بيت الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بيت الله
بيت الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى قراءة الآيات من سورة الكهف يعصمن من الدجال
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:41 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الأرض كلها مسجد وطهور
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:40 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى رؤية الصحابى للجن الممثل فى الغول
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:39 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى نزول الملائكة لسماع القرآن من ابن حضير
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:38 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى البيت المقروء فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:37 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى ملاك غير جبريل نزل بفاتحة الكتاب وخواتيم البقرة
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:37 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى إسرار القراءة فى النفس فى الصلاة
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:36 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الفاتحة هى السبع المثانى
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:35 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:34 am من طرف Admin

» قراءة فى مقال آثار غامضة ... هل هي أكاذيب أم بقايا حضارات منسية؟
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1أمس في 5:23 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الرسول(ص) لم يبين لهم الأنفال من براءة
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:38 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى قراءة الآيتين الأخيرتان من البقرة كافية لقيام الليل
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:37 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى اسماء الأربعة جامعى القرآن
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:36 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى أخذ القرآن من أربع فقط
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:35 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى القرآن جمع على يد الصحابة بعد موت النبى (ص)
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:35 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الرسول(ص) كان أجود ما يكون في رمضان
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:34 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى نزول القرآن بلغة قريش
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:33 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى اختلاف كتب الوحى عن القرآن
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:33 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى نزول الوحى على النبى(ص) وهو يغط في النوم
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:32 am من طرف Admin

» خرافة وهم سبق الرؤية .. ديجا فو
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الأحد مايو 12, 2024 5:21 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى عقاب الزناة الثيب بالثيب والبكر بالبكر والثيب جلد مائة ثم رجم
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:42 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى قيام الليل يكون بالتكبير والحمد والتسبيح عشرا
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:41 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجود دعاء اسمه سيد الاستغفار
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:41 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الجلوس في المسجد لغير الصلاة
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:40 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى اعتبار الله صاحب وخليفة
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:38 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى التعوذ من العيون
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:38 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فيما يساوى الكفر
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:37 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى اعتبار الفقر مماثل للكفر
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:36 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى اعتبار الدين مماثل للكفر
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:35 am من طرف Admin

