بحـث
المواضيع الأخيرة
سبتمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | ||||||
2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 |
9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15 |
16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 | 22 |
23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 | 29 |
30 |
دخول
الوجودية والإسلام (1)
2 مشترك
بيت الله :: الفئة الأولى :: منتدى القرآن
صفحة 1 من اصل 1
الوجودية والإسلام (1)
الوجودية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد :
هذا كتاب عن الوجودية.
الوجودية :
يطلق البعض على الوجودية تيار فلسفى ويسميها الأخرون مذهب فلسفى ويسميها طرف ثالث فلسفة والكل عندى بمعنى واحد هو الدين الذى يرضى به الإنسان ويتبعه وهو أى مجموعة أحكام أيا كان مصدرها والوجودية دين يدين به بعض البشر ويطبقونه فى حياتهم لإيمانهم به وسمى كذلك لأن أصحابه جعلوا الوجود هو غاية الإنسان فهو الهدف الذى يسعى خلفه .
الوجود :
انقسم الناس لثلاث فرق فى موضوع الوجود هى :
1- ترى أن الوجود وجود واحد فالله عندهم هو العالم الموجود والعالم الموجود هو الله ويسمون هذا وحدة الوجود والحلول والإتحاد.
2- ترى أن الوجود ينقسم لوجود إلهى هو الله الذى ليس كمثله شىء وهو الخالق للوجود الأخر والمسيطر عليه ووجود كونى وهو العالم الذى نحيا فيه وقد خلقه الله لابتلاء الإنس والجن أيهم أحسن عملا وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ".
3- يرى أن الوجود هو العالم الموجود فقط وهو نفسه الرأى الأول لأن الإله عند أصحاب هذا الرأى هو المادة ومن ثم فأصحابه ينكرون الوحى ولا ينكرون وجود الخالق فى داخلهم وإن أعلنوا غير هذا ولاعتراف البشر كلهم مصداق لقوله بسورة المؤمنون "قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون الله ".
انقسام الدين الوجودى :
انقسم أهل الدين الوجودى إلى أهل دينين :
- الدين الوجودى المعترف بوجود الله .
- الدين الوجودى الذى لا يقر بوجود الله ظاهريا .
وفى هذا قال سارتر "هناك فلسفتان للوجودية وليست فلسفة واحدة 000وهناك الوجوديون الملحدون وعلى رأسهم هيدجر والوجوديون الفرنسيون وأنا "عن كتاب الوجودية مذهب إنسانى لسارتر ص11 ترجمة عبد المنعم الحفنى .
تاريخ الوجودية :
للوجودية تاريخ ممتد فى أعماق التاريخ كما يقولون فيقولون أن كتب سقراط بها بعض الإشارات وكتب الحلاج والسهروردى أيضا ويقال أن الأب الحقيقى للدين الوجودى هو سيرن كيركجورد المولود فى الدانمرك ومن أصحاب الوجودية مارتن هيدجر وجان بول سارتر وسيمون دى بوفوار وجبريل مارسيل وكل منهم ساهم بالقول أو بالنشر فى إظهار الوجودية .
أسس الوجودية :
يقوم الدين الوجودى على عدة أسس هى :
- الإنسان أى الذات المفردة هى مركز البحث فى الدين الوجودى وهو أساس معظم إن لم يكن كل الأديان فالإنسان هو موضوع كل دين حيث يحدد له ما يفعله وما يقوله وعقوبات خلافه والإسلام هو الدين الوحيد المخالف حيث يخاطب الإنس والجن معا لأنهما المخيران بين الكفر والإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
- الإنسان حر فى اختياره ومسئول عنه وهو لا يخالف الإسلام بهذا لأن الله وهب الإنسان حرية الإختيار فقال بسورة الكهف "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ".
- مقومات وجود الإنسان هى الموت والخطيئة والقلق والمخاطرة ومما لا شك فيه أن الموت ليس مقوما للوجود الإنسانى لأنه ينهيه من الدنيا وأما الخطيئة فشىء لابد من الوقوع فيه وإن كان المطلوب فى الإسلام هو الإمتناع عنها قدر الإمكان وأما القلق والمخاطرة فهما عمودا الوجود فلا حياة بلا قلق ولا حياة بلا مخاطرة والسبب وجود الخطيئة وهى الظلم والكفر باستمرار مما يتطلب مقاومتها والمقاومة هى منبع القلق والمخاطرة .
- أن الوجود أسبق من الماهية ويعرفون الوجود بأنه الواقع أى المعنى الذى يجعل المخلوق موصوفا بالواقعية وأما الماهية فهى عندهم الجوهر أى الشىء الذى لا يتغير فى المخلوق والحق أن وجود الشىء هو ماهيته .
شخصيات وجودية :
أ- سيرن كيركجورد :
يعتبر سيرن المولود فى الدانمرك سنة 1813 م فى رأى الكثيرين مؤسس الدين الوجودى المعاصر فهو أول من تحدث عن الوجودية فوجد حديثه صدى عند كثير من معاصريه ومن بعدهم وقد نشأ فى أسرة نصرانية فرباه والده العجوز على الصرامة فيها منذ نعومة أظافره ومن أجل هذا نشأ والعقيدة غير مستقرة المعانى فى نفسه فقد وجدها تتعارض مع العقل لذا ملأ الحزن نفسه وساعده على هذا أقوال الحزن الموجودة فى الأناجيل المحرفة كالصلب والفداء وأخبار المرضى وقد مزقت العقيدة نفسه فبعثت فيه اليأس والكآبة والقلق فانقلب ضدها فأصبح عدوا للدين والعلم والعقل وهى أشياء لها معنى واحد تقريبا فى الإسلام ومن ثم اتصفت شخصيته بالتناقض والإندفاع والتمرد وبعد كفره بالدين حدث فى نفسه فراغ هائل كان لابد من ملئه وبدلا من البحث فى الأديان الأخرى ليجد الدين الصحيح كان قد أصدر حكما بعدم صلاحية كل الأديان ومن ثم اخترع لنفسه دين جديد .
آراء كيركجورد :
توصل سيرن إلى أن الدين الصحيح ليس ما يعلمه رجال الدين من أحكام وإنما هو الدين الذى يصنعه الإنسان داخل كيانه بلا سيطرة أو إجبار أو إلهام من أحد أو إبلاغ من رسول وليس له طقوس وأساسه الوحيد هو حب الإنسان للشىء الجدير بأنه يحبه فمثلا من يحب فضيلة تكون هى إلهه المعبود ومن يحب رذيلة تكون إلهه ومن يحب امرأة تكون هى إلهه وهكذا ويبدأ دين سيرن من الإيمان وهو "ما هو عليه من آلام وقلق وتمزق روحى داخلى فمن لم يجد هذه الأشياء فليس مؤمنا "نقلا عن كتاب الوجودية فى الميزان لمصطفى غلوش ص34 وقد عاد فرفض إيمانه فهو "يرى أن تجارب الحياة وقسوتها وما يلاقيه فيها من آلام وما يصادفه منها من فشل وما يواجهه فى دروبها من مرارة أمور موجودة لديه وأنها تحدث فيه آلاما شديدة الوطأة ومن هذه النقطة بدأ ينتقد الإيمان ليرفضه فيقرر أن هذا الإيمان الذى توصل إليه لا يمكن أن يعتبره إيمانا حقيقيا ودليله أنه لو كان إيمانا حقيقيا لخف لنجدته وأنقذه من آلامه "ص35 المصدر السابق وبذا أعلن أن لا طريق لمعرفة الإيمان وبعد هذا الشك اتجه سيرن للنفس التى نفى عنها المعرفة ونفى منها العقل فجعلها سلما ينقذه من الهاوية التى أوقع نفسه فيها معتمدا على وجود ما يسمونه الأنا المتجزىء ويشرح العقاد فى كتابه المذاهب الهدامة هذا فيقول "فالوجودية لا تعنى مطلق الوجود ولا مطلق الحياة ولكنها تعنى أن يهتدى الإنسان إلى وحدة شاملة تمضى إلى اتجاه متناسق لا تتنازع فيه وأن يكون بهذه المثابة شيئا لا يتكرر ولا يتعدد "وقد هدم سيرن مناهج البحث الموصلة للغاية التى يسعى لها الإنسان سواء كانت صوابا أو خطأ فرفض المنطق لقيامه على العقل – فى زعم أهله – والعقل عنده مرفوض والسبب حد العقل لحرية الإنسان التى هى وجوده ورفض الأخلاق لأنها تربط بين الناس الذين يعيشون سويا والسبب فى رأيه انعدام الوجود الجماعى ورفض التحليل النفسى والسبب هو أنه يربطه بما حوله ولا يحافظ على فرديته ورفض الملاحظة الباطنية والسبب عنده قيامها على أسس التفكير المتوارثة ورفض الأديان كلها والسبب أنه تربطه بأشياء غير محسوسة أو ملموسة وبعد هذا أوضح أن المنهج الموصل للغاية هو إصابة الإنسان بمصيبة أو محنة أو صدمة ترد إليه وعيه وتجعله يعرف أعماق نفسه فيصبح شعوره الخاص هو ميزان العدل الذى لا يخطىء ويصور العقاد على لسان سيرن هذا المنهج فيقول "إنما نهتدى إلى وجودنا بثورة فى أعماق هذا الوجود نهتدى إليه بصدمة فى عاطفة قوية أو بيقظة من يقظات الضمير أو بضربة من ضربات التجارب تفصلنا عن المجتمع الذى نعيش فيه أو نتناول مكاننا منه بالتحويل والتبديل "وهو بهذا يدعو للفردية والعزلة والوحدة وقد تغنى بهم فى كتاباته ومنها قوله "وما أشبهنى بشجرة صنوبر وحيدة منطوية على ذاتها تتجه نحو الأفاق العليا "نقلا عن الفلسفة الوجودية وفى رأى سيرن فإن الذى يرفع النفس لأعتاب الوجود الدينى الصحيح هو الخطيئة التى تسقط فيها ومن ثم فالطريق للصفاء النفسى فى رأيه أى الطريق لكون الإنسان من صفوة الخلق هو الإثم والخطيئة المفضيان للألم ففى رأيه أن ميزة الإنسان عن بقية خلق الله هى الآلام بمختلف ضروبها وأسبابها وأساس دين سيرن وهو الوجود ليس لديه تعريف محدد حيث يقول "أن الوجود ليس موضوعا للمعرفة ككل موضوع وضع ليعرف "ومن ثم فليس لدينه أساس يقوم عليه ومن آراءه إنكار الوحى الإلهى والرسولية وعداوة العقل والبحث العلمى والصفاء الناتج من الخطيئة والألم المميز للناس عن بعضهم ومن المعلوم فى الإسلام أن المميز للناس عن بعضهم هو التقوى مصداق لقوله بسورة الحجرات "إن أكرمكم عند الله أتقاكم "وأما الصفاء أى الإطمئنان النفسى فى الإسلام فسببه ذكر أى طاعة الله وليس معصيته عن طريق ارتكاب الخطيئة مصداق لقوله بسورة الرعد "ألا بذكر الله تطمئن القلوب "والفرق بين فردية الإسلام وفردية سيرن أن فردية الإسلام فردية منسجمة مع بقية الفرديات بحيث يكون الكل كالبنيان المرصوص مصداق لقوله بسورة الصف "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "وهذا يعنى أن الفرد المسلم يصنع المنافع من أجل الأخرين فى الظاهر ولكنها فى الباطن من أجل نفسه فكل عمل حسن يعمله لنفسه حتى وإن كان من أجل الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ".
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسل الله وبعد :
هذا كتاب عن الوجودية.
الوجودية :
يطلق البعض على الوجودية تيار فلسفى ويسميها الأخرون مذهب فلسفى ويسميها طرف ثالث فلسفة والكل عندى بمعنى واحد هو الدين الذى يرضى به الإنسان ويتبعه وهو أى مجموعة أحكام أيا كان مصدرها والوجودية دين يدين به بعض البشر ويطبقونه فى حياتهم لإيمانهم به وسمى كذلك لأن أصحابه جعلوا الوجود هو غاية الإنسان فهو الهدف الذى يسعى خلفه .
الوجود :
انقسم الناس لثلاث فرق فى موضوع الوجود هى :
1- ترى أن الوجود وجود واحد فالله عندهم هو العالم الموجود والعالم الموجود هو الله ويسمون هذا وحدة الوجود والحلول والإتحاد.
2- ترى أن الوجود ينقسم لوجود إلهى هو الله الذى ليس كمثله شىء وهو الخالق للوجود الأخر والمسيطر عليه ووجود كونى وهو العالم الذى نحيا فيه وقد خلقه الله لابتلاء الإنس والجن أيهم أحسن عملا وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ".
3- يرى أن الوجود هو العالم الموجود فقط وهو نفسه الرأى الأول لأن الإله عند أصحاب هذا الرأى هو المادة ومن ثم فأصحابه ينكرون الوحى ولا ينكرون وجود الخالق فى داخلهم وإن أعلنوا غير هذا ولاعتراف البشر كلهم مصداق لقوله بسورة المؤمنون "قل من رب السموات السبع ورب العرش العظيم سيقولون الله ".
انقسام الدين الوجودى :
انقسم أهل الدين الوجودى إلى أهل دينين :
- الدين الوجودى المعترف بوجود الله .
- الدين الوجودى الذى لا يقر بوجود الله ظاهريا .
وفى هذا قال سارتر "هناك فلسفتان للوجودية وليست فلسفة واحدة 000وهناك الوجوديون الملحدون وعلى رأسهم هيدجر والوجوديون الفرنسيون وأنا "عن كتاب الوجودية مذهب إنسانى لسارتر ص11 ترجمة عبد المنعم الحفنى .
تاريخ الوجودية :
للوجودية تاريخ ممتد فى أعماق التاريخ كما يقولون فيقولون أن كتب سقراط بها بعض الإشارات وكتب الحلاج والسهروردى أيضا ويقال أن الأب الحقيقى للدين الوجودى هو سيرن كيركجورد المولود فى الدانمرك ومن أصحاب الوجودية مارتن هيدجر وجان بول سارتر وسيمون دى بوفوار وجبريل مارسيل وكل منهم ساهم بالقول أو بالنشر فى إظهار الوجودية .
أسس الوجودية :
يقوم الدين الوجودى على عدة أسس هى :
- الإنسان أى الذات المفردة هى مركز البحث فى الدين الوجودى وهو أساس معظم إن لم يكن كل الأديان فالإنسان هو موضوع كل دين حيث يحدد له ما يفعله وما يقوله وعقوبات خلافه والإسلام هو الدين الوحيد المخالف حيث يخاطب الإنس والجن معا لأنهما المخيران بين الكفر والإسلام وفى هذا قال تعالى بسورة الذاريات "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ".
- الإنسان حر فى اختياره ومسئول عنه وهو لا يخالف الإسلام بهذا لأن الله وهب الإنسان حرية الإختيار فقال بسورة الكهف "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ".
- مقومات وجود الإنسان هى الموت والخطيئة والقلق والمخاطرة ومما لا شك فيه أن الموت ليس مقوما للوجود الإنسانى لأنه ينهيه من الدنيا وأما الخطيئة فشىء لابد من الوقوع فيه وإن كان المطلوب فى الإسلام هو الإمتناع عنها قدر الإمكان وأما القلق والمخاطرة فهما عمودا الوجود فلا حياة بلا قلق ولا حياة بلا مخاطرة والسبب وجود الخطيئة وهى الظلم والكفر باستمرار مما يتطلب مقاومتها والمقاومة هى منبع القلق والمخاطرة .
- أن الوجود أسبق من الماهية ويعرفون الوجود بأنه الواقع أى المعنى الذى يجعل المخلوق موصوفا بالواقعية وأما الماهية فهى عندهم الجوهر أى الشىء الذى لا يتغير فى المخلوق والحق أن وجود الشىء هو ماهيته .
شخصيات وجودية :
أ- سيرن كيركجورد :
يعتبر سيرن المولود فى الدانمرك سنة 1813 م فى رأى الكثيرين مؤسس الدين الوجودى المعاصر فهو أول من تحدث عن الوجودية فوجد حديثه صدى عند كثير من معاصريه ومن بعدهم وقد نشأ فى أسرة نصرانية فرباه والده العجوز على الصرامة فيها منذ نعومة أظافره ومن أجل هذا نشأ والعقيدة غير مستقرة المعانى فى نفسه فقد وجدها تتعارض مع العقل لذا ملأ الحزن نفسه وساعده على هذا أقوال الحزن الموجودة فى الأناجيل المحرفة كالصلب والفداء وأخبار المرضى وقد مزقت العقيدة نفسه فبعثت فيه اليأس والكآبة والقلق فانقلب ضدها فأصبح عدوا للدين والعلم والعقل وهى أشياء لها معنى واحد تقريبا فى الإسلام ومن ثم اتصفت شخصيته بالتناقض والإندفاع والتمرد وبعد كفره بالدين حدث فى نفسه فراغ هائل كان لابد من ملئه وبدلا من البحث فى الأديان الأخرى ليجد الدين الصحيح كان قد أصدر حكما بعدم صلاحية كل الأديان ومن ثم اخترع لنفسه دين جديد .
آراء كيركجورد :
توصل سيرن إلى أن الدين الصحيح ليس ما يعلمه رجال الدين من أحكام وإنما هو الدين الذى يصنعه الإنسان داخل كيانه بلا سيطرة أو إجبار أو إلهام من أحد أو إبلاغ من رسول وليس له طقوس وأساسه الوحيد هو حب الإنسان للشىء الجدير بأنه يحبه فمثلا من يحب فضيلة تكون هى إلهه المعبود ومن يحب رذيلة تكون إلهه ومن يحب امرأة تكون هى إلهه وهكذا ويبدأ دين سيرن من الإيمان وهو "ما هو عليه من آلام وقلق وتمزق روحى داخلى فمن لم يجد هذه الأشياء فليس مؤمنا "نقلا عن كتاب الوجودية فى الميزان لمصطفى غلوش ص34 وقد عاد فرفض إيمانه فهو "يرى أن تجارب الحياة وقسوتها وما يلاقيه فيها من آلام وما يصادفه منها من فشل وما يواجهه فى دروبها من مرارة أمور موجودة لديه وأنها تحدث فيه آلاما شديدة الوطأة ومن هذه النقطة بدأ ينتقد الإيمان ليرفضه فيقرر أن هذا الإيمان الذى توصل إليه لا يمكن أن يعتبره إيمانا حقيقيا ودليله أنه لو كان إيمانا حقيقيا لخف لنجدته وأنقذه من آلامه "ص35 المصدر السابق وبذا أعلن أن لا طريق لمعرفة الإيمان وبعد هذا الشك اتجه سيرن للنفس التى نفى عنها المعرفة ونفى منها العقل فجعلها سلما ينقذه من الهاوية التى أوقع نفسه فيها معتمدا على وجود ما يسمونه الأنا المتجزىء ويشرح العقاد فى كتابه المذاهب الهدامة هذا فيقول "فالوجودية لا تعنى مطلق الوجود ولا مطلق الحياة ولكنها تعنى أن يهتدى الإنسان إلى وحدة شاملة تمضى إلى اتجاه متناسق لا تتنازع فيه وأن يكون بهذه المثابة شيئا لا يتكرر ولا يتعدد "وقد هدم سيرن مناهج البحث الموصلة للغاية التى يسعى لها الإنسان سواء كانت صوابا أو خطأ فرفض المنطق لقيامه على العقل – فى زعم أهله – والعقل عنده مرفوض والسبب حد العقل لحرية الإنسان التى هى وجوده ورفض الأخلاق لأنها تربط بين الناس الذين يعيشون سويا والسبب فى رأيه انعدام الوجود الجماعى ورفض التحليل النفسى والسبب هو أنه يربطه بما حوله ولا يحافظ على فرديته ورفض الملاحظة الباطنية والسبب عنده قيامها على أسس التفكير المتوارثة ورفض الأديان كلها والسبب أنه تربطه بأشياء غير محسوسة أو ملموسة وبعد هذا أوضح أن المنهج الموصل للغاية هو إصابة الإنسان بمصيبة أو محنة أو صدمة ترد إليه وعيه وتجعله يعرف أعماق نفسه فيصبح شعوره الخاص هو ميزان العدل الذى لا يخطىء ويصور العقاد على لسان سيرن هذا المنهج فيقول "إنما نهتدى إلى وجودنا بثورة فى أعماق هذا الوجود نهتدى إليه بصدمة فى عاطفة قوية أو بيقظة من يقظات الضمير أو بضربة من ضربات التجارب تفصلنا عن المجتمع الذى نعيش فيه أو نتناول مكاننا منه بالتحويل والتبديل "وهو بهذا يدعو للفردية والعزلة والوحدة وقد تغنى بهم فى كتاباته ومنها قوله "وما أشبهنى بشجرة صنوبر وحيدة منطوية على ذاتها تتجه نحو الأفاق العليا "نقلا عن الفلسفة الوجودية وفى رأى سيرن فإن الذى يرفع النفس لأعتاب الوجود الدينى الصحيح هو الخطيئة التى تسقط فيها ومن ثم فالطريق للصفاء النفسى فى رأيه أى الطريق لكون الإنسان من صفوة الخلق هو الإثم والخطيئة المفضيان للألم ففى رأيه أن ميزة الإنسان عن بقية خلق الله هى الآلام بمختلف ضروبها وأسبابها وأساس دين سيرن وهو الوجود ليس لديه تعريف محدد حيث يقول "أن الوجود ليس موضوعا للمعرفة ككل موضوع وضع ليعرف "ومن ثم فليس لدينه أساس يقوم عليه ومن آراءه إنكار الوحى الإلهى والرسولية وعداوة العقل والبحث العلمى والصفاء الناتج من الخطيئة والألم المميز للناس عن بعضهم ومن المعلوم فى الإسلام أن المميز للناس عن بعضهم هو التقوى مصداق لقوله بسورة الحجرات "إن أكرمكم عند الله أتقاكم "وأما الصفاء أى الإطمئنان النفسى فى الإسلام فسببه ذكر أى طاعة الله وليس معصيته عن طريق ارتكاب الخطيئة مصداق لقوله بسورة الرعد "ألا بذكر الله تطمئن القلوب "والفرق بين فردية الإسلام وفردية سيرن أن فردية الإسلام فردية منسجمة مع بقية الفرديات بحيث يكون الكل كالبنيان المرصوص مصداق لقوله بسورة الصف "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "وهذا يعنى أن الفرد المسلم يصنع المنافع من أجل الأخرين فى الظاهر ولكنها فى الباطن من أجل نفسه فكل عمل حسن يعمله لنفسه حتى وإن كان من أجل الأخرين وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ".
رد: الوجودية والإسلام (1)
الوجود وجودان وجود الله سابق للوجود الثانى وهو الكون هذه هى عقيدة المسلم
جودة- عدد المساهمات : 61
تاريخ التسجيل : 31/07/2009
بيت الله :: الفئة الأولى :: منتدى القرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 8:40 pm من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود دعوة النبى (ص)على راكب الحمار بالشلل
اليوم في 5:59 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود مرور الكلب والحمار والمرأة واليهودى والمجوسى والخنزير والجدى يقطع الصلاة
اليوم في 5:58 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الكلب الأسود شيطان
اليوم في 5:57 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الوقوف 40 يوما أو شهرا أو سنة خيرا من المرور بين يدى المصلى
اليوم في 5:56 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المدروء أى المدفوع سواء إنسان أو غيره من المخلوقات شيطان
اليوم في 5:55 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود قاطع الصلاة شيطان
اليوم في 5:54 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تخيير صفوف النساء والرجال وتشريرها فى الصلاة
اليوم في 5:53 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى الصف الذى يصلى الله عليه وملائكته
اليوم في 5:52 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود صلاة الله وملائكته على ميامن الصفوف فقط
اليوم في 5:51 am من طرف Admin
» قراءة فى بحث جوازُ اغتيالِ الكافرِ المُحارب
اليوم في 5:38 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الشيطان يدخل بين الصفوف
أمس في 6:36 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المسلمين قسمين أولهما ذوى الأحلام والنهى وثانيهما غير ذوى الأحلام
أمس في 6:33 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود صلاة الله وملائكته على الصفوف الأول فقط
أمس في 6:09 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى مكان النعال من المصلى
أمس في 6:07 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى الصلاة بالنعال
أمس في 6:07 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الصلاة فى النعال فى المساجد
أمس في 6:05 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود ذكر عيسى (ص)فى سورة المؤمنين
أمس في 6:04 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الضفرة هى كفل أى مقعد الشيطان من الإنسان
أمس في 6:03 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى حكم السدل
أمس في 6:03 am من طرف Admin
» نظرات في بحث رسول الله(ص) والجنس تحت المجهر دراسة وتحليل
أمس في 5:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود أمر المسبل باعادة الوضوء رغم أن الوضوء لم ينتقض
السبت سبتمبر 14, 2024 5:48 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المسبل ليس من الله فى حل ولا حرام
السبت سبتمبر 14, 2024 5:47 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود صلاة النساء خلف الصبيان فى المساجد
السبت سبتمبر 14, 2024 5:46 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تحويل رافع رأسه فى الصلاة لرأس حمار
السبت سبتمبر 14, 2024 5:45 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود مفتاح الصلاة الطهور
السبت سبتمبر 14, 2024 5:44 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود بيات الولد فى غرفة الزوجين
السبت سبتمبر 14, 2024 5:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى حركات الصلاة
السبت سبتمبر 14, 2024 5:42 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى الواقف على الدكان
السبت سبتمبر 14, 2024 5:41 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود المسلمون بعضهم أبرار وبعضهم فجار
السبت سبتمبر 14, 2024 5:40 am من طرف Admin
» الانابة فى القرآن
السبت سبتمبر 14, 2024 5:30 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود عقاب القاتلين بغير ما قتلا به المرأة
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:16 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى سبب الامامة
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:15 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود امامة السفيه وهو الطفل
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:14 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى شرط الامامة
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:13 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود العلم بالغيب وهو عدم وجود ائمة للصلاة
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:12 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تناقض فى تكرار الصلاة مرتين
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:11 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود النهى عن السعى للصلاة
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:10 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود تحليل صلاة النساء فى المساجد
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:09 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن أبو داود الرجل أجره هو أجر كل المصلين وأجره معهم
الجمعة سبتمبر 13, 2024 6:08 am من طرف Admin