دول الخليج تضرب الحوثيين حفاظا على مصالحها النفطية

شىء غريب أن يظن الناس وحتى من يحللون السياسة أن دول الخليج أقدمت على ضرب الحوثيين خوفا من النفوذ الشيعى ورغبة فى مساعدة الثورة اليمنية
المسألة تتلخص فى أن دول الخليج خائفة على مرور ناقلات النفط من باب المندب فمن الممكن أن يعطل الحوثيون المضيق ومن ثم تتعطل الصادرات الخليجية لفترة وأيضا عملا على ألا يبتز الحوثيون دول الخليج مستقبلا من خلال تهديدهم وتهديد إيران بقفل مضيق هرمز ومضيف باب المندب فى وجه ناقلات النفط
دول الخليج هى من عطلت الثورة اليمنية وما زالت من خلال اخراج على صالح بلا عقاب من الحكم كما حدث مع حسنى مبارك وهى لن تساعد الثوار اليمنيين أبدا لأنها سلمت السلطة لأحد الفاسدين وهو عبد ربه منصور وهو رجل عمل نائبا لعلى عبد الله صالح فترة طويلة ومن ثم فالمسألة لم تكن تعدو نقل السلطة من فاسد لفاسد أخر بقى معه ولم يحاول اصلاحه ودول الخليج هى من عملت على بقاء السلطة مناصفة بين الفاسدين فى المؤتمر الشعبى وبين الثوار حتى لا تنتصر الثورة
نفس ما حدث فى مصر الفاسد أعطى الفسدة وهم المجلس العسكرى الحكم وظل يشكل حكوماته من رجال الحزب الوطنى والثوار خارج التشكيلة حتى مرسى سار على نهجهم ظنا منه أن يرضى الثوار والعلمانيين فكانت النتيجة أنه لما ترك حكم الله سلط عليه الفسدة فأزاحوه وسجنوه
ما حدث فى الثورات هنا وهناك كان شىء واحد وهو تسليم السلطة من فاسد لفاسد فى البلاد الأربعة ولذا كان لابد أن تعود السلطة للفسدة ومحاولة الاصلاح فى ليبيا ستقود لنفس النتيجة
فى مصر عاد الفاسدون بالانقلاب عسكرى وفى تونس عادوا بانقلاب ناعم بنفس الخطوات تقريبا السيسى اخوان مهدى جمعة اخوان الوزارة ليست اخوانية فى مصر الوزارة فى تونس حيادية وهى من قلب الجهاز الإدارى لبن على
الاسلاميون ما زالوا لا يدركون الحقيقة وهى أن الاصلاح غير ممكن فى مجتمعات فاسدة فليس هناك حل سوى الانفصال عن المجتمع وعمل مجتمع من الأسوياء بالتجمع فى مكان ما وهى الهجرة أو حمل السلاح لتحقيق الهدف وهو امر لا يفيد فالفاسد لا يمكن اصلاحه لعدم اقتناعه وشعوبنا المضحوك عليها كثير منهم من الفسدة لأنهم يطيعون السادة والكبراء