بيت الله


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

بيت الله
بيت الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الناقة ملعونة
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 6:18 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود النهى عن ركوب الجلالة
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 6:17 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الجرس شيطان
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 6:16 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قرب الملائكة من الناس
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 6:16 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العين لها تأثير مؤذى
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 6:15 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود معجزة كلام الجمل
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 6:13 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كراهية الشكال فى الخيل
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 6:12 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود التفضيل فى ألوان وبركة الخيل
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 6:11 am من طرف Admin

» عمر الرسول (ص)
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1أمس في 5:58 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود من تمنى الجهاد ولم يجاهد فمات فهو شهيد
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:48 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عدم رد الدعاء فى أمرين أو ثلاثة
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:47 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عامر له أجره مرتين بعد استشهاده من دون بقية المسلمين
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:46 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تعجب الله
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:45 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو الخلافة ودنو المصائب
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:44 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المسلمين بعضهم أبرار وبعضهم فجار
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:43 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود القول أمتى
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:43 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الخروج بالنساء مع المجاهدين
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:42 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو فتح الأمصار
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:42 am من طرف Admin

» قراءة فى قصة طفولية المسيح عيسى(ص)
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الخميس نوفمبر 21, 2024 5:28 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود حدوث معجزة النور على قبر النجاشى
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:11 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود كون الشهيد من ثوابه الشفاعة
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:11 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المولود الميت والوئيد فى الجنة
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:10 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فيمن هو المجاهد
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:08 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود التواجد فى مكانين فى وقت واحد
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:07 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود نزول الوحى فى أثناء النوم
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:06 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود خلاف فيمن لم يحدث نفسه بالجهاد
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:05 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الميت دون تحديث نفسه بالغزو منافق
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:04 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بما فى الغد
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 6:03 am من طرف Admin

» ترك العمل والرياء
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الأربعاء نوفمبر 20, 2024 5:51 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود نمو عمل المرابط ليوم القيامة
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:20 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اعتبار الميت على فراشه ومن ضربته دابة شهيد
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:19 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الصلاة والصيام والذكر تضاعف على النفقة في سبيل الله بسبع مائة ضعف
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:18 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الدائخ فى البحر حتى يستقيىء والغرق له أجران
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:17 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود دخول الرسول (ص) على امرأة أجنبية ونومه على حجرها وهى متزوجة
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:16 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وجود نار تحت البحر
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:15 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وجود أجر لإبن المرأة شهيدين بسبب قتل الكتابيين له
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:15 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود القول أمتى
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:14 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود النار تحشر الناس
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 6:13 am من طرف Admin

» نظرات فى قصة هاروت وماروت
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 19, 2024 5:58 am من طرف Admin

» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى حديث سكنى الشام
نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Icon_minitime1الإثنين نوفمبر 18, 2024 6:19 am من طرف Admin

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية

دخول

لقد نسيت كلمة السر

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


Bookmark & Share
Bookmark & Share
Bookmark & Share

نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة

اذهب الى الأسفل

نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Empty نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة

مُساهمة من طرف Admin الأحد ديسمبر 30, 2018 7:31 am

نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد :
هذا نقد لكتاب فرج فودة قبل السقوط
كتاب قبل السقوط لفرج فودة وهو واحد من كتاب اليسار المصرى وقبل الدخول فى نقد الكتاب لى ملاحظات على كتاب اليسار خاصة فيما يسمى القطر المصرى فى ثمانينات وتسعينات القرن العشرين كالقمنى وخليل عبد الكريم و خلف الله احمد والعشماوى وفرج فودة من خلال متابعتى لكتاباتهم فى الصحف التى تسمى القومية كالأهرام بالاضافة لصحيفتهم الأم الأهالى ومجلاتهم روزا اليوسف وصباح الخير والتى كانت تضم لجانبهم أخرين ليسوا من اليسار
الملاحظة هى أنهم على علاقة غريبة بالسلطة فهم غالبا إن لم يكن دوما محرضون للسلطة على ما يسمى التيار الإسلامى فهم يتهمونه بالإرهاب والرجعية والتخلف
الملاحظة الأخرى أن الكثير منهم حصلوا على الرسالات العلمية ودرجاتها ولكن بطريق غير شرعى مثل الوراثة فى جامعاتنا الحالية حيث يقوم الآباء بتعيين أولادهم وبناتهم معيدين فى الكليات ثم يقومون بكتابة الرسائل العلمية لهم ويقوم الأصدقاء بمنحهم الدرجات العلمية فالفريق اليسارى أوصل بعضه بعضا للحصول على تلك الدرجات مع أن بعضهم كخليل عبد الكريم لم يكن يجيد الكتابة بالفصحى المعروفة والغريب أنه كان خطيب معين فى أحد المساجد إن أسعفتنى الذاكرة كما كان يضع تحت اسمه فى جريدة الأهالى
مقالاتهم معظمها عبارة عن بلاغات كبلاغات المخبرين وقد تخصص فرج فودة فى الاخوان والجماعة الإسلامية والجهاد والعشماوى كان يهاجم غالبا المؤسسات التى تسمى الرسمية كالأزهر ودار الإفتاء وأحدهم ولا أتذكر بقية اسمه كان له اسم إمام كان متخصصا فى هدم ونقد الاخوان بالمقالات فى روزا اليوسف أو صباح الخير    
المقالات الأخرى كان غالبا دس للسم فى العسل من خلال الكلام عن الإسلام فمن يراجع كتابات فرج فودة فى جريدة الأهرام يجد الرجل فى العديد من المقالات كان يجمع أسوأ ما فى كتب الفقهاء خاصة فيما يتعلق بالجنس لنشره على أنه محتوى إسلامى وليس محتوى بشرى  
واخترعوا مصطلحات مثل الإسلاموية تذكيرا بالدموية  
والغريب أيضا أن معظم اليسار وهو اليسار الشيوعى كان يسكن مصر الجديدة معقل الرأسمالية ولن يكون غريبا أن يكونوا على علاقة بأمن الدولة أو المخابرات
بالقطع من يلاحظ الصحف القومية كان يجد خليطا عجيبا من الكتاب سواء كانوا صحفيين أو كانوا يكاتبون تلك الصحف فاليساريون موجودون والتيار الإسلامى موجود رسميين وغير رسميين والوفديون والرأسماليون موجودين وبالطبع كتبة السلطة وهذه الخلطة لا يمكن أن تكون موجودة إلا بأمر أمن الدولة والمخابرات حتى تجعل الناس متحيرين ومنقسمين حتى يموتوا
كانت الصحيفة الأولى التى تضم هذا الخليط هى الأهرام ومعظم المقالات بين الجميع كانت تكتب فيها وأما الأخبار والجمهورية فقليلا ما كانت تتناول شىء من ذلك وكان غالبا فى الأعداد الأسبوعية  
ومن المعروف أن أى فصيل سياسى فى العالم يريد تولى الحكم فإنه يركز معظم نيرانه فى الجهة التى تحكم بلده حتى يزيل تلك الجهة ولكن من يتابع اليسار فى بلادنا يجد أمرا غريبا وهو أنهم يركزون نيرانهم فى اتجاه أخر بنسبة عالية وهو فصيل مثلهم لا يحكم وهو ما يسمونه التيار الإسلامى وهو ما يجعلهم خارج نطاق اليسار السياسى ويضمهم إلى زمرة التابعين للجهة الحاكمة فهم يعملون فى صالحها بكل الوسائل
هل كان قتلة فرج فودة  فعلا هم من التيار العنيف التابع للتيار الإسلامى ؟
هل كانت قتلة فؤاد محيى الدين منهم  ؟
هل كان قتلة رفعت المحجوب منهم ؟
تلك العمليات قادها أمن الدولة والمخابرات بأمر مبارك ليتخلص من الحرس القديم ففؤاد كان يعرف أن مبارك وأبوغزالة هما من قتلا السادات وقبله أحمد بدوى ورفاقه ليخلو الجو من قيادات القوات المسلحة جميعا ورفعت المحجوب صاحب المقولة الشهيرة المجلس سيد قراره كان سدا منيعا أمام مبارك لمنع سياسة الخصخصة وليشوه صورة التيار المسمى الإسلامى
فرج فودة كأى بلطجى يستخدمه أمن الدولة ليؤدى دوره المرسوم وبعد هذا لا مانع من التضحية به فلولا نشر الصحف القومية مقالاته ما عرفه أحد إلا قراء جريدة الأهالى ومجلات اليسار ومن ثم لم يكن ليقتل كغيره من كتاب اليسار ولكن الإعلام الرسمى الذى ظل يزين فيه ويذيع أخباره هو من تسبب فى مقتله
بحسب فرج فودة فى هذا الكتاب فإن من أنشأ الجماعات العنيفة التى تسمى بالجهادية هى أجهزة الدولة الأمنية وليس مستغربا أن تكون الأسلحة المستخدمة فى كل العمليات الاغتيالية وغيرها كانت أسلحة حكومية ولن يكون غريبا أن يكون أعضاء المخابرات وأمن الدولة هم من ارتكبوا تلك الاغتيالات وأنهم من استدعوا الشباب الذى اتهموه لأماكن الاغتيال حتى يتم القبض عليهم بتهمة الاغتيال وهو أمر ليس بالغريب على الحكام أن يفعلوه ليجنوا من خلفه مكاسب سياسية كالتفاف الشعب حولهم وكراهيتهم للمعارضة القاتلة
بالقطع المحاكمات والتحقيقات التى تتم فى تلك القضايا لا علاقة لها بالقضاء ولا بالقانون ولا يمكن حتى للمحامين أن يلتقوا بالمتهمين فى ظروف عادية كالانفراد ومن ثم لا يمكن لأحد أن يعرف الحقيقة من المحاكمات ولا من التحقيقات يستوى فى هذا كل القضايا عبر العقود المختلفة سواء ملكية أو جمهورية فاغتيال النقراشى واغتيال البنا فى عهد الملكية يبدو المستفيد الوحيد منه هو فاروق فباغتيال النقراشى تختفى حقيقة هزيمة48 وأن فاروق وليس النقراشى كان هو سببها الأول وبتزيين حل الاخوان له يكون صاحب المصلحة فى اغتياله هم الاخوان وباغتيال البنا يتخلص الرجل من أقوى رجل فى الدولة بعده متهما الوفديين وغيرهم باغتياله فاللعبة كانت سياسية الهدف منها تخلص فاروق من ضغوط الوفديين والاخوان وهم أقوى الأحزاب والجماعات فى البلد والمدبر بالقطع هو القلم السياسى الذى حل محله أمن الدولة والمخابرات فيما بعد وهو جهاز يبدو أن خاضع لوزير ولكنه فى الحقيقة هو تابع للحاكم الأول إلا أن يكون مغفلا بوثوقه فى ذلك الوزير
كل شىء حدث فى عهد عبد الناصر والسادات ومبارك والسيسى لا يمكن أن يكون سوى أنهم يمارسون نفس اللعبة وهو التخلص من القوى المنافسة حتى ولو تم الاستعانة بقوى أخرى يتم التخلص منها فيما بعد  
هذه اللعبة للأسف لم تفهمها حتى الآن الجماعات والأحزاب المعارضة الموجودة فى البلاد مع أنها لعبة قديمة قدم وجود الحكام الظلمة ولو راجعنا تاريخ مصر الحديث لوجدنا العسكرى محمد على قد انقلب على من ولوه الحكم عمر مكرم وأصحابه ثم ذبح المماليك فى مذبحة القلعة وهم القوى المعارضة التى كان يحسب حسابها    
المشكلة التى لا يفهمها كل حاكم يمارس اللعبة هو أنه يصنع بنفسه القوة التى تزيله من الحكم فمن يراجع من قام بخلع من أو من قام باغتيال من منهم سيجد على الفور الحاكم من بعد الحاكم هو صنيعة الحاكم  
كانت الكثير من مقالات فرج فودة مستفزة ليس للتيار العنيف فقط ولكن لما يسمونه التيار المعتدل التابع للدولة وكان مقتله سبب جعل اليسار المصرى يدخل مجلس الشعب بعد أن تم اسقاط كل ممثلى التيار المسمى الإسلامى فى كل الانتخابات فى حقبة التسعينات وانسحبوا من دخول الانتخابات التالية وكذلك غيرهم من الفصائل المعارضة ليبقى الخمسة اليساريين ممثلين للمعارضة المزعومة وهو أمر غريب أن يظلوا فى المجالس المباركية لمدة عشرين سنة
قال فرج فودة فى حكاية نوم عمر تحت الشجرة وقولة الهرمزان عدلت فأمنت فنمت يا عمر :
