نقد كتاب العقل وفضله لابن أبي الدنيا

نقد كتاب العقل وفضله لابن أبي الدنيا
الكتاب كما هى العادة فى كتب ابن أبى الدنيا هو جمع بعض الروايات التى قيلت فى موضوع ما وموضوع الكتاب هنا العقل وفضله وهو يشمل روايات قليلة منسوبة للنبى(ص) وللذين أمنوا به وكثرة الروايات هى عن التابعين ومن سماهم الرجل الحكماء والكثير من الروايات يعارض كلام الله والقليل يوافق وحى الله والآن لتناول تلك الروايات ببيان أخطائها أو المستفاد منها :
1 - أخبرنا الشيخ الإمام الصالح عمر بن أبي بكر بن علي بن الحسن التبان قال : أخبرنا الشيخ الإمام أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البناء المروزي قراءة عليه قال بسنده : حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان ابن أبي الدنيا ، ثنا يعقوب بن إسحاق بن زياد البصري ، قال : حدثنا محمد بن عمر بن عبد الله بن الرومي ، قال : حدثنا محمد بن مسلم الطائفي ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أنا الشاهد على الله عز وجل أن لا يعثر عاقل إلا رفعه الله عز وجل ، ثم لا يعثر إلا رفعه حتى يجعل مصيره إلى الجنة » . شك محمد بن مسلم في الثالثة
الخطأ كون العاقل يعثر والحق أن العاثر لا يمكن أن يكون وقت عثرته وهى ارتكابه الذنب عاقل وإنما العقل فى طاعة الله والعثرة فى طاعة الشهوات
2 - حدثنا عبد الله : حدثنا علي بن الحسين بن أبي مريم ، عن علي بن قادم ، قال : سمعت شعبة بن الحجاج ، يقول : قال زياد : « ما حمدت نفسي في أمر قط عقدت فيه عقدة ضعيفة ، ولا لمت نفسي في أمر قط عقدت فيه عقدة الجزم ، ولا حدثت نفسي بأمر قط فحدثت به غيري حتى أصير إليه » قال علي : فقال أبو مريم عبد الغفار بن القاسم : سوءا لك تذكر مثل هذا الكلام عن زياد
الخطأ عدم لوم النفس على أمر عقدت فيه عقدة الجزم فالأمور إما حسنات أو سيئات والسيئات لابد للعاقل أن يتوب عنها بلوم نفسه أولا ولذا اقسم الله بالنفس اللوامة بقوله:
"فلا أقسم بالنفس اللوامة"
فضل مجالسة وجوه الناس
3 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا إبراهيم بن سعيد ، قال : حدثنا يونس بن محمد ، عن شبيب بن مهران ، قال : قال معاوية بن قرة : « جالسوا وجوه الناس فإنهم أحلم وأعقل من غيرهم »
الخطأ مجالسة وجوه الناس لكونهم أحلم وأعقل من غيرهم فوجوه الناس دوما هم أسوأ الناس الذين يظلمون الغير ويديرون الفساد وإنما يجالس من يقول الخير
4 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : حدثنا مسلم بن خالد ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كرم المرء دينه ، ومروءته عقله ، وحسبه خلقه »
هنا الرواية متناقضة مع الرواية التالية فى الدين والعقل والحسب:
5 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا خالد بن خداش ، ثنا حماد بن زيد ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : كنا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه فذكر الحسب فقال : « حسب المرء دينه ، وأصله عقله ، ومروءته خلقه »
فى الروايات السابقة المرءوة العقل أو الأصل العقل وهو ما يناقض كونه الحسب
6 - حدثنا عبد الله قال : أنشدني أبو جعفر القرشي : « نسب ابن آدم فعله فانظر لنفسك في النسب حسب ابن آدم ماله إن طاب طاب له الحسب زين ابن آدم عقله والعقل زينته الأدب »
هنا العقل زينة الأدب وهو ما يناقض كونها الأبصار فى الرواية التالية:
7 - حدثنا عبد الله قال : ثنا يوسف بن موسى ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، ( أولي الأيدي والأبصار ) قال : « الأيدي : القوة ، والأبصار : العقل »
الخطأ كون الأيدى غير الأبصار فالأيدى هى الإرادات وهى البصائر التى تقرر عمل الخير البعد عن الشر
8 - حدثنا عبد الله : حدثنا أبو كريب بن محمد بن العلاء الهمداني ، قال : حدثنا خالد بن حيان ، عن عبيد الله بن عمر الرقي ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يعجبنكم إسلام امرئ حتى تعرفوا معقود عقله »
الخطأ أن المسلم قد لا يكون عاقل والمفترض أنه لا يسلم إلا عاقل لقوله تعالى :
"وما يعقلها إلا العالمون"
والسبب أن غير المسلم يأمر بعبادة غير الله كما قال تعالى :
" قل أتأمرونى أعبد أيها الجاهلون"
9 - حدثنا عبد الله قال : ثنا سريج بن يونس ، ومحرز بن عون ، قالا : حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز ، عن مروان بن سالم ، عن صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن أبي الدرداء ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بلغه عن أحد من أصحابه عبادة قال : « كيف عقله ؟ » فإن قالوا : عاقل قال : « ما أخلق صاحبكم أن يبلغ » وإن قالوا : ليس بعاقل قال : « ما أخلقه أن لا يبلغ »
الخطأ وجود مسلم ليس بعاقل وهو ما يناقض وجوب كون المسلم عاقل ولذا قال تعالى فى كثير من نهايات الآيات :
"أفلا تعقلون"
10 - حدثنا أبو بكر عبد الله قال : ثنا علي بن إبراهيم السهمي ، قال : حدثنا داود بن المحبر ، قال : ثنا سلام أبو المنذر ، عن موسى بن جابان ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إنما يرتفع الناس في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم عز وجل على قدر عقولهم »
الخطأ كون درجات قربى الناس من الله على قدر عقولهم وهو ما يخالف كون الناس منهم العقلاء ومنهم الجهلاء كما قال تعالى :
"قل أتأمرونى أعبد أيها الجاهلون"
11 - حدثنا أبو بكر عبد الله قال : ثنا خلف بن هشام البزار ، قال : ثنا بقية بن الوليد ، عن خليد ، عن معاوية ، رحمه الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الناس يعملون بالخير على قدر عقولهم »
الخطأ اختلاف مقادير العقل فى الناس الأسوياء وهو أمر يجعل الله ظالما تعالى عن ذلك علوا كبيرا فلابد من تساوى العقول وإنما الاختلاف فى استخدامها من عدمه ولذا كان الخطاب للكل "أفلا تعقلون"
12 - حدثنا عبد الله قال : ثنا صفوان بن عيسى ، عن إسماعيل المكي ، عن القاسم بن أبي بزة ، أن رجلا من بني قشير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنما كنا نعبد في الجاهلية أوثانا وكنا نرى أنها تضر وتنفع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أفلح من جعل الله عز وجل له عقلا »
الخطأ أن المفلحون فقط من لهم عقول وهو ما يخالف أن الله وضع العقل المتساوى فى كل الناس عدا المجانين ولو كان الخاسرون بلا عقل موجود فيهم من بداية الخلق لكان المعنى أن الله تعالى عن ذلك ظالم لهم ولكن الله وضع العقول فى الكل والفارق هو أن هناك من استخدمه فأفلح وهناك من لم يستخدمه واستخدم شهواته بدلا منه
13 - حدثنا عبد الله قال : ثنا محمد بن عبد الله ، قال : ثنا منصور بن صقير ، قال : ثنا موسى بن أعين ، قال : حدثني عبيد الله بن عمر العمري ، عن نافع ، عن ابن عمر رفعه ، قال : « إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والجهاد والحج والعمرة حتى ذكر سهام الخير وما يجزى يوم القيامة إلا بقدر عقله »
الخطأ أن اعتبار الأعمال شىء واعتبار قدر العقول شىء وهذا معناه أن الأحسن عقلا قد يكون أقل عملا وتطوعا من الأخر وهو تخريف لأن العمل هو مقياس العقل فإذا كان العمل هو الجهاد فقد فاق الأخر عقلا ومن ثم ثوابا حتى وإن لم يعمل معه سوى الفروض ولذا فضل الله المجاهدين على القاعدين فى الثواب فقال بسورة النساء "وفضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " .
والخطأ اختلاف مقادير العقول فى الناس الأسوياء وهو أمر يجعل الله ظالما تعالى عن ذلك علوا كبيرا فلابد من تساوى العقول وإنما الاختلاف فى استخدامها من عدمه ولذا كان الخطاب للكل "أفلا تعقلون"
14 - حدثنا عبد الله قال : ثنا محمد بن بكار ، قال : ثنا حفص بن عمر ، قاضي حلب ، عن الفضل بن عيسى ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لما خلق الله تعالى العقل قال له : قم ، فقام ثم قال له : أدبر فأدبر ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له : اقعد فقعد فقال عز وجل : ما خلقت خلقا خيرا منك ولا أكرم منك ولا أفضل منك ولا أحسن منك بك آخذ وبك أعطي وبك أعز وبك أعرف وإياك أعاتب بك الثواب وعليك العقاب »
الخطأ كون العقل خير الخلق والخيرية متعلقة بإرادة مستخدم العقل فالأخيار هم مستخدمو العقل لكون العقل واحد فى الخلق عدا المجانين
وكون العقل خير الخلق يناقض كون الإيمان خير من العقل فى الرواية التالية:
16 - حدثنا عبد الله قال : ثنا هارون بن سفيان ، ثنا عبد الله بن محمد القرشي ، قال : ثنا وهيب بن خالد ، عن أبي مسعود الجريري ، عن أبي العلاء ، عن مطرف ، عن عبيد الله ، قال : « ما أوتي رجل بعد الإيمان بالله عز وجل خيرا من العقل »
15 - حدثنا عبد الله قال : ثنا محمد بن بكار ، قال : ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن محمد بن عقبة ، عن كريب مولى ابن عباس ، قال : « لما خلق الله العقل قال له : أقبل فأقبل ثم قال له : أدبر فأدبر قال : يقول وهو أعلم به : وعزتي وجلالي لا أجعلك إلا فيمن أحب وما خلقت شيئا هو أحب إلي منك »
الخطأ أن العقل فيمن يحب الله وهو ما يناقض ان العقول فى كل الخلق متساوية عدا المجانين ولذا كان الخطاب للكل "أفلا تعقلون" فلو لم يكن فى كل الناس ما خاطب الله الكل ولكن يخاطب العقلاء فقط ولو خاطب العقلاء فقط لظلم غيرهم بعقابهم وقد تعالى عن الظلم علوا كبيرا
16 - حدثنا عبد الله قال : ثنا هارون بن سفيان ، ثنا عبد الله بن محمد القرشي ، قال : ثنا وهيب بن خالد ، عن أبي مسعود الجريري ، عن أبي العلاء ، عن مطرف ، عن عبيد الله ، قال : « ما أوتي رجل بعد الإيمان بالله عز وجل خيرا من العقل »
الخطأ جعل الإيمان خارج عن العقل ولا يمكن أن يكون الإيمان إلا بالعقل لأن الإيمان يحتاج للتفكير فى ألأمور التى يؤمن بها الإنسان كوجود الله ووجود الرسل والوحى وغير ذلك فهذا أمور لابد من التفكير فيها
وكون الإيمان خير من العقل يناقض كون العقل خي أمور الدنيا فى الرواية التالية:
17 - حدثنا عبد الله قال : ثنا أبو بكر بن عياش القطان ، قال : ثنا محمد بن خالد القرشي مولى بني هاشم ، عن عامر بن صالح ، عن هشام بن عروة ، أو غيره ، عن عروة ، قال : « أفضل ما أعطي العباد في الدنيا العقل وأفضل ما أعطوا في الآخرة رضوان الله عز وجل »
18 - حدثنا عبد الله قال : ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، قال : ثنا عمران بن خالد ، قال : سمعت الحسن ، يقول : « ما يتم دين الرجل حتى يتم عقله »
المستفاد أن كمال دين الرجل يكون بكمال عقله
19 - حدثنا عبد الله قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، قال : ثنا الحارث بن النعمان ، عن خليد بن دعلج ، عن معاوية بن قرة ، رفعه قال : « الناس يعملون الخير وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم يوم القيامة »
الخطأ أن اعتبار عمل الخير شىء واعتبار قدر العقول شىء وهذا معناه أن الأحسن عقلا قد يكون أقل عملا وتطوعا من الأخر وهو تخريف لأن العمل هو مقياس العقل فإذا كان العمل هو الجهاد فقد فاق الأخر عقلا ومن ثم ثوابا حتى وإن لم يعمل معه سوى الفروض ولذا فضل الله المجاهدين على القاعدين فى الثواب فقال بسورة النساء "وفضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة " .
والخطأ اختلاف مقادير العقول فى الناس الأسوياء وهو أمر يجعل الله ظالما تعالى عن ذلك علوا كبيرا فلابد من تساوى العقول وإنما الاختلاف فى استخدامها من عدمه ولذا كان الخطاب للكل "أفلا تعقلون"
20 - حدثنا عبد الله قال : ثنا علي بن إبراهيم السهمي ، قال : ثنا داود بن المحبر ، قال : ثنا همام بن يحيى ، قال : قلنا لقتادة أي الناس أغبط ؟ قال : « أعقلهم » قلنا : أعلمهم ؟ قال : « أعقلهم »
المستفاد أن العاقل هو العالم العامل كما قال تعالى :
"وما يعقلها إلا العالمون"
21 - حدثنا عبد الله قال : ثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، عن وهب بن منبه ، قال : « ما عبد الله عز وجل بشيء أفضل من العقل »
الخطأ وجود عبادة الله بغير العقل وهو تخريف لكون العبادة وهى طاعة وحى الله لا تتم إلا من خلال العقل ولذا قال تعالى :
"وما يعقلها إلا العالمون"
فالجاهل لا يعبد الله لكونه لا يستخدم عقله
22 - حدثنا عبد الله قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد ، قال : أخبرنا الحارث بن النعمان ، عن خليد بن دعلج ، عن يونس بن عبيد ، قال : « لا ينفعك القارئ حتى يكون له عقل »
المستفاد أن المقرىء لا ينفع الإنسان إن كان جاهلا بمعانى ما ينطق من الوحى
23 - حدثنا عبد الله قال : ثنا أبو كريب ، ثنا مؤمل بن إسماعيل ، عن شعبة ، عن قتادة عن سعيد بن المسيب ، ( وأشهدوا ذوي عدل منكم ) قال : « ذوي عقل »
المستفاد أصحاب العدل هم أصحاب العقول
24 - حدثنا عبد الله قال : ثنا أبو كريب ، ثنا جابر بن نوح ، عن الأعمش ، قال : كان إذا قيل لإبراهيم : إن فلانا قد تقرأ فسأل عن عقله فإن قالوا عاقل قال : « أظن أنه سيبيت إلى خير »
المستفاد العاقل يفعل الخير
25 - حدثنا عبد الله : ثنا يوسف بن موسى ، قال : ثنا جرير ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس في قوله ( قسم لذي حجر ) قال : « الرجل ذو النهى والعقل »
المستفاد الحجر هو العقل
26 - حدثنا عبد الله قال : حدثني حمزة بن العباس المروزي ، قال : أخبرنا خاقان أبو سهل ، أنبأنا الحسن القطان ، عن شراحيل أبي عثمان ، عن حماد رجل من أهل مكة ، قال : « لما هبط آدم عليه السلام إلى الأرض أتاه جبريل عليه السلام بثلاثة أشياء بالدين والعقل وحسن الخلق فقال : إن الله عز وجل يخيرك في واحدة من الثلاثة فقال : يا جبريل ، ما رأيت أحسن من هؤلاء إلا في الجنة فمد يده إلى العقل فضمه إلى نفسه فقال لذينك : اصعدا قالا : لا نفعل قال : أتعصياني قالا : لا نعصيك ولكنا أمرنا أن نكون مع العقل حيثما كان قال : فصار الثلاثة إلى آدم عليه السلام »
الخطأ تخيير آدم(ص) بين الدين والعقل وحسن الخلق وهو جنون فهو خير بين حمل الأمانة وعدم حملها كما قال تعالى :
"إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان"
والرواية ذكرت ثلاثا الدين والعقل وحسن الخلق وهو ما يخالف ذكر العقل بدلا من حسن الخلق فى الرواية التالية:
27 - حدثنا عبد الله قال : ثنا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، عن شيخ له ، قال : أتى ملك آدم عليهما السلام فقال : « قد جئتك بالعقل والدين والعلم فاختر أيها شئت ، فاختار العقل وقال : للدين والعلم : ارتفعا قالا : أمرنا أن لا نفارق العقل »
28 - حدثنا عبد الله قال : ثنا أبي ، قال : ثنا هشيم ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل مداراة الناس »
29 - حدثنا عبد الله قال : ثنا علي بن الجعد ، أخبرني عمير بن الهيثم الرقاشي ، عن سفيان بن سعيد ، عن أبي الأغر ، عن وهب بن منبه ، قال : « مكتوب في حكمة آل داود عليه السلام : حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات : ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلو فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدق عن نفسه ، وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذتها فيما يحل ويجمل فإن في هذه الساعة عونا على تلك الساعات وإجماما للقلوب وحق على العاقل ألا يرى ظاعنا في غير ثلاث : زاد لمعاد أو مرمة لمعاش أو لذة في غير محرم ، وحق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه حافظا للسانه مقبلا على شأنه »
بالقطع ليس هذا من الحكمة فى شىء فأين ذهبت الزوجة وأين ذهب الأولاد وأين ذهب الأبوين زد على هذا أن كل الأشياء فى الإسلام مناجاة لله بطاعته فى كل الخلق

30 - حدثنا عبد الله قال : ثنا الحارث بن محمد التميمي ، عن شيخ من قريش قال : قال أيوب القرية : « الرجال ثلاثة عاقل وأحمق وفاجر ، فالعاقل إن كلم أجاب ، وإن نطق أصاب ، وإن سمع وعى ، والأحمق إن تكلم عجل ، وإن تحدث وهل ، وإن حمل على القبيح فعل ، والفاجر إن ائتمنته خانك ، وإن حادثته شانك ، وزادني غيره : وإن استكتمته سرا لم يكتمه عليك »
الخطأ كون الرجال ثلاث عاقل وأحمق وفاجر وهو ما يخالف تقسيم الله للناس مسلمين وكفرة ومنافقين ولو عقل القائل لكان مضاد العاقل هو المجنون و الجاهل
31 - حدثنا عبد الله قال : ثنا عبد الله بن محمد بن سورة البلخي ، أنه حدث عن أبي معاوية الضرير ، عن رجل ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، « ( لينذر من كان حيا ) قال : عاقلا »
المستفاد الحى هو العاقل
