الرد على مقال النظام القرآنى عند النيلى

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اتبع الهدى وبعد :
هذا رد على مقال للأخ محمود دويكات وهو مقال تناول فيه نظرية عالم سبيط النيلى وهو رد على أحدهما أو الأخر
إن الجواب على هذا التساؤل يتفرع الى شقين الأول يختص بأن مثل هذه الاقترانات يوحي بوجود علاقة ما قد تجمع ما بين اللفظتين من ناحية المعنى و يكون لهذه العلاقة شأنٌ بالتركيبات التي تأتي فيها تلك الالفاظ (ليلة- سنة! أربعين!)
هذا الخطأ من النيلى فالاقترانات بين الألفاظ ليس لها بالضرورة علاقة بين الألفاظ فى المعنى فليلة وسنة بينهما علاقة حتى من قبل الجمل القرآنية وهى أن هذه جزء من تلك بينما أربعين داخل القرآن ليس لها علاقة سابقة بليلة وسنة حتى ولو وردت بهما فى القرآن
أما من ناحيتي فإن ما أقوم به هو وضع معايير قد تصلح كمقاييس ذات طبيعة احتمالية هدفها توجيهنا نحو الفهم الاكثر احتمالاً. و الفلسفة التي تكمن وراء هذا هو أننا كبشر و مسلمين من المستحيل علينا معرفة معنى التركيبات في القرءان بشكل قاطع و محددّ بل يكون فهمنا فيه نوعٌ من الاختلافات (تقل أو تكثر) و هذه الاختلافات تتراوح في صحتها من المعدومة الى القريبة جدا من الصحة ، أي بمعنى أخر يكون هناك توزيع احتمالي لمدى صحة معاني التركيبات القرءانية.
الخطأ هنا لدويكات وهو استحالة علمنا كمسلمين وبشر أن نعرف معنى التركيبات فى القرآن بشكل محدد وقاطع وهو قول يخالف أن هناك من البشر من يعلم تأويل القرآن ومنه التركيب وفى هذا قال تعالى " وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون فى العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا" وأيضا أنه آيات بينات أى واضحات فى صدور العالمين وفى هذا قال تعالى " بل هو آيات بينات فى صدور الذين
أوتوا العلم" ولو أنزله الله حتى لا يعلم به البشر فلماذا أنزله ؟ هل ليفسره كل على هواه ؟ قطعا لا
"بهذا الرقم نستطيع القول الأن أن احتمال كون الاية الرابعة من سورة المعارج تتحدث عن جبريل هو احتمال يصل الى 19.4% ."
الخطأ هنا لدويكات وهو أن نظرية الاحتمالات وحساباتها خاطئة فليس هناك احتمال قدره 20% أن الآية تتحدث عن جبريل (ص) لأنه يقينا هى تتحدث عنه أى 100% لأنه هو الروح وحتى لو لم تكن كلمة الروح موجودة فإن الآية 100% تتحدث عن جبريل (ص) لكونه من الملائكة