"ولعل القارىء يرى معى أن القصة بتفاصيلها السابقة نموذج رائع للعدل الذى يقود إلى الأمن والأمن الذى يقود إلى الأمان وأنها مثال لما يجب أن يكون عليه ولى الأمر العادل لولا أن الشىء الحلو لا يكتمل كما يقولون وأنه لكى تتمل الصورة بوجهيها علينا أن نذكر القارىء بأن عمر نفسه مات مقتولا على يد ص9 فيروز الغلام المجوسى وكنيته أبو لؤلؤة وأن قتل عمر قد تم فى المسجد حيث كمن له الغلام وطعنه وهو يستدير لكى يبدأ صلاة الفجر منهيا حياة الخليفة العظيم عدلا وقدرة وزهدا مثبتا أن ما فعله عمر وما كان فى العادة يفعله إنما كان قصورا فى اجراءات الأمن وأن العدل ليس دائما وسيلة الأمان وأن النوم فى ظل شجرة والحركة دون حراسة فى وسط الرعية أو حتى فى المسجد ذاته أمر لا يصلح نموذجا لحاكم إلا إذا كان الحاكم من هواة الاستشهاد ولعلى لا أنهى حديث هذه الواقعة دون ان اذكر أمرا يمكن احتسابه ضمن سخريات القدر أو مفارقاته العجيبة فقد قتل عبيد الله بن عمر ثلاثة ظن بهم التآمر على قتل أبيه وكان أولهم الهرمزان صاحب الرواية التى بدأنا بها الحديث"ص10
فرج فودة هنا فى هذا النص ليس بريئا فالرجل فى أول الفقرة يجعل القارىء معجب مثله بالقصة مصدقا لها وهو قوله "ولعل القارىء يرى معى أن القصة بتفاصيلها السابقة نموذج رائع للعدل الذى يقود إلى الأمن"ومع هذا يستدرج القارىء لعدم الاعجاب " لولا أن الشىء الحلو لا يكتمل كما يقولون وأنه لكى تتمل الصورة بوجهيها علينا أن نذكر القارىء بأن عمر نفسه مات مقتولا"
والكاتب الحق لا يستدرج القارىء لحكم فى أول الكلام لينهى كلامه بحكم مخالف بل يظهر الحقيقة من أول مرة
والرجل الذى وصف عمر فى وسط الفقرة بكونه" الخليفة العظيم عدلا وقدرة وزهدا" يجعل عمر رجلا بلا قدرة حيث لا يحافظ على سلامته الشخصية بالحراسة فيقول فى وسط الفقرة" مثبتا أن ما فعله عمر وما كان فى العادة يفعله إنما كان قصورا فى اجراءات الأمن" كما جعله لا يصلح حاكما إلا إذا كان يهوى الشهادة فقال " وأن النوم فى ظل شجرة والحركة دون حراسة فى وسط الرعية أو حتى فى المسجد ذاته أمر لا يصلح نموذجا لحاكم إلا إذا كان الحاكم من هواة الاستشهاد"
وأبى فرج إلا أن يطعن فى عبيد الله بن عمر فذكر أمر قتله لثلاثة بسبب قتل والده والكاتب الذى له فى نفسه غرض لا يذكر هذا إلا طعنا فى الرجل وفى العدل فى عهد الخلفاء الراشدين وأما الكاتب الحق فعليه أن يظهر الروايات كلها رغم تناقضاتها ويدع القارىء يوازن بينها أو يبين عوراتها ومحاسنها وهنا نذكر بعض الروايات المتناقضة فى الأمر وهى:
حكى ابن عبد البر في كتاب الصحابة:
" عن الحسن أن عبيد الله بن عمر قتل الهرمزان بعد أن أسلم وعفا عنه عثمان، فلما ولي علي خشيه على نفسه فهرب إلى معاوية فقتل بصفين، فلمَّا قتل عمر أخبرهم عبد الرحمن بن أبي بكر بأنه رأى الهرمزان وجفينة وأبا لؤلؤة يتناجون فنفروا منه فسقط من بينهم خنجر له رأسان نصابه في وسطه فلما رأى الخنجر الذي قتل فيه عمر على نفس الوصف الذي ذكر عبد الرحمن، خرج عبيد الله مشتملاً على السيف حتى أتى الهرمزان وطلب منه أن يصحبه حتى يريه فرساً له، وكان الهرمزان بصيراً بالخيل. فخرج يمشي معه فعلاه عبيد الله بالسيف فلما وجد حر السيف صاح لا إله إلا الله ثم أتى جفينة وكان نصرانياً فقتله ثم أتى بنت أبي لؤلؤة جارية صغيرة فقتلها، فقبض عليه وسجن إلى أن تولى عثمان بن عفان الخلافة فاستشار الصحابة في أمره فأفتى بعضهم بقتله، وأفتى بعضهم الآخر بالدية، فأدى عثمان الدية من ماله وأطلقه ولما تولى علي الخلافة، وكان يرى أن يقتل بالهرمزان خرج عبيد الله إلى الشام وانضم إلى معاوية بن أبي سفيان، حارب و قتل في معركة صفين"
وقد ذكر الطبري في كتابه تاريخ الرسل والملوك خلاف ذلك ما يلي:
"قال القماذبان عن قتل أبيه الهرمزان: كانت العجم بالمدينة يستروح بعضها إلى بعض، فمرّ فيروز بأبي ومعه خنجر له رأسان، فتناوله منه وقال: ما تصنع بهذا في هذه البلاد؟ فقال: آنس به؛ فرآه رجل، فلما أصيب عمر، قال: رأيت هذا مع الهرمزان، دفعه إلى فيروز. فأقبل عبيد الله فقتله؛ فلما ولي عثمان دعاني فأمكنني منه، ثم قال: يا بني هذا قاتل أبيك وأنت أولى به منا، فاذهب فاقتله فخرجت به وما في الأرض أحد إلّا معي؛ إلّا أنهم يطلبون إلي فيه. فقلت لهم: ألي قتله؟ قالوا: نعم - وسبّوا عبيد الله - فقلت: أفلكم أن تمنعوه؟ قالوا: لا وسبّوه. فتركته لله ولهم، فاحتملوني؛ فوالله ما بلغت المنزل إلّا على رؤوس الرجال وأكفّهم.
وقال فرج فى مقتل الخلفاء الثلاثة:
"وهكذا أيها القارىء العزيز نصل إلى حقيقة مروعة رغم كونها معروفة وهى أن ثلاثة من الخلفاء الراشدين قد قتلوا واحد منهم على يد غلام مجوسى واثنان منهم على يد مسلمين متطرفين "ص10
بالقطع الرواية فى قتل عمر كغيرها تعتمد على كتب السيرة والتاريخ وهى كتب كلها فى موضع الشبهات فهى تذكر الروايات وروايات عكسها معا خلف بعضها وقد
قيل فى مقتل الثلاثة أن قتل عمر كان مؤامرة بين الهرمزان وأبو لؤلؤة المجوسيان وجفينة النصرانى وكعب الأحبار اليهودى وحدث القتل أثناء صلاة الفجر والظلام دامس وقتلة عثمان ضربوا حصارا على داره ثم اقتحموها وقتلوه ولم يعرف قتلته وقتل على كان فى أثناء صلاة الفجر والظلام دامس وكان على أثر اتفاق ثلاثة من الخوارج اتفقوا على قتل على ومعاوية وعمرو بن العاص وهى حكايات كاذبة للتالى:
-يجمع قتل عمر وعلى قتلهما فى الظلام عند صلاة الفجر والفجر فى الإسلام هو الصباح وقت النور ويكون عقب اختفاء أخر نجم من السماء ولم يأت فى القرآن ما يدل على أن النهار فيه جزء مظلم اسمه الفجر وإنما النهار كله نور نبصر فيه لقوله بسورة الإسراء "وجعلنا آية النهار مبصرة "وقوله بسورة البقرة "حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر " ففى الفجر نعرف الأسود من الأبيض أى الظلام من النور ساعة الفجر وهذا لا يتحقق سوى نهارا وفى حكاية قتل عمر أمر هام هو إخبار كعب له أنه سيموت فى خلال مدة محددة معللا ذلك بورود ذلك فى التوراة وأى إنسان عنده ذرة من الفهم لو قال له أحد هذا لشك فيه واحتاط منه وكان بمقدور عمر القبض على كعب بعدة تهم منها الإفتراء على الله والشك فى تآمره على حياة أحد المسلمين ثم هناك أمر أخر هو وجود كعب فى المدينة فمن المعروف تاريخيا أن اليهود أخرجوا فى عهد النبى(ص)منها على فترات وتقول الروايات أن عمر طرد البقية الباقية منهم من المدينة ومن شبه الجزيرة فكيف يعيش كعب اليهودى وجفينة النصرانى والمجوسيان بعد تنفيذ قرار عمر فى المدينة ؟أليس هذا عجيبا ؟
وأما حكاية عثمان فمليئة بالثقوب منها :
-كيف يضرب من يسمون الثوار حصارا على بيت الخليفة مع وجود الشرطة فى المدينة "
-كيف يحاصر الثوار بيت الخليفة والصحابة يسكنون حوله وهم يستعدون لأى حرب خاصة أن امتلاك السلاح أمر عادى كما فى كتب التاريخ المزعومة ؟
-كيف لم يستنجد الخليفة بجيوشه خاصة أن الحصار استمر مدة كافية لوصول خبره للبلاد؟
-كيف لم يتراجع الخليفة عن القرارت الخاطئة التى اتخذها رغم هذا الحصار الذى لابد أن يفت فى العضد ؟
- كيف جاء الثوار للمدينة رغم أن خبر اتفاقهم قد انتشر بعد فشلهم فى ضم أهل حمص مع وجود جهاز يماثل المخابرات الحالية فى الدولة مهمته توصيل المعلومات المختلفة للخليفة ؟