32 - حدثنا عبد الله قال : ثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا حسان بن عبد الله المصري ، أخبرني السري بن يحيى ، عن وهب بن منبه ، قال : « كما تتفاضل الشجر بالأثمار كذلك تتفاضل الناس بالعقل »
33 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا علي بن إبراهيم السهمي ، أنبأنا داود بن المحبر ، عن الحسن بن دينار ، عن قتادة ، قال : « قال لقمان لابنه : يا بني ، اعلم أن غاية السؤدد والشرف في الدنيا والآخرة حسن العقل ، وأن العبد إذا حسن عقله غطى ذلك عيوبه وأصلح مساوئه »
الخطأ هو وجود حسن وسوء فى العقل وإنما العقل واحد وهو حسن فالعثل ليس فيه سوء مهما كان
34 - وقال : عبد الله : كتب إلي محمد بن عبد الوهاب : سمعت علي بن غنام الكلابي ، قال : قال عامر بن عبد قيس : « إذا عقلك عقلك عما لا ينبغي فأنت عاقل » قال علي : وإنما سمي العقل عقلا من عقال الإبل
المستفاد العقل فعل الواجب والانتهاء عن الشر
35 - حدثنا عبد الله : ثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم القرشي ، قال : ثنا عمي ، عن أبيه ، : قال معاوية : « العقل عقلان ، عقل تجارب وعقل نحيزة فإذا اجتمعا في رجل فذاك الذي لا يقام له وإذا تفردا كانت النحيزة أولاهما »
الخطأ كون العقل عقلان ، عقل تجارب وعقل نحيزة فالعقل واحد فى الكل ولا يوجد فيه نحيزة أى طبيعة أى فطرة كما يقال لأن افنسان يولد بلا أى علم حتى يكون هناك عقل خلقة وفى هذا قال تعالى :
"والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا"
36 - حدثنا عبد الله قال : ثنا عبيد الله بن سعد ، قال : سمعت أبي يحدث ، عن أبيه ، قال : سئل بعض العرب عن العقل ، فقال : « لب أعنته بتجريب »
هنا العقل مساعده التجربة وهو ما يناقض كون العقل هو التجارب نفسها فى قولهم:
41 - حدثنا عبد الله قال : ثنا محمد بن إدريس ، قال : ثنا يحيى بن المغيرة ، قال : ثنا جرير ، عن الحكم بن عبد الله الأزرق ، قال : « كانت العرب تقول : العقل التجارب والحزم سوء الظن » ، قال : فقال الأعمش : ألا ترى أن الرجل إذا ساء ظنه بالشيء حذره ، قيل لبعض الحكماء : من الأديب العاقل ؟ قال : الفطن المتغافل
37 - حدثنا عبد الله قال : ثنا إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن طلحة بن عمر بن عبيد الله التيمي ، قال : قلت لورد بن محمد نصرويه وكان قد بلغ عشرين ومائة سنة : ما العقل ؟ قال : فقال : « أن يغلب حلمك جهلك وهواك »
المستفاد العقل البعد عن طاعة هوى النفس وعمل طاعة الله
38 - حدثنا عبد الله قال : حدثت ، عن سفيان بن عيينة ، قال : « لا تنظروا إلى عقل الرجل في كلامه ولكن انظروا إلى عقله في مخارج أموره »
الخطأ أن العقل فى مخارج الأمور وليس فى الكلام والعقل إنما هو فى كل قول وفعل
39 - حدثنا عبد الله قال : حدثني عون بن إبراهيم ، قال : حدثني أحمد بن أبي الحواري ، قال : سمعت وكيع بن الجراح ، يقول : « العاقل من عقل عن الله ، عز وجل أمره وليس من عقل تدبير دنياه »
المستفاد العاقل من عقل عن الله ، عز وجل أمره وليس من عقل تدبير دنياه
40 - حدثنا عبد الله قال : حدثني يوسف بن عمران الجصاص ، قال : سمعت صالح بن عبد الكريم ، يقول : « جعل الله عز وجل رأس أمور العباد العقل ودليلهم العلم وسائقهم العمل ومقويهم على ذلك الصبر »
الخطأ أن رأس أمور العباد العقل وهو ما يخالف أن المشيئة أى الإرادة هى رأس كل أمر فهى من تختار الإيمان او تختار الكفر كما قال تعالى:
"فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
42 - حدثنا عبد الله قال : ثنا عاصم بن عمر بن علي بن مقدم ، قال : ثنا أبي أبو العباس الهلالي ، قال : سمعت الضحاك بن مزاحم ، يقول : « ما بلغني عن رجل صلاح فاعتددت بصلاحه حتى أسأل عن خلال ثلاث ، فإن تمت تم له صلاحه وإن نقصت منه خصلة كانت وصمة عليه في صلاحه ، أسأل عن عقله فإن الأحمق إنما هلك وأهلك فئاما من الناس يمر بالمجلس فلا يسلم فإذا قيل له قال : من أهل دنيا ، ويترك عيادة الرجل من جيرانه فإذا قيل له قال : من أهل دنيا ، ويدع الجنازة لا يتبعها لمثل ذلك ويدع طعام أبيه يبرد فإذا هو قد صار عاقا ، وأسأل عن النعمة العظيمة التي لا نعمة أعظم منها ألا وهي الإسلام إن كان أحسن احتمال النعمة ولم يدخلها بدعة ولا زيغ وإلا لم أعتد به فيما سوى ذلك ، وأسأل عن وجه معاشه فإن لم يكن له وجه معاش لم آمن عليه وأظل بخلافه أقرب ما يكون من أجله »
الخطأ معرفة الصلاح من العقل والإسلام ووجه المعاش وبالقطع الصلاح إنما بشىء واحد هو بالإسلام الذى يعقله الإنسان ومن ضمنه ما أسماه وجه المعاش
43 - حدثنا عبد الله قال : ثنا عاصم بن عمر ، قال : ثنا عبد ربه بن أبي هلال ، عن ميمون بن مهران ، قال : قلت لعمر بن عبد العزيز رحمه الله ليلة بعدما نهض جلساؤه : يا أمير المؤمنين ، ما بقاؤك على ما أرى ؟ أما أول الليل فأنت في حاجات الناس وأما في وسط الليل فأنت مع جلسائك وأما آخر الليل فالله أعلم ما تصير إليه قال : فعدل عن جوابي وضرب على كتفي وقال : « ويحك يا ميمون إني وجدت لقي الرجال تلقيحا لألبابهم »
المستفاد أن لقاء الناس يظهر لمن لقاهم ما قد غاب عنه فى الأمر
44 - حدثنا أبو بكر عبد الله قال : حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، ثنا عبيد الله الأشجعي ، عن أبي عمر ، شيخ من أهل خراسان ، قال : قال مقاتل بن حيان : « إن في طول النظر في الحكمة تلقيحا للعقل »