» قراءة فى مقال هستيريا
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1السبت مايو 11, 2024 5:20 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى غسل الخطايا بماء الثلج والبرد
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 6:03 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجود المسيخ الدجال
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 6:01 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الإخلاص والمعوذتين كافيتان من كل شر
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 6:01 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تفضيل المعوذتين على باقى القرآن
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 6:00 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى المعوذتين
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 6:00 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الجهر في الصلاة بالقراءة
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 5:59 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى المعوذتين خير السور
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 5:58 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى كلام الله بعضه أحب إلى الله من بعض
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 5:57 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى افضل الجهاد جهاد الكلمة
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 5:57 am من طرف Admin

» قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية
نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Icon_minitime1الجمعة مايو 10, 2024 5:48 am من طرف Admin

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


Bookmark & Share
Bookmark & Share
Bookmark & Share

نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها

اذهب الى الأسفل

نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها Empty نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها

مُساهمة من طرف Admin الأحد أغسطس 18, 2019 6:13 am

نقد كتاب فَضلُ المدينة وآدابُ سُكنَاها وزيارتِها
الكتاب إعداد عبد المحسن بن حمد العباد البدر وموضوعه كما قال المعد " وقد رأيتُ كتابةَ هذه الرسالةِ في فضل هذه المدينة المباركة وبيان آداب سُكناها وزيارتها، فأذكرُ فيها جملةً من فضائلِها، ثمَّ جملةً مِن آدابِ سُكناها، ثمَّ جملةً من آداب زيارتِها"
وقد قال عبد المحسن فى فضائل المدينة :
"فإنَّ مدينةَ الرَّسول الكريم (ص) طَيْبةَ الطيِّبةَ مهبطُ الوحي ومتنزَّلُ جبريلَ الأمين على الرسول الكريم (ص) ، وهي مأرزُ الإيمان، وملتقى المهاجرين والأنصار، وموطن الذين تبوؤوا الدارَ والإيمان، وهي العاصمة الأولى للمسلمين، فيها عُقدت ألويةُ الجهاد في سبيل الله، فانطلقت كتائبُ الحق لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، ومنها شعَّ النور، فأشرقت الأرض بنور الهداية، وهي دارُ هجرة المصطفى (ص)، إليها هاجر، وفيها عاش آخر حياته (ص)، وبها مات، وفيها قُبر، ومنها يُبعث، وقبره أول القبور انشقاقاً عن صاحبه، ولا يُقطع بمكان قبر أحد من الأنبياء سوى مكان قبره (ص)"
والخطأ أن قبر النبى(ص) أول القبور انشقاقاً عن صاحبه هو ما يخالف كون القبور تتشقق أى تتبعثر فى وقت واحد كما قال تعالى"وإذا القبور بعثرت " وقال "وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا"
وانتقد المعد قول لناس بتفضيل المدينة على مكة مبينا حرمة ذلك فقال:
"وهذه المدينة المباركة شرَّفها الله وفضّلها، وجعلها خير البقاع بعد مكة، ويدل لتفضيل مكة على المدينة قولُ الرسول الكريم (ص) لمّا أخرجه الكفار منها واتَّجه إلى المدينة مهاجراً، قال مخاطباً مكة: " والله إنَّكِ لَخيْرُ أرضِ الله، وأَحبُّ أرضِ الله إلى الله، ولولا أنِّي أُخرجتُ منكِ ما خرجتُ "، رواه الترمذي، وابن ماجه، وهو حديثٌ صحيحٌ
وأمَّا الحديثُ الذي يُنسبُ إلى الرَّسولِ (ص)، وهو: " أنَّ النبِيَّ (ص) دعَا وقال: اللَّهمَّ إنَّكَ أخْرَجْتَنِي مِن أَحَبِّ البلادِ إلَيَّ ـ يعني مكَّةَ ـ فَأَسْكِنِّي في أحبِّ البلادِ إليك ـ يعني المدينةَ ـ "، فهو حديثٌ موضوعٌ، ومعناه غيرُ مستقيم؛ لأنَّه يدلُّ على أنَّ الأحبَّ إلى الله غيرُ الأحبِّ إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، والأَحَبّ إلى الرَّسول غير الأحبِّ إلى الله، ومِن المعلومِ أنَّ مَحبَّةَ الرَّسولِ (ص) تابعةٌ لِمحَبَّة الله سبحانه وتعالى، ليس الأحب إلى الله غير الأحب إلى الرسول (ص)"
وكون مكة أفضل من المدينة كلام لا شك فيها وقد تكلم عن فضائل المدينة فقال :

"فمِن فضائلِ هذه المدينةِ المباركة:
