معوقات العمل الوظيفى فى مصر

الروتين والبيروقراطية كلمات اعتدنا على سماعها فى مصر فالكل مربوط بقوانين عفا عليها الزمان لا يمكن أن تكون قوانين صنعها بشر طبيعيين وإنما بشر كفار أو مجانين أو مساطيل
عندما كنت فى بداية العمل الوظيفى كنت أعرف شىء واحد كانوا يعلمونه لنا فى معهد المعلمين بطنطا وهو أن تعمل باتقان لترضى الله فى عملك وهذا ما فعلته فكنت أعمل بكل جهدى فى تعليم الأولاد رغم أننى كنت أسير أكثر من ثلاث كيلومترات للوصول للعمل بعد ركوب مواصلة ولكنى فوجئت بالموجه يسألنى أسئلة غريبة لا علاقة لها باتقان العمل كم عدد حصص القراءة كم عدد حصص المحفوظات كم عدد حصص الحساب .. كم عدد البنين كم عدد البنات ... أين التاريخ الميلادى وكنت لا أكتب سوى التاريخ الهجرى فى دولة دينها الاسلام ولكن حكوماتها تعتمد التاريخ الميلادى فى قبض المرتبات حتى لا تدفع لهم شهر زائد كل 5 سنوات اسئلة لا علاقة لها باتقان العمل فالحصص كنت أعمل بها من الجدول الذى استلمته لم يخطر فى بالى أبدا أن أعد الحصص وإنما كنت أنظر فى الجدول حصة كذا وأقوم بالعمل ....
غضبت وتركت الفصل للموجه وكتب فى مذكرة قال أنه سيقدمها لأمن الدولة وبعدها جاء الناظر وقال لا تخف وأخذ منه المذكرة بعد يوم وقال له لا تدخل المدرسة وإلا سأضربك
تعلمت من خلال العمل مبادىء العمل الحكومى العتيدة التى يسير عليها معظم الموظفين :
- لا تعمل لأن من يعمل كثيرا يخطىء كثيرا يأخذ جزاءات كثيرة يعنى خصم من مرتبك الذى لا يكفيك أنت ولا أسرتك
- كذب مساوى ولا صدق منحكش يعنى الورق يكون تمام حتى ولو كان لا يطابق الواقع فليس مهما أن تزيد الانتاج أو تشترى اشياء زائدة وتضعها فى المؤسسة
فى الشهر الأخير أحضرت كمبيوتر كامل زائد من فلوس حكومية مع اصلاح باقى الأجهزة وأيضا أحضرت جهاز ريسيفر وأيضا وحدة تشغيل زائدة ووضعتهم فى المدرسة لتحسين العمل ولكن المصيبة أن من حضروا وجدوا الأجهزة الزائدة ومن ثم فقد أرادوا تحويل المدرسة للتحقيق والحل يا جماعة قالوا اسرقوا مال الحكومة وبالفعل تم أخذ الأجهزة للدور لأنه لا يمكن أن نقول أننا وفرنا من مال الحكومة وأحضرنا به تلك الأجهزة ولو أحضرنا فلان وقلنا أنه تبرع بالأجهزة فمن الممكن أن يقول أجهزتى ويأخذها ولا يمكن أن نتبرع بالأجهزة لأن قانون من أين لك هذا لا يطبق سوى على ضعاف الناس
إننا نعمل على الأجهزة فى البيوت عمل المدرسة حتى لا نأخذ عقاب
- الحكومة تقول جامعنى ولا ترينى قضيبك والمراد اسرق ولا ترينى السرقة وبألفاظ أخرى خذ مال الدولة بضرب الفواتير أو اشترى شىء لازم للعمل واكتب شىء أخر هو الموجود فى القانون
هذه المعوقات هى التى سوف تفسد أى اصلاح قادم فى العمل الحكومى وللإصلاح لابد من تغيير القوانين لتطابق الواقع مع تغييرها كل ثلاث سنوات لتطابق التضخم المالى فمثلا قانون المكتبات بند الاستهلاك يتم السماح فيه بكتب لا تتجاوز المائة جنيه وبشرط الا تكون مراجع أو موسوعات
سعر الكتاب حاليا لا يقل عن 5 أو10 جنيهات يعنى مكتبة مدرسة بها خمسمائة طالب أو ألف لو استعار الطلاب منها 50 كتاب ولم يعيدوهم على مدار السنة فهذا يعنى أن يتم ثمن تلك الكتب الزائد من مرتب امين المكتبة
المراجع والموسوعات وهى مجرد كتب ممنوع استهلاك رغم مرور أكثر من 30أو 50 سنة على وجودها يعنى من الممكن أن تقطع أو غير ذلك
اعطاء حرية كافية لادارة المؤسسة للتصرف فى البنود حسب الاحتياجات وليس تحديد نسب
الإدارة الجماعية حيث كل موظف وعامل يجب أن يشارك فى القرار فالقرار لا يخص مدير المؤسسة وإنما يخص كل من فيها
تغيير نظام المديرين المعينيين بعمل انتخابات فى كل مؤسسة بحيث يختار العاملون فى المؤسسة رئيسهم من بينهم وليس من خارجهم