الذم والمدح فى الحيوان

الذم والمدح فى الحيوان
لما دخلنا بيت صديقنا عاطف معه استقبله كلبه على المدخل بهز ذيله والتمسح فيه فما كان من عاطف إلا أن ربت على ظهره ومرر يده على رأسه عدة مرات وقال كلب وفى فقلت وأنا أضحك النظرة مزدوجة فى الحيوان فمثلا يقولون فى الكلب وفى مخلص ويقولون الكلب نجس فنظرة محسنة مادحة ونظرة مقبحة ذامة فقال محسن وما حقيقة الأمر؟فأجبت الحق هو أن الحيوان كالإنسان فمثلما يكون الإنسان نافع أو ضار يكون الحيوان ومثلما يفعل الإنسان منا الضرر يفعل الحيوان –وإن كان ضرره لا يسمى شرا فى شريعته- خذ الكلب مثلا الذى يحمى بيت صاحبه والكلب نفسه الذى يعض المارة دونما سبب أو ينبح فى وجوههم كلما شاهدهم فقال عاطف وهو يتحرك باتجاه الباب الداخلى هيا للداخل ففتح عاطف الباب فدخلنا وجلسنا فى حجرة المكتب فقال محسن هل تقصد بكلامك أن الحيوان يضر وينفع حسبما يتراءى له؟فقلت نعم إنه له إرادة تصدر الأوامر له فقال عاطف وهل الكلاب نجسة فعلا ؟فرددت الحيوان سواء كان كلبا أو خنزيرا ليس نجسا لأن الله أحسن كل شىء خلقه والكلاب والخنازير وأمثالهما من مخلوقات الله الحسنة فقال عاطف مؤكدا على كلامى فعلا الله لم يخلق إلا المخلوق الحسن وإن شوه المخلوق حسنه بعد ذلك بالكفر بدين الله فقال محسن نريد كلمة جامعة فى الحيوانات فقلت الحيوانات كلها حسن ولكننا نعطيها الصورة حسبما تعلمنا من أهالينا أو حسبما تعاملنا معها فمثلا تعلمنا أن الأسد شجاع والتعلب مكار رغم أن كل نوع فيه الشجعان وفيه الجبناء وفيه المكارين وفيه المستقيمين بل إن الفرد الواحد فى موقف يكون شجاعا وفى موقف أخر جبانا وأيضا فى موقف مكار وفى موقف مستقيم وأنا لا أقصد الإنسان هنا وحده فقال محسن وهو يهز رأسه هذا كلام صحيح ولكن كيف نعاملها ؟فرد عاطف كما قال الله فى الشريعة فقلت فمثلا لا نمنع عنها الطعام والشراب ونأكل الحيوانات المحللة فقط ولا نحبس الحيوانات المفترسة وغيرها التى لا يفيدنا حبسها كالعصافير ولا نقتلها أو نجرحها إلا فى حالة الدفاع عن النفس أو عند الإحتياج لمادة معينة تفيد الإنسان فى الطب او غيره وأيضا لا نأكل المحرم كالخنازير التى خلقها الله من أجل أداء مهمة كونية هى تحويل القمامة لصورة نافعة للمخلوقات الأخرى عبر عملية الأك