الرد على مقال الفرق بين كلمة (جاء) و(أتى) في القرآن

الرد على مقال الفرق بين كلمة (جاء) و(أتى) في القرآن.
قال محمد عمر فى مقاله:
"(أتى) تُستخدم في الشيء الذي فيه يسر وسهولة، و(جاء) تُستخدم في الشيء الذي فيه مشقّة وصعوبة."
ومع هذا فقد وردت كلمات من أتى وهى أتاكم وأتتكم استعملت مع الصعب وهو عذاب الله ومع الساعة فى قوله تعالى :
"قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
واستعملت تأتيهم مع الصعب وهو العذاب وأيضا مع الساعة فى قوله تعالى:
"أفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ "
وأيضا تأتيهم ويأتيهم استعملت مع الساعة ومع العذاب فى قوله تعالى :
"لَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ"
وكذلك استعملت تأتيهم مع الساعة فى قوله تعالى :
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا"
العجب أن كلمة من اتى وهى يأتينا وكلمة من جاء وهى جاءكم استعملت الاثنين للتعبير عن شىء واحد وهو القربان المأكول فى النار فى قوله تعالى:
"الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلَّا نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّى يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ قُلْ قَدْ جَاءَكُمْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
كما استعملت كلمة من جاء فى اليسر وهو الأمن والخوف وهو صعوبة فى قوله تعالى :
"وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ"
واستعملت الكلمات من جذر أتى مع الصعوبة وهى العذاب فى الكثير من المواضع مثل:
"وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ"
"وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ"
"أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ"
"مَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا"
"وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ"
كما نجد الكلمات من الجذرين عبرت عن شىء واحد وهو مجىء الوحى وهو الكتاب أو إتيان الرسل كما فى ألأقوال التالية:
"وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ"
"وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ"
"وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"
"وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ"
"بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ"
"فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا"
"الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ"
"وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ"
"أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ"
ومن ثم القاعدة التى وضعتها لا أساس لها مع إحساسى أنك تنقل قاعدة شحرورية تمتد للكتب اللغوية التى وضعت نظرية عدم الترادف عند القدماء كالحكيم الترمذى فى كتابه الفروق ومنع الترادف وكابن الأعرابي وثعلب والثعالبي وابن درستويه وابن الأنباري وأبو هلال العسكري وابن فارس