بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
دخول
الألوهية فى القرآن(2)
بيت الله :: الفئة الأولى :: منتدى القرآن
صفحة 1 من اصل 1
الألوهية فى القرآن(2)
وجود الله الخالق يعنى وجود الكون :
إن وجود الكون يعنى وجود خالق له هو الله وهذه هى الحقيقة وفيها أتت النصوص ومنها قوله بسورة يونس "إن ربكم الله الذى خلق السموات والأرض "ورغم معرفة الكفار بهذا إلا أنهم فى أوقات من حياة كل منهم يشكون فى وجود الله ولذا فقد عرفنا الله الأتى فى صورة سؤال هو قوله تعالى بسورة الطور "أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض والسؤال يبين لنا فرضين :
-أن القوم خلقوا من غير خالق -أن القوم خلقوا أنفسهم والعالم
وذلك فى حالة عدم وجود الخالق الذى هو الله ،إذا فوجود الكون يعنى أن هناك فرض واحد صحيح من بين الفروض الأتية :
-أن الكون لا خالق له -أن البشر خلقوا أنفسهم والعالم - أن الكون خالقه هو الله.
نفى وجود خالق الكون :
قال بعض أنصار النفى وهو أوجست كونت :
"إن الإعتقاد فى ذوات عاقلة أو إرادات عليا لم يكن إلا تصورا نخفى وراءه جهلنا بالأسباب الطبيعية ،أما الآن وكل المتعلمين من أبناء المدنية الحديثة يعتقدون بأن كل الحوادث العالمية والظواهر الطبيعية لابد لها من أن تعود إلى سبب طبيعى وأنه من المستطاع تعليلها تعليلا علميا مبناه العلم الطبيعى لم يبق فراغ يسده الاعتقاد بوجود الله ولم يبق من سبب يدفعنا للإيمان به "ونسبوا للابلاس أنه عندما سأله نابليون وأين مكان الخالق فى نظريتك ؟قال يا صاحب الجلالة لست بحاجة لتلك الفرضية والملاحظ هنا أنهم يلبسون الجهل ثوب العلم فهم يزعمون أن العلم هو الذى أدى بهم إلى رفض وجود الله وكما قلت فى السابق أن علمهم بالظاهر الدنيوى فهم يريدون الاعتراف بما تشعر به حواسهم سواء كانت العين أو الأذن أو الجلد أو الأنف أو الفم فهم لا يعترفون بالعقل وحتى وإن زعموا آلاف المرات أن العقل هو قائدهم ومرشدهم .
البشر والألوهية :
البشر أصناف فى الألوهية هى :
-مثبت الألوهية لله وحده - مثبت للألوهية لنفسه - مثبت الألوهية لله وغيره --منكر للألوهية وهذا الإنكار يخدع به الإنسان نفسه فهو داخله يعترف بوجود إله ويطلق عليه أسماء عدة والملاحظ فى هذه الأسماء أنها أسماء لا تعبر عن الإله مباشرة وأصناف البشر السابق ذكرها كل صنف يعمل على إثبات صحة ما يعتقد والإثبات فى الحالة الأولى يكون بالبراهين الصادقة وحدها وإن عمد البعض لاستخدام براهين باطلة لإثباتها بسبب عناد الأخرين وأما الحالات الأخرى فكل البراهين المستخدمة فى إثباتها باطلة من أولها لأخرها والسبب أن كل حالة فى أصلها باطلة ولا يمكن البرهنة على صحة الباطل إلا بالباطل وأما بالحق فلا يمكن .
إدعاء الألوهية فى القرآن :
ادعى الألوهية عبر العصور العديد من الأشخاص وقد أورد الله فى القرآن بعضهم وهم :
-الملك فى عهد إبراهيم (ص)فعندما ناقشه إبراهيم (ص)فقال ربى الذى يحى ويميت قال له الملك أنا أحى وأميت وبهذا ساوى نفسه بالله فجعل نفسه يفعل ما يفعله الله وهذا معناه أنه إله عند هذا فاجئه إبراهيم (ص)بالحجة القاهرة فقال إن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فعند هذا سكت ولم يستطع الرد وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحى ويميت قال أنا أحى وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر ".
-فرعون ادعى الألوهية ونفى وجود آلهة سواه وقد تكرر زعمه كثيرا فقال بسورة القصص "يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى "وقال بسورة الشعراء "لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين وقال بسورة النازعات "فحشر فنادى أنا ربكم الأعلى ".
-فى عهد الرسول (ص)ادعى أحدهم الألوهية وزعم أنه سينزل وحى مثل ما أنزل الله وهو هنا ساوى نفسه بالله وبهذا هو إله عند نفسه وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ".
الكافر إلهه هواه :
إن حقيقة الكفر هى أن كل كافر يعتبر نفسه هو الإله أى يعتبر هوى نفسه هو الإله وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "وقال بسورة الفرقان "أرأيت من اتخذ إلهه هواه "وبهذا يتبين لنا أن إله كل كافر هو هواه أى هوى نفسه أى ما تحب نفسه أى الشهوات وهو لا يفطن لتلك الحقيقة فى غالب الأحوال إن لم يكن كلها .
الألوهية المدعاة لفظ لا حقيقة :
إن حقيقة ألوهية غير الله هى أنها لفظ أى اسم يطلق على الشىء دون أن يكون له وجود حقيقى فالآلهة المزعومة ليست سوى أسماء اخترعها الأباء والأبناء الكفرة وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان "وقوله بسورة يوسف "يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان "إذا فالآلهة المزعومة هى أسماء أى ألفاظ أى كلمات وأما حقيقتها فهى كائنات خلقها الله .
سبب إدعاء الألوهية :
إن السبب هو الغنى أى الملك أى أن الإنسان يوجد تحت تصرفه الأموال الكثيرة فمثلا الذى حاج إبراهيم (ص) فى الله لم يجادله إلا بعد أن أتاه الله الملك وهذا يعنى أنه قبل أن يكون ملكا لم يدع الألوهية وإنما ادعاها فيما بعد عندما ملك وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن أتاه الله الملك "فانظر لقوله "أن أتاه الله الملك "تجد الملك وهو الغنى هو الذى دفعه لإدعاء الألوهية وأما فرعون فقد ادعاها بسبب غناه وقد برهن للقوم على ألوهيته بأنه يملك مصر وأنهارها فقال بسورة الزخرف "ونادى فرعون فى قومه قال ياقوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون "وقد بين الله لنا سبب الطغيان وهو الكفر وهو الإستغناء فقال بسورة العلق "كلا إن الإنسان ليطغى أن رأه استغنى ".
سلالة الآلهة :
إن فرعون يمثل فى القرآن خرافة ألوهية البشر ففرعون كما ادعى هو الرب الأعلى وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى "ونظرا لأن خرافة ألوهية إنسان غير مقبولة لأن هذا الإنسان هو نسل ناس أخرين فقد ابتكر القوم خرافة تناسل الآلهة ففرعون هو إله ابن إله وهكذا ولذا ففرعون كان له آلهة بدليل قول قومه له بسورة الأعراف "أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك "فآلهة فرعون هم آبائه ورغم هذه الإضافة للخرافة فإن الخرافة فيها خروم كثيرة فالألوهية تقتصر على الملك وأما إخوته فلا وعلى أبيه وأما أعمامه فلا وعلى أمه وأما خالاته فلا وعلى أكبر أولاده وأما بقية الأولاد فلا وزد على ذلك أن الملك باعتباره إلها يتزوج وتكون الزوجة من الناس ومع كونها من سلالة الناس كما يدعون فإنها ترتقى لمرتبة الآلهة بزواجها من الإله الملك الذى هو سلالة الآلهة كما يزعمون ونفس خرافة السلالة حاول النصارى تطبيقها على عيسى (ص)وأمه مريم (ص)فجعلوا كل منهما إلها وأسموهم العائلة المقدسة .
أساس انتشار الألوهية المزعومة :
تنتشر خرافة الألوهية بسبب من الأسباب التالية كلها أو بعضها :
الإرهاب فمدعى الألوهية يعمل على إيذاء من يعارضه كما فعل فرعون ببنى إسرائيل وفى هذا قال تعالى بسورة القصص "إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم إنه كان من المفسدين "فهنا استعمل الذبح والاستحياء لإرغام بنى إسرائيل على عبادته كما قال له موسى (ص)بسورة الشعراء "على أن عبدت بنى إسرائيل " وقد هدد موسى (ص)يالسجن لو عبد غيره فقال بسورة الشعراء "لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين "أو قتله كما قال بسورة غافر "ذرونى أقتل موسى "فنتيجة الإرهاب يخاف الأخرون فيقرون له بالألوهية فى الظاهر حتى ولو أنكروا ذلك فى نفوسهم ومن ثم يتعلم الأولاد هذا الإقرار .
الإنعام فمدعى الألوهية يعمل على إعطاء من يجاريه ويسايره العطايا الحسنة فينطلق لسانه بمدحه والثناء عليه ومن ذلك أن السحرة اتفقوا مع فرعون على هزيمة موسى (ص)فجعل لهم فرعون بناء على طلبهم أجر وزاد على ذلك تقريبهم إليه الذى يعنى الإنعام عليهم بنعم وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين "عند ذلك استعان السحرة بحبالهم وعصيهم ولكى ينشروا الضلال نسبوا فوزهم الذى كانوا يتمنون لفرعون فقالوا :بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ".
-الإضلال ويستخدم القوم فى إثبات إدعاء الألوهية للبعض ما يسمى المعجزات فلأن الإنسان يعجز عن إحداث الآيات فهو ليس إلها ولكن الرسول إذا أحدث آية فهو إله عند أصحابه الذين يدعون ألوهيته فمثلا عيسى (ص)إله عند القوم لأنه أحيا الموتى وخلق من الطين كهيئة الطير فتكون طيرا حية ،إذا فبدلا من أن تكون المعجزات وسيلة للإهتداء أصبحت للإضلال ،إذا فالقوم يستخدمون ما يسمونه الخوارق فى إثبات ألوهية الرسل (ص)مثل عيسى (ص)وعزرا (ص)وقد لا تكون هناك خوارق ومعجزات حقيقية لمدعى الألوهية ولكن القوم يحتالون على الناس بحيل معينة لنسبة معجزات للآلهة المزعومة حتى يصدقوا بهم ومن الحكايات التى تناقلتها الأجيال حكاية الإضلال التالية :
يقال أنه فى أحد العصور وجد لصين كلبا ميتا فى الصحراء فقال أولهما للأخر :
ما رأيك فى أن نستفيد من هذا الكلب ؟ تساءل صاحبه قائلا :كيف ؟ قال:ندفنه ونبنى عليه قبة ونقول للناس أنه سيدنا الشيخ فلان وأنه رجل له كرامات كما تعرف ومن ثم يأتون ويدفعون نذور نقتسمها سويا وبالفعل دفنا الكلب وأقاما ضريحا وانطلقا فى القرى والمدن يحكيان عن كرامات الشيخ فأتى الناس لمكان الضريح وألقوا عنده بعضا من أموالهم وظل الصديقان على حالهما وفكرا فى إخفاء المال الكثير الذى فى الضريح فخطرت لهما فكرة هى أن يدفنا المال تحت جانب شجرة محددة وبالفعل دفنا المال ولكن أحدهما طمع فى المال الحرام فذهب إلى الشجرة واستخرج المال من تحت جانب الشجرة وأخفاه فى مكان أخر وحدث أن احتاج الصديق الأخر لبعض المال فطلب من صديقه أن يذهبا لإستخراج بعض المال فذهبا سويا واستمرا يحفران تحت جوانب الشجرة فلم يجدا المال عند ذلك قال الصديق لصديقه هل أخذت المال ؟ قال :لا فقال صاحبه : لقد سرقت المال ولما رجعا عند الضريح أقسم السارق وحياتك يا سيدنا الشيخ ما سرقت حاجة فقال الأخر اخرج المال فقد دفناه سويا ،إذا فإضلال الناس يكون بإتفاق بين المضلين وهذا الإتفاق يتم استخدام الحيلة فيه كما استخدم المجرمان هنا الكلب الميت .
إن وجود الكون يعنى وجود خالق له هو الله وهذه هى الحقيقة وفيها أتت النصوص ومنها قوله بسورة يونس "إن ربكم الله الذى خلق السموات والأرض "ورغم معرفة الكفار بهذا إلا أنهم فى أوقات من حياة كل منهم يشكون فى وجود الله ولذا فقد عرفنا الله الأتى فى صورة سؤال هو قوله تعالى بسورة الطور "أم خلقوا من غير شىء أم هم الخالقون أم خلقوا السموات والأرض والسؤال يبين لنا فرضين :
-أن القوم خلقوا من غير خالق -أن القوم خلقوا أنفسهم والعالم
وذلك فى حالة عدم وجود الخالق الذى هو الله ،إذا فوجود الكون يعنى أن هناك فرض واحد صحيح من بين الفروض الأتية :
-أن الكون لا خالق له -أن البشر خلقوا أنفسهم والعالم - أن الكون خالقه هو الله.
نفى وجود خالق الكون :
قال بعض أنصار النفى وهو أوجست كونت :
"إن الإعتقاد فى ذوات عاقلة أو إرادات عليا لم يكن إلا تصورا نخفى وراءه جهلنا بالأسباب الطبيعية ،أما الآن وكل المتعلمين من أبناء المدنية الحديثة يعتقدون بأن كل الحوادث العالمية والظواهر الطبيعية لابد لها من أن تعود إلى سبب طبيعى وأنه من المستطاع تعليلها تعليلا علميا مبناه العلم الطبيعى لم يبق فراغ يسده الاعتقاد بوجود الله ولم يبق من سبب يدفعنا للإيمان به "ونسبوا للابلاس أنه عندما سأله نابليون وأين مكان الخالق فى نظريتك ؟قال يا صاحب الجلالة لست بحاجة لتلك الفرضية والملاحظ هنا أنهم يلبسون الجهل ثوب العلم فهم يزعمون أن العلم هو الذى أدى بهم إلى رفض وجود الله وكما قلت فى السابق أن علمهم بالظاهر الدنيوى فهم يريدون الاعتراف بما تشعر به حواسهم سواء كانت العين أو الأذن أو الجلد أو الأنف أو الفم فهم لا يعترفون بالعقل وحتى وإن زعموا آلاف المرات أن العقل هو قائدهم ومرشدهم .
البشر والألوهية :
البشر أصناف فى الألوهية هى :
-مثبت الألوهية لله وحده - مثبت للألوهية لنفسه - مثبت الألوهية لله وغيره --منكر للألوهية وهذا الإنكار يخدع به الإنسان نفسه فهو داخله يعترف بوجود إله ويطلق عليه أسماء عدة والملاحظ فى هذه الأسماء أنها أسماء لا تعبر عن الإله مباشرة وأصناف البشر السابق ذكرها كل صنف يعمل على إثبات صحة ما يعتقد والإثبات فى الحالة الأولى يكون بالبراهين الصادقة وحدها وإن عمد البعض لاستخدام براهين باطلة لإثباتها بسبب عناد الأخرين وأما الحالات الأخرى فكل البراهين المستخدمة فى إثباتها باطلة من أولها لأخرها والسبب أن كل حالة فى أصلها باطلة ولا يمكن البرهنة على صحة الباطل إلا بالباطل وأما بالحق فلا يمكن .
إدعاء الألوهية فى القرآن :
ادعى الألوهية عبر العصور العديد من الأشخاص وقد أورد الله فى القرآن بعضهم وهم :
-الملك فى عهد إبراهيم (ص)فعندما ناقشه إبراهيم (ص)فقال ربى الذى يحى ويميت قال له الملك أنا أحى وأميت وبهذا ساوى نفسه بالله فجعل نفسه يفعل ما يفعله الله وهذا معناه أنه إله عند هذا فاجئه إبراهيم (ص)بالحجة القاهرة فقال إن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فعند هذا سكت ولم يستطع الرد وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن أتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربى الذى يحى ويميت قال أنا أحى وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتى بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذى كفر ".
-فرعون ادعى الألوهية ونفى وجود آلهة سواه وقد تكرر زعمه كثيرا فقال بسورة القصص "يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيرى "وقال بسورة الشعراء "لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين وقال بسورة النازعات "فحشر فنادى أنا ربكم الأعلى ".
-فى عهد الرسول (ص)ادعى أحدهم الألوهية وزعم أنه سينزل وحى مثل ما أنزل الله وهو هنا ساوى نفسه بالله وبهذا هو إله عند نفسه وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحى إلى ولم يوح إليه شىء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ".
الكافر إلهه هواه :
إن حقيقة الكفر هى أن كل كافر يعتبر نفسه هو الإله أى يعتبر هوى نفسه هو الإله وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه "وقال بسورة الفرقان "أرأيت من اتخذ إلهه هواه "وبهذا يتبين لنا أن إله كل كافر هو هواه أى هوى نفسه أى ما تحب نفسه أى الشهوات وهو لا يفطن لتلك الحقيقة فى غالب الأحوال إن لم يكن كلها .
الألوهية المدعاة لفظ لا حقيقة :
إن حقيقة ألوهية غير الله هى أنها لفظ أى اسم يطلق على الشىء دون أن يكون له وجود حقيقى فالآلهة المزعومة ليست سوى أسماء اخترعها الأباء والأبناء الكفرة وفى هذا قال تعالى بسورة النجم "إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان "وقوله بسورة يوسف "يا صاحبى السجن أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان "إذا فالآلهة المزعومة هى أسماء أى ألفاظ أى كلمات وأما حقيقتها فهى كائنات خلقها الله .
سبب إدعاء الألوهية :
إن السبب هو الغنى أى الملك أى أن الإنسان يوجد تحت تصرفه الأموال الكثيرة فمثلا الذى حاج إبراهيم (ص) فى الله لم يجادله إلا بعد أن أتاه الله الملك وهذا يعنى أنه قبل أن يكون ملكا لم يدع الألوهية وإنما ادعاها فيما بعد عندما ملك وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ألم تر إلى الذى حاج إبراهيم فى ربه أن أتاه الله الملك "فانظر لقوله "أن أتاه الله الملك "تجد الملك وهو الغنى هو الذى دفعه لإدعاء الألوهية وأما فرعون فقد ادعاها بسبب غناه وقد برهن للقوم على ألوهيته بأنه يملك مصر وأنهارها فقال بسورة الزخرف "ونادى فرعون فى قومه قال ياقوم أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون "وقد بين الله لنا سبب الطغيان وهو الكفر وهو الإستغناء فقال بسورة العلق "كلا إن الإنسان ليطغى أن رأه استغنى ".
سلالة الآلهة :
إن فرعون يمثل فى القرآن خرافة ألوهية البشر ففرعون كما ادعى هو الرب الأعلى وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى "ونظرا لأن خرافة ألوهية إنسان غير مقبولة لأن هذا الإنسان هو نسل ناس أخرين فقد ابتكر القوم خرافة تناسل الآلهة ففرعون هو إله ابن إله وهكذا ولذا ففرعون كان له آلهة بدليل قول قومه له بسورة الأعراف "أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك "فآلهة فرعون هم آبائه ورغم هذه الإضافة للخرافة فإن الخرافة فيها خروم كثيرة فالألوهية تقتصر على الملك وأما إخوته فلا وعلى أبيه وأما أعمامه فلا وعلى أمه وأما خالاته فلا وعلى أكبر أولاده وأما بقية الأولاد فلا وزد على ذلك أن الملك باعتباره إلها يتزوج وتكون الزوجة من الناس ومع كونها من سلالة الناس كما يدعون فإنها ترتقى لمرتبة الآلهة بزواجها من الإله الملك الذى هو سلالة الآلهة كما يزعمون ونفس خرافة السلالة حاول النصارى تطبيقها على عيسى (ص)وأمه مريم (ص)فجعلوا كل منهما إلها وأسموهم العائلة المقدسة .
أساس انتشار الألوهية المزعومة :
تنتشر خرافة الألوهية بسبب من الأسباب التالية كلها أو بعضها :
الإرهاب فمدعى الألوهية يعمل على إيذاء من يعارضه كما فعل فرعون ببنى إسرائيل وفى هذا قال تعالى بسورة القصص "إن فرعون علا فى الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحى نساءهم إنه كان من المفسدين "فهنا استعمل الذبح والاستحياء لإرغام بنى إسرائيل على عبادته كما قال له موسى (ص)بسورة الشعراء "على أن عبدت بنى إسرائيل " وقد هدد موسى (ص)يالسجن لو عبد غيره فقال بسورة الشعراء "لئن اتخذت إلها غيرى لأجعلنك من المسجونين "أو قتله كما قال بسورة غافر "ذرونى أقتل موسى "فنتيجة الإرهاب يخاف الأخرون فيقرون له بالألوهية فى الظاهر حتى ولو أنكروا ذلك فى نفوسهم ومن ثم يتعلم الأولاد هذا الإقرار .
الإنعام فمدعى الألوهية يعمل على إعطاء من يجاريه ويسايره العطايا الحسنة فينطلق لسانه بمدحه والثناء عليه ومن ذلك أن السحرة اتفقوا مع فرعون على هزيمة موسى (ص)فجعل لهم فرعون بناء على طلبهم أجر وزاد على ذلك تقريبهم إليه الذى يعنى الإنعام عليهم بنعم وفى هذا قال تعالى بسورة الشعراء "فلما جاء السحرة قالوا لفرعون أإن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين "عند ذلك استعان السحرة بحبالهم وعصيهم ولكى ينشروا الضلال نسبوا فوزهم الذى كانوا يتمنون لفرعون فقالوا :بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون وفى هذا قال تعالى بنفس السورة "فألقوا حبالهم وعصيهم وقالوا بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ".
-الإضلال ويستخدم القوم فى إثبات إدعاء الألوهية للبعض ما يسمى المعجزات فلأن الإنسان يعجز عن إحداث الآيات فهو ليس إلها ولكن الرسول إذا أحدث آية فهو إله عند أصحابه الذين يدعون ألوهيته فمثلا عيسى (ص)إله عند القوم لأنه أحيا الموتى وخلق من الطين كهيئة الطير فتكون طيرا حية ،إذا فبدلا من أن تكون المعجزات وسيلة للإهتداء أصبحت للإضلال ،إذا فالقوم يستخدمون ما يسمونه الخوارق فى إثبات ألوهية الرسل (ص)مثل عيسى (ص)وعزرا (ص)وقد لا تكون هناك خوارق ومعجزات حقيقية لمدعى الألوهية ولكن القوم يحتالون على الناس بحيل معينة لنسبة معجزات للآلهة المزعومة حتى يصدقوا بهم ومن الحكايات التى تناقلتها الأجيال حكاية الإضلال التالية :
يقال أنه فى أحد العصور وجد لصين كلبا ميتا فى الصحراء فقال أولهما للأخر :
ما رأيك فى أن نستفيد من هذا الكلب ؟ تساءل صاحبه قائلا :كيف ؟ قال:ندفنه ونبنى عليه قبة ونقول للناس أنه سيدنا الشيخ فلان وأنه رجل له كرامات كما تعرف ومن ثم يأتون ويدفعون نذور نقتسمها سويا وبالفعل دفنا الكلب وأقاما ضريحا وانطلقا فى القرى والمدن يحكيان عن كرامات الشيخ فأتى الناس لمكان الضريح وألقوا عنده بعضا من أموالهم وظل الصديقان على حالهما وفكرا فى إخفاء المال الكثير الذى فى الضريح فخطرت لهما فكرة هى أن يدفنا المال تحت جانب شجرة محددة وبالفعل دفنا المال ولكن أحدهما طمع فى المال الحرام فذهب إلى الشجرة واستخرج المال من تحت جانب الشجرة وأخفاه فى مكان أخر وحدث أن احتاج الصديق الأخر لبعض المال فطلب من صديقه أن يذهبا لإستخراج بعض المال فذهبا سويا واستمرا يحفران تحت جوانب الشجرة فلم يجدا المال عند ذلك قال الصديق لصديقه هل أخذت المال ؟ قال :لا فقال صاحبه : لقد سرقت المال ولما رجعا عند الضريح أقسم السارق وحياتك يا سيدنا الشيخ ما سرقت حاجة فقال الأخر اخرج المال فقد دفناه سويا ،إذا فإضلال الناس يكون بإتفاق بين المضلين وهذا الإتفاق يتم استخدام الحيلة فيه كما استخدم المجرمان هنا الكلب الميت .
مواضيع مماثلة
» الألوهية فى القرآن
» الألوهية فى القرآن(1)
» مذاهب الكفار فى الألوهية فى القرآن
» الألوهية فى سفر بوذا
» سبب إدعاء الألوهية
» الألوهية فى القرآن(1)
» مذاهب الكفار فى الألوهية فى القرآن
» الألوهية فى سفر بوذا
» سبب إدعاء الألوهية
بيت الله :: الفئة الأولى :: منتدى القرآن
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اليوم في 6:54 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى حدوث معجزة هى شفاء على بالبصق فى عينيه على الفور
اليوم في 6:53 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجود حوض واحد للنبى (ص)و
اليوم في 6:52 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى كون محمد(ص) من على وعلى من محمد(ص)
اليوم في 6:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى على بمثابة هارون(ص) من موسى(ًص)
اليوم في 6:51 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى علم النبى (ص)بالغيب الممثل فى استشهاد الصاحبيين
اليوم في 6:49 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى علم النبى (ص)بالغيب الممثل فى قتل عثمان
اليوم في 6:48 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى خوف الشيطان من عمر
اليوم في 6:47 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجود غيرة في الجنة
اليوم في 6:46 am من طرف Admin
» قراءة فى مقال لغز زانا الأم الوحشية لأبخازيا
اليوم في 6:34 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى كون عمر من المحدثين وهم الملهمين الوحى
أمس في 5:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى حدوث معجزات هى كلام البقرة والذئب للرجل
أمس في 5:42 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى عدم معرفة الصحابة بحكم الله في الحاكم خاصة الأنصار
أمس في 5:41 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى وجود باب لأمة أو جماعة معينة أو لمن يعمل عمل محدد لدخول الجنة
أمس في 5:41 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى اعلان الرسول(ص) أكثر من يحبهم
أمس في 5:40 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الرسول(ص)ليس له أخلاء
أمس في 5:39 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى العلم بالغيب ممثل في الحرورية
أمس في 5:38 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى أن يتبوأ القائل مكانه فى جهنم
أمس في 5:38 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى أول المحاسبين هم الشهيد والعالم والغنى المرائين
أمس في 5:37 am من طرف Admin
» المعية الإلهية فى القرآن
أمس في 5:32 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى شخصية الغامز
الأربعاء مايو 15, 2024 5:43 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى نزول الملائكة للأرض
الأربعاء مايو 15, 2024 5:42 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الحسد فى اثنتين هما من معه القرآن ومن معه المال
الأربعاء مايو 15, 2024 5:41 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى خلق العباد كلهم حنفاء مسلمين
الأربعاء مايو 15, 2024 5:40 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى أقل عدد لقراءة القرآن ثلاثة فأكثر
الأربعاء مايو 15, 2024 5:40 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى تناقض فى عدد الليالى التى هى أقل ما يمكن لقراءة القرآن
الأربعاء مايو 15, 2024 5:39 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى قراءة القرآن في ليلة
الأربعاء مايو 15, 2024 5:37 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى المهر قرآن وخاتم حديد
الأربعاء مايو 15, 2024 5:37 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الجنة منازل أى درجات بعدد آيات القرآن
الأربعاء مايو 15, 2024 5:36 am من طرف Admin
» نقد رسالة في جواب شريف بن الطاهر عن عصمة المعصوم
الأربعاء مايو 15, 2024 5:18 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الجهر بالقراءة فى الصلوات وسماع المصلين للإمام يقرأ
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:38 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى أبا موسى أعطى مزمارا من مزامير آل داود
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:37 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى الله ما أباح شىء كتغنى نبى(ص) حسن الصوت بالقرآن
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:36 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى القارىء الشاق عليه القرآن له أجران
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:35 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى خير الأمة معلم القرآن
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:34 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى العلم بالغيب الممثل الفتن بعد النبى (ص)والهدن
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:33 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى سورة الإخلاص ثلث القرآن
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:32 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى عدم الرد على الرجل بأنه لا يزيد على سورة الزلزلة
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:31 am من طرف Admin
» من أخطاء أحاديث كتاب سنن النسائى الكبرى فى المسبحات آية خير من ألف آية
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:31 am من طرف Admin
» نظرات فى مقال أسرار وخفايا رموز العالم القديم
الثلاثاء مايو 14, 2024 5:18 am من طرف Admin