ويصر فرج على تناول مقتل الخلفاء الراشدين بإلحاح غريب فيأتينا برواية عن مقتل الصديق حيث قال :
"أنه مما يهون من هذه الكارثة أن أول الخلفاء قد نجا من القتل ومات على فراشه وأقصد بالطبع أبا بكر الصديق لكنك تفجع مثلى حين تعلم أن ذلك ليس خبرا يقينيا وأن بعض الروايات تذكر أن أبا بكر والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبى بكر فقال الحارث لأبى بكر ارفع يدك يا خليفة رسول الله والله إن فيها لسم سنة وأنا وأنت نموت فى يوم واحد قال فرفع يده فلم يزالا عليليين حتى ماتا فى يوم واحد عند انقضاء السنة"ص11
الرجل العاقل العلمانى ذو الفكر لم يناقش الرواية لا حسب القرآن الذى يعلن أنه يصدقه فى مواضع عدة من الكتاب ولا حتى حسب المنهج العلمى فمن أين علم الحارث بالغيب الممثل فى وقت موت الاثنين وأنهما يموتان فى وقت واحد  بعد سنة والله يقول"وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت"
والرجل العلمى لم يكلف نفسه بسؤال العلماء فى أقسام السموم أو الطب الشرعى عن وجود سم يظهر مفعوله بعد مدة معينة فلو كان سأل لعرف أنه لا يوجد سم بهذا الوصف فحتى السم العادى لا يمكن معرفة الوقت الذى يستغرقه لقتل كائن حى إنسان أو غيره  
فرج فودة ليس غرضه من ذكر تلك الحوادث إعلام الناس بالحق ولكن الغرض هو إظهار الفترة الذهبية عند الكثيرين بأنها فترة صفيح يجب رميها فى القمامة دون تفكير فما صلح لهم لا يصلح لنا وقد كرر كلامه فى المناظرات بينه وبين علماء ما يسمى التيار الإسلامى فى الثمانينات
الغريب أنه وحتى أولئك العلماء تجادلوا حول نقطة بعيدة كل البعد عن الإسلام عن الفترة الذهبية سواء وجدت _وهى وجدت بالفعل- أم لم توجد حسب كلام فرج ليست مقياسا للحكم على تطبيق الإسلام فالمطلوب هو تطبيق الإسلام تطبيق النصوص
ويصر فرج على إظهار الفترة الذهبية على أنها فترة سوداء فترة عدم استقرار وليس استقرار فيقول:
"بل هناك وجوه أخرى تستطيع أن تراها إذا تفحصت سنوات حكم الخلفاء الراشدين حيث تستطيع أن تذكر بقدر كبير من اليقين أن فترات استقرار الحكم فيها لم تزد عن عهد عمر ونصف عهد عثمان –أى الستة أعوام الأولى من حكه أما ما قبل ذلك فهو عهد أبو بكر وأغلبه على قصره كان منصرفا إلى قتال المرتدين عن الإسلام"ص11
وينفى فرج أن لم يقصد بذكر تلك المساوىء سوى أن يفهم القارىء فهم فرج السياسى المفكر وليس فهم رجل الدين فيقول :
"بل إننى أكاد ألمح أن السؤال ربما تحول إلى اتهام بأننى أحاول التركيز على الجانب غير المضىء فى أحداث هذه الفترة العظيمة وهو أمر أقسم للقارىء أنه لم يخطر لى على بال بل على العكس من ذلك تماما أردت أن أزن الأمر لكى أصل بالقارىء إلى فهم ما أفهمه من الإسلام وهو فهم السياسى ورجل الفكر قبل أن يكون فهم رجل الدين "ص12
أولا لو ذكرنا الفقرة لأى رجل من العامة لفهم على الفور ما قاله المثل "قالوا للحرامى احلف قال جاء لك الفرج"
ثانيا فرج فودة لم يتكلم عن الإسلام فى الكثير من كتبه فلم يتناول آية أو حتى رواية حديثية وفى هذا الكتاب هو يكلمنا عن المسلمين أصحاب التاريخ الذى ذكره والإسلام ليس سوى نصوص وليس أشخاص ومع هذا يقول فهمى للإسلام وليس فهمى للتاريخ الذى يقال عنه أنه تاريخ حكام المسلمين
ثالثا فرج أتانا بمبتدع وهو وجود رجل دين فى الإسلام فلا يوجد رجال دين كما فى المعنى المعروف فى أوربا حيث يوجد عندنا علماء بالدين ولكن مفهوم رجل الدين فى النصرانية أو فى غيرها ليس موجودا فى الإسلام
ويستند فهم فرج لكوننا بشر وأن الذين أمنوا بالنبى(ص) كانوا بشرا يخطئون ويصيبون فيقول خلف الفقرة السابقة:
"وهو أيضا يستند أيضا فهم يستند إلى قاعدة أساسية وهى أن الإسلام لم يتنزل على ملائكة وإنما تنزل على بشر مثلنا بعضهم جاهد نفسه فارتفع إلى أعلى عليين وبعضهم أرهقه الضعف الإنسانى فأخطأ "ص12
بالقطع التاريخ الذى نعرفه مزيف والذين آمنوا بالنبى(ص) فى عهده والمعروفين بالصحابة لا يمكن أن يرتكبوا كل تلك الأخطاء المروية فالدولة الإسلامية وهى دولة العدل لا يمكن أن يحدث فيها الجهل بالإسلام كما فى روايات التاريخ ولا يمكن أن تحدث فيها حروب الردة ولا غيرها من الوقائع المعروفة فهى مخالفة تماما لآيات القرآن ولو عاد فرج للمصحف الذى يعلن تصديقه له لعرف أنها دولة لا يمكن أن تتحول للكفر فى عهد الصحابة ولا حتى الجيل الثانى وهم أولادهم والعديد منهم أمنوا بالنبى (ص) وإنما تتحول فى عهد الخلف وفى هذا قال تعالى :
"أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا"
قال فرج نافيا وجود المجتمع المثالى أى المدينة الفاضلة فى التاريخ الإنسانى كله :
"النتيجة الأولى أن المجتمع المثالى أو اليوتوبيا المدينة الفاضلة أمر لم يتحقق على مدى التاريخ الإنسانى وبالتالى على مدى الخلافة الإسلامية كله حتى فى أزهى عصوره وأن من بصورون للشباب الغض أن قيام حكم دينى سوف يحول المجتمع كله إلى جنة فى الأرض يسودها الحب والطمأنينة ويشعر فيها المواطن بالأمن ويتمتع فيها الحاكم بالأمان......إنما يصورون خلما لا علاقة له بالواقع ويتصورون وهما لا أساس له من وقائع التاريخ ولا سند له فى طبائع البشر ص14
نفى وجود المجتمع المثالى فى التاريخ كله هو حجة على فرج وليس حجة عليه فما يريده من العلمانية والاجتهاد لإقامة مجتمع أفضل إنما هو حرث لماء البحر فما دام السابقون فشلوا فهو وغيره سيفشلون إذا لماذا الجدال فى شىء لن يحدث فى رأيه؟
لم يقل الله عن الدولة الإسلامية كأفراد أنهم مجتمع مثالى لا يخطىء خاصة أن سكانها يتكونون من مسلمين وغير مسلمين  وإنما الله طالب بالدولة الإسلامية بمعنى الدولة العادلة والعدل ليس الحب فرضا فيه فالمجتمع العادل فيه كراهية حتى بين المسلمين أنفسهم كما قال تعالى :"ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى "
وقال فى كراهية الزوج لزوجته :
"فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا"
المجتمع المثالى الذى لا يخطىء هو مقولة بشرية بينما المجتمع المثالى فى الإسلام مجتمع يخطىء الأفراد فيه ويحكم فيهم بحكم الله العادل
وأما الشعور بالأمن والأمان فهو موجود فى الدولة الإسلامية كما قال تعالى :
"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون"
والقرآن كما أعلن فرج يصدقه وهو هنا يكذبه أو جاهل به
وقال فرج فودة مفرقا بين الإسلام الدين والإسلام الدولة :
"النتيجة الثانية أن كل ما عرضته إنما ينهض دليلا على أن هناك فرقا كبيرا بين الإسلام الدين والإسلام الدولة وأن انتقاد الثانى لا يعنى  الكفر بالأول أو الخروج عليه وأنك فى الثانى سوف تجد كثيرا يقال أو يعترض عليه حتى فى أعظم أزمنته بينما أنت فى الأول لا تجد إلا ما تنحنى له تقديسا واجلالا وإيمانا خالصا  "ص14
بداية لا يوجد فرق بين الإسلام الدين والدولة فالإسلام الدين إن لم تطبق أحكامه كلها فى الدولة فهى دولة كافرة وليس هى الدولة الإسلامية كما قال تعالى :
"ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"
فالدولة الإسلامية هى التطبيق الفعلى للإسلام النص وما يتحدث عنه فرج هو التاريخ المزور المعروف لدينا بأنه تاريخ المسلمين وما هو بتاريخهم  فهذا التاريخ أنشأت فيه دول فى الورق فقط ولا وجود لها كدولة الأمويين ودولة العباسيين وصراع الفرق وحتى تاريخ الخلفاء الراشدين معظمه كذب وزور
قال فرج فى الرسالة :
"وقد أنزل الله فى الرسالة ما ينظم شئون الدنيا فى أبواب وترك للبشر أبوابا دون ان يفرط فى الكتاب من شىء وإنما يسع برحمته بشرا هم أعلم بشئون دنياهم من السلف ويترك لهم أمورا تختلف باختلاف الأزمنة لا يترك لهم فيها إلا قواعد عامة إن اتسع أفقهم أخذوا عن غيرهم وتأقلموا مع زمانهم دون خروج على صحيح الدين أو كفر به وإن ضاق أفقهم أحالوها ملكا عضودا"ص15
هنا فرج يؤصل للعلمانية بأن الله ترك فى الرسالة أبواب للبشر وأن البشر فى الإسلام أعلم بشئون دنياهم وهو كلام مشابه لما فى النصرانية من ترك الدنيا خارج الكنيسة للعلمانيين وهم الأفراد من غير مسئولى الكنيسة
يناقض فرج نفسه عندما يقول " وترك للبشر أبوابا" بالعبارة بعدها" دون أن يفرط فى الكتاب من شىء" فترك أبواب للبشر يشرعون لأنفسهم يتناقض مع كونه لم يفرط فى شىء فى الرسالة ولو قرأ فرج الآيات التالية :
"وكل شىء فصلناه تفصيلا" لعلم أنه لم يترك للبشر أى شىء دون تفسير كبير
"ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء" لعلم أنه بين كل شىء فلم يترك صغيرة ولا كبيرة
فرج هنا يطالبنا بالأخذ عن الغير وهم الكفار حتى نتأقلم وهو نفس عبارة التطوريين نتكيف وبدلا من أن يفصل لنا ما نأخذه اقتصر على عبارة عامة لا تغنى ولا تسمن من جوع
وما زال فرج يؤكد على أن النوم تحت الشجرة قصة حدثت وأن ما فعله عمر فى الروايات لا يتناسب مع عصرنا فيقول:
"وأما ما قصدته بالتجزئة للأمر فحسبك دليلا عليه ما ذكرته من حديث الأمن والأمان فى قصة النوم تحت الشجرة وأما فارق القياس فدونك المقارنة بين واقع الحياة فى الصدر الأول للإسلام وواقع الحياة اليوم وهو واقع إن حكمت فيه العقل فلابد أن تأخذ فى حسابك أن عدد سكان المدينة المنورة لم يكن يزيد وقت الخلافة الراشدة عن تعداد أصغر عواصم المراكز فى مصر الآن وأنه شتان بين وسائل الحياة وأساليبها فى ذلك العصر ونظائرها اليوم وأنه يستحيل أن يكون المطلوب من الحاكم اليوم أن يسير رافعا الدرة فى الأسواق أو أن يعلو بها رءوس معارضيه أو يتصنت على البيوت فى الليل  حتى يعلم من أحوال المسلمين ما يدعوه لأخذ الثريد لأطفال جياع أو يعود لامرأته ليصحبها إلى زوجة تلد دون معاونة .......أو حتى يكون هو الحاكم الأوحد على بيت المال والمتصرف الأوحد فى شئونه"ص16
نلاحظ أن الرجل  يسخر أساسا من الروايات فيضع فى كل عبارة اتهام لعمر فعبارة "أو أن يعلو بها رءوس معارضيه" تعنى أن الرجل كان يعذب من يعارضونه الرأى بالضرب بينما المفترض أن يقول بدلا من معارضيه مخالفى أحكام الإسلام وعبارة " أو يتصنت على البيوت فى الليل حتى يعلم من أحوال المسلمين" تعنى أن الرجل كان يتجسس على الناس مخالفا قوله تعالى"ولا تجسسوا"والعبارة كان يدور فى الشوارع حتى يعلم من أحوال المسلمين كما أن عبارة " أو حتى يكون هو الحاكم الأوحد على بيت المال والمتصرف الأوحد فى شئونه" تعنى أن الرجل استبد ببيت المال أى ديكتاتور مالى وهى عبارة تظهر جهل فرج بأن هناك موظفين لجمع المال وتوزيعه كما فى الصدقات المعروفة بالزكاة وهو ما أوجبه قوله تعالى"إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها" فالعاملين يعنى جامعين وموزعين ومحصين لأصناف المستحقين فالعملية ليست متعلقة بشخص وفرج يعرف حق المعرفة من الروايات أن الرسول(ص) كان له عمال يجمعون الزكاة ويوزعونها وهناك روايات عن الخلفاء أيضا فى الموضوع ولكنه الحقد الدفين
ويحدثنا فرج عن وجوب تغيير ما كان يحدث بعزل الحاكم عن الناس حفاظا على أمنه وسلامته بوضعه تحت حراسة مشددة وهو كلام لا يقوله رجل يبغى الحق وإنما يبغى الشر بناسه من وجهين :
الأول عدم تمكين الناس من إقامة حكم الله فى الحاكم إذا أخطأ أى ظلم الناس فقتل أو عذب أو سرق ونهب ...........إلخ فتلك الحراسة هى لحماية الكفار الظالمين من الحكام وعندى أن يقتل كل يوم حاكم ظالم أفضل من أن يبقى الظالم سنوات وعقود طويلة فى الحماية ولا يستطيع شعبه أن يغيره أو يغير الظلم بسبب الحراسة التى دوما ما تتحول للظلمة التابعين له
الثانى أن الحراسة التى تحمى الحاكم فتعزله عن ناسه سوف تقوم بظلم الناس بشتى الجرائم وهو لا يعلم بهذا الظلم أو يعلم ولا يقدر على فعل شىء أليس هذا هو الحادث الآن ومن عصور قديمة ؟
هناك أفكار للحراسة غير المقولة المطبقة فى حراسة حكام العالم منذ قرون طويلة وهى حياة الحاكم فى قرية صغيرة يعرف أهلها أى غريب يدخلها ومن ثم يقومون بمعرفة سبب دخوله وتجريده من أى سلاح ويقومون بإيصاله لما يريد من مصلحة نافعة له إن لم يكن جاء لقتل الحاكم  
الحاكم لا يعرف أحد شكله فيكون ترشيح الناس له كاسم وليس كصورة ولا تنشر صورته
ولو طبق الإسلام الحق فالحاكم ليس له دور سوى الاشراف على تنفيذ  الشرع بالمرور على الناس والمصالح للتأكد من التنفيذ فإعلان الحرب ليس مطلوبا منه لأن الإسلام أعطى المعتدى عليه حق إعلانها ومن ثم فالمجاهد على الحدود عندما يرى طائرة غريبة تعبر الحدود أو تقصفها عندما يرى صاروخا معاديا يخترق الحدود فهو يعلن الحرب بالرد عليها ولا ينتظر أمر حاكم أو غيره  فالمنظومة تعمل دون حاجة لوجود رئيس يأمر وينهى لأن الأوامر والنواهى  الإلهية عند كل المسلمين وهم ينفذونها
ويخلص فرج إلى أن ما كان يحدث فى الصدر الأول المعروف تاريخيا لا يصلح لعصرنا وإنا علينا تغيير ذلك فقال:
"ولعلى أتساءل ويتساءل القارىء معى هل هذا أجدى للإسلام والمسلمين أم الأجدى أن نحلل على مهل أحوال عالمنا المعاصر وأن نحاول جاهدين أن نقبل ما فى المجتمع من أمور لم يكن لها فى الصدر الأول للإسلام نظرا أو مصدر للقياس وأن نحاول وضع قواعد جديدة لمجتمع جديد لا تهمل روح العصر ولا متغيراته ونقر فى ذات الوقت حقيقة مؤكدة وهى أننا نتعامل مع بشر فى مجتمع كان وسيظل الخطأ فيه"ص17
والسؤال الذى ينبغى أن يسأله كل علمانى لنفسه ما الذى تغير فى العالم ؟
لو فكر لوجدنا أن المتغيرات مرتبطة بشىء واحد هو التقنيات والتى هى غالبا هى آلات فالمحراث اليدوى الذى يجره إنسان أو حيوان تحول للجرار ذو المحراث  ومثلا الفأس التى يعزق بها الإنسان تحولت لشىء يدار بالوقود اسمه العزاقة الآلية  ومثلا السيارة التى تجرها الحيوانات تحولت لسيارة ذات محرك ومثلا الإعلامى الذى كان يطوف فى البلدة على حمار أو غيره ليعلن للناس الأوامر والنواهى صار فى التلفاز أو فى المذياع أو فى مكبر الصوت ومثلا السيف والرمح تحولوا لمسدسات ورشاشات ومثلا المنجنيق تحول لمدافع ودبابات مثلا السقاء الذى كان يحمل قرب الماء للبيوت تحول لمواسير تمد فى باطن الأرض وتدخل البيوت
هذا هو ما يتم تحديثه فى الحياة وغالبا لا يفكر الناس فى أن الكثير من التقنيات تتسبب فى مشاكل جمة لم يستطع الإنسان حلها حتى الآن كمشكلة التلوث الناتج من المصانع والسيارات لأن الاختراعات الإنسانية لا تتبع فكرة الدورة التى لا تنتهى فى الدنيا ففضلات كل نوع هى طعام لنوع أخر  
مشكلة الآلات الجديدة هى أنها أفادت فى جهة وأضرت فى جهات متعددة فمثلا الآلات الزراعية أفقدت الملايين أعمالهم فى مختلف أنحاء العالم وزادت معدلات البطالة بسببها ومثلا السيارات الحديثة تسببت فى إهدار موارد العالم من الطاقة ولوثت البيئة وبذرت أموال كثيرة لرصف الطرق وإقامة محطات الوقود وأصبحت المواصلات التى خلقها الله  معطلة عن العمل فى الغالب وهى وسائل لا تلوث البيئة ولا تحتاج لرصف طرق ولا لطاقة مهدرة


عدل سابقا من قبل Admin في الأحد ديسمبر 30, 2018 4:27 pm عدل 1 مرات
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 97861
تاريخ التسجيل : 11/07/2009
العمر : 56
الموقع : مكة

https://betalla.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة Empty رد: نقد كتاب قبل السقوط لفرج فودة

مُساهمة من طرف Admin الأحد ديسمبر 30, 2018 7:32 am


قال فرج :
" النتيجة الرابعة أن أمور السياسة لا يجوز أن تؤخذ بما تؤخذ له الآن من تسطيح وتهوين للأمور وسوء مفرط فى الاستدلال فقد يجوز أن نأخذ ما يصيب الأفراد من خير على أنه ابتلاء وما يأتيهم من شر على أنه اختبار لكن إطلاق الأحكام على أحوال الدول وشئون السياسة خطأ جسيم ربما ارتد إلى قائله حاملا له عكس ما قصد وغير ما أراد"ص17
الرجل الذى يعلن اجلاله وتصديقه للقرآن فى هذه الفقرة يعلن أن إطلاق حكم على الدول كالحكم على الأفراد إنما هو خطأ جسيم وهو كلام يناقض القرآن فالله جعل الخير والشر ابتلاء أى اختبار فقال :
"ونبلوكم بالشر والخير فتنة"
وقد وصف القرآن ما أصاب الدولة ممثلة فى أفرادها من جوع وخوف ونقص فى النفس والثمرات والأموال بأنه ابتلاء فقال:
"ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين"
فالدول هى مجموع الأفراد ومن ثم الأحكام تنطبق على الاثنين
وقال فرج مطالبا بفصل الدين عن الدولة :
النتيجة الخامسة أن فصل الدين عن السياسة وأمور الحكم إنما يحقق صالح الدين وصالح السياسة معا على عكس ما يصور أنصار عدم الفصل بينهما ويجد ربى هنا أن افصل قبل أن افصل بين أمرين أولهما أقبله وأطالب به وهو فصل الدين عن السياسة وثانيهما أرفضه ولا أقتنع به وهو تجاهل الدين كأساس من أسس المجتمع والفرق عظيم "ص18
وكرر نفس المقولة فقال :
"أرحتنى حين أكدت لى ما أتصور أنه صحيح وهو أن هناك فرقا بين الإسلام والمسلمين فالأول مقدس وإلهى والثانى قابل للخطأ لأنه بشرى ودنيوى وهو أمر لا يشفع له عصر أو اسم وأنت بفصلك ما حدث على أنه قضايا سياسية قبل أن تكون قضايا دين إنما تحفظ على الدين رونقه وجلاله وهيبته وقداسته "ص19
يبدو الرجل فى تناوله لمقولته لا يفكر فى شىء فالدين ليس سوى سياسة الناس ومن ثم فلا معنى للسياسة عند الله منفصل عن معنى الدين وفرج كغيره من المطالبين بالفصل المزعوم لم يفصلوا لنا ما هى أمور السياسة وما هى أمور الدين وتركوها لنفهمها على طريقة النصارى فالكنيسة مكانها عندهم المسجد والزواج حسب النصرانية هو الزواج حسب الإسلام وما سوى ذلك هو خارج نطاق الدين وهو كلام يتناقض مع الإسلام فمثلا ماذا نفعل بقوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم" فهو نص مؤسس لسياسة اتخاذ القرارات فى كل مجال كترشيح الغير لرؤساءهم فى العمل أو فى غيره وفى اتخاذ قرار مثلا بشرعية تقنية جديدة وتطبيقها ومثلا ماذا نفعل بوجوب وجود مؤسسة لها عمال تجمع وتوزع الصدقات ومن ثم تعرف أصناف الناس الثمانية فى قوله تعالى "غنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها" وماذا نفعل فى سياسة التعليم التى توجب وجود مدارس لتعليم أحكام الإسلام فى قوله تعالى "وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون"وماذا نفعل فى السياسة الخارجية مع وجوب إجارة الكافر فى قوله تعالى "وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون" وماذا نفعل فى تلك السياسة غير ما أمر الله بقوله فى التعامل مع الكفار المحاربين وغير المحاربين فى قوله تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم والله يحب المقسطين "وقوله "إنما ينهاكم عن الذين قاتلوكم فى الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون" وماذا نفعل فى السياسة الاقتصادية القائمة على السواء وهو العدل فى توزيع الأموال فى قوله تعالى "وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"؟
إذا السياسة المزعومة لها نصوصها فى الإسلام فهل نتركها من أجل فرج وأمثاله ؟
ويعود فرج مرة أخرى لمقولة أن البشر لا يصلحون لتطبيق نصوص الإسلام فيقول :
"لعلك متسائل الآن معى ولك الحق فى كل تساؤلاتك إذا كان هذا هو ما يحدث بين رجال الصدر الأول للإسلام والمبشرين بالجنة فكيف يكون المصير على يد من هم أدنى منهم مرتبة وأقل منهم إيمانا وأضعف منهم عقيدة ؟وتساءل معى مرة أخرى إذا كان هذا هو أسلوب الاختلاف فى خلاف حول قضية محددة قد تكون الثأر من قتلة عثمان فما الذى يمكن أن يحدث حول قضايا أكثر تعقيدا ومن رجال أقل تعمقا فى الدين وأبعد التصاقا بعهد الرسول العظيم؟بل اكتشف معى حقيقة ليس فيها مجال للشك وهى أن الأمر ليس أمر قرآن أو سنة بل أمر من يفسرهما فأنت لا تشك وأنا لا أشك معك فى أن طرف الخصومة هم أكثر الناس فهما للقرآن وأكثر الناس التصاقا بمصدر السنة ذاته وهو الرسول الكريم ورغم ذلك فقد رأى كل منهما رأيا ووصل بهما الأمر إلى الاقتتال وإسالة الدم أنهارا"ص21
تكرار الرجل للمقولة يعنى شىء واحد فقط وهو أنه يريد نصوص الإسلام على الرف لعدم وجود رجال يصلحون لتطبيقها فالصحابة وهم الذين آمنوا اقتتلوا وأسالوا دماء بعضهم بعض بسبب اختلافهم فى تفسير الدين وهو كلام يدحضه قوله تعالى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله " ويسقطه أن الله هداهم للحق فى كل خلافاتهم فقال " فهدى الله الذين أمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه"
إذا التاريخ المحكى زور وكذب ولو عقل فرج مقولته لعرف أنها دعوة للفوضى الشاملة فكل الأديان والدساتير والقوانين تبدو فى ظاهرها عادلة تقيم الحق حسب من اخترعوها ومع هذا لا نجد فى أى مكان من العالم من طبق دين أو دستور أو قوانين بحذافيرها فاليساريون فى الاتحاد السوفيتى اقتتلوا وفى الصين كذلك وقتلوا الملايين والرأسماليون أبادوا الشعوب وعذبوا الأقليات فى كل مكان وكذلك كل أنواع الحكم الأخرى ولو راجع فرج وأمثاله تاريخ أم العلمانية فرنسا بعد ثورتها لوجد الاقتتال ظل طيلة عقود بين الثوار أنفسهم وكانت المقصلة هى الدليل وهو ما يعنى فى النهاية حسب مقولة فرج أن البشر لا يصلحون لتطبيق شىء من الأحكام ومن ثم يجب أن يكون الحكم هو الفوضى
وقال فرج مستدلا بالتاريخ على أن العلماء هم أكثر من عانوا من الحكم الدينى :
" النتيجة السادسة أن استقراء التاريخ الإسلامى يؤكد على حقيقة تبدو شديدة الغرابة أمام المحلل الهادىء الذى يحاول استخدام أعظم نعم الله عليه وهى نعمة العقل والمنطق هذه الحقيقة مؤداها أن أئمة الفقه الإسلامى كانوا أكثر من عانى من الحكم السياسى المتسربل بالدين وقد يفاجىء القارىء بهذا الأمر"ص22
كما قلنا مسبقا أن تاريخ المسلمين المعروف هو كذب وزور يخالف القرآن فحسب القرآن لا وجود لدول الأمويين والعباسيين وغيرهم فهى دول ورقية لا وجود لها وحتى لوحات الرخام والكتابات لا تثبت وجودها فما أهون أن يقوم المحرفون الذين يريدون إضلال الناس بكتابة اللوحات وتعليقها فى المساجد والمقابر وغيرها كنوع من لإثبات وجود تلك الدول وكذلك الأمر فيما يسمى بالعملات
وأما حكايات سجن وضرب أبو حنيفة ومالك وابن حنبل وحتى ابن تيمية وغيرهم فهى حكايات مختلقة والروايات حولها بها تناقضات ونجد فرج يجعل حكامنا العلمانيين يجلون العلماء ويقدمون لهم كل وسائل الانتشار ولم يعدموا أحد منهم فى قوله:
"لك أن تتخذ من المقاييس ما شئت ولك إن شئت أيضا أن تتجاوز معى قصص التاريخ بل قل مآسيه إلى واقع اليوم وأن تقارن معى ما يحصل عليه علماء الدين الكبار اليوم من تكريم وإجلال ومنابر إعلام مقروء ومسموع ومرئى فى ظل قوانين ينعتها أغلبهم بالوضعية وبعضهم بالعلمانية وبين ما حدث لأئمة الفقه العظماء الذين لا يدعى أحد من المعاصرين أنه يطاولهم فى علم أو فقه .........ولنا أن نحمد الله كثيرا على أنا لم نشهد نطعا ولم يعل رءوسنا سيف ..."ص27
ونسى فرج فودة أن العلمانيين هم من أعدموا سيد قطب وهم من أدخلوا العلماء السجن كعبد الحميد كشك الضرير وفى الحقبة التى عاش وكتب فيها فرج وازدهر كم من أقلام قصفت ومقالات منعت واعدم البعض من الذين كانوا علماء لجماعات العنف المسلح كشكرى مصطفى وعطا الله والأمر لا يقتصر على مصر فالأنظمة العلمانية جمهورية وملكية أعدمت وسجنت العلماء وأصحاب الرأى المعارضين كمحمد محمود طه فى السودان ولم يتذكر فرج من سوءات النظام العلمانى سوى ما ذكره فى الفقرة التالية:
"والبعد الثانى يتمثل فى الضغط النفسى الذى تعانيه نتيجة استبعاد بعض أئمة المساجد ممن يمارسون دورا سياسيا واضحا عن منابرهم منذ سبتمبر1984"ص30
والغريب أن يقول عنهم أنهم سجناء سياسيون بدلا من علماء مضطهدون والغريب أيضا أن فى حياة فرج فودة تم اضطهاد العالم أحمد صبحى منصور ليس بسبب سياسى وإنما بسبب إرضاء المؤسسة الأزهرية
وعاد وكرر فرج فودة مقولة الدولة الدينية والدولة المدنية فقال :
"أما حديث التأييد فقد تولاه عنهم الإعلام وكل هذا مرهون بإطار الدولة المدنية لكن الأمر يصبح على العكس تماما فى إطار الدولة الدينية إن تحققت من خلال تصورات شباب الجماعات الدينية"ص30 وقال:
"إن المناداة بتطبيق الشريعة الإسلامية الآن ليست أكثر من رد فعل لمؤثر خارجى ...........الذى هو فى تقديرى هزيمة 1967 وما طرحته من إمكانية انتصار اسرائيل ككيان دينى على نظم تمثل استمرارا لاختيار تبنى الحكم المدنى على النمط الأوربى منذ نهاية القرن الماضى " وقال:
"إن تطبيق الشريعة الإسلامية لابد أن يقود إلى دولة دينية"ص42 وقال:
والدولة الدينية لابد ان تقود إلى حكم بالحق الإلهى لا يعوقه الإسلام أو قل عرفه فقط فى عهد الرسول والحكم بالحق الإلهى لا يمكن أن يقام إلا من خلال رجال دين إما بصورة مباشرة أو غير مباشرة"ص43 وقال :
"وأن قضية تطبيق الشريعة الإسلامية إنما هى جزء من كل عليه أن يلم بكل تفصيلاته قبل أن يقدم عليه وأنه مقدمة لتداعيات تبدأ بالدولة الدينية التى تقود إلى حكم بالحق الإلهى لا يتم إلا من خلال رجال الدين" ص50 وقال:
"وينتهى الأم فى أسرع وقت بقيام الدولة الدينية فى مصر وهى دولة إن قامت لابد وان يشملها إطار سياسى يستند فى مجمله إلى الحكم بالحق الإلهى الذى لا يعترف بالدساتير والقوانين الوضعية ولا يرى مصدرا للفكر السياسى غير القرآن والسنة"ص51 وقال:
"وأى دليل أبلغ من ذلك على إيمان من يحكمون بأسلوب المأمون بأنهم يحكمون بالحق الإلهى وأن حاكم الدولة الدينية يمكن أن يصل به الخلط إل الدرجة التى يرى فيها اجتهاده الشخصى يمكن أن يرقى إلى مرتبة أصل من أصول العقيدة "ص56وقال
"لكن الأمر المؤكد إن نظرية الحكم بالحق الإلهى تجد تأصيلا قويا فى مقولة الخليفة عثمان بن عفان حين طلب منه الثائرون عليه أن يعتزل الخلافة فأجابهم بالعبارة التى أصثلت تصور الحكم الإلهى عند من تلاه لا والله إنى لن أنزع رداء سربلنيه الله"ص57
المقولة المسيطرة على فرج هى قوله بوجود دولة مدنية ودولة دينية وهى تسميات مأخوذة من العالم الغربى حيث رجال الكنيسة فى مواجهة رجال العلمانية وأما فى الإسلام فلا وجود لدول غير دينية فكل دولة دينها هو دستورها سواء كان دستورا مكتوبا بيد البشر أو دين كتبه بشر وجعلوا له كتابا أو كتبا مقدسة ومن ثم فعندما يقال الدولة الإسلامية فلا معنى لها سوى الدولة الدينية لقوله تعالى "إن الدين عند الله الإسلام"
ونجد إصرارا غريبا منه على أن الحكم الإسلامى يستلزم وجود رجال دين ولا وجود لرجال الدين فى الإسلام بالمعنى الكنسى المعروف فى دول الغرب فكل المسلمون رجال ونساء دين أى إسلام
ومقولة رجال الدين هى مقولة مجنونة لأن رجال السياسة هم رجال دين الدول الأخرى ومن ثم فالمسألة كلها مسألة دينية لأن الساسة هم من يفسرون الدستور والقانون وهم من يشرعونهم فرجال الدين عند فرج وأمثاله هم مفسرون للدين على هواهم وكذلك رجال السياسة يفسرون الدستور على هواهم فحكومة حزب العمال فى بريطانيا مثلا تتبنى اتجاها اشتراكيا فتعمل على التأميم والاهتمام بالجانب الحكومى وحزب المحافظين الرأسمالى يتبنى اتجاها ماليا لزيادة غنى الأغنياء فيعمل على تخصيص شركات القطاع الحكومى وزيادة تدخل الشركات الخاصة فى الاقتصاد مع أن القانون واحد والدستور غير المكتوب واحد ومثلا فى الولايات المتحدة يتبنى الجمهوريون تفسيرا انجيليا عنصريا فى جانب الأغنياء وفى سياستهم خاصة فى الجانب الخارجى يعملون على شن الحروب بينما الديمقراطيون يتبنون تفسيرا منفتحا على الخارج فلا يشنون حروبا إلا قليلا وهم فى جانب الفقراء مع أن الدستور الأمريكى واحد ولكن كل جانب يعمل على تنفيذ الدستور كما يهوى أى كما يفسره هو
المسألة كلها بالنسبة لكل دول العالم هى تفسيرات رجال سواء سماهم البعض رجال دين أو سماهم بعضا أخر رجال سياسة الوحيد الذى لا يتبنى رجال هو الإسلام فهو حكم الله لا يجوز لأحد تفسيره لأن الله وحده هو من فسره كما قال "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله"
ونجد فرج فى الفقرات السابقة يصر على أن رجال الدين أى الحكام فى الإسلام سابقا وفى المستقبل يحكمون بالحق الإلهى وهو كلام كاذب فلا يوجد من ادعى أن الله هو من ولاه أمر الناس سوى عدد نادر جدا فى التاريخ المعروف وهو تاريخ كاذب كالحاكم بأمر الله فاسمه هو كاف فى الدلالة على الأمر
لا أحد مسلم تولى الحكم وقال أنه يحكم بوحى من الله وإنما هو مشرف على تطبيق حكم الله ومن ثم فالمقولة هى مقولة خاطئة ولا يمكن لرجل مسلم حقيقى أن يقول أن الحاكم فلان يحكم بوحى من الله وإلا كان كافرا
ونجد فرج فودة يترك القرآن للتاريخ المزور فيقول أن المساجد كانت تؤدى أدوارا متعددة فهى مصليات ومجالس حكم وقضاء وإعلام وغيره فيقول:
"وبمعنى آخر ألم تلحظ معى أن حديث الرواة قاصر على المسجد الذى يخطب فيه الخليفة أو الوالى وأن باقى المساجد لو كانت قد عملت بالفعل بالسياسة مؤيدة أو مخالفة لذكر لنا التاريخ أمثلة على ذلك وهو ما لم يحدث فالتاريخ لا ينقل لنا أخبار مسجد الطائف أو مسجد حماة أو مسجد دمياط أو غيرها الأمر الذى يؤكد حقيقة تاريخية هى أن المسجد فى عهد النبى(ص) وفى عهد الخلفاء الراشدين كان يؤدى دور ديوان الحكم وجهاز الإعلام ومجلس الشعب معا وأنه لهذا ارتبط بالعاصمة أو بمكان تواجد الحاكم"ص35
وهو كلام يخالف القرآن نفسه فالمساجد بنيت لذكر اسم الله أى بترديد الوحى فقط فيها كما قال تعالى "فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه" وحتى العهد الجديد استغرب تحويل المعبد وهو المسجد لغير الصلاة فقال "إنه بيت للصلاة يدعى وأما أنتم فقد جعلتموه مغارة لصوص"
وأصر فى الفقرة التالية على معارضة الحاكم والحكومة لا تكون من خلال المساجد فقال:
"وأنت تتفق معى على أن معارضة الحاكم أو الحكومة تكون أجدى وأقوى لو تمت من خلال الأحزاب أو المجالس النيابية أو صحف ومجلات المعارضة منها لو تمت من خلال رأى يطلقه مسلم فى مسجد فى مواجهة إمام لا تتيسر أمامه البيانات المطلوبة للرد أو للمناقشة أو التحقق من صحة الرأى الأخر وأنت لا تستطيع أن تختلف معى فى أن المسجد هو أقوى وسائل التأثير الدينى "ص36
وهذا الرأى رغم كونه صحيح إذا كان فى الدولة الإسلامية ولكن عندما يكفر الحكام ولا يجد أحد وسيلة لمقاومته فيحق استخدام المعابد مساجد أو غيرها لمعارضى هذا الحاكم الظالم هو وحكومته
ويتناول الرجل الشورى فيقول:
"فالشورى إذا كانت ملزمة يقينا لترتب على ذلك خروج بعض النظم الإسلامية القريبة منا من دائرة الحكم بقواعد الإسلام وإذا كانت غير ملزمة لخرجنا من دائرة الاقتناع بما يدعوننا إليه لإيماننا بالديمقراطية من ناحية ولاعتقادنا أن الإسلام وهو دين العدل لا يتناقض مع الديمقراطية لشكلها النيابى الحالى لمجرد أنها بدعة "ص62
والخطأ هنا اعتقاده بوجود نظم إسلامية مختلفة وهو كلام يخالف القرآن فهناك نظام واحد إسلامى والباقى كافر ولم يوجد فى عصر فرج ولا بعده نظام إسلامى لا فى إيران ولا السعودية ولا السودان فكلها نظم كافرة تحكم بغير حكم الله
والخطأ الآخر أن الديمقراطية النيابية لا تتعارض مع الإسلام وهو كلام يخالفه قوله تعالى "وأمرهم شورى بينهم " فبينهم تعنى كل المسلمين بينما المجالس النيابية تحتوى على عشرات أو مئات فقط لو اعتبرناهم مسلمين بينما هم كفار لأنهم اغتصبوا حق التشريع لأنفسهم والتشريع لله وحده لا ينازعه فيه أحد
ونجد فرج يلجأ لمقولة من له حجة لديه لإلهاب مشاعر الناس وهو حب مصر وهى مقولة فارغة فمن هى مصر تلك هل هى الأرض أم الناس عليها أم هى الحاكم فعندما يقال تحيا مصر فليس لها معنى سوى يحيا حاكم مصر فيقول:
"إننى عندما أدفاع إنما أدافع عن مصر وإنما أرفض أن يضام مصرى وأرفض أن يكون لمواطن حق الشهادة لأنه مصرى مسلم ولا يكون لمواطن أخر هذا الحق لأنه ذمى وأرفض أيضا أن يكون حق الحكم لفريق من المصريين دون فريق أو أن يكون حق التشريع لفريق دون فريق أو أن يكون حق ولاية القضاء فى أى أمر لفريق دون فريق أو ان يكون حق الدفاع عن الأرض...لفريق دون فريثق "ص64
والفقرة تدل على جهل فرج بنصوص القرآن الذى أعلن أنه يجله ويحترمه فهل من الاحترام أن تكذب نصوصه فى أن الشهادة وحق الدفاع عن أرض المسلمين هى للمسلمين فقط حيث أن الله حرم عليهم ضم غير المسلمين لهم فى الحرب لأنهم سيعلمون على خبالهم وهو هزيمتهم فقال :
" "يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا"
وقال فى اتخاذ شهداء من المسلمين:
"إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين أمنوا ويتخذ منكم شهداء"
وأما مقولة التشريع لفريق دون فريق فهى وهم من فرج فالله لم يعط لمسلم ولا لغيره حق التشريع أى الحكم فقال "إن الحكم إلا لله"
وأما القضاء فقد أوجبه الله للمسلمين فقال :
"وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل" وقال:
"يا أيها الذين أمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين"
ونجد فرج ينكر ما جاء فى المصحف من إخوة المؤمنين أى المسلمين فسيتنكر على أحمد عمر هاشم قوله:
"لا يا سيادة الدكتور المودة القلبية تكون بين المصرى والمصرى مسلما كان أو قبطيا لا فرق والقول بغير هذا تمزيق للصفوف خليق بمثلى أن يشعر بالأسى والأسف حين يرتفع صوت الدعاة معلنا أن الهندى المسلم أقرب إلى المصرى المسلم من القبطى المسلم""ص66
الرجل يكذب قوله تعالى فى عدم المودة القلبية مع الكفار :
" تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل"
ففاعل المودة القلبية هنا ضال عن الإسلام
ونجد فرج يشهد الله على كفره وهو عبادته لمصر فيقول:
"ويا مصر يعلم الله إننى أحبك بلا حدود وأتعشقك حتى أخر قطرة من دمى وأتعبد فى محرابك بكل ذرة من كيانى وأدفع حياتى كلها ثمنا لبقائك متماسكة والله وحده يعلم حجم الصدق فيما أقول"ص69
ويا ليت القوم يحددون لنا ما هى مصر أو ما هو الوطن أى وطن فإنهم يعلنون حبهم لشىء لا يعرفون تعريفه فالوطن لا معنى له سوى مكان السكن ونجد فرج يتبنى تعريفا جنونيا لا يقبله إلا المجانين فمصر مسلمة وكافرة وتنتمى لكل أحدكما قال:
"وكأن مصر لم تكن ولا تزال مسلمة قبطية عربية فرعونية افريقية بحر متوسطية "ص85
ونجد فرج يتهم جماعات المسلمين فقط بأن الإرهاب تم على أيديهم فيقول:
"رابعا لست فى حاجة إلى أن اذكر مولانا صلاح أبو اسماعيل بأن مصر لم تعرف الإرهاب إلا على أيد ادعى أصحابها أنها أيد متوضئة ولم يمنعها وضؤوها من أن تلج فى دماء الاخوة فى الله والوطن "ص84
فمن عذب الناس وقتلهم وأرهبهم قبل نشأة الاخوان ؟ومن عذبهم وقتلهم وأشاع الإرهاب المزعوم فيما بعد لا يوجد سوى متهم واحد هو الحكام فهم من أنشئوا التنظيمات المتطرفة سواء بتعذيبهم الناس فى السجون حتى مات بعضهم وجن البعض الأخر وبعض من خرجوا وهم قلة نادرة عملوا على تكوين جماعة تتبنى العنف ولكنه عنف رد على عنف حاق بهم أو باستخدام البعض لتكوين الجماعات وقيادتها وهو ما اعترف به فرج فى قوله:
"فليس سرا أن الجماعات الإسلامية فى الجامعات قد تكونت فى أول الأمر على يد مباحث أمن الدولة لمواجهة الناصريين واليساريين وبتوجيه من السادات"ص144
ويفسر فرج لنا أن الجماعات تنقسم لاتجاهات تقليدية وثورية وثروية فيقول:
"إن الحديث عن الاتجاه السياسى الإسلامى على أنه اتجاه سياسى واحد خطأ شائع لأنه يخلط بين ثلاث تيارات سياسية مختلفة ومتميزة هى الاتجاه الإسلامى التقليدى والاتجاه الإسلامى الثورى نسبة إلى الثورة والاتجاه الإسلامى الثروة نسبة إلى الثروة "ص
ويعتبر التيار الثورى العنيف هو أخطرهم حيث قال :
"أما الاتجاه الثانى الثورى فهو أخطر الاتجاهات الثلاثة"ص129
بينما يعتبر التيار الثروى نسبة للثروة وهى المال أقواهم وهو تعارض مع المقولة السابقة حيث قال :
"أما الاتجاه الثالث الثروى فهو فى تقديرى أقوى الاتجاهات الثلاثة لكونه غير منظور"ص133
ويتبنى فرج أن الفقر ينشر التيار الثورى حيث قال:
"فى هذه المناطق يجد الاتجاه الإسلامى الثورى مرتعا خصيا ويتركز أنصاره بالمئات فهنا يختلط الفقر الشديد بالاتثال المستمر بالقاهرة إما للدراسة ام العمل أو لقضاء المصالح وخلال هذا الاتصال اليومى يتجدد التناقض بين واقعين تفصل بينهما هوة سحيقة وفى هذه الهوة ينمو التطرف "ص141
ونجد فرج يتبنى مقولة أن مناطق الأغنياء لا يظهر فيها التطرف الدينى فيقول:
"ولا مجال بالطبع للحديث عن التطرف الدينى فى نادى الجزيرة أو نادى هليوبوليس أو فى الزمالك او مصر الجديدة الأمر الذى يجزم بوجود علاقة قوية بين انخفاض مستوى الدخل والمعيشة من ناحية وارتفاع موجة التطرف الدينى من ناحية أخرى فكلما انخفض الأول ارتفع الثانى "ص142
وهو قول ينقض مقولته عن التيار الثروى الإسلامى الذى يعتبره أقوى التيارات وأخطرها على الدولة فالغنى كالفقر يدفع للتطرف سواء كان تطرفا دينيا كما يزعمون أو تطرفا من نوع أخر كالتطرف اليسارى ويقال أن الإرهابى العالمى كارلوس كان ابنا لعائلة غنية جدا كما أن اسم الاسلامبولى دليل على عائلة غنية وهو المعروف بقاتل السادات مع أنه لم يقتله وإنما قتله مبارك وأبو غزالة
ألم يلفت نظر فرج فودة أن قادة الإرهاب فى مصر كانوا ضباطا فى الجيش وكلهم من عائلات غنية وليست فقيرة الإسلامبولى والظواهرى والقمرى والزمر والأنصارى والأناضولى ؟
وهذا ما يفسر كون الجماعات المصرية وغيرها أصبحت مخترقة منذ زمن بعيد وكونها تفشل فى الوصول للحكم والبقاء فيه
وأخيرا على طريقة العلمانيين أيام الاحتلال الانجليزى- طه حسين وقاسم أمين وغيرهم عندما كانوا يضعون فى كتبهم التى تنحو منحى الكفر بالإسلام فقرات تعلن براءتهم مما جاء فى الكتب- يعلن فرج براءته من الكتاب كله باعتباره اجتهاد قد يكون اجتهاد خاطىء حيث قال
"وأخيرا فما سبق كله كان اجتهادا قد يخطىء وقد يصيب لكنه محاولة لتفسير ما اعتقد مبدئيا أنه مأزق تاريخى"ص
155
Admin
Admin
Admin

عدد المساهمات : 97861
تاريخ التسجيل : 11/07/2009
العمر : 56
الموقع : مكة

https://betalla.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى