بحـث
المواضيع الأخيرة
أكتوبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | |
7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 |
14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 |
21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 |
28 | 29 | 30 | 31 |
دخول
سورة البقرة11
بيت الله :: الفئة الأولى :: منتدى القرآن
صفحة 1 من اصل 1
سورة البقرة11
"وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون "قوله "قلوبنا غلف "يفسره قوله بسورة فصلت"وقالوا قلوبنا فى أكنة مما تدعوننا إليه "فتغليف القلوب هو وجود أكنة عليها تمنع الوحى من دخولها وقوله"بل لعنهم الله بكفرهم"يعنى لقد غضب الرب عليهم بتكذيبهم وقوله "فقليلا ما يؤمنون "يفسره قوله بسورة الأعراف"فقليلا ما تذكرون "فالقوم قليل منهم هم الذين يؤمنون أى يذكرون أى يطيعون عهد الله ومعنى الآية وقالوا نفوسنا محصنة ضد الإيمان ،لقد عذبهم الله بتكذيبهم فقليلا ما يصدقون .
"ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين "قوله "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم "يفسره قوله بسورة البقرة "ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم "فالكتاب هو الوحى الذى جاء به الرسول(ص)من لدى الله مصدق أى مشابه لما عندهم والمعنى ولما أتاهم وحى من لدى الله مشابه للذى عندهم كفروا به ،وقوله "وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا "يفسره قوله بسورة البقرة "أتحدثونهم بما فتح الله عليكم"فالاستفتاح على الكفار هو تحديثهم بالوحى الذى ينصرهم على الكفار لو أطاعوه والمعنى وكانوا من قبل نزول القرآن يحدثون الكفار بالوحى بانتصارهم عليهم بطاعة الوحى ،وقوله"فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به"يفسره قوله بسورة الأنعام"الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه "وقوله بسورة النحل"يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها "فالكتاب أى نعمة الله أى الذى عرف الكفار كفروا به أى كذبوا به أى نبذوه وراء ظهورهم مصداق لقوله بسورة البقرة "نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم"والمعنى فلما أتاهم الذى علموا كذبوا به ،وقوله "فلعنة الله على الكافرين "يفسره قوله بسورة هود"ألا لعنة الله على الكاذبين "فالكافرين هم الكاذبين والمعنى فغضب الله على الظالمين والمراد أن عذاب الله هو نصيب الكفار ومعنى الآية ولما أتاهم وحى من لدى الله مشابه للذى لديهم وكانوا من قبل نزوله يحدثون الكفار بوحيهم فلما أتاهم الذى علموا أى القرآن كذبوا فعذاب الله نصيب الظالمين ،والخطاب هنا للمؤمنين وهو حكاية عن بنى إسرائيل فى عصر النبى(ص)وأيضا ما بعدها.
"بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين "قوله "بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله "يفسره قوله بسورة المائدة "لبئس ما قدمت لهم أنفسهم "فالكفر بوحى الله المنزل هو ما قدمت أنفس الناس والمعنى فساء الذى أخذوا به قلوبهم أن يكذبوا بالذى أوحى الله ،وهذا يعرفنا أن القوم باعوا أنفسهم والطريقة هى كفرهم بوحى الله المنزل والسبب"بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده "والمعنى رفضا أن يعطى الله من رحمته من يريد من خلقه فسبب كفرهم هو أنهم رفضوا أن يفضل الله عليهم بعض الناس وهم الرسل(ص)ويفسر القول قوله بسورة البقرة "والله يختص برحمته من يشاء "فالفضل هو الرحمة وتنزيل الرحمة هو الاختصاص بها وقوله "فباءوا بغضب على غضب "يفسره قوله بسورة المائدة "أن سخط الله عليهم"فالسخط هو الغضب الإلهى والمعنى فعادوا بسخط على سخط أى بعذاب خلف عذاب وقوله "وللكافرين عذاب مهين "يفسره قوله بسورة البقرة "ولهم عذاب عظيم "فالمهين هو العظيم والمعنى وللظالمين عقاب مذل ومعنى الآية ساء الذى باعوا أنفسهم أن يكذبوا بالذى أوحى الله رفضا أن يوحى حكمه إلى من يريد من خلقه فعادوا بعذاب خلف عذاب أى للمكذبين عقاب كبير
"وإذا قيل لهم أمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين "قوله وإذا قيل لهم أمنوا بما أنزل الله "يفسره قوله بسورة البقرة "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله "فأمنوا تعنى اتبعوا المنزل من الله والمعنى وإذا قال المسلمون للقوم صدقوا بالذى أوحى الله ،وهذا يعنى أن المسلمين يطلبون من أهل الكتاب اتباع وحى الله المنزل ،وقوله "قالوا نؤمن بما أنزل علينا "يفسره قوله بسورة البقرة "بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا "فالإيمان بالمنزل عليهم فقط هو اتباعهم الأباء فى دينهم والمعنى قال القوم نصدق بالذى أوحى إلينا وهذا يعنى أنهم يصدقون بوحى الله المنزل عليهم فقط "ويكفرون بما وراءه "والمعنى ويكذبون بالذى بعده وهذا يعنى أن القوم يكذبون بالذى نزل بعد وحيهم وهو القرآن وقوله "وهو الحق من ربهم مصدقا لما معهم "يعنى وهو العدل مشابه للذى معهم ،وهذا يبين لنا أن القرآن وهو العدل وهو مشابه للوحى المنزل عليهم فى مصدره وأخباره ومعظم ما فيه من أحكام وقوله "قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين"يفسره قوله بسورة آل عمران "قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين "فالأنبياء(ص)هم الرسل والصادقين هم المؤمنين والمعنى قل لهم يا محمد لماذا ذبحتم رسل الله من قبل إن كنتم صادقين ؟والغرض من السؤال هو إخبار القوم أنهم غير مؤمنين أى مصدقين بوحى الله والسبب هو قتلهم رسل الله (ص)قبل وجود الرسول (ص)ومن ثم فهم كاذبون فى قولهم أنهم مؤمنون بالذى أنزل على رسلهم لأنهم لو كانوا مؤمنين بهم ما قتلوهم والمعنى وإذا قيل لهم صدقوا بما أوحى الرب قالوا نصدق بما أوحى إلينا ويكذبون بما بعده وهو العدل مشابه لما عندهم قل فلماذا تذبحون رسل الله من قبل إن كنتم صادقين ،والمخاطب هو النبى(ص).
"ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون "يفسر الآية قوله بسورة هود"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا "وقوله بسورة النساء"ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات"فمجىء موسى (ص)بالبينات هو إرساله بالآيات واتخاذ العجل من بعده يعنى من بعد ما ذهب موسى (ص)للميقات وأنتم كافرون ،يطلب الله من رسوله (ص)أن يبين للقوم أن موسى (ص)لما أتى بنى إسرائيل فى عهده بالبينات وهى الآيات سواء وحى أو إعجاز كذبوها فعبدوا العجل من بعد ذهاب موسى (ص)للميقات وهم كفرة والمعنى ولقد أتاكم موسى (ص)بالآيات ثم عبدتم العجل بعد ذهابه للميقات وأنتم كافرون والخطاب للنبى (ص)والمؤمنين وهو جزء من الآيات المتحدثة عما حدث من بنى إسرائيل فى عهد موسى(ص) وكذا ما بعده .
"وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين "قوله "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور"يفسره قوله بسورة الأعراف"وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة "فالله فرض الميثاق وجبل الطور فوق رءوس بنى إسرائيل كالمظلة والمعنى وقد فرضنا عليكم عهدكم ووضعنا جبل الطور على رءوسكم ،وقوله "خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا"يفسره قوله بسورة الأعراف"خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه "فالأخذ بقوة هو السماع أى الذكر وهو طاعة حكم الله والمعنى أطيعوا الذى أوحينا لكم بعزم أى اتبعوا الوحى ،وقوله "قالوا سمعنا وعصينا "يبين لنا أنهم قالوا فى العلن سمعنا وأطعنا ولكن فى سرهم قالوا سمعنا وعصينا والمعنى قالوا عرفنا وخالفنا فى أنفسهم ،وقوله "وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم"يعنى وأحبوا فى أنفسهم العجل بظلمهم وهذا يبين لنا أن القوم قد أحبوا فى نفوسهم عبادة العجل نتيجة كفرهم أى تكذيبهم بميثاق الله ،وقوله "قل بئسما خلفتمونى من بعدى "وقوله بسورة البقرة "إن كنتم صادقين "فما أمرهم به إيمانهم هو ما خلفوا موسى (ص)فيه وهو عبادتهم للعجل ومؤمنين تعنى صادقين والمعنى قل يا محمد ساء الذى يطالبكم به تصديقكم إن كنتم صادقين ،ومعنى الآية وقد فرضنا عهدكم ووضعنا أعلاكم الجبل أطيعوا الذى أعطيناكم بتصديق له واتبعوا قالوا عرفنا وخالفنا وأحبوا فى أنفسهم العجل بتكذيبهم لحكم الله، قل ساء الذى يطالبكم به تصديقكم إن كنتم مصدقين بحكم الله ،وهذا يعرفنا أن الله فرض على القوم الميثاق وهو واضع الجبل على رءوسهم فقالوا علنا خوفا من سقوط الجبل عليهم :سمعنا وأطعنا وفى سرهم قالوا سمعنا وعصينا والسبب أنهم فضلوا عبادة العجل على عبادة الله فى نفوسهم ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن يوضح لهم أن الذنب الذى يريدون أمر قبيح أى سيىء إذا كان إيمانهم يأمرهم به من دون طاعة حكم الله ونلاحظ أن أول الآية حتى كلمة قل هو حكاية عما حدث من بنى إسرائيل وأما بقية القول من عند قل فهو خطاب للنبى(ص) فى موضوع أخر تم حذفه وله علاقة بالمؤمنين أو بمن يدعى الإيمان وهم المنافقون ومن ثم فأول الآية محذوف وهو يتكلم عن الذنب الذى هو بئس ما يأمرهم به إيمانهم .
"قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين "يفسره قوله بسورة البقرة "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى "وقوله بسورة الجمعة "قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين "فمعنى أن الدار الأخرة وهى الجنة لهم هو أنهم أولياء الله المستحقون وحدهم للجنة ومعنى الآية قل لهم يا محمد إن كانت لكم جنة الأخرة لدى الله خاصة من غير الخلق فاطلبوا الوفاة إن كنتم مؤمنين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يطلب من أهل الكتاب أن يتمنوا الموت وهو الوفاة فى الدنيا إن كانوا محقين فى زعمهم أن الجنة لهم لن يدخلها أحد غيرهم من الناس لأن الوفاة ستدخلهم إياها .
"ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين "قوله "ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم "يفسره قوله بسورة البقرة "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة"و"بما كسبت قلوبكم"فعدم تمنى الموت إطلاقا هو حرصهم على الحياة وتقديم الأيدى وهى النفوس هو كسبها أى كفرها والمعنى ولن يطلبوا الوفاة دوما بما كفرت أنفسهم ،يبين الله لنا أن سبب عدم تمنى القوم الموت هو ما قدمت أيديهم أى ما صنعت أنفسهم وهو كفر الأنفس بحكم الله وقوله "والله عليم بالظالمين "يفسره قوله بسورة البقرة "والله محيط بالكافرين "فالعليم هو المحيط والكافرين هم الظالمين والمعنى والله عارف بأعمال الكافرين وهذا يعنى أنه لا يخفى على الله شىء ومعنى الآية ولن يطلبوا الوفاة فى الدنيا بسبب ما كفرت أنفسهم والله عارف بعمل الكافرين ،والخطاب هنا للنبى(ص)كما فى القول قبله وبعده.
"ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين "قوله "ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم "يفسره قوله بسورة البقرة "ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم "فالكتاب هو الوحى الذى جاء به الرسول(ص)من لدى الله مصدق أى مشابه لما عندهم والمعنى ولما أتاهم وحى من لدى الله مشابه للذى عندهم كفروا به ،وقوله "وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا "يفسره قوله بسورة البقرة "أتحدثونهم بما فتح الله عليكم"فالاستفتاح على الكفار هو تحديثهم بالوحى الذى ينصرهم على الكفار لو أطاعوه والمعنى وكانوا من قبل نزول القرآن يحدثون الكفار بالوحى بانتصارهم عليهم بطاعة الوحى ،وقوله"فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به"يفسره قوله بسورة الأنعام"الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه "وقوله بسورة النحل"يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها "فالكتاب أى نعمة الله أى الذى عرف الكفار كفروا به أى كذبوا به أى نبذوه وراء ظهورهم مصداق لقوله بسورة البقرة "نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم"والمعنى فلما أتاهم الذى علموا كذبوا به ،وقوله "فلعنة الله على الكافرين "يفسره قوله بسورة هود"ألا لعنة الله على الكاذبين "فالكافرين هم الكاذبين والمعنى فغضب الله على الظالمين والمراد أن عذاب الله هو نصيب الكفار ومعنى الآية ولما أتاهم وحى من لدى الله مشابه للذى لديهم وكانوا من قبل نزوله يحدثون الكفار بوحيهم فلما أتاهم الذى علموا أى القرآن كذبوا فعذاب الله نصيب الظالمين ،والخطاب هنا للمؤمنين وهو حكاية عن بنى إسرائيل فى عصر النبى(ص)وأيضا ما بعدها.
"بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباءوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين "قوله "بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله "يفسره قوله بسورة المائدة "لبئس ما قدمت لهم أنفسهم "فالكفر بوحى الله المنزل هو ما قدمت أنفس الناس والمعنى فساء الذى أخذوا به قلوبهم أن يكذبوا بالذى أوحى الله ،وهذا يعرفنا أن القوم باعوا أنفسهم والطريقة هى كفرهم بوحى الله المنزل والسبب"بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده "والمعنى رفضا أن يعطى الله من رحمته من يريد من خلقه فسبب كفرهم هو أنهم رفضوا أن يفضل الله عليهم بعض الناس وهم الرسل(ص)ويفسر القول قوله بسورة البقرة "والله يختص برحمته من يشاء "فالفضل هو الرحمة وتنزيل الرحمة هو الاختصاص بها وقوله "فباءوا بغضب على غضب "يفسره قوله بسورة المائدة "أن سخط الله عليهم"فالسخط هو الغضب الإلهى والمعنى فعادوا بسخط على سخط أى بعذاب خلف عذاب وقوله "وللكافرين عذاب مهين "يفسره قوله بسورة البقرة "ولهم عذاب عظيم "فالمهين هو العظيم والمعنى وللظالمين عقاب مذل ومعنى الآية ساء الذى باعوا أنفسهم أن يكذبوا بالذى أوحى الله رفضا أن يوحى حكمه إلى من يريد من خلقه فعادوا بعذاب خلف عذاب أى للمكذبين عقاب كبير
"وإذا قيل لهم أمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين "قوله وإذا قيل لهم أمنوا بما أنزل الله "يفسره قوله بسورة البقرة "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله "فأمنوا تعنى اتبعوا المنزل من الله والمعنى وإذا قال المسلمون للقوم صدقوا بالذى أوحى الله ،وهذا يعنى أن المسلمين يطلبون من أهل الكتاب اتباع وحى الله المنزل ،وقوله "قالوا نؤمن بما أنزل علينا "يفسره قوله بسورة البقرة "بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا "فالإيمان بالمنزل عليهم فقط هو اتباعهم الأباء فى دينهم والمعنى قال القوم نصدق بالذى أوحى إلينا وهذا يعنى أنهم يصدقون بوحى الله المنزل عليهم فقط "ويكفرون بما وراءه "والمعنى ويكذبون بالذى بعده وهذا يعنى أن القوم يكذبون بالذى نزل بعد وحيهم وهو القرآن وقوله "وهو الحق من ربهم مصدقا لما معهم "يعنى وهو العدل مشابه للذى معهم ،وهذا يبين لنا أن القرآن وهو العدل وهو مشابه للوحى المنزل عليهم فى مصدره وأخباره ومعظم ما فيه من أحكام وقوله "قل فلم تقتلون أنبياء الله من قبل إن كنتم مؤمنين"يفسره قوله بسورة آل عمران "قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين "فالأنبياء(ص)هم الرسل والصادقين هم المؤمنين والمعنى قل لهم يا محمد لماذا ذبحتم رسل الله من قبل إن كنتم صادقين ؟والغرض من السؤال هو إخبار القوم أنهم غير مؤمنين أى مصدقين بوحى الله والسبب هو قتلهم رسل الله (ص)قبل وجود الرسول (ص)ومن ثم فهم كاذبون فى قولهم أنهم مؤمنون بالذى أنزل على رسلهم لأنهم لو كانوا مؤمنين بهم ما قتلوهم والمعنى وإذا قيل لهم صدقوا بما أوحى الرب قالوا نصدق بما أوحى إلينا ويكذبون بما بعده وهو العدل مشابه لما عندهم قل فلماذا تذبحون رسل الله من قبل إن كنتم صادقين ،والمخاطب هو النبى(ص).
"ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون "يفسر الآية قوله بسورة هود"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا "وقوله بسورة النساء"ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات"فمجىء موسى (ص)بالبينات هو إرساله بالآيات واتخاذ العجل من بعده يعنى من بعد ما ذهب موسى (ص)للميقات وأنتم كافرون ،يطلب الله من رسوله (ص)أن يبين للقوم أن موسى (ص)لما أتى بنى إسرائيل فى عهده بالبينات وهى الآيات سواء وحى أو إعجاز كذبوها فعبدوا العجل من بعد ذهاب موسى (ص)للميقات وهم كفرة والمعنى ولقد أتاكم موسى (ص)بالآيات ثم عبدتم العجل بعد ذهابه للميقات وأنتم كافرون والخطاب للنبى (ص)والمؤمنين وهو جزء من الآيات المتحدثة عما حدث من بنى إسرائيل فى عهد موسى(ص) وكذا ما بعده .
"وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين "قوله "وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور"يفسره قوله بسورة الأعراف"وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة "فالله فرض الميثاق وجبل الطور فوق رءوس بنى إسرائيل كالمظلة والمعنى وقد فرضنا عليكم عهدكم ووضعنا جبل الطور على رءوسكم ،وقوله "خذوا ما أتيناكم بقوة واسمعوا"يفسره قوله بسورة الأعراف"خذوا ما أتيناكم بقوة واذكروا ما فيه "فالأخذ بقوة هو السماع أى الذكر وهو طاعة حكم الله والمعنى أطيعوا الذى أوحينا لكم بعزم أى اتبعوا الوحى ،وقوله "قالوا سمعنا وعصينا "يبين لنا أنهم قالوا فى العلن سمعنا وأطعنا ولكن فى سرهم قالوا سمعنا وعصينا والمعنى قالوا عرفنا وخالفنا فى أنفسهم ،وقوله "وأشربوا فى قلوبهم العجل بكفرهم"يعنى وأحبوا فى أنفسهم العجل بظلمهم وهذا يبين لنا أن القوم قد أحبوا فى نفوسهم عبادة العجل نتيجة كفرهم أى تكذيبهم بميثاق الله ،وقوله "قل بئسما خلفتمونى من بعدى "وقوله بسورة البقرة "إن كنتم صادقين "فما أمرهم به إيمانهم هو ما خلفوا موسى (ص)فيه وهو عبادتهم للعجل ومؤمنين تعنى صادقين والمعنى قل يا محمد ساء الذى يطالبكم به تصديقكم إن كنتم صادقين ،ومعنى الآية وقد فرضنا عهدكم ووضعنا أعلاكم الجبل أطيعوا الذى أعطيناكم بتصديق له واتبعوا قالوا عرفنا وخالفنا وأحبوا فى أنفسهم العجل بتكذيبهم لحكم الله، قل ساء الذى يطالبكم به تصديقكم إن كنتم مصدقين بحكم الله ،وهذا يعرفنا أن الله فرض على القوم الميثاق وهو واضع الجبل على رءوسهم فقالوا علنا خوفا من سقوط الجبل عليهم :سمعنا وأطعنا وفى سرهم قالوا سمعنا وعصينا والسبب أنهم فضلوا عبادة العجل على عبادة الله فى نفوسهم ،ويطلب الله من نبيه (ص)أن يوضح لهم أن الذنب الذى يريدون أمر قبيح أى سيىء إذا كان إيمانهم يأمرهم به من دون طاعة حكم الله ونلاحظ أن أول الآية حتى كلمة قل هو حكاية عما حدث من بنى إسرائيل وأما بقية القول من عند قل فهو خطاب للنبى(ص) فى موضوع أخر تم حذفه وله علاقة بالمؤمنين أو بمن يدعى الإيمان وهم المنافقون ومن ثم فأول الآية محذوف وهو يتكلم عن الذنب الذى هو بئس ما يأمرهم به إيمانهم .
"قل إن كانت لكم الدار الأخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين "يفسره قوله بسورة البقرة "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى "وقوله بسورة الجمعة "قل يا أيها الذين هادوا إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين "فمعنى أن الدار الأخرة وهى الجنة لهم هو أنهم أولياء الله المستحقون وحدهم للجنة ومعنى الآية قل لهم يا محمد إن كانت لكم جنة الأخرة لدى الله خاصة من غير الخلق فاطلبوا الوفاة إن كنتم مؤمنين ،يطلب الله من نبيه (ص)أن يطلب من أهل الكتاب أن يتمنوا الموت وهو الوفاة فى الدنيا إن كانوا محقين فى زعمهم أن الجنة لهم لن يدخلها أحد غيرهم من الناس لأن الوفاة ستدخلهم إياها .
"ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين "قوله "ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم "يفسره قوله بسورة البقرة "ولتجدنهم أحرص الناس على حياة"و"بما كسبت قلوبكم"فعدم تمنى الموت إطلاقا هو حرصهم على الحياة وتقديم الأيدى وهى النفوس هو كسبها أى كفرها والمعنى ولن يطلبوا الوفاة دوما بما كفرت أنفسهم ،يبين الله لنا أن سبب عدم تمنى القوم الموت هو ما قدمت أيديهم أى ما صنعت أنفسهم وهو كفر الأنفس بحكم الله وقوله "والله عليم بالظالمين "يفسره قوله بسورة البقرة "والله محيط بالكافرين "فالعليم هو المحيط والكافرين هم الظالمين والمعنى والله عارف بأعمال الكافرين وهذا يعنى أنه لا يخفى على الله شىء ومعنى الآية ولن يطلبوا الوفاة فى الدنيا بسبب ما كفرت أنفسهم والله عارف بعمل الكافرين ،والخطاب هنا للنبى(ص)كما فى القول قبله وبعده.
[justify]
مواضيع مماثلة
» تفسير"ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة فإذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين فى قلوبهم مرض ينظرون إليك
» سورة البقرة22
» سورة البقرة6
» سورة البقرة29
» سورة البقرة 30
» سورة البقرة22
» سورة البقرة6
» سورة البقرة29
» سورة البقرة 30
بيت الله :: الفئة الأولى :: منتدى القرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود كتابة العمل دون عمله
اليوم في 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود نضح الرجل وجه المرأة بالماء لكى تصلى قيام الليل
اليوم في 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود الأمر بعدم ترك قيام الليل
اليوم في 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود عقد الشيطان على رأس الإنسان
اليوم في 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود غفران الخطأ
اليوم في 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود الصىلاة مثنى
اليوم في 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى صلاة الضحى
اليوم في 6:10 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود الركعات فى أول النهار تحفظ المصلى أخر النهار
اليوم في 6:09 am من طرف Admin
» قراءة في كتاب الدليل العقلي على امامة علي
اليوم في 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تحريم المسألة
أمس في 6:21 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود المسألة تكون نكتة فى الوجه يوم القيامة
أمس في 6:20 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى جالات احلال المسألة
أمس في 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى عدد من تحل لهم الصدقةاة
أمس في 6:17 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود توزيع الصدقة فى الحج
أمس في 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود المسكين عنده ما يغنيه
أمس في 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تناقض فى نصاب الغنى
أمس في 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود مجىء الغنى السائل فى وجهه خموش
أمس في 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبود داود تعجيل الزكاة
أمس في 6:12 am من طرف Admin
» قراءة فى مقال هل الذين قتلوا الحسين هم شيعته ؟
أمس في 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى زكاة العباس
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:19 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى أصناف زكاة الفطر
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وجود زكاة على الصغير وهو ليس له مال وغيرمكلف
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وجود زكاة الفطر
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود رب الصدقة يأكل الحشف فى القيامة
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عدم أخذ الصدقة من بعص الثمار
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود خرص بعض الثمار كالبلح والعنب
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اقطاع البعض وهو الحمى لأفراد
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود اختلاف مقدار الزكاة باختلاف نوع السقى
الجمعة أكتوبر 11, 2024 6:10 am من طرف Admin
» نظرات فى خطبة صناديق النذور بريئة
الجمعة أكتوبر 11, 2024 5:56 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عدم وجود زكاة فى اصناف من المال كالخيل والرقيق
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الصدقة ترد على الفقراء فقط
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:56 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود فرض الزكاة فى أموال دون أموال
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:55 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الزكاة أنصبتها جاءنت فى الروايات
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:54 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قتال الناس حتى يسلموا
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:52 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود أ الجلوس فى المساجد لغير الصلاة
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:52 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وجود عذاب للقبر
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود وجود دعاء الاستخارة وركوع ركعتين
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:50 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود إستجابة الله للدعاء بشرط أو بدون شرط
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:49 am من طرف Admin
» نظرات فى مقال رد علي مذهب أهل السنة ؟
الخميس أكتوبر 10, 2024 5:38 am من طرف Admin