المستفاد أن قراءة الوحى تذكر العقل
45 - حدثنا عبد الله : وقال محمد بن الحسين : حدثني أبو الوليد الكلبي ، قال : حدثني صدقة بن عبد الله الدمشقي ، قال : كان العلماء يقولون : « لا ينبغي للعاقل أن يعتقد من رأيه ما لم يقايس به أولي الألباب من إخوانه » ، قال : وكان يقال : « لا يدرك استعمال معرفة الشيء بالعقل الواحد » ، قال : وكان يقال : « اجتماع عقلين على شيء واحد أنجع فيه من الواحد »
المستفاد أن التفكير الجمعى فى مسألة مفيد
46 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا محمد ، ثنا الحميدي ، عن سفيان ، قال : كان يقال : « اجتماع آراء الجماعة وعقولها مبرمة لصعاب الأمور »
المستفاد أن التفكير الجمعى مفيد
47 - حدثنا عبد الله قال : ثنا الحسين بن عبد الرحمن ، عن بعض أشياخه ، عن ابن أبي الزناد ، قال : قال بعض الحكماء : « لا ينبغي لعاقل أن يعرض عقله للنظر في كل شيء كما لا ينبغي أن يضرب بسيفه كل شيء »
الخطأ أنه لا ينبغي لعاقل أن يعرض عقله للنظر في كل شيء فالله أوجب على المسلم أن يزن كل شىء بعقله من خلال نصوص الوحى لأنه فى كل شىء حكم لله كما قال تعالى :
"وكل شىء فصلناه تفصيلا"
48 - حدثنا عبد الله قال : ثنا أبو عبد الله محمد بن منصور النيسابوري ، ثنا الوليد ، عن الهيثم بن جماز ، عن محمد بن يحيى ، قال : قلنا للضحاك بن مزاحم : يا أبا القاسم ، ما أعبد فلانا وأورعه وأقرأه قال : « كيف عقله ؟ » ، قال : قلنا نذكر لك عبادته وورعه وقراءته وتقول عقله ، قال : « ويحك إن الأحمق يصيب بحمقه ما لا يصيب الفاجر بفجوره »
الخطأ اعتبار العبادة تكون بغير العقل وهو ما يناقض أنه لا عبادة لله إلا بعقل يزن كل شىء بأحكام الوحى
49 - حدثنا عبد الله قال : ثنا إبراهيم بن عبد الله ، قال : ثنا شبيب بن داود ، قال : ثنا حجاج بن محمد ، عن عقبة بن سنان ، أن أكثم بن صيفي قال : « دعامة العقل الحلم ، وجماع الأمر الصبر ، وخير الأمور مغبة العقل ، ويقال : المودة التعاهد »
الخطأ كون المودة التعاهد لأن من التعاهد ما يكون بين الأعداء كما قال تعالى فى عهد المسلمين والكفار بعد الحرب :
"فإن جنحوا للسلم فاجنح لها"
50 - حدثنا عبد الله قال : ثنا أبو بكر ، طلق بن غنام ، عن شريك ، عن ليث ، قال : قال عبد الله : « يأتي على الناس زمان ينتزع فيه عقول الناس حتى لا تكاد ترى عاقلا »
الخطأ انتزاع عقول الناس والصحيح تخلى الناس عن استعمال عقولهم
51 - حدثنا أبو بكر عبد الله قال : ثنا علي بن محمد بن إبراهيم ، أخبرنا زكريا بن نافع الأرسوفي ، أخبرنا عباد بن عباد أبو عتبة ، عن حريز بن عثمان ، عن رجل ، قال : سمعت أبا أمامة ، يقول : « اعقلوا فلا إخال العقل إلا قد رفع »
الجنون أن العقل قد رفع وهو ما يناقض أمر الرجل القوم بالعقل فإذا كان رفع فلا فائدة من الأمر بالعقل
52 - حدثنا عبد الله قال : ثنا أبو صالح البجلي ، عن عبدان بن عثمان ، عن عبد الله بن المبارك ، عن سفيان بن عيينة ، قال : قال وهب : « هذا زمان ينبغي للرجل أن يخبر فيه من عقله »
المستفاد تعليم من يعقل واجب
53 - حدثنا عبد الله : ثنا أبو صالح عن عبدان بن عثمان قال : ثنا ابن المبارك ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، قال : « كان الرجل في زمن عبد الملك بن مروان يحدثهم بحديث حسن فإذا سمعوا له جاءهم بحديث مختلط فقيل له فقال : هذا زمان تحامق »
54 - حدثنا عبد الله : ثنا محمد بن الحسين ، ثنا خلف بن إسماعيل ، قال : سمعت سفيان ، يقول : « يأتي على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من تحامق » قال : وأنشدني أبو جعفر القرشي : أرى زمنا نوكاه أكثر أهله ولكنما يشقى به كل عاقل سعى فوقه رجلاه والرأس تحته فكب الأعالي بارتفاع الأسافل
الخطأ نجاة من تحامق وهو ما يخالف أن المفلحون هم العاقلون كما ورد فى رواية :
12 - حدثنا عبد الله قال : ثنا صفوان بن عيسى ، عن إسماعيل المكي ، عن القاسم بن أبي بزة ، أن رجلا من بني قشير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنما كنا نعبد في الجاهلية أوثانا وكنا نرى أنها تضر وتنفع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أفلح من جعل الله عز وجل له عقلا »
55 - حدثنا عبد الله قال : حدثني حمزة بن العباس ، أخبرنا علي بن الحسن بن شقيق ، ثنا ابن عيينة ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال المغيرة بن شعبة : « لحديث عن عاقل أحب إلي من الشهد بماء الرصفة بمحصب الأرض » . قال علي : وزادني عبيد الله بن النازل ، عن سفيان قال : فبلغ زيادا فقال : أو كذاك فلهو أحب إلي من رية
المستفاد حديث العقلاء أفضل من شرب الماء الزلال عند القائل
56 - حدثنا عبد الله : حدثنا أبو بكر بن هاشم بن القاسم ، ثنا سعيد بن عامر ، ثنا حميد بن الأسود ، عن عيسى بن أبي عيسى الحناط ، عن الشعبي ، قال : « إنما كان يطلب هذا العلم ممن اجتمعت فيه خصلتان العقل والنسك ، فإن كان ناسكا ، ولم يكن عاقلا وإن كان عاقلا ولم يكن ناسكا لم تطلبه فإن هذا الأمر لا يناله إلا النساك العقلاء » . قال الشعبي « فقد رهبت أن يكون يطلبه اليوم من ليس فيه واحدة منهما لا عقل ولا نسك »
الخطأ طلب العلم ممن اجتمعت فيه خصلتان العقل والنسك وهو ما يخالف كون العاقل هو العالم كما قال تعالى :
"وما يعقلها إلا العالمون"
57 - حدثنا عبد الله قال : ثنا عبد الله بن محمد بن سودة البلخي ، قال : قال سفيان بن عيينة « ليس العاقل الذي يعرف الخير والشر ولكن العاقل الذي يعرف الخير فيتبعه ، ويعرف الشر فيتجنبه »
المستفاد العاقل هو العالم العامل بعلمه
58 - حدثنا عبد الله : ثنا عبد الرحمن بن صالح ، قال : ثنا حفص بن غياث ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : « ليس الرجل الذي إذا وقع في الأمر تخلص منه ، ولكن الرجل يتوقى الأمور حتى لا يقع فيها »
المستفاد العاقل من يمتنع عن الأخطاء التى وقع فيها سابقا
59 - حدثنا عبد الله قال : حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، قال : قال رجل من قريش : كنا عند سليمان بن عبد الملك فتكلم رجل فأحسن ، فأراد سليمان أن يعرف عقله فإذا هو مضعوف ، فقال سليمان : « زيادة منطق على عقل خدعة ، وزيادة عقل على منطق هجنة ، ولكن أحسن ذلك ما زين بعضه بعضا »
الخطأ هو ما يسمى زيادة العقل فالعقل عقل فإن زاد أو نقص فهو الجنون
60 - حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، عن زيد بن مجاشع ، عن غالب القطان ، عن الحسن ، قال : « فضل المقال على الفعال منقصة ، وفضل الفعال على المقال مكرمة »
الخطأ تفاضل الفعال والأقوال وهو ما يخالف وجوب أن يكون الاثنين تبعا للوحى المنزل الذى عقله الإنسان لأن أحدهما لا يفيد بدون الأخر فإن خالف الاقوال الوحى دخل النار وإن خالفت الفعال الوحى دخل النار
61 - حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن رجاء مولى بني هاشم قال : قال بعض الخلفاء لجلسائه : « من الغريب » ؟ فقالوا فأكثروا . فقال : « الغريب هو الجاهل ، أما سمعتم قول الشاعر : يعد عظيم القدر من كان عاقلا وإن لم يكن في فعله بحسيب وإن حل أرضا عاش فيها بعقله وما عاقل في بلدة بغريب »
الخطأ اعتبار قول الشاعر هو مقياس لمعنى الغريب دون اعتبار الوحى
62 - حدثنا أبو بكر عبد الله : حدثني محمد بن الحسين ، قال : قال فرقد السبخي : قرأت في بعض الكتب : « قل للعاقل كيف يخلو عقله من نفعه ، ويرى المنايا للإخوان مستلبات
الخطأ خلو عقل العاقل من نفعه وبالقطع لا يوجد عقل إلا نافع لنفسه
63 - حدثنا عبد الله : حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : قال فلان وسقط من كتاب الشيخ اسم الرجل : « عجبا للعاقل كيف يسكن وقد حرك وكيف يأمن وقد خوف »
الخطأ أن العاقل لا يجب عليه الأمن وهو ما يخالف أن الله أعطاه الأمان فقال :
"وهم من فزع يومئذ آمنون"
64 - حدثنا عبد الله : حدثني هاشم بن القاسم ، أنبأنا عبد العظيم بن حبيب الفهري ، ثنا عيسى بن موسى البجلي ، قال : سمعت الشعبي ، يقول : « لا خير في علم بلا عقل ، ومن ثم قيل : ما عند الله تعالى مثل حليم »
الخطأ أن لا خير في علم بلا عقل وهو ما يناقض أن العقلاء هم العالمون كما قال تعالى :
"وما يعقلها إلا العالمون"
65 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا محمد بن الصباح الجرجرائي ، عن ابن السماك ، عن مبارك ، عن الحسن : « ( واتقون يا أولي الألباب ) ، قال : إنما عاتبهم لأنه يحبهم »
الخطأ أن قوله واتقون يا أولي الألباب هو عتاب وإنما هو أمر للعقلاء بتفوى الله
66 - حدثنا عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثني محمد بن جعفر بن أبي كثير ، قال : سمعت أبا طوالة ، يقول : « للعقل جمام بالغدوات ليس له بالعشي »
الخطأ أن للعقل جمام بالغدوات ليس له بالعشي فعقل المسلم لا يرتاح بالليل ولا بالنهار إلا وقت النوم وذبك حتى لا يعصى الله
67 - حدثنا عبد الله : ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا أزهر ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين ، قال : « كانوا يرون حسن السؤال يزيد في عقل الرجل »
الخطأ أن حسن السؤال يزيد في عقل الرجل والصحيح أن حسن السؤال دليل على عقل الرجل
68 - حدثنا عبد الله : ثنا أحمد بن عبيد التميمي ، عن مولى لبني هاشم ، قال : قال بعض الحكماء : « من ظن أنه عاقل والناس حمقى كمل جهله »
الخطأ أن من ظن أنه عاقل والناس حمقى كمل جهله فالمطلوب فى الشرع أن يظن المسلم أنه عاقل بإسلامه وبقية الناس مجانين أى كفار بكفرهم بالإسلام وإلا ساوى بينه وبينهم وهو ما منعه الله بقوله :
" وما يستوى الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور وما يستوى الأحياء ولا الأموات"
69 - حدثنا عبد الله : ثنا الحسين بن عبد الرحمن ، قال : قال لي علي بن عبيدة : « القلوب أوعية والعقول معادن فما في الوعاء ينفد إذا لم تمده المعادن »
الخطأ كون القلوب أوعية والعقول معادن تمدها والحق هو ان العقل وهو البصيرة جزء من القلب وهو النفس كما قال تعالى "بل الإنسان على نفسه بصيرة" وأيضا قوله:
" أفلم يسيروا فى الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها "والجزء هو من يستمد من الكل
70 - حدثنا عبد الله قال : حدثت عن عبد الله بن خبيق الأنطاكي ، قال : كان يقال : « العقل سراج ما بطن وملاك ما علن وسائس الجسد وزينة كل أحد فلا تصلح الحياة إلا به ولا تدور الأمور إلا عليه »
الخطأ كون العقل سائس الجسد والحق هو أن إرادة الإنسان هى التى تسوس الجسد حسب استعمالها للعقل الذى يتبع الوحى أو حسب الشهوات التى تتبع هوى النفس فتجعله يستخدم فى الضرب والقتل والزنى وغير هذا
71 - حدثنا عبد الله قال : حدثت عن عبد الله بن خبيق ، قال : قيل لبعض الحكماء : « من الأديب العاقل ؟ قال : الفطن المتغافل »
الخطأ كون الأديب العاقل الفطن المتغافل فليس كل عاقل متغافل عن الأخطاء فهناك أمور يتغافل عنها لأن المنفعة فى التغافل وهناك أمور لا ينبغى التغافل عنها لكونها من باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
72 - حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن قدامة ، ثنا أبو الحسين العكلي ، عن مهدي بن ميمون ، عن يونس بن عبيد ، قال : قال ميمون بن مهران : « التودد إلى الناس نصف العقل وحسن المسألة نصف العلم »
الخطأ كون التودد نصف العقل فالعقل ليس بفعل واحد وإنما افعال كثيرة توافق الوحى
73 - حدثنا عبد الله قال : حدثني الفضل بن سهل ، وحدثني سريج بن النعمان ، وثنا المعافى بن عمران ، عن بكر بن خنيس ، عن رجل ، عن الحسن ، قال : « من لم يكن له عقل يسوسه لم ينتفع بكثرة روايات الرجال »
المستفاد أن العقل يحكم على روايات الرجال بالصحة أو بالخطأ حسب ما يمليه عليه وحى الله
74 - حدثنا عبد الله قال : حدثني محمد بن صالح القرشي ، قال : ثنا أبو اليقظان سحيم بن حفص ، قال : قال الحجاج بن يوسف ، عن عبد الملك : « العاقل المدبر أرجى من الأحمق المقبل »
المستفاد أن العاقل الهارب خير من الأحمق الثابت لأن العاقل يدبر لهدف وهو العودة لفائدة بينما الأحمق يقتل لثباته دون منفعة
75 - حدثنا عبد الله : ثنا أحمد بن منيع ، ثنا ابن علية ، قال : ثنا ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) قال : « أولي العقل والفقه في دين الله عز وجل »
المستفاد ولاة ألمر لابد ان يكونوا علماء أى فقهاء فى دين الله
77 - حدثنا أبو بكر عبد الله : ثنا هارون بن إسحاق ، قال : سمعت أبا إسماعيل الفارسي ، قال : سمعت زائدة ، يقول : « إنما نعيش بعقل غيرنا »
الخطأ أن الإنسان يعيش بعقل غيره وهو أمر يتنافى مع مسئولية كل إنسان عن كسبه وهو عمله كما قال تعالى :
"كل نفس بما كسبت رهينة "
78 - حدثنا أبو بكر : ثنا أبو نصر التمار ، قال : ثنا عبد الله بن عمر ، عن عبد الملك بن عمر ، عن زيد عن عقبة ، قال : عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « الرجال ثلاثة : فرجل عاقل إذا أقبلت الأمور واشتبهت يأمر فيها أمره وينزل عند رأيه ، وآخر ينزل به الأمر فلا يعرفه فيأتي ذوي الرأي فينزل عند رأيهم وآخر حائر لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا »
المستفاد كون الرجال عند المشكلات أصناف واحد يحكم بعقله والثانى لا يعرف فيشاور أهل العقل فيعمل برأيهم والثالث لا يحكم بعقله ولا يشاور غيره فيقع فى الخطأ
79 - حدثنا أبو بكر : ثنا يوسف بن موسى ، ثنا أبو عثمان ، عن سهل بن شعيب ، عن قنان النهمي ، عن جعد بن عبد الله الهمداني ، أن الحسين بن علي ، رضي الله عنهما قال له : يا جعيد ، « إن الناس أربعة : فمنهم من له خلاق وليس له خلق ، ومنهم من له خلق وليس له خلاق ، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق فذاك أشر الناس ، ومنهم من له خلق وخلاق ، فذاك أفضل الناس »
الخطأ وجود من له خلاق أى نصيب فى الجنة وليس له خلق أى عمل صالح فمن لا خلق له أى إسلام أى خلق حسن لا خلاق له عند الله
80 - حدثنا أبو بكر : ثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا سليمان بن حرب ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا الخليل بن أحمد ، قال : « الناس أربعة : فكلم ثلاثة وواحدا لا تكلمه ، قال : رجل يعلم وهو يعلم أنه يعلم فكلمه ، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فكلمه ، ورجل لا يعلم وهو يعلم أنه لا يعلم فكلمه ، ورجل لا يعلم وهو يرى أنه يعلم فلا تكلمه »
الخطأ عدم كلام واحد وهو ما يتنافى مع وجوب النصح لكل إنسان وهو ما سماه الله الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فالكلام مباح فى الخير إلا أن يكون افنسان رفض افسلام وهو الخير مرات عديدة
81 - حدثنا عبد الله : ثنا أبو عبد الرحمن القرشي ، ثنا حسين الجعفي ، عن زائدة ، عن أبي إسماعيل ، مؤذن البراجم قال : كنا نجالس منصور بن المعتمر فإذا أراد أن يقوم من مجلسه قال : « اللهم اجمع على الهدى أمرنا واجعل التقوى زادنا واجعل الجنة مآبنا وارزقنا شكرا يرضيك عنا وورعا يحجزنا عن معاصيك وخلقا نعيش به في الناس وعقلا تنفعنا به » . فكان إذا ذكر العقل يأخذني منه الضحك ، فقال لي ذات يوم : « يا أبا إسماعيل ، لأي شيء تضحك ؟ إن الرجل يكون عنده كذا ويكون عنده كذا فلا يكون له عقل فلا يكون له شيء »
المستفاد دعاء الله بطلب الخير مباح وبإبعاد الشر مباح
82 - حدثنا أبو بكر : ثنا محمد بن المثنى ، قال : سمعت بشر بن الحارث يحدث ، عن أبي الأحوص ، قال : كان يقال : « إن جاريت الأحمق كنت مثله ، وإن سكت عنه سلمت منه »
المستفاد عدم جدال الأحمق خير
83 - حدثنا أبو بكر قال : حدثني محمد بن الحسين ، قال : سمعت بشر بن الحارث ، قال : « النظر إلى الأحمق سخنة عين ، والنظر إلى البخيل يقسي القلب »
الخطأ أن النظر إلى الأحمق سخنة عين ، والنظر إلى البخيل يقسي القلب وهو كا يخالف وجوب النظر للمتحدث أيا كان والنظر لا يحدث أثرا فى الناظر إلا أن يريد الناظر ذلك
84 - حدثنا أبو بكر ثنا علي بن إبراهيم الباهلي ، ثنا داود بن المحبر ، أن شيخا حدثهم ، عن ابن جريج ، قال : « قسم العقل على ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله : حسن المعرفة بالله ، وحسن الطاعة له ، وحسن الصبر على أمره »
الخطأ تقسيم العقل لمعرفة وطاعة وصبر لكون الطاعة هى الصبر نفسه ولكون العقل ينقسم لذاكرة ومفكرة ومخيلة وليس لأمور غيرها فى التركيب
85 - أخبرنا أبو بكر : أنبأنا علي بن إبراهيم ، ثنا داود بن المحبر ، ثنا سويد بن الخطاب ، عن يحيى بن أبي كثير ، قال : « أعلم الناس وأفضلهم أعقلهم »
المستفاد أعلم الناس وأفضلهم هو العاقل
86 - وحدثني أبو بكر : ثنا علي بن إبراهيم ، قال : ثنا داود بن المحبر ، قال : ثنا نصر بن طريف ، عن ابن جريج ، قال : « قوام المرء عقله ، ولا دين لمن لا عقل له » وقال بعض الحكماء لأخ له : « يا أخي عقلك لا يتسع لكل شيء ففرغه لأول المهم من أمرك ، وكرامتك لا تسع الناس فخص بها أولى الناس بك ، وليلك ونهارك لا يستوعبان حوائجك فأسقط عنك ما لك منه بد ، وليس من العقل أن تذر من الخير ما لابد منه ، ولا تمدح من لم تخبر إحسانه » . وقيل لبعض الحكماء : ما العقل ؟ ، قال : « أمران أحدهما صحة الفكر في الذكاء والفطنة ، والآخر حسن التمييز وكثرة الإصابة » . وقيل لبعض الحكماء : ما الحمق ؟ ، قال : « قلة الإصابة ووضع الكلام في غير موضعه وكلما مدح به العاقل كان مفقودا في الأحمق » . وقيل لبعض الحكماء : أوصنا بأمر جامع ، قال : « احفظوا وعوا : إنه ليس من أحد إلا ومعه قاضيان باطنان ، أحدهما ناصح والآخر غاش ، فأما الناصح فالعقل ، وأما الغاش فالهوى وهما ضدان ، فأيهما ملت معه وهي الآخر »
أقوال فى العقل بعضها صواب كعدم اتساع العقل لكل شىء وبعضها خطأ كتعريف العقل بأمران وذكره ثلاثة 1-صحة الفكر في الذكاء والفطنة ، والآخر 2-حسن التمييز3- وكثرة الإصابة
87 - حدثني أبو بكر قال : حدثني عبيد الله بن محمد القرشي ، قال : « كلم رجل رجلا من الملوك فلاينه ثم أغلظ له ، فقال له الملك : ما لك لم تكلمني بهذا أولا ؟ ، قال : لما كلمتك رأيت لك عقلا فعلمت أن عقلك لا يتركك تظلمني »
المستفاد معاملة الإنسان تعرف من يكلمه كيف يكلمه بالحق
88 - حدثني أبو بكر : حدثني أبو صالح الجيلي ، قال : قال حفص بن حميد : « من ورع الرجل ألا يخدع ، ومن عقله ألا يخدع »
الخطأ أن المؤمن لا يخدع ولا يخدع وهو ما يتنافى مع وجوب الخداع فى الحرب
89 - حدثني أبو بكر : ثنا الحسين بن عبد الرحمن ، قال : قيل للمهلب بن أبي صفرة : بم نلت ما نلت ؟ قال : « بطاعة الحزم وعصيان الهوى »
المستفاد طاعة العقل واجبة وعصيان الهوى واجب
90 - حدثني أبو بكر : حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، عن عمر بن إبراهيم الكردي ، عن المبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : « ما أودع الله عز وجل امرأ عقلا إلا استنقذه به يوما ما »
المستفاد العقل ينقذ صاحبه
91 - حدثنا أبو بكر قال : حدثني أبي ، ثنا موسى بن داود ، عن محمد بن حمير ، عن النجيب بن السري ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : « إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فالتمسوا لها من الحكمة طرفا »
المستفاد الإنسان يمل من الأمور المعتادة فيجب البحث عما يجدد نشاطه من الأمور المفيدة
92 - حدثني أبو بكر : حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، قال : قال بعض الحكماء : لا ترى العاقل إلا خائفا كما أن الجاهل لا تراه إلا آمنا وفي ذلك يقول القائل : لا ترى العاقل إلا خائفا حذرا من يومه دون غده
الخطأ أن العاقل لا يرى إلا خائفا كما أن الجاهل لا تراه إلا آمنا وهو ما يناقض ان الله يجعل العقلاء آمنين بعد الخوف كما قال :
"وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا"
93 - حدثني أبو بكر : حدثني الحسن بن الصباح ، نا حاجب ، ثنا إبراهيم بن أعين ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن منصور بن المعتمر ، قال : قال ابن مسعود : « استبق نفسك ولا تكرها فإنك إن أكرهت القلب على شيء عمي »
الخطأ عدم إكراه النفس الشىء فالمسلم عندما يرى هوى نفسه لابد أن يكرهها على الإسلام من اجل أخرته
94 - حدثني أبو بكر قال : ثنا محمد بن إدريس ، حدثني الوليد بن صالح ، حدثني أبو كثير اليمامي ، قال : قال وهب بن منبه : « المؤمن مفكر مذكر فمن ذكر تفكر ، فعلته السكينة وقنع فلم يهتم ورفض الشهوات فصار حرا وألقى الحسد فظهرت له المحبة وزهد في كل فان فاستكمل العقل ورغب في كل شيء باق فعقل المعرفة »
الخطأ أن إلقاء الحسد يظهر المحبة فالمحبة لا تنتج دوما من البعد عن الحسد فمن المسلمين من يكره المسلمين ولمنها كراهية قلبية وليست كراهية فعلية تؤذى كما بين الزوج والزوجة وفيهم قال تعالى :
" وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا "
95 - حدثني أبو بكر : ثنا عبيد الله بن عمر ، ثنا حماد بن زيد ، عن عمران بن الحدير ، عن قسامة بن زهير ، قال : « روحوا القلوب تع الذكر »
المستفاد لابد من إراحة القلوب حتى تفهم كلام الله