أنَّ الله تعالى جعلَها حَرَماً آمناً كما جعل مكَّةَ حَرماً آمناً، وقد جاء عن النَّبِيِّ الكريمِ (ص) أنَّه قال: " إنَّ إبراهيمَ حرَّمَ مكَّةَ، وإنِّي حرَّمتُ المدينةَ "، رواه مسلم، والمقصودُ من هذا التحريمِ المضافِ إلى محمدٍ (ص) وإلى إبراهيمَ (ص) هو إظهارُ التحريم، وإلاَّ فإنَّ التَّحريمَ مِن الله عزَّ وجلَّ، وهو الذي جعل هذا حَرَماً، وجعلَ هذا حَرَماً"
الرجل هنا يناقض نفسه فهو ينسب تحريم البلدتين إلى محمدٍ (ص) وإلى إبراهيمَ (ص)وينسب تحريمهم لله
والخطأ أن المدينة حرم فلا يوجد نص واحد يقول أن الله حرم المدينة فهو حرم واحد وإلا كان الحج للحرمين وليس واحد كما قال تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"
وكرر الكلام فقال :
"واختصَّ الله عزَّ وجلَّ هاتيْن البلدَتَيْن بهذه الصِّفَةِ التي هي الحرمة دون سائر البلاد، ولَم يأتِ دليلٌ ثابتٌ يدلُّ على تحريمِ شيءٍ غير مكَّة والمدينة، وما شاعَ على أَلسِنَة كثيرٍ من النَّاسِ من أنَّ المسجدَ الأقصَى ثالثُ الحَرمَيْن هو من الخطأ الشائعِ؛ لأنَّه ليس هناك للحرمين ثالثٌ، ولكنَّ التعبيرَ الصحيح أن يُقال: ثالث المَسجِدَيْن ـ أي المُشَرَّفيْن المُعظَّمَيْن ـ، والنبِيُّ (ص) جاء عنه ما يدلُّ على فضلِ هذه المساجدِ الثلاثة وعلى قصدِها للصلاةِ فيها، حيث قال عليه الصلاة والسَّلام: " لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلاَّ إلى ثلاثةِ مساجد، المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصَى "، رواه البخاري ومسلم"
والخطأ شد الرحال لثلاث مساجد وهو ما يناقض كونه الرحال تشد لمكان واحد وهو البيت الحرام كما قال تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"
ثم عرف الرجل الحرم بكونه ما تحيط به الحدود فقال:
"ثمَّ إنَّ المقصودَ بالحَرَم في مكَّةَ والمدينة ما تُحيطُ به الحدود لكلٍّ منهما، هذا هو الحرَمُ، وما شاعَ من إطلاقِ الحرَمِ على المسجدِ النَّبَويِّ فقط فهو من الخطأ الشائع؛ لأنَّه ليس هو الحرمُ وحده، بل المدينة كلُّها حَرَمٌ ما بين عَيْرٍ إلى ثَوْر، وما بين لابَتَيْها، وقد قال عليه الصلاة والسَّلام: " المدينةُ حرَمٌ ما بين عَيْر إلى ثور "، رواه البخاري ومسلم
وقال (ص): " إنَّي حرَّمتُ ما بين لابَتَيْ المدينة أن يُقطَع عِضاهُها، أو يُقتل صيدُها "، رواه مسلم"
وهو كلام خاطىء فالحرم هو البيت وليس ما هو خارجه لأن الحرم كما قال تعالى "ومن دخله كان آمنا "وقال "حرما آمنا "والأمن لم يكن متوفر فى مكة بدليل أن القوم عذبوا المسلمين وطرودهم أى أخرجوهم من بيوتهم وأخذوا أموالهم كما قال تعالى " فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى " وهذا لا يتفق مع كون البلد كلها آمنة فالأمن خاص بالمسجد حيث توعد من أراد أى شاء فقط ولم يفعل ارتكاب ذنب فى الكعبة فقال "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
وبدلا من أن ينقد الرجل أحاديث حدود المدينة لتناقضها حاول بلا دليل أن يبين كونها متفقة رغم اعترافه بوجود أصغر وأكبر لا يمكن أن يتفقا فقال:
"وقد جاء عن النَّبِيِّ الكريمِ (ص) في بيان حدود حرَم المدينة أنَّ الحرَمَ ما بين اللاَّبتَين، أو ما بين الحرَّتين، أو ما بين الجَبلَين، أو ما بين عَيْرٍ إلى ثَور، ولا تنافيَ ولا اضطراب بين هذه الألفاظ؛ فإنَّ الأصغرَ داخلٌ في الأكبرِ، فما بين اللاَّبتين حَرَمٌ، وما بين الحرَّتين حَرَمٌ، وما بين عيْر إلى ثورٍ حرمٌ، وإذا اشتبه الأمرُ في شيءٍ يُحتمَل أن يكون من الحرَم، ويُحتمل أن يكون من غيرِه، فإنَّ هذا أمثلُ ما يُقال فيه إنَّه من الأمور المشتبهات"
ثم بين الرجل كون المدينة اسمها طيبة وطابة فقال :
ثمَّ إنَّ من الفضائلِ: التي جاءت في شأن هذه المدينة المباركةِ أنَّ النبِيَّ (ص) سَمَّاها " طيبة "،و" طابة "، بل إنَّه ثبت في صحيح مسلم أنَّ اللهَ سَمَّاها " طابة "، قال النَّبِيُّ (ص): " إنَّ اللهَ سَمَّى المدينةَ طابة "، وهذان اللَّفظان مُشتقَّان من الطيب، ويَدلاَّن على الطيب، فهما لفظان طيِّبان، أطلقَا على بُقعةٍ طيِّبة"
ونسبة التسميات لله يخالف كون الله سماها يثرب وسماها المدينة حيث قال "وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم"وقال "يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل"
وهذا لا يمنع وجود تلك التسميات
وتحدث عن كون الإيمان متجذر فى المدينة فقال :
"ومِن فضائلِها: أنَّ الإيمانَ يَأْرِزُ إليها، كما قال (ص): " إنَّ الإيمانَ لَيَأْرِزُ إلى المدينة كما تَأْرِزُ الحَيَّةُ إلى جُحرِها "، رواه البخاريُّ ومسلم
ومعنى ذلك أنَّ الإيمانَ يتَّجِه إليها ويكون فيها، والمسلمون يَؤُمُّونَها ويَقصِدونها؛ يدفعُهم إلى ذلك الإيمانُ ومَحبَّةُ هذه البُقعةِ المباركةِ التي حرَّمها الله عزَّ وجلَّ"
وهو كلام ليس صائبا ولم يرد عن النبى(ص) لعلمه أن الناس يسلمون فى عصور ويكفرون فى عصور كثيرة حتى وإن تسموا بأسماء المسلمين والدليل أن أهلها كانوا كفار قبل بعثة النبى(ص)فكيف يسكن فيها الإيمان دوما وقد كانت من قبل كافرة
ومِن فضائلها: ما جاء عن النَّبِيِّ (ص)أنَّه وَصفَها بأنَّها قريةٌ تأكلُ القُرى، قال (ص): " أُمرتُ بقريةٍ تأكل القُرى "يعني أُمرَ بالهجرةِ إلى هذه القريةِ التي تأكلُ القُرى يقولون لها: يَثْرِب، وهي المدينة "، رواه البخاري ومسلم"
التعبير بأكل القرية للقرى هو تعبير ظالم فالمدينة رسالة النبى (ص) فيها كانت رسالة العدل وليس رسالة أكل ثروات الأمم وأما قول المعد:
"وكلُّ خيرٍ حصل لأهل الأرضِ فإنَّما خرجَ من هذه المدينة المباركة، مدينة الرَّسول (ص)، فكونُها تأكل القرى يصدُقُ على كون الانتصار لَها على غيرِها من المدن، كما حصل ذلك في الصَّدر الأول، ومع الرَّعيل الأول من أصحاب رسول الله (ص) والخلفاء الرَّاشدين رضي الله عنهم وأرضاهم"
فانتصار المدينة لم يكن دوما حسب التاريخ المعروف فقد هزمها الأمويون وكانوا سيدمروها كما أن الصليبين هاجموها أيام الحملات الصليبية لمنع الحج
وتحدث الرجل عن صعوبات العيش فيها ووجوب الحية فيها فقال :
"ومن فضائلها: أنَّ النَّبِيَّ (ص) حثَّ على الصَّبرِ على لأوائِها وجَهدِها وقال: " المدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون "، قال ذلك في حقِّ الذين فكَّروا في الانتقالِ من المدينة إلى الأماكنِ التي فيها الرَّخاء، وسَعَة الرِّزق، وكثرة المال، فالنَّبِيُّ (ص) قال: " المدينةُ خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، لا يَدَعُها أحدٌ رغبةً عنها إلاَّ أبدَلَ اللهُ فيها مَن هو خيرٌ منه، ولا يثبُتُ أحدٌ على لأْوَائِها وجَهدِها إلاَّ كنتُ له شفيعاً أو شهيداً يوم القيامة "، رواه مسلم"
وكرر الكلام فقال :
وهذا يدلُّنا على فضلِ هذه المدينة، وفضلِ الصَّبرِ على الشدَّة واللأوَى والجَهد والضَنْك إذا حصلَ لأحدٍ، فلا يكون ذلك دافعاً له إلى أن ينتقلَ منها إلى غيرِها يبحَثُ عن الرَّخاءِ وعن سَعَة الرِّزقِ، بل يصبر على ما يحصلُ له فيها، وقد وُعِدَ بهذا الأجرِ العظيم، والثَّوابِ الجزيلِ من الله سبحانه وتعالى"
وبالقطع هذا كلام لا يدل لى الفهم فالدولة الإسلامية السكن فى كل بلادها واجب الدفاع عنها فلو عاش لناس فى مكة والمدينة لخربت باقى الدولة وهو أمر لا يقوله الله ولا يأمر به رسوله(ص)ثم قال :
"ومِن فضائِلِها: ما جاء عن النَّبِيِّ (ص) من الدُّعاءِ لَها بالبرَكَة، ومِن ذلك قولُه (ص): " اللَّهمَّ بارِك لَنا في ثَمَرِنا، وبارِك لَنا في مدينَتِنا، وبارِك لنا في صاعِنا، وبارِك لَنا في مُدِّنا "، رواه مسلم"
والخطأ الأول وجود البركة فى مكة والمدينة فقط وهو ما يخالف وجودها فى الأرض وجودها مصداق لقوله تعالى بسورة فصلت "وجعل فيها رواسى من فوقها وبارك فيها" ثم قال :
ومِن فضائِلِها: أنَّها لا يدخُلُها الطَّاعونُ ولا الدَّجَّالُ، قال (ص): " على أنقابِ المدينة ملائكةٌ، لا يَدخُلُها الطَّاعونُ ولا الدَّجَّالُ "، رواه البخاري ومسلم"
والخطأ نزول الملائكة أرض المدينة وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها مصداق لقوله تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
ثم بين مساجد المدينة فقال:
"ومِمَّا اشتملت عليه هذه المدينةُ مسجدان عظيمان، هما: مسجد الرَّسول الكريم (ص)، ومسجد قباء أما مسجدُ الرَّسول الكريم (ص) فقد جاء في فضلِه أحاديثُ منها قولُه عليه الصلاة والسلام: " لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلاَّ إلى ثلاثةِ مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى "، رواه البخاري ومسلم ففي هذه المدينة أحدُ المساجد الثلاثة التي بناها أنبياء، وهي التي لا تُشَدُّ الرِّحال إلاَّ إليها وأيضاً جاء ما يدلُّ على فضل الصلاة فيه، وأنَّها خيرٌ من ألف صلاة، قال عليه الصلاة والسلام: " صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألف صلاة فيما سِواه إلاَّ المسجد الحرام "، رواه البخاري ومسلم
ومِمَّا يُنبَّه عليه حول هذا المسجد المبارَك أمورٌ:
الأول: أنَّ التضعيفَ لأجرِ الصلاة فيه بأكثرَ من ألف ليس مقيَّداً بالفرضِ دون النَّفل، ولا بالنَّفلِ دون الفرض، بل لَهما جميعاً؛ لإطلاقِ قوله (ص): " صلاة "، فالفريضةُ بألف فريضة، والنَّافلةُ بألف نافلة
الثاني: أنَّ التضعيفَ الواردَ في الحديثِ ليس مُختصًّا في البقعة التي هي المسجد في زمانه (ص)، بل لَها ولكلِّ ما أُضيفَ إلى المسجدِ من زياداتٍ.... الرَّابع: إذا امتلأ المسجدُ النبويُّ بالمصلين، فلِمَن جاء متأخِّراً أن يُصلِّيَ في الشوارِعِ بصلاةِ الإمامِ في الجهات الثلاث غير الجهة الأمامية، ويكون له أجر صلاة الجماعة، أمَّا التضعيف بأكثرَ من ألف فإنَّه خاصٌّ بِمَن كانت صلاتُه في المسجد؛ لقول النَّبِيِّ (ص): " صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألف صلاةٍ فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام "، ومَن صلَّى في الشوارع لَم يكن مُصلِّياً في مسجدِه، فلا يَحصُلُ له هذا التضعيف
"
الخطأ تفاضل أعمال الصلاة فى الأجر بسبب المكان ومخالفتها للأجر العام فى القرآن وهو أن أى عمل غير مالى بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى بسورة الأنعام "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
وتحدث عن كون قطعة من المسجد من الجنة فقال:
الثالث: في المسجد بُقعةٌ وَصَفها رسول الله (ص) بأنَّها رَوضَةٌ من رياض الجَنَّةِ، وذلك في قولِه (ص):
" ما بين بَيتِي ومِنبَري رَوضةٌ من رياض الجَنَّة "، رواه البخاري ومسلم"
والخطأ أن الجنة فى الأرض بين البيت والقبر أو المنبر وهو ما يخالف أنها فى السماء مصداق لقوله تعالى بسورة الذاريات "وفى السماء رزقكم وما توعدون "فالموعود هو الجنة مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات جنات ".
وانتقد الرجل حديث عن صلاة40 صلاة فى لمسجد النبوى فقال:
"الخامس: شاع عند كثيرٍ من الناس أنَّ مَن قَدِمَ إلى المدينة فعليه أن يُصلِّي أربعين صلاةً في مسجد الرَّسول (ص) لحديثٍ في مسند الإمام أحمد عن أنس رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ (ص) أنَّه قال: " مَن صلَّى في مسجدي أربعين صلاةً لا تفوتُه صلاةٌ كُتبت له براءةٌ من النار ونَجاةٌ من العذابِ، وبَرِئَ من النفاق "، وهو حديثٌ ضعيفٌ لا تقومُ به الحُجَّةُ، بل الأمرُ في ذلك واسعٌ، وليس مَن قَدِمَ المدينةَ مُلزَماً بصلواتٍ معيَّنةٍ في مسجده (ص)
وبين المعد خطا شائع وهو أن قبر النبى (ص) فى المسجد لكون المسجد بنى وهو حى فلم يكن فيه قبر وإنما هذا حدث بعد وفاته كما هو فى التاريخ المعروف ومن ثم فلا دليل عند القبوريين فى بناء المساجد على القبور فقال:
"السادس: ابتُلِيَ كثيرٌ من المسلمين في كثيرٍ من الأقطارِ الإسلامية ببناء المساجد على القبورِ، أو دفن الموتى في المساجد، وقد يتشبَّثُ بعضُهم لتسوِيغِ ذلك بوجود قبرِه (ص) في مسجدِه، ويُجابُ عن هذه الشُّبهةِ بأنَّ النَّبِيَّ (ص) هو الذي بنى المسجدَ أولَ قدومِه المدينة، وبنى بيوتَه التي تسكنُها أُمَّهاتُ المؤمنين بجوارِ مسجِدِه، ومنها بيت عائشة الذي دُفِن فيه (ص)، وبقيت هذه البيوتُ كما هي خارج المسجد في زمن الخلفاء الرَّاشدين رضي الله عنهم وزمن معاوية رضي الله عنه، وزمن خلفاء آخرين بعده، وفي أثناء خلافة بني أُميَّة وُسِّع المسجدُ وأُدخلَ بيتُ عائشةَ الذي قُبِرَ فيه (ص) في المسجد، وقد جاء عن النَّبِيِّ (ص) أحاديثُ مُحكمةٌ لا تَقبَلُ النسخَ تدلُّ على تحريمِ اتِّخاذِ القبور مساجد، منها حديثُ جندب بن عبد الله البجليِّ رضي الله عنه الذي سمِعَه من رسول الله (ص) قبل وفاتِه بخمسِ ليالٍ قال فيه: سَمِعتُ رسول الله (ص) قبل أن يَموتَ بخمسٍ يقول: " إنَّي أبرَأ إلى الله أن يكون لي منكم خليلٌ، فإنَّ اللهَ اتَّخذَنِي خليلاً كما اتَّخذَ إبراهيمَ خليلاً، ولو كنتُ متَّخَذاً من أُمَّتي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بَكر خليلاً، ألاَ وإنَّ مَن كان قبلكم كانوا يتَّخذون قبورَ أنبيائهم وصالِحيهم مساجد، ألاَ فلا تتَّخذوا القبورَ مساجدَ فإنِّي أنهاكم عن ذلك "، رواه مسلمٌ في صحيحه"
واعتبر الرجل أن المدينة كان بها مسجدان عظيمان مسجد النبى(ص) ومسجد قباء فقال :
"وأمَّا مسجدُ قُباء، فهو ثاني المسجدَين اللَّذَين لهما فضلٌ وشأنٌ في هذه المدينة وقد أُسِّسَا على التقوى من أوَّلِ يوم، وقد جاء عن النَّبِيِّ (ص) مِن فعلِه وقولِه ما يدلُّ على فضلِ الصلاة في مسجدِ قباء
أمَّا فعلُه فعَن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: " كان النَّبِيُّ (ص) يأتي مسجدَ قباء كلَّ سبتٍ ماشياً وراكباً فيُصلِّي فيه ركعتين "، رواه البخاري ومسلم
وأمَّا قولُه فقد ثبت عن سَهل بن حُنيف رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): " مَن تطهَّرَ في بيتِه
ثمَّ أتى مسجدَ قُباء فصلَّى فيه صلاةً كان له أجر عُمرة "، رواه ابن ماجه وغيرُه"
الخطأ الأول فى الفقرة هو أن المدينة كان بها مسجدين مسجد النبى (ص)مسجد التقوى ومسجد الضرار كما قال تعالى" أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به فى نار جهنم"
والخطأ الثانى أن صواب الصلاة كثواب العمرة وهو ما يناقض كون الصلاة عمل غير مالى بعشر حسنت كما قال تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها" بينما العمرة عمل مالى حيث تتطلب السفر وإعداد مال للطعام والشراب والإقامة فى مكة وهو بسبعمائة حسنة أو الضعف
1400 كما قال تعالى ""مثل الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء".
ثم ذكر الرجل ما اعتقد أنه آداب سكنى المدينة فقال:
"وأمَّا الآدابُ المتعلِّقةُ بسُكنى المدينة:
فإنَّ مَن وفَّقه الله لِسُكنى هذه المدينة المباركة طَيْبَة الطيِّبة عليه أن يستشعرَ أنَّه ظَفِرَ بنعمةٍ عظيمةٍ ومِنَّةٍ جسيمةٍ، فيشكر اللهَ على هذه النِّعمة، ويَحمدُه على هذا الفضل والإحسان
وإنَّ لسُكنى هذه المدينة آداباً منها:
أوَّلاً: أن يُحبَّ المسلمُ هذه المدينةَ لفضلِها، ولِمَحبَّةِ النَّبِيِّ (ص) إيَّاها، روى البخاريُّ في صحيحه عن أنسٍ رضي الله عنه: " أنَّ النَّبِيَّ (ص) كان إذا قَدِمَ من سَفرٍ فنظَرَ إلى جُدُراتِ المدينة أوضَعَ راحِلَتَه، وإن كان على دابَّةٍ حرَّكها من حُبِّها"
ثانياً: أن يَحرِصَ المسلمُ على أن يكون في هذه المدينة مستقيماً على أمر الله، مُلتَزِماً بطاعة الله وطاعةِ رسوله (ص)، شديدَ الحَذَرِ من أن يقعَ في البدَع والمعاصي
ثالثاً: أن يَحرصَ المسلمُ في هذه المدينة على أن يكون له نصيبٌ كبيرٌ من تجارةِ الآخرة التي تكون الأرباحُ فيها أضعافاً مضاعفةً، وذلك بأن يُصلِّيَ ما أمكنه من الصلوات في مسجد الرَّسول (ص)؛ ليُحصِّلَ الأجرَ العظيمَ الموعودَ به في قولِه (ص): " صلاةٌ في مسجدي هذا خيرٌ من ألفِ صلاةٍ فيما سِواه إلاَّ المسجد الحرام "، رواه البخاري ومسلم
رابعاً: أن يكون المسلمُ في هذه المدينة المباركة قُدوةً حسنةً في الخير،؛ لأنَّه يُقيمُ في بلدٍ شَعَّ منه النورُ، وانطلقَ منه الهُداةُ المصلِحون إلى أنحاء المعمورة
خامساً: أن يَتذكَّر المسلمُ وهو في هذه المدينة أنَّه في أرضٍ طيِّبة هي مَهْبَطُ الوحي ومَأرِزُ الإيمان ومَدْرَجُ الرسول الكريم (ص) وصحابته الكرام من المهاجرين والأنصار
سادساً: أن يحذرَ مَن وفَّقه الله لسُكنى المدينة أن يُحدثَ فيها حَدَثاً أو يُؤوي مُحدثاً فيتعرَّضَ للَّعن؛ لأنَّه ثبت عن الرسول (ص) أنَّه قال: " المدينةُ حَرَمٌ، فمَن أَحدَث فيها حَدَثاً أو آوَى مُحدِثاً فعليه لعنةُ الله والملائكةِ والنَّاسِ أجمعين، لا يُقبل منه يوم القيامة عَدْلٌ ولا صَرفٌ "، رواه مسلم
... ثامناً: أن يصبرَ المسلمُ على ما يحصُلُ له فيها من ضيقِ عيشٍ أو بلاءٍ أو لأواءٍ؛ لقوله (ص) من حديث أبي هريرةَ رضي الله عنه: " لا يصبِرُ على لأواءِ المدينة وشِدَّتِها أَحدٌ من أُمَّتي، إلاَّ كنتُ له شفيعاً يوم القيامة أو شهيداً "، رواه مسلم
وفي صحيح مسلم أيضاً أنَّ أبا سعيد مولى المَهْريِّ جاء أبا سعيدٍ الخُدري لياليَ الحرَّة، فاستشارَه في الجَلاءِ من المدينة، وشكا إليه أسعارَها وكثرةَ عيالِه، وأخبرَه أن لا صبرَ له على جَهدِ المدينة ولأوائها، فقال له: " وَيْحَكَ! لا آمرُكَ بذلك، إنِّي سمعتُ رسول الله (ص) يقول: لا يَصبِرُ أَحدٌ على لأوائها فيموت إلاَّ كنتُ له شفيعاً يوم القيامة، إذا كان مسلماً "ط
والكلام السابق ليس مطلوبا فى المدينة وحدها بل هو مطلوب من المسلم فى أى مكان يعيش فيه فى الدولة المسلمة أو حتى خارجها فكل الأعمال الصالحة والاقتداء النبى(ص) مطلوب من كل مسلم فى كل مكان كما قال تعالى "اتقوا الله ما استطعتم"وقال "لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة"
وتعرض الرجل لمسائل أخرى منها تحريم الصيد فيا وقطع الشجر فى المدينة فقال:
" أن لا يتعرَّض في المدينة لقطعِ شَجَرٍ أو اصطِيادِ صيدٍ؛ لِمَا وردَ في ذلك من الأحاديث عن الرسول (ص)، كقولِه (ص): " إنَّ إبراهيمَ حرَّم مكَّةَ، وإنِّي حرَّمتُ المدينةَ ما بين لابتيها، لا يُقطَع عِضاهُها، ولا يُصادُ صيدُها "، رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وروى مسلمٌ أيضاً من حديث سَعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ (ص) قال: " إنِّي أُحرِّم ما بين لابَتَي المدينة أن يُقطَع عِضاهُها، أو يُقتل صيدُها "، وفي الصحيحين عن عاصم بن سليمان الأحول قال:
" قلتُ لأنسٍ: أَحَرَّم رسول الله (ص) المدينةَ؟ قال: نعم، ما بين كذا إلى كذا لا يُقطَع شجرُها، مَن أحدث فيها حدَثاً فعليه لعنةُ الله والملائكة والنَّاس أجمعين "
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه كان يقول: " لو رأيتُ الظِّباءَ بالمدينة ترتَع ما ذَعَرتُها، قال رسول الله (ص): ما بين لابتيْها حرامٌ "
والمرادُ بالشجر الذي يَحرُم قطعُه هو الذي أنبته الله عزَّ وجلَّ، أمَّا ما زرعه النَّاسُ وغرسوه فإنَّ لهم قطعَه"
وهو ما يخالف التاريخ لمعروف فعند بناء المسجد قطع الرسول(ص)الأشجار التى كانت تنمو كان الخرابة الى بنى فيها المسجد كما يتعارض مع حكاية عمل المنبر حيث تم قطع شجرة طرفاء وعمل منها المنبر والطرفاء شجر لا يزرع لكونه شجر غير مثمر كما يتناقض مع إباحة قطع الشجر فى قوله تعالى "ما قطعتم من لينة"
ونجد الرجل يتحدث عن محو من أراد أهل المدينة بسوء فقال :
" أن يحذَرَ إيذاءَ أهلِها، فإنَّ إيذاء المسلمين في كلِّ مكانٍ حرامٌ، ولكنَّه في البلد المُقدَّس أشدُّ وأعظمُ، فقد روى البخاريُّ في صحيحه عن سَعد بن أبي وقَّاصٍ رضي الله عنه قال: سمِعتُ النَّبِيَّ (ص) يقول:
" لا يَكيدُ أهلَ المدينة أحدٌ إلاَّ انْمَاعَ كما يَنماعُ المِلحُ في الماءِ "
وروى مسلمٌ في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): " مَن أراد أهلَ هذه البلدة بسوءٍ ـ يعني المدينةَ ـ أذابَه اللهُ كما يذوبُ المِلحُ في الماء "
والخطأ أن من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله وهو يخالف أن بعض أهلها كانوا كفارا ومنافقين وقد أوجب الله قتالهم مصداق لقوله تعالى بسورة التوبة "يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين "كما أن كفار قريش وغيرهم أرادوا المدينة بسوء ومع هذا لم يذبهم الله كالملح فى الماء بل ظلوا أحياء بعد هذا وأسلم الكثير منهم ويناقض قولهم أخر قرية من قرى الإسلام خرابا المدينة "رواه الترمذى فهنا المدينة تخرب وفى القول لا تخرب لأن من يريدها بسوء يهلك .
وتحدث الرجل حديثا مقنعا عن كون المكان لا يعطى صاحبه ميزة غفران الذنوب فقال :
"أن لا يغتَرَّ ساكنُ المدينة بكونِه من سُكَّانها، فيقول: " أنا مِن سُكَّان المدينة، فأنا على خيرٍ "، فإنَّ مُجرَّدَ السُكنى إذا لَم يكن معها عملٌ صالِحٌ واستقامةٌ على طاعة الله ورسولِه (ص)، وبُعدٌ عن الذنوبِ والمعاصي لا يُفيدُه شيئاً، بل يعودُ عليه بالضَّرَرِ، وفي موطأ الإمام مالك أنَّ سَلمان الفارسيَّ رضي الله عنه قال: " إنَّ الأرضَ لا تُقدِّسُ أحداً، وإنَّما يُقدِّسُ الإنسانَ عَملُه "، وسنده فيه انقطاع، لكن معناه صحيح، وهو خبَرٌ مطابقٌ للواقع، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: {إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}، ومِن المعلومِ أنَّ المدينةَ في مُختَلَف العصور فيها الأخيار وفيها الأشرار، فالأخيارُ تنفعُهم أعمالُهم، والأشرارُ لَم تُقدِّسهم المدينةُ، ولَم ترفع من شأنِهم، وهذا كالنَّسَب، فمُجرَّد كون الإنسانِ نسيباً بدون عملٍ صالِحٍ فإنَّ ذلك لا ينفعُه عند الله؛ لقولِه (ص): " ومَن بَطَّأَ به عملُه لَم يُسرِع به نسبُه "، رواه مسلمٌ في صحيحه، فمَن أخَّرَه عملُه عن دخول الجَنَّةِ لَم يكن نسبُه هو الذي يُسرعُ به إليها"
كما بين أن المدينة شع منها النور فقال :
" أن يَسْتَشعرَ المسلمُ وهو في هذه المدينة أنَّه في بلدٍ شَعَّ منه النُّور وانتشرَ منه العِلمُ النَّافع إلى أنحاء المعمورة، فيحرِصَ على تحصيل العلم الشرعيِّ الذي يسيرُ به إلى الله على بصيرةٍ ويدعو غيرَه إليه على بصيرةٍ، لا سيما إذا كان طلبُ العلم في مسجد رسول الله (ص)؛ لحديث أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّه سَمِع رسول الله (ص) يقول: " مَن دخل مسجدَنا هذا يتعلَّمُ خيراً أو يُعلِّمه كان كالمجاهدِ في سبيلِ الله، ومَن دخلَه لغير ذلك كان كالنَّاظرِ إلى ما ليس له "، رواه أحمد وابن ماجه وغيرُهما"
وهو كلام خاطىء فالوحى نزل فى أماكن مختلفة منها مكة والمدينة وغيرهما والنور هو نور الوحى وليس نور المكان
وقد بين الرجل آداب زيارة المدينة فقال :
" وعلى زائر المدينة مراعاةُ آداب سُكنى المدينة التي تقدَّم جملةٌ منها:
وينبغي أن يُعلم أنَّ المشروعَ في حقِّ مَن أراد القدومَ إلى المدينة أن يَقصِدَ بسفَرِه إليها زيارةَ مسجد الرسول (ص) وشدَّ الرَّحل إليه؛ لقوله (ص): " لا تُشَدُّ الرِّحالُ إلاَّ إلى ثلاثةِ مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصَى "، رواه البخاري ومسلم
وهذا الحديث يدلُّ على منع شدِّ الرَّحل إلى أيِّ مكانٍ مسجدٍ أو غيرِه للتقرُّبِ إلى الله في تلك البُقعةِ الَّتِي يُسافر إليها؛ لِمَا في سنن النسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " لقيتُ بَصْرَةَ بنَ أبي بَصْرَة الغِفاري رضي الله عنه فقال: مِن أين جئتَ؟ قلت: من الطُّور، قال: لو لَقِيتُك مِن قَبل أن تَأتِيَه لَم تأتِه، قلتُ له: ولِمَ؟ قال: إنِّي سَمعْتُ رسولَ الله (ص) يقول: لا تُعمَلُ المَطِيُّ إلاَّ إلى ثلاثةِ مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي، ومسجد بيت المقدس "، وهو حديثٌ صحيحٌ، وفيه استدلالُ بَصرةَ بن أبي بَصرَة الغفاري رضي الله عنه على مَنعِ شَدِّ الرَّحل إلى المساجد أو غيرِها سِوَى هذه المساجد الثلاثة"
وقد سبق الكلام عن كون الرحال لا تشد سوى لمكان واحد والكعبة كما قال تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا"
وقد بين الأماكن التى تزار فى المدينة فقال:
"ومَن وصل إلى هذه المدينة المبارَكة فَإنَّه يُشرَعُ له زِيارة مَسجدَين وثلاث مقابرأ مّا المسجدان فهما: مسجدُ الرسول (ص) ومسجد قُباء، وقد مرَّ بعضُ الأدلَّةِ على فضل الصلاة فيهما
أمّا المقابر الثلاث التي يُشرَع زيارتُها فهي قَبْرُ الرسول (ص) وقَبْرَا صاحِبَيْه أبي بَكر وعمر رضي الله عنهما، ومَقبَرَةُ البَقِيع، ومقْبَرَةُ شُهداء أُحُد
فإذا جاء الزائرُ إلى قَبْرِ الرَّسول (ص) وقَبْرَيْ صاحِبيهِ رضي الله عنهما فإنَّه يأتي مِن الجِهَةِ الأَمَاميَّة فيَستَقْبلُ القبْرَ، ويزورُ زيارةً شرعيَّةً، ويَحذَرُ مِن الزِّيارةِ البِدعية، فالزيارةُ الشرعيَّةُ أن يُسلِّمَ على النَّبِيِّ (ص) ويدعو له بأَدَبٍ وخَفْضِ صوتٍ، فيقول: السلامُ عليكَ يا رسول الله ورحمةُ الله وبركاتُه صلّى اللهُ وسلَّم وبارك عليكَ، وجزاك أفضلَ ما جَزَى نَبِياًّ عن أُمَّته، ثمَّ يُسلِّم على أبي بَكرٍ رضي الله عنه ويَدعو له، ثمَّ يُسلِّم على عمرَ رضي الله عنه ويدعو له"
أما شرعية زيارة المسجدين والمقابر فلا دليل عليهم فكل مساجد الأرض تزار أى يصلى فيها طالما كان الإنسان فى جوارها والمقابر تزار عند دفن أى ميت وليس بالذهاب لها
وبين الرجال أفعال ما سماه الزيارة البدعية فقال:
"وأمَّا الزيارَةُ البِدعية فهي التي تَشتَمِل على أمورٍ:
الأول: أن يَدعُوَ رسولَ الله (ص) ويستغيثَ به ويَطلبَ منه قضاءَ الحاجات وكشفَ الكرُبات، أو غيرَ ذلك مِمَّا لا يُطلب إلاَّ من الله، فإنَّ الدعاءَ عبادةٌ، والعبادةُ لا تكون إلاَّ لله وحده
الثاني: أن يضَعَ يدَيْهِ على صدرِه كهيئَةِ الصلاةِ فإنَّ ذلك لا يَجوزُ؛ لأنَّ هذه هيئةُ خضُوعٍ وذُلٍّ لله عزَّ وجلَّ شُرعت في الصلاةِ حيث يكون المسلمُ قائماً في صلاتِه يُناجِي ربَّه، وقد كان أصحابُ رسول الله (ص) في حياتِه إذا وَصَلُوا إليه لا يَضَعُون أيدِيهم على صدورِهم عندَ سلامِهم عليه، ولو كان خيراً لَسبَقُوا إليه
الثالث: أن يَمسحَ على الجُدران والشَّبابيك التي حَول قبره (ص)، وكذا أيّ مكانٍ من المسجد أو غيره، فإنَّ ذلك لا يَجوز؛ لأنَّه لَم تأتِ به السُّنَّةُ، وليس من فِعل السَّلف الصالِحِ، وهو وسيلةٌ إلى الشِّرك،
الرابع: أن يطوف الزائرُ بقبْرِه (ص) فإنَّ ذلك حرامٌ؛ لأنَّ الله لَم يشرع الطوافَ إلاَّ حولَ الكَعبةِ المشرَّفة قال الله عزَّ وجلَّ: {وَلْيَطَّوَفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ}، فلا يُطاف في أيِّ مكان إلاَّ حولَ الكعبة المشرَّفة
السادس: أَن يَستقبِل القبرَ من مَكان بعيد سواء كان في المسجد أو خارجَه ويُسلِّمَ عليه (ص)، وقد قال شيخُنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في مَنسكه " وهو بهذا العملِ أقربُ إلى الجَفاءِ مِنه إلى الموالاة والصَّفَاء "
الخامس: أن يَرفعَ الصوتَ عند قَبْرِه (ص)، فإنَّ ذلك غير سائِغٍ؛ لأنَّ الله أَدَّب المؤمنين لَمَّا كان النَّبِيُّ (ص) بين أظهرِهم فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ} وهو (ص) مُحتَرَمٌ في حياتِه وبعد وفاتِه"
والخطأ هو فى الفقرة الأخيرة فالنبى(ص) مات وقبره ليس من المسجد والميت لا يسمع ومن ثم فرفع الصوت لن يضيره ورفع الصوت ليس لمقصود بها تعلية نبرة الكلام وإنما المقصود مخالفة كلام لنبى(ص)
ثم تحدث عن فعل خاطىء فقال :
"ومِمَّا يُنبَّه عليه أنَّ بعضَ مَن يَقدُمُ إلى المدينة قد يُوصيه بعضُ أهلِه أو غيرُهم أن يبلِّغَ سلامَه للرَّسول (ص) ، ولكونِه لَم يَرِدْ في السُّنَّةِ شيءٌ يدلُّ على ذلك فيَنبغي لِمَن طُلب منه ذلك أن يقول للطالب: أَكْثِر من الصلاة والسلام عليه (ص)، والملائكةُ تبلِّغُ ذلك إلى الرَّسول (ص) لقوله (ص): " إنَّ لله ملائكةً سَيَّاحين يبلِّغونِي عن أُمَّتِي السلامَ " وهو حديثٌ صحيحٌ رواه النسائي وغيرُه، ولقوله (ص): " لا تَجعلُوا بيوتَكم قبوراً، ولا تَتَّخِذوا قبري عيدًا، وصَلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكم تَبلغنِي حيث كنتم " وهو حديثٌ صحيحٌ رواه أبو داود وغيره"
والخطأ هو وجود ملائكة فى الأرض منهم واحد فى قبر النبى (ص)ويخالف هذا أن الملائكة فى السموات فقط لعدم إطمئنانها فى الأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا وقال بسورة النجم "وكم من ملك فى السماء"
وقال المعد كلمة مفيدة فقال :
"ومِمَّا ينبغي أن يُعلم أنَّه لا تلازمَ بين الحج والعمرة وبين الزيارةِ، فيُمكن لِمَن جاء حاجًّا أو معتمراً أن يَعودَ إلى بلده دون أن يأتي إلى المدينةِ، ومَن جاء إلى المدينة من بلده يُمكِن أن يعودَ دون أن يَحُجَّ أو يَعتَمِر، ويُمكن أن يَجمع بين الحجِّ والعمرةِ والزيارة في سَفرةٍ واحدةٍ"
ثم انتقد بعض الأحاديث فقال :
"وأما ما يُروى من أحاديث في زيارةِ قبره (ص) ، مثل حديث: " مَن حَجَّ ولَم يَزُرْنِي فقد جَفانِي "، وحديث " مَن زارني بعد مَمَاتي فكأنَّمَا زارَني في حياتي "، وحديث " مَن زارني وزارَ أبي إبراهيم في عامٍ واحد ضَمِنْتُ له على الله الجَنَّةَ "، وحديث " مَن زار قَبري وَجَبتْ له شفاعَتِي "، فهذه الأحاديثُ وأشباهُها لا تقوم بها حُجَّةٌ؛ لأنَّها موضوعةٌ أو ضعيفةٌ جدًّا كما نَبَّه على ذلك الحفاظُ كالدارقطني والعُقيلي والبيهقي وابن تيمية وابن حجر رحمهم الله تعالى"
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 95902
تاريخ التسجيل : 11/07/2009
العمر : 55
الموقع : مكة

https://betalla.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى