجبتموه إذ دعاكم على بعد داركم ، وأطعتموه إذ أمركم على كثرة عددكم وعدتكم ، فأي فضل أبر من فضلكم وأي فعل أشرف من فعلكم ، كفاكم قوله عليه الصلاة والسلام شرفا إلى يوم الميعاد ثم أقام فيكم عمرو ما أقام مكرما ورحل عنكم إذ رحل مسلماً وقد منّ الله عليكم بإسلام عبد وجيفر ابني الجلندى وأعزكم الله وأعزه بكم كنتم على خير حتى أتتكم وفاة رسول الله (ص)فأظهرتم ما يضاف إلى فضلكم وقمتم مقاما حمدناكم فيه ومحضتم بالنصيحة وشاركتم بالنفس والمال فيثبت الله به ألسنتكم ويهدي به قلوبكم وللناس جولة فكونوا عند حس ظني بكم ، ولست أخاف عليكم أن تغلبوا على بلادكم ولا أن ترجعوا عن دينكم جزاكم الله خيرا "
فى هذه الرواية أسلم كل أهل عمان وهو ما يخالف كون بعضهم أسلم وبعضهم لم يسلم فى الرواية التالية من الكتاب:
6 - عن عبد الرحمن بن عبد القارئ: أنّ رَسُولَ اللهِ (ص)بَعَثَ عَمْرو ابن العَاص إلى جَيْفَر وَعَبّاد ابني الجُلَنْدِي أَمِيرَيْ عُمَان فَمَضَى عَمْرو إليهِمَا فَأَسْلَمَا وَأَسْلَمَ مَعَهُمَا بَشَرٌ كَثِير ووضَعَ الجِزْيَة على مَنَ لَمْ يُسْلِم "
ثم ذكر التالى:
"ذكر دعاء النبي (ص)لأهل عمان:
13 - يروى أن مازنا لما قدم على النبي (ص)قال له : ( أدع لله لأهل عمان ) فقال النبي (( الله اهدهم وثبتهم )) ،فقال مازن : زدني ، فقال النبي (( اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم )) ، فقال مازن : يا رسول الله إن البحر ينضح بجانبنا فأدعو الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا ، فقال عليه الصلاة والسلام (( اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم )) فقال مازن : زدني فقال النبي (( اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم)) وقال لمازن : (( قل يا مازن آمين فإنه يستجيب عندها الدعاء )) فقال مازن : آمين"
هذا الكلام لم يرد فى حكاية إسلام مازن فى رواية سابقة طويلة فلم يذكر شىء من ذلك والمذكور هو أنه طلب من النبى(ص) يدعو له أن يبعد عنه المنكرات التى كان يفعلها من قبل ويرزقه ولدا وهو قول الرواية:
8 - عَنْ مَازِنِ بن الْغَضُوبَةِ، قَالَ: كُنْتُ أَسْدِنُ صَنَمًا يُقَالُ لَهُ بَاحِرٌ بِسَمَائِلَ قَرْيَةٌ بِعُمَانَ....قَالَ مَازِنٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرُؤٌ مُولَعٌ بِالطَّرَبِ وَبِشُرْبِ الْخَمْرِ وَبِالْهَلُوكِ، قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَالْهَلُوكُ: الْفَاجِرَةُ مِنَ النِّسَاءِ، وأَلَحَّتْ عَلَيْنَا السُّنُونُ، فَأَذْهَبَتِ الأَهْوَالَ، وَأَهْزَلْنَ الذَّرَارِيَّ وَالْعِيَالَ، وَلَيْسَ لِي وَلَدٌ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَجِدُ، وَيَأْتِيَنَا بِالْحَيَا، وَيَهَبَ لِي وَلَدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ (ص):اللَّهُمَّ أَبْدِلْهُ بِالطَّرَبِ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، وَبِالْحَرَامِ الْحَلالَ، وَبِالْعُهْرِ عِفَّةَ الْفَرَجِ، وبِالْخَمْرِ رِيَاءً لا إِثْمَ فِيهِ، وَائْتِهِ بِالْحَيَاءِ، وَهَبْ لَهُ وَلَدًا قَالَ مَازِنٌ: فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ، وَأَتَانَا بِالْحَيَا، وَتَعَلَّمْتُ شَطْرَ الْقُرْآنِ، وَخَصِبَ عُمَانُ، وَحَجَجْتُ حَجًّا حِجَجًا، وَوَهَبَ اللَّهُ لِي حَيَّانَ بن مَازِنٍ"
ثم ذكر التالى:
14 - ومما يرى : قوله (ص): " رحم الله أهل الغبيراء - أي أهل عمان - آمنوا بي ولم يروني "
نجد هنا تفسير أهل الغبيراء بأهل عمان وهو كلام الله أعلم بصحته
ثم ذكر التالى:
15 - عن عائشة رضي الله عنها قالت : لقد سمعت حبيبي عليه السلام يقول : " يَكْثُرُ وُرّادَ حَوْضي مِنْ أَهْلِ عُمَان "
الخطأ وجود حوض واحد للنبى(ص) وهو ما يناقض أن كل مسلم له حوضان أى عينان كما قال تعالى :
"ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
الكتاب من تأليف أحمد بن محمد بن خليل وهو من كتب المكتبة الشاملة الإباضية وهى مكتبة معظمها كتبها مؤلفة فى عصرنا رغم قدم المذهب الإباضى وهذا الكتاب كتاب حديث من كتب عصرنا ويبدو أن مؤلفه أى جامع رواياته أراد التشبه ببعض كتب المذاهب الأخرى التى كتبت كتبا فى فى فضائل المدينة أو مكة أو الشام أو القدس أو قزوين أو مصر وغيرهم
وفى موضوع الكتاب قال المؤلف:
"فهذا جزءٌ لطيف ، وبحثٌ متواضع جمعت فيه بعض الأحاديث التي وقفت عليها في فضائل عمان وأهلها ، وقد بذلت الجهد في تخريجها وبيان صحيحها من ضعيفها ، أقدمه إلى إخواني من مُحِبِّي سُنَّة رسول الله (ص)الصَّادقين في حُبِّهم باطناً وظاهراً وعلماً وعملاً ، وقد أسميته : ( إتحاف الأعيان بذكر ما جاء في فضائل أهل عمان )"
والآن لمناقشة روايات الكتاب:
"ذكر ما جاء في فضل أهل عمان:
1 - عن أَبَا بَرْزَةَ قَالَ :بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ ( وشتموه ) فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) : (( لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ ))
الرواية هنا عامة فى كل أهل عمان وهو ما يناقض كونهم حددوا بالشط من أهل عمان وليس كلهم فى الرواية التالية فى الكتاب:
7 - حدثنا ابن مصفى ، نا عمر بن صالح ، قال : سمعت أبا جمرة ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : كتب رسول الله (ص)إلى قبائل من قبائل مضر يدعوهم إلى الله عز وجل وبعث رجلين أو ثلاثة الشك من أبي جمرة أحدهم من الأنصار ، فذهبوا بذلك الكتاب إلى ذلك القبيل فعرض عليهم وقرئ عليهم فكذبوا به ولم يقبلوه وقتلوا أحد الرجلين أو أحد الرسولين الشك من أبي جمرة ، فقال رسول الله (ص): « أما إني لو كنت بعثت بكتابي هذا إلى قوم بالشط من أهل عمان من هذا الحي من الأزد لصدقوني ولقبلوا كتابي"
ثم ذكر التالى:
2– عَنْ أَبِي لَبِيدٍ قَالَ : خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ طَاحِيَةَ مُهَاجِرًا يُقَالُ لَهُ بَيْرَحُ بْنُ أَسَدٍ فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ (ص) بِأَيَّامٍ فَرَآهُ عُمَرُ فَعَلِمَ أَنَّهُ غَرِيبٌ فَقَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ قَالَ : مِنْ أَهْلِ عُمَانَ ، قَالَ : مِنْ أَهْلِ عُمَانَ ! قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَدْخَلَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : هَذَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ الَّتِي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ : (( إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ بِنَاحِيَتِهَا الْبَحْرُ بِهَا حَيٌّ مِنْ الْعَرَبِ لَوْ أَتَاهُمْ رَسُولِي مَا رَمَوْهُ بِسَهْمٍ وَلَا حَجَرٍ ))
الخطأ أن أهل عمان قوم سلام يسلمون جميعا فلا يؤذوا رسول رسول الله (ص)وهو ما يناقض كون أكثر الناس لا يؤمنون كما قال تعالى " وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"
ثم ذكر التالى:
ذكر فضل الحج من عمان:
4- عََنِ الْحَسَنِ بْنِ هَادِيَةَ قَالَ لَقِيت ابْنَ عُمَرَ قَالَ إِسْحَاقُ فَقَالَ لِي مِمَّنْ أَنْتَ قُلْتُ مِنْ أَهْلِ عُمَانَ ، قَالَ مِنْ أَهْلِ عُمَانَ ؟ قُلْتُ نَعَمْ ، قَالَ أَفَلَا أُحَدِّثُكَ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص) ؟ قُلْتُ بَلَى ، فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ : (( إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ يَنْضَحُ بِجَانِبِهَا الْبَحْرُ الْحَجَّةُ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْ حَجَّتَيْنِ مِنْ غَيْرِهَا ))
الخطأ أن ثواب الحجة يختلف باختلاف المكان المحجوج منه وهو ما يخالف أن الثواب لا يختلف باختلاف الأماكن لأنه كله واحد كما قال تعالى :
"من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها"
ثم ذكر التالى:
"ذكر ما جاء في الحث على من تعذرت عليه التجارة بالسفر إلى عمان
3 - عَنْ مَخْلَدِ بن عُقْبَةَ بن شُرَحْبِيلَ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص):"مَنْ تَعَذَّرَتْ عَلَيْهِ التِجَارَةُ، فَعَلَيْهِ بِعُمَانٍ "
هذا حديث من وضع تجار عمان فى الظاهر فالتجارة لا تتعذر بأى بلد وإنما لابد من أن تكون فى أى بلد فالتجارة قد تقل ولكنها لا تختفى من بلد ما
ثم ذكر التالى:
"ذكر ما جاء أن نعم المرضعون أهل عمان:
5 - عن طَلْحَةَ بن دَاوُدَ، قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص)( نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ عُمَانَ ))
جنون من جنون الروايات فلا يوجد مرضعون وإنما مرضعات
ثم ذكر التالى:
"ذكر ما جاء في إسلام أهل عمان:
6 - عن عبد الرحمن بن عبد القارئ: أنّ رَسُولَ اللهِ (ص)بَعَثَ عَمْرو ابن العَاص إلى جَيْفَر وَعَبّاد ابني الجُلَنْدِي أَمِيرَيْ عُمَان فَمَضَى عَمْرو إليهِمَا فَأَسْلَمَا وَأَسْلَمَ مَعَهُمَا بَشَرٌ كَثِير ووضَعَ الجِزْيَة على مَنَ لَمْ يُسْلِم "
هنا ملوك عمان جيفر وعباد ابن الجلندى اثنين وهو ما يناقض كونهم واحد هو ابن جلندا فى الرواية التالية:
7 - حدثنا ابن مصفى ، نا عمر بن صالح ، قال : سمعت أبا جمرة ، قال : سمعت ابن عباس ، يقول : كتب رسول الله (ص)إلى قبائل من قبائل مضر يدعوهم إلى الله عز وجل وبعث رجلين أو ثلاثة الشك من أبي جمرة أحدهم من الأنصار ، فذهبوا بذلك الكتاب إلى ذلك القبيل فعرض عليهم وقرئ عليهم فكذبوا به ولم يقبلوه وقتلوا أحد الرجلين أو أحد الرسولين الشك من أبي جمرة ، فقال رسول الله (ص): « أما إني لو كنت بعثت بكتابي هذا إلى قوم بالشط من أهل عمان من هذا الحي من الأزد لصدقوني ولقبلوا كتابي فوثب رجل من الأنصار يقال له كعب بن عجرة فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فما يمنعك من الكتاب إلى إخواننا ، فوالله إن كانوا في الجاهلية أشدنا رجلاً ، وأقوانا حملاً ، وأبعدنا أثراً ، نزلوا بساحل البحر فملكوا البحر ، ولولا أن الدار نائية لجاءوا كما جاء إخوانهم من الشنئين ، فكتب إليهم رسول الله (ص)كتاباً وبعث رجلاً من الأنصار فوثب رجل من عبد القيس فقال : يا رسول الله ابعثني معهما فأنا أدل الطريق وأعلم ، فكتب كتابا وصدر الكتاب إلى ملكهم ابن جلندا وأهل اليمن وقال للرسولين : أما إنه سيقبل كتابي ويصدقني ويؤمن بي هو وأهل عمان ويسألكم ابن جلندا أبعث معكما إلي رسول الله (ص)بهدية ؟ فتقولوا لا ، وسيقول أما إنه لو بعث معكم بهدية لكانت بمنزلة المائدة التي أنزلت على المسيح على بني إسرائيل فلما قدموا عليه أسلموا وأسلم ملكهم وآمنوا برسول الله (ص)وبعث ملكهم إلى رسول الله (ص)بهدية وبعث معهم بصدقة ماله وأسلم أهل عمان وبعثوا بصدقة مالهم ، وبعثوا وفداً عشرة وفيهم أبو صفرة وأبو المهالبة وبعث رجلا من أولاد ملك يقال له كعب بن شور وبقية الوفد من ولد جلندا ومن أولاد ملك فقدموا المدينة وقد قبض النبي (ص)واستخلف أبو بكر فدفعت الهدية أو الصدقة إلى أبي بكر فوثب علي بن أبي طالب فقال : هذه هدية ابن جلندا إلى رسول الله (ص)ليس هذه فدك قال ابن عباس: فلا أدري أقسمها أو أدخلها بيت المال مع الصدقة ، قال ابن عباس: لو قسمها لعرفنا ذلك كان للعباس نصفها ، ولفاطمة نصفها "
الخطأ هنا هو علم النبى (ص) بالغيب ممثلا فى إسلام الملك وتحدثه عن الهدية وهو ما يناقض أنه لا يعلم الغيب كما قال تعالى:
"ولو كنت أعلم الغيب لأستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
والرواية تناقض فى كون الرسولان لأهل عمان أنصاريان وواحد من عبد القيس كون الرسول إليهم هو عمرو بن العاص كما فى الرواية التالية فى الكتاب:
11" - يروى أنه (ص)كَتَبَ إلَى مَلِكِ عُمَانَ كِتَابًا وَبَعَثَهُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وفيه : بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ إلَى جَيْفَرَ وَعَبْدٍ ابْنَيْ الْجُلَنْدَى سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى أَمّا بَعْدُ فَإِنّي أَدْعُوكُمَا بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمَا تَسْلَمَا فَإِنّي رَسُولُ اللّهِ إلَى النّاسِ كَافّةً لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا وَيَحِقّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ"
ثم ذكر التالى:
"ذكر قصة إسلام مازن بن الغضوبة
8 - عَنْ مَازِنِ بن الْغَضُوبَةِ، قَالَ: كُنْتُ أَسْدِنُ صَنَمًا يُقَالُ لَهُ بَاحِرٌ بِسَمَائِلَ قَرْيَةٌ بِعُمَانَ، فَعَتَرْنَا ذَاتَ يَوْمٍ عِنْدَهُ عَتِيرَةً وَهِيَ الذَّبِيحَةُ، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الصَّنَمِ، يَقُولُ: يَا مَازِنُ، اسْمَعْ تُسَرَّ، ظَهَرَ خَيْرٌ، وَبَطُنَ شَرٌّ، بُعِثَ نَبِيٌّ مِنْ مُضَرَ، بِدِينِ اللَّهِ الْكَبِرِ الْكَبِرْ، فَدَعْ نُحَيْتًا مِنْ حَجَرٍ، تَسْلَمْ مِنْ سَقَرَ
قَالَ :َفَزِعْتُ لِذَلِكَ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ، ثُمَّ عَتَرْتُ بَعْدَ أَيَّامٍ عَتِيرَةً، فَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ الصَّنَمِ، يَقُولُ: أَقْبِلْ إِلَيَّ أَقْبِلْ، تَسْمَعْ مَا لا تَجْهَلْ، هَذَا نَبِيٌّ مُرْسَلْ، جَاءَ بِحَقٍّ مُنْزَلْ، فَآمِنْ بِهِ كَيْ تَعْدِلَ، عَنْ حَرِّ نَارٍ تُشْعَلْ، وَقُودُهَا بِالْجَنْدَلْ، فَقُلْتُ: إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ، وَإِنَّهُ لَخَيْرٌ يُرَادُ بِي
فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ قَدِمَ رَجُلٌ مِنَ الْحِجَازِ، قُلْنَا: مَا الْخَبَرُ وَرَاءَكَ؟ قَالَ: ظَهَرَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَحْمَدُ، يَقُولُ لِمَنْ أَتَاهُ أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ قُلْتُ: هَذَا نَبَأُ مَا قَدْ سَمِعْتُ، فَسِرْتُ إِلَى الصَّنَمِ فَكَسَّرْتُهُ أَجْذَاذًا، وَرَكِبْتُ رَاحِلَتِي فَقَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (ص) فَشَرَحَ لِيَ الإِسْلامَ فَأَسْلَمْتُ وَقُلْتُ:
كَسَرْتُ بَاحِرًا جُذَاذًا وَكَانَ لَنَا ***** رَبًّا نَطِيفُ بِهِ عُمْيًا بِضُلالِ
بِالْهَاشِمِيِّ هُدِينَا مِنْ ضَلالَتِهِ ***** وَلَمْ يَكُنْ دِينُهُ مِنِّي عَلَى بَالِ
يَا رَاكِبًا بَلِّغَنْ عَمْرًا وَإِخْوَتَــــــهُ ***** أَنِّي لِمَنْ قَالَ رَبِّي بَاحِرٌ
قَالِ: يَعْنِي عَمْرُو بن الصَّلْتِ وَإِخْوَتَهُ بني خِطَامَةَ، قَالَ مَازِنٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرُؤٌ مُولَعٌ بِالطَّرَبِ وَبِشُرْبِ الْخَمْرِ وَبِالْهَلُوكِ، قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَالْهَلُوكُ: الْفَاجِرَةُ مِنَ النِّسَاءِ، وأَلَحَّتْ عَلَيْنَا السُّنُونُ، فَأَذْهَبَتِ الأَهْوَالَ، وَأَهْزَلْنَ الذَّرَارِيَّ وَالْعِيَالَ، وَلَيْسَ لِي وَلَدٌ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَجِدُ، وَيَأْتِيَنَا بِالْحَيَا، وَيَهَبَ لِي وَلَدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ (ص):اللَّهُمَّ أَبْدِلْهُ بِالطَّرَبِ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، وَبِالْحَرَامِ الْحَلالَ، وَبِالْعُهْرِ عِفَّةَ الْفَرَجِ، وبِالْخَمْرِ رِيَاءً لا إِثْمَ فِيهِ، وَائْتِهِ بِالْحَيَاءِ، وَهَبْ لَهُ وَلَدًا قَالَ مَازِنٌ: فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ، وَأَتَانَا بِالْحَيَا، وَتَعَلَّمْتُ شَطْرَ الْقُرْآنِ، وَخَصِبَ عُمَانُ، وَحَجَجْتُ حَجًّا حِجَجًا، وَوَهَبَ اللَّهُ لِي حَيَّانَ بن مَازِنٍ وأَنْشَأْتُ أَقُولُ :
إِلَيْكَ رَسُولَ اللَّهِ خَبَّتْ مَطِيَّتِي *** تَجُوبُ الْفَيَافِي مِنْ عُمَانَ إِلَى الْعَرْجِ
لِتَشْفَعَ لِي يَا خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَى *** فَيَغْفِرَ لِي رَبِّي فَأَرْجِعَ بِالْفَلْجِ
إِلَى مَعْشَرٍ خَالَفْتُ فِي اللَّهِ دِينَهُمْ *** فَلا رَأْيُهُمْ رَأْيِي وَلا شَرْجُهُمْ شَرْجِي
وَكُنْتُ امْرَأً بِالرَّغْبِ وَالْخَمْرِ مُولَعًا *** شَبَابِيَ حَتَّى آذَنَ الْجِسْمُ بِالنَّهْجِ
فَبَدَّلَنِي بِالْخَمْرِ خَوْفًا وَخَشْيَةً *** وَبِالْعُهْرِ إِحْصَانًا فَأَحْصَنَ لِي فَرْجِي
فَأَصْبَحْتُ هَمِّي فِي الْجِهَادِ وَنِيَّتِي *** فَلِلَّهِ مَا صَوْمِي وَلِلَّهِ مَا حَجِّي
فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى قَوْمِي أَنَّبُونِي *** وَشَتَمُونِي وَأَمَرُوا شَاعِرًا لَهُمْ فَهَجَانِي
فَقُلْتُ: إِنْ رَدَدْتُ عَلَيْهِ فَإِنَّمَا الْهَجْوُ لِنَفْسِي، فَاعْتَزَلْتُهُمْ إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ وَقُلْتُ:
بُغْضُكُمُ عِنْدَنَا مُرْمِدًا فِيهِ *** وَبُغْضُكُمْ عِنْدَنَا يَا قَوْمَنَا لَثِنُ
فَلا يَعْطَنِ الدَّهْرُ أَنَّ نَشِبَ *** مَعَايِبَكُمْ وَكُلُّكُمْ يَبْدو عَيْبَنَا فَطِنُ
شاعِرُنا مُعْجِمٌ عَنْكُمْ وَشَاعِرُكُمْ *** فِي حَرْبِنَا مُبْلِغٌ فِي شَتْمِنَا لَسِنُ
مَا فِي الْقُلُوبِ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا وَغَرٌ *** وَفِي صُدُورِكُمُ الْبَغْضَاءُ وَالإِحَنُ
فَأَتَتْنِي مِنْهُمْ أَزْفَلَةٌ عَظِيمَةٌ، فَقَالُوا: يَا ابْنَ عَمِّ، عِبْنَا عَلَيْكَ أَمْرًا وَكَرِهْنَاهُ لَكَ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَشَأْنَكَ وَدِينَكَ، فَارْجِعْ فَأَقِمْ أُمُورَنَا، فَكُنْتُ الْقَيِّمَ بِأُمُورِهِمْ، فَرَجَعْتُ مَعَهُمْ ثُمَّ هَدَاهُمُ اللَّهُ بَعْدُ إِلَى الإِسْلام) "
الخطأ هنا هو حدوث آية معجزة وهى صدور كلام من الصنم يطلب من سادن الصنم أن يسلم ليس مرة وإنما مرتين وهو ما يناقض منع الله الآيات وهى المعجزات فى عهد النبى (ص) كما قال تعالى:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون"
ثم ذكر التالى:
"ذكر كتاب رسول الله - (ص)- إلى أهل عمان:
9 - عن أبي شداد رجل من أهل دما ، قرية من قرى عمان قال : جاءنا كتاب رسول الله (ص)إلى أهل عمان : « سلام ، أما بعد ، فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، وأدوا الزكاة ، وخطوا المساجد ، وإلا غزوتكم » ، قال أبو شداد : « فلم نجد أحدا يقرأ علينا الكتاب حتى وجدنا غلاما أسود فقرأه علينا » ، فقلت لأبي شداد : من كان يومئذ على عمان يلي أمرهم ؟؟ قال : " أسوار من أساورة كسرى ، يقال له : سحان"
فى الرواية ملك عمان سحان أسوار من أساورة كسرى وهو ما كونهم عباد الله الأسبذيين فى الرواية التالية:
10- يروى أنه (ص)كتب إلى أهل عمان ما نصه : « من محمد النبي بالبحرين أنهم إن آمنوا ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله ، وأعطوا حق النبي (ص)، ونسكوا نسك المؤمنين فإنهم آمنون ، وإن لهم ما أسلموا عليه ، غير أن مال بيت النار ثنيا لله ورسوله ، وإن عشور التمر صدقة ، ونصف عشور الحب ، وإن للمسلمين نصرهم ونصحهم ، وإن لهم على المسلمين مثل ذلك ، وإن لهم أرحاءهم يطحنون بها ما شاءوا »
ورسالة الرسول (ص) فى الروايتين السابقتين متناقضتين مع نفسهما ومع الرواية التالية :
11 - يروى أنه (ص)كَتَبَ إلَى مَلِكِ عُمَانَ كِتَابًا وَبَعَثَهُ مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وفيه : بِسْمِ اللّهِ الرّحْمَنِ الرّحِيمِ مِنْ مُحَمّدِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ إلَى جَيْفَرَ وَعَبْدٍ ابْنَيْ الْجُلَنْدَى سَلَامٌ عَلَى مَنْ اتّبَعَ الْهُدَى أَمّا بَعْدُ فَإِنّي أَدْعُوكُمَا بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ أَسْلِمَا تَسْلَمَا فَإِنّي رَسُولُ اللّهِ إلَى النّاسِ كَافّةً لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّا وَيَحِقّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ فَإِنّكُمَا إنْ أَقْرَرْتُمَا بِالْإِسْلَامِ وَلّيْتُكُمَا وَإِنْ أَبَيْتُمَا أَنْ تُقِرّا بِالْإِسْلَامِ فَإِنّ مُلْكَكُمَا زَائِلٌ عَنْكُمَا وَخَيْلِي تَحُلّ بِسَاحَتِكُمَا وَتَظْهَرُ نُبُوّتِي عَلَى مُلْكِكُمَا وَكَتَبَ أُبَيّ بْنُ كَعْبٍ وَخَتَمَ الْكِتَابَ قَالَ عَمْرٌو : فَخَرَجْتُ حَتّى انْتَهَيْتُ إلَى عُمَانَ فَلَمّا قَدِمْتهَا عَمَدْتُ إلَى عَبْدٍ وَكَانَ أَحْلَمَ الرّجُلَيْنِ وَأَسْهَلَهُمَا خُلُقًا فَقُلْتُ إنّي رَسُولُ رَسُولِ اللّهِ (ص)إلَيْك وَإِلَى أَخِيك فَقَالَ أَخِي الْمُقَدّمُ عَلَيّ بِالسّنّ وَالْمُلْكِ وَأَنَا أُوصِلُك إلَيْهِ حَتّى يَقْرَأَ كِتَابَك ثُمّ قَالَ وَمَا تَدْعُو إلَيْهِ ؟ قُلْت : أَدْعُوك إلَى اللّهِ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَتَخْلَعَ مَا عُبِدَ مِنْ دُونِهِ وَتَشْهَدُ أَنّ مُحَمّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ يَا عَمْرُو إنّك ابْنُ سَيّدِ قَوْمِك فَكَيْفَ صَنَعَ أَبُوكُ فَإِنّ لَنَا فِيهِ قُدْوَةً ؟ قُلْتُ مَاتَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بالنبي(ص)وَوَدِدْتُ أَنّهُ كَانَ أَسْلَمَ وَصَدّقَ بِهِ وَقَدْ كُنْتُ أَنَا عَلَى مِثْلِ رَأْيِهِ حَتّى هَدَانِي اللّهُ لِلْإِسْلَامِ قَالَ فَمَتَى تَبِعْتَهُ ؟ قُلْتُ قَرِيبًا فَسَأَلَنِي أَيْنَ كَانَ إسْلَامُك ؟ قُلْت : عِنْدَ النّجَاشِيّ وَأَخْبَرْته أَنّ النّجَاشِيّ قَدْ أَسْلَمَ قَالَ فَكَيْفَ صَنَعَ قَوْمُهُ بِمُلْكِهِ ؟ فَقُلْت : أَقَرّوهُ وَاتّبَعُوهُ قَالَ وَالأَسَاقِفَةُ وَالرّهْبَانُ تَبِعُوهُ ؟ قُلْت : نَعَمْ قَالَ اُنْظُرْ يَا عَمْرُو مَا تَقُولُ إنّهُ لَيْسَ مِنْ خَصْلَةٍ فِي رَجُلٍ أَفْضَحَ لَهُ مِنَ الْكَذِبِ قُلْته : مَا كَذَبْت وَمَا نَسْتَحِلّهُ فِي دِينِنَا ثُمّ قَالَ مَا أَرَى هِرَقْلَ عَلِمَ بِإِسْلَامِ النّجَاشِيّ قُلْت : بَلَى قَالَ بِأَيّ شَيْءٍ عَلِمْت ذَلِكَ ؟قُلْت : كَانَ النّجَاشِيّ يُخْرِجُ لَهُ خَرْجًا فَلَمّا أَسْلَمَ وَصَدّقَ بِمُحَمّدٍ (ص)قَالَ لَا وَاَللّهِ لَوْ سَأَلَنِي دِرْهَمًا وَاحِدًا مَا أَعْطَيْته فَبَلَغَ هِرَقْلَ قَوْلُهُ فَقَالَ لَهُ يَنّاقُ أَخُوهُ أَتَدَعُ عَبْدَك لَا يُخْرِجُ لَك خَرْجًا وَيَدِينُ دِينًا مُحْدَثًا ؟ قَالَ هِرَقْلُ رَجُلٌ رَغِبَ فِي دِينٍ فَاخْتَارَهُ لِنَفْسِهِ مَا أَصْنَعُ بِهِ وَاَللّهِ لَوْلَا الضّنّ بِمُلْكِي لَصَنَعْتُ كَمَا صَنَعَ قَالَ اُنْظُرْ مَا تَقُولُ يَا عَمْرُو قُلْت : وَاَللّهِ صَدّقْتُك قَالَ عَبْدٌ فَأَخْبِرْنِي مَا الّذِي يَأْمُرُ بِهِ وَيُنْهِي عَنْهُ ؟ قُلْتُ يَأْمُرُ بِطَاعَةِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَيَنْهَى عَنْ مَعْصِيَتِهِ وَيَأْمُرُ بِالْبِرّ وَصِلَةِ الرّحِمِ وَيَنْهَى عَنْ الظّلْمِ وَالْعُدْوَانِ وَعَنْ الزّنَى وَعَنْ الْخَمْرِ وَعَنْ عِبَادَةِ الْحَجَرِ وَالْوَثَنِ وَالصّلِيبِ قَالَ مَا أَحْسَنَ هَذَا الّذِي يَدْعُو إلَيْهِ لَوْ كَانَ أَخِي يُتَابِعُنِي عَلَيْهِ لَرَكِبْنَا حَتّى نُؤْمِنَ بِمُحَمّدٍ وَنُصَدّقَ بِهِ وَلَكِنْ أَخِي أَضَنّ بِمُلْكِهِ مِنْ أَنْ يَدَعَهُ وَيَصِيرَ ذَنَبًا قُلْت : إنّهُ إنْ أَسْلَمَ مَلّكَهُ رَسُولُ اللّهِ (ص)عَلَى قَوْمِهِ فَأَخَذَ الصّدَقَةَ مِنْ غَنِيّهِمْ فَرَدّهَا عَلَى فَقِيرِهِمْ قَالَ إنّ هَذَا لَخُلُقٌ حَسَنٌ وَمَا الصّدَقَةُ ؟ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا فَرَضَ رَسُولُ اللّهِ (ص)مِنْ الصّدَقَاتِ فِي الْأَمْوَالِ حَتّى انْتَهَيْتُ إلَى الْإِبِلِ قَالَ يَا عَمْرُو : وَتُؤْخَذُ مَنْ سَوَائِمِ مَوَاشِينَا الّتِي تَرْعَى الشّجَرَ وَتَرِدُ الْمِيَاهَ ؟ فَقُلْت : نَعَمْ فَقَالَ وَاَللّهِ مَا أُرَى قَوْمِي فِي بُعْدِ دَارِهِمْ وَكَثْرَةِ عَدَدِهِمْ يُطِيعُونَ بِهَذَا قَالَ فَمَكَثْتُ بِبَابِهِ أَيّامًا وَهُوَ يَصِلُ إلَى أَخِيهِ فَيُخْبِرُهُ كُلّ خَبَرِي ثُمّ إنّهُ دَعَانِي يَوْمًا فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَأَخَذَ أَعْوَانُهُ بِضَبُعَيّ فَقَالَ دَعُوهُ فَأُرْسِلْت فَذَهَبْت لِأَجْلِسَ فَأَبَوْا أَنْ يَدْعُوَنِي أَجْلِسَ فَنَظَرْت إلَيْهِ فَقَالَ تَكَلّمْ بِحَاجَتِك فَدَفَعْت إلَيْهِ الْكِتَابَ مَخْتُومًا فَفَضّ خَاتَمَهُ وَقَرَأَ حَتّى انْتَهَى أَخِيهِ فَقَرَأَهُ مِثْلَ قِرَاءَتِهِ إلّا أَنّي رَأَيْت أَخَاهُ أَرَقّ مِنْهُ قَالَ أَلَا تُخْبِرُنِي عَنْ قُرَيْشٍ كَيْفَ صَنَعَتْ ؟ فَقُلْت : تَبِعُوهُ إمّا رَاغِبٌ فِي الدّينِ وَإِمّا مَقْهُورٌ بِالسّيْفِ قَالَ وَمَنْ مَعَهُ ؟ قُلْت : النّاسُ قَدْ رَغِبُوا فِي الْإِسْلَامِ وَاخْتَارُوهُ عَلَى غَيْرِهِ وَعَرَفُوا بِعُقُولِهِمْ مَعَ هُدَى اللّهِ إيّاهُمْ أَنّهُمْ كَانُوا فِي ضَلَالٍ فَمَا أَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ غَيْرَك فِي هَذِهِ الْحَرَجَةِ وَأَنْتَ إنْ لَمْ تُسْلِمْ الْيَوْمَ وَتَتْبَعْهُ يُوَطّئْك الْخَيْلَ وَيُبِيدُ خَضْرَاءَك فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ وَيَسْتَعْمِلْك عَلَى قَوْمِك وَلَا تَدْخُلْ عَلَيْك الْخَيْلُ وَالرّجَالُ قَالَ دَعْنِي يَوْمِي هَذَا وَارْجِعْ إلَيّ غَدًا فَرَجَعْتُ إلَى أَخِيهِ فَقَالَ يَا عَمْرُو إنّي لَأَرْجُو أَنْ يُسْلِمَ إنْ لَمْ يَضِنّ بِمُلْكِهِ حَتّى إذَا كَانَ الْغَدُ أَتَيْتُ إلَيْهِ فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لِي فَانْصَرَفْتُ إلَى أَخِيهِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنّي لَمْ أَصِلْ إلَيْهِ فَأَوْصَلَنِي إلَيْهِ فَقَالَ إنّي فَكّرْتُ فِيمَا دَعَوْتنِي إلَيْهِ فَإِذَا أَنَا أَضْعَفُ الْعَرَبِ إنْ مَلّكْتُ رَجُلًا مَا فِي يَدِي وَهُوَ لَا تَبْلُغُ خَيْلُهُ هَا هُنَا وَإِنْ بَلَغَتْ خَيْلُهُ أَلْفَتْ قِتَالًا لَيْسَ كَقِتَالِ مَنْ لَاقَى قُلْت : وَأَنَا خَارِجٌ غَدًا فَلَمّا أَيْقَنَ بِمَخْرَجِي خَلَا بِهِ أَخُوهُ فَقَالَ مَا نَحْنُ فِيمَا قَدْ ظَهَرَ عَلَيْهِ وَكُلّ مَنْ أَرْسَلَ إلَيْهِ قَدْ أَجَابَهُ فَأَصْبَحَ فَأَرْسَلَ إلَيّ فَأَجَابَ إلَى الْإِسْلَامِ هُوَ وَأَخُوهُ جَمِيعًا وَصَدّقَا النّبِيّ (ص)وَخَلّيَا بَيْنِي وَبَيْنَ الصّدَقَةِ وَبَيْنَ الْحُكْمِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَكَانَا لِي عَوْنًا عَلَى مَنْ خَالَفَنِي"
ثم ذكر التالى:
"ذكر خطبة أبي بكر الصديق في أهل عمان:
12 - يروى أن عمرو بن العاص مكث في عمان بعدما أسلم أهلها إلى أن جاءه خبر وفاة الرسول(ص)فأراد الرجوع إلى المدينة المنورة فصحبه عبد بن الجلندى في جماعة من الأزد فقدموا إلى أبا بكر الصديق فقام أبا بكر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه وقال:
(معاشر أهل عمان إنكم أسلمتم طوعاً ، لم يطأ رسول الله ساحتكم بخف ولا حافر ولا عصيتموه كما عصيه غيركم من العرب ولم ترموا بفرقة ولا تشتت شمل فجمع الله على الخير شملكم ، ثم بعث إليكم عمرو بن العاص بلا جيش ولا سلاح فأجبتموه إذ دعاكم على بعد داركم ، وأطعتموه إذ أمركم على كثرة عددكم وعدتكم ، فأي فضل أبر من فضلكم وأي فعل أشرف من فعلكم ، كفاكم قوله عليه الصلاة والسلام شرفا إلى يوم الميعاد ثم أقام فيكم عمرو ما أقام مكرما ورحل عنكم إذ رحل مسلماً وقد منّ الله عليكم بإسلام عبد وجيفر ابني الجلندى وأعزكم الله وأعزه بكم كنتم على خير حتى أتتكم وفاة رسول الله (ص)فأظهرتم ما يضاف إلى فضلكم وقمتم مقاما حمدناكم فيه ومحضتم بالنصيحة وشاركتم بالنفس والمال فيثبت الله به ألسنتكم ويهدي به قلوبكم وللناس جولة فكونوا عند حس ظني بكم ، ولست أخاف عليكم أن تغلبوا على بلادكم ولا أن ترجعوا عن دينكم جزاكم الله خيرا "
فى هذه الرواية أسلم كل أهل عمان وهو ما يخالف كون بعضهم أسلم وبعضهم لم يسلم فى الرواية التالية من الكتاب:
6 - عن عبد الرحمن بن عبد القارئ: أنّ رَسُولَ اللهِ (ص)بَعَثَ عَمْرو ابن العَاص إلى جَيْفَر وَعَبّاد ابني الجُلَنْدِي أَمِيرَيْ عُمَان فَمَضَى عَمْرو إليهِمَا فَأَسْلَمَا وَأَسْلَمَ مَعَهُمَا بَشَرٌ كَثِير ووضَعَ الجِزْيَة على مَنَ لَمْ يُسْلِم "
ثم ذكر التالى:
"ذكر دعاء النبي (ص)لأهل عمان:
13 - يروى أن مازنا لما قدم على النبي (ص)قال له : ( أدع لله لأهل عمان ) فقال النبي (( الله اهدهم وثبتهم )) ،فقال مازن : زدني ، فقال النبي (( اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم )) ، فقال مازن : يا رسول الله إن البحر ينضح بجانبنا فأدعو الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا ، فقال عليه الصلاة والسلام (( اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم )) فقال مازن : زدني فقال النبي (( اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم)) وقال لمازن : (( قل يا مازن آمين فإنه يستجيب عندها الدعاء )) فقال مازن : آمين"
هذا الكلام لم يرد فى حكاية إسلام مازن فى رواية سابقة طويلة فلم يذكر شىء من ذلك والمذكور هو أنه طلب من النبى(ص) يدعو له أن يبعد عنه المنكرات التى كان يفعلها من قبل ويرزقه ولدا وهو قول الرواية:
8 - عَنْ مَازِنِ بن الْغَضُوبَةِ، قَالَ: كُنْتُ أَسْدِنُ صَنَمًا يُقَالُ لَهُ بَاحِرٌ بِسَمَائِلَ قَرْيَةٌ بِعُمَانَ....قَالَ مَازِنٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي امْرُؤٌ مُولَعٌ بِالطَّرَبِ وَبِشُرْبِ الْخَمْرِ وَبِالْهَلُوكِ، قَالَ ابْنُ الْكَلْبِيِّ: وَالْهَلُوكُ: الْفَاجِرَةُ مِنَ النِّسَاءِ، وأَلَحَّتْ عَلَيْنَا السُّنُونُ، فَأَذْهَبَتِ الأَهْوَالَ، وَأَهْزَلْنَ الذَّرَارِيَّ وَالْعِيَالَ، وَلَيْسَ لِي وَلَدٌ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَ عَنِّي مَا أَجِدُ، وَيَأْتِيَنَا بِالْحَيَا، وَيَهَبَ لِي وَلَدًا، فَقَالَ النَّبِيُّ (ص):اللَّهُمَّ أَبْدِلْهُ بِالطَّرَبِ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ، وَبِالْحَرَامِ الْحَلالَ، وَبِالْعُهْرِ عِفَّةَ الْفَرَجِ، وبِالْخَمْرِ رِيَاءً لا إِثْمَ فِيهِ، وَائْتِهِ بِالْحَيَاءِ، وَهَبْ لَهُ وَلَدًا قَالَ مَازِنٌ: فَأَذْهَبَ اللَّهُ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُ، وَأَتَانَا بِالْحَيَا، وَتَعَلَّمْتُ شَطْرَ الْقُرْآنِ، وَخَصِبَ عُمَانُ، وَحَجَجْتُ حَجًّا حِجَجًا، وَوَهَبَ اللَّهُ لِي حَيَّانَ بن مَازِنٍ"
ثم ذكر التالى:
14 - ومما يرى : قوله (ص): " رحم الله أهل الغبيراء - أي أهل عمان - آمنوا بي ولم يروني "
نجد هنا تفسير أهل الغبيراء بأهل عمان وهو كلام الله أعلم بصحته
ثم ذكر التالى:
15 - عن عائشة رضي الله عنها قالت : لقد سمعت حبيبي عليه السلام يقول : " يَكْثُرُ وُرّادَ حَوْضي مِنْ أَهْلِ عُمَان "
الخطأ وجود حوض واحد للنبى(ص) وهو ما يناقض أن كل مسلم له حوضان أى عينان كما قال تعالى :
"ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
مواضيع مماثلة
» نقد كتاب إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب
» نقد كتاب إتحاف الإخوان في حكم مصافحة النسوان
» قراءة فى كتاب إتحاف ذوي الإتقان بحكم الرهان
» قراءة فى كتاب إتحاف الزميل بحكم الرقية بالتسجيل
» قراءة فى كتاب إتحاف الصديق بعلاقة آل البيت بالصديق
» نقد كتاب إتحاف الإخوان في حكم مصافحة النسوان
» قراءة فى كتاب إتحاف ذوي الإتقان بحكم الرهان
» قراءة فى كتاب إتحاف الزميل بحكم الرقية بالتسجيل
» قراءة فى كتاب إتحاف الصديق بعلاقة آل البيت بالصديق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 6:05 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى العلم بالغيب ممثل مقتل القادة الثلاثة وتولى خالد القيادة
اليوم في 6:04 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى نزول الملائكة الأرض لتظليل أبو جابر
اليوم في 6:03 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى جليبيب قتل السبعة ثم قتلوه
اليوم في 6:03 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى معجزة اضاءة العصى
اليوم في 6:02 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى تمييز كل صحابى بصفة
اليوم في 6:01 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى العلم بالغيب ممثل في دخول بلال وعمر الجنة
اليوم في 6:00 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الجهر بالقرآن في يوم الجمعة
اليوم في 5:59 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى حارثة في جنان كثيرة
اليوم في 5:59 am من طرف Admin
» قراءة في مقال البروباغاندا الهدوءُ والفتك
اليوم في 5:42 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى العلم بالغيب ممثل في كون الرجل من أهل الجنة
أمس في 5:27 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى حدوث معجزة إهتزاز العرش لموت سعد
أمس في 5:26 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى حكم الله هو سبى الذرارى وقتل الأطفال البالغين دون قتال
أمس في 5:26 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى العلم بدخول سعد الجنة وهو ما زال حى
أمس في 5:24 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى طلب الرسول(ص) من يحرسه بعد الهجرة
أمس في 5:24 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى وجود حوارى واحد لكل نبى و
أمس في 5:23 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى أمر عثمان بالاستخلاف
أمس في 5:22 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى امر النبى(ص) الجبل بالسكون وهو الهدوء فسكن
أمس في 5:21 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى تقرير دخول عشرة الجنة فقط
أمس في 5:20 am من طرف Admin
» قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار
أمس في 5:05 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى استخلاف الرسول (ص)لأبى بكر ثم عمر ثم أبى عبيدة
السبت مايو 18, 2024 5:38 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى وصف أبو عبيدة بالأمانة وحده
السبت مايو 18, 2024 5:37 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى تبشير عشرة فقط بالجنة
السبت مايو 18, 2024 5:37 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى نساء النبى (ص)ليسوا أهل بيته
السبت مايو 18, 2024 5:35 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى العباس من محمد(ص) ومحمد(ص) من العباس
السبت مايو 18, 2024 5:34 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى وجود سيادة فى الجنة فى الأخرة
السبت مايو 18, 2024 5:33 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى علم النبى (ص)بالغيب الممثل فى اصلاح الحسن بين فئتين بعد وفاته
السبت مايو 18, 2024 5:33 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى علم النبى (ص)بالغيب الممثل فى مقتل الثلاثة وتولى خالد قيادة الجيش
السبت مايو 18, 2024 5:32 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى علم النبى (ص)بالغيب الممثل فى مدة الخلافة
السبت مايو 18, 2024 5:31 am من طرف Admin
» الميسر والقمار فى القرآن
السبت مايو 18, 2024 5:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى كفر من يكره على
الجمعة مايو 17, 2024 6:54 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى حدوث معجزة هى شفاء على بالبصق فى عينيه على الفور
الجمعة مايو 17, 2024 6:53 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجود حوض واحد للنبى (ص)و
الجمعة مايو 17, 2024 6:52 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى كون محمد(ص) من على وعلى من محمد(ص)
الجمعة مايو 17, 2024 6:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى على بمثابة هارون(ص) من موسى(ًص)
الجمعة مايو 17, 2024 6:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى علم النبى (ص)بالغيب الممثل فى استشهاد الصاحبيين
الجمعة مايو 17, 2024 6:49 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى علم النبى (ص)بالغيب الممثل فى قتل عثمان
الجمعة مايو 17, 2024 6:48 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى خوف الشيطان من عمر
الجمعة مايو 17, 2024 6:47 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجود غيرة في الجنة
الجمعة مايو 17, 2024 6:46 am من طرف Admin
» قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا
الجمعة مايو 17, 2024 6:34 am من طرف Admin