بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
دخول
نقد كتاب تحفة الوفد بما ورد في سورتي الخلع والحفد
صفحة 1 من اصل 1
نقد كتاب تحفة الوفد بما ورد في سورتي الخلع والحفد
نقد كتاب تحفة الوفد بما ورد في سورتي الخلع والحفد
البحث كما هو مكتوب جمع أبي يعلى البيضاوى وسبب تأليفه هو ما ذكره الجامع فى قوله:
"سألني بعض الاخوة الأفاضل عن قوله في دعاء القنوت المشهور إن عذابك بالكافرين ملحق هل هو بكسر اللام في ملحق, أو هو بفتحها مما دفعني إلى البحث عمن أخرج هذا الدعاء من أهل الحديث, فكانت نتيجة بحثي ومطالعتي هذا اعلم - رحمني الله وإياك- أن هذا الدعاء يسمى عند العلماء بسورتي القنوت"
ورغم أن الأدعية المذكورة ليست موجودة فى المصحف الحالى إلا المؤلف أصر على تسميتها بالسور فى تسمية البحث وحيث قال:
"وسورتي الخلع والحفد فسورة الخلع, وهي ثلاث آيات, ولفظها بعد جمعها من عدة روايات:بسم الله الرحمن الرحيم, 1 اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, 2 ونثني عليك الخير في رواية : كله [ في رواية : ونشكرك ] و لا نكفرك ,[ وفي رواية : ونؤمن بك ونخضع لك ] [ وفي أخرى : ونتوكل عليك ], 3 ونخلع [ في رواية: ونخنع ] ونترك من يفجرك , [ وفي رواية : من يكفرك ]
وسورة الحفد, وهي ست آيات:بسم الله الرحمن الرحيم,1 اللهم إياك نعبد, 2 ولك نصلي ونسجد, 3وإليك نسعى ونحفد, 4 نرجو رحمتك [ في رواية: ربنا ], 5 ونخاف عذابك [ وفي رواية : نخشى نقمتك ], 6 إن عذابك ] وفي رواية : الجد ] بالكفار [ وفي رواية : بالكافرين ] ملحق [ وفي أخرى : لمن عاديت ملحق ]
وقد نقل الرجل كلام القوم عن كونهما سورتين فقال:
وقد ذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادى في كتابه الناسخ و المنسوخ :
إن مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتي القنوت في الوتر, وتسمى سورتي الخلع و الحفد ,
قال : ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب, وأنه ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقرأه إياهما, وتسمى سورتا الخلع و الحفد نقله عنه العلامة بدر الدين الزركشي في كتابه العظيم البرهان في علوم القران2\44
و ذكر الحافظ جلال الدين السيوطي أن دعاء القنوت من جملة الذي أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم, وكانا سورتين, كل سورة ببسملة وفواصل, إحداهما تسمى سورة الخلع, وهي: بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إنا نستعينك إلى قوله من يكفرك والأخرى تسمى سورة الحفد, وهي: بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إياك نعبد إلى ملحق
وقد اختلفت الصحابة في نسخهما, وكتبهما أبي في مصحفه, فعدة سور القرآن عنده مائة وست عشرة سورة"انتهى من حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح1\252
ولن نناقش التسمية الآن ونعود للفصل الذى عقده الرجل لذكر روايات الأدعية المرفوعة فقال:
فصل في ذكر ما ورد مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحاديث المرفوعة في الباب كالتالي :
[ 1\1 ] أما حديث علي بن أبي طالب المرفوع فأخرجه الحافظ الكبير أبو القاسم الطبراني في كتابه الدعاء 6 1\238\رقم 750 قال :حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة, ثنا عباد بن يعقوب الأسدي, ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي, عن ابن لهيعة, عن عبد الله بن هبيرة, عن عبد الله بن زرير قال:قال لي عبد الملك بن مروان: ما حملك على حب أبي تراب إلا أنك أعرابي جاف ؟, فقلت: والله لقد قرأت القرآن قبل أن يجتمع أبويك, لقد علمني سورتين علمهما إياه رسول الله , ما علمتهما أنت ولا أبوك اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى ونحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, الجد إن عذابك بالكفار ملحق اللهم عذب كفرة أهل الكتاب, والمشركين الذين يصدون عن سبيلك, ويجحدون آياتك, ويكذبون رسلك, ويتعدون حدودك, ويدعون معك إلها آخر, لا إله إلا أنت, تباركت وتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه نتائج الأفكار في أمالي الأذكار 82\160 :هذا حديث غريب, و عبد الله بن زرير صدوق, وأبوه بزاي وراء مصغر , وابن هبيرة اسمه عبد الله صدوق, و ابن لهيعة اسمه عبد الله وهو صدوق, ضعيف من قبل حفظه, ويحيى الراوي عنه من أقرانه, وهو ضعيف, وعباد صدوق أخرج له البخاري لكنه منسوب إلى الرفض وأخرج محمد بن نصرالمروزي من طريق يزيد بن أبى حبيب, عن عبد الله بن زرير بعض هذا الحديث, لكن موقوفا, وجعل القصة مع عبد العزيز بن مروان, فإن كان الأول محفوظا حمل على أنه جرى له مع كل منهما, والثاني أشبه لأنه مصري, وكان عبد العزيز أمير مصر "
نلاحظ هنا ان الروايات متعارضة فيمن حدث مع الكلام فمرة عبد الملك بن مروان ومرة عبد العزيز بن مروان
وقد ذكر الرجل أن فى الروايات بعض المجروحين كما أن المتن فيه لفظ خارج على الإسلام وهو " اللهم عذب كفرة أهل الكتاب, والمشركين"
فالمشركين كلهم كفرة ومن ثم لا يمكن أن يقول كفرة المشركين كما يقال كفرة أهل الكتاب لأن أهل الكتاب بعضهم مسلمون كما قال تعالى:
ولو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون"
[ 2\2 ] حديث عبد الله بن مسعود المرفوع عزاه السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور6\697 لمحمد بن نصر المروزي عن عطاء بن السائب قال: كان أبو عبد الرحمن يقرئنا :اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونؤمن بك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق وزعم أبو عبد الرحمن أن ابن مسعود كان يقرئهم إياها, ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها
قلت : عطاء بن السائب قال الحافظ في التقريب : صدوق اختلط , والسند غير موجود حتى ينظر في الراوي عنه هل هو ممن ذكر العلماء أنه أخد عن عطاء قبل اختلاطه أم بعده
هنا عبد الله بن مسعود كان يعتبر الدعاء سورة تقرأ وهو ما يناقض أن أبى وحده هو من اعتبر الدعاء سورتين
ونلاحظ أن هناك لفظ بين كل الروايات يجعل الأدعية ليست من الإسلام وهو "ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق"
فعذاب الله ليس فيه جد وفيه غير جد أى كذب فكل عذاب الله جد وليس الجد لأن هذا اللفظ يعنى وجود نوع أخر من العذاب كذب
[ 3\3 ] وأما حديث خالد بن أبى عمران التجيبي المرسل فأخرجه الحافظ أبو داود السجستاني في كتاب المراسيل برقم 89 قال : حدثنا سليمان بن داود, حدثنا ابن وهب, أخبرني معاوية بن صالح, عن عبد القاهر, عن خالد بن أبي عمران قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر, إذ جاءه جبريل, فأومأ إليه أن اسكت, فسكت, فقال: يا محمد, إن الله لم يبعثك سبابا, ولا لعانا, وإنما بعثك رحمة, ولم يبعثك عذابا, { ليس لك من الأمر شيء, أو يتوب عليهم, أو يعذبهم فإنهم ظالمون } آل عمران:128 قال ثم علمه هذا القنوت : اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونؤمن بك, ونخضع لك, ونخلع ونترك من يكفرك,اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, واليك نسعى و نحفد وأخرجه أيضا الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه الكبرى2\210\رقم 3142 وقال : هذا مرسل, وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيحا موصولا انتهى وأخرجه الفقيه العلامة سحنون المالكي في المدونة من طريق عبد الله بن وهب 1\103وكذلك أخرجه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني في كتابه الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ص 64 من طريق أبي داود وقال : هذا مرسل أخرجه أبو داود في المراسيل, وهو حسن في المتابعات قال الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار2\161 : خالد من صغار التابعين و عبد القاهر ما وجدت عنه راويا إلا معاوية بن صالح, وقد ذكره ابن حبان في الثقات انتهى أقول : و معاوية بن صالح هو ابن حدير الحمصي, قاضي الأندلس, قال الحافظ في التقريب : صدوق له أوهام"
الخطأ فى الرواية هو أن الرسول ليس لعانا كما فى القول "إن الله لم يبعثك سبابا, ولا لعانا"وهو يخالف أنه من ضمن الناس وهم المسلمون الذين يلعنون الكفار فى قوله تعالى :
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" كما أن الله طالبه بالابتهال وهو لعنى الكاذبين فقال :
"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"
ثم عقد الجامع فصلا فى الروايات الموقوفة فقال:
"فصل في ذكر ما ورد موقوفا على الصحابة رضي الله عنهم :
[ 4\1 ] أثر عمر بن الخطاب , ورد عنه من ثمان طرق :
1- الأول : عن عبد الله بن عباس الهاشمي أخرجه أبو جعفرالطحاوي في شرح معاني الآثار1\250 قال أبو بكرة, قال ثنا وهب بن جرير, قال ثنا شعبة, عن الحكم, عن مقسم, عن ابن عباس , عن عمر رضي الله :أنه كان يقنت في صلاة الصبح بسورتين, اللهم إنا نستعينك,واللهم إياك نعبد وأخرجه عبد الرزاق في المصنف4972 عن رجل عن شعبة به بلفظ : أن عمر كان يقنت بسورتين وأخرجه أيضا 4978 من طريق الحكم, وأخبرني طاووس أنه سمع ابن عباس يقول:
قنت عمر قبل الركعة بهاتين السورتين إلا أنه قدم التي أخر علي, وأخر التي قدم علي, والقول سواء, وهو طرف من أثر علي الآتي رقم 6 وأخرجه الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه تهذيب الأثار 15 2\2\رقم 1017\و1018 \و 1019 \و1020 \و 1021 \و1081\و 1082 \و1083 \و1091 من طرق عن الحكم, عن مقسم, عن ابن عباس به وعزاه السيوطي في الدر المنثور8296 لمحمد بن نصر المروزي"
هنا ما ذكره المؤلف وهو لفظ دعاء عمر يخالف اللفظ فى الرواية التالية حيث بها زيادة كبيرة عن الرواية السابقة وهى:
2- الطريق الثاني :عن عبيد بن عمير عنه أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه4969 عن ابن جريج قال أخبرني عطاء :
أنه سمع عبيد بن عمير يأثر عن عمر بن الخطاب في القنوت أنه كان يقول:اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, وألف بين قلوبهم, وأصلح ذات بينهم, وانصرهم على عدوك وعدوهم
اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يكذبون رسلك, ويقاتلون أولياءك, اللهم خالف بين كلمتهم, وزلزل أقدامهم, وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين بسم الله الرحمن الرحيم , اللهم إنا نستعينك ونستغفرك, ونثني عليك ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك
بسم الله الرحمن الرحيم , اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك ونخاف عذابك, إن عذابك بالكفار ملحق
وأخرجه أيضا ابن أبى شيبة في مصنفه 7027و7031 و 29714و 29719 ومحمد بن نصر المروزي في صلاة الوتر رقم 292والطحاوي في معاني الآثار1\249\رقم 1475 والبيهقي في سننه الكبرى2\210\ رقم 3143وابن جرير في تهذيب الآثار 2\23\ رقم 1092قال الحافظ ابن حجر في الأمالي2-158 هذا موقوف صحيح انتهى قال العلامة أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في إرواء الغليل تخريج منار السبيل2\170 : هذا إسناد رجاله كلهم رجال الشيخين, ولولا عنعنة ابن جريج لكان حريا بالصحة
3- الطريق الثالث عن عبد الرحمن بن أبزى عنه أخرجه البيهقى في سننه2\211\رقم 3144 قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ, ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب, أنبأ العباس بن الوليد, أخبرني أبي, ثنا الأوزاعي, حدثني عبدة بن أبي لبابة, عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى, عن أبيه قال :صليت خلف عمر بن الخطاب صلاة الصبح, فسمعته يقول بعد القراءة قبل الركوع:اللهم إياك نعبد, ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك بالكافرين ملحق اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونؤمن بك, ونخضع لك, ونخلع من يكفرك قال البيهقي : كذا قال قبل الركوع وهو وإن كان إسنادا صحيحا فمن روي عن عمر قنوته بعد الركوع أكثر, فقد رواه أبو رافع وعبيد بن عمير, وأبو عثمان النهدي, وزيد بن وهب, والعدد أولى بالحفظ من الواحد, وفي حسن سياق عبيد بن عمير للحديث دلالة على حفظه, وحفظ من حفظ عنه قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء2\165 إسناده صحيح
وأخرجه ابن أبى شيبة في المصنف 7028 قال: حدثنا هشيم, قال: أخبرنا حصين, عن ذر, عن سعيد به ولفظه : أنه صلى خلف عمر فصنع مثل ذلك أي مثل رواية عبيد عنده 7027 وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني1\250\رقم 1476 ثنا صالح, ثنا سعيد, أنا حصين, عن ذر بن عبد الله الهمذاني, عن سعيد به وأخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار 2\22\رقم 1089 قال : ثنا ابن حميد, قال ثنا هارون, عن عنبسة, عن أبى إسحاق, عن عبد الرحمن به وعزاه السيوطي في الدر المنثور6 \695 لابن الضريس "
الروايات الثلاث عن عمر تقول قنت قبل الركوع وهو ما يخالف الروايات التى تقول أنه قنت بعد الركوع والتى ذكرها المؤلف وهى:
4- الطريق الرابع : عن أبي رافع عنه أخرجه عبد الرزاق في مصنفه3\110\رقم 4968 عن معمر, عن علي بن زيد بن جدعان 21, عن أبي رافع قال :صليت خلف عمر بن الخطاب الصبح, فقنت بعد الركوع, قال فسمعته يقول:اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك ولا نكفرك, ونؤمن بك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, ونرجو رحمتك, ونخاف عذابك, إن عذابك بالكافرين ملحق اللهم عذب الكفرة, وألق في قلوبهم الرعب, وخالف بين كلمتهم, وأنزل عليهم رجزك وعذابك, اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب, الذين يصدون عن سبيلك, ويكذبون رسلك, ويقاتلون أوليائك اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, وأصلح ذات بينهم, و ألف بين قلوبهم, واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة, وثبتهم على ملة نبيك, و أوزعهم أن يوفوا بالعهد الذي عاهدتهم عليه, وانصرهم على عدوك وعدوهم, إله الحق, واجعلنا منهم قال عبد الرزاق : ولو كنت إماما قلت هذا القول, ثم قلت : اللهم اهدنا فيمن هديتى قال الحافظ في الأمالي2\161: أخرجه عبد الرزاق بسند حسن وأخرجه أيضا محمد بن نصر في قيام الليل برقم293"
ولفظ الرواية التى ذكرها المؤلف هنا مختلف عن الروايات الثلاث السابقة عليها حيث يوجد بها زيادات كبيرة عنها والرواية تقول بالقنوت بعد الركوع وهى:
6- الطريق السادس: عن معبد بن سيرين عنه أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار2\23 رقم 1093 ثنا عمرو بن علي الباهلي, قال ثنا سعيد بن عامر, قال ثنا هشام بن حسان, عن ابن سيرين, عن معبد بن سيرين قال :صليت خلف عمر بن الخطاب رضوان الله عليه صلاة الصبح, فقنت بعد الركوع بالسورتين وكرره برقم 1094 مثله, والراوي عن معبد هو أخوه محمد كما صرح به في الرواية الثانية
5- الطريق الخامس : عن عثمان بن زياد عنه أخرجه ابن أبى شيبة في المصنف برقم 7032 و 29716 قال : حدثنا هشيم, قال أخبرنا حصين قال :صليت الغداة ذات يوم, وصلى خلفي عثمان بن زياد, قال : فقنت في صلاة الصبح, قال: فلما قضيت صلاتي قال لي: ما قلت في قنوتك ؟, قال : فقلت: ذكرت هؤلاء الكلمات اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير كله, ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك الجد بالكفار ملحق
فقال عثمان : كذا كان يصنع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان "
هنا ذكر المؤلف أن عثمان فعل فعل عمر ولم يرو أحد أخر عن عثمان هذاى الفعل وأما الرواية السابعة فهى رواية موضوعة وهى :
7- الطريق السابع : عن عبد الله بن شداد عنه أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب التهذيب2\23\رقم 1095 ثنا ابن حميد, قال ثنا هارون, عن عنبسة, عن ابن أبى ليلى, عن عثمان بن سعيد قال : لقي عبد الرحمن بن أبى ليلى عبد الله بن شداد, فقال : هل حفظت صلاة عمر ؟ , فقال:نعم, صلى بنا عمر فقرأ في الفجر بسورة يوسف حتى بلغ وهو كظيم , فبكى حتى انقطع, ثم ركع, ثم قام فقرأ سورة الفجر, فلما أتى على آخرها سجد, ثم قام فقرأ إذا زلزلت , ثم رفع صوته فقنت بهاتين السورتين :اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك, ولا نكفرك, ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك بالكفار ملحق"
المعروف أن صلاة الصبح ركعتين ولكن الرجل هنا صلاها ثلاثة فقرأ فى ركعة سورة يوسف وفى ركعة سورة الفجر ثم فى ركعة سورة الزلزلة وأما الرواية الثامنة كما قال المؤلف فلم يتضح فيها متى كان القنوات فى تلك الصلاة وهى :
8- الطريق الثامن: عن محمد بن أبى ليلى أخرجه محمد بن نصر المروزي : أن عمر قنت بهاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد عزاه له السيوطي في الدر المنثور8\696
[ 5 ] أثر عثمان بن عفان وهو مذكور ضمن أثر عمر السابق من رواية عثمان بن زياد ص13
[ 6 ] أثر علي بن أبي طالب وقد روي عنه من طريقين :
الأول : عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي عنه أخرجه عبد الرزاق في مصنفه4978 عن الحسن بن عمارة, عن حبيب بن أبي ثابت, عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي : أن عليا كان يقنت بهاتين السورتين في أنه يقدم الآخرة ويقول:اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى ونحفد, نرجو رحمتك, ونخاف عذابك, إن عذابك بالكافرين ملحق اللهم إنا نستعينك, ونستهديك, ونثني عليك الخير كله, ونشكرك ولا نكفرك, ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك قال الحكم وأخبرني طاووس :أنه سمع ابن عباس يقول : قنت عمر قبل الركعة بهاتين السورتين إلا أنه قدم التي أخر علي, وأخر التي قدم علي, والقول سواء
وأخرجه أيضا ابن أبى شيبة 7029و29717 حدثنا وكيع, قال حدثنا سفيان, عن حبيب به, عن عبد الملك بن سويد الكاهلي به
وأخرجه أيضا ابن سعد في طبقاته6\241 قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حمزة الزيات عن حبيب به الثاني : عن عبد الله بن زرير الغافقي :عزاه الحافظ في أمالي الأذكار2\160 لمحمد بن نصر المروزي قال : من طريق يزيد بن أبى حبيب, عن عبد الله بن زرير موقوفا,, وفيه قصة مع عبد العزيز بن مروان وانظر حديث علي المرفوع المتقدم رقم 1, فقد اختلف على علي في رفعه ووقفه, ورجح الحافظ ابن حجر في أماليه الرواية الموقوفة"
الروايات التى ذكرها المؤلف عن على لا تذكر متى كان القنوت
[ 7 ] أثر عبد الله بن مسعود روي عنه من طريقين :
1- الأول عن أبي عبد الرحمن السلمي عنه أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه 6893 و 29708 قال : حدثنا ابن فضيل, عن عطاء بن السائب, عن أبي عبد الرحمن قال:علمنا ابن مسعود أن نقرأ في القنوت :اللهم إنا نستعينك ونستغفرك, ونؤمن بك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, واليك نسعى ونحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك الجد بالكفار ملحق قلت : عطاء قال الحافظ في التقريب : صدوق اختلط
2- الثاني عن عبيد بن عمير عنه أخرجه عنه عبد الرزاق في مصنفه4969 عن ابن جريج, قال: أخبرني عطاء, قال سمعت عبيد بن عمير يقول:القنوت قبل الركعة الآخرة من الصبح, وذكر أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود , وأنه يوتر بهما كل ليلة
وهو طرف من أثر عمر السابق من رواية عبيد وأخرجه محمد بن نصر في كتاب الوتر292وهذا كما ترى بلاغ ولم يذكر من أبلغه"
هذه الروايات سبق ذكرها وتناولناها من قبل وهى تذكر أمر مناقضا وهو كون القنوت فى الركعة الثانية فى الصبح وهو ما يناقض رواية مثل كونها بعد الركعة الثالثة فى الصبح
[ 8 ] أثر أبي بن كعب , و له عنه تسعة طرق :
1- أولها عن ميمون بن مهران عنه أخرجه عبد الرزاق في المصنف4970 عن الثوري, عن جعفر بن برقان, عن ميمون ابن مهران, عن أبي بن كعب :أنه كان يقول: اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك فلا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك
اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق وأخرجه أيضا ابن أبى شيبة في المصنف 7030 و 29718 قال : حدثنا وكيع, قال حدثنا جعفر بن برقان, عن ميمون بن مهران قال: في قراءة أبي بن كعب: اللهم إنا نستعين كالحديث قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء2\171 : رجال إسناده ثقات, ولكن ابن مهران لم يسمع من أبي, فهو منقطع "
هنا المؤلف بين عيوب السند وأما فى الرواية التالية فقد ذكر امرا مناقضا لكل ما سبق وهو أن الدعاء كان فى النصف الثانى من صلاة التراويح فقال:
2- الثاني عن عروة بن الزبير عنه أخرجه ابن خزيمة في صحيحه1100 قال : نا الربيع بن سليمان المرادي, نا عبد الله بن وهب, أخبرني يونس, عن ابن شهاب, أخبرني عروة بن الزبير:
أن عبد الرحمن بن عبد القاري وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال :أن عمر خرج ليلة في رمضان, فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القاري, فطاف بالمسجد, وأهل المسجد أوزاع متفرقون, يصلي الرجل الرجل فيصلي بصلاته الرهط, فقال عمر
والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل, ثم عزم عمر على ذلك, وأمر أبى بن كعب أن يقوم لهم في رمضان فخرج عمر عليهم, والناس قارئهم فقال عمر:نعم البدعة هي والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون - يريد آخر الليل- فكان الناس يقومون أوله, وكانوا يلعنون الكفرة في النصف اللهم قاتل الكفرة, الذين يصدون عن سبيلك, ويكذبون رسلك, ولا يؤمنون بوعدك, وخالف بين كلمتهم, وألق في قلوبهم الرعب, وألق عليهم رجزك, وعذابك إله الحق
ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ثم يستغفر للمؤمنين قال وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته :اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى و نحفد ونرجو رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد إن عذابك لمن عاديت ملحق ثم يكبر ويهوى ساجدا
قال الشيخ الألباني رحمه الله في تخريج صحيح ابن خزيمة: إسناده صحيح"
وبالقطع لا نعرف كيف تكون البدعة هنا حسنة وقد انتهى الرسول(ص)نفسه عن تلك الصلاة فلم يصلها إلا ليلتين فى رمضان وكيف تكون تلك الصلاة فى المساجد العامة وقد طالب بها الرسول ان تكون فى البيوت لمن أراد فروى البخارى ما يلى:
3- الثالث عن سلمة بن كهيل عنه أقرأها في مصحف أبى بن كعب مع قل أعوذ برب الناس, وقل أعوذ برب الناس أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر رقم294
هنا الرواية التى ذكرها الجامع لا تذكر صراحة سورتين والقول أقرأها يدل على سورة واحدة والرواية التالية تقول ان سورة واحدة وهى:
4- الرابع: عن حماد عنه أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن 30 قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبانا حماد قال : قرأنا في مصحف أبي بن كعب : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك قال حماد : هذه الآن سورة وأحسبه قال:اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق ذكره السيوطي في الدر المنثور8\695
والروايات السابقة التى ذكرها المؤلف عن كونها سورة واحدة تناقض كونها سورتين فى الرواية التالية :
5- الخامس : عن الشعبي عنه عزاه السيوطي في الدر المنثور8\697 لمحمد بن نصر المروزي عنه قال : قرأت أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين, اللهم إنا نستعينك,والأخرى, بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , قبلهما سورتان من المفصل, وبعدهما سور من المفصل
هنا لأبى مجموعة مصاحف وهو ما يخالف كونه مصحف فى الروايات التالية:
6- السادس عن محمد بن سيرين عنه أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام عزاه له السيوطي في الإتقان في علوم القرآن844 قال:
كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب, والمعوذتين, واللهم إنا نستعينك, واللهم إياك نعبد, وتركهن ابن مسعود, وكتب عثمان منهن فاتحة الكتاب, والمعوذتين
9- التاسع عن عطاء بن أبي رباح عنه أخرجه محمد بن نصر في كتاب الوتر296عن سلمة بن خصيف : سألت عطاء بن أبي رباح : أي شيء أقول في القنوت ؟قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي : اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك بالكفار ملحق, اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك, ولا نكفرك, ونخلع ونترك, من يفجرك
وكلاهما يخالف وجودها فى مصاحف ابن عباس وأبي وأبي موسى فى الرواية الآتية:
7- السابع عن عبد الرحمن بن أبزى عنه أخرجه ابن الضريس قال : أنبأنا أحمد بن جميل المروزي, عن عبد الله بن المبارك, أنبأنا الأجلح , عن عبد الله بن عبد الرحمن, عن أبيه قال في مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك وفيه, اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق أورده السيوطي في الإتقان بسند ابن الضريس 849
ويخالف هذا وجود مصحف عتيق لأبى فى الرواية التالية:
8- الثامن عن محمد بن اسحق بن يسار عنه أخرجه محمد بن نصر في الوتر295 قال: قد قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق بسم الله الرحمن الرحيم, قل هو الله أحد إلى آخرها
بسم الله الرحمن الرحيم, قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم, قل أعوذ برب الناس إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونخنع ونترك من يفجرك, بسم الله الرحمن الرحيم, إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم لا ينزع ما تعطي, ولا ينفع ذا الجد منك الجد, سبحانك وغفرانك, و حنانيك, إله الحق
هنا زيادة فى المعروف من الأدعية سبحانك وغفرانك, و حنانيك اللهم لا ينزع ما تعطي, ولا ينفع ذا الجد منك الجد
البحث كما هو مكتوب جمع أبي يعلى البيضاوى وسبب تأليفه هو ما ذكره الجامع فى قوله:
"سألني بعض الاخوة الأفاضل عن قوله في دعاء القنوت المشهور إن عذابك بالكافرين ملحق هل هو بكسر اللام في ملحق, أو هو بفتحها مما دفعني إلى البحث عمن أخرج هذا الدعاء من أهل الحديث, فكانت نتيجة بحثي ومطالعتي هذا اعلم - رحمني الله وإياك- أن هذا الدعاء يسمى عند العلماء بسورتي القنوت"
ورغم أن الأدعية المذكورة ليست موجودة فى المصحف الحالى إلا المؤلف أصر على تسميتها بالسور فى تسمية البحث وحيث قال:
"وسورتي الخلع والحفد فسورة الخلع, وهي ثلاث آيات, ولفظها بعد جمعها من عدة روايات:بسم الله الرحمن الرحيم, 1 اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, 2 ونثني عليك الخير في رواية : كله [ في رواية : ونشكرك ] و لا نكفرك ,[ وفي رواية : ونؤمن بك ونخضع لك ] [ وفي أخرى : ونتوكل عليك ], 3 ونخلع [ في رواية: ونخنع ] ونترك من يفجرك , [ وفي رواية : من يكفرك ]
وسورة الحفد, وهي ست آيات:بسم الله الرحمن الرحيم,1 اللهم إياك نعبد, 2 ولك نصلي ونسجد, 3وإليك نسعى ونحفد, 4 نرجو رحمتك [ في رواية: ربنا ], 5 ونخاف عذابك [ وفي رواية : نخشى نقمتك ], 6 إن عذابك ] وفي رواية : الجد ] بالكفار [ وفي رواية : بالكافرين ] ملحق [ وفي أخرى : لمن عاديت ملحق ]
وقد نقل الرجل كلام القوم عن كونهما سورتين فقال:
وقد ذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادى في كتابه الناسخ و المنسوخ :
إن مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتي القنوت في الوتر, وتسمى سورتي الخلع و الحفد ,
قال : ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب, وأنه ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقرأه إياهما, وتسمى سورتا الخلع و الحفد نقله عنه العلامة بدر الدين الزركشي في كتابه العظيم البرهان في علوم القران2\44
و ذكر الحافظ جلال الدين السيوطي أن دعاء القنوت من جملة الذي أنزله الله على النبي صلى الله عليه وسلم, وكانا سورتين, كل سورة ببسملة وفواصل, إحداهما تسمى سورة الخلع, وهي: بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إنا نستعينك إلى قوله من يكفرك والأخرى تسمى سورة الحفد, وهي: بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إياك نعبد إلى ملحق
وقد اختلفت الصحابة في نسخهما, وكتبهما أبي في مصحفه, فعدة سور القرآن عنده مائة وست عشرة سورة"انتهى من حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح1\252
ولن نناقش التسمية الآن ونعود للفصل الذى عقده الرجل لذكر روايات الأدعية المرفوعة فقال:
فصل في ذكر ما ورد مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأحاديث المرفوعة في الباب كالتالي :
[ 1\1 ] أما حديث علي بن أبي طالب المرفوع فأخرجه الحافظ الكبير أبو القاسم الطبراني في كتابه الدعاء 6 1\238\رقم 750 قال :حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة, ثنا عباد بن يعقوب الأسدي, ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي, عن ابن لهيعة, عن عبد الله بن هبيرة, عن عبد الله بن زرير قال:قال لي عبد الملك بن مروان: ما حملك على حب أبي تراب إلا أنك أعرابي جاف ؟, فقلت: والله لقد قرأت القرآن قبل أن يجتمع أبويك, لقد علمني سورتين علمهما إياه رسول الله , ما علمتهما أنت ولا أبوك اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى ونحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, الجد إن عذابك بالكفار ملحق اللهم عذب كفرة أهل الكتاب, والمشركين الذين يصدون عن سبيلك, ويجحدون آياتك, ويكذبون رسلك, ويتعدون حدودك, ويدعون معك إلها آخر, لا إله إلا أنت, تباركت وتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه نتائج الأفكار في أمالي الأذكار 82\160 :هذا حديث غريب, و عبد الله بن زرير صدوق, وأبوه بزاي وراء مصغر , وابن هبيرة اسمه عبد الله صدوق, و ابن لهيعة اسمه عبد الله وهو صدوق, ضعيف من قبل حفظه, ويحيى الراوي عنه من أقرانه, وهو ضعيف, وعباد صدوق أخرج له البخاري لكنه منسوب إلى الرفض وأخرج محمد بن نصرالمروزي من طريق يزيد بن أبى حبيب, عن عبد الله بن زرير بعض هذا الحديث, لكن موقوفا, وجعل القصة مع عبد العزيز بن مروان, فإن كان الأول محفوظا حمل على أنه جرى له مع كل منهما, والثاني أشبه لأنه مصري, وكان عبد العزيز أمير مصر "
نلاحظ هنا ان الروايات متعارضة فيمن حدث مع الكلام فمرة عبد الملك بن مروان ومرة عبد العزيز بن مروان
وقد ذكر الرجل أن فى الروايات بعض المجروحين كما أن المتن فيه لفظ خارج على الإسلام وهو " اللهم عذب كفرة أهل الكتاب, والمشركين"
فالمشركين كلهم كفرة ومن ثم لا يمكن أن يقول كفرة المشركين كما يقال كفرة أهل الكتاب لأن أهل الكتاب بعضهم مسلمون كما قال تعالى:
ولو أمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون"
[ 2\2 ] حديث عبد الله بن مسعود المرفوع عزاه السيوطي في الدر المنثور في التفسير بالمأثور6\697 لمحمد بن نصر المروزي عن عطاء بن السائب قال: كان أبو عبد الرحمن يقرئنا :اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونؤمن بك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق وزعم أبو عبد الرحمن أن ابن مسعود كان يقرئهم إياها, ويزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرئهم إياها
قلت : عطاء بن السائب قال الحافظ في التقريب : صدوق اختلط , والسند غير موجود حتى ينظر في الراوي عنه هل هو ممن ذكر العلماء أنه أخد عن عطاء قبل اختلاطه أم بعده
هنا عبد الله بن مسعود كان يعتبر الدعاء سورة تقرأ وهو ما يناقض أن أبى وحده هو من اعتبر الدعاء سورتين
ونلاحظ أن هناك لفظ بين كل الروايات يجعل الأدعية ليست من الإسلام وهو "ونخشى عذابك الجد إن عذابك بالكفار ملحق"
فعذاب الله ليس فيه جد وفيه غير جد أى كذب فكل عذاب الله جد وليس الجد لأن هذا اللفظ يعنى وجود نوع أخر من العذاب كذب
[ 3\3 ] وأما حديث خالد بن أبى عمران التجيبي المرسل فأخرجه الحافظ أبو داود السجستاني في كتاب المراسيل برقم 89 قال : حدثنا سليمان بن داود, حدثنا ابن وهب, أخبرني معاوية بن صالح, عن عبد القاهر, عن خالد بن أبي عمران قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على مضر, إذ جاءه جبريل, فأومأ إليه أن اسكت, فسكت, فقال: يا محمد, إن الله لم يبعثك سبابا, ولا لعانا, وإنما بعثك رحمة, ولم يبعثك عذابا, { ليس لك من الأمر شيء, أو يتوب عليهم, أو يعذبهم فإنهم ظالمون } آل عمران:128 قال ثم علمه هذا القنوت : اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونؤمن بك, ونخضع لك, ونخلع ونترك من يكفرك,اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, واليك نسعى و نحفد وأخرجه أيضا الحافظ أبو بكر البيهقي في سننه الكبرى2\210\رقم 3142 وقال : هذا مرسل, وقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه صحيحا موصولا انتهى وأخرجه الفقيه العلامة سحنون المالكي في المدونة من طريق عبد الله بن وهب 1\103وكذلك أخرجه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي الهمذاني في كتابه الاعتبار في الناسخ والمنسوخ من الآثار ص 64 من طريق أبي داود وقال : هذا مرسل أخرجه أبو داود في المراسيل, وهو حسن في المتابعات قال الحافظ ابن حجر في أمالي الأذكار2\161 : خالد من صغار التابعين و عبد القاهر ما وجدت عنه راويا إلا معاوية بن صالح, وقد ذكره ابن حبان في الثقات انتهى أقول : و معاوية بن صالح هو ابن حدير الحمصي, قاضي الأندلس, قال الحافظ في التقريب : صدوق له أوهام"
الخطأ فى الرواية هو أن الرسول ليس لعانا كما فى القول "إن الله لم يبعثك سبابا, ولا لعانا"وهو يخالف أنه من ضمن الناس وهم المسلمون الذين يلعنون الكفار فى قوله تعالى :
"إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين" كما أن الله طالبه بالابتهال وهو لعنى الكاذبين فقال :
"فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين"
ثم عقد الجامع فصلا فى الروايات الموقوفة فقال:
"فصل في ذكر ما ورد موقوفا على الصحابة رضي الله عنهم :
[ 4\1 ] أثر عمر بن الخطاب , ورد عنه من ثمان طرق :
1- الأول : عن عبد الله بن عباس الهاشمي أخرجه أبو جعفرالطحاوي في شرح معاني الآثار1\250 قال أبو بكرة, قال ثنا وهب بن جرير, قال ثنا شعبة, عن الحكم, عن مقسم, عن ابن عباس , عن عمر رضي الله :أنه كان يقنت في صلاة الصبح بسورتين, اللهم إنا نستعينك,واللهم إياك نعبد وأخرجه عبد الرزاق في المصنف4972 عن رجل عن شعبة به بلفظ : أن عمر كان يقنت بسورتين وأخرجه أيضا 4978 من طريق الحكم, وأخبرني طاووس أنه سمع ابن عباس يقول:
قنت عمر قبل الركعة بهاتين السورتين إلا أنه قدم التي أخر علي, وأخر التي قدم علي, والقول سواء, وهو طرف من أثر علي الآتي رقم 6 وأخرجه الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتابه تهذيب الأثار 15 2\2\رقم 1017\و1018 \و 1019 \و1020 \و 1021 \و1081\و 1082 \و1083 \و1091 من طرق عن الحكم, عن مقسم, عن ابن عباس به وعزاه السيوطي في الدر المنثور8296 لمحمد بن نصر المروزي"
هنا ما ذكره المؤلف وهو لفظ دعاء عمر يخالف اللفظ فى الرواية التالية حيث بها زيادة كبيرة عن الرواية السابقة وهى:
2- الطريق الثاني :عن عبيد بن عمير عنه أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه4969 عن ابن جريج قال أخبرني عطاء :
أنه سمع عبيد بن عمير يأثر عن عمر بن الخطاب في القنوت أنه كان يقول:اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, وألف بين قلوبهم, وأصلح ذات بينهم, وانصرهم على عدوك وعدوهم
اللهم العن كفرة أهل الكتاب الذين يكذبون رسلك, ويقاتلون أولياءك, اللهم خالف بين كلمتهم, وزلزل أقدامهم, وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين بسم الله الرحمن الرحيم , اللهم إنا نستعينك ونستغفرك, ونثني عليك ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك
بسم الله الرحمن الرحيم , اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك ونخاف عذابك, إن عذابك بالكفار ملحق
وأخرجه أيضا ابن أبى شيبة في مصنفه 7027و7031 و 29714و 29719 ومحمد بن نصر المروزي في صلاة الوتر رقم 292والطحاوي في معاني الآثار1\249\رقم 1475 والبيهقي في سننه الكبرى2\210\ رقم 3143وابن جرير في تهذيب الآثار 2\23\ رقم 1092قال الحافظ ابن حجر في الأمالي2-158 هذا موقوف صحيح انتهى قال العلامة أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في إرواء الغليل تخريج منار السبيل2\170 : هذا إسناد رجاله كلهم رجال الشيخين, ولولا عنعنة ابن جريج لكان حريا بالصحة
3- الطريق الثالث عن عبد الرحمن بن أبزى عنه أخرجه البيهقى في سننه2\211\رقم 3144 قال : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ, ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب, أنبأ العباس بن الوليد, أخبرني أبي, ثنا الأوزاعي, حدثني عبدة بن أبي لبابة, عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى, عن أبيه قال :صليت خلف عمر بن الخطاب صلاة الصبح, فسمعته يقول بعد القراءة قبل الركوع:اللهم إياك نعبد, ولك نصلى ونسجد وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك بالكافرين ملحق اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونؤمن بك, ونخضع لك, ونخلع من يكفرك قال البيهقي : كذا قال قبل الركوع وهو وإن كان إسنادا صحيحا فمن روي عن عمر قنوته بعد الركوع أكثر, فقد رواه أبو رافع وعبيد بن عمير, وأبو عثمان النهدي, وزيد بن وهب, والعدد أولى بالحفظ من الواحد, وفي حسن سياق عبيد بن عمير للحديث دلالة على حفظه, وحفظ من حفظ عنه قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء2\165 إسناده صحيح
وأخرجه ابن أبى شيبة في المصنف 7028 قال: حدثنا هشيم, قال: أخبرنا حصين, عن ذر, عن سعيد به ولفظه : أنه صلى خلف عمر فصنع مثل ذلك أي مثل رواية عبيد عنده 7027 وأخرجه الطحاوي في شرح المعاني1\250\رقم 1476 ثنا صالح, ثنا سعيد, أنا حصين, عن ذر بن عبد الله الهمذاني, عن سعيد به وأخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار 2\22\رقم 1089 قال : ثنا ابن حميد, قال ثنا هارون, عن عنبسة, عن أبى إسحاق, عن عبد الرحمن به وعزاه السيوطي في الدر المنثور6 \695 لابن الضريس "
الروايات الثلاث عن عمر تقول قنت قبل الركوع وهو ما يخالف الروايات التى تقول أنه قنت بعد الركوع والتى ذكرها المؤلف وهى:
4- الطريق الرابع : عن أبي رافع عنه أخرجه عبد الرزاق في مصنفه3\110\رقم 4968 عن معمر, عن علي بن زيد بن جدعان 21, عن أبي رافع قال :صليت خلف عمر بن الخطاب الصبح, فقنت بعد الركوع, قال فسمعته يقول:اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك ولا نكفرك, ونؤمن بك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, ونرجو رحمتك, ونخاف عذابك, إن عذابك بالكافرين ملحق اللهم عذب الكفرة, وألق في قلوبهم الرعب, وخالف بين كلمتهم, وأنزل عليهم رجزك وعذابك, اللهم عذب الكفرة أهل الكتاب, الذين يصدون عن سبيلك, ويكذبون رسلك, ويقاتلون أوليائك اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, وأصلح ذات بينهم, و ألف بين قلوبهم, واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة, وثبتهم على ملة نبيك, و أوزعهم أن يوفوا بالعهد الذي عاهدتهم عليه, وانصرهم على عدوك وعدوهم, إله الحق, واجعلنا منهم قال عبد الرزاق : ولو كنت إماما قلت هذا القول, ثم قلت : اللهم اهدنا فيمن هديتى قال الحافظ في الأمالي2\161: أخرجه عبد الرزاق بسند حسن وأخرجه أيضا محمد بن نصر في قيام الليل برقم293"
ولفظ الرواية التى ذكرها المؤلف هنا مختلف عن الروايات الثلاث السابقة عليها حيث يوجد بها زيادات كبيرة عنها والرواية تقول بالقنوت بعد الركوع وهى:
6- الطريق السادس: عن معبد بن سيرين عنه أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار2\23 رقم 1093 ثنا عمرو بن علي الباهلي, قال ثنا سعيد بن عامر, قال ثنا هشام بن حسان, عن ابن سيرين, عن معبد بن سيرين قال :صليت خلف عمر بن الخطاب رضوان الله عليه صلاة الصبح, فقنت بعد الركوع بالسورتين وكرره برقم 1094 مثله, والراوي عن معبد هو أخوه محمد كما صرح به في الرواية الثانية
5- الطريق الخامس : عن عثمان بن زياد عنه أخرجه ابن أبى شيبة في المصنف برقم 7032 و 29716 قال : حدثنا هشيم, قال أخبرنا حصين قال :صليت الغداة ذات يوم, وصلى خلفي عثمان بن زياد, قال : فقنت في صلاة الصبح, قال: فلما قضيت صلاتي قال لي: ما قلت في قنوتك ؟, قال : فقلت: ذكرت هؤلاء الكلمات اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير كله, ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك الجد بالكفار ملحق
فقال عثمان : كذا كان يصنع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان "
هنا ذكر المؤلف أن عثمان فعل فعل عمر ولم يرو أحد أخر عن عثمان هذاى الفعل وأما الرواية السابعة فهى رواية موضوعة وهى :
7- الطريق السابع : عن عبد الله بن شداد عنه أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب التهذيب2\23\رقم 1095 ثنا ابن حميد, قال ثنا هارون, عن عنبسة, عن ابن أبى ليلى, عن عثمان بن سعيد قال : لقي عبد الرحمن بن أبى ليلى عبد الله بن شداد, فقال : هل حفظت صلاة عمر ؟ , فقال:نعم, صلى بنا عمر فقرأ في الفجر بسورة يوسف حتى بلغ وهو كظيم , فبكى حتى انقطع, ثم ركع, ثم قام فقرأ سورة الفجر, فلما أتى على آخرها سجد, ثم قام فقرأ إذا زلزلت , ثم رفع صوته فقنت بهاتين السورتين :اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك, ولا نكفرك, ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك بالكفار ملحق"
المعروف أن صلاة الصبح ركعتين ولكن الرجل هنا صلاها ثلاثة فقرأ فى ركعة سورة يوسف وفى ركعة سورة الفجر ثم فى ركعة سورة الزلزلة وأما الرواية الثامنة كما قال المؤلف فلم يتضح فيها متى كان القنوات فى تلك الصلاة وهى :
8- الطريق الثامن: عن محمد بن أبى ليلى أخرجه محمد بن نصر المروزي : أن عمر قنت بهاتين السورتين : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد عزاه له السيوطي في الدر المنثور8\696
[ 5 ] أثر عثمان بن عفان وهو مذكور ضمن أثر عمر السابق من رواية عثمان بن زياد ص13
[ 6 ] أثر علي بن أبي طالب وقد روي عنه من طريقين :
الأول : عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي عنه أخرجه عبد الرزاق في مصنفه4978 عن الحسن بن عمارة, عن حبيب بن أبي ثابت, عن عبد الرحمن بن الأسود الكاهلي : أن عليا كان يقنت بهاتين السورتين في أنه يقدم الآخرة ويقول:اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى ونحفد, نرجو رحمتك, ونخاف عذابك, إن عذابك بالكافرين ملحق اللهم إنا نستعينك, ونستهديك, ونثني عليك الخير كله, ونشكرك ولا نكفرك, ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك قال الحكم وأخبرني طاووس :أنه سمع ابن عباس يقول : قنت عمر قبل الركعة بهاتين السورتين إلا أنه قدم التي أخر علي, وأخر التي قدم علي, والقول سواء
وأخرجه أيضا ابن أبى شيبة 7029و29717 حدثنا وكيع, قال حدثنا سفيان, عن حبيب به, عن عبد الملك بن سويد الكاهلي به
وأخرجه أيضا ابن سعد في طبقاته6\241 قال : أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا حمزة الزيات عن حبيب به الثاني : عن عبد الله بن زرير الغافقي :عزاه الحافظ في أمالي الأذكار2\160 لمحمد بن نصر المروزي قال : من طريق يزيد بن أبى حبيب, عن عبد الله بن زرير موقوفا,, وفيه قصة مع عبد العزيز بن مروان وانظر حديث علي المرفوع المتقدم رقم 1, فقد اختلف على علي في رفعه ووقفه, ورجح الحافظ ابن حجر في أماليه الرواية الموقوفة"
الروايات التى ذكرها المؤلف عن على لا تذكر متى كان القنوت
[ 7 ] أثر عبد الله بن مسعود روي عنه من طريقين :
1- الأول عن أبي عبد الرحمن السلمي عنه أخرجه ابن أبى شيبة في مصنفه 6893 و 29708 قال : حدثنا ابن فضيل, عن عطاء بن السائب, عن أبي عبد الرحمن قال:علمنا ابن مسعود أن نقرأ في القنوت :اللهم إنا نستعينك ونستغفرك, ونؤمن بك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, واليك نسعى ونحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك الجد بالكفار ملحق قلت : عطاء قال الحافظ في التقريب : صدوق اختلط
2- الثاني عن عبيد بن عمير عنه أخرجه عنه عبد الرزاق في مصنفه4969 عن ابن جريج, قال: أخبرني عطاء, قال سمعت عبيد بن عمير يقول:القنوت قبل الركعة الآخرة من الصبح, وذكر أنه بلغه أنهما سورتان من القرآن في مصحف ابن مسعود , وأنه يوتر بهما كل ليلة
وهو طرف من أثر عمر السابق من رواية عبيد وأخرجه محمد بن نصر في كتاب الوتر292وهذا كما ترى بلاغ ولم يذكر من أبلغه"
هذه الروايات سبق ذكرها وتناولناها من قبل وهى تذكر أمر مناقضا وهو كون القنوت فى الركعة الثانية فى الصبح وهو ما يناقض رواية مثل كونها بعد الركعة الثالثة فى الصبح
[ 8 ] أثر أبي بن كعب , و له عنه تسعة طرق :
1- أولها عن ميمون بن مهران عنه أخرجه عبد الرزاق في المصنف4970 عن الثوري, عن جعفر بن برقان, عن ميمون ابن مهران, عن أبي بن كعب :أنه كان يقول: اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك فلا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك
اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق وأخرجه أيضا ابن أبى شيبة في المصنف 7030 و 29718 قال : حدثنا وكيع, قال حدثنا جعفر بن برقان, عن ميمون بن مهران قال: في قراءة أبي بن كعب: اللهم إنا نستعين كالحديث قال الشيخ الألباني رحمه الله في الإرواء2\171 : رجال إسناده ثقات, ولكن ابن مهران لم يسمع من أبي, فهو منقطع "
هنا المؤلف بين عيوب السند وأما فى الرواية التالية فقد ذكر امرا مناقضا لكل ما سبق وهو أن الدعاء كان فى النصف الثانى من صلاة التراويح فقال:
2- الثاني عن عروة بن الزبير عنه أخرجه ابن خزيمة في صحيحه1100 قال : نا الربيع بن سليمان المرادي, نا عبد الله بن وهب, أخبرني يونس, عن ابن شهاب, أخبرني عروة بن الزبير:
أن عبد الرحمن بن عبد القاري وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال :أن عمر خرج ليلة في رمضان, فخرج معه عبد الرحمن بن عبد القاري, فطاف بالمسجد, وأهل المسجد أوزاع متفرقون, يصلي الرجل الرجل فيصلي بصلاته الرهط, فقال عمر
والله إني أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل, ثم عزم عمر على ذلك, وأمر أبى بن كعب أن يقوم لهم في رمضان فخرج عمر عليهم, والناس قارئهم فقال عمر:نعم البدعة هي والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون - يريد آخر الليل- فكان الناس يقومون أوله, وكانوا يلعنون الكفرة في النصف اللهم قاتل الكفرة, الذين يصدون عن سبيلك, ويكذبون رسلك, ولا يؤمنون بوعدك, وخالف بين كلمتهم, وألق في قلوبهم الرعب, وألق عليهم رجزك, وعذابك إله الحق
ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير ثم يستغفر للمؤمنين قال وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات ومسألته :اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى و نحفد ونرجو رحمتك ربنا ونخاف عذابك الجد إن عذابك لمن عاديت ملحق ثم يكبر ويهوى ساجدا
قال الشيخ الألباني رحمه الله في تخريج صحيح ابن خزيمة: إسناده صحيح"
وبالقطع لا نعرف كيف تكون البدعة هنا حسنة وقد انتهى الرسول(ص)نفسه عن تلك الصلاة فلم يصلها إلا ليلتين فى رمضان وكيف تكون تلك الصلاة فى المساجد العامة وقد طالب بها الرسول ان تكون فى البيوت لمن أراد فروى البخارى ما يلى:
3- الثالث عن سلمة بن كهيل عنه أقرأها في مصحف أبى بن كعب مع قل أعوذ برب الناس, وقل أعوذ برب الناس أخرجه محمد بن نصر المروزي في كتاب الوتر رقم294
هنا الرواية التى ذكرها الجامع لا تذكر صراحة سورتين والقول أقرأها يدل على سورة واحدة والرواية التالية تقول ان سورة واحدة وهى:
4- الرابع: عن حماد عنه أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن 30 قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل أنبانا حماد قال : قرأنا في مصحف أبي بن كعب : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك قال حماد : هذه الآن سورة وأحسبه قال:اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق ذكره السيوطي في الدر المنثور8\695
والروايات السابقة التى ذكرها المؤلف عن كونها سورة واحدة تناقض كونها سورتين فى الرواية التالية :
5- الخامس : عن الشعبي عنه عزاه السيوطي في الدر المنثور8\697 لمحمد بن نصر المروزي عنه قال : قرأت أو حدثني من قرأ في بعض مصاحف أبي بن كعب هاتين السورتين, اللهم إنا نستعينك,والأخرى, بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , قبلهما سورتان من المفصل, وبعدهما سور من المفصل
هنا لأبى مجموعة مصاحف وهو ما يخالف كونه مصحف فى الروايات التالية:
6- السادس عن محمد بن سيرين عنه أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام عزاه له السيوطي في الإتقان في علوم القرآن844 قال:
كتب أبي بن كعب في مصحفه فاتحة الكتاب, والمعوذتين, واللهم إنا نستعينك, واللهم إياك نعبد, وتركهن ابن مسعود, وكتب عثمان منهن فاتحة الكتاب, والمعوذتين
9- التاسع عن عطاء بن أبي رباح عنه أخرجه محمد بن نصر في كتاب الوتر296عن سلمة بن خصيف : سألت عطاء بن أبي رباح : أي شيء أقول في القنوت ؟قال : هاتين السورتين اللتين في قراءة أبي : اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك, إن عذابك بالكفار ملحق, اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك, ولا نكفرك, ونخلع ونترك, من يفجرك
وكلاهما يخالف وجودها فى مصاحف ابن عباس وأبي وأبي موسى فى الرواية الآتية:
7- السابع عن عبد الرحمن بن أبزى عنه أخرجه ابن الضريس قال : أنبأنا أحمد بن جميل المروزي, عن عبد الله بن المبارك, أنبأنا الأجلح , عن عبد الله بن عبد الرحمن, عن أبيه قال في مصحف ابن عباس قراءة أبي وأبي موسى بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك وفيه, اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق أورده السيوطي في الإتقان بسند ابن الضريس 849
ويخالف هذا وجود مصحف عتيق لأبى فى الرواية التالية:
8- الثامن عن محمد بن اسحق بن يسار عنه أخرجه محمد بن نصر في الوتر295 قال: قد قرأت في مصحف أبي بن كعب بالكتاب الأول العتيق بسم الله الرحمن الرحيم, قل هو الله أحد إلى آخرها
بسم الله الرحمن الرحيم, قل أعوذ برب الفلق إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم, قل أعوذ برب الناس إلى آخرها بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونخنع ونترك من يفجرك, بسم الله الرحمن الرحيم, إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق بسم الله الرحمن الرحيم, اللهم لا ينزع ما تعطي, ولا ينفع ذا الجد منك الجد, سبحانك وغفرانك, و حنانيك, إله الحق
هنا زيادة فى المعروف من الأدعية سبحانك وغفرانك, و حنانيك اللهم لا ينزع ما تعطي, ولا ينفع ذا الجد منك الجد
رد: نقد كتاب تحفة الوفد بما ورد في سورتي الخلع والحفد
[ 9 و 10 ] أثر أبي موسى الأشعري وعبد الله بن عباس تقدما ضمن أثر أبي بن كعب من رواية عبد الرحمن بن أبي أبزي
ونلاحظ فى أثر أنس ألفاظ كثيرة ليست فى الروايات السابقة وهو:
[ 11 ] أثر أنس بن مالك أخرجه أبو الحسن القطان في الطوالات : أنبأ أبو محمد الحارث بن محمد بن أبي أسامة ثنا يزيد بن هارون أنبأ أبان بن أبي عياش قال:سألت أنس ابن مالك رضي الله عنه عن الكلام في القنوت فقال : اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك ونؤمن بك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى و نحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك الجد أن عذابك بالكافرين ملحق اللهم عذب الكفرة وألق في قلوبهم الرعب وخالف بين كلمتهم وأنزل عليهم رجزك وعذابك اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويجهدون بآياتك ويجعلون معك إلها لا إله غيرك اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات و أصلحهم استصلحهم وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك و أوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوهم وعدوك إله الحق
قال أنس والله إن أنزلتا إلا من السماء ذكره الإمام عبد الكريم بن محمد الرافعي في تاريخه : التدوين في أخبار قزوين1\174 في ترجمة: محمد بن أحمد أبو سليمان الجاباري القزويني وقال : أبان بن أبي عياش أبو إسماعيل البصري يروى عن شعبة إساءة القول فيه انتهى
ونقله السيوطي في الدر المنثور8\695قلت : وقول أنس والله إن أنزلتا إلا من السماء يدل على أن الحديث من المرفوع, فإن الصحابي لا يقدم على الجزم إلا إذا كان عنده من النبي شيء, ولكن السند ضعيف جدا, فأبان بن أبى عياش قال الفلاس, و الإمام أحمد : متروك الحديث, وقال ابن معين: ليس حديثه بشيء, وقال الحافظ في التقريب : متروك"
هذه هى الزيادة وهى طويلة وتعتبر اكبر من الدعاءين معا "وألق في قلوبهم الرعب وخالف بين كلمتهم وأنزل عليهم رجزك وعذابك اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويجهدون بآياتك ويجعلون معك إلها لا إله غيرك اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات و أصلحهم استصلحهم وألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة وثبتهم على ملة رسولك و أوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوهم وعدوك إله الحق"
ثم عقد المؤلف فصلا أخر فقال:
"فصلفي ذكر ما ورد موقوفا على التابعين رضي الله عنهم
وهي كالتالي :
[ 12 ] أثر الحسن البصري أخرجه عبد الرزاق في المصنف4982 عن معمر, عن عمرو, عن الحسن يقول : القنوت في الوتر والصبح :اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك الخير ولا نكفرك, ونؤمن بك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد,ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك ونخشى عذابك, الجد إن عذابك الجد بالكفار ملحق اللهم عذب الكفرة والمشركين, وألق في قلوبهم الرعب, وخالف بين كملتهم, وأنزل عليهم رجزك وعذابك, اللهم عذب كفرة أهل الكتاب, الذين يصدون عن سبيلك, ويكذبون رسلك
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, اللهم أصلح ذات بينهم, وألف بين قلوبهم, واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة, وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم, وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه, وتوفهم على ملة رسولك, وانصرهم على عدوك وعدوهم, إله الحق, واجعلنا منهم فكان يقول هذا ثم يخر ساجدا
وكان لا يزيد على هذا شيئا من الصلاة على النبي وكان بعض من يسأله يقول: يا أبا سعيد, أيزيد على هذا شيئا من الصلاة على النبي , والدعاء, والتسبيح والتكبير ؟فيقول : لا أنهاكم, ولكني سمعت أصحاب رسول الله لا يزيدون على هذا شيئا, ويغضب إذا أرادوه على الزيادة
و أخرجه محمد بن نصر في الوتر298 ولفظه مختصر:
عن الحسن : يبدأ في القنوت بالسورتين, ثم يدعو على الكفار, ثم يدعو للمؤمنين والمؤمنات "
هناك زيادة فى الأدعية وهى :
" وألق في قلوبهم الرعب, وخالف بين كملتهم, وأنزل عليهم رجزك وعذابك, اللهم عذب كفرة أهل الكتاب, الذين يصدون عن سبيلك, ويكذبون رسلك اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, اللهم أصلح ذات بينهم, وألف بين قلوبهم, واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة, وأوزعهم أن يشكروا نعمتك التي أنعمت عليهم, وأن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه, وتوفهم على ملة رسولك, وانصرهم على عدوك وعدوهم, إله الحق, واجعلنا منهم"
والقنوت هنا يكون فى الوتر والصبح وهو ما يناقض أنه فيما سبق كان فى صلاة الصبح فقط وتكرر نفس المعنى أنه فى الوتر والصبح دون زيادة فى الرواية التالية:
[ 13 ] أثر إبراهيم النخعي أخرجه عبد الرزاق 4797 عن الثوري, عن الزبير بن عدي, عن إبراهيم كان يستحب أن يقول في قنوت الوتر بهاتين السورتين اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك, ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخشى عذابك,إن عذابك بالكافرين ملحق وأخرجه ابن نصر في الوتر مختصرا 301
والكل يخالف أن القنوت بهذا الدعاء وغيره من الأدعية يكون فى كل الوتر والصلوات المفروضة عدا المغرب فى الرواية التالية:
[ 14 ] أثر طاووس اليماني أخرجه عبد الرزاق 4983 قال : وروي عن ابن جريج, ومعمر, عن ابن طاووس, عن أبيه قال: إنما القنوت طاعة لله, وكان يقنت بأربع آيات من أول البقرة, ثم { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } آل عمران: من الآية190 هذه الآية و{ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ البقرة: من الآية255 وهذه الآية
{ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ }البقرة: من الآية284 حتى يختم البقرة, ثم { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد } الإخلاص:1 ثم { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ الفلق:1, ثم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ الناس:1 ثم يقول :
اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نخشى عذابك ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكافرين ملحق, اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك فلا نكفرك, ونؤمن بك ونخلع ونترك من يكفرك
وذكروا أنها كذا سورتان من البقرة, وأن موضعهما بعد {قل هو الله أحد} قال ابن جريج في حديثه عن ابن طاووس قال :كان يقولهما أبي في الصبح, وكان لا يجهر به, وكان يقول هو في الظهر والعصر والعشاء الآخرة فيقول في الركعتين الأخريين من الظهر والعصر والعشاء, ويقول في الركعة الأولى من الأخريين من الظهر ما في البقرة, ويقول في الآخرة من الأخريين من الظهر ما سوى ذلك, وكذلك في العصر والعشاء الآخرة, وكان يوتر, وكان يجعل القراءة في الوتر
نلاحظ الجنون وهو أن السورتين من البقرةوفى الروايات التالية سموهم سورتين :
[ 15 ] أثر سعيد بن المسيب أخرجه محمد بن نصر في الوتر297 عن سعيد بن المسيب قال : يبدأ في القنوت فيدعو على الكفار, ويدعو للمؤمنين والمؤمنات, ثم يقرأ السورتين : اللهم إنا نستعينك واللهم إياك نعبد
[ 16 ] أثر أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد أخرجه أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير1\292\رقم 860 قال: ثنا محمد بن إسحاق بن راهويه, ثنا أبي, ثنا عيسى بن يونس, حدثني أبي, عن جدي قال :
أمنا أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد بخراسان, فقرأ بهاتين السورتين, إنا نستعينك ونستغفرك وجد يونس هو أبو إسحاق السبيعي
قال السيوطي في الإتقان850: بسند صحيح
[ 17 ] أثر ابن شهاب الزهري أخرجه محمد بن نصر في الوتر299 عن ابن شهاب :كانوا يلعنون الكفرة في النصف يقولون:
اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك وخالف بين كلمهم والق في قلوبهم الرعب و ألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو للمسلمين بما استطاع من الخير ثم يستغفر للمؤمنين وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة وصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم, واستغفاره للمؤمنين ومسألته اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, ولك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك ربنا, ونخاف عذابك الجد, إن عذابك لمن عاديت ملحق, ثم يكبر ويهوي ساجدا
هنا فى الرواية نجد تأكيد لإحدى الزيادات ونجد زيادة أخرى وهى الصلاة على النبى(ص) والاستغفار ونجد زيادة أخرى موجودة لأول مرة فى الرواية التالية:
[ 18 ] أثر سفيان أخرجه ابن نصر في صلاة الوتر309قال :
كانوا يستحبون أن يجعلوا في قنوت الوتر هاتين السورتين :
اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك, ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نخشى عذابك, ونرجو رحمتك, إن عذابك بالكفار ملحق
وهذه الكلمات : اللهم اهدني فيمن هديت, وعافني فيمن عافيت, وتولني فيمن توليت, وبارك لي فيما أعطيت, وقني شر ما قضيت, إنك تقضي ولا يقضى عليك, لا يذل من واليت, تباركت ربنا وتعاليت
ويدعو بالمعوذتين, وإن دعوت بغير هذا أجزأك, وليس فيه شيء موقت "
الزيادة هى اللهم اهدني فيمن هديت, وعافني فيمن عافيت, وتولني فيمن توليت, وبارك لي فيما أعطيت, وقني شر ما قضيت, إنك تقضي ولا يقضى عليك, لا يذل من واليت, تباركت ربنا وتعاليت"
وفى الرواية التالية زيادة أخرى جديدة وهى:
[ 19 ] أثر ابن جريج الأموي 40 أخرجه عبد الرزاق في المصنف4989قال : يقول آخرون في القنوت :بسم الله الرحمن الرحيم , اللهم لك نصلي ولك نسجد, و إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخاف عذابك, الجد إن عذابك بالكافرين ملحق اللهم إنا نستعينك, ونستغفرك, ونثني عليك, ولا نكفرك, ونؤمن بك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم أسلمنا نفوسنا إليك, وصلينا وجوهنا إليك, وألجأنا ظهورنا إليك, رغبة ورهبة إليك, لا ملجأ ولا منجأ منك إلا إليك, آمنت بكتابك الذي أنزلت, ورسولك الذي أرسلت
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات, والمسلمين والمسلمات, وأصلح ذات بينهم, وألف بين قلوبهم, واجعل في قلوبهم الإيمان والحكمة, وأوزعهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه, وتوفهم على ملة نبيك, وانصرهم على عدوك وعدوهم, إله الحق اللهم عذب الكفرة, والق في قلوبهم الرعب, وخالف بين كلمتهم, وأنزل عليهم رجزك وعذابك, اللهم عذب كفرة أهل الكتاب, الذين يكذبون رسلك, ويصدون عن سبيلك, اللهم اغفر لنا, وارحمنا, وارض عنا "
الزيادة هى " اللهم أسلمنا نفوسنا إليك, وصلينا وجوهنا إليك, وألجأنا ظهورنا إليك, ... اللهم اغفر لنا, وارحمنا, وارض عنا"
ونجد زيادة جديدة فى الرواية الآتية:
[ 20 ] أثر مكحول الشامي 41 أخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق 11\356 قال : أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه, حدثنا أبو الفتح المقدسي, وابن محمد الكلاعي, وأخبرنا أبو الحسن علي بن يزيد السلمي, حدثنا نضر بن إبراهيم الزاهد, قال أنبأنا أبو الحسين بن عوف, أنبأنا أبو علي بن مني,ر أنبأنا محمد بن خريم, أنبأنا هشام بن عمار في مشيخته الدمشقيين أنبأنا أبو فروة, حاتم بن شفي الهمداني, ويخضب بحمرة قال: رأيت مكحولا يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع, ويرفع يديه قليلا من تحت الرواح, ويقول :
ربنا ولك الحمد, ملء السماوات وملء الأرضين السبع, وما بينهن, وملء ما فيهن من شيء بعد اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخاف عذابك, الجد إن عذابك بالكافرين ملحق "
الزيادة هى " ربنا ولك الحمد, ملء السماوات وملء الأرضين السبع, وما بينهن, وملء ما فيهن من شيء"
وعقد المؤلف فصل نقل فيه نقولا من بطون الكتب لشرح الدعاءين وهى شروح طويلة حذفنا أكثرها وهو:
"فصل في شرح مفردات هذا الدعاء المأثور
وهذا فصل في شرح مفردات هذا الدعاء المأثور, وغريب ألفاظه, وهو مما جادت به قرائح أهل اللغة والفقه, وفيه تحقيق وتلبية لرغبة الأخ السائل, وقد رتبت أقوالهم حسب وفياتهم, و الله الموفق
1- قال الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي ت175 هـ 43 في كتابه العين 3\48وقوله إن عذابك بالكفار ملحِق بالكسر يقال إنه من القرآن لم يجدوا عليها إلا شاهدا واحدا فوضعت في القنوت, وهذه لغة موافقة لقوله تعالى: { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ } الإسراء: من الآية1
2- وقال الحافظ أبو عبيد القاسم بن سلام 44 ت 224هـ في كتابه القيم غريب الحديث2\96 في حديث عمر في قنوت الفجر
قوله: وإليك نسعى و نَحْفِدُ, نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنخْشَى عَذابَكَ إنّ عَذَابَكَ بِالكُفَّارِ مُلْحِقٌ قوله: نَحْفِدُ , أصل الحَفْد الخدمة والعمل, يقال: حَفَد يَحفِدُ حَفْداً;وقال الأخطل :
حَفَد الولائِدُ حولَهن واسلمت وأسلمتْ بأكُفِّهِنَّ أزِمَّةَ الاجمال أراد خدمهن الولائد
وقال الشاعر:
كَلّفتُ مجهولَها نوقا يمانِية إذا الحُداة على أكسائها حَفَدُوا
وقد روي عن مجاهد في قوله عزّ وعلا بَنِيْنَ وَحَفَدَةً أنهم الخدم, وعن عبد الله أنهم الأصهار ; وأما المعروف في كلامهم فإن الحفد هو الخدمة,فقوله: نَسْعَى ونَحْفِدُ, هو من ذاك, يقول: إنا نَعْبدُك ونَسعى في طلب رضاك وفيها لغةٌ أخرى: أحْفَدَ إحفاداً;
قال الراعي:
مَزايدُ خَرْقاءِ اليَدَينِ مُسِيْفَةٍ أخَبَّ بهن المُخْلِفانِ وأحْفَدا
فقد يكون قوله: أحفدا أخدما, وقد يكون أحفدا غيرهما أعمَلا بَعيرهما
فأراد عمر بقوله: وإليك نسعى ونَحْفِد, العمل لله بطاعته
وأما قوله: بالكفار مُلْحِقٌ فهكذا يروى الحديث, فهو جائز في الكلام أن يقول: مُلحِق يريد لاحِق, لأنهما لغتان يقال: لحقت القوم و ألْحَقتهم بمعنى, فكأنه أراد بقوله: مُلْحِق لاحق , قاله الكسائي وغيره ..."
الغريب أن هذه الشروح التى حذفناها لا تشرح الدعاءين وإنما تشرح الكلمات التى يظنون أنها غريبة مثل نحفد وملحق
ثم عقد فصلا أخر نقل فيه نقول تبين ان الكفار استغلوا الدعاءين بسبب تسميتهما سورتين وادعوا أن القرآن محرف بسبب ذلك والنقول تدافع عن الإسلام وتنكر كونهما سورتين وقد حذفنا العديد من النقول لكون الردود الموجودة تكرر فيهما نفس الكلام وفى هذا قال:
"فصل في دفع شبهة لأعداء الإسلام عن القرآن المجيد بسبب هذا الأثر المروي:
قال الشيخ القاضي أبو بكر الباقلاني الأشعري رحمه الله في كتابه الإنتصارص79 57:وأما القنوت فإنهم قالوا: إذا كان أمر القرآن كما ذكرتم من الإشتهار والإنتشار, وكان أبي من أعلم الناس به, وأحفظهم له, فكيف جاز عليه أن لا يعلم أن القرآن ليس فيه القنوت ؟
يقال لهم : ليس القنوت من القرآن بسبيل, لأنه لو كان القرآن لأثبته الرسول حسب ما ذكرنا, ولأننا قد علمنا قصور نظمه عن القرآن, وإنما يعلم ذلك أهل البلاغة والفصاحة, فلعل أبيا إن كان قال ذلك أو كتبه في مصحفه أو رقاع كان يكتب فيها القرآن, إنما قاله وفعله سهوا, ثم أثبته واستدرك وأيضا فإنه لا يروي عن أبي لفظة واحدة في أن ذلك القنوت قرآن منزل, وإنما روى قوم أنه أثبته في مصحفه, فلعل ذلك إن صح إنما أثبته لأنه دعاء لا استغناء عنه, وهو سنة مؤكدة يجب المواظبة عليه, وأثبته في آخر مصحفه, أو تضاعيفه لأجل ذلك, لا على أنه قرآن منزل قامت به الحجة, ويدل على ضعف هذا الخير عن أبي علمنا بأن عثمان تشدد في قبض المصاحف المخالفة لمصحفه وتحريقها والعادة توجب أن أبيا أول من قبض مصحفه, وأن تكون سرعة عثمان على مطالبته أشد من سرعة غيره بمصحفه, ولو وجد مصحف أبي فيه دعاء القنوت لوجب أن يعلم أنه قصد بوضعه إفساد الدين, وكذب فيه على أبي الذي أثبته في رقاعه التي كان يثبت فيها القرآن لما دعته الحاجة إلى كتبه كما يفعل الناس, لا أنه عنده من القرآن وغاية ما يريدونه أن يحمل عليه أمر أبي أن يقولوا إنه اشتبه عليه أمر القنوت, لما رأى من فصاحته وبلاغته وإدمان النبي على ذكره في صلواته, فقدر لأجل هذا كله أنه من القرآن فأثبته معه
فإن قالوا : فعلى هذا يجب أن يكون أبي عندكم لا يعرف وزن القرآن من غيره؟ قيل : معاذ الله, بل كان يعرف ذلك, وهو من أعرف الناس به, لكن ظن أن القنوت وإن قصر عن رتبة باقي السور في الجزالة فإنه يجوز أن يكون قرآنا, ويبعد أن يؤتى بمثله, وإن كان غيره أبلغ منه, كما قال الناس: من القرآن ما هو أجود وأفصح من سواه منه, نحو قوله : { فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيّاً }يوسف: من الآية80, و { َقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ } هود: من الآية44, الآية فهذا أوجز من مثل قدره من غيره من القرآن, وزعم قوم أنه لا يمتنع أن يكون القنوت قرآنا ثم نسخ, وأزيل رسمه لما فيه من الفصاحة, وفي هذا نظر, لأن نظمه مباين لنظم سائر القرآن, وخارج عن أوزان كلام العرب
وزعم قوم أن القنوت من كلام رسول الله وفي هذا نظر, لأن النبي لم يتهجد بمثل شيء من كلامه, ولو فعل ذلك لعاد بتهمته عند قوم , وإن كان ذلك زائدا عندنا في معجزته قال الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله: قد رأيت أنا مصحف أنس بالبصرة عند قوم من ولده, فوجدته مساويا لمصحف الجماعة, وكان ولد أنس يروي أنه روى أنه خط أنس وإملاء أبي "
" وقال الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني رحمه الله في كتابه مناهل العرفان في علوم القران1\263و264و270 :كان القرآن ولا يزال هدفا لأعداء الإسلام, يسددون إليه سهام المطاعن, ويتخذون من علومه مثارا للشبهات, يلفقونها زورا وكذبا, ويروجونها ظلما وعدوانا, من ذلك ما نقصه عليك في موضوعنا هذا, مشفوعا بالتفنيد فيما يأتي [ وذكر سبع شبهات لهم الرابعة منها حول سورتي القنوت ]
قالوا: رابعا أن أبي بن كعب حذف من القرآن ما كان يرويه, ولا نجده اليوم في المصحف, وهو:اللهم إنا نستعينك, ونستهديك, ونستغفرك, ونتوب إليك, ونؤمن بك, ونتوكل عليك, ونثني عليك الخير كله, نشكرك ولا نكفرك, ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد, ولك نصلي ونسجد, وإليك نسعى و نحفد, نرجو رحمتك, ونخاف عذابك, إن عذابك الجد بالكفار ملحقفأجاب الزرقاني عن شبهتهم بقوله :
احتجاجهم بأن الصحابة قد حذفوا من القرآن عند جمعه ما رأوا المصلحة في حذفه ومنه آية المتعة, وصيغة القنوت, فهو احتجاج باطل, قائم على إهمال النصوص الصحيحة المتظافرة على أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا أحرص الناس على الاحتياط للقرآن, وكانوا أيقظ الخلق في حراسة القرآن, ولهذا لم يعتبروا من القرآن إلا ما ثبت بالتواتر, وردوا كل ما لم يثبت تواتره, لأنه غير قطعي, ويأبى عليهم دينهم وعقلهم أن يقولوا بقرآنية ما ليس بقطعي, وقد سبق لك ما وضعوه من الدساتير المحكمة الرشيدة في كتابة الصحف على عهد أبي بكر , وكتابة المصاحف على عهد عثمان فارجع إليها إن شئت لتعرف مدى إمعان هؤلاء المبطلين في التجني والضلال
وإذا كان هؤلاء الطاعنون يريدون أن يلمزوا الصحابة ويعيبوهم بهذه الحيطة البالغة لكتاب الله حتى أسقطوا ما لم يتواتر, وما لم يكن في العرضة الأخيرة, وما نسخت تلاوته, وكان يقرؤه من لم يبلغه النسخ, نقول: إذا كانوا يريدون أن يلمزوا الصحابة والقرآن بذلك فالأولى لهم أن يلمزوا أنفسهم, وأن يواروا سوأتهم, لأن المسلمين كانوا ولا يزالون أكرم على أنفسهم من أن يقولوا في كتاب الله بغير علم, وأن ينسبوا إلى الله ما لم تقم عليه حجة قاطعة,وأن يسلكوا بالقرآن مسلك الكتب المحرفة, والأناجيل المبدلة, وإننا نذكر هؤلاء بتلك الكلمة التي يرددونها هم, وهي : من كان بيته من زجاج, فلا يرجمن الناس بالحجارة
وكلمة الفصل في هذا الموضوع أن آية المتعة التي يزعمون وصيغة القنوت التي يحكون لم يثبت قرآنيتهما حتى يكونا في عداد القرآن, وإن ادعوا قرآنيتهما فعليهم البيان, : { قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } البقرة: من الآية111
قال صاحب الانتصار 58 ما نصه : إن كلام القنوت المروي أن أبي بن كعب أثبته في مصحفه لم تقم الحجة بأنه قرآن منزل, بل هو ضرب من الدعاء, وأنه لو كان قرآنا لنقل إلينا نقل القرآن, وحصل العلم بصحته ثم قال : ويمكن أن يكون منه كلام كان قرآنا منزلا ثم نسخ, وأبيح الدعاء به, وخلط بما ليس بقرآن, ولم يصح ذلك عنه,إنما روي عنه أنه أثبته في مصحفه, وقد أثبت في مصحفه ما ليس بقرآن من دعاء أو تأويل وهذا الدعاء هو القنوت الذي أخد به السادة الحنفية
وبعضهم ذكر أن أبيا كتبه في مصحفه, وسماه سورة الخلع و الحفد لورود مادة هاتين الكلمتين فيه, وقد عرفت توجيه ذلك
والخلاصة أن بعض الصحابة الذين كانوا يكتبون القرآن لأنفسهم في مصحف, أو مصاحف خاصة بهم ربما كتبوا فيها ما ليس بقرآن, مما يكون تأويلا لبعض ما غمض عليهم من معاني القرآن, أو مما يكون دعاء يجري مجرى أدعية القرآن, في أنه يصح الإتيان به في الصلاة عند القنوت, أو نحو ذلك, وهم يعلمون أن ذلك كله ليس بقرآن, ولكن ندرة أدوات الكتابة, وكونهم يكتبون القرآن لأنفسهم وحدهم دون غيرهم هون عليهم ذلك, لأنهم أمنوا على أنفسهم اللبس واشتباه القرآن بغيره, فظن بعض قصار النظر أن كل ما كتبوه فيها إنما كتبوه على أنه قرآن, مع أن الحقيقة ليست كذلك, إنما هي ما علمت أضف إلى ذلك أن النبي أتى عليه حين من الدهر نهى عن كتابة غير القرآن, إذ يقول فيما يرويه مسلم : لا تكتبوا عني, ومن كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه , وذلك كله مخافة اللبس والخلط, والاشتباه في القرآن الكريم
انتهى كلامه جزاه الله خيرا بتصرف"
مما سبق يتبين التالى:
-أنه لا يوجد شىء اسمه سورتى الخلع والحفد
-أن روايات الدعاءين متناقضة متضاربة فيها زيادات عن بعضها البعض
-القنوت الملازم للدعاءين متناقض فى الصلوات التى يكون فيها ومتناقض فى الفعل الذى يكون قبله أو بعده فى الصلاة
-أن الدعاءين معناهما موجود فى أدعية أخرى موجودة فى القرآن ومن ثم لا داعى لتكرارهما ووضعهما كسورتي نفى المصحف لأنهما لن يقدما شيئا جديدا
- أن النص المصحفى موجود منذ قرون طويلة ولا يوجد مصحف قديم يثبت وجود الدعاءين كسورتين فيه فكل ما يحكى هو روايات متناقضة تتفق فى شىء واحد وهو وجود الدعاءين فى مصحف أبى وأما مصاحف الأخرين كابن مسعود فروايات تثبت وروايات تنكر وكذلك فيمن ورد ذكرهم فى البحث من الصحابة
مواضيع مماثلة
» نظرات فى كتاب تحفة المريض
» نقد كتاب أحكام الخلع
» قراءة في كتاب أحكام الخلع
» نقد كتاب تحفة الأمين فيمن يقبل قوله بلا يمين
» نقد كتاب تحفة الأمين فيمن يقبل قوله بلا يمين
» نقد كتاب أحكام الخلع
» قراءة في كتاب أحكام الخلع
» نقد كتاب تحفة الأمين فيمن يقبل قوله بلا يمين
» نقد كتاب تحفة الأمين فيمن يقبل قوله بلا يمين
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود سبب رزقنا ونصرنا هو الضعفاء
اليوم في 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى لون راية الرسول(ص)
اليوم في 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود دخول الناس المسجد بالسلاح
اليوم في 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود ادخال الأفراس فى الرهان سواء أمن أو لم يؤمن
اليوم في 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود إباحة الرهان وهو السبق و
اليوم في 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الأرض تطوى بالليل
اليوم في 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الإبل خلقت من الشياطين
اليوم في 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وسم الأنعام
اليوم في 6:10 am من طرف Admin
» نظرات فى كتاب موقف علي في الحديبية
اليوم في 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الناقة ملعونة
أمس في 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود النهى عن ركوب الجلالة
أمس في 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الجرس شيطان
أمس في 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قرب الملائكة من الناس
أمس في 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العين لها تأثير مؤذى
أمس في 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود معجزة كلام الجمل
أمس في 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كراهية الشكال فى الخيل
أمس في 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود التفضيل فى ألوان وبركة الخيل
أمس في 6:11 am من طرف Admin
» عمر الرسول (ص)
أمس في 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود من تمنى الجهاد ولم يجاهد فمات فهو شهيد
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:48 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عدم رد الدعاء فى أمرين أو ثلاثة
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:47 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عامر له أجره مرتين بعد استشهاده من دون بقية المسلمين
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:46 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تعجب الله
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:45 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو الخلافة ودنو المصائب
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:44 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المسلمين بعضهم أبرار وبعضهم فجار
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود القول أمتى
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الخروج بالنساء مع المجاهدين
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:42 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو فتح الأمصار
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:42 am من طرف Admin
» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
الخميس نوفمبر 21, 2024 5:28 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود حدوث معجزة النور على قبر النجاشى
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كون الشهيد من ثوابه الشفاعة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المولود الميت والوئيد فى الجنة
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:10 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فيمن هو المجاهد
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:08 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود التواجد فى مكانين فى وقت واحد
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:07 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود نزول الوحى فى أثناء النوم
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:06 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود خلاف فيمن لم يحدث نفسه بالجهاد
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:05 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الميت دون تحديث نفسه بالغزو منافق
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:04 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بما فى الغد
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:03 am من طرف Admin
» ترك العمل والرياء
الأربعاء نوفمبر 20, 2024 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود نمو عمل المرابط ليوم القيامة
الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:20 am من طرف Admin