الرد على مقال على خيال فى كون أول المسلمين إبراهيم(ص)

المقال :
(ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلما ) ...
لو إعتمدنا قضية أن الكتاب يخبرنا عن تاريخ قد سجله لنا،
وأخذنا بالتسلسل التاريخي لظهور ما يسمى بالديانات الإبراهيمية مع تحفظي على هذه المسميات لأن الدين واحد وليس هناك ديانات.
فالتسلسل التاريخي يوقع النص بالتناقض ... فكيف ينفي صفة عن إبراهيم هو سابق لها
فمن المنطق ألا يكون إبراهيم منتميآ لأي فريق لأنه هو الأسبق .
وعليه أقول : الكتاب خارج الزمكان وليس بكتاب تاريخ وجغرافيا
هو خطاب مستمر لكل الناس نستخرج قرءه بعد بقره.
الرد :
ذكر الله أن أمر نوح(ص) أن يكون من المسلمين فى الآيات التالية:
"واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامى وتذكيرى بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلى ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجرى إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين فكذبوه فنجيناه ومن معه فى الفلك وجعلناهم خلائف و أغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذرين"
ونوح(ص) قبل إبراهيم (ص) ولما كان الدين عند الله الإسلام كما قال "
"إن الدين عند الله الإسلام "
فإن كلمة الدين الذى شرعه الله لنوح(ص) تعنى الإسلام فى قوله تعالى :
شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذى أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه"
ومن ثم يكون نوح (ص)مسلما
والآية التى تتحدث عنها لو أخذناها بمفهومك لكانت متعارضة مع قول النبى(ص) أنه أول المسلمين فى قوله تعالى:
"قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم"
وقوله:
" قل إنى أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين"
ومع قول موسى(ص) نفس الكلمة فلو أخذنا الأولية على أنه أولية كل الأزمان لكان خطأ وإنما كل رسول فى زمنه يعتبر أول من أسلم إلا أن يكون هناك نبيين أو أكثر معا فى نفس الزمن
ومن ثم يحدث تعارض بين الآيات
زد على هذا كيف يكون الإسلام دين الخلق كلهم من أول الخلق حتى نهايتهم بقوله:
" أفغير دين الله يبغون وله أسلم من فى السموات والأرض طوعا وكرها"
وتقول أن الناس أول المسلمين فيهم إبراهيم(ص) لأنه سماهم المسلمين
زد على هذا أن الضمير فى سماكم لابد أن يكون عائدا لله وليس لإبراهيم (ص)لأن التسمية إلهية لأنه من قال لإبراهيم(ص)" أسلم قال أسلمت لرب العالمين"
ولو أخذنا بكلامك عن عدم وجود مسلمين قبل إبراهيم(ص) لكان آدم (ص) ونوح (ص) وهود(ص) وصالح(ص) وغيرهم فى النار لأن من يدخل الجنة المسلمين وحدهم كما قال تعالى :
"الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون"
وقطعا أنت لا يمكن أن تقول هذا من أجل أن يكون تفسيرك